رواية نار الحب والحرب الفصل التاسع 9 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
بقلم / ايمان حجازي
حلقه ((9))
""""""""""""""""""""""
ما أن انتهي مما يفعله حتي حسم أمره وأمسك بمقبض باب السياره مستعدا للهبوط ، ولكنه تسمر موضعه حينما وجد من يفتح الباب الآخر لسيارته ويجلس بجواره ناظرا إليه :
- انت مفكر نفسك هتعمل إيه ..
تطلع إليه ذلك المثلثم قائلا بصدمه شديده :
- انت ؟؟؟؟؟؟
ولكن سرعان ما أستجمع ليرد عليه بتحدي :
- وإنت مفكر نفسك إنك هتمنعني ؟؟ انت بتراقبني يا داغر ؟
داغر بعصبيه :
- لما تبقي عايز تودي نفسك في داهيه يبقي لازم اراقبك ؟ لما الاقي نفسي اني ممكن اخسر اخويا اللي ضحي بحياته عشاني مرتين قبل كده يبقي لازم اراقبك .. مكنتش متطمنلك من ساعه شوفتك أمبارح وعرفت انك وصلت لحاجه والحاجه دي هتدمرك واهوه اللي حسبته لقيته عشان كده كان لازم أراقبك يا عمار
ألقي عمار ما بيده أمامه في عصبيه مفرطه وغضب وهو يوفر بضيق ، بينما تابع داغر :
- أنت مفكر أن انا مش حاسس بيك ، ده انت اخويا يا عمار مش صاحبي واكتر واحد عارفك زي ما انت عارفني ، لو انت مستعد تخسر نفسك أنا مش مستعد اخسرك ، انا حاسس يا عمار باللي انت فيه و.........
صرخ عمار دفعه واحده في وجهه بغضب شديد :
- بطل تقولي انت حاسس بيا ، محدش حاسس بحاجه ، محدش شاف اللي انا شفته ، لو حاسس بيا مكنتش هتفضل بالبرود ده يا داغر ، أنا جوايا نااااااار ، نااااار لو انفتحت هتحرق الكل ...
داغر لمحاوله لتهدئه :
- عمااار .. اهدي ...
انسابت دمعه مريره كانت عالقه بعينيه وهدئت حصونه وهو يكمل في خفوت وبكاء :
- انت عارف انا شفت إيه ؟ نور .. نور يا داغر ، نور اللي مكنتش بخلي الهوا الطاير يمسها ، نور البريئه الرقيقه اللي كنت بضلل عليها برموش عنيا ، نور اللي امي وصتني عليها وانا وعدتها أنا هحط حياتي قدام حياتها وافديها بعمري ولا ان حاجه تأذيها ، شفتها عريانه وواحد كلب عمال يضرب فيها ، كنت حاسس أن كل ضربه كانت بتنزل علي جسمي أنا ، شفتها روحها بتطلع وهو مش راضي يرحمها
ثم صرخ مره أخري وهو ينظر إليه بألم وقهر :
- شفته بيقتلها يا داغر ، يبقي ده يستاهل يعيش وهي تموت لييييييييييييه ؟؟؟؟
لم يكن علي داغر سوي أنه احتضنه بقوه شديده وهو يثبته بين ذراعيه لينهار عمار بالبكاء لأول مره هكذا ، علي الرغم من داغر أيضا هبطتت دموعه لكنه سرعان ما جففها ليرسم الصلابه علي محياه ويواسي صديقه ، فهو أكثر من يدري كم أحب عمار أخته وكم حافظ عليها ، يتذكر كيف انفلتت دموعه يوم عرسها وهي تراها تبتعد عنه لتصبح من حق رجل أخر ، يدرك جيدا أن كم المواساه والكلمات المعسوله لن تطفأ نار صدره
ظلوا هكذا بضع دقائق حتي شعر بعمار يخرج من بين ذراعيه مجففا دموعه قائلا بصلابه :
- تعرف لما شفت الفيديوهات دي ، منهرتش زي دلوقت ولا كأني شفت حاجه كأني كنت متوقع أن فعلا هو ده اللي حصل فيها ، لأني شفت جسمها وعليه اثار الضرب ، لكن وقتها اخدت قرار أني لو هيبقي بموتي لكن مش هسيب اللي عمل فيها كده يوم واحد عايش ، كنت خلاص اخدت القرار ، اخدت القرار يا داغر وانت جيت بكل بساطه دلوقت وهديت كل حاجه ليييييييه يا داغر ليييييييه ؟
تنهد داغر بحزن قائلا :
- إطلع بالعربيه يا عمار ، أطلع علي الكورنيش زي عادتنا..
لم يكمل داغر جملته حتي ضرب عمار مقود السياره بعنف وانطلق بها مسرعا وكأنه يصارع الزمن
بعد نصف ساعه من الصمت وصلوا الي كورنيش النيل ، هبطوا من السياره وجلسوا علي المقاعد المصطفه عليه في سكون تام والهواء يلفح وجهيهما حتي قطع داغر الصمت :
- مين زينه دي يا عمار ؟
عمار بتهكم :
- طب بتسألني ليه ما أنت ما شاء الله عارف كل حاجه اهوه ؟
- أنا اه عارف هي مين وإن دي ابوها اللي اتقتل في المحل وطلبت مني تعرف حصله إيه ، بس ده مش سؤالي .. أنا بسألك مين زينه بالنسبه ليك انت ؟
عمار وهو يتذكرها قائلا :
- ولا حاجه مجرد أنها صعبانه عليا ، مش متخيل أنها ممكن يحصلها زي اللي حصل لأبوها وانا في أيدي احميها منهم
- ايوه برضه عايز تحميها ليه ؟ تهمك في إيه !
نظر له عمار شذرا :
- انت عمرك شفت حد طلب مساعدتي وكنت في ايدي اساعده وانا اتأخرت ؟
- بس هي مطلبتش مساعدتك دي بدليل أنها كانت عايزه تمشي وفعلا رجعت تاني لبيتها وانت اللي ماشي وراها تحميها ولو طلبت منها أنها تختار تفضل معاك ولا تمشي هتمشي ، فليه انت مهتم بيها ؟
ارتفع صوت عمار في نرفزه وعفويه :
- أنا أدري منها بحالها وهي غبيه وانا مش هسيبها لغبائها ده لحد ما اخسرها هي كمان
نظر اليه داغر بمكر :
- تخسرها ؟
عمار بزعيق :
- معرفش بقه يا داغر معرفش ومتسألنيش لأنه مش اللي في دماغك نهائي ، مجرد أنها بقت وحيده وساعدتني في اني أوصل لموت اختي وبيننا طار مشترك ، لحد ما أنا اخد الطار ده وتبقي في امان هي هترجع تاني بيتها وانا هرجع شغلي ويا دار ما دخلك شر كل واحد هيروح لحاله
تصنع داغر أنه يصدقه قائلا بمكر :
- أمممم ، طيب يا عمار
التفت إليه عمار يسأله :
- داغر ؟ هو انت عرفت منين اللي كنت هعمله ؟
داغر ببساطه :
- شفت المفجر والاسلحه في عربيتك
- ازاي وانا يدوبك حطيتهم ومفارقتهومش تقريبا ؟
- أنا اللي فضيت لك بنزين العربية
نظر إليه عمار مطولا في حين هتف داغر :
- متبصليش البصه دي تمام ! ، انت مسبتليش فرصه
- وهفضل امته تحت المراقبه يا داغر ؟
نظر داغر الي ساعته وردد :
- ساعه بالكتير
رمقه عمار بحيره وتساؤل فردد داغر :
- أنا مسافر مؤموريه وهطول شويه وطيارتي كمان ساعتين
تركه عمار ونهض ينظر الي صفحه المياه الراقده في صمت وشرود ، لحق به داغر ووقف بجواره وقال :
- أنا مش هقولك متاخدش حق اختك ، وبرضه مش هقولك القانون ياخد مجراه لأني عارف ان حتي لو شفته معدوم ده مش هيريحك ، لكن هقولك حاجه واحده
التفت إليه عمار بإهتمام :
- فكر بطريقه المقدم عمار المصري اللي بيقود الجيش ، مش عمار الجندي اللي لقي نفسه واقف لوحده قدام كتيبه ارهابيه ١٠٠ فرض وفضل يقتل فيهم وهو مش عارف هيخرج منها عايش ولا ميت .. انت لسه المقدم عمار ،لسه متحطتش قدام ال١٠٠ واحد عشان تقتلهم وتفجرهم ، لسه معاك فرصه ، لسه قدامك طريقه ..فاهمني ؟
زفر عمار بتنهيده ونظر الي صفحه المياه مره اخري في حين تابع داغر :
- أوعي تخسر كل حاجه يا عمار في لحظه غضب ، متبقاش اناني وفكر في كل اللي محتاجينك وأولهم بلدك ، وانا ..وابوك اللي بقي محيلتوش غيرك دلوقت ، تفتكر أمك الله يرحمها كانت هتبقي مبسوطه لو شافتك بتعمل اللي بتعمله ده ؟ فوق يا عمار انت مش عايش لوحدك وحياتك مش ملكك
نظر عمار أرضا وتقدم بإتجاه السياره وهو يجيبه :
- يلا نمشي
امسكه داغر من ذراعه يستوقفه برجاء :
- أوعدني الأول ! .. خليني أمشي وانا عارف اني مش هخسرك
ربت عمار علي ذراعه وهو يومئ له بالإيجاب :
- حاضر يا داغر أوعدك .. يلا نمشي عشان متتأخرش
لم يكد يتحرك من موضعه حتي جذبه داغر مره أخري وضمه في عناق طويل حار، عناق يثبت أن الصداقه تمثلت في هاذين الشخصين فقط افعالا واقوالا، داغر الجبالي وعمار المصري ليصبح كل منهما أسطوره زمانه ..
*****************************************
مدت قدميها علي السرير لتريحها قليلا من شده ألمها ثم أسندت ظهرها علي المخده في تنهد وهي تتذكر والدها لتفر من مقلتيها دمعه عالقه وهي تدعو له ، شردت في حياتها التي تبدلت في يوم وليله ، في الشخص التي طالما حلمت بلقائله والحديث معه ولكن لم تكن تتوقع أنها ستجتمع به بعد خساره اعز ما تملك وهو والدها ، أكان عليها أن تفقد والدها كي تلتقي به ؟ وماذا بعد أن وجدته ! شعرت بأنه ليس ذلك الشخص الذي طالما راقبته في شغف وجنون وأنه رجلا أخر غير الذي حلمت به ؟ شعرت بمتاهه مشاعر كبيره بداخلها تتخبط بها يمينا ويسارا من ناحيه تضع له اعذارا وأنه فقد أخته كما أن حياته عنيفه وذلك إثر علي شخصيته ، وناحيه اخري تخبرها بأن تلك هي شخصيته الحقيقيه وأنها لم تولد وتتربي معه كي تعرفه أو تضع له مبررا لتصرفاته بالتالي هي مخطأه ؟
لم تعرف بما تفكر أو ماذا تقول عنه ، والذي اخافها أكثر ذلك اليومين الذي حددهم لفراقها عنه ، مر يوما منهم وها هي في اليوم التالي ..
- انتي تعرفي عمار منين وعايزه إيه منه هااه؟
كانت بثينه من قالت ذلك حينما فتحت الباب فجأه بعنف شديد صارخه بوجه زينه ، انتفضت زينه دفعه واحده وانتشلتها من تفكيرها لتصرخ بها هي الأخري :
- إنتي عبيطه ؟؟ في حد يدخل علي حد كده مش في حاجه اسمها استئذان ؟
بثينه ببرود وهي تربع يديها أسفل صدرها :
- أنا مش هستأذن وانا داخله أوضه من أوضتي ؟ دي شقتي وانتي الضيف مش أنا
زينه وهي تقلد طريقتها المستفزه :
- نينينينينينينيي ، أنا موش هستأذن واني داخله اوته من أوتي ، لا يا حبيبتي تستأذني طالما فيها حد تاني وتحترمي خصوصيته ، افرض كنت بغير ولا قالعه ، افرض كنت بفكر في حاجه قليله الادب مش عايزاكي تشوفيها ؟
بثيته بتلامه شديه وهي ترمقها بقرف :
- والحاجه قليله الادب دي هي عمار مش كده ؟
زينه وهي تنظر إليها بتحدي :
- هو انتي عايزه إيه ولا شاغله دماغك بيا ليه ؟ ما تفكك مني يا خالتي وشوفي عيانينك !
بثينه بغضب وهو تشير إليها بيديها :
- خالتك في عينك واحده قليله الادب ، دا انا اصغر منك واحلي منك انتي فيكي إيه اصلا عشان تتقارني بيا ؟
زينه بأبتسامه كبيره أستفزتها بشده وهي تقول وتقارن نفسها بها بكل شئ :
- فيا جمال طبيعي يا عنيا ، أبدألك منين ولا منين من حلاوتي مش عارفه ، شعري حرير مش كيراتين، لون عنيا طبيعي لانسز ، جسمي مناسبني ومخليني قطه في نفسي مش مفجره من كل حته زي القنبله النوويه
ثم تناولت زينه منديلا مببلا من جوارها وهي تكمل :
- تعالي كده أمسحلك الدهان والمحاره والتشطيب اللي علي وشك ده واراهنك لو عمار خدك معاه الجيش ووقفتي عسكري في الحرب حد ممكن يشك انك بنت اصلا ؟
ثارت بثينه بشكل غاضب ولم تكمل زينه حديثها حتي أسرعت إليها لتمسك بها من شعرها وهي تقول :
- لا ده ده انتي محتاجه تتربي بقه وانا هربيكي يا حته زباله
لم تكن تصل إلي شعرها حتي ابتعدت زينه مسرعه عنها وهي تنهض علي ركبتيها في شراسه :
- انتي مفكره عشان مش عارفه أقف علي رجلي هسكتلك ، تعالي انتي اللي جبتيه لنفسك
وما أن أمسكت بها بثينه من ذراعيها حتي قبضت عليها زينه وعلي غفله منها ألقت بها علي ووقعت فوقها ، اصتدم جسدها ورأسها بشده لتصرخ في ألم :
- ااااااااه ، يا بنت المفتريه
استغلت زينه انشغالها بألم جسدها ورأسها وأمسكت بالمنديل وأخذت تدعك وجهها بقوه لتزيل الميكب وهي تردد :
- أنا بقه هوريكي المفتريه دي هتعمل فيكي إيه يا انثي البورص انتي
لم تستطع بثينه التحرك من شده تمسكها بها وهجومها عليها وأخذت تصرخ بها كي تتركها في حين أزالت زينه كل ما تضعه علي وجهها ليصبح شكلها بشع جدا ولم تكترث لصراخها وألما ..
وعلي صعيد أخر دلف عمار المنزل الذي ما أن وطد بقدميه داخله حتي استمع لصوت عراك وصريخ واحدا ما يطلب النجده ، وبلحظه اخري استمع الي صوت زينه وهي تعنفها فأدرك أن من يستنجد هو بثينه ، فرغ فاه مرددا :
- زينه خلصت عليها ..
اسرع الي الداخل وما أن نظر إليهم حتي انفجر ضحكا وهو يري زينه تركب فوقها وتدعك بوجهها والاخري تصرخ أسفلها فردد عمار :
- انتي بتعملي إيه يخربيت أهلك ؟ هتموتيها يا مجنونه
صرخت بثينه أسفلها في نجده :
- الحقني يا عماااار حوشها عني !!!
حملها عمار من فوقها ووضعها علي السرير ، في حين اتجه لمساعده بثينه والذي ما أن نظر اليها حتي فزع من منظرها قائلا لزينه :
- إنتي عملتي فيها إيه ؟
زينه ببرود وتحدي :
- خليتهالك راجل أهيه عشان متتكلمش معاها بصيغه المؤنث ! فاضلها بس انها تقدم عسكري في الجيش وتحارب مع الرجاله
حاول عمار كبح ضحكاته أمامهم ليبدو جديا في حين صرخت بثينه :
- منك لله يا مفتريه ، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ده انتي بلوه ..
زينه بتقليد وهي تلوي شفتيها :
- نينينينينينينينينيي ، يا واد يا بت
استدار عمار علي الناحيه الأخري وهو يضحك في حين نهضت بثينه من أمامهم من شده الكسوف والخجل وهي تري أن عمار قد شاهدها بذلك الوضع
نظر عمار الي زينه قائلا :
- انتي عملتي فيها كده ليه!
ارتفع صوتها وهي اجيبه بعصبيه :
- هي اللي استفزتني من الأول أصلا ، فتحت عليا الاوضه وزعقت وطربتني كانت هتقطعلي الخلف ، فضلت أقول اللهم اخذيك يا شيطان بس هي برضه مسكتتش وعماله تقول ..
نهضت زينه علي ركبتيها وربعت يديها وهي تقلد حديثها مردده بسخريه وهي تلوي شفتيها :
- أنا موش هسطأذن وانا تاخله أوته من أوتي ، انتشي التيف مش أنا
أنا اسغر منك واحلي منك فيكي ايه انتشي عشان تتشقارني بيا ! فعرفتها أنا فيا إيه انثي البورص دي ؟ تستاهل محدش قالها تجربني ..
عمار :
- وبتقولي عليا إني بستقوي علي اللي أضعف مني ؟ قدك دي عشان تعملي فيها كده ؟ انتي إيه يا شيخه ؟؟
صرخت زينه بجديه وهي تكاد تبكي :
- أنا عمري ما سمحت لحد إنه يهينني أبدا ، وبعدين أنت اللي عملت فيا كده ! إيه اللي جابني هنا اصلا ده مش بيتي وليها حق أنها تطردني منه وتكلمني كده
صرخ عمار بوجهها في غضب :
- غبائك اللي جابنا هنا مش أنا ، لو كنتي سمعتي الكلام من أول مره ومخرجتيش من ورايا مكناش بقينا هنا ، رجلك اللي كل شويه تتفتح تاني وقله أكلك وتعبك كل شويه هو اللي جابنا هنا ، عنادك اللي جابنا هنا مش أنا خالص
زينه بنفس النبره :
- ولو مكناش جينا هنا كنت هبقي فين ، ما كنت برضه هبقي هناك في شقتك يعني مش في بيتي ، لا ده بيتي ولا اللي هناك بيتي ولا دي حياتي اصلا ، انت ساحبني وراك لفين عايزه اعرف ، قلتلي يومين وهتمشي والنهارده اهوه اليوم التاني سيبني بقه اروح اشوف حال سبيلي أنا مطلبتش منك تحميني ، عايزه أرجع تاني لحياتي أرجوك يا باشا
تذكر كلام داغر حينما أخبره أنها تريد الابتعاد عنه وها هو يتحقق ، ولكن لا وألف لا ، لن يسمح لها بأن تعرض حياتها للخطر رغما عنها ، كور قبضتيه غضبا حاول كتمانه مرددا :
- مش هتمشي يا زينه ، حاولي تنامي دلوقت والصبح أنا أوعدك اني اعملك اللي انتي عايزاه بس بعد ما اتكلم معاكي الأول واعرفك اللي أنا عايزك تعرفيه .. ولحد ما ده يحصل أنا اضمنلك أن بثينه مش هتضايقك ولا هتكلمك أصلا واعتبري ده بيتك غصب عنها
قاطعته بعنف :
- لا مش بيتي أنا ...
- نامي من غير كلام كتير
اغلق عليها الباب دون أن يستمع لها أكثر وتركها في حزنها وبكائها وهي تشعر بالوحده والألم .... والعجز
*****************************************
خرجت من غرفتها بعدما بدأت ثيابها ووضعت ميكب من جديد ،وجدت عمار يقف في الشرفه شاردا
- هو ممكن أعرف الهانم دي هتفضل هنا لحد أمته ؟
استدار لها عمار ووضع يديه في جيبه قائلا :
- انتي ازاي تطرديها من البيت ؟
بثينه بصوت مرتفع:
- أنا مطردتهاش هي اللي ..
عمار بنبره عنيفه يستوقفها :
- صوتك ميعلاش وانتي بتكلميني مفهوم ؟ لما تقوليلها ده بيتي وانتي هنا الضيفه يبقي ده تسميه إيه ؟ ولا انتي صدقتي إن ده بيتك بجد ؟
بثينه متصنعه الحزن :
- ده بدل ما تجيبلي حقي منها بتدافع عنها ؟
- عشان متأكد أن انتي اللي استفزتيها تعمل كده ، ممكن اعرف إنتي قلتيلها أيه خلاكم تتعاركو
بثينه متصنعه البراءه:
- مقلتش حاجه أنا بس كنت عايزه أعرف هي إيه حكايتها معاك مش اكتر لقيتها بتهاجمني كده
عمار بنفاذ صبر وحده :
- وانتي ماااالك أصلا !! شاغله دماغك بيا وبيها ليه ؟ قلتلك انتي مش في دماغي ولو وقفتي علي حل شعرك مش هفكر فيكي ولولا الزماله واني وعدت اخوكي مكنتش قعدتك في البيت ده ثانيه واحده ، افهمي بقه !!
نكنست رأسها بتبرم ثم نظرت إليه مره أخري وقالت :
- طيب عارفه كل ده ليا أنا ! انا بس عايزه اعرف هي إيه علاقتها بيك ، أنا عمري ما شفتك مع واحده كده ، عمري ما شفتك متهاون مع واحده كده ، عمري ما شفتك بتضحك أوي كده غير معاها في عز الظروف اللي انت فيها ، طول عمرك جد ومبتضحكش ، هقول مثلا انها بتضحك ! لا دي رخمه وكالحه وتلمه في نفسها كده دا انا حتي كنت ساعات بتعمد اقول نكت قدامك عشان اشوف ضحكتك ومعرفتش اشمعنا هي يعني ؟
شرد عمار بزينه قليلا وارتسمت علي وجهه أبتسامه عريضه سرعان ما ردد :
وده ملفتش نظرك لحاجه ! انا غالبا بضحك بسبب الشخص اكتر ما بضحك ع اللي اتقال منه فـِ لو لقيتيني بضحك كتير مع حد ده معناه اني متقبله علي الاقل في حياتي، مالهاش علاقه خالص باللي قاله ، ما بالك بقه هي متقبلها وروحها خفيفه وبتضحكني غصب عني ؟ وفوق كل ده محترمه
كان يرمي إليها بأخر جمله فسرعان ما هتفت بأعتراض وتبرم :
- علي فكره مفيش واحده تمشي مع واحد متعرفوش من بيت لبيت كده وتبقي محترمه
ضحك عمار في سخريه واستنكار :
- فعلا فعلا ، اللي تجبيه بيتها وتخليه ينام معاها دي اللي تبقي محترمه
بثينه بضيق :
- منامش معايا بقولك واني لسه محافظه علي نفسي و.....
عمار بأعتراض وغضب :
- وقلتلك ميفرقش معايا أصلا ، انتي كلك متفرقيش معايا .. اللي يفرق معايا هنا هي زينه وبس ، تعامليها بإحترام لحد ما نمشي من هنا
- أنا مش قصدي انت اللي تمشي يا عمار أنا قصدي هيا ......
- هيا هنا زيها زيي بالظبط ويومين بالكتير هنمشي سوا لحد بس ما تخف عشان مش عايزها تتعب تاني ولا يحصلها حاجه
نظرت إليه بثينه ونقطت بخفوت :
- إنت بتحبها يا عمار ؟
- يا ستي مش بحبها ولا بحبك ولا بحب حد أصلا ، كل الحكايه أني بساعدها دلوقت وبحميها زي ما أنا بساعدك كده بالظبط ووقفت جنبك بس انتي زياده عنها اني مش بطيقك لله في لله .. ارتحتي ؟
تنهدث بثينه بإرتياح حينما أخبرها بذلك فرددت :
- ايوه ارتحت ، أنا رايحه انام سلام
اختفت من أمام ناظريه فجلس علي المقعد الخلفي وأسند ظهره للوراء وأخذ يسترجع كلمات داغر في أذنه مره أخري شاردا في تفكير عميق لوضع خطه محكمه أو طريقه اخري للأخذ بثأره
لان في ذهنه بعض الافكار فأخذ يجمعهم ببعضهم البعض وطريقه تنفيذ كل منهم للخوض بداخل مملكه أبو الدهب خطوه خطوه .. أبتسم في خبث وهو يري نهايه تلك المملكه علي يديه ..
لم يستطع تنفيذ ما يفكر به بمفرده فأخذ يري ويضع أول الخيوط التي سيبدأ بها واحدا يلو الآخر .. حتي غلبه النوم ......
*****************************************
كان يجلس كل من تهامي وعزت أبو الدهب في بهو قصرهم بعدما عاد تهامي من سفره بالخارج في انتظار وصول رفعت الذي وصل للتو ..
- تهامي باشا حمدلله علي السلامه !
لم يكترث له تهامي فرفع ببصره ناحيته قائلا :
- اللي أنا سمعته ده صحيح ؟ الواد اللي اسمه حسام ده طلع براءه ؟
نكس رفعت رأسه في خزي أمامه قائلا :
- صحيح يا باشا ، انا لحد دلوقتي مش عارف ده حصل ازاي والورق أتسرق ، عملوا لعبه عليا وأخدوه
استوقفه تهامي بأشاره من أصبعه :
- أنا مليش دعوه بكل ده ، اللي يهمني القضيه كلها وأنها طلعت من إيدك وده مش هيعدي بالساهل
رفعت في خوف راجيا :
- يا باشا ....
وضع يديه في وجهه يمنعه عن الحديث في حين نظر إلي عزت مرددا :
- وانت يا باشا ، حته واد ضحك عليك وخد الموبايل منك وحته عيله تانيه مش عارف تمسكها وعمال تلعب معاها القط والفار صح ؟
نفخ عزت بحنق قائلا:
- يا تهامي أنا..
ارتفع صوته في غضب قائلا:
- أنت إيه !!! انت إيه يا سي عزت !!؟ انت طول عمرك مستهتر مش في دماغك حاجه وانا كل مره بصلح وراك لحد ما في يوم دماغك ده هتودينا في داهيه
عزت بإنفعال شديد :
- هجيبها يا تهامي ، وشرف أمي لأجيبها واعمل فيها اللي اتعمل في مرات حسام
تهامي بسخريه شديده وهو يقلل منه :
- أنت تعمل فيها كده أه ده اللي انت بتعرف تعمله ، لكن تجيبها لأ
ثم استدار ناحيه رفعت وقال:
- وانت يا سي رفعت ، قدامك فرصه واحده وهي أنك ترجع القضيه كلها من تاني حتي لو هتلفقله قضيه جديده مفهوم ؟
لم يدري رفعت بما يجيبه فهز رأسه بنفي قائلا بتلعثم :
- باشا ما هو ... أنا .....
نظر إليه تهامي مستنكرا :
- إيه ؟ مش هتعرف !؟
ردد رفعت بخوف وهو يخبره :
- أنا اخدت جزا واتنقلت من القسم ده رحت السلوم وخلال يومين لازم اكون هناك ، وحتي حسام خد حصانه من الحكومه من ناحيتي ومن ناحيتكم واي حد هيتعرضله هيتوجه ليكم الاتهام مباشره
برق تهامي عينيه بغضب شديد وصدمه :
- يعني إيه الكلام ده ! يعني إييييييييه !!!!؟
رفعت في محاوله فاشله لأسترضائه:
- يا باشا أنا حاولت علي قد ما اقدر اني ....
توقف تهامي وهو يعطيه أمره في صرامه شديده :
- خلاص يا رفعت أنا مبرجعش في كلامي ومن هنا ورايح مبقتش واحد من رجالتنا ..
رفعت بتوسل شديد :
- لا باشا أرجوك ، اديني فرصه تانيه انا مش عايز اخسر سعادتك ..
نظر إليه تهامي بطرف عينيه :
- بره يا رفعت ، وأحمد ربنا انك طالع علي رجليك من عندي
كانت نظره تهامي كفيله بأن تخبره أن لا تراجع فيه فأنسحب منكس الرأس في خزي وعار ..
وبينما خرج رفعت من القصر كانت تدلف هي الي الداخل في مزاج ومرح وتغني بدلال وتلف :
- I love it when you call me senurita ..
ولكنها توقفت عن الغناء فجأه وهي تري وجه أخيها الغاضب وهو يرمقها بنظرات مشتعله ..
أبتلعت ريقها واسرعت ترحب به في خوف :
- حبيبي حمدلله علي السلامه ، وصلت إمته ؟
لم يجيبها تهامي بينما هتف بغضب :
- إنتي ايه اللي أخرك بره لحد دلوقت ، انتي عارفه الساعه كام ؟
نظرت إلي عزت بتوتر الذي هز رأسه نافيا في يأس عادت تقول :
- حبيبي يعني it's nothing (مفيش حاجه) .. انا كنت مع صحابي وكمان كان معايا الحرس .. so where is the problem !! ( فين المشكله هنا!؟ )
غضب تهامي عليها وعنفها :
- من هنا ورايح مفيش خروج بالليل تاني لا بحرس ولا من غير حرس ، وطريقه امريكا اللي انتي عايشه بيها هنا دي تنسيها مفهوم !!
لمعت الدموع في عينيها ولكن غضبه أعماه عن رؤيتها فعاد مره أخري بغضب :
- أتفضلي يلا اطلعي علي أوضتك ..
أسرعت شريهان تعدو الي غرفتها في بكاء وحزن وذهبت خلفها المربيه كي تهون عليها ..
في حين التفت تهامي الي عزت قائلا بغضب وأمر :
- من هنا ورايح أنا المسؤول عن كل حاجه ، مش هتخطي خطوه يا عزت من غير ما ترجعلي فيها مفهوم ؟
نفخ عزت بضيق شديد حيث لم يكن عليه سوي تنفيذ ما قاله علي الرغم منه ، تركه وصعد إلي الأعلي لأسترضاء أخته التي يعشقها ويطيب بخاطرها
بينما جلس تهامي في غضب وهو يفكر في حلول لتلك المشاكل التي وقعت فوق رأسه ليجد مخرجا ما ينقذه ..
*****************************************
فتح عينيه علي صوت زقزقه العصافير بعدما لفحت البروده جسده ، وجد نفسه مازال بالشرفه تلملم من علي الكرسي ليعدل وضعه ناظرا الي ساعته فوجدتها تعدت الثامنه صباحا ..
نهض من علي كرسيه واتجه للداخل غسل وجهه وما أن خرج من الحمام حتي رأي بثينه تغادر المنزل فأدرك أنها ذاهبه لعملها
دلف للمطبخ وصنع فنجانين من الكابتشيو واحدا له والآخر لزينه ولا يدري لما دق قلبه هكذا وتلهف لرؤيتها
دق باب غرفتها برفق فأذنت له ، تقدم أمامها فنظرت إليه وأبتسمت قائله :
- صباح الخير
أسرت تلك الإبتسامه عينيه وازاد خفقان قلبه وبادلها الابتسامه لاشعوريا وهو يجيبها :
- صباح النور ، عامله إيه دلوقت أحسن ؟
هزت رأسها برفق وقالت :
- الحمدلله
تاه بعينيها وشرد بها وهو ينظر إليها ثم هز رأسه قائلا وهو يعطيها الفنجان :
- اتفضلي ، ده عشانك .. عملتلك معايا
تناولته من يديه بنفس الابتسامه وقلبها يكاد يخرج من شده الفرح وهي تشكره بإحترام ، إبتسم لها عمار سائلا بتعجب :
- غريبه يعني هاديه النهارده مبتقتليش حد ؟
زينه بهدوء شديد :
- لأن حضرتك قلتلي أمبارح انك هتكلمني في حاجه مهمه وبعدها همشي ، فأنا بس محترمه الوعد ده ومستنيه اسمعك عشان أمشي
لا يدري لما ألمه قلبه من تلك الكلمه فردد بنبره غريبه لم تفهم مغزاها :
- إنتي عايزه تمشي يا زينه ؟
هي تدرك أنها لا تعني شيئا بالنسبه له سوي أنه يساعدها ويحميها من تلك القتله فأرادت إنقاذ المتبقي من كرامتها قائله :
- أكيد عايزه أمشي ، وجودي معاك من الأول كان غلط
لا يدري لما ألمه قلبه لتلك الدرجه ، أراد أن لا تنطقها وتخبره بها .. ولكنه استجمع نفسه قائلا بثبات :
- وانا وعدتك أمبارح وعند وعدي ، اسمعيني وفي الأخر حددي اللي انتي عايزاه ..
قص عليها عمار ما كان ينوي فعله في الليله الماضيه ولكنه لم ينجح بذلك وتراجع عن ذلك القرار وبهذا ينتهي اليومين الذي حددهم لها ، وكذلك ما توصل إليه وفكر به بدقه وأحكام للإيقاع بمملكه أبو الدهب فردا يلو الآخر وهذا ما يحتاج لمساعدتها به إن وافقت ووضعت يديها بيديه ..
- دلوقت أنا كشفت لك كل ورقي ، عايزه تكملي معايا أهلا وسهلا وتاخدي بطار أبوكي بس بطرق مشروعه ، عايزه تمشي يا زينه أتفضلي بس لو رجعتي تاني هيقتلوكي وانتي جربتي بنفسك ، شوفي يا زينه انتي عايزه إيه وانا اعملهولك ..
اطرقت زينه في تفكير وحزن يائس لبضع دقائق ، وفي خلال صمتها كان عمار يدعو برجاء أن لا ترفض ، لا يدري لما يريدها بجواره هكذا وما ذلك الشعور الذي يهاجمه ولكن لا يريدها تبتعد عنه ..
- موافقه
تنهد عمار بأرتياح شديد ولكن لم يلبث أن يفرح كليا حتي نطقت :
- موافقه عشان أخد بطار والدي ، وبعد كده هبقي امشي
زفر عمار حانقا وردد :
- تمام ، دلوقت أول حاجه .. اعمليلي سيرش علي اكبر شركات الأمن في الشرق الأوسط
زينه بعدم فهم :
- تمام وبعدين عايز تعرف إيه عن كل شركه ؟
عمار بعدم فهم :
- يعني إيه ؟
- يعني إيه نوع المعلومات بالظبط ، قول أدق التفاصيل اللي انت عايزها وخلال دقايق هتكون عندك بس تجيبلي لاب كويس
تذكر عمار دراستها وكذلك الموبايل ومحل الاجهزه الخاص بها ، نظر اليها متسائلا بفضول :
- انتي قصدك تخترقي مواقيعهم وتدخلي علي السيستم بتاعهم ؟ (هزت له رأسها في ثقه ) هو إنتي تقدري تعملي إيه ؟
فكرت زينه قليلا بعدما تفهمت مقصده ورددت بثقه شديده :
- تعرف الفيديوهات اللي شفتها علي الموبايل ؟
هز لها رأسه في ترقب فأضافت بتأكيد :
- أنا اقدر اقولك اتصورت فين والساعه كام ؟
برقت عينيه بصدمه شديده غير مصدق فأضافت :
- أنا خدت الموبايل ده كمثال لأنه حاجه كده كافره ، اللي عامله بيتحدي العالم أن محدش يعرف يخترقه ولا يفتحه مابالك بقه أنا فتحته ورجعت من عليه محذوفات
عمار بصدمه شديده وهو ينظر إليها بأعجاب أيضا :
- إزاي ؟ ازاي تقدري تعملي كده ؟
زينه بغرور وثقه أضافت :
- أنا ليا شفرات خاصه بزينه شرف الدين ..
ثم تذكرت أمرا ما وبات علي ملامحها الحزن وهي تكمل :
- عشان كده انت شكيت فيا أن الموبايل ده ممكن يكون بتاعي وان الحاجات اللي عليه دي خاصه بيا ، بابا دايما كان بيخاف عليا من اللي بعمله ده وبيقولي لو الحكومه مسكتك هتأذيكي .. أوقات كتير كنت فعلا بخاف لأن فضولي كان بياخدني وادخل حاجات مينفعش حتي اقرب لها لكن هو مجرد فضول مش اكتر ، حاجه اتعودت عليها وبقت لعبه بالنسبه لي ..
عمار بتساؤل وفضول :
- مفكرتيش تشتغلي قبل كده مع المخابرات أو الجيش ؟
زينه بفرحه مكسوره :
- كان نفسي والله ، يستغلوني في حاجه مفيده ليا ولبلدي ، بس معرفتش أبدأ منين أو أعمل إيه والحاجات دي محدش يدخلها بسهوله انت اكيد عارف
هز عمار رأسه متفهما وردد :
- واللي يحقق لك حلمك ويدخلك فيها ؟
ابتسمت زينه بشده وأمسكت بيديه في عفويه شديده وفرحه :
- بجد يا عمار ؟ تقدر تعمل كده !!
نظر اليها في استنكار شديد فأسرعت تصحح كلماتها ورددت بسعاده شديده :
- أه صح نسيت .. ( رفعت يديها مؤديه التحيه ) تمام يا فندم ؟
شردت قليلا وهي تتذكر والدها ولمعت عينيها :
- لو بابا كان عايش كان هيفرح أوي
أطبق عمار علي يديها التي عادت ووضعتها علي يديه مره أخري قائلا :
- وهو برضه هيفرح بيكي يا زينه ، أبويا كان دائما بيقولي أن الميت بيشوفنا ويحس بينا ..
التقت عينيهم مره أخري وكل منها تلمع ببريق خاص وخفقه قلب تدب فؤادهما في مشاعر جديده يذوبان بها ، كل منهم يشعر بشئ تجاه الأخر ولكن الأعتراف أصعب ما يكون عليهما
فاق عمار من شروده ونظر الي يديهم فسرعان ما سحبها من بين خاصتها ، ارتبكت زينه قليلا وأخذت تلعب بخصلات شعرها ورددت بخفوت :
- شكرا ..
نهض عمار بجديه مرددا :
- لا متشكرنيش دلوقت ، أنا لسه معملتش حاجه ومش هعمل غير لما اشوف شغلك بنفسي ، يلا وريني همتك يا أنسه زينه شرف الدين ..
احضر لها عمار لابتوبا من أجود الأنواع ، ثم شرعت زينه بعملها واحضرت كل المعلومات الذي كان يريدها ، كان عمار يراقبها بصدمه وذهول وهي تخترق بسهوله كل ما يريده
استقر عمار علي اكبر تلك الشركات حيث وجد بها ما يريد وقرر تنفيذ مخططه بها ، بعد لحظات استمع لزينه وهي تضحك قائله :
- فعلا الشركه دي تستاهل انها تكون أكبر شركات الشرق الأوسط
عمار بتساؤل :
- ليه
زينه وهي تشرح له :
- علي الرغم أنهم فعلا الامان عندهم علي اعلي مستوي ، واني داخله بكود محدش يعرفه لكن عرفوني ، أينعم مقدروش يوقفوا الكود اللي اخترقتهم بيه لكن قدرو يقفلوا الموقع ويعطلو السيستم نهائي
عمار بتساؤل :
- وانتي متقدريش تفتحيه !
- لا طبعا ، دي حاجه كده زي ما تكون انت في مكان تاني بعيد عني وقفلت موبايلك أو فصل شحن أنا هفتحه ازاي .. يعني قصدي اقولك أن دي حاجه ملهاش علاقه بشغلي
- اممم فهمت .. تمام انا كده خلاص عرفت اللي كنت عايز أعرفه واستقريت علي قراري
أبتسمت زينه بنصر :
- تمام جدا ..
اخذ عمار يفكر قليلا فيما سيفعله قبل أن يبدأ بتنفيذه حتي أستقر علي المعاد المناسب
*****************************************
تقدم بخطوات ثابته جذبت أنظار من حوله وتحديدا الفتايات بذلك المبني الضخم فأخذ يتهامسن فور رؤيته ، ولكنه لم يكترث لأي منهن علي الرغم من أنه يعلم جيدا ما يقولونه ..
توقف عند احداهن كانت تجلس بألاستقال سائلا :
- مكتب مدير الشركه فين ؟
نظرت إليه الفتاه بأعجاب وارادت أن تراوغ معه قليلا فرددت :
- حضرتك عايز مكتب الباشا الكبير ولا مكتب إبنه الكبير ؟
عمار بصرامه :
- اظن سؤالي كان واضح !
الفتاه بدلال وهي تريد التحدث معه أكثر قائله :
- ما هو في مكتب الباشا الكبير لوحده وابنه لوحده ، وكمان عياله الاتنين التانيين كلهم ماسكين الشركه و......
قاطعها عمار بعنف :
- هو أنتي مبتفهميش !!!
حمحمت تلك الفتاه في حرج واسرعت تجيبه :
- فوق يا فندم في التالت ..
التقطتت أنفاسها بصعوبه بعدما ذهب من أمامها لتلحق بها زميلتها متسائله :
- مالك يا بنتي بتنهجي كده ليه ؟ هو الباشا لسه واصل ولا إيه ؟ بس انا شايفاهم كلهم وصلوا من بدري
إجابتها بتنهد :
- ايوه فعلا جم من بدري ..
- أومال بتنهجي وقلبك بيدق كده ليه ؟
ردت عليها :
- ما الشركه دي كلها مزز وحتي معارفها مزز ، بصي بتلقح مزز كده من أول الباشا الكبير لحد إبنه الصغير ، ولسه صاروخ معدي من قدامي دلوقت بس يا خساره معرفتش اجيبه سكه
لكزتها زميلتها قائله :
- يا بت اتهدي وركزي في لقمه عيشك واحمدي ربنا أن الباشا طيب ورضي يشغلنا
إجابتها وهي تعض علي شفتيها :
- أهوه الباشا ده أكبر صاروخ مدمر هنا ، سواء هو أو عياله التلاته اللي لحد دلوقت اصلا مش مصدقه أن هما عياله
ضحكت الفتاه الأخري قائله :
- فعلا معاكي حق ، اللي يشوفه ويشوف إبنه الكبير تحسيهم توأم مش واحد وأبوه ، شبه بعض جدا سبحان الله ..
هزت الأخري رأسها بلهفه وتمني قائله :
- ااااااه يا ناااااري ، لو حد يبصلي ..
وبالأعلي تحديدا بالطابق الثالث من ذلك المبني الضخم ..
دلف شاب قمحي البشره بعيون سوداء في منتصف العشرينيات بصحبه أخيه الذي كان يشبهه كثيرا ويصغره بعام واحد ..
توقفا أمام السيكرتاريه فسألها الأكبر :
- هو أدم باشا معاه حد جوه ؟
نظرت إليهم الفتاه في احترام شديد وهي تجيبه :
- ايوه يا حمدي باشا ، معاه شخص غريب كده دخل بالعافيه لما قلتله أن مينفعش يقابله من غير معاد ، بس أدم باشا وافق يقابله وقال محدش يدخل عليهم ..
ضحك أخيه قائلا لحمدي :
- دخل بالعافيه عند أدم ! ربنا يستر
بادله حمدي الضحك قائلا :
- أقولك حاجه ! أنا مش متفائل
ضحك الأخر أكثر قائلا :
- بص ، احنا مش هنتدخل إلا لو سمعنا ضرب نار ..
- لا يا سيف ، أدم بيخلي ضرب النار اخر حاجه ، هو ممكن يخلص عليه بإيده الأول ، وفي كلا الحالتين أنا برضه مش هتدخل
سيف بضحك :
- يا جباان
حمدي مرددا :
- جبان جبان ميهمش برضه
سيف :
- خلاص ، بابا هو اللي يتدخل ، بس غريبه يعني لسه مش سامعلهم صوت
- اصبر بس هنسمع دلوقت ..
- هو بابا فين ؟
- كان عنده اجتماع صغير كده (لمحه بطرف عينيه ) أهوه جه أهوه ..
تقدم إليهم رجلا ذات وقار وهيبه تحترم من أصغر من يتواجد بذلك المبني ، وقف أمامهم فقبلا يده في احترام شديد فردد والدهم :
- إنتوا لسه جايين ؟
اجابه حمدي :
- لا يا بابا جايين من ساعه كده بس حضرتك اللي كنت مشغول
أومأ له رأسه بتفهم قائلا :
- في حد مع أدم جوه ؟
اجابه سيف :
- أيوه يا بابا في واحد جوه جاي وبي......
ولم يكمل سيف جملته حتي استمعوا جميعا الي صوت مرتفع يأتي من غرفه مكتب ادم ، ردد والدهم متسائلا :
- إيه الصوت ده ؟
أما بالداخل ..
كان يقف عمار علي الناحيه الأخري من المكتب قائلا بنبره مرتفعه :
- يعني إيه مش هتنفذ اللي أنا عايزه ؟
أدم بتحدي :
- يعني مش هنفذ اللي انت عايزه حضرتك ، واعلي ما في خيلك أركبه
انتفض عمار بغضب شديد قائلا :
- انت عارف انت بتكلم مين ؟ أنا المقدم عمار مالك المصري
أدم بنفس التحدي وكأنه لا يعنيه الأمر شيئا :
- وأنا الرائد أدم عبدالله الحسيني
ولحد هنا والحلقه خلصت :)))
مفاجأه مش كده ؟ 😂
مش هسألكم علي حاجه النهارده هسيبكم متفاجئين
أرائكم لو سمحتم عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية