رواية نار الحب والحرب الفصل الخامس 5 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
حلقه((5))
في صباح جديد داخل المنطقه الشعبيه المتوسطه ..
وبإحدي المنازل التي تبدو من اجمل بيوت تلك المنطقه واغناهم بالنسبه لحالها الفقير ، صعد عمار الي البيت فنزع سترته من علي جسده ليظل بتيشرت عاري الاكتاف ليبرز عن عضلاته الضخمه وجسده المتعرق اثر بذله لبعض التمارين ، دلف الي غرفه النوم ليجدها مازالت فاقده لوعيها ، جلس أسفل قدميها وأمسك ببعض القطن والشاش والمطهر وأخذ يطهر لها قدمها مره اخري قبل أن يضمدها بالشاش جيدا ، ثم شرع بالدهان للمناطق الأخري المتورمه عليها ..
نظر عمار إليها نظره اخيره ، نظره مليئه بالشفقه والحيره والفضول حول أمرها ،وهو ينهض بعيدا عنها ذاهبا الي الحمام لأخذ حمام باردا ..
انسابت المياه علي جسده ببطئ وهو يتذكر ليله البارحه ..
فلاش باگ»»
وصل الي تلك المنطقه في مقتبل اذان العصر وصعد إلي منزلهم القديم مباشره ، ذلك البيت الذي دوما ما يشعره بالدفئ والحنان ، ينتشله من كل إرهاق يتواجد داخله ليذهب به الي عالم ملئ بالذكريات التي كانت تجمعه بوالدته ووالده ، وكذلك طفولتهم المفعمه بالشغف والمرح ، ذكريات لا يود أن ينساها مهما طال به الزمن ..
دلف الي حجره النوم الخاصه به بذاك البيت ثم نظر بأشتياق الي أرجائها إلي أن وقعت عينيه علي صوره والدته ، تقدم إليها ببطئ وبداخله ينبض بحزن علي فقدها ..
انسابت من مقلتيه دمعه مريره وهو يخرج بروازا اخر لتوأمه الشقي ، أمسه بيديه ونظر الي عينيها بحزن واشتياق ، حركها بأتجاه فمه ليطبع قبله عميقه عليها قبل أن يضعها بجوار صوره والدته ..
نزع ثيابه عنه ومدد جسده علي سريره وهو يتنفس بعمق مغمضا عينيه ليذهب بخياله الي الماضي الجميل ، والذكريات المحببه لقلبه ... ثم غط في نوم عميق وكأنه لم ينم منذ دهر ...
وبعدما تجاوزت الثانيه عشر ، تململ في فراشه ببطئ وفتح عينيه ..
لم يدرك عدد الساعت التي مضت منذ نومه ،ولا أيضا كم الوقت في هذه الساعه ..
نهض من علي سريره وهو يشعر بالجوع الشديد ، وقعت عينيه علي المطبخ فرأي طيف والدته وهي تعد لهم الطعام بحب بينما هو يقف بجانب نوران أمامها يستعجلونها في صنع الطعام ..
ارتسمت ابتسامه حزينه علي وجهه ثم التقط سترته وبعض المال في جيبه وقرر الذهاب لأحدي المحلات المتواجدين بالمنطقه لجلب بعض الاطعمه والمشروبات ..
لم يكن يدري أن الوقت أصبح متأخرا ولن يجدي ذهابه من البيت نفعا ولكنه لم يكن يدري أن خروجه من البيت في تلك الساعه سيكون سببا لتحول حياته بأكملها ..
انهي الدرج نزولا من الطابق الثالث حتي توقف أمام البنايه الخاصه به، لم يري أمامه سوي الظلام، أدرك علي الفور أن الوقت تأخر جدا ولم يكن ليجد أي من المحلات في هذا الوقت ..
قرر السير قليلا علي قدميه في تلك الأجواء الصامته ليلفح الهواء البارد صدره ، ولكن قبل أن يخطو بقدمه الي خطوه واحده ، استمع لأصوات متقطعه طفيفه تقترب منه ، كلما اقتربت أكثر كلما زادت من ارتفاعها وحدتها ..
ولأنه تعلم رصد الاصوات بأذنيه ، كان من السهل جدا معرفه ما يدور بها ..
ما أن اقترب ذلك الصوت ،تقدم بخطوه الي الوراء وضغط علي مكبس النور ليضئ شيئا بسيطا ولكنه كافيا ليري أمامه ..
وما أن عاد تلك الخطوتين مره اخري حتي شعر بأصتدام عنيف بصدره ألمه بعض الشئ ، ولكن قبل أن يقع ذلك الشخص كانت يدي عمار اسرع وهي تلتقطه لتجلعه يقف علي قدميه ..
حاوطها عمار بيديه ليضعهما حول خصرها ، شعر بأنفاسها السريعه جدا وهي تلهث بقوه ، ثم رأي الخوف المريب بعينيها قبل أن تنظر إليه ، شعر بحاجتها الملحه للصراخ من شده الخوف ولكن أنفاسها التي كادت أن تقطع كانت السبب في عدم صدور صوت صراخها ..
رفعت تلك الفتاه عينيها إليه بهلع شديد ، والذي سرعان ما تحول الي ابتسامه غريبه كانت ترتسم ببطئ علي محياها ، لم يدرك ماهيه تلك الأبتسامه ولا سببها ..
ما أن التقت عيناهم حتي شعر عمار بها تتشبث بذراعيه بقوه وخوف وكأنها وجدت ملاذها الأمن ، انفلتت دمعه من عينيها وهي تتطلع إليه وهمست بأسمه ولكن قوتها الضعيفه لم تسمح لصوتها أن يصل الي مسمعه ولكنه من حركه شفتيها استطاع تمييز بأن تلك الهمسه الطفيفه كانت أسمه ..
أغمضت عينيها بين ذراعيه والقت برأسها علي صدره ، مما جعل قلبه ينبض بقوه لم يدري سببها ، لربما خوفا علي تلك الفتاه التي لم يعلم هويتها بعد ، ولربما أيضا شعوره القوي بأنها تعرفه من قبل .. تشكل بداخله احساس كبير بضمها إليه واعاده الأمان لقلبها كي تطمئن بوجوده مثلما شعر من نظره عينيها ..
تسلل لأذنيه صوت خطوات شديده اكبر واقوي من تلك الخطوات التي استمع اليها من تلك الفتاه ،ومن خبرته تأكد أنها لشخصين يعدو مسرعين بأتجاهه ..
لمحت عينيه الثاقبه قدومهم أمامه ، نظر إلي زينه بقلق وأدرك أنها كانت تعدو هروبا منهم ..
حسنا ليلقنهم درسا علي افزاع تلك الفتاه بهذه الصوره ،ببطئ شديد وضعها بجانب الحائط بجواره ووقف في منتصف الطريق يقطع عدوهم السريع ..
توقف رجال عزت حينما رأو عمار وجانبه تلك الفتاه الذين أتوا لأخذها ..
نطق عمار وهو ينزع سترته عن جسده ويلقيها بجوار زينه :
- خير يا حلو انت وهو !؟
رمقه أحد الرجال بنظره احتقاريه وهو يتقدم ببطئ تجاهه:
- وسع يلا من سكتي بدل ما ادفنك هنا !
ارتسمت الدهشه علي ملامح عمار ونطق ساخر:
- بجد !؟ .. طب ما تجرب ..
زفر ذلك الرجل بحنق وغل وهو ينوي التقدم إليه لتلقيمه درسا ، ولكن لم يلبث أن يتحرك من موضعه حتي منعه الحارس الأخر مرددا بإزدراء :
- بقولك ايه ياالاا ! ، احنا هناخد البت وسع من سكتنا بدل ما نقتلك انت كمان ..
أبتسم عمار بسخريه شديده وهو يضع يديه اسفل صدره هاتفا بثقه وجمود:
- طب ما تقرب يا دكر وتاخدها ..
علي الدم في عروقهم من فرط العصبيه التي سرت بهم ، واندفعا كل منهم بأتجاه عمار ..
ما أن التقي أولهم به حتي أمسك عمار بقبضته قبل أن تمسه وهوي بقبضته الثانيه بلكمه قويه علي جانبه أسفل ذراعه الممسك بها ثم ضربه بركبته تحت حزامه ولم يعطه الفرصه كي يتألم إذ ضرب حنجره عنقه بساعده في حركه قتاليه عنيفه اسقطته للخلف علي ظهره فأصطتدم بزميله الأخر الذي لمحه عمار يشتغل شجاره معه فأقترب هو من الفتاه كي يأخذها ..
ولكن سرعان ما اصتدم به وأوقعه هو الأخر معه ليسقطا الأثنين سويا ..
وعلي الطرف الأخر شاهد عمار رجلين أخرين غيرهم بدي لهم أنهم رؤو ذلك الشجار يحدث لزملائهم ، فأندفعا معا راكضين نحو عمار كثورين في قطيع ، وما أن شاهدهما عمار وهما مندفعان نحوه حتي قفز دائرا حول نفسه في الهواء ليضرب وجهيهما معا بركله واحده بقدمه في ضربه قتاليه غايه في الاحترافيه والأتقان ليسقطهما معا في مكانهما قبل أن ينزل ثابتا في مكانه وكأنه لم يبذل أي مجهود
وفوجئ عمار من الخلف بأحدهم يحيط عنقه بذارعه كي يخنقه فأمسك بمعصميه ورفعهما عنه واستدار بجسده بقوه شديده ليلتوي ذلك الذراعين معاه في كسر شديد سمع صوته جميع من حوله ، ثم ركله عمار بأتجاه الحائط ليصتدم رأسه به فاقدا للوعي
نفض عمار ذراعيه واخذذ يمرن رقبته في برود شديد وكأن شيئا لم يحدث قائلا :
- ما تقوم يا علق منك ليه وريني نفسك ..
لم يستطيع أحدهما تمالك أنفاسه حتي فقد وعيه هو الأخر ، في حين نظر عمار الي الأثنين الآخرين الذين مازالا ينظران إليه بدهشه شديده وضعف غير مصدقين أن تلك القوه خرجت من رجل واحد فقط وهم متدربون جيدا علي القتال ويعرفون أدق فنونه ..
تقدم إليهما عمار وانحني إليهم ممسكا كل منهم من رقبته مما سبب لهم ألما شديدا ثم ضربهما ببعضهم البعض ضربه قويه كانت سببا في فقدانهم الوعي أيضا بجوار الأخرين ..
نهض عمار وهو ينظر إليهم مره اخري ليتأكد أن جميعهم قدوا وعيهم وان لا أحدا سوف يراه وهو يحمل تلك الفتاه بين ذراعيه ويتجه بها الي منزله ..
بااگ««
انهي عمار حمامه البارد وجفف جسده ثم ارتدي بنطالا قطنيا ويعلوه تيشيرت عاري الأكتاف ، خرج الي غرفته مره اخري وجلس علي طاوله صغيره وعينيه مازالت تنظر إلي زينه الراقده علي فراشه ليري أن فتحت عينيها أم لا ..
احضر بعض الطعام الذي جلبه منذ قليل وشرع في تناوله وعينيه مازالت تتنقل عليها بين الحين والأخر الي شعر بحركتها البسيطه ..
هزت زينه زينه رأسها قليلا واصدرت صوتا ضعيفا جدا ولكنه كان كافيا ليصل الي مسمعه ، كانت في حاله اللاوعي حينما فتحت عينيها ببطئ شديد لتري أنها في مكان مجهول بالنسبه إليها ..
خرج صوتها ضعيفا :
- مايه ! .. عاوزه اشرب ..
*****************************************
كادت الأفكار الخبيثه أن تفتك برأسه ، أخذ يجوب المكان ذهابا وأيابا في تفكير عميق ، كور قبضتيه وضربها علي المكتب خلفه بعنف شديد صارخا بأعلي قوته:
- مين الواد ده !! ..
أرتجف رجاله اثر صوته الذي ارتفع فجأه ، استدار نحوهم بغضب وأشار بسبابته في وجهم وهو يقلل منهم في احتقار:
- اربع شحوطه مش عارفين يجيبوا حته عيل ، ما أنا مشغل معايا نسوان مش عارفين يجيبولي حته بت قد صوباعهم ..
كاد أن ينطق أحدهم ولكن عزت لم يسمح له بالحديث متجها إليه يضربه بأقصي قوته ، انفلت لجام عصبيته وغضبه ليصب علي البقيه فأمسك السوط بيديه وفرغ شحنته من الغضب عليهم ، أخذ يلقنهم بكل قوته وهو ينزل بالسوط علي أجسادهم كأنهم حيوانات لا قيمه لها عنده ، اصابه التعب ولكن لم يمنعه من الاستمرار في ضربهم بقوه ..
دلف إليه تهامي قاطعا ذلك التعنيف الذي يحدث ، القي عزت السوط من يديه غير باليا بألمهم الذي تضاعف مرات ومرات بعد ضربهم أمس ..
- وانت باللي بتعمله ده هيرجعلك البنت ولا الموبايل ، ولا حتي هيجيبلك اللي ضربهم ، بدل ما تفكر بعقل وتشوف حل للورطه اللي انت وقعت فيها ، وخصوصا لو كانت البنت دي فتحت الموبايل ولا شافت اللي فيه ..
رفع عزت طرف عينيه إليه في غضب مشحون محاولا كبحه امام أخيه ، مرت بضع لحظات قبل أن يجيبه :
- محدش هيعرف يفتح الموبايل ده مهما كان مين ..
ثم ابتلع ريقه وهو يعيد حساباته مره اخري مطرقا في تفكير ، ثم ضيق عينيه وهو ينظر الي أمامه بشر :
- والبنت هجيبها ولو تحت الأرض هي والولد اللي دافع عنها ، وقتها بس هعرفهم يعني ايه حد يتحدي عزت ابو الدهب ..
وضع تهاني يديه في خصره في استخفاف بعقل أخيه المحدود الذيد وما ما يوقعه بالمشاكل مرددا:
- طيب خليك انت دور ورا اللي وقف واتحداك واللي عمل واللي خلي ، مش عارف هفضل اصلح وراك لحد امته ..
خرج صوت عزت عنيفا غاضبا وهو يصرخ:
- مش عايزك تصلح ورايا ، وحقي أنا هعرف اخده كويس ..
هز تهامي رأسه في سخريه وهو يرمقه بنظرات حانقه ، مازال يشعر بالضيق من أفق أخيه المحدود فقط علي عدم التعرض له ولأسمه تاركا الشئ الأهم دوما ، والذي طالما ما يصححه أخيه خلفه ، حيث كان يشغل تفكيره بعد ما علم الذي حدث بالأمس هو حسام وتلك الشحنه التي تم التبليغ عنها ، ولأنها قد تؤدي بهم في السجن أن لم يمضي حسام علي الاوراق التي تثبت أنه المسؤول الأول والرئيسي عن تلك الصفقه ، وأنه أيضا من دبر وخطط لها دون معرفه اي من رؤساء الشركه ، فولا بعض الضباط الخائنين الذين باعوا ضمائرهم بالمال ، ما كان عزت ولا تهاني خارج قطبان السجن في تلك اللحظه ..
نزع تهاني يديه من جيب حلته ، وتحرك من موضعه خارجا ولكن استوقفه صوت عزت متسائلا:
- رايح فين !؟
اجابه دون النظر إليه خارجا :
- خليك في حالك كمل اللي بتعمله
*****************************************
تسلل الي أذنيه همساتها تلك فرفع بصره سريعا إليها ، دق قلبه بقلق وهو يتطلع إليه وسرعان ما أحضر كوبا من المياه وهو يتجه اليها ..
جلس عمار بجوارها ووضع يديه أسفل ظهرها لمساعدتها علي النهوض وعيناه لم تتحرك من علي عينيها ، وعلي غفله منه لم يتوقعها أمسكت زينه بيديه وضغطت عليها بقوه كي تستطيع النهوض ..
رفع عمار كوب المياه الي فمها فتناولته بنهم شديد وكأنها لم تشرب منذ زمن بعيد ..
وضع الكوب بجواره ثم عاد ببصره إليها مره اخري ، كانت زينه مازالت تنظر لأسفل ولم ترفع عينيها إليه غير مدركه لأي شئ ، وجد عمار الصمت يهيمن علي الأجواء فخرج صوته هادئا جديا يسألها :
- انتي مين !؟
ببطئ شديد رفعت زينه وجهها اليه ، والتقت عيناهم للمره الثانيه ، للمره الثانيه التي يشعر بها عمار بشئ تجاه صاحبه تلك العيون الرماديه وكأن شيئا حدث بينهما من أول نظره ، فشعر أن ذلك ذلك اللقاء الغير عادي سيغير حياته الي الأبد ، وأنه ليس صدفه عابره مرت عليه ..
خفق قلب زينه بقوه شديده حينما وقعت عينيها عليه ، كانت تراقبه منذ زمن بعيد وهي تحلم به فارس أحلامها ، تتمني أن يكون لها حبيبا ورفيق درب ولكنها تدرك جيدا أنه أبعد من نجوم السماء بالنسبه إليها ، لا تعرف طباعه أكان مغرورا أم متواضعا ، رحيما أم فظا ، ف علي الرغم من كل المعلومات التي جمعتها عنه ولكن مازال هناك نقصا لديها ، فهناك اشياءا لا تدرك الا بالعشره والمعامله ..
لم تكن زينه ترغب في ازاحه عينيها من عليه ولكنها شعرت ببوادر الالم بقدمها فتحركت عينيها علي الرغم منها لتري ما بها حتي وجدتها مضمده بالشاش والقطن ، أغمضت عينيها في وهن حينما شعرت بألالم يجتاح جسدها بأكمله ..
فتحت عينيها مره اخري بنظره متفحصه حولها للمكان الذي لم تدرك عنوانه بعد ولا لما هي متواجده به ، وقعت عينيها مره اخري عليه اخري ليعاود قلبها بالخفقان الشديد لتواجده أمامها مباشره ..
تنهد عمار مره اخري وهو يتفحص نظراتها تلك وعاد يسألها بأقتضاب:
- انتي مين ! ومين اللي كانوا بيجروا وراكي امبارح ؟ ، عايزين منك إيه !؟
أرخت زينه جسدها ببطئ في محاوله للتذكر ما حدث بالأمس حتي تكررت تلك المشاهد بخلدها سريعا وهي تتذكر ما مرت بدايه من ذلك الهاتف التي نجحت بأختراقه الي مقتل طه ووالدها ..
ما أن تذكرت تلك الجريمه التي حدثت بالمحل الخاص بها والذي كان ضحيتها أقرب شخص بالعالم لديها حتي فرت الدموع من عينيها مسرعه ، ازداد نحيبها الشديد وتعالت صوت شهقاتها وهي تردد بلا وعي:
- قتله .. قتله ، قتله زي ما قتلها .. قتله ..
ثم ارتفع صوت بكائها بصرخه عاليه تخرج من خلالها ألما
- بااااباااااااااا ...
نفضت نفسها بعيدا عن عمار وتحركت مسرعه من علي السرير في محاوله منها للخروج من ذلك المكان والتوجه الي منزلها لتري حاله والدها ، وسرعان ما سقطت أرضا حينما حملت قدميها ثقل جسدها وعرفت الدماء طريقها ، فأنفتحت تلك الجروح مره اخري حتي تأوهت زينه بضعف :
- ااااه
اسرع إليها عمار يضع يديه أسفل ذراعيها وهو يرفعها لأعلي ، حاولت زينه الأعتراض بصراخ وقهر وهي تتذكر منظر والدها :
-سيبني ، سيبني عايزه أمشي ، عايزه اروح لبابا ، يا باااابااااااا
غمرها عمار علي الرغم منها ووضعها علي السرير مره أخري صارخا بها بعصبيه :
- ما تهدي يا بت انتي ، انتي مفكره نفسك رايحه فين ! رايحه عشان يقتلوكي تاني ! انتي مفكره أن كان ممكن تكوني عائشه وبتتنفسي لحد اللحظه دي لولا أني كنت موجود ..
انصاغت زينه علي الرغم منها إليه وتوقفت عن الصراخ ، شعرت بالخوف اثر لكنته تلك التي لم تعرفها عنه ، ونبض قلبها بعنف فأنكمشت علي نفسها وهي تحاوط قدميها الي صدرها ولكن ما أن لمست قدمها السرير حتي ألمتها مره اخري مبعثره دمائها علي ملائته ..
نظر عمار الي قدمها مره اخري ونفخ بعصبيه شديده حينما لطخت الدماء الملائه من جديد ، نظر اليها بغضب يأمرها :
- مش عايز اسمع نفسك ، مفهوم ..
تنهنهت زينه وهي تشهق بقوه ، جففت عبراتها التي اغرقت وجهها بيديها الضعيفه وهي تنظر إليه برهبه ..
في نظر عمار الي قدميها ونزع عنها تلك الضمادات التي غرقت بالدماء ، ثم احضر المطهر والأدوات الطبيه وبعد دقيقتان كان ينتهي من صنع ضماده جديده لقدمها وسط ذهول زينه وخوفها ..
وضع عمار الادوات في موضعها مره اخري ثم اتجه إلي زينه يجلس أمامها بنظرات جامده متفحصه ووجه غامض ، أسند رصغيه علي قدميه ووضع وجهه بينهما وهو يتطلع بعينيها قبل أن يتحدث بأقتضاب:
- تهدي كده وتقوليلي ايه الحكايه ، عشان اقدر اساعدك !
هزت زينه رأسها بحزن وخوف مبهم اليه في حين تابع وهو يري خوفها:
- اسمك أيه !؟
حركت زينه شفتيها في تلعثم وارتجاف:
- زين.. زينه ، زينه شرف الدين
*****************************************
بضعف شديد نهض من مكانه فور انزلاق مزلاج باب الغرفه التي كان يقبع بها ، كانت عينيه تلمع ببريق من الفرحه حينما شعر بقرب تحرر زوجته من قبضتهم ، تهللت أساريره حينما دلف إليه تهامي علي الرغم من تعابير وجهه التي لم تبشر بالخير ، ولكن لم يهتم حسام بأي من ذلك ، تقدم منه وبيديه الأوراق موقعه منه علي كل ما أمرهم به تهامي وعزت ، انفرجت اساريره وتقدم إليه مسرعا في تلهف وهو يمد يده إليه بألأوراق قائلا:
- تهامي بيه ، ده الورق أهوه متوقع مني ، خليني اشوف مراتي بقه قبل ما تمشوها من هنا ..
كانت نظرات تهامي إليه جامده خاويه من أيه تعابير ، التقط منه الأوراق ونظر إليها جميعهم ثم عاود ببصره إليه مره اخري مرددا بجفاء وشر:
- دي نتيجه اللي يلعب تاني مع ابو الدهب ..
أذدرد حسام ريقه في توتر مرددا بخضوع وتكاد الدموع تترقرق بعينيه :
- أنا استوعبت غلطتي خلاص ، وهدفع تمنها ..
ثم تنهد في حزن شديد وأغمض عينيه ثم تابع:
- أنا نفذت طلبكم ومضيت علي الورق، وحاليا دوركم تنفذولي وعدكم ، عايز اشوف مراتي وتمشوها من هنا ..
رمقه تهامي بنظرات احتقاريه ، علي الرغم من أنه لم يكن يريد موت زوجته ، ولكن لم يهتم بتفصيله صغيره مثل تلك طالما يوجد له مخرج منها ، تطلع الي عينيه مباشره وهو يخبره :
- ما مراتك دفعت الثمن قبلك يا أمور ، وربنا رحمها مننا ومن شرنا ..
توقف حسام لبضع لحظات محاولا استيعاب ما وقع علي مسمعه للتو ، شعر بسخونه دمائه أسفل جلده وهو يهز رأسه بعدم تصديق ناظرا إليه :
- مش فاهم ! .. يعني ايه !؟
اطلق تهامي نفسا من سيجارته التي أشعلها في اللحظه وهو يرد عليه ببرود مستفز:
- لا انت فاهمني كويس ، بس مصدوم ومش مصدق أن ده حصل ، مراتك حصلها ازمه قلبيه وماتت من الخوف ..
ظل حسام ناظرا إليه في حيره وعدم تصديق لأي حرف مما ينطق به ، هو فعل كل ذلك لأجلها ، فمن ذا اللذي يأتي ويأخبره أنه فارقته بتلك السهولة ؟ ..
وقبل أن يصحو حسام من صدمته وجد من يدلف عليه بزي رسمي ومعه بعض رجال الشرطه ، وقف ذلك الرجل بجوار تهامي وهو يردد بجمود متسائلا:
- هو ده يا تهامي باشا !؟
أشار تهاني الي حسام التي كانت عيناه مليئه بالغضب قائلا بأحتقار وغضب مصطنع:
- ايوه يا رفعت ، ده الكلب اللي استلم شحنه المخدرات علي انها ادويه وكان عايز يلبسهالنا ويودينا في داهيه ، بس علي مين .. أنا عرفت اجيبه واعلمه الأدب قبل ما تستلمه ، عشان يعرف كل واحد ييجي من بعده أن مش اي حد يلعب مع ولاد أبو الدهب ..
رمقه المقدم رفعت بأحتقار ونفور قبل أن يتقدم إليه بخطوات واثقه قائلا :
- بقه انت يا حته كلب تعمل كده في تهامي بيه ، الراجل اللي خيره عليك وبيعملك قيمه ،تعض الإيد اللي اتمدت لك ، ما تلاقي اصلك وسخ ، اصل ميعملش كده غير أبن الحرام ..
التفت إليه حسام بعدما علي الدم في عروقه ناظرا إليه بغضب شديد ، بينما كانت نظرات المقدم رفعت إليه لا تبشر بالخير أبدا بعدما رأي رده الفعل تلك منه ، فتجرأ وقال بكل وقاحه كما عهد عليه :
- انت اتضايقت كده ليه يا حيلتها ؟، ولا الكلمه جت علي الوتر الحساس ، أمك كانت بتنام مع رجاله تانيه غير ابوك لما جابتك يالاا صح ! ..
لم يشعر حسام بنفسه إلا وهو يهوي بقبضته الداميه علي صدغ رفعت في قوه وغيظ شديد ، جرت الدمويه بعروقه وأسرع ممسكا به من تلابيبه ولكن لم ينجح حسام في المزيد حيثما أمسك به بعض رجال الشرطه التي أتت بصحبه رفعت يشلون حركته الضعيفه ..
في نهض رفعت ناظرا إليه بغضب ثم سرعان ما أمسك بفكيه بقوه وهو يردد :
- أنا هعرفك يا أبن الز**** ازاي تعمل كده في اسيادك ..
ثم تركه من بين يديه في حين نظر إلي تهامي قائلا :
- خلاص يا تهامي بيه ، القضيه مضمونه والواد ده أنا هرحب بيه بطريقتي قبل ما يتعرض علي النيابه ..
أولاه تهامي وجهه ناظرا إليه قائلا:
- تمام يا رفعت ، يكون احسن برضه عشان يبقي عبره لأمثاله ..
نظر رفعت الي رجاله في أمر للخروج بذلك المجرم والذهاب به الي البوكس الخاص بالشركه ، لم يتحرك معهم حسام بسهوله ولكن كانت نظراته مسلطه علي تهامي وهو يردد بعنف :
- مراتي فين يا تهامي !!!! .. عملت فيهاااا يا كلب انت واخوووك ..
لكنه رفعت بقدمه لينصاغ للامام بعنف اثر ركلته ، ولكنها لم تمنعه من الصراخ بغضب شديد متابعا :
- مش هسيبك يا تهامي ، قسما بربي ما هسيبكم يا ولاد الكلب .. مش هسسسيبكم ..
وما أن انتهي صوته الصارخ بذهاب عربات الشرطه من مقرهم ، حتي اتي بعض رجال تهامي إليه مره اخري ..
جلس علي مكتبه بهدوء مرير وهو ينفخ أخر نفس بسيجارته قبل أن يطفئها بداخل الطفايه قائلا ببرود :
- الواد ده آخره أنه يتعرض علي النيابه ، بعد كده عايز احضر جنازته بنفسي ..
رفع رأسه متطلعا إليهم وبلهجه أمره تابع:
- مفهوم ..
أمتثل له رجاله بإيماء شديد وخوف :
- مفهوم يا باشا ..
أسند تهامي رأسه الي الخلف في راحه شديده محدثا نفسه بأنه تخلص من كارثه كبري كادت أن تعوق طريقهم ، وسرعان ما جال بخلده أمره سرقه الهاتف التي ربما قد تؤدي بهم الي الهلاك في حين اكتشاف ما يحمله ذلك الجهاز ، زفر بحنق وهو يلعن أخيه الذي دوما ما كان مستهترا حتي الامور الجديه التي لا تحتمل العبث بها ، ارخي جسده في هدوء مفكرا في حل لتك الورطه الجديده التي وقع بها ...
*****************************************
بعد محاولات كثيره لأسترسال الحديث منها حيث لم تسمح حالتها النفسيه لذلك ، استطاع عمار بأن يحرك قدرا بسيطا من كلامها ويخرجه من جوفها ، بدت أمامه خائفه متوتره مرتعشه ، لا يدري أكانت تلك لمجرد تواجدها مع شخص غريب أم خوفها من حقيقه والدها الذي فقد حياته ،فهو الي الأن لم يستطع التغلل لداخل شخصيتها ..
كانت زينه تتحاشي النظر لعينيه ، رجفه خفيفه تعاودها بين الحين والأخر كلما التقت عيناهم ، وشعور بداخلها لا تستطيع كبح لجامه ، ومن ناحيه اخري قلبها المنفطر لفراق والدها ، فقط لو تستطيع الخروج من تلك القوقعه التي أسرت بها ، ولكن شعور خفي بالأمان داخلها كان يتسلل من أعماقها ، شيئا ما يخبرها بأن ذلك الحصن الأمن لها من الثعالب المحيطه بالخارج ..
عاودت النظر إليه بخضه سريعه حينما عنفها عمار ناطقا :
- يا بنتي اتكلمي ! حصل ايه !؟
جسدها المتوتر المرتجف ، وقلبها المنكسر لم يسمحان بصدمه اخري لها فألتفت إليه سريعا وسرعان ما شرعت بالبكاء خوفا وألما من كل شئ حولها ..
نظر اليها عمار في شفقه وحيره من أمرها ، من تلك الفتاه التي اقتحمت حياته بتلك الصوره !؟ .. ولكن ليس من طبعه الحنو أو التهاون مع اي فتاه اخري لذلك نهض بعيدا عنها وردد بجفاء حاد :
- طيب خليكي كده لحد ما تهدي ، وبعدين نبقي نتكلم ، انا هنزل شويه وراجع .. في أكل عندك لو عايزه تاكلي وحاولي متتحركيش ..
ثم أولاها ظهره متجها ناحيه الباب ، ولكن استوقفها صوتها صارخا بعنف وعصبيه :
- انت عايز مني ايييه !!!! ، شكرا أنك انقذتني بس انا عايزه أمشي انت حابسني هنا ليه !؟
اغمض عينيه في ضيق ثم استدار إليها مرددا وهو يرمقها بنظرات حاده :
- لو كلب ماشي في الشارع وشفت أن حياته متعرضه للخطر أنا هعمل فيه كده ، ما بالك انسان بقه !؟ .. فمتفكريش اني حابسك عشان جمال عيونك ولا حاجه ، لما أتأكد أن مفيش خطر عليكي أبقي غوري ..
لم ينتظر ليستمع ردها حيث أوصد الباب خلفه وهو يغلقه بعنف أنتفض جسدها علي أثره لتشرع في بكاء مره اخري وهي تتذكر والدها ، أيامها ، لحظاتها معه ، لم تدري ماذا حدث له ، وما مصيرها بعد كل ما حدث ،شعرت بمراره العلقم بحلقها وهي تتنهد بحزن وخوف ..
ولكن تنقلت بخاطرها وجال به لقطات طفيفه من مشهد عاصرته الليله الماضيه ، اخذت تتذكر بوميض بسيط ما استطاعت تذكره حينما اصتدمت بعمار حيث خرج لها من حيث لا تدري ، علي الرغم من غلق عينيها ولكن كانت تشعر بما يحدث ، ولم تنسي تلك اللحظه التي فتحت عينيها بضعف شديد قبل أن تغلقهما في ثبات ، حينما رأته يتشاجر معهم مدافعا عنها ، فحينها شعرت بأنها في حصن أمن لذا تركت عينيها تستسلم لمطلبها ..
ابتسامه خافته ارتسمت علي شفتيها ، ولكن سرعان ما انقلبت لبكاء مره اخري وهي تحاول رؤيه حياتها من كافه الجوانب، وما هي سوف تقبل عليه ولكن الأهم من كل ذلك أن تعرف أيه اخبار عن والدها ..
انتزعها من تفكيرها ذلك حينما استدارت بعينيها في عفويه منها لتقع عينيها علي اخر من كانت تتوقع رؤيته ..
*****************************************
وعلي صعيد آخر في تلك المنطقه الشعبيه ، مازال بعض الناس متجمهرين حول المحل الخاص بزينه ووالدها ، بعد أن تم حجره من قبل الشرطه للتحقيق في الأمر ، وايضا البحث عن كافه الأدله والعثور عن تلك الفتاه المفقوده ..
اخذت الأقاويل تتعدد علي لسان النسوه ولا بأس من خلق بعض الروايات التي تمس بشرفها والأشاعات التي تضر بسمعتها ، والتي عرف عنها بالاحترام دوما ، منهم من قال انها هربت مع عشيقها بعدما قتل طه ووالدها والبعض الأخر يلوك بحوار أنها كانت علي علاقه بطه وقتل كل منهم الأخر وهربت الفتاه خوفا من المساس بها ، والكثير والكثير من الضلال الذي غيم علي تلك المنطقه بعدما أصبحت زينه وتلك الحادثه علكه يلوكها كل من يشتهي بلسانه
لا يدري لما شعر بالضيق وهو يقف في وسط تلك المنطقه وتتردد علي أذنيه تلك الكلمات التي تمس شرفها ! كان يود تلكيم كل من نطق بحرف واحد عليها واخراس فمه بقطع لسانه الي الأبد ..
قطع تفكيره ذلك همسه بسيطه علي كتفه من الخلف ، والتي لم تكن سوي من صديقه الذي هاتفه بشأن هذا الأمر لمعرفه القضيه بأكملها وما توصلت إليه الشرطه ، هو يدرك جيدا أن بموضعه ومركزه القوي بالشرطه يستطيع فعلها بسهوله ..
استدار عمار إليه مرددا :
- اهلا يا كبير ..
كان داغر مازال يتطلع حوله في تلك المنطقه ، حيث جذب انتباهه تلك الجمهور فسأله :
- هو ايه اللي بيحصل هنا !؟
تنهد عمار ملتفتا حوله :
- هو ده اللي عايزك تعرفه ! .. في جريمه قتل حصلت هنا لفردين والشرطه استلمت الجثث ، انا عايز اعرف الحكايه كلها ..
نظر إليه داغر نظرات ذات مغزي :
- وعايز تعرف ليه !؟
هز عمار كتفيه بتلقائيه :
- حاجه حصلت امبارح ومش هقولك عليها عشان متسألش غير لما تجيبلي قرار القضيه ..
اعاد داغر بنظره اليه قائلا بخبث :
- اممم ، ماشي يا سياده المقدم ، أما اشوف اخرتها معاك ايه ..
وقبل أن يجيبه عمار استدارا سويا الي ذلك الصوت ..
- جرا ايه يا وليه منك ليها !!؟ ، جرالكم ايه !! بدل ما تترحموا علي الراجل اللي مات وتدعوا أنهم يلاقوا بنته سليمه عمالين تخوضوا في شرف البنت ..
تطلع داغر الي تلك الفتاه يتفحصها ، من تلك الفاتنه الشرسه التي تتحدث بكل جرأه ! ارتسمت علي شفتيه أبتسامه سمجه وهو يتابع حديثها :
- ملقتوش غير زينه اللي تتكلموا عن شرفها !؟ ، زينه اللي اشرف منكم كلكم ، دا كل واحده فيكم لو اتكلمت عنها وعن بلاويها هخرب بيتها ، خلاص مبقاش فيه غير لمامه الحته اللي يتكلوا عن الشرف !!
ربع داغر ذراعيه ناظرا إليها وقد أعجبته لكنتها الشرسه تلك ، بينما كان يقف عمار مصدوما من تلك الفتاه التي تدافع زينه ببكاء ! ، خمن أنها أحدي أصدقائها المقربات ولكن أعجبه كلماتها التي تصد بها عن الغيبه التي ألقت علي زينه في غيابها ..
لم يلبث بضع دقائق وهي تتطاول بالألفاظ مع تلك النسوه حتي فوجئا بأحد ما يجردها من شعرها معنفا :
- وانتي مالك يا بنت الكلب ، مبقاش غيرك اللي هيتكلم عن واحده وسخه زي دي ! من هنا ورايح مش عايزه اسمعك بتنطقي اسم شرف الدين ولا بنته علي لسانك تاني ، سامعه !!!
حاولت بقوتها الضعيفه تخليص نفسها من قبضه والدها مردده بصراخ شديد :
- سيبني يا فتحي ، انت اخر واحد تتكلم عنهم وعن شرفهم ..
نهرها فتحي بقوه هاتفا:
- ليه يا اختي !!!؟ مسكوني في شقه مفروشه ولا حطيت رأس ابويا في الطين وهربت !! ، هي كلمه واحده يا حوريه مش هتنيها .. البت اللي اسمها زينه دي تقطعي علاقتك بيها خاالص واياكي اسمع انك تعرفي عنوانها ولا بتقابليها ..
عاملالي فيها فتوه الحته يا بنت الكلب !! انحري قدامي
التوت شفتيه بأستمتاع وهو يراقبها علي الرغم من ضيقه البسيط الذي انتابه حينما شاهدها تضرب بتلك الطريقه !!
هز رأسه بخفوت طفيف وهو يومئ برأسه شاردا :
- اسمها حوريه كمان !!
ثم أبتسم في نشوه اعترته قائلا:
- ما هي فعلا حوريه !
قطع تفكيره ذلك صوت صديقه الذي يهزه بعنف :
- دااغر ، الموبايل بيرن ..
نظر إليه داغر ثم عاد ببصره إلي الهاتف واسرع يجيبه ..
راقب عمار تغيرات وجهه بين الصرامه والتي التي مست تعابير وجهه ، والذي أكد له شكوكه هو نظره داغر إليه الصارمه ،حيث نطق جمله واحده :
- حسام في القسم دلوقت وبكره هيتعرض علي النيابه ....................................................
ولحد هنا والحلقه خلصت )):
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية