رواية انثى في حضن الاربعين الفصل الحادي عشر 11 - بقلم اسراء معاطي

 رواية انثى في حضن الاربعين الفصل الحادي عشر 11 - بقلم اسراء معاطي

بيقف عمران وهو بيبص للتليفون بتاع فريد بصدمة، وفريد بيلاحظ نظراته، بيسحب التليفون بسرعة ويحطه في جيبه ويتكلم بتوتر:
"هو فيه حاجة يا عمران بيه؟"
عمران بيبص له بنفس الصدمة وهو بيقوله بضياع وتيه:
"لا…"
ويمشي، وهو عقله بينفي، يقول لنفسه:
"أكيد لا يا عمران… انت شايل جثة أختك متفحمة بإيدك، وانت اللي دافنها…"
وهو بينفي أي كلام في دماغه، وقبل ما يمشي بيعمل مكالمة وبيبص على شركة فريد بغموض ويمشي علشان يجهّز على ميعاده هو ونغم.
---
عند نغم
بتكون قاعدة قدام التسريحة ومشغّلة أغنية نانسي "الدنيا حلوة" وبتغني بفرحة:
"(الحب غير طعم الكون… خلتله شكل وطعم ولون)"
وعمالة تلف حوالين نفسها.
بتروح تقف قدام الدولاب بحيرة، وتطلع فساتينها:
"طب ألبس ده ولا ده ولا ده؟"
وفجأة تبتسم وتصرخ بمرح:
"هووو دا!"
بتاخد فستان لبعد الركبة من قماشة الستان البيچ، أكمانه لحد الرسغ، وضيق لحد الخصر ونازل بوسع بسيط.
تطلع هيلز وشنطة بيچ، وتدخل تاخد شاور، تطلع تسرّح شعرها كحكة عالية ونازل منها شوية شعر على جبهتها، وتحط ميكب سيمبل مبيّن جمال ملامحها الخلابة.
بتلبس الفستان اللي عليها غاية الروعة ومبين قوامها المهلك، وبتقعد تصوّر نفسها بمرح شوية على ما عمران يخلص ويكلمها.
---
عند عمران
بيكون واخد أهله كلهم، وكلهم فرحانين ليه معادا زينب ومنال اللي عمالين يغمزوا لبعض وجواهم حقد غريب.
وخالد راح يجيب شمس خطيبته.
دايا وحبيبة اتجهزوا علشان يروحوا لنغم خصوصا بعد ما حبوها.
حسن عمال يغازل داليا وهي بتبتسم له بكسوف، وحبيبة بتضحك عليهم وتنغز في أخوها علشان يسكت.
أعمام عمران فرحانين له من قلبهم، ورانيا مبسوطة كأنه ابنها وبتدعيله.
عمران ينزل وهو لابس قميص أبيض وبنطلون كلاسيك أسود وبليزر أسود، ومصفف شعره بعناية.
سامح وحسن عمالين يصفروله ويهتفوا:
"ايوه يا عم! الله يسهّله!"
وهو يضحك بمرح، ويكلم نغم في التليفون يقلها إنهم على وصول.
مصطفى ومحمود وحسين أخدوا مراتاتهم وبناتهم في عربياتهم، والشباب راحوا سوا في عربية واحدة، وعمران في عربيته.
يوقفوا عند بيت نغم، عمران ينزل يستقبلها.
هي تطلع من العمارة بابتسامة هادية خجولة…
عمران أول ما يشوفها يبتسم، ويلتهمها بعينيه، يركز في تفاصيله المهلكه تسريحة شعرها، ملامحها الخلابة، فستانها المبيبن جسدها المهلك ببراعه 
ويتضايق إن حد ممكن يبصلها، ويقرر يكلمها في الموضوع بعدين.
وهي كمان تركز في وسامته… بشرته السمراء، شعره التقيل، عيونه القاسية، شفايفه الغليظة، أنفه الحاد، جسمه الرياضي وطوله الفارع اللي يخلي اللي يشوفه يقسم إنه في آخر العشرينات.
يتقدم منها عمران، يمسك إيدها ويبوسها برومانسية شديدة، ويقدم لها بوكيه ورد.
تتفاجئ نغم وتفرح بيه جدًا، وياخدها بإيده لحد العربية، يفتح لها الباب.
تركب، وهو يركب ويتجهوا للمحل.
---
عند فيروز
قاعدة حزينة جدا من الوحده اللي هي فيها
تفاجئ بالباب بيتفتح…
فريد داخل…
تصرخ بفرحة ودموع وتجري ترمي نفسها في حضنه وهي بتعيط من الفرح والحزن والخنقة:
"انت لو مكنتش جيت… كان هيجرالي حاجة يا فريد…"
يشيلها فريد ويقعدوا على الكنبة وهي في حضنه، ويكوب وشها بحنان:
"بعد الشر عليكي يا قلب فريد… مالك؟"
تقوله بدموع وقهر:
"هو إيه اللي مالي يا فريد؟ قاعدة لوحدي… وبنام لوحدي… وباكل لوحدي… محرومة منك ومن أهلي ومن كل حاجة… أنا تعبت يا فريد… تعبت."
يحاول يهديها ودموعه تنزل علي حالها
"هشوف حل والله يا قلب فريد…"
تقوم تقوله:
"أنا تعبت يا فريد…"
يتنهد ويقول:
"ما انتي عارفة يا روزا… المخفي شريف ده وراه ناس مجرمين وتجار مخدرات… منير صاحبي الظابط نفسو بس  يمسك عليهم حاجة وهو متأكدج… أنا لو قلت لعمران أخوكي… ما تزعليش مني… هو مندفع وهيروح لشريف، وشريف وراه ناس… لا أنا ولا أخوكي قدهم… ناس ميعرفوش ربنا… القتل عندهم زي السلام عليكم… والله بحاول أجيبها قانوني… استحملي شوية يا روزا… شوية بس…"
تفهم كلامه وتندس في حضنه…
"تعالي بس… رايحة فين… انتي وحشاني…"
وينيمها على الكنبة ويعتليها بحب… ويقرب شفايفه من شفايفها…
---
عند نور ورامز
رامز قاعد مع عمر.
نور بتروق البيت وتخلص وتعمل فشار وتسالي وتيجي تقعد معاهم.
رامز ياخد نور في حضنه ويقول:
"انتي متعرفيش تغيرك دا عمل فيا إيه… خلاني قربت منك… وعرفت قد إيه انتي جميلة وحنينة… طفلة عاوزة بس حب واهتمام… ودا خلاني أحبك يا نور…"
يرفع وشها، يركز في شعرها البني القصير، وشها المستدير، خدودها البارزة، عيونها العسلي، حواجبها المرسومة، شفايفها المكتنزة…
وهو بيقرب من شفايفها…
عمر يشد وشه:
"بابا!"
رامز يبصله:
"ينعل أبوك!"
ونور تضحك، ورامز يغمزلها: ويقولعا
"أموووت أنا!"
وهي تضحك اكتر وهو يضحك معاها. 
---
في المحل
نغم تختار طقم سولتير راقي وشيك جدا وبسيط.
عمران يجيب لها خاتم ودبلة.
كل عمامه يجيبوا لها طقم…
وهي محرجة جدًا:
"كتير يا عمران… والله كفايه اللي انت جبتو وكمان كتير"
ولاكن هما بيقولولها دا 
"ده أقل شي لعروستنا 
تشكرهم بحب.
حبيبة وداليا معاها كأنهم أخوات.
رانيا جنبها، ونغم تبصلها بامتنان، وتحس منها بحنان الأم.
زينب ومنال قاعدين يبصولها بحقد من الحاجات اللي جتلها 
يخلصوا، وعمران يقول:
"هنروح بقى نتعشى سوا."
يروحوا مطعم راقي.
يقعد عمران جنب نغم.
يضحكوا ويتكلموا بمرح.
تقطعهم زينب بخبث:
"عيني عليكي يا نغم… لا ليكي أب ولا أم ولا أخ ولا أخت ولا حته صاحبه 
نغم تتوتر وتبص تحت ودموعها تلمع.
عمران يرد بعنف:
"مرات عمي لو سمحتي… أنا مش عاوز حد يأذي نغم بكلمة… نغم تشرف أي حد… وتشرفني… وأنا حكيتلكو ظروفها… وقلتلكو إنها مش عاوزة خطوبة… علشان كده خرجنا الخروجة دي… فلو سمحتي… بلاش كلام يضايقها."
عم عمران يقول:
"حقك عليا يا بنتي… زينب مندفعه شويه."
نغم ترد باحترام:
"عادي يا عمو… ولا يهمك."
عمّ عمران  يبص لزينب بغل، وزينب تبتلع ريقها بتوتر:وتقولها 
"معلش يا بنتي…"
ونغم ترد:
"ولا يهمك…"
وعمران يمسك إيدها ويبوسها.
وياكلو ف جو كله حب ومرح.
يخلصوا العشا ويرجعوا.
عمران يوصل نغم…
و يروحو ويسهروا طول الليل على التليفون لحد ما يناموا.
---
تاني يوم
عمران يصحى على صوت تليفونه…
اللي بيتصل شخص هو مستنيه…
يرد عليه بغموض…
يقرر يلبس وينزل بسرعة.
---
عند نغم
تصحى على صوت خبط على الباب…
تفتح…
تلاقي قدامها اتنين رجالة بشوشين باين عليهم الوقار…
---
عند عمران
يوصل المكان…
يطلع العمارة…
يخبط…
يفتح فريد…
يتصدم ب  عمران…
عمران يقولو بخبث 
"كده يا صاحبي؟ اتجوزت؟ مش كنت تقول… ولا خايف من الحسد؟"
وفجأة فيروز تطلع وتقول بنعس:
"مين يا فريد؟…"
وعمران وفريد يبصو بصدمه 
وفيروز تبص… تتصدم…
 وتهتف ب دموع "عمران؟؟؟"

•تابع الفصل التالي "رواية انثى في حضن الاربعين" اضغط على اسم الرواية

تعليقات