Ads by Google X

رواية نار الحب والحرب الفصل السابع 7 - بقلم ايمان حجازي

الصفحة الرئيسية

 رواية نار الحب والحرب الفصل السابع 7 - بقلم ايمان حجازي

نار الحب والحرب
بقلم / ايمان حجازي
حلقه(( 7))

في صباح يوم جديد وبداخل قسم الشرطه

فوضي عارمه احتلت المكان ، كل من يتواجد به يعمل علي قدم وساق خوفا من المصيبه التي حلت بهم والذي أخبرهم بها المقدم رفعت

أخذ يجوب مكتبه ذهابا وأيابا في عصبيه مفرطه وعقله لا يستوعب حجم الكارثه التي وقعت علي رأسه ، لم يترك مكانا الا وبحث بداخله ، ولم يري شخصا إلا وحقق معه وعقله يكاد ينفجر من شده التفكير

- باشا ! .. في مشكله فعلا في الكاميرات ، تم تعطيلها لمده ربع ساعه بعد الساعه ال١٢ ولحد دلوقت محدش عارف ده حصل ازاي

قال تلك الجمله أحد العاملين بالمراقبة بعدما فتح الباب مسرعا وهو يلهث ليخبره بما قد توصل إليه قبل أن يفقد عمله بسبب ذلك الأمر

استمع إليه رفعت فقبض علي يديه وضرب بها مكتبه من فرط الغضب ، نظر أمامه شاردا وردد وهو يكز علي أسنانه :

- دااااااااغر ، مش هعديهالك ..

وبسرعه شديده خرج من مكتبه وبداخله غضب وقوه ثائره بأمكانها القضاء علي الأخضر واليابس في طريقه

وبداخل مكتب داغر الجبالي،،

كان يحتسي كوبا من الشاي وبيده سيجارته مشتعله ، واضعا رأسه علي كرسيه وقدمه علي مكتبه في استرخاء شديد ، منتظرا أحدهم والذي يعلم بقدومه لا محاله ..

لم تلبث بضع دقائق من التفكير حتي فتح باب مكتبه بعنف وأصوات العراك بالخارج تكاد تصدع رأسه فتح عينيه علي صوت كالبركان الثائر:

- انت مفكر نفسك مين عشان تعمل اللي انت عملته ده يا داغر !؟

اجابه داغر مصححا وهو مازال في حاله الاسترخاء تلك ومغمض العينين :

- اسمي سياده المقدم داغر الجبالي

ثم فتح عينيه مسرعا وهو يعتدل في جلسته ناظرا إليه وهو يحذره :

- ومش عشان نفس الرتبه ده يديلك الحق انك تدخل مكتبي بالشكل الهمجي ده ؟

كاد أن يدلف رفعت الي الداخل ولكن منعه بعض العساكر فنطق بحنق شديد متوعدا :

- أمال انت بس اللي تدخل في أي مكان يعجبك ؟ قول للكلاب دول يسيبوني والا هيكون رفدهم علي ايدي

داغر بثقه مطلقه وهو ينفث دخان سيجارته :

- ايوه انا اللي مسموحلي ابقي همجي واعمل اللي يعجبني ، ورجالتي مش كلاب ، واكيد طبعا مش محتاجني اقولك الكلاب دي تبقي مين ؟

نظر داغر الي رجاله وبإشاره من عينيه تلقوا أوامرهم فتركو رفعت واغلقوا الباب خلفهم

اسرع رفعت يقف أمام داغر وهبد بيديه الاثنين علي مكتبه صارخا في تحدي :

- اللي انت عملته ده انا مش هعديه بالساهل !

داغر بأبتسامه سمجه وهو يحرك كرسيه في برود:

- عملت ايه ؟

رفعت بنفس اللهجه :

- انت هتستعبط عليا ؟ ولا مفكر نفسك بتضحك علي مين ؟ أنا هقدم شكوي ضدك وأوقفك عند حدك ، كله الا شغلي يا داغر سامعني ؟

أتسعت ابتسامه داغر في استفزاز وهو يجيبه :

- طب ما تفهمني الأول انت بتتكلم في ايه عشان اعرف ارد عليك ؟

رفعت بعصبيه شديده:

- الشويه اللي بتعملهم دول مش هيخيلو عليا ؟ انت عارف ايه عقوبه اللي يقتحم مبني الحكومه ويسرق ملفات قضايا الحكم فيها بالاعدام ؟؟؟

داغر بمراوضه :

اكيد طبعا عارف ، مين بقه اللي عمل كده ؟ ده اكيد حد مش سهل ابدا أو احتمال يكون شبح لأن مستحيل بشر يعمل كده وسط التدابير الامنيه دي كلها ؟

أبتسم أيضا رفعت بكره وهو يرمقه بنظرات غاضبه وردد بهدوء:

- بالظبط يا سياده المقدم داغر الجبالي ، اسم له مركزه برضه وحاجه بالخطوره دي متبقاش سهله علي اي حد ! بس داغر الجبالي غير .. ولا ايه رأيك ؟

تصنع داغر الدهشه والبراءه وهو يرفع كتفيه مشيرا إلي نفسه :

- أنا ؟ مش ممكن !! ، اكيد في سوء تفاهم ، أوراقك ناقصه يا رفعت باشا

ضيق رفعت عينيه ناظرا إليه بحقد وكره وهو يود الفتك بتلك الشخصيه المستفزه :

- كنت فين بعد الساعه ال١٢ بالليل !؟

رجع داغر ظهره للخلف متخذا وضعه علي كرسيه واجابه بجديه بارده:

- مع أن ده يعتبر تحقيق ، واتهام ليا شخصيا وأنا ممكن اقلبه ضدك في لحظه ، لكن برضه هريحك بحق الزماله وأننا نفس الرتب ، مع انك اكبر مني ب 8 سنين بس برضه نفس الرتب ، ... كنت في مكتبي بنراجع أوراق قضيه مخدرات ماسكينها تلامذتي

هبد رفعت بعصبيه علي مكتبه وهو يصرخ :

- كدب كدب كدب ! .. محدش يقدر يعمل كده غيرك وانا هثبت ده

داغر :

- دي حاجه تقدر تتأكد منها بنفسك بسهوله ، وانا عندي ألف يشهد ، فياريت مترميش طوبه فشلك علي غيرك وتاني مره اعرف انت قدام مين والاسلوب اللي كلمتني بيه ده انا اقدر بسهوله اجيبلك جزا محترم عليه ، لكن من باب الجدعنه مني هقدر عصبيتك ومش هأذيك كفايه الاذيه اللي هتجيلك من ورا القضيه اللي خسرت ورقها .. ولأخر مره يا رفعت متنساش نفسك قدامي ..

نهض رفعت في غضب جامح ولم يكد أن ينطق ردا علي تلك الاهانه حتي أوقفه داغر بأشاره من يده وعينيه علي ساعته مضيفا :

ويدوبك الساعه جت 10 وتلحق عشان ده معاد حسام أنه يتعرض علي النيابه ، لو اتأخرت اكتر من كده الجزاء ممكن يتضاعف يا باشا ..

*****************************************

تثائبت في ضعف وتكاسل وهي تفتح عينيها ببطئ وتنظر حولها لتري نفسها علي السرير ، سرعان ما تذكرت ما حدث بالأمس حيثما فقدت وعيها ولم تتذكر شيئا بعده ، نظرت إلي قدميها فوجدتها مضمده وكذلك تلك الأبره الموخوذه بيديها فأدركت أنه عالجها ، جال بخلدها لمسات مما حدث حينما كانت تحلم ، شعرت وكأنها تتذكر الحلم جيدا وأيضا حينما ضمها عمار الي صدره ، انتعش جسدها في رعشه لا إراديه حينما صور لها عقلها هيئتها وهي بداخل أحضانه يضمها بحنان وسكينه ، ولكن سرعان ما عادت الي الواقع وايقنت أن ذلك كان حلما أيضا ، فمن المستحيل ذلك المغرور أن يفعل شيئا هكذا ولها بالتحديد ، برمت شفتيها في ضيق ونهضت جالسه علي السرير

انتفضت فجأه حينما تذكرت الهاتف ، اخذت تنظر حولها علي السرير برعب شديد ولكن لم تجده ، انتقلت عينيها تلقائيه الي بواقي المنزل فوقعت عينيها علي المنضده الموجوده أمامها ، برقت عينيها بشده وكاد قلبها أن يخرج من موضعه من شده الصدمه ..

- بتدوري علي ده ؟

كان ذلك صوت عمار وهو يمد يده بالهاتف علي المنضده بينما كان هو جالسا وبيده سلاح كبير الحجم ضخم جدا واضعا مؤخرته علي المنضده وفوهته علي يديه وساندا رأسه علي السلاح بتلك الوضعيه ، رفع رأسه ناظرا إليها بوجه خالي من التعابير ولكن كان كافيا ليخبرها أنه رأي ما يحتويه ذلك الهاتف ، انتقلت عينيها حوله لتجد العديد من الاسلحه بأحجام مختلفه واشكال مختلفه ولكن أكبرهم هو الممسك به بين يديه

حاولت اضافة بعض المرح علي الموقف الذي لا يبشر بخير أبدا قائله بإرتجاف :

- إيه الاسلحه دي كلها ؟ هنلعب عسكر وحراميه مش كده يبشه ؟

لم يجيبها عمار بل ينظر ينظر إليها بنظرات غامضه زادت من خوفها وتوترها فتحدثت بجديه :

- انت شفت اللي علي الموبايل صح ؟

زاد عمار من صمته وهو ينظر إليها فإبتلعت ريقها بخوف شديد عليه وهي تتوقع ما قد رآه يخص أخته وهي تعذب بتلك الطريقه ، علي الرغم من فقدانها أيضا لوالدها من نفس الشخص ولكن لمجرد التخيل أنه شاهد ما قد حدث لأخته فطر قلبها أكثر وأكثر حتي كادت أن تبكي خوفا عليه ، بينما نطق عمار وهو يري خوفها هذا :

- زينه شرف الدين ، 22 سنه ، خلصتي حاسبات ومعلومات ، الأولي علي الدفعه ومسميه نفسك هكر مصر ، عايشه هنا لوحدك مع ابوكي اللي قتلوه ، بتشتغلي في المحل اللي عندكم ، بنت بسيطه جدا وطموحه وذكيه

أكملت زينه ظنت أنها ستضحكه :

- وسنجل يبشه ورقم البطاقه 855*****

ولكن لم تجده يستجيب لأي مما تقول فأكمل وهو ينهض ليقف أمامها :

- تفتكري ايه اللي ممكن يخلي واحده زيك جاسوسه ؟

اعتقدت زينه بأنه يمزح معها فأضافت :

- الزمن بقه بعيد عنك ، اكل العيش مر يا باشا وانا بجري علي يتامي

لم يهتم عمار بالهذيان الخاص بها وثبت ناظريه أمامها وهو يكبح غضبه كي لا يفقد أعصابه ويقتلها مرددا بحنق وهو يضغط علي الكلمات :

- إيه علاقتك بإسم أبو الدهب ، من إمته شغاله معاهم ؟

أكملت زينه مازحه وهي تريد التخفيف عنه ، بل أيضا لم تدري عن ماذا يتحدث فرددت وهي تقلد عفت الشربيني في فيلم (جائنا البيان التالي) :

- دهب ايه يا باشا ؟ أنا مبلبسش غير فضه ، فكرتني بأخر مره شفت فيها الدهب ، كانت في أغسطس 73 في عز الحر

لم تشعر بنفسها إلا وهو يمسك بشعرها كله بين يديه فأنفلتت منها صرخه متألمه بينما عمار قرب وجهها منها وعينيه تخرج شرارا :

- انتي هتستعبطي يا بت ! فاكراني مغفل وحركاتك دي هتخيل عليا هاه ؟ انتي عارفه انا ممكن أعمل فيكي ايه دلوقت ؟ ( اشتد علي قبضته ) انطقي !! تعرفي أبو الدهب من أمته وايه طبيعة شغلك معاه

كانت زينه تتألم بشده فكاد شعرها بأكمله أن يخرج بيديه فنطقت وهي تبكي من شده الألم :

- وربنا ما اعرف ، والله ما أعرف انت بتتكلم عن إيه ؟

عمار بغضب مضاعف :

- انتي هتسوقي عليا العبط ؟ ، أومال كانو بيطاردوكي ليه ؟ كانو عايزين منك إيه ؟ قتلوا ابوكي ليه ؟ عشان خنتيهم صح ولا عملتي فيهم أيه عشان يتخلو عنك ويقتلوكي ؟

زينه ببكاء حار متألمه :

- هما مين دووول !! انت بتعمل فيا كده ليه انا معرفش حاجه ، ااااااه عماار أرجوك سيبني ارجووك والله ما أعرف انت بتتكلم علي إيه

هبدها عمار بالسرير بقوه فصرخت مره أخري بينما انفجر عمار أمامها صارخا :

- عمار عمار ، انتي تعرفيني منين اصلاااا ؟ وتعرفي اختي منين ؟ وإيه علاقتك بموتها وإيه علاقتك بأخر عمليه حصلت في شمال سيناء ؟؟ إنتي مين يا بنت الكلب !!!؟

قال عمار أخر جمله وهو يصفعها بغضب وقوه شديده حتي نزفت شفتيها ولكن سرعان ما استوعبت نفسها وأدركت عن ماذا يتحدث فأسرعت تنطق :

- الموبايل ؟ .. الموبايل صح ؟؟ انت شفت اللي عليه ؟؟ مش بتاعي والله ما بتاعي يا عمار ده جاي.....

قطع حديثها رنين هاتف عمار فحرك نظره ناحيه ليجد المتصل داغر ، أشار إليها بيديها فتوقفت عن الحديث وأمسك بالهاتف :

- أيوه ؟

- عمار ، تعالي ..............

- تمام ، مسافه السكه

انهي اتصاله واتجه الي بعض الرفوف وتناول منها الكلبشات، بينما زينه شعرت بحاجه ملحه للذهاب الي الحمام بعد ما حدث وبينما كادت أن تنهض حتي وجدته يقبض عليها ويقيدها من قدميها بالسرير ، لم تستوعب زينه ما يفعله حتي نطقت بتيه :

- هو انت بتعمل ايه ؟ انت بتهزر صح ! ، أرجوك لأ أنا عايزه اروح الحمام ، عمااار انت بتعمل ايه ؟

لم يستجيب الي ندائها واتجه الي يديها يقيدهم ببعضهم البعض فرددت زينه بخوف :

- طب وديني الحمام وبعدين ابقي كتفني ، بالله عليك والله هموت وأروح الحمام

لم يبالي عمار بندائها ، التقط مفاتيح سيارته وردد خارجا :

- اعمليها علي نفسك زي الكلاب

صفع الباب خلفه بعنف شديد ارتجفت علي أثره زينه ، بينما عمار كاد أن ينفجر من شده الغضب وهو يري نفسه قد تحول لوحش كاسر تجرد من كل معاني الانسانيه ، والغي عقله عن التفكير بعد رؤيته لتلك المقاطع التي وجد بها تفسيرا منطقيا عن سبب موت أخته بعدما هتك عرضها أمام أنظار الذئاب الضاريه

تكونت بداخله طاقه جباره لإنقلاب اسم ابو الدهب رأسا علي عقب وقطع نسلهم من جذوره ، والأذي الأشد سوف يذهب لتلك الضعيفه التي شعر ببرائتها ولكن أعمي الغضب عينيه ولم يري سوي الانتقام فقط من كل تعلق بموت أخته وذلك الذي خطط له بعد استجواب زينه ومعرفه كل ما قامت به لمصلحه أبو الدهب ، ثم سيقلب الأرض فوق رؤوسهم ليمحي اسم أبو الدهب من علي الوجود في ليله وضحاها حتي وأن كلفه ذلك الأمر حياته

فهل ذلك ما سيفعله عمار ؟ أم أن هناك معجزه ما ستغير تفكيره ؟؟!

بينما اخذت زينه تبكي بألم وتتمتم بأسم والدها الذي تركه في ليله لم تتوقعها ، وذلك الذي أحبته علي عماها ولم تعرف أي شئ عن شخصيته التي بدأت تدركها شيئا فشيئا ليتحول حبها ذلك إلي كره شديد وهي تردد :

- بكرهك يا عمار ، انت غبي غبي ، ااااااه حسبي الله ونعم الوكيل فيك

*****************************************

- يعني انت بتنفي كل اللي مكتوب في المحضر ده وان ده اتهام من المقدم رفعت ليك ؟

قال ذلك وكيل النيابه وهو يحقق مع حسام الذي جلس واثقا من نفسه وهو يؤكد:

- ايوه يا فندم ، أنا معرفش أي حاجه عن اللي بيتكلم عنه ده ، أنا كنت في بيتي ولقيت تهامي باشا جايلي ومعاه المقدم رفعت وبيتهمني اني دخلت شحنه مخدرات علي أساس أنها ادويه وانا اصلا شغلتي في الشركه كلها مدير الحسابات يعني مليش دعوه اصلا بأي حاجه في الواردات أو اني ادخل أو استقبل

وكيل النيابه :

- وتفتكر ليه تهامي أبو الدهب يتهمك في حاجه زي دي ؟

حسام بثقه :

- معرفش يا باشا أنا كمان متفاجئ بالموضوع ده ! بس عشان أنا واثق من نفسي وعارف اني معملتش حاجه غلط ومفيش حاجه تثبت عليا ده بل بالعكس الكل يشهدلي اني كنت شاطر ومخلص في شغلي عشان كده جيت هنا من غير اعتراض ومتأكد اني هخرج منها لان مفيش حاجه تدينني

وكيل النيابه :

- يعني مفيش اي عداوه بينك وبينه ؟ ما هو برضه مش معقول هيتهمك كده من الهوا ؟

- ده سؤال تسألهوله هو يا باشا مش أنا ؟ أنا قلت كل اللي عندي ؟

وكيل النيابه :

- مكتوب في المحضر اللي اتعمل انك اعترفت ومعاهم الورق اللي انت مضيت بيه علي استلام الشحنه ؟ ايه اقوالك ؟

حسام :

- أنا ممضتش علي حاجه ومش عارف جاييبين الكلام ده منين ولو معاهم حاجه زي دي اكيد مزوره أو هما ملفقينها ليا ؟ ممكن لو شفتها وشفت امضتي وقارنتها بيها هتتأكد أنها مزوره

وكيل النيابه :

- للأسف هي اصلا مش موجوده

حسام :

- أمال حضرتك بتتهمني علي أساس ايه ؟ يعني أنا عايز اعرف دلوقت انا بعمل ايه هنا طالما مفيش اي حاجه تدينني ، لو سمحت يا باشا ! أنا اهلي قلقانين عليا وعايز ارجع ! تهامي بيه ورفعت بيه معرفش بيخططوا لإيه وعايزين مني إيه ومش عايز أعرف اصلا أنا عايز ارجع سليم وعايز الحكومه تحميني منه عشان ميتعرضليش واظن ده حقي ..

أومأ له وكيل النيابه مصدقا علي الرغم من دهشته قليلا بشأن تلك القضيه الفارغه من الأوراق ، ولكن لم يكن أمامه سوي الإفراج عنه:

- قررنا نحن وكيل.نيابه **** الإفراج عن المتهم.........................................................

ثم قرر أيضا وكيل النيابه ضمانا له من عدم التعرض إليه من كل من المقدم رفعت وكذلك تهامي أبو الدهب ، وأن حدث شئ له سيتم تحويل التهمه مباشره إليهم ، وكذلك يتم التحقيق مع المقدم رفعت لأتهامه زورا وتلفيقه تهمه غير مثبته للمدعو حسام ، وكذلك الإفراج عن حسام بضمان محل إقامته ..

خرج حسام فوجد بإنتظاره عمار وداغر وكذلك رفعت الذي ما أن وصل حتي رأي عمار بصحبه داغر فأدرك علي الفور كيف تمت سرقه أوراق القضيه والذي أكد له شكوكه تلك الابتسامه السمجه التي ارتسمت علي وجه داغر وهو يفرك شاربيه في غرور وتشفي فكيف لم يخطر ببالك ذلك الوحش الأخر (عمار المصري) ، احتضن عمار حسام بعد أن فك له الكبشات وهو يرمق رفعت بنظرات لم يستطع تفسيرها مطلقا ولكنها لا تبشر بالخير علي الاطلاق فسرت بجسده رجفه استطاع إخفائها أمامهم ليكظم غيظه وهو يدخل الي وكيل النيابه للتحقيق ..

ولكن ما أن وضع يده علي مقبض الباب حتي انحني له داغر متصنعا البراءه متشفيا :

- رفعت باشا ، all the best

ضغط رفعت علي المقبض بغيظ شديد ، بينما اتجه داغر الي عمار الذي لم يفهم ما الذي أصابه وما حالته تلك !

داغر متسائلا :

- مش يلا علي فيلا المصري ولا إيه ؟ عمتك مستنيه أبنها علي احر من الجمر

لم يعجبه عمار بينما كان شاردا مكفهر الوجه يفكر بتلك التي تركها وجزءا بداخله يخبره بأنها بريئه علي الرغم من عدم تصديق عقله ، هزه داغر من كتفه :

- عماااار !! مالك ؟؟

تطلع إليه عمار قائلا :

- لا ارجعوا انتو ، انت وعدتها انك هترجعه واهو انت رجعته

ثم نظر أمامه في شرود متابعا :

- سيبني أنا كمان أنفذ الوعد اللي وعدته

داغر بحيره :

- وعد إيه ووعدته لمين !؟

- مفيش أنا ماشي

- عمار استني ، طب هجيلك بالليل

أودعه عمار نافيا في صرامه :

- لا متجيش ، لما اعوزك هكلمك

*****************************************

دلف عمار منزله ناظرا إليها فوجدها منكسه الرأس تبكي في صمت وحتي لم تلتفت اليه ، تقدم إليها في صمت وفك قيودها قائلا وهو يقف أمامها بوجه خال من التعابير :

- قومي يلا روحي الحمام

رفعت زينه رأسها إليه والتقت عيناهم في نظره حزينه مؤلمه من أعين زينه ، بينما عمار لا يدري لما شعر بالألم من نظرتها تلك ، لا يدري ما الذي يصيبه في كل مره تلتقي فيها أعينهم ؟ ظل علي موقفه جامدا صامتا بينما نهضت زينه بألم ممسكه ببطنها وهي تمشي ببطئ علي أطراف أقدامها كي لا تأذي قدميها المضمده ، ما أن انتهت حتي عادت بنفس الطريقه ولكن ألم بطنها يزداد شيئا فشيئا فخشيت أن تخبره بذلك

جلست زينه قبالته مطرقه الصمت وهي تختلس بعض النظرات إليه وبين الحين والآخر تنسلت عبره من أعينها تجففها مسرعه قبل أن يراها ، في حين كان عمار يجلس أمامها صامتا شاردا لا أحد يدري فيها يفكر أو يخطط ، ظلت منتظره أن يستجوبها في اتهامه لها ولكنه لم يفعل ذلك ، قررت أن تقطع هي ذلك الصمت وتخبره بالحقيقه قبل أن يفعل شيئا لها مره اخري وكذلك كي يتركها ويحررها من ذلك المنزل الذي حبسها به ..

- مش سألتني قبل كده عايزين يقتلوكي ليه ؟

انتشلته زينه من أفكاره فنظر إليها دون الإجابه في حين تابعت وهي تجفف عبراتها :

- طب مسألتش نفسك ليه واحده عندها ٢٢ سنه طموحه ذكيه ملهاش غير ابوها في الدنيا ممكن تعمل حاجه زي دي ؟ طب ليه واحده لسه والدها مقتول من يومين والدنيا مقلوبه عليها ليه مش قالبه الدنيا بل بالعكس مستسلمه معاك ومطمنه ، ايوه طبعا زعلت علي والدي وجوايا كميه غضب ونار قايده وحرقه قلب ممكن تهد الارض باللي عليها من ساعه ما شفت بابا بالمنظر ده لكن دلوقت هاديه أو حتي قادره اني اكتم غضبي جوايا وساعات كمان بهزر ؟ ما هو يا أما أنا معنديش دم للدرجه دي ووالدي مكنش فارق معايا اصلا وده مش صح ! يا أما جاسوسه فعلا زي ما قلت والحاجات دي كلها مش في دماغي ويمكن اكون ارهابيه كمان واعتبر والدي مات شهيد عمليات بنته ، صح ولا لا يا سياده المقدم ؟ بس للأسف ده برضه مش صح !

شعر عمار بصدقها ناظرا إليه في نظره لم تترجمها بعد فأكمل مستنتجا بعدما تذكر كل ما خرج من فمها منذ لقائه بها وكذلك المعلومات التي جمعها عنها بلمح البصر فأجابها :

- يا إما تعرفيني كويس وتعرفي شغلي وكل تحركاتي وأهلي وعيلتي كلها لدرجه أنك متطمنه معايا وعارفه أني مثلا هاخد بطار ابوكي أو هساعدك عشان تطفي نارك دي ؟ بس برضه السؤال هنا ؟ انتي تعرفيني منين ؟ والأهم من كل ده إيه علاقتك بشغلي ؟ أنا مش عايز افاجئك واقولك أنا شفت ايه علي الموبايل ده بعيدا عن حادثه اختي ، بالتالي انتي برضه قدامي يا جاسوسه يا عيله فرحانه بشهادتها وبتلعب وفتحت علي نفسها أبواب جهنم ؟ فبرضه فهميني انتي مين فيهم ؟

شعرت زينه بالخجل والتوتر ونكست رأسها لأسفل في صمت خشيه من أن تخبره أنها معجبه به وتراقبه منذ اليوم الذي رأته به وكذلك استغلت خبرتها في التهكير لمراقبته فلم تدرك بما تخبره ، بينما صمتها ذلك لم يسعفها علي الاطلاق وترجم خطأ فسرعان ما نطق عمار :

- طبعا مكسوفه تقولي انك جاسوسه قدام راجل عسكري صح !؟

نطقت زينه بغضب مسرعه في دفاع عن نفسها :

- لأ غلط مش كده ، وبعدين المفروض يكون عندك نظره في الناس

أشار إليها عمار بيديه :

وعشان أنا عندي نظره في الناس بتكلم معاكي بالطريقه دي وبسألك بهدوء ، والا انتي متعرفيش احنا بنعمل ايه في الناس اللي بنشك بس انها ممكن تهدد أمن البلد مابالك باللي بنكون متأكيد منهم واحسن لك متعرفيش خالص ..

إجابته ساخره:

- قال يعني اللي انت عملته فيا شويه ! ، بص يا باشا عشان الظاهر اني غلطت كتير أوي وحسبتها غلط أنا هقولك اللي يفيدك وخلاص وملكش دعوه بيا

نكست رأسها في ألم وهي تقص عليه كل ما حدث بدايه من أمر طه حينما أعطاها الهاتف الي تلك اللحظه وما أن انتهت حتي اردفت :

- ده كل اللي حصل ، وانا لا ليا علاقه بالدهب بتاعك ده ولا اعرف هو مين ولا اعرف طه جاب الموبايل منين ولا اعرف شمال سيناء ايه وعمليات ايه اللي بتتكلم عنها ، أنا ابسط من كده بكتير

زفر عمار بحنق واخرج تنهيده حزينه في ألم قائلا في هدوء :

- مجاوبتنيش يا زينه ! تعرفيني منين وعرفتي اختي منين !

كادت زينه أن تبكي من شده خجلها وهي لا تريد أخباره بذلك الأمر فأشاحت بوجهها بعيدا عنه في صمت بينما قال عمار :

- جاوبي عشان أصدق اللي انتي قولتيه وانك ملكيش علاقه بشغلي

زينه بتلقائيه شديده ودفاع:

- والله العظيم ما ليا علاقه بشغلك ، ربنا وحده يعلم أنا بحب بلدي أد إيه وبشجعك أد إيه لما براقبك ، حتي اخر عمليه ليك لما قتلت 100 واحد أنا قلبي كان هيقع في رجليها من الخوف عليك ولما عرفت انك انتصرت كنت ......

ولم تكمل حديثها حينما أدركت ما حجم تفوهت به ففغرت فاها في صدمه وهي تنظر إليه في حين ظل عمار محدقا بها في صمت وكأنه يخبره أنه محق حينما شك بها ، ربع يديه في ثقه وهو مازال ينظر إليها

أسرعت زينه تنطق في خوف شديد من بطشه :

- خلاااص هقول ، أنا .. أنا أعرف عنك كل حاجه بس من برا برا يعني ، يعني أعرف انت مين اسمك وأهلك وساكن فين وبتشتغل فين لكن شغلك ذات نفسه وتفاصيله دي معرفهاش واللي لسه قايلاه من شويه ده اظن انت عارف ان كل المواقع كتبت عنه وظهرت في التليفزيون كمان يبقي اكيد أنا هعرف زي الباقي

- ليه ؟ ومن أمته !!

أبتلعت زينه ريقها في توتر وخجل وهمست بخفوت:

- ممكن_مجاوبش ؟

صرخ عمار بوجهها :

- انتي هتستعبطي !!!؟

فزعت زينه دفعه واحده اثر صوته فألمتها بطنها أكثر ورانا عنها أمسكت بها وهي تبكي :

- اااااه ، انت كنت ساكن في نفس المنطقه دي وبتروح وتيجي علي طول وحد مشهور وكنت بشوفك وكان عندي فضول اعرفك مش اكتر والله ما بكدب

لم يهتم عمار لما تقول بينما أقترب منها متسائلا بلهفه:

- انتي مالك فيكي ايه ؟ ايه اللي بيوجعك ؟

نظرت إليه في عتاب وألم :

- البركه فيك يا اخويا كنت هتموتني بس لو مرحتش الحمام وبطني وجعتني

ثم شعرت زينه بألم أخر مضاعف فأدركت ماهيته علي الفور لتشعر بخجل شديد وهي تتذكر تاريخ اليوم ليزداد ألمها أكثر وكذلك خجلها ، فلم تدري ماذا تفعل ؟

عمار بحيره :

- طيب اجيبلك حد يشوفك يعني الموضوع مستاهل ؟

زينه بتلعثم وخجل :

- محتاجه بس أروح الصيدليه وهبقي كويسه ؟

- قوليلي عايزه إيه وانا احيبهولك !؟

صرخت زينه في انتفاضه :

- لااااا ، أنا اللي هروح

لم يتفهم عمار سبب عنادها ذلك فردد:

- ما هو انتي مش هينفع تنزلي للأسف

ثم ردد في شرود وهو يتذكر ما ينوي فعله وأضاف :

- خلاص كلها يومين بالكتير وهتخرجي من هنا وكل حاجه هتنتهي

علي الرغم من خوفها من نبرته تلك التي لا توحي الا علي كل شر وتحديدا بعدما أدركت أنه شاهد ما يحتويه الهاتف ، وكذلك الألم بداخلها ، ولكن شاركها أيضا مشاعر مختلفه من القلق الشديد والخوف علي فقدانه فأعتصر قلبها في غصه مريره وظلت محدقه به ..

نظر اليها عمار مره أخري بعفويه فوجد عينيها معلقه عليه وتساقطت منها عبرات علي خديها ، رغبه ملحه تكونت بداخله في أن يأخذها بين ذراعيه مره اخري وهو يجفف لها تلك العبرات ويعتذر لها عما بذر منه ، فظل ينظر إليها متسائلا ، لما يشعر بذلك الضعف كلما ألتقت زرقاويتاه برماديتاها ! لما كل ذلك التيه بداخله !!

نفض مسرعا ذلك الشعور قائلا:

- هجيبلك دكتوره تشوفك متقلقيش ..

أخرج هاتفه وقام بالاتصال بالطبيبه بثينه ، بينما كادت زينه أن تغلي دمائها من شده الغيظ متناسيه ألمها تماما في استعداد لمقابله تلك الطبيبه التي تعتقد أنه علي علاقه بها

*****************************************

بعد أن رحبت به والدته السيده رباب وكذلك خاله القبطان مالك بعد احضان كثيره ، قبلات عديده ، شوق ولهفه ودموع وذكريات ومشاعر وحوارات اكبر حينما عاد إليهم مره إخري ، وعلي الرغم من تواجده معهم بجسده ألا إن قلبه ووجدانه وخلده بمكان أخر ، مع شخص أخر ، شخص لم يفارق قلبه منذ ولد ، استأذن منهم وذهب الي غرفتها بتلك الفيلا حيثما تتواجد صورها وذكرياتها والمره الأولي التي اعترف له بحبها ، لم ينسي أي ذكري بينهم ..

جلس علي سريرها ووضع صورتها علي قلبه وذكرياتهما تمر علي عقله في لحظات كالرعد ، وومضات كالبرق ..

نظر إلي صورتها متوعدا لها :

- وغلاوتك عندي يا نور ما هنام ولا يرتاحلي بال إلا أما اجيب حقك واشوف تهامي وعزت مزلولين تحت رجلي نفس زلتك ، وحياة أبننا اللي مات قبل ما اشوفه لهرجعلك شرفك وكرامتي اللي داسوهم في الأرض ، ومش هزور قبرك الا وانا منفذ لك وعدي ..

وضع الصوره علي قلبه مره اخري وسمح لدموعه تنساب بصمت وألم ..

وبعد بضع لحظات انفتح باب الغرفه ودخل داغر :

- إيه يا ابني بقالي ساعه بخبط ؟ مش سامعني

نهض حسام وجفف دموعه ووضع ذلك البرواز من يديه قائلا :

- مسمعتش الباب معلش

جلس داغر بجواره وربت عليه :

- لا ولا يهمك يا عم ؛ ها ! ناوي علي إيه ؟

شرد حسام قليلا قائلا بخفوت :

- كل خير ، متقلقش

- حسام ، أنا عارف اللي مريت بيه مش سهل وصعب أن أي حد يتخطاه ، بس أرجوك بلاش تهور دلوقت انت طلعت منها المره دي عايش خليك فاكر ده

- مفيش حد بيتلسع من عقرب مرتين ، متخافش عليا أنا عارف أنا هعمل ايه

ارتفع صوت داغر قليلا :

- حسام ! ، أرجوك بلاش أي حاجه بتفكر فيها دلوقت ، انت مفكر أننا هنسيب حقك ، تعرف أن عمار المصري ممكن يسيب حق إخته ؟ تعرف عن داغر الجبالي أنه خسر قضيه أو مرجتش لمظلوم حقه ، مش طالبين منك غير الصبر وانت هتشوف النتيجه

حسام بسرخيه :

- لا شغل القانون بتاعك ، والعنف والمجزره الحربيه اللي ممكن يعملها عمار دا انا مليش فيه ، من إمته وانا ليه في العنف والضرب ، أنا ليا دماغي اللي هعرف استغلها صح وبنفس الطريقه اللي هترضي غروري وكرامتي كراجل مراته اتاخدت من حضنه ، انتو الكلام عندكم سهل وسهل جدا كمان ، لكن إن حد يحس بالنار اللي جوايا ده مستحيل .. روح شغلك يا داغر ومتقلقش مش هحطكم في خطر أبدا ولا ده طريقي زي ما قلت لك ، أنا هلعب من ناحيه تانيه ، وبلاش كلام كتير في الموضوع ده عشان أنا طمنتك دا غير انك عارف انك مش هتعرف تمنعني عن اللي في دماغي ..

وفي الاسفل كانت تودع السيده رباب داغر :

- مش عارفه اقولك إيه يا داغر يا ابني مهما شكرتك مش هيوفيك حقك

أمسك داغر يديها :

- متقوليش حاجه أنا معملتش حاجه واللي يستاهل الشكر اكتر عمار ابن أخوكي

- ربنا اللي يعلم غلاوته عندي وثقتي فيه وفيك ، ربنا يحفظك يا ولادي

- خلي بالك من حسام ومن أفكاره ، حسام متهور ومش عارف ممكن يفكر في إيه يأذيه ، حاولي متخليهوش يبعد عنك لحد ما يتجاوز الفتره دي لأنها مكنتش سهله عليه

- حاضر يا إبني ، أنا عارفه ابني ودماغه واللي ممكن يكون بيفكر فيه .. وربنا يقدرني عليه

*****************************************

حاول عمار مرارا وتكرارا الاتصال ببثينه ولكن هاتفها مغلق ولا يدري ما السبب ، زفر في ضيق في حين رددت زينه :

- متتصلش بحد لو سمحت أنا عارفه انا عايزه إيه خليني اجيب اللي عايزاه وملكش دعوه بيا ..

نظر اليها عمار شذرا وكأنه لم يستمع إليها في حين أكملت في غضب حينما رأت عناده :

- لو سمحت أنا عايزه أمشي من هنا بقه ، كفايه لحد كده اللي انت عملته معايا سيبني في حالي ، واهو اللي كنت عايز تعرفه مني عرفته سيبني بقه ..

ربع عمار يديه أمامها في استفزاز وعناد :

- عايزه تمشي ليه ؟ عشان تكملي شغلك في الجاسوسيه صح ؟

قالها عمار بنيه المشاكسه معها ولم يدري لما فعل ذلك ، فقط يشعر بمتعه غريبه حينما يعاندها ليخرج غضبها وتحديها له ، ولكن تلك المره كان رد فعلها مختلف فصرخت به متألمه :

- جاسوسيه إيه انت كمان ! أنا عايزه أمشي من هنا مجرد إني عايزه أمشي وخلاص ؟

هدأت نبرته قليلا وهو يسألها خوفا:

- طب قوليلي مالك وانا أعملك اللي انتي عايزاه ؟

صرخت زينه ببكاء وألم وهي ممسكه بطنها :

- اللي أنا عايزاه انك تسيبني في حالي وخلاص مش عايزه غير كده ، اللي قتل أختك واديك عرفته والموبايل معاك وقلت لك كل اللي اعرفه ومتأكده أنك هتجيب حقها وانا بالطريقه دي هيرجعلي حق والدي بطريقه غير مباشره ، لكن وجودي هنا ليه عايزه أعرف ؟ وياريتك حتي بتعاملني كويس ، انت هنتني واتهمتني بحاجات اصغر مني بكتير لمجرد انك كان جواك غضب بعد ما شوفت الفيديوهات وطلعته عليا أنا ، وشتمت ابويا الراجل المحترم اللي الكل بيشهدله بأخلاقه وعمر ما حد قدر يقول عليه نص كلمه، انت مين أنت اصلا عشان تعمل فيا كده ولا تشتمني كده انا ووالدي !

عايزه أمشي لأني حسبتها غلط من ناحيتك وكنت مفكره إني عارفاك من كلام الكل عنك والبطولات اللي حققتها والوجهه اللي بتظهر فيها لكن اكتشفت انك غير كده خالص وعلي رأي المثل تعرف فلان اعرفه عاشرته لا يبقي متعرفوش ، وعلي الرغم من كل اللي اعرفه عنك أكتشفت برضه اني معرفكش وميشرفنيش أني أعرف شخصيه زيك يا عمار باشا، حد مغرور متكبر بتستقوي علي اللي أضعف منك ، فمجرد أني حسبتها غلط مش أكتر .. فأرجوك سيبني ..

جلس عمار علي السرير في تنهد وعقله مشتت بشده في حين أضافت بين بكائها :

- انت علي الاقل حضرت عزاء اختك ودفنها ، أنا بقه ملحقتش حتي أودع أبويا ..

نهض عمار في حسم ناظرا إليها وردد بجديه :

- يومين بالظبط ، عدي 48 ساعه وانتي هتخرجي من هنا وهترجعي بيتك في أمان وهتنسي المغرور المتكبر اللي بيستقوي علي اللي أضعف منه ، ومش عايزك حتي تفتكري أنك عرفتي واحد زيي في يوم من الايام ..

ولحد هنا والحلقه خلصت :))
تفتكروا فعلا دي النهايه لزينه وعمار هما مجرد يومين مش اكتر !
عمار قصده إيه باليومين دول أو هيعمل إيه والأهم من كل ده اللي هيعمله ده فعلا هينفذه ولا في خطه تانيه ؟
حسام بيفكر في إيه هو كمان ؟

•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent