رواية ألفة ووصال الفصل التاسع عشر 19 - بقلم ايه شاكر

 رواية ألفة ووصال الفصل التاسع عشر 19 - بقلم ايه شاكر

- مش إنتِ عايزه تعرفي مين كان بيبعت صور لأسماء وبيهددها؟

قال الجمله دي في نفس اللحظة اللي رفعت شروق ايدها عشان تضـ.ـرب ميسره على وشه، فمسك دراعها قبل ما يوصل ليه، فبرقت عيني بصدمة.

قلت بصدمة وأنا باصه لانفعالات وشي شروق وميسرة وتسنيم اللي واقفه حاجز بينهم:
- بص وراك بسرعه يا حاتم...

بص وراه ولما شاف اللي بيحصل:
- إيه ده!! ميــــــســـــره...

قال أخر كلمة بصوت عالي وجري ناحية ميسره اللي ساب دراع شروق، ومشيت وراه والفضول مسيطر عليا بتسائل عن اللي بيحصل.

قالت شروق ميسره بانفعال شديد:
- أكرم كان بيحبني إنت فاهم!

- لا، عمره ما حبك، وعلاقته معاكِ كان بدايتها لعبه، لعبه هو اللي عملها عشان يكسب رهان اتراهنا عليه، فوقي من الوهم اللي إنتِ عايشه فيه.

- كـــــــــــذاب.
قالتها شروق وهي بتحاول توصل لميسرة، ومصممه تضـ ـربه، وكنت حاسه انها اتجنـ.ـنت عشان ترفع ايدها على شاب!

مسكها حاتم من دراعها وهو بيقول:
- بس بقا اهدي... وإنت حسابك بعدين يا ميسره.

قالها حاتم وهو يرشق ميسره بحدة، وسحب أخته بعيدًا، فصاح ميسره:
- أنا خايف عليها... بحاول أفوقها من وهم عايشه فيه... أكرم محبهاش ولا مـ ـات بسببها... بحاول أفهمها كده مش بتفهم!

زعق حاتم لميسرة:
- مش بالطريقه دي يا أستاذ.
- صدقني مفيش طريقه غير دي.
قالها ميسره فيصل حاتم ناحية شروق اللي بعدت عننا بخطواتٍ واسعة وهي بتبكي، فجري حاتم وراها وهو بيقول:
- استني يا شروق...

وجريت تسنيم ووقفت قدامم شروق ثم قالت:
- أخويا مش كذاب أنا شاهده على كل كلمه قالها، وفيه أسرار تانيه يا شروق أتمنى إنك متعرفيهاش عشان هتوجعك أوي.

قالتها واتجهت ناحية ميسرة.
فبلع حاتم ريقه بقلق وبصلي بنظرة فهمت معناها، أكيد تسنيم وميسره يعرفوا بحوار أسماء اللي معدش سر على الإطلاق...

بدلت شروق نظرها بيننا ومشيت فبصلي حاتم وقال:
- هوصلها للبيت... اركبي تاكسي إنتِ.

قالها وجري ورا شروق، فقلت:
- طيب أجي معاكم؟
- لأ خليكِ لأني مش ضامن ظروفي وممكن أبات هناك الليله...
- تمام.

قلتها واتجهت ناحية ميسره اللي كان واقف جنب تسنيم بتعاتبه، قلت:
- هو أكرم كان عامل لعبه على شروق؟

تنهيد ميسره وقال:
- أيوه... كنا عملنا تحدي أنا وهو، أنا مع بنت وهو مع شروق بس دا من زمان أوي إحنا اتغيرنا وندمنا... أكرم محبش شروق ولا يوم هي اتفرضت عليه لأن والدته كانت تعبانه وكانت مصممه عليها، ولما أنا قولت لشروق كده قامت رفعت إيديها عشان تضـ ـربني!
قالها بابتسامة ساخرة، فقلت:
- شروق أعصابها تعبانه، بس إنت طلعت سر صاحبك اللي مات وسره دا كان لازم يندفن معاه! كنت سيبها تحترمه وتحبه وتفتكره بالخير.

قال ميسره:
- مكنتش عايز أقولها بس هي كل يوم تسألني عن الشخص اللي فبـ.ـرك صور نجمه وتقعد تحكي وتشكي وتبكي على أكرم... كانت لازم تفوق لنفسها.

كانت تسنيم بتتابع حوارنا في صمت، فقالت:
- وإنت غيران عشان هي بتتكلم عن أكرم وبتعبر عن حبها ليه؟!

بصلها بحدة وقال:
- فوقي لكلامك إنتِ كمان.

قالت تسنيم:
- إنت بتحبها؟!

- حب إيه! إنتِ تعبانه في دماغك...
قالها ميسره ومشي بعصبيه ووراه تسنيم ووقفت أنا أفكر في كلامهما، وتمتمت:
- بيحبها؟ معقوله شروق وميسرة! الله بقا مغامره جديده شكلي هتسلى...

قلتها وأنا بلتسم لوحدي، والتفتت حوليا وشاورت العربية أجرة وركبتها.
وأثناء الطريق كنت بفكر في اللي حصل، وحاتم الذي كان على وشك اخباري بالمجهول اللي بيهـ.ـدد أسماء لحد ما وصلت للبيت فوصلت للبيت وقلت للسائق بابتسامة:
- شكرًا جدًا.
- العفو يا أستاذه حمد الله على السلامه.

كان رجل يقترب من الستين، قلت:
-الله يسلمك.

سرت عدة خطوات فناداني:
- يا أستاذة... يا أبله.

عدت إليه وقلت بنفس الابتسامة:
- نعم!
- الأُجره!
-مش فاهمه!!
-الفلوس يافندم...
قالها مع إشاره بصوابعه، فانتبهت أنني سرحت ومدفعتش.
فتحت شنطتي بارتباك ودفعت الفلوس. ومشيت خطوتين فناداني مره تانيه ومد ايده بفلوس فسألته:
- ايه ده؟!
- الباقي يا أبله... هو حضرتك كويسه؟
- آآ... آه شكرًا.

هويت راسي وأخذت النقود من يده وأنا متوتره، وسمعته يقول قبل أن يمشي:
- لا حول ولا قوة إلا بالله.

وصوت صاحب البقاله من ورايا:
- ازيك يا ست البنات؟ فيه حاجه ولا ايه!
قلت بصوت مهزوز:
- لأ... أيوه... مفيش حاجه...

ودخلت البيت بسرعه وعقلي مشوش من كل اللي بيحصل.

استغفروا
بقلم آيه شاكر
★★★★★
مرّ يوم وأنا مستنية حاتم يقولي حصل إيه مع شروق ومين المجهول اللي بيهدد أسماء، وكل مكالمة أسأله يقول:
-لما أشوفِك هقولّك عشان موضوع طويل.

اضطريت أستنى يوم لقائنا بفارغ الصبر، واتحمست جدًا لأنه جاي بكرة بالليل.
تاني يوم…
خرجت أشتري حاجات للبيت، ولما رجعت قبل المغرب أول ما فتحت باب الشقة خبطت في دماغي كورة صغيرة بس وجعتني.
اتأوّهت وبصيت لابن خالتي الصغير واقف فوق الكنبة. قلت:
- أهلًا… دي باينلها ليلة فل الفل… إزيك يا بودي؟
ـ كويس.
قالها بصوته الطفولي، ورحت أنا عالمطبخ أحط اللي في إيدي، فسمعت صوت خالتي وأمي واقفين قدام حيطة وبيبحلقوا فيها، وأمي بتقول:
- أيتها النملة! مفيش نمل بيطلع في الشتا… إنتِ نسيتي تخزني أكل ولا إيه! خدي قبيلتك وامشي… أنا تعبت… انصرفي انصرفي.

خالتي قالت وهي مركزة في النملة:
- شايفة يا أم إيمان؟ بترفع راسها ازاي! كإنها بتسمعلك.
- يارب تكون كبيرتهم! ده أنا كل شوية أكلم نملة بس بتسيبني وتمشي…
- اطمني، طالما دي وقفت يبقى هتقولهم وهيمشوا… متقلقيش.
- يا مسهل الحال.
قالتها أمي بتنهيدة، وخالتي قالت:
- أهي مشيت… بصي! وقفت مع مجموعة نمل… أكيد بتبلغهم رسالتِك.
أمي مصمصت شفايفها وقالت:
- ياريتنا نقدر نسمع صوتهم.
وقفت وراهم من غير ما يحسوا، وقلت بهدوء:
- هو انتوا بتعملوا إيه!
صرخت خالتي ورمت نفسها في حضن أمي من الخضة.
ضحكت وقلت بسخرية:
- متقلقيش يا خالتو… مفيش نمل بيتكلم، أنا إيمان.
حطيت اللي في إيدي وطلعت من المطبخ وأنا بكلم نفسي:
- حاجة غريبة… قاعدين بيكلموا النمل!
سمعت أمي تقول: - جاهـ.ـلة…

دخلت أوضتي أغيّر هدومي وأنا بضحك، وبعدين سكت لما افتكرت أسماء وكان عندي فضول أعرف مين اللي بيهـ.ـددها… وإيه اللي حصل بين شروق وميسرة؟ وهما هيتجوزوا ولا إيه؟

غيرت هدومي وخرجت أكل.
قعدت قدام أمي وخالتي اللي قاعدين ياكلوا لب وبيهرجوا، وأنا ماسكة الأكل اللي عملاه لنفسي. سمعت خالتي تقول:
- كملي… وبعدين حصل إيه؟!
- بس كده… وهي اتجوزت حازم.
- مكنتش متخيلة! أنا اتصدمت… معقولة البِت أسماء دي بالشر ده…
شرقت من الصدمة وكحيت… أمي حكيت لها كل حاجة!
قامت أمي تضرب على ظهري وأنا بشاور لها تبطل، وهي تقول لخالتي:
- قُطعت هي وسيرتها… البت اللي اسمها أسماء دي…
قلت وأنا بنفس مقطوع:
- إنتِ قلتي لها ليــــــه؟!
خالتي قالت: - اخص عليكي يا إيمان… مكنتيش عايزاني أعرف؟!
أمي وهي بتقشر لب:
- دي خالتك!
- يعني إيه خالتك! أنا قلتلك متقوليش لحد يا ماما!
- هو أنا قلت لحد! دي خالتك يا بت!
بصّيت لخالتي اللي بتضحك وقلت:
- متقوليش لحد يا خالتو… لو سمحتي. أنا غلطانة إني حكيتلك أصلًا يا ماما ده زمان الشارع كله عارف!

وشيلت أكلي ودخلت أوضتي وأنا متنرفزة، وأمي بتقول:
- لأ والله… مفيش حد في الشارع عارف… أنا وأبوكي وخالتك وبس.
قلت بصدمة:
- أبويا كمان! آه يا قلبي…
وفجأة جرس الباب رن.
فضولي خلاني أقف ورا الركنة أشوف مين.
واتسعت عيني لما سمعت صوت أسماء.
خرجت بعد ما سمعت خالتي تقول:
- كويس إنك جيتِ… وإلا كنت أنا اللي هجيلِك بُكرة.
-إزيّك يا خالتو؟
قالتها أسماء وباست خالتي، لكن خالتي ردت عليها ببرود وبعدتها، وكمان أمي وقفت متجمدة وقالت:
- جاية لنا متأخر كده ليه يا أسماء؟!
- كنت قريبة من هنا وبكشف عشان تعبانة شوية… وقلت أعدي أسلم عليكم… وبالمرة أتكلم شوية مع إيمان.
بصيت لأمي وخالتي وأنا بتوسل لهم بعيني يسكتوا… قلت بتلعثم:
- آآ… اتفضلي يا أسماء نتكلم في أوضتي.
همست لأمي تبطل النظرات دي، وبرضه لخالتي، ومشيت قدامها.

طلبت أسماء قهوة، ولما فتحت باب الأوضة لقيت أمي وخالتي حاطين ودانهم على الباب.
فقلت وأنا بضغط على كل حرف:
- هتشرب قهوة.
- ماشي.
قالتها أمي وسحبت خالتي ودخلوا المطبخ.

بعد شوية
حطيت القهوة قدام أسماء وقلت:
- خير يا أسماء؟ بقالِك شوية بتقولي كلام أنا مش فاهمّاه… لو قصدك على التهـ.ـديدات اللي بتجيلِك فأنا مليش علاقة.

- أه ما أنا عارفة إن ملكيش علاقة… لأني عرفت مين اللي بيبعتها.
سألتها بفضول:
- هو مين؟
شربت من القهوة، ومفيش ولا علامة ندم ظاهره على وشها… لسه قسوتها زي ما هي. وكأن قلبها مـ.ـات.
قالت:
- مش مهم دلوقتي هو مين… الظاهر إن نجمة حكتلك عن موضوع الصور… بس أنا مش جاية عشان كده… أنا جاية عشان حاجة تانية خالص.

سكتنا شوية، وقامت هي فتحت الشباك ووقفت تشرب القهوة… الهوا اللي دخل عمل لي قشعريرة. قلبي اتنفض.
وقفت وراها مستنية تقول حاجة.
بصت أسماء على شباك حاتم لتحت، وقالت:
- واضح إن حاتم بيحبك أوي… أنا كان نفسي حازم يحبني.
- إيه يا أسماء؟ إنتِ جاية تقري عليا ولا إيه؟!
قلتها باستهزاء.
ضحكت أسماء ضحكات غريبة وقالت:
- لأ والله… أنا جاية أتكلم معاكي شوية… يمكن نوصل لحل في حكايتي الغريبة دي… كان نفسي أتكلم مع حد فاهمني… وملقتش غيرك.

بصيت لها في صمت… ومن جوايا بقول:
- أيوه أنا فاهماكي… فاهمة النفس الخبيثة دي. نفس ما اهتزتش لمـ.ـوت أكرم… يمكن اتأثرت وقتها، بس خلص التأثير.
أسماء كملت:
- طبعًا مفيش داعي أحكيلِك أنا عملت إيه مع نجمة لأنك عارفاه… خليني أحكيلِك من آخر نقطة كنت ناوية أعملها وملحقتش… أنا كنت ناوية أجمع شروق وأكرم في مكان… وأديهم منوم و…
فجأة اتشنجت شفايفها وبكت بمرارة… مقدرتش تكمل.
قعدت أبص عليها وهي بتعيط، لحد ما قالت بصعوبة: - اتصلت بأخويا عشان يقابلني في المكان اللي حددته… وكنت هاخد شروق معايا بأي خدعة… قعدت أفكر في سبب مقنع… لحد ما موبايلي رن برقم أكرم… ورد واحد وقال إنه عمل حادثة…

مسحت دموعها وشربت اللي فاضل من القهوة مرة واحدة بإيد بتترعش… وبعدين ابتسمت فجأة:
- بيقولوا إن القهوة بتحسن الحالة المزاجية… عشان كده بشربها كتير…
- أي حاجة في الدنيا لو زادت عن حدها بتتقلب ضدها.
- صح! حتى الحب… لما يزيد عن حده بيتحول لجـ.ـنون… وحبي لحازم هو سبب كل مشاكلي… سبب تعاستي.
قلت بضيق:
- إنتِ جاية تحكيلي الكلام ده ليه يا أسماء؟

أطلقت ضحكة شبه الزفرة وبصت لفنجان القهوة الفاضي، ولمست النعناع اللي جنبه وقالت:
- ينفع تعمليلنا تلاته شاي بالنعناع.
- تلاته؟
- أيوه… عشان نجمه زمانها جايه.
قلت:
- نجمه هتسافر بكره.
هزّت راسها نافيـة وقالت:
- لأ… لسه هتسافر بعد بكره.
استغربت وأنا ببص لملامحها اللي بقت غريبة، وقلبي بدأ يشك فيها.
خرجت من الأوضة بحاول أثبّت أعصابي…

جرس الباب رن… لقيت نجمه.
سلمت عليا، وسبت بنتها تلعب مع ابن خالتي وقالت: - أسماء جوه صح؟!
- للأسف.
- دي هي اللي وقالتلي نتقابل هنا… وانا برن عليكي مش بتردي…
- مكنش في أيدي الموبايل.
- طب قالتلك إيه؟
- كلام كتير… هبقا أقولك… بس الأول نعرف هي عايزانا ليه.
أمي كانت بتسمع كلامنا مركزّة، فقلت لها:
- معلش يا ماما… تعمليلنا 3 شاي بالنعناع.
رجعنا أنا ونجمه للأوضة… قعدنا قدام أسماء اللي بدأت تحكيلها نفس اللي قالتهولي من شوية، فقلت:
- وبعدين يا أسماء… عايزه إيه تاني!

دخلت أمي بالشاي… أخدته منها.
في اللحظة دي بنت نجمه صرخت، خرجنا نجري نشوفها، ونجمه هدتها… ورجعنا لأسماء، لاقيناها قاعدة بتشرب الشاي وحاطه رجل على رجل وقالت: - أنا طلبت الطلاق من حازم… حازم كان بيحب نجمه… وأظن لسه بيحبها. وأنا مبقتش قادره أستحمل.

نجمه قالت:
- حازم زي أخويا يا أسماء… ومفيش بينا أي حاجه.

سكتنا كلنا لحظة… لحد ما أسماء قالت وهي بتعيط: - أنا مقدرش أعيش من غير حازم… أنا بحبه… ومقدرش أعيش من غيره. عشان كده قررت أمـ ـوت نفسي… بس لما أخدت القرار…

سكتت وبلعت ريقها، فقلت بسخرية:
- قلتي بقا تيجي تعترفي بالمصايب اللي عملتيها… صح؟
ضحكت أسماء وهزت راسها بالنفي، وبعدين قامت وقفلت باب الأوضة من جوا… أنا ونجمه وقفنا متوترين، ولما بصت نجمه من الشباك لمحت كريم واقف على عربيته… شاورتله يطلع، وهي مرعوبة.

وفي نفس اللحظة وصل حازم وحاتم ونزلوا من العربية جري… قالوا لكريم كلمتين وجروا كلهم على الشقة…
جريت أفتح الباب، لقيت أسماء واقفة في وشي وقالت:
- أنا قلت ليه أمـ ـوت لوحدي… لما ممكن آخد معايا أكتر اتنين كانوا سبب في اللي أنا فيه…

بصيت أنا ونجمه لبعض بعيون مفزوعة… فقالت نجمه بافتعال هدوء:
- طب هتموتينا إزاي؟ وريني.
أسماء قالت وهي بتضحك:
- خلاص… كله انتهى يا نجمه… ومتقلقوش… شروق هتلحق بينا… أنا سايباها بتعمل شاي… وحاطه اليـ.ـم على الشاي الناشف برده… أي حد يشرب منه هيحصلنا…
ولمعت عينيها بدمعة ومسحتها… وضحكت.
وقعدت على طرف السرير، وقالت:
- شويه… ونرتاح كلنا من كل الوجع… للأبد.

بصّيت لنجمه… اللي بصت للشاي، وحطت إيدها على بطنها… وقعدت وهي تقول:
- كان مسموم!! آاااه… دي مجنونه! هتموّتنا كلنا!
نجمه حطت صباعها في بوقها وبدأت ترجع… وأنا كمان حسيت بألم زي نـ.ـار في بطني، وقعدت زيها أحاول أرجع وأنا بصرخ… وأسماء واقفة تضحك زي المـ ـجنونة… وبره كان صوت الشباب بيحاولوا يكسروا الباب… ووبينادوا أسامينا بصريخ…

الباب اتفتح بالعافية بعد ما خبطوه جامد… وحاتم شالني وأنا بصرخ:
- شـ… شروق… حد يلحق شروق… الشاي الناشف… فيه سم…
حاتم قال لخالتي:
- خدي الموبايل من جيبي… كلمي ماما… أو شروق… أو كلّمي ميسره لو مردوش… بسرعه يا خالتو الله يكرمك… قوليلهم محدش يشرب شاي!

خالتي عملت زي ما قال… وركبنا العربية وأنا بتلوّى من الألم… صوت نجمه وأسماء مليان أنين… وحاتم جنبي بيقول:
- متقلقيش… المستشفى قريبه…
وحازم بيزعق لأسماء:
- حرام عليكِ… إنتي مجنونه!… وكاتبالي رساله إنك هتنتـ ـحري!… كريم كلمني وقاللي إنك قلتي لنجمه تقابلك… بس عمري ما اتخيلت إنك هتعملي كده!!

حاتم قال له بصوت عالي: - مش وقته يا حازم!!

حازم كان سايق على آخره… العربية كانت هتخبط كذا عربية… بس ربنا سترها…
ردد
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
بقلم آيه شاكر
★★★★★
من ناحية تانية.
أعادت شروق تعمل الشاي، وقبل ما تذوقه لقت دبانه وقعت فيه، فتنهدت بضيق وقالت:
- دي تاني مرة أعمل كوباية شاي ويقع فيها حاجة.
ردت والدتها وهي بتبتسم:
- عشان بتشربي لوحدك… اعمليلي بقى معاكي المرة دي.
قامت شروق من مكانها وهي متضايقة، ودخلت المطبخ تعمل الشاي للمرة التالتة.
وبعد شوية خرجت شايلة صينية عليها كوبايتين شاي…

•تابع الفصل التالي "رواية ألفة ووصال" اضغط على اسم الرواية

تعليقات