رواية ألفة ووصال الفصل الثالث عشر 13 - بقلم ايه شاكر

 رواية ألفة ووصال الفصل الثالث عشر 13 - بقلم ايه شاكر

- أنا كده كأني بقوله أنا بحبك!… يا نهار أزرق!

جتلها فكره… فابتسمت، وبحمـ.ـاس كتبت كام كلمة في ورقة صغيرة… وقرأتها مره تانيه وأنا بابتسم واتنهدت بارتياح:
- أيوه… هو دا الحل… حل مناسب أوي للورطة اللي حطيت نفسي فيها.
لكنه مكنش حل مناسب زي ما كانت فاكرة… حطت الرساله في السبت، ومعاها هدية تانية متغلفة وشكلها مستطيل…

وقبل ما تنزلها لحاتم اللي كان واقف في بلكونته مستني، رفع راسه وقال:
- ممكن عودين نعناع؟
- حـ… حاضر.
حطت النعناع وبصت جوه السبت تاني، وقلبها بيدق بقلق… وزادت دقاته لما نزلت السبت وأخد حاتم الرسالة وابتدى يقرأ اللي هي كتباه…
ولما شافت ابتسامته بتوسع، حاولت تشد السبت عشان تهرب وتدخل أوضتها بعد ما استوعبت غبـ.ـاء اللي كتبته… لكنه ضغط عليه بإيده وأجبرها تستنى لحد ما يخلص…
رفع راسه وبصلها بنظرة مفهمتهاش… اتلخبطت، وارتباكها زاد…
طلع حاتم قلم من جيبه وكتب كلمات على ضهر الورقة يرد بيها على رسالتها…
وحط الورقة في السلة من غير ما يبصلها تاني…
سحبت إيمان السبت وهي متابعه حاتم وهو بيفتح الهدية وهو مبتسم… وكانت الهدية مصحف. سند حاتم مرفقيه على السور، وبإيده المصحف بيمرر صوابعه عليه بابتسامة.

أما هي فدخلت أوضتها وقعدت على أقرب كرسي تقرا اللي كتبه…
«إيمان»
بلعت ريقي وأنا بقرا بعيني اللي كتبه:
«اطمئني… ما يئستش ولا ضاع مصحفي، بس أنا سايب نسخة منه في صدري بردد منها وقت ما أحب… رزقك الله كما رزقني.»
بصيت للكلمتين اللي أنا كتباهم في ضهر الورقة:
«هو مصحفك ضاع؟ ليه مبقتش أشوف بلكونتك منورة الفجر وإنت بتتلو الآيات؟ هو أنت يأست من حاجتك ولا خلصت؟»

غطيت بوقي بإيدي بعد ما فهمت حجم الكـ.ـارثة! أنا حرفيًا قلتله إني كنت بتابعه فجر كل يوم وهو بيحفظ!
قلت بحسرة:
- أنا جيت أكحلها… عميتها!
- ليه؟!
انتفضت واقفه وكتمت صرختي لما خالتي قالتها… كانت نايمة على سريري ورايا وأنا ماخدتش بالي! قلت بتوتر:
- آآ… إنتِ دخلتِ هنا إمتى يا خالتو؟
- دخلت وإنتِ بتنزلي السبت لحاتم.
قالتها بغمزة ماكرة… فقلت:
- دا… دا كان عايز نعناع… والله.

عقدت حواجبها وقالت بخبث:
- والله؟!
شبكت إيديا ورا ضهري أخبي الورقة، وغيرت الموضوع:
- آآ… إ… إنتوا هتمشوا إمتى؟
- إحنا هنبات هنا.
سكت وبصيت حواليا بقلق، ولما عيني قابلت نظرتها لقيتها مبتسمة وبصالي بنظرات متفهمت…
قالت:
-احكي يا إيمان.
-أحكي إيه؟
اتعدلت وقالت:
- حاتم كان عايز إيه؟
- مـ… ما قولتلك… نعناع.
قلتها بضيق وقمت… فقالت:
- طيب تعرفي أنا بايته هنا ليه؟
رجعت قعدت وقلت:
- اوعي تكوني متخانقة مع جوزك بعد العمر دا كله.
حركت صباعها نافية وقالت بابتسامة:
- لأ يا بنتي… بعد الشر، إحنا هنا عشان أساعد أمك ونحضر عزومة بُكره… شكله فيه عريس ليكي.
- إيه؟!! عريس إيه! أنا مش قاعدة مع حد.
- نش تسألي الأول مين العريس؟ ومين اللي معزوم؟
- أيًا يكن… أنا مش جاهزة.
- العريس ابن عمك… وبيشتغل حداد الصبح ونجار بعد الظهر وباقي اليوم سباك… مش ده نوعك المفضل؟
قالتها وهي بتضحك بسخرية… فقلت:
- إنتِ بتتكلمي جد ولا بتهزري يا خالتو؟
- بجد… عمك ومراته وابنه معزومين بكرة.
وقالتها وهي بتضحك… أما أنا فكشرت وقعدت أفكر في حل للمصيبة دي… أروح أقول لحاتم؟! ده أسخف سؤال في العالم… أكيد لأ مش هعمل كده!
تنهدت وقلت:
- بس إزاي محدش ياخد رأيي؟ دا حتى ماما مقالتليش؟
استلقت خالتي على السرير وهي بتتثاوب:
- روحي اسأليهم… لو تقدري.

سكتّ شوية وقلت بهمس:
- والله لأهرب… أنا مستحيل أقابل حد.
فضلت أقرض في ضوافري من التوتر… وقضيت ليلة طويلة مش قادرة أنام…
الصبح ماما قالتلي:
- جهزي نفسك… عمك ومراته وابنه جايين يتغدوا.

معترضتش… ولا وافقت… ولا رديت، سكت.
وبابا قال:
- الجماعة في الطريق… خمس دقايق وهيبقوا هنا.

قعدت ألف في أوضتي رايحة جاية…
دخل أيمن، راح للبلكونه، وقطف نعناع. سألته: - - بتعمل إيه إنت كمان؟
- حاتم عايز نعناع.
خرج أيمن… فتنهدت بضيق ولبست أسود ونقابي، كنت مستعدة أهرب من البيت قبل ما ييجوا…
ولما لقيت الكل مشغول… تسللت وخرجت من الشقة.
سمعت ماما بتقول:
- مين اللي فتح الباب يا ولاد؟
وخالتي قالت:
- تلاقيه أيمن.
نزلت السلم وقلبي بيدق لما سمعت ابن عمي بيتكلم مع أمه تحت… وقفت متسمرة… بصيت يمين شمال… مش عارفه أطلع تاني؟ ولا أعمل إيه؟
فجأة لمحت مفتاح شقة حاتم في الباب… فتحت ودخلت وقفلته ورايا بهدوء… وتنهدت براحة لما لقيت حاتم مش واخد باله… استخبيت في أول أوضة لحد ما أخرج.
لكن سمعت صوت أيمن بيكلم حاتم في البلكونة، بيقول:
- أنا سمعت بابا بيقول إنه هيجوز إيمان لابن أخوه… هو كان طالبها من زمان وبابا رفض… بس هو اللي هيكلم عمي دلوقتي… بيقول إنها بايرة ومش متربية ومتستهلش واحد زي حضرتك.
- يعني إيمان جايلها عريس النهارده؟
قالها حاتم بقلق،رد أيمن بصوت متوتر:
- هو أنا قولت كده؟! دا المفروض الموضوع سر كبير.
سكت حاتم… فسأله أيمن:
- سكت ليه يا دكتور؟
تنهد حاتم وقال بنبرة مخنوقة:
- مفيش حاجة.
اتصدمت… مش بس من كلام أيمن… لا… ده أخويا بيحكي لحاتم كل اللي بيحصل عندنا!.. من غير حتى ما يسأله!
كملت سماع، لما قال حاتم:
- مش لاقي المفتاح.
- تقصد المفتاح اللي في الباب… أنا شوفته وأنا داخل.
- يا الله! نسيته في الباب تاني!
قام حاتم وأ المفتاح، وراه أيمن بيقول بمكر:
- بيقولوا اللي بينسى كتير يبقى بيحب ودماغه مشغولة… تعرف إن إيمان بتنسى كتير برره؟ دي مرة صلت العصر أربع مرات…
عضيت شفايفي وأنا متوعدة أيمن شـ.ـر توعد…

رجع له حاتم وسأله:
- وهي إيمان موافقة على العريس ده؟
- أعتقد إنها موافقة… أصل بيشتغل نجار وحداد وسباك… مش زيك حتة دكتور.
قالها أيمن وهو بيضحك… فحاتم سكت لحظة وقال بصوت مخنوق:
- طيب يلا امشي يا أيمن… أنا هنام.
- نوم العصر وحش يا دكتور.
- يا سيدي عايز أقعد مع نفسي شوية.
قالها حاتم بزهق، فرد أيمن بمكر:
- خلي بالك متقعدش لوحدك كتير… أنا سمعت إن اللي بيعيش لوحده بيتلبس… دا فيه رجالة مبـيتجوزوش خالص بسبب الموضوع ده.
- مش فاهم؟!
قال أيمن بصوت واكي كإنه مرتبك:
- عشان بيتجوزوا… بسم الله الرحمن الرحيم يجعل كلامنا خفيف عليهم…
- أنا مش فاهمك… اتكلم مباشر يا بني.
نفخ أيمن بضيق وقال:
- يعني بيطلعلهم عفريتة… خصوصًا وهما غضبانين أو متضايقين… بيبقوا في أضعف حالاتهم… فالعفريتة تتجوزهم غصب… وميعرفوش يعرفوا يتجوزوا إنس تاني.
-لا والله!… طيب يلا يا أيمن… مامتك بتنادي عليك يا حبيبي.
- بتوزعني؟! ماشي… آه… أخدت غرضك مني…
قال حاتم وهو بيكتم غيظه:
- امشي يا أيمن الله يكرمك… أنا مش طايق نفسي السّاعة دي.

لحظات وخرج أيمن وقفل باب الشقة وراه… فارتبكت… دلوقتي إحنا لوحدنا! ودي خلوة ولازم أطلع فورًا…
وقبل ما أتحرك خطوة… سمعت صوت حاجة بتتكسر… بصيت من فتحة الباب… لقيته رمى الكوباية على الأرض ومتعصب…
وبعدها رمى قلم وخبط في الحيطة بغضـ.ـب وهو بيقول:
- لــــيـــه يـــــا إيـــمـــان؟!
وبعدها مسك الدفتر وحدفه… وبص حواليه بعصبية… ودفع الكرسي البلاستيك فقلبه… ووقف يمسح وشه بأنفاس سريعة…
عمري ما شوفته بالشكل ده…
خوفت منه… وكتمت نفسي، قلت لو شافني دلوقتي هيد.فني مكان ما أنا واقفة وخلاص!

وقفت ثابتة لحد ما شوفته بدأ يهدى… عدل الكرسي وقعد عليه يستغفر…
قلت همس:
- ادخل الحمام بقا اغسل وشّك عشان تهدى… وعشان أنا أخرج.
قام… فابتسمت… قلت أكيد رايح للحمام… لكن فوجئت إنه جاي ناحية الأوضة اللي أنا فيها!
اتجمدت مكاني…
ولأن الأوضة فاضية مفيهاش غير مكتب صغير… وقفت ورا الباب… وغمضت عيني… وفتحتهم لما سمعت حاتم يقول:
- بسم الله الرحمن الرحيم…
وبدأ يقرا آية الكرسي… وهو واقف مديني ضهره!
شكله فكرني عفريتة…
واضح إنه صدف كلام أيمن!
كتمت ضحكي بالعافية… وقلت أستغل اللحظة وأمشي… وقلت همس:
- خلاص… أنا هنصرف.
قربت أفتح باب الشقة… بس جرس الباب رن! فدخلت أوضة تانية بسرعة… ودقات قلبي ازدادت.
راح حاتم للباب وسأل بنبرة مرتعشة:
- مـ… مين؟
- أنا أيمن.
فتح له، ودخل أيمن… فقال حاتم:
- نعم!
قال أيمن بصوت واطي:
- إيمان هربت… والدنيا مقلوبة فوق… بس بابا قال جدتها تعبانة وراحتلها… وحلف محدش يرن عليها… لكن خالتي بترن عليها ومش بترد.
- ماشي…
قالها حاتم ببط، بعدين بص حواليه بتوتر… خد مفتاحه وموبايله… وأيمن واقف بيراقبه… لحد ما قال حاتم بارتباك:
- يلا… عشان أنا خارج…
- هو حضرتك كويس؟
- أيوه الحمد لله... يلا...
قالها حاتم وخرج من الشقة، روحت ناحية الياب وأنا بكلم نفسي بنبرة هامسة:
- والله انسان محترم، إنسان في قمة الذوق... خرج من الشقه لحد ما أنا أخرج... يــــاه على الأخلاق، روح يا شيخ إلهي ربنا يحققلك اللي بتتمناه وتتجوزني يارب في القريب العاجل.

انتهت من دعوتي وجيت أفتح باب الشقة، شهقت بصدمة، عشان لقيته قفل الباب بالمفتاح!
قلت بحسرة:
- إيه قلة الذوق دي! دا حبسني، روح يا شيخ منك لله.

فكرت شوية أعمل إيه… أخبط على الباب، ولا أنادي حد؟ لكن بسرعة اتراجعت ورجعت لورا خطوتين لما تخيلت رد فعل بابا… ده ممكن يضـ ـربني بالعصاية! ويمكن يصفعني بالألم!

حطيت إيدي على خدي… وندمت على اللي عملته… يا ريتني ما خرجت من البيت… ويا ريتني ما دخلت شقة حاتم أصلًا!

وبعد تفكير قررت أصلي العصر لحد ما حاتم يرجع…
وبعد الصلاة
موبايلي نور… كانت خالتي بتتصل للمرة العاشرة…

رديت… سمعت صوت بابا بيقول:
- قولولها بقا متجيليش البيت… عشان لو شوفتها هكـ ـسر عضمها.
- ماشي… مش جاية…
قلتها… فقالت خالتي بلهفة:
- إنتِ فين يا إيمان؟!
- عند واحدة صاحبتي.
- تصدقي بالله… إنتِ بتستعبطي؟
وسمعت صوت ماما بتقول:
- هي المحروسة ردت؟!
وخدت الموبايل من خالتي وقالتلي بعصبية:
- والله يا إيمان ما هحوش أبوكي عنك المرة دي! تخرجي من البيت من غير إذن؟! هو إنتِ عيلة صغيرة يا بت عشان تتصرفي كده؟!
- لأ… أنا مش عيلة صغيرة، وعشان كده مش هتجوز بالطريقة دي.
- أومال هتتجوزي بأي طريقة إن شاء الله؟!
سكت، وفضلت أمي تسخر مني وتزعقلي، زي ما خالتي عملت بالظبط… واتقفلت المكالمة بعد ما خالتي أمرتني أرجع فورًا… وأنا رفضت تمامًا.

عيني دمعت… عارفة إن هروبي من أبويا وأمي غلط وعقوق… بس أنا عنديه، ومش قادرة أرجع.

مسحت دموعي وقمت ألف في الشقة… الشقة تقريبًا فاضية… غير سرير في أوضة، ومكتب في أوضة تانية، وكام كرسي في الممر… فتحت أدراج المكتب، يمكن ألاقي نسخة تانية من المفتاح… بس ملقيتش حاجة…
قعدت على كرسي أفكر… وأخبط برجلي في الأرض من التوت.
وقعدت مستنية حاتم يرجع…
لحد ما المغرب أذن… والدنيا ضلمت.

وسمعت صوت عمي ومراته وابنه وهما ماشيين… اتنهدت براحة…
مسكت الموبايل واتصلت بحاتم، وبصيت من الشباك وأنا بتصل… لقيت بابا بيضحك وهو بيسلم على عمي…
وفجأة لقيت حاتم رد على الموبايل… فقلت بسرعة ونبرة فيها لهفة:
- إنت فين؟
- مين معايا؟
- هكون مين يعني! إيمان اللي حبستها في الشقه.
- وإنتِ إيه اللي دخلك الشقه أصلًا؟
- ظروف بقا! ممكن تيجي تفتحلي؟
- لأ!
- أنا عايزه أخرج.
- طيب ما تخرجي هو أنا ماسكك.
- إزاي وإنت قافل عليا الباب!
- باب شقتي! اااه اصبري بقا لما أجي أفتحلك إن شاء الله أنا وباباكي.
ولما قال جملته، لمحته من الشباك البيت، بيقرب من بابا وعمي… فقلت بسرعة:
- لأ بالله عليك متقولش لبابا إني هنا.
قال بهدوء مستفز:
- لاا هقوله… لأنك لازم تتعـ.ـاقبي… دا أنا قطعت الخلف من الخضة!
- آآ… أنا معترفة إني غلطانة والله… بس بابا لو عرف هيضـ ـربني.
وقف مكانه، وزفر تنهيدة طويلة وقال:
- ماشي… بس لازم توافقي تتجوزيني… لأني مش هلاقي واحدة ترضى بيا،لأسباب كتير… أولهم إني قطعت الخلف… وتانيهم إن مفيش واحدة هترضى بواحد قلبه بيدق لواحدة تانية.

سكتّ… بفكر في اللي قاله وكان قرب خطوتين من بابا بعد ما عمي مشي… وقال:
- قولتي إيه؟ هتوافقي ولا أقول لباباكي؟
- لعلمك بقا أنا مبتهددش… وروح قول لبابا… أنا مش...
وقبل ما أكمل… قفل الخط في وشي!
وحط الموبايل في جيبه، ووقف قدام بابا يتكلم معاه…
دق قلبي بسرعة وأنا شايفاه بيشاور لوالدي ناحية شباك شقته…
افتكرت إنه شافني! فقعدت على الأرض بسرعة… وبلعت ريقي من التوتر، وقلبي بيغرق في بحر الخوف…
قلت لنفسي:
- حسبي الله ونعم الوكيل! إيه اللي أنا عملته في نفسي ده…؟!
استغفروا
بقلم آيه شاكر
★★★★★
«للظـ.ـالم نصيب من الظلام، فمهما جاهد لاختيار طرق مضيئة، لابد وأن تنحرف قدماه فيمر بنفس الطريق المظلم الذي دفع غيره إليه.»

وفي مكان أخر
قعدت أسماء في أوضتها بتعيط… كل ساعة بتعدي عليها أسوأ من اللي قبلها…
وشها بقى باهت، وكلامها قليل، حتى حازم بيبص لها من بعيد من غير ما يسأل لأنه عارف الرد الجاهز اللي بتقوله كل مرة:
“مفيش… بس شوية وجع في بطني.”
أما المجهول اللي بيبعتلها… مسابهاش في حالها… رسائل وصور وتهـ.ـديدات… لدرجة إنها بقت ماسكة الموبايل في إيدها طول الوقت، خايفة يقع في إيد حازم ويشوف اللي جوا.
- أســــمــــاء!
قفلت الموبايل بسرعة أول ما سمعت صوت جوزها بعد ما رجع من شغله…
طلعتله وهي بتحاول تبتسم…
حازم كان قارئ كل التعب اللي بيتجول بين ملامحها، زشايف التوتر… والخوف اللي بيشع من عنيها.
وقف قدامها وقال بعد ما اتأململامحها:
- مش هتحكيلي برده مالك؟!
- مـ… مالي؟ مفيش حاجه يا حبيبي!
قالتها بابتسامة ترتعش، فقرب منها وقال بحزم:
- بصيلي في عيني… وقوليلي إن مفيش حاجه.

اتوترت أكتر، نظراتها انحرفت يمين وشمال… ولسه هتفتح بوقها، الباب خبط… فجريت تفتحه…

وحازم وقف مكانه يبص لمكانها الفاضي وهو متأكد إنها مخبية حاجة كبيرة.
فتحت أسماء الباب… فظهرت شروق ماسكة إيد ابنها الصغير وقالت:
- ابنك بهدل هدومه… خدي غيريله.
- بهدل هدومه تاني؟! إنت بهدلت هدومك تاني!
قالتها أسماء للطفل بحدة…
الولد اتخض وجري يستخبى عند خالته شروق… اللي قالت لـ أسماء بضيق:
- ايه يا أسماء براحه على الولد.
بصلتها أسماء بنظرة حادة، ومردتش عليها.
انحنت وصفعت الطفل على وشه…
فعيط الولد بصوت عالي…
صرخت فيها شروق:
- إنتِ اتجننتِ؟! بتضـ ـربي طفل زي ده على وشه؟!
- وإنتِ مالك؟! ابني وأنا حرة فيه!
- لا انتي مش حرة! ده ابننا قبل ما يكون ابنك! فاهمة؟!
شالت شروق الطفل من الأرض…
حاولت أسماء تاخده منها وصوتها علي…
وشروق صوتها أعلى بتقسم إنها مش هتسيب الولد ليها وهي متعصبة بالشكل ده…
جري حازم عليهم بعد ما سمع صويتهم… وأخد الطفل من إيد شروق…
فأسماء قالت لشروق وجسمها بيرتعش من الغيظ:
- من النهارده… إنتِ ملكيش علاقة بابني نهائي… وإن قربتي منه يا شروق، همـ ـوتك بإيدي.
ردت شروق بغيظ:
- إنتي مش ممكن تكوني إنسانة طبيعية!
- كفاية بقا إنتي وهي!
قالها حازم وهو متعصب.
قالت شروق:
- أدب مراتك يا حازم!
ردت أسماء بضحكة سخيفة:
-يأدبني ليه؟! أنا متربية في بيت أبويا أحسن تربية… الدور والباقي على اللي أبوها مات بسببها.

الكلمة رشقت في قلب شروق زي السكينة…
فصرخت:
- والله العظيم ما هسيبك!
ومدت إيدها ومسكت أسماء من حجابها…
صرخت أسماء، ودافعت عن نفسها… ومسكوا في بعض…
حاول حازم يسكت الطفل اللي بيعيط… وهو بيزعق فيهم يوقفوا خنـ.ـاق…

طلعت والدتهم من شقتها على صوت الخناقة…
لكن الاتنين كانوا ماسكين في بعض… وبتخـ.ـانقوا وفجأة اتكعبلت شروق على أول درجة في السلم…
فمسكتا في أسماء ووقعوا مع بعض وهما بيصرخوا.
بقلم آيه شاكر.
★★★★★
عدت دقايق طويلة على إيمان وهي واقفة في قلق متخبية ورا باب الأوضة… قلبها بيدق وهي سامعة صوت حاتم داخل البناية مع والدها، وقعدت تقرأ سورة يس وتستغفر وتدعي ربنا يسترها…
سمعت باب الشقة بيتفتح، ودخل حاتم مع والدها…
حاتم كان بيعلي صوته كإنه بيبلغها متخرجش من مخبأها… فضلت واقفة مكانها، مستنيه والدها يناديها، لكنه معملش كده…
قعد والدها مع حاتم في الصالة.
قال حاتم وهو متوتر شوية:
- منور يا عمي.
- بنورك يا غالي.
والدها صمم إن الكلام بينهم يبقى جوه الشقة، وحاتم مقدرش يرفض بسبب إصراره.
إيمان قربت ودنها من الباب، وبصت من الفتحة الصغيرة تتابع اللي بيحصل.
قال حاتم بصراحة:
- والله يا عمي حضرتك إنسان محترم… والطيبة باينة على وشك السِمح… وأنا اللي مخليني متمسك بإيمان هو حبي لحضرتك وغلاوتك عندي.
ضحك والدها ساخرًا: - يا راجل! حبك ليا أنا؟ وغلاوتي أنا؟
ضحك حاتم بحرج، فتابع والدها:
- وأنا هقولهالك تاني يا ابني… لو لفيت الدنيا كلها مش هلاقي لبنتي زوج زيك… بس أعمل إيه! أجوزهالك غصب عنها؟
- لأ غصب إيه… ربنا ما يجيب غصب! بس اسمحلي أقعد معاها لآخر مرة…
- ماشي يا غالي، اقعد معاها… وأنا من ناحيتي هضغط عليها المرة دي.
- متحرمش منك يا عمي… ربنا يبارك في عمرك… آآ… بكرة بعد صلاة المغرب ميعاد مناسب مع حضرتك؟
- مناسب… على بركة الله… استأذن أنا بقى عشان أروح أجيب إيمان من عند جدتها.
وقف والدها، وحاتم قام معاه وهو يبص حواليه في الشقة بتوتر، يدور بنظره على أي حركة تبين إيمان مستخبية في أي أوضه ولا أي اتجاه!
حط إيده مرة يمسح مناخيره… ومرة يحك رقبته… كان خايف إنها تطلع فجأة وهو واقف جنب أبوها.
ومن ناحية تانية…

إيمان كانت بتبتسم… قلبها بيرقص من الفرحة… وحست لأول مرة إنها راضية بجد عن الجوازة دي.
تنفست بارتياح… لكن فجأة حاجة وقعت على راسها!
اتفزعت وصرخت… ولما شافت اللي وقع، كان برص كبير بيهرب بسرعة على الأرض!
مقدرتش تمسك نفسها… فتحت باب الأوضة وخرجت بسرعة في نفس اللحظة اللي كان والدها فيها واقف عند باب الشقة جنب حاتم.
بصلها والدها بعيون واسعة من الصدمة… وبص لحاتم وبعدين رجع نظره ليها.
قالت بتوتر وبأنفاس عالية:
- فيه برص وقع عليا يا بابا.
حط حاتم إيده على بقه بتوتر… ووالدها واقف مش فاهم حاجه.
كملت إيمان بتوتر:
- أنا كنت واقفة ساكتة والله… بس البرص وقع عليا… عشان كده خرجت.
بص والدها لحاتم، اللي رفع عينه وبتلع ريقه وحك رقبته وقال بارتباك:
- حضرتك أنا مكنتش أعرف والله… آآ… أنا أول مرة أعرف إن الشقة فيها أبراص والله.

رجع والدها دخل الشقه وقعد بهدوء أو بصدمة. وفي نفس اللحظة…
قالوا هما الاتنين في وقت واحد:
- أنا هفهمك.
تابـ.ـعوني كتابات آيه شاكر
متنسوش تتأكدوا انكم متـ ـابعين الصفحه وعاملين شاهد أولًا بما إن ناس كتير بتشتكي ليه الحلقات مش بتظهر لها.
يتبع
الحلقة (١٣)

•تابع الفصل التالي "رواية ألفة ووصال" اضغط على اسم الرواية

تعليقات