رواية ألفة ووصال الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ايه شاكر
- بس... بس بقا كـــــــفـــــايــــــة... اطلعوا بره انتوا الاتنين... بــــــــره.
قالها حاتم وهو بيدفع حازم مره وكريم مره تانيه باتجاه باب الشقة، فوقف الإثنين وقال حازم بحدة:
- إنت متعصب عليا أنا ليه! عاوزني أعمل إيه بعد الكلام اللي قاله!
- تــــســــمــــعـــه.
قالها حاتم بصوت عالي، فقال حازم وهو بيشاور ناحية كريم:
- أسمع إيــــــــه! دا كذاب... عامل زي الثعبان الأصفر إنسان خبيث... هو السبب في تعب قلبي زمان وجاي يكمل عليا... أكيد غيران مني...
زعق كريم:
- حمـ ـار! إنت حـ ـمار وغـ ـبي أنا الحق عليا كنت فاكرك عقلت وهتفهمني.
وبغضب قرب حازم منه وهو بيضغط على أسنانه:
- برده بتغلط!
وقبل أن يوصله حازم، وقفت نجمه قدام كريم، ورفعت إيديها في وش حازم وقالت:
- كفايه لو سمحت ومتقربش خطوه زياده.
وقف حازم مكانه وبص لنجمه بنظرة لوم وعتاب وحنين وبص للأرض ومتحركش خطوه واحده.
بصت نجمه لكريم وسألته:
- إنت قولتله ايه؟!
بص كريم للأرض وسكت.
فرفع حازم رأسه وقال بأنفاس متسارعة:
- جوزك بيحاول يقنعني إن أسماء مراتي هي اللي نشرتلك الصور زمان... ردي إنتِ عليه... قولي...
نجمة وقفت مصدومة بتبدل نصرها بين كريم وحاتم وحازم وحاولت تدارك الموقف فقال بنبرة مرتعشة:
- لأ كريم فاهم غلط... مش أسماء مراتك...دا... دي واحده تانيه اللي عملت كده واسمها أسماء برده و... وأكيد كريم اتلغبط...
بصت بعين كريم وسألته:
- صح يا كريم؟!
لمس كريم في نظراتها الرجاء والتوسل.
فزحف ببصره يبص لحازم وملامحه الحادة الغاضبة.
فكررت نجمه سؤالها، فبصلها كريم وقال باقتضاب:
- يلا نمشي...
مسكه حازم من ذراعه وقال:
- مش هتمشي إلا لما أعرف مين اللي عملت كده! ومين أسماء التانيه دي؟
سحب كريم دراعه منه بقـ ـوة وقال بإصرار:
- مفيش أسماء تانيه... مراتك اللي عملت كده.
قالت نجمة:
- كـــــــــريــــــم...
ملتفتش ليها وخرج من الشقة ومشيت نجمة وراه.
وقف حاتم يمسح وشه بغضب وبيحاول يهدي حازم اللي بيقول:
- كــــــــــذاب... وحقــــــود... بكـــــرهـــــك.
خرجت ورا نجمه وقدامي والدتي اللي ماسكه بنت نجمه في ايديها.
وقدام البيت
مسكت نجمه دراع كريم ووقفت قدامه، قالت بخيبة أمل:
- دي الأمانه اللي صونتها؟ دا السر اللي حلفت إنه مش هيخرج.
-اسكتي إنتِ مش فاهمه حاجه.
بلعت نجمه غصة حلقها وقالت بحسرة:
- فهمني... فهمني إنت إيه اللي حصل لأني فعلًا مش فاهمه حاجه!
تنهد كريم، وقال:
- هو اللي خلاني أتكلم، هو السبب... هو اللي أصر يعرف الحقيقة وحلف إنه هيتصرف بحكمه وأول ما جيبت سيرة مراته اتحول لحـ ـمار هايج.... غبـ ـي...
قال أخر كلمة بنبرة عالية، فقالت نجمة بسخرية:
- كنت فاكر ايه؟ هه! كنت فاكره هيصدقك ويقوم ياخدك بالحضن ويقولك شكرًا إنك بتغلط في مراتي؟
سكتوا ثواني وهما باصين في عين بعض.
فقال كريم بندم:
- نجمه... أنا... أنا آسف يمكن متصرفتش بحكمه بس هو مش مرتاح مع مراته وتخيلته هـ...
قاطعته نجمه وانحرفت زوايا بوقها بسخرية وهي بتقول:
- تخيلت إنه هيلاقي سبب يريح ضميره لما يطلقها صح؟
سكت وبلع ريقه بتوتر، وهو بيبص لملامحها.
وخرج صوتها جامد لما قالت:
- أنا عايزه أمشي يا كريم.
اتجهت نجمه ناحيتي بملامح عابسة وأخدت بنتها، وسألتها أمي إيه اللي بيحصل؟ فقالت:
- دي مشكله عائلية قديمه يا طنط...
ومشيت نجمه بعدما ودعتني والعبوس ماسك في ملامحها.
ولما شوفت حالتها خوفت رد فعلها لما تعرف إن حاتم عرف مني!
دخلت البيت ولما عديت على شقة حاتم سمعت صوت خنـ.ـاقه مع حازم، فدعيت ربنا إنها تمر على خير بعدما تنكشف أسماء الخبيثة قدام العيله كلها ان شاء الله...
قضيت يومي في توتر وارتباك، ورنيت على نجمه كثير لكنها مردتش، إلا برسالة:
- إنتِ كمان مصونتيش الأمانه؟ شكرًا.
وطلعت نجمه من شات واتساب «جروب م»
حاولت التواصل معاها فمردتش عليا.
كلمت سمر واقترحت عليا أسيبها فترة تهدى، لكن خرجت من المجموعة، بعدما كتبت رسالة أنهم يرجعوها وقلتلهم اللي دخل الأخر يطلع الأول.
عيطت واتأثرت، أديني فقدت صُحبة كانت لي ملاذ وركن هادي يأخذوا بايدي كلما تقهقرت قوتي.
وفي نهاية اليوم ده جه حاتم ميعاده مع والدي..
طلعت ليه من غير نقابي، جهزت له أسئلة كتير.
وقعد هو يحكي لوالدي قصة من خياله عن كريم وحازم وخنـ.ـاقهم.
وبعدما سابنا والداي، سكتنا شويه، وبصيتله عشان أسأله قبل أن تهرب الأسئلة من رأسي، وقلت:
- إنت قلت لنجمه إني قلتلك حاجه عن أسماء؟
- لأ والله، بس كريم عارف إني عارف، لكني مقولتش عرفت ازاي!
بصيت للأرض، ولما رفعت عيني مره تانيه ارتبكت واتحذفت الأسئلة من عقلي وملقتهاش تاني، وكان هو يتأملني وربما يتفحصني، قال:
- مالك؟ حاسس إنك معيطه؟
مرفعتش عيني، زفرت بألم وقلت:
- أنا أصلًا مبطلتش عياط من امبارح... من ساعة ما بابا شافني في شقتك وأنا مخنوقه وزاد عليا موضوع نجمه ده.
- نجمه!! ليه؟ عملت فيكِ ايه؟
- مش مهم متشغلش بالك.
رجعنا السكوت لفترة، وقال فجأة:
- طيب إيه رأيك يا إيمان؟
- آآ... رأيي في ايه؟!
- فيا...!
قالها بابتسامة فابتسمت ورميته بنظرة سريعة وبصت للأرض، فقال والإبتسامة على وشه:
- السكوت علامة الرضا؟
سكت، فقال:
- هااا
قلت بصوت مهزوز:
- هنعيش فين؟
- في الشقه اللي تحت أنا اشتريتها وأُعتبر مليش مكان غيرها.
تنهدت بعمق وبصيتله وقلت:
- أنا عندي كلام كتير عايزه أقولهولك.
- قولي أنا سامعك...
قالها وهو بيبصلي بعمق، فتحول عقلي لصفحة بيضا، حثني هو على الكلام، فارتبكت حروفي، ونطقت:
- بص باختصار شديد أنا خايفه.
- خايفه مني؟
هزيت رأسي بالنفي وقلت:
- لأ من اللي حوليك.
فهم حاتم قصدي، وقبل ما ينطق، دخلت والدتي وقطعت كلامنا، وفضلنا نتبادل النظرات وكلما تلاقت نظراتنا كان بيبتبسم فابتبسمله...
وكان اللقاء ده زي المسك لختام يومي المرهق...
ومشي حاتم بعدما أخد من والدي ميعاد تاني عشان يجي مع باقي أسرته...
دخلت أوضتي ومشاعري متلخبطة ما بين خوف قليل وسعادة كبيرة اتعكرت ألوانها بعدما دخلت والدتي الأوضه وقعدت قصادي، قالت:
- والله الواد مفهوش غلطه... وكفايه إنه موافق على واحده زيك... إوعي تكوني فاكره نفسك جميله يا بت! إنتِ متسويش اتنين جنيه بس سبحان الله زرع حبك في قلب شاب زي الورد... ويكون في علمك إن رفضتيه المره ده والله لتتجوزي ابن عمك يا ايمان... وانتهى الكلام.
قامت أمي وقبل ما تخرج من باب اللأوضة قلت:
- وأنا موافقه عليه يا ماما.
- قولي يارب هو اللي يوافق والجوازه تمشي.
قالتها أمي وضحكت بسخرية، وخرجت وبتهمس بزهق، وتقول لو كنت وافقت عليه من زمان كان معانا أطفال دلوقتي وإني عنيدة، ولكن لكل شيء ميعاد.
خرجت أمي وسابتني بعدما ضلمت غرفات قلبي وهي بكلماتها أسدلت على نوافذها ستار أسود…
فاختفت ألوان السعادة وقعدت أفتمر نجمه وأبكي وأنا بحاول أكتم صوتي...
استغفروا.
بقلم آيه شاكر
★★★★★
مرت أيامي...
«انقلبت الموازين تبدل كل شيء حولي حين رأيت أشياء كنت أعانقها وراهنت على بقائها تتناثر وتتبعثر حولي تبعثر التراب، وأخرى كانت بعيدة بُعد السماء عن الأرض لكنها عانقتني دون أدنى مجهود مني؛ لأنها نصيبي وقسمتي من البداية.»
في أوضتي وقدام المرايه وقفت لوحدي بفستان بلون السماء الصافية، لامع ونقي زي نقاء قلبي...
ورغم وحدتي إلا أني كنت سعيدة مستنيه مرور الوقت بفارغ الصبر عشان أكون له ويكون ليا للأبد.
عايزه اوقع الورق عشان أكون زوجته، ولم يكن حاله مكنش أقل من حالي.
حاتم قرر كتب الكتاب مع الخطوبه عشان خايف أرجع في قراري. ووافقت...
محضرش حد من «جروب م»، رغم أني دعيتهم فتهربوا مني واعتذرولي...
مردتش نجمه عليا حتى الآن، قلبي بيتألم كل ما أفتكر اسمها لكن هعمل ايه؟ ما بيدي حيلة...
عرفت من حاتم أن حازم مصدقش أي حاجه قالها كريم!
وكل ما يحاول حاتم الكلام معاه مبيديهوش أي مجال.
مش عارفه هو حازم فعلًا مصدقش، ولا تغاضى عن الموضوع ولا بيدبر لحاجه تانيه؟!
انتبهت لما اتفتح باب أوضتي فالتفت.
شوفت والدتي داخله مع تسنيم اللي لوحت لي بابتسامة واسعة وقالت:
- اللهم بارك قمر ١٤.
- تسنيم!
قلتها بابتسامة وفرحة وضمتها بحب، فرغم علاقتنا السطحية إلا أن البنت دي ليها معزة في قلبي، قالت تسنيم بمرح:
- كتبتي الكتاب قبلنا بس إحنا هنلحقكم قريب.
- بجد؟ امته؟!
- بعد إسبوع... أصل أنا مصعباها على غيث كل كلمة ونظره بحساب ومفيش لمس ولا تلامس عشان كده قرر يكتب الكتاب... يمكن أفكها عليه شويه.
قالتها وضحكت فضحكت، قالت:
- بس الدكتور حاتم معاه حق الراجل اتبهدل وراكي يا شيخه... لقد سئمنا من أجل تلك اللحظه.
ابتسمت وغيرت الموضوع سائلة:
- هـ... هو مين بره؟!
- بره حماتك وشروق وأسماء، وغيث والدكتور حاتم وأخوه و... وأكرم... وناس قرايبكم مش عارفاهم...
- يعني أسماء بره!
هزت راسها بالإيجاب، فسألتها بفضول:
- هو غيث عارف إن أكرم اتقدملك قبل كده؟!
- أكيد لأ... مقولتش حاجه زي كده... وكمان أكرم ميعرفش إن غيث خطيبي.
وسكتنا لما دخلت خالتي تناديني، فقلت:
- أنا مش هخرج من غير النقاب.
- نقاب ايه!! إنتِ عروسه.
قالتها هالتي، فقلت بإصرار:
- مش هخرج أنا من غير نقاب وكمان شعري طالع من الطرحه كده! هاتولي الدفتر أمضي هنا.
- أنا هناديلك امك تتصرف معاكِ...
طلعت خالتي متعصبة، ووقفت أنفخ بضيق.
ازاي أخرج بين الرجاله كدا! مش هقبل أبدًا، حتى حاتم نفسه مينفعش يشوفني كده إلا بعد كتب كتابنا...
دخلت أمي غاضبة، حاولت تقنعني أخرج كده فرفضت رغم اصرارها، وخرجت هي كمان تنادي والدي، فقالت تسنيم:
- البسي نقابك وخمار واخرجي.
- ما إنتِ شايفاهم مش موافقين!
قلتها وأنا ماسكه دموعي، فقالت تسنيم:
- يلا بس اعملي كده واخرجي وحطيهم قدام الأمر الواقع.
عجبني كلامها فنفذت وطلعت بخمار ونقاب أسود، ومحطتش في دماغي يليق بفستاني ولا لأ..
وبعدما شافتني أمي رشقني بنظراتٍ حادة متوعدة، لكني كنت راضية.
قعدت جنب حاتم المبتسم، كنت يختلس النظر ليه بحياء وهو بيردد ورا المأذون بعدما خلص والدي...
لحظات وارتفعت الزغاريد، فقمت أحضن والدي.
أخذني والدي للخارج لأعانق والدة حاتم وبعدين شروق وأسماء اللي مكشرة، متكلفتش حتى تتصنع الابتسامة...
ضمتني والدتي ودموعها تسيل، وقالت:
- أنا النهارده أسعد أم في العالم.
ضحكت وأنا أُشدد عناقها، ودموعي بتنزل مش عارفه ليه؟!
قالت أمي:
- اخلعي بقا النقاب ده احنا ستات بس.
سمعت سخرية أسماء:
- إيه يا إيمان النقاب ده! مداريه وحاشتك ولا ايه؟
مردتش، فقالت تسنيم بابتسامة واسعة:
- قصدك مدارية حلاوتها! إيمان أصلًا قمر...
عانقتني تسنيم وقالت:
- أنا هساعدها يا طنط تخلعه...
وبعدما خلصت تسنيم، وظهر وشي، قالت والدة حاتم:
- بسم الله ما شاء الله اللهم بارك.
- زي القمر يا إيمان ربنا يكفيكِ شر العين يارب.
قالتها شروق بابتسامة صفراء وهي بتبص لأسماء، فاتضح لي أنهما على خلاف ما...
دخل حاتم للمكان مع والدي اللي قال بابتسامة:
- وسعوا للعريس يسلم على عروسته يا جماعه.
كان الارتباك واضح على وش حاتم وحركاته، قال بابتسامة وهو بيقرب مني:
- مبارك يا عروستي.
قالت شروق بضحك:
- مبارك! لا يا عم احضنها ولف بيها.
نظرتُ حوليا وقلت بتوتر:
- يلف بيا ازاي المكان ضيق أصلًا.
وقف حاتم جنبي من دون ما يلمسني، وقال بابتسامة مرتبكة:
- ملكيش دعوه يا شروق أنا هكتفي بمبارك حاليًا.
قالها وضحك فضحك الجميع، وقعدت جنبه وكان بيبصلي بين لحظة والتاتيه بابتسامة عذبة، شاورلي أقترب منه، وهمس:
- وقعت في حبك النهارده للمره التانيه... إنتِ جميله أوي اللهم بارك، ربنا يحفظك ليا يارب.
سكت وابتسمت بحياء، ولما رفعت رأسي شوفت أسماء بترميمي بنظرات اخترقت قلبي، ووقتها حسيت بألم في بطني، كان خفيف اتحملته، وافتكرت أنه من التوتر، تنفست يمكن الألم يخف أو يزول لكنه زاد بشكل مفاجئ، فحطيت ايدي على بطني، وشاورت لأمي لكنها تجاهلتني، شاورت لخالتي مأخدتش بالها.
كرمشت ملامحي من شدة الألم وضغطت على أسناني، فانحنى حاتم وسألني:
- إيه يا إيمان مالك؟!
- مفيش...
قلتها وتحاملت على نفسي افتكرت أنه القولون العصبي، واستنين دقيقتين لحد ما مشي الضيوف، وحاتم متابعني بشك...
دخلت أوضتي وأخدت حبايه للقولون ورجعت أقعد مع حاتم لوحدنا، سألني:
- إنتِ كويسه؟
هزيت راسي، والألم لازال ببطني واشتد فجأة، فقلت:
- آه... مش قادره بطني... همـ ـوت من الوجع...
قلتها والدموع فرت من عيني.
فقام وقال:
- وجع فين بالظبط؟
- بطني كلها... كان حولين السره وتجاهلته بحسب من التوتر بس زاد دلوقتي.
وزاد.الوجع ومعاه بكائي زاد، جت والدتي وخالتي اللي قالت:
- على فكره بالأعراض اللي بتقولها ممكن تكون الزايدة؟
بصلي حاتم وطلب مني أن أستلقي ليفحصني، ضغط على جانبي الأيمن من الأسفل فصرخت، فقال حاتم:
- شوفولنا عربيه بسرعة.
- يلا أنا هنزل أشغل العربيه بسرعه.
قالها والدي، وكنت بصرخ فشالني حاتم...
بدأ جوز خالتي وخالتي وأمي وأخوتي يزقوا عربية والدي...
فتأفف حاتم، وسمعت صوت أنفاسه الاهثة لما قال:
- تاكسي...
وقفوا عربية وانطلقنا بعدما ركبت والدتي وخالتي وورانا عربية والدي والبقية...
وبعد الفحوصات
لقيت نفسي في أوضة العمليات، وكنت بتوسل حاتم ميسيبهمش يفتحوا بطني لاستخراج تلك الزائدة الدودية الملتهبة ولو كلفني الأمر حياتي.
لكنه وقف يمكنني أنه برفقتي ومقلقش، وانتهى الأمر بعد الحقنة التي خلتني أغيب عن الإدراك والإحساس...
صلوا على خير الأنام
بقلم آيه شاكر
******
وبعدما خرجت إيمان
وفي غرفة الإفاقة وتحت تأثير المخدر الذي يخرج رويدًا رويدًا، قالت ببكاء وحشرجة:
- أسماء... حسدتني... هي... اللي... أسماء... حسدتني
قالت والدتها:
- معلش... معلش يابنتي.
- نجمه زعلانه...
طبطبت والدتها عليها، وقالت:
- طيب معلش يا حبيبتي.
رفعت ايمان صوتها:
- أنا عايزه نجمه يا ماما.
- حاضر يا قلبي هجيبلك نجمه بس متعيطيش.
- نجمه يا ماما... هاتي نجمه... يا نجمه... أنا آسفه يا نجمه.
قالت والدتها وهي تُقلب كفيها:
- استغفر الله العظيم يارب.
سكتت إيمان لفترة وقفلت جفونها وهي بتاوه، وفتحتها فجأة وقالت بحشرجة:
- هو حاتم فين؟
قالت والدتها وهي تنظر لحاتم الواقف جوارها:
- حاتم هنا أهوه يامه.
ارتبك حاتم وخاف تنطق بأسرار تانيه، فقال بتوتر:
- آآ... تعالي يا طنط هي لسه مش في وعيها.
قالت والدتها بدموع:
- طيب كلم نجمه تيجي يا حاتم بالله عليك.
قال بتوتر:
- حاضر بس تعالي حضرتك بره هديكِ تكلمي نجمه وخليني مع إيمان عشان أجيب الدكتور يبص عليها.
- لأ أنا مش هسيبها.
أصرت والدتها تفضل جنبها، وفضل حاتم واقف جنبها وهي بتناديه باسمه فانحنى ناحيتها، وقال:
- أنا هنا يا إيمان... وبالله عليك كفاية.
قالت ببكاء شديد:
- زعلانه منك...
- ليه بس؟
قالها بهمس، فقالت:
- عشان لبست قميص مش لون فستاني...
قالتها وانفجـ ـرت باكية، فقال حاتم:
- طيب أنا آسف سامحيني.
تأوهت إيمان لفترة وقالت ببكاء وبصوت مرتفع:
- يا ماما الحقيني كان عايز يبـ.وسني... يا مـــــــــامــــــــــا... يا بابا...
برق حاتم عنيه ووشه اصفر.
وخاصة لما دخل والدها وخالتها وسمعوا صوتها العالي وهي بتكرر الجمله دي.
قال والدها:
- هي مالها بتعيط كده ليه؟
ارتبك حاتم…
يتبع
•تابع الفصل التالي "رواية ألفة ووصال" اضغط على اسم الرواية