رواية ألفة ووصال الفصل الرابع 4 - بقلم ايه شاكر
- حضرتك عرفتني ازاي؟
- من الشنطه.
قالها «ميسرة» وشاور على شنطتي اللي مغيرتهاش من سنه، بتفائل بيها وبلبسها دائمًا رغم إن عندي كتير غيرها. لكني على وشك التشاؤم منها بعد اللي حصلب النهارده.
- إنتِ كويسة؟
قالتها تسنيم فرفعت عيني عن شنطتي، قلت:
- الحمد لله.
- الحمد لله دايمًا... بس إنتِ شكلك معيطه!!
وسأل ميسره:
- في حاجه ولا ايه يا مس ايمان؟
بصيت له بنظرة سريعة وأخفضت بصري، وافتكرت بداية معرفته بيا، لما كنت بتدرب في مستشفى خاصة من سنه، ووقتها سألني عن شنطتي ومنين اشترتها عشان يجيب لأخته شبهها، ومن يومها متكلمناش إلا لو اتقاطعت طرقنا فبيلقي السلام وأرده. وكمان اتعلمت منه كتير خلال شغلنا سوا.
ولما طال سكوتي، غيّر السؤال:
- مبقتيش تيجي الشغل فجأه يعني؟
- أيوه مكنش عندي وقت و... وأنا دلوقتي في الإمتياز.
كان أثر الدموع واضح على صوتي ومكنتش عارفه أطلعه طبيعي، فسألني ميسرة مره تانيه:
- إنتِ كويسه يا إيمان؟!
هزيت راسي بالإيجاب وبصيت لتسنيم اللي كانت بتبدل نظرها بينا، قلت:
- فرصه سعيده.
- أنا أسعد.
قالتها تسنيم بابتسامة وبصت لأخوها، كانوا شبه بعض لدرجة كبيرة، استأذنتهم ومشيت. فسمعت تسنيم بتقوله:
- دي معيطه؟
رد ميسره:
- اممممم، يلا بينا.
معرفش إيه اللي دار بينهم تاني، مشيت وكل المشاعر السلبية متمكنة من قلبي، افتكرت أمي وصوتها:
- مبروك ياختي موضوع حاتم اتقفل للأبد أتمنى ترتاحي.
و نظرات أسماء ليا وجملتها:
- أهلًا بالعريس.
وأمي وقولها:
- حاتم هيخطب...
وصوت أمي الساخر:
- على الله هو اللي يرضى بمناخيرك دي!
ودموعي نزلت تاني، وخـ.ـانـتني شهقة عالية خرجت من حلقي.
خوفت يسمعني حد فدخلت شارع جانبي أكمل عياط بعيدًا عن عيون الناس.
- إيمان؟
التفتت وأنا في حالتي دي فلقيتها تسنيم، حضنتني من غير كلمة وطبطبت على ظهري، وميسره كان واقف على بُعد أمتار، قالت:
- إنتِ مش كويسه أنا متأكدة... ابكي يا ايمان أنا معاكي.
وكأنها ضغطت زر دموعي، واديتني الإذن فانفجـ.ـرت بالبكاء. فترة ولما خلصت، خرجت من حضنها وتنفست بعمق، قلت لها:
- شكرًا.
فقالت بابتسامة:
- العفو... تسمحيلي أتدخل في شأنك وأسألك مالك؟!
- الدنيا تعباني زي ما تاعبه كل الناس...
قلتها بنبرة مرهقة، فطبطبت تسنيم على كتفي بشفقة، فكملت أنا بضحكة مغلفة بالحزن:
- متقدملي عريس...
- لو دا اللي مزعلك طفشيه... أنا ممكن أقولك على خطه.
هزيت رأسي نافية وقلت بيأس:
- لأ... لو طلع كويس هوافق.
تبادلنا أرقام الموبلات، ورجعت هي لأخوها اللي شاور لها من بعيد بعد ما سلمت عليا.
استغفروا
بقلم آيه شاكر
★★★★★★
دخلت البيت وقابلني وش أمي العابس، وكلامها معايا كان من تحت ضرسها، وحتى والدي كان شبهها في التعامل.
دخلت أوضتي وعيطت تاني لحد ما جالي أخويا يبلغني خبر وصول العريس فقمت أستعد للقاء الأثقل من الصخر.
قعدت قصاد العريس ومبصتش ناحيته، سابونا لوحدنا.
حمحم العريس فرفعت راسي أبصله واتصدمت…
كان راجل ضعف وزني وملابس نظاره عريضه، حاطط رجل فوق رجل وعلى وشه ابتسامة بينت سنانه الشاحبة اللي طالعه بره بوقه، وكمان عنده كرش!
قال بغرور:
- طبعًا إنتِ عارفه إني مدرس وعندي سنتر دروس كبير...والحقيقه أنا اتفاجئت إنك ممرضة فصعب شويه أوافق عليكِ لكن خلينا نتكلم يمكن أرتاحلك.
- يعني ايه ممرضه! حضرتك هتتجوزني ولا هتتجوز وظيفتي؟
اتعدل في قعدته وقال بتوتر:
- مش قصدي أضايقك لكن...
- وأنا متضايقتش.
- طيب ارفعي نقابك عشان أشوف شكلك يمكن تعجبيني.
مبادرتش بأي رد فعل، حسيت إني بضاعه وهو جاي يتفرج عليها، وبصراحه خوفت يسخر من أنفي! فمرفعتش النقاب، أصلًا مقدرتش أتقبله مش عشان شكله لكن… إنسان مغرور...
سكتنا لفترة، فقال:
- واضح من لغة جسدك إنك مش واثقه في نفسك.
مردتش، واتعدلت في قعدتي… فكيت ذراعي بعد ما كنت رابطاهم ولافه قدم على قدم، فقال بأمر وانفعال:
- ارفعي نقابك.
بلعت ريقي بارتباك، ووعدلت عبايتي عشان تغطي قدمي اللي أنا لابسه فيها شراب أصلًا!
قال بنرڤزة:
- يعني مش هتكشفي عن وشك؟!
مردتش، فقال:
- إنتِ مبترديش عليا ليه دي قلة ذوق منك.
برده مردتش فقام وقف وقال:
- حتة ممرضه! ومعندكيش ثقه بنفسك و... ومعندكيش ذوق.
نادي والدي وخرج بيزعق وبيقول كلام مكلفتش نفسي إني أقوم أسمعه، وفضلت قاعده في مكاني، فعلًا يومي مكنش ناقصه إلا العريس ده!!
أول ما مشي، دخلت أمي وقالت:
- إنتِ عملتِ ايه؟!
- معملتش حاجه... هو اللي شتمني، قالي حتة ممرضه ومعنديش ذوق.
- والله تستاهلي... أهو مشي هو كمان بلا رجعه، خليكِ بقا قاعده جنبنا! منك لله يا ايمان عشان تضيعي من ايدك فرصتين زي دول.
دخل والدي وراها وقال بعصبية:
- طبعًا إنتِ اللي طفشتيه؟ هتفضلي طول عمرك غـ ـبية ومبتفهميش! أنا بعترف... أنا معرفتش أربيكِ.
قال جملته الأخيرة وهو بيضغط على كل حرف، فحسيت إن كل كلمه بتخترقني!
سألت نفسي: ليه كل العصبية دي! أنا معملتش حاجه!! ووقف والدي ووالدتي يعاتبوني لكن مدافعتش عن نفسي ومردتش بحرف واحد، كنت بصالهم وبس! ولما خرجوا من الأوضه قال أخويا الصغير:
- عجيب! لسانك أطول منك وساكته يعني!
تجاهلته وقمت ببطء ودخلت أوضتي، بقلب مهزوم بحاول أواسيه بإن خلاص الموضوع مر وانتهى وارتحت من العريس دا من غير معاناة.
صلوا على خير الأنام.
بقلم آيه شاكر
★★★★★★★
«لا يدوم الحزن، ولن تستمر السعادة، فكما يتقلب العام الواحد بين فصولٍ أربع، يتقلب القلب بين مشاعر أربع؛ حزن، وسعادة، ويسر، وعسر، فدوام الحال من المحال.»
ضمدت جرح قلبي بكثرة الاستغفار وقراءة سورة البقرة يوميًا، ودا علاجي الدائم لو عين أصابتني أو ذنب عملته وغطى على أيامي فلا ملجأ لي من الله إلا إليه..
مرت الأيام ونسيت اللى حصل إلى حدٍ ما وعادت روح المرح اللي غابت عني فترة، وانحلت عقدة لساني بعد ما اتدلت معاملة أهلي للأفضل ونسوا موضوع الجواز ده.
أنا ربنا كرمني بأهل طيبين مهما عملت مش بيتغيروا معايا أكثر من 3 أيام، مع إني زعلانه منهم في بعض الحاجات، لكن مسمحاهم وهما أغلى حاجه في حياتي.
وفي يوم بالليل لبست كان عندي يوم في الأسبوع بيات ليلة في المستشفى.
وقبل ما أخرج سمعت أمي بتشتكي لخالتي من النمل اللي ملى بيتنا، فقررت بين نفسي أشتري دواء وأنا جايه الصبح، وخرجت...
وبمجرد دخولي للقسم شوفت حاتم اللي مشوفتهوش بقالي فتره لكنه كان غايب عن بصري ومش عن عقلي طبعًا...
كان ماسك دفتر الحضور والإنصراف "الروستر" الخاص بينا_شعبة الإمتياز_ خطـ.ـفت نظرة وتظاهرت إني مش شايفاه لم أره، لكنه لاحظني فساب الدفتر وخرج من القسم...
كنت متغاظه جدااا عشان بيتجاهلني، مش عارفه هو خطب ولا ايه؟! وقررت المره الجايه أبص على ايده وأشوفه لبس خاتم ولا اي!
وبعد فترة دخل حاتم للقسم مرة تانيه يمر على الحالات، ركزت على إيديه وهو ماسك دفتر أحد المرضى...
مفيش في ايده اليمين إلا ساعة فضية، أما الشمال فاضيه، فابتسمت بفرحة وزالت ابتسامتي بسرعه لما تخيلت أنه ممكن يكون خلع الخاتم لأي سبب. فزفرت بضيق وبصيت قدامي.
وفاجئني لما قال:
- إيمان... لو سمحتِ عايزك لحظه من فضلك.
بصيت حوليا وشاورت على نفسي وسألته:
- آآ... أنا؟!
- أيوه.
قالها وهو بيهز رأسه برسمية، وطلع فروحت وراه بسرعه وسط نظرات اللي حوليا وهمهماتهم...
وقف في نهاية الطرقة عند الشباك ابتسمت ووقفت قصاده اتجهت صوبه، ومن غير ما يبصلي قال:
- هو إنتِ وأسماء مرات أخويا علاقتكوا ببعض إيه؟!
بلعت ريقي وقلت:
- هي بنت خالة أمي.
- اه ما أنا عارف ومش قصدي تقربلك ايه... قصدي بينكوا وبين بعض ايه؟
- مش فاهمه!
قلتها بنبرة مهزوزة، فسألني:
- مين اللي فبرك صور نجمه يا إيمان؟
- مش إنت عرفت؟!
- فعلًا أنا عرفت بس عايز أسمع منك.
- قولتلك مش هينفع أقول وروح اسأل نجمه.
- وأنا قولتلك مش هسأل حد وإنتِ اللي هتيجي تقوليلي بعد ما أتجوزك ان شاء الله.
قلت بسخرية:
- مش إنت عارف مين اللي عمل كده! وبعدين إنت روحت اتقدمت لعروسه تانيه! هي رفضتك ولا ايه؟
- فعلًا قعدت مع عروسه، أسماء رشحتهالي وكانت مُصره إنها أفضل منك لكني مشوفتش كده! وأنا اللي رفضتها.
سكتنا فاسندت على الشباك والهواء بيداعب نقابي، وبعد صمت خفيف قال بمكر:
- شروق أختي شيفاكي مناسبه ليا، لكن أسماء مش شايفه كده خالص! عشان كده بسألك بينك وبين أسماء إيه!
وكأنه كان متعمدا يثير غيظي من أسماء عشان أقوله عنها، وبالفعل اندفعت وقلت بانفعال:
- أصلًا أسماء دي هي...
وقبل ما أكمل، أنقذني إشارة زميلتي وهي بتقول:
- تعالي يا ايمان فيه مرور.
فمشيت من غير ما أستأذنه، ولما التفت لقيته واقف عاقد ذراعيه ومضيق جفونه وهو بيبصلي فخوفت على قلبي منه!
متكلمناش مره تانيه الليله دي وفضل حواره يتردد في رأسي لحد الصباح، ولما افتكرت أسماء قلت:
- حسبي الله ونعم الوكيل...
صلوا على الأنام.
بقلم آيه شاكر
★★★★★
والصبح رجعت لبيتي ونمت مباشرة...
الظهر طلعت من أوضتي فلقيت أمي واقفه قدام الحوض وبتتكلم مع حد برجاءٍ، قربت براحه على أطراف أصابعي فسمعتها بتقول:
- بالله عليكِ خدي عشيرتك وامشي أيتها النملة الجميله مفيش مكان ليكِ هنا... يعني يرضيك اللي حصل ده، دا حتى الملح مسيبتهوش في حاله... الرحمه الرحمه أيتها النملة.
أمي بتتكلم مع نمله! قلت:
- بتعملي ايه؟
أتفزعت والدتي واتنفضت، وبدات تردد اسم الله، وبعدين قالت:
- خضتيني افتكرت النمله ردت عليا!
ضحكت وقلت:
- هو النمل فعلًا بيتكلم، لكن مسمعتش عن حد سمع صوته إلا سيدنا سليمان... هو إنتِ بتعملي إيه يا ماما؟!
- النمل مالي الشقه ولما قولت لخالتك قالتلي إنه حسد أو سحر وإنها كان عندها كده وحفظتني كلمتين أقولهم لأي نمله معديه وهيمشي.
انفـ ـجرتُ ضاحكة وقلت:
- ماما انتي بتقولي لنملة بالله عليكِ خدي عشيرتك وامشي أيتها النمله... الرحمه الرحمه أيتها النمله.
وطلعت من المطبخ وضحكاتي بترج البيت ووالدتي بتسخر مني:
- جاهـ.ـله ومبتفهميش.
كنت اشتريت دواء فعال للنمل، فحطيته زي ما وصفلي العطار، وقررت مقولش لأمي إلا بعد ما ينقطع النمل. عشان لو متسخرش مني.
وبعد يومين شوفت أمي واقفه مع جارتنا بتشرح لها كيفية التخلص من النمل عن طريق الكلام مع واحده منهم، فاكره إن كلامها مع النمله هو اللي قطع النمل من البيت! دا أنا شاريه دوا!! ونسيت أقولها برده.
وفي ليلة رن جرس الباب ودخلت السيدة اللي نصحتها أمي بالكلام مع النمله وقالت:
- ما تيجي ياختي تتكلمي إنت معاها أصل أنا كلمتها مره واتنين ومفيش نتيجه.
لبست أمي حجابها بسرعة وقبل ما تطلع قلت:
- إنتِ رايحه فين يا ماما؟
- اسكتي يا به وابقي حطي العشا على ما أجي.
- استني بس هفهمك حاجه!
وطلعت مع جارتنا، فقلت بندم:
- ياريتني قولتلها... أهي رايحه تتكلم مع النمله تاني...
ضحكت لما افتكرت كلامها مع النملة وأنا بقول لنفسي:
- الرحمه الرحمه أيتها النمله.
وبعد أيام
في خلالهم كنت بشوف حاتم في مواعيد تدريبي، معدش بيتجاهلني وبيلقى عليّ السلام بابتسامة، وآه من تأثير صوته الحنون على قلبي... جماعه أنا اتغيرت!!
وبعد ليلة قضيتها في تدريبي صاحية طول الليل، طلعت من المستشفى وأنا بحاول أفتح عيني وبجر رجلي.
وقفت مستنيه تاكسي، فشافني ميسره وتسنيم، واتجهوا ناحيتي في نفس اللحظه الي وقف فيها حاتم حنبي. كان ماشي ورايا ومأخدتش بالي منه، سألني:
- إنتِ كويسه يا إيمان؟!
هزيت راسي بالإيجاب وسلمت على تسنيم، وسلم حاتم على ميسره ووقفوا يتكلموا.
استأذنت تسنيم وشاورت لعربية أجره ،وفي نفس الوقت رن موبايلي برقم والدي...
وقف التاكسي قصادي مستني أقوله هروح فين، فنطقت بدون تركيز:
- شارع ١٤ يا بابا.
- اتفضلي.
قالها بابتسامة، ومحستش باللي قلته إلا لما سمعت صوت تسنيم بتسأل ميسره:
- هو دا أبو ايمان؟
- لأ!
- أومال بتقوله يا بابا ليه؟!
ركب حاتم قدام، ومشينا وأنا بحاول مضحكش على عدم تركيزي ده.
وصلني السائق للشارع، ورفض حاتم إني ادفع فمجادلتش، كنت عايزه أوصل لسريري بأي شكل.
أمي كانت واقفه في بلكونتي، بتتكلم مع جارتنا اللي بتقول:
- النمل اختفى من الشقه يا ست يا مبروكه.
بصيت ناحية حاتم لما لوح لوالدتي يُحيها فقالت أمي:
- أهلًا يابني لازم تنزل يا دكتور والله ما ينفع... والله أزعل لازم تفطر معانا.
- معلش وقت تاني يا طنط ان شاء الله.
- والله ما يحصل أبدًا اقفي قدام التاكسي يا ست بدريه متخلهوش يتحرك أنا نازله.
قالتها أمي لجارتنا واختفت من البلكونه، ونفذت جارتنا الكلام ووقفت أمام التاكسي، فنزل حاتم منه وهو بيقول:
- مفيش داعي يا ست بدريه أنا نزلت خلاص.
ودفع حساب التاكسي ليغادر، وقالي بمكر:
- مقدرش أزعل والدتك.
فكرت للحظة هل هذه خطة جديده؟ وشتت انتباهي رنين موبايلي، فمعلقتش على كلامه، قال حاتم لجارتي:
- الشارع بتاعكم هادي وحلو اللهم بارك.
قالت الست بدرية:
- طيب يلا تعالى وأنا أشوفلك شقه هنا.
- والله بفكر يا ست بدريه أخد شقه هنا، حتى تبقى قريبه من شغلي.
بصلي حاتم، وسألني:
- إيه رأيك في الكلام ده يا ايمان؟
- ألووو.
كنت أقصد «حلو» ولكن عقلي نائم وتائه، ومركزه مع الموبايل اللي كان بيرن وحطيته في الشنطه من غير ما أرد.
سألني حاتم باستغراب:
- إيه!
- هه... إيـــــــه! تابـ.ـعوني كتابات آيه شاكر
يتبع انتظروني ومتنسوش التفـ.ـاعل.
الحلقة (٤) من
•تابع الفصل التالي "رواية ألفة ووصال" اضغط على اسم الرواية