رواية دموع الياسمين وابتسامتها الفصل الرابع 4 - بقلم حياة محمد جدوى
الجزء ٤
فى أحد الشقق الراقية في حى راقي وقفت شابه في التاسعة والعشرين من عمرها جميله جمال راقي بشعر وعيون بلون القهوة وبشره بيضاء رائعه.
كانت في المطبخ تحضر وجبة الغداء وعلى وجهها كل علامات الضيق والغضب فقد أخبرها زوجها العزيز بأنه سيحضر معه (ياسمينته) العزيزة لتناول الغداء في بيتها.
لا تعرف كيف يفكر زوجها؟!.
فهو لم يكتفي بزيارته لها كل شهر في السجن أو بالمال الذي يضعه لها في السجن ليزيد الأمر بدعوتها لتناول الطعام في بيتها.
تشعر بضيق شديد وبغضب أشد فمن أجل رد السجون إضطرت أن تغيب عن عملها كطبيبه في المستشفى.وإضطرت لتجهيز الطعام لها.
نعم تشعر بالغضب والقليل من الغيره فإسم ياسمين لم ينقطع من بيتها أبدا منذ أن خطبها عبدالله وقصته الاسطوريه عن لقائه بأم ياسمين وعن القضية الخاسرة التى كانت سبب شهرته وانتقاله من صف المحامين المجهولين إلى محامى معروف ومشهور.
لماذا ياسمين لماذا فأنا زوجته حبيبته أنا من يجب أن يقترن إسمى بإسمه في قصة كفاحه لا ياسمين.
كدت أموت عندما أراد أن يسمى طفلتى بياسمين ولم أرتاح إلا عندما تأكدت من تسميتها (هنا).
نعم عبدالله طيب وحنون وزوج رائع فى كل شىء إلا ما يخص ياسمين.
حتى عندما شكوت لأمى كانت فى صفى لكن بعد جلوسها مع عبدالله طلبت منى أن أتعايش مع زوجى وأتقبل وجود ياسمين في حياتنا فقصة ياسمين تتشابه مع قصه عبدالله.فبعد إنفصال والديه وزواج كل منهما وإنشغالهم عنه وجد نفسه وحيد منبوذ من أهله إضطر أن يعمل ليكسب لقمة عيشه وكان من السهل عليه أن يضيع لكنه حاول وإجتهد حتى تخرج من الجامعه لكنه عاش حياته وحيد لم يعرف معنى الأهل أو العائلة.مثل ياسمين فهى وحيده بلا أهل وبلا عائلة وهذا ما حرك داخله رغبة قوية في حمايتها..
تاخر الوقت وأذنت العشاء ولم يأتي عبدالله حتى الأن لقد برد الطعام ونامت هنا والقلق سيقتلنى.أتنمنى أن يأتى مع هذه الفتاة لتتناول الطعام ثم ترحل عن حياتنا إلى الأبد..
بعد لحظات سمعت صوت الباب يفتح ليدخل عبدالله وهو يرحب بياسمين ويقول بسعاده.
عبدالله: سلمى يا ساره على ياسمين.
( نظرة متفحصة شاملة من عين ساره إلى ياسمين من البداية جسدها نحيل وطويلة لكن جسمى أحلى من جسمها ثم شعر ذهبي طويل جدا مجموع كضفيرة طويلة تصل إلى خصرها لكن شعرى أحلى من شعرها.وجه بريئ خالى من أى مساحيق التجميل وملامح هادئه لا تتناسب مع فتاة قضت أكثر من خمس سنوات في السجن لكنى أيضا أجمل منها لكن عيونها وأه من عيونها الزرقاء فيها نظرة حزن عميقة مختلطة بخوف خليط مثالى يفجر داخل كل من يراها الرغبة الشديدة في الحماية.غلبتنى نظرة عيونها فقد أعطت عبدالله مالم أعطيه له .فقد عشت حياتي لى إستقلالى ولى كياني الخاص حتى عبدالله كنت له كند.
نبهها من سرحانها صوت عبدالله وهو بعرفها على ياسمين.: دى ساره مراتى يا ياسمين..
فاقتربت ياسمين بسعاده من ساره لتعانقها لكن وقفتها يد ساره التي سلمت على ياسمين ببرود وجفاء ولم تهتم لنظرة اللوم في عيون عبدالله.ويبدوا أن ياسمين كانت متعبة فلم تنتبه لأسلوب سارة لتقول بسعاده: الدكتورة سارة أجمل بكتير من الصورة وحتى بيتكم أجمل بكتير من وصفك يا أستاذ عبدالله.
( فتشعر سارة بغضب أشد لقد أراها صورتى وعرفها على بيتى فماذا تبقى أن يحكى لها خصوصياتى وأسراري)
لتنتبه لعبد الله وهو يحمل طفلته ذات العامين ويقدمها لياسمين.لتحملها ياسمين وتقبلها بعمق ولم تمنع دموعها من النزول لتتفاجئ بسارة تسحب هنا من أيدى ياسمين بعنف ولم تهتم بغضب عبدالله الذي سحبها لغرفتهم الخاصة تاركا ياسمين مع طفلته في الصاله.
عبدالله: ممكن أعرف إيه إللي بتعمليه ده يا سارة ؟
سارة: عملت إيه مش ناقص إلا رد السجون تمسك بنتى كمان مش كفاية جايبها من السجن على بيتى دا كتير أوي مش قادره أستحمله.
عبدالله: مش قادره تستحملى إيه إن ضيفتى تدخل بيتى وتتعشى دا صعب أوى عليكي لدرجة إنك تعامليها المعامله دى صعب عليكي أوى إنك ترحبى بيها مش عاوز أكتر من كدا.
سارة: أرحب بأى حد إلا دى مش خايف يا أستاذ يا محامى على سمعتك لما تعرف الناس إنك جايب رد السجون فى بيتك وسمعتى في المستشفى هيقول الناس عنى إيه ؟
عبدالله: كل إللي هامك كلام الناس ومين هيعرفهم غيرك ماأظنش ياسمين مكتوب على وشها مسجونه.
سارة: يهمنى طبعا كلام الناس ناسى إنك محامى وسمعتك بين الناس هيا راس مالك يا أستاذ يا محامى هيقولوا عنا إيه.
عبدالله بحزن: هيقولوا إننا بشر يا دكتوره يا إنسانه.ثم تركها وخرج من الغرفه ولحقته سارة ليجدوا ياسمين نائمة علي الكنبة و هي محتضنه هنا الصغيرة النائمه.ليقول عبدالله: حتى أكلك يا سارة ياسمين مش عاوزاه منك تصبحى على خير يا دكتورة ويا ريت تغطى ياسمين
فتلتفت إليه سارة وتقول يغضب: عاوزنى أنا أغطيها بإيدى.
فيرد عليها بضيق: وهل هتقبلى إنى أنا إللي أغطيها ويتركها ويدخل غرفته.
لتأخذ سارة وهي مضطرة تأخذ مخده لتريح رقبة ياسمين عليها وبطانية وتغطيها ثم تحمل بنتها وتدخل الغرفه فهى تعلم أن عبدالله غاضب بشدة لكنها معزورة فقد شعرت بغيره شديدة من ياسمين بسبب إهتمام عبدالله المبالغ فيها.وهكذا قضت ياسمين أول ليلة لها خارج السجن غريبه في بيت غريب.
فى اليوم التالى في الساعة الثانية ظهرا إستيقظت ياسمين مستغربه مكانها فعقلها غير مستوعب أنها أصبحت حره خارج السجن.. وبعد لحظات تجد الدكتورة سارة خارجة من غرفتها تحمل هنا الصغيرة فتقول ياسمين في خجل: أسفة يا دكتورة مش حسيت بنفسى ونمت.
فتقول الدكتورة سارة: حصل خير فيه فطور على السفرة إفطرى.
فتقول ياسمين في خجل: كتر خيرك بس أنا عاوزه أصلى فتشير لها الدكتورة عن مكان الحمام ثم تأتى بسجادة الصلاة وتفرشها فتخرج ياسمين من حقيبتها حجاب فترتديه على ملابسها وتبدأ في صلاة كل ما فاتها من فروض.ويدخل عبدالله فيرى ياسمين وقد أنهت صلاتها فيقول بلطف: حرما.فتبتسم وترد: جمعا إن شاء الله.
عبدالله: كويس إنك صحيتى يلا معايا.
فتقول سارة بسرعه: هتروحوا فين ؟ فيلتفت لها عبدالله فتقول مبررة ياسمين لسه ما فطرتش.
فيرد عبدالله: مش مهم يالا يا ياسمين.
فتقوم ياسمين من مكانها وتبتسم لسارة وتقول: كتر خيرك يا دكتورة وأسفه لو أزعجتك بأى شيئ عن إذنك.ليخرجا معا تاركين سارة تحترق من الغيظ.
فى السيارة تقول ياسمين: كتر خيرك يا أستاذ عبدالله سبنى في الحارة وجزاك الله كل خير.
فيقول عبدالله: مستحيل أسيبك هناك إنتى مسؤولة منى.
ياسمين: مش عاوزه أسبب لك أى مشاكل.
عبدالله: مافيش أي مشاكل إنتى واثقة فيا.
ياسمين: أكيد ربنا يعلم أد إيه
عبدالله: يبقى تسمعى كلامى.
ياسمين: إحنا هنروح فين
عبدالله: بيتك
ياسمين بدهشة.بيتى
فتدخل السيارة أحد الحارات الشعبيه وتقف أمام عماره قديمه لكنها بحالة جيدة جدا.لينزل عبدالله ويطلب منها النزول ويصعد معها للطابق الثاني ويخرج من جيبه مفتاح الشقة ويفتحها فتدخل ياسمين في شقه صغيره مؤسسة بأثاث بسيط لكنه جميل ونظيف عبارة عن غرفتين وصاله ومطبخ وحمام.
فتقول ياسمين: بيت مين دا يا أستاذ عبدالله
عبدالله: ده كان بيتى زمان وكمان كان مكتبى الاول من هنا بدأت حياتي من هنا وفي الغرفه دى كنت مع أمك بدرس أول قضية ليا فتلتفت ياسمين ناحية الغرفه بشوق لأمها وكأنها تراها.
فيكمل عبدالله: بعد ما ربنا فتح عليا رفضت أبيع الشقة دى
فتقول ياسمين: وأنا مستحيل أخد بيتك إن شاء الله هأبحث عن أى غرفة أعيش فيها أما شقتك فحرام عليا أخذها
فيقاطعها عبدالله: قلت لك قبل كدا إنتى مسؤولة منى وكنت عارف إنك ترفضى تعيشى في الشقة وتقولى كلامك الفارغ ده.ليخرج من جيبه عقد ويقدمه لها ويقول ده عقد إيجار الشقة بإسمك بقيمة مائتين جنيه في الشهر (الاحداث في عام ٢٠٠٧) كانت الحياة في مصر رخيصه) وفي العقد أنا حصلت على إيجار مدة خمس سنوات مقدما يعنى ده بيتك مدة خمس سنين ومش هقبل أي نقاش في الموضوع ده.وبعد الخمس سنوات هاخد منك إيجار ثم أخرج عدة نسخ من المفتاح وقال: دى كل النسخ الخاصة بالشقة حتى تتطمنى وحتى أنا مش هزورك إلا بعد ما أستئذن منك عشان أطمن عليكي أما بالنسبة للشغل فأنا هساعدك وهبحث معاكي عن عمل ملائم لك.تعالى ناكل معا عشان هموت من الجوع.
ليضع على الطاولة لفتين كبيرتين فيهما كباب وكفته مع السلطة الخضراء وسلطة الطحينه والخبز الساخن ليتناولا معا أول وجبة لهما معا من بعد أكثر من خمس سنوات كاملة من المعرفة.
بعد أن رحل عبدالله بدأت ياسمين تستكشف المكان.غرفة نوم جميله باللون البيج وأثاث باللون البني وستائر بنفس اللون ودولاب متوسط الحجم بنفس اللون بسيطة لكنها مرتبة ونظيفه ومريحة للعين والأعصاب وايضا غرفة المكتب التى تحولت لعرفة إستقبال يغلب عليها اللون الرمادي مع بعض اللوحات الفنية المعلقة على الحائط أما الصالة ففى منتصفها طاولة وأربع كراسى للطعام إنتبهت لوجود ظرف على الطاولة لما فتحته وجدت بداخله خمسمائة جنيه. وورقة مكتوب فيها: إذا إحتجتى أى شيئ فأنا في الخدمة وهذه هي أرقامى كلها.
فشكرت الله أنه أرسل لها عبدالله ليكون عوض لها عن فقدانها أهلها.
ثم تدخل المطبخ لتجد أن عبدالله قد ملأئه عن أخره بكل إحتياجاتها من أرز ومكرونه وسكر وشاى وقهوة وخضروات مثل البطاطس والبصل وفتحت الثلاجة لتجدها مليئه باللحم والدجاج والفاكهة والأجبان وعلب الحلوى.
لتقول مش عارفه إزاي أجازيك عن كل إللى بتعمله معايا يا أستاذ عبدالله.
ماما يا ماما إستنى يا ماما.
مازالت ياسمين تجري بسرعه حتى وصلت إلى المرأة المرتدية عبائة سوداء وتحمل طفله صغيره ولكن حينما رأتها حتى إنهارت على الأرض تبكى بكاءا هستيريا دون توقف هذا هو حال ياسمين بعد خروجها من السجن تخرج يوميا تبحث عن أمها وإخوتها فى الحارات والشوارع المجاورة لحارتهم القديمة ولا تملك إلا الصورة القديمة لها ولأخوتها ولما فقدت الأمل فانتقلت بالبحث في الاماكن الأبعد وتسأل كل من يمر بجوارها ربما رأى أى أحد من أهلها ولكن ما أن ترى إمرأة تحمل طفلها حتى تتخيل أنها أمها فتجرى عليها بسعاده لتنكسر فرحتها بعد لحظات عندما ترى وجه هذه المرأة وتعلم أنها ليست أمها لتنهار في البكاء وتعود أخر اليوم إلى الشقة ضائعة حزينه مشتاقه قتلها الشوق لأهلها.زارها عبدالله مرتين.ودعاها لتناول الغداءمع زوجته مره.
################################
أشعر بسعادة غامرة فقد أخبرني الاستاذ عبدالله أنه وجد لى وظيفة جيدة وأننا سنذهب معا أول الاسبوع بدأت في تجهيز الأوراق المطلوبة وشهادة التخرج وشهادة الميلاد وصور شخصية لى وجلست أصلى وأدعو الله أن يوفقنى في هذا العمل وأن يساعدني في العثور على أمى وأخواتى ##########$####$$$#$############
أشعر بغضب شديد من سارة فبعد أن وجدت لياسمين عمل مناسب في مستوصف خاص لعمها وقبل ميعادنا بساعات يتصل بى عمها ليعتذر أعلم أنها من طلبت منه ألا يوظفها عنده وللأسف تشاجرت معها شجار عنيف وكادت أن تترك البيت عندما علمت أنها ستعمل عندي في المكتب فأصبحت في مأزق كبير لا هى ستعمل عندي ولا عند قريبها في المستوصف .
جلست ياسمين إلى جانبى وهي متحمسه وكل دقيقه تسالني عن الأوراق إن كانت كافية أم تحتاج إلى شيء أخر لا أعلم كيف سأخبرها.أن صاحب العمل اعتذر فأصعب شيء في الدنيا أن تعطي أحد الأمل ثم تسحبه منه فعلا صعب وقاتل.
أسير في الشوارع بلا أى هدف عقلي متوقف عن التفكير حتى أننى مررت بنفس الشارع خمس مرات حتى إنتبهت ياسمين فاضطررت أن أغير إتجاهى
إلى أن ظهر أمامى هذا المبنى الضخم الأنيق وكأن الله ألهمنى فتوقفت أمامه فأخذت ياسمين وتوجهنا إلى الاستقبال أسأل عن صاحب الشركه
وأدعوا الله في نفسى ألا يكون موجود حتى أعتذر لها بسبب غيابه وأعدها ان نعود مره أخرى أو أبحث لها عن عمل غيره لكنه كان موجود بل ووافق على مقابلتى فاضطررت أن أصعد بها إلى الطابق السادس واستقبلتنى السكرتيرة أمام المصعد حتى أدخلتنى هذا المكتب الفخم الأنيق.وأجده واقف يستقبلنى بابتسامة
: أخيرا الاستاذ عبدالله المحامي المشهور إتعطف وزارنى في مكتبى اكيد النهار يوم تاريخي.
عبدالله:إزيك يا أحمد عامل إيه واحشني والله.
أحمد: يا بكاش واحشك إيه دى أخر مرة شفتك كان من أكتر من خمس شهور وعدتني إنك هتزورنى وما شفتش وشك من يومها.
عبدالله: مشاغل والله لكن إنت على بالي وكل أخبارك عندي وفرحت جدا لأخر مشروع لك كانت القرية السياحية تجنن.
أحمد: الحمد لله يا عبد الله ما فيش حاجه سهله كل شيء بيجي بتعب ومجهود.
عبدالله: كان الله في العون. بصراحه يا احمد انا كنت عايزك في طلب ارجو انك تنفذه لي.
أحمد: اطلب يا عبد الله انا تحت امرك.
يا يتنحنح. عبد الله بخجل ثم يقول بصراحه انا عندي واحده تعتبر حاله انسانيه ومحتاجه.
فيقاطعه احمد ويقول :محتاجه مساعده.
عبد الله :لا طبعا انا عايز اشغلها عندك حتى لو ادفع لك مرتبها من جيبي كل شهر بس المهم انها تشتغل احمد بابتسامه وغمزه من عينيه ثم قال: واضح انها مهمه قوي . طيب ايه مؤهلاتها .
عبد الله :معهد خدمه اجتماعيه.
احمد: طيب ودي اشغلها عندي ايه؟
عبد الله :اي حاجه اي شغل.
فيضحك احمد بصوت عالي ويقول تهمك قوي صح.
عبد الله: ماتفهمنيش غلط يا احمد دي حاله انسانيه وبس .
فيصمت احمد قليلا ثم يقول :شوف يا عبد الله انا هشغلها عندي في الارشيف براتب 300 جنيه في الشهر.
فيقول عبد الله :بس ده راتب بسيط قوي.
فيقول احمد :شوف يا عبد الله انا اقدر اعين طالب حاصل على الدكتوراه في نفس الوظيفه ونفس الراتب وهيكون سعيد لأن بمجهوده واجتهاده يقدر يثبت ذاته ويترقى ويتضاعف راتبه وانا اديتها فرصه مجانيه انها تثبت نفسها اما تكون قد المسؤوليه او انها تقعد في بيتها وتنتظر الاحسان منك كل شهر والاختيار لها.
عبد الله الاعجاب: مش مصدق ان احمد بتاع البنات والسهرات هو اللي بيتكلم قدامي.
احمد :ما فيش حاجه بتيجي الساهل وانا اتعلمت ودفعت التمن تعليمي غالي قوي.
المهم قول للحاله الانسانيه انها تجيب اوراقها بكره عشان تستلم الشغل .
فيقول عبد الله: هي موجوده في مكتب السكرتيرة فيضحك احمد ويقول: واضح انك مستعجل قوي ثم يتحدث الى السكرتيره ويقول: خذي الانسه اللي عندك لمكتب شؤون العاملين واطلبي منهم يعينوها في الشركه في الارشيف بطلب خاص مني.
فتقول له سكرتيره :حاضر يا فندم.
لتاخذ ياسمين الى مكتب شؤون العاملين .اما احمد فيقول لعبد الله: طيب انا عايز مقابل اني شغلتها عندي.
فيقول عبد الله عايز فلوس.
ويقول احمد فلوس ايه يا شحاتين. انا جعان والمقابل انك تعزمني على الغداء.
فيقول عبد الله وانا كنت بحسبك عقلت اتاريك لسه مجنون احمد هو احمد حتى لو اصبح صاحب شركه على العموم انا جعان ويلا نتغدة سوا فيضحك احمد وياخذ عبد الله احمد ويتجهوا الى احد المطاعم لتناول الغداء.
ملحوظه هامه ( عبدالله وأحمد كانوا أصحاب في الماضى بدأت الصداقه بمشاجرة وعراك بينهما ثم تطور الأمر بصورة غريبة مره فمره حتى تحول الشجار بالأيدي إلى مجرد تبادل الشتائم حال معظم الشباب وبعد ليله قضوها في الحجز تم الصلح بينها وبعد فترة أصبحوا أصحاب ليعرف عبدالله أحمد وقت طيشه وتهوره ويعرف أحمد عبد الله وقت وحدته وفقره.)
من يصدق ان هذا هو احمد نفس الشاب المستهتر الذي كاد ان يضيع اموال والده وثروته وورط نفسه في جريمه قتل هو نفس الشاب الذي يتحدث عن العمل بكل جديه واهتمام فبعد ان هرب الى امريكا تاركا وراءه شركه تكاد تفلس وبيت مهجور منتظر ان تتصل به السكرتيره تخبره باستدعاء نيابه له او اتهامه في جريمه قتل او اي شيء يتعلق بالجريمه لكن ما حدث ان مره شهر ولم يتم استدعائه وعندما سال عارفه ان القضيه انتهت .فعلم ان هذه علامه من الله ان يعطيه فرصة تانيه فاستغلها وعاد إلى مصر ليبدا حياه جديده ويغير نفسه فأول شيء قاطع شلتة الصايعة ودخل مصحة للعلاج من الإدمان وبعدها تولى الشركة وعين قائمة من المستشارين العباقرة والذي تعلم منهم كل ما يخص العمل وبدأ بصفقات صغيرة ومشروعات محدودة ثم تدرج بمساعدة أموال أمه المخبأة أن يكبر في عمله ويقوم بمشروعات كبيرة أما أمنية هانم فاصرت أن تأخذ مقابل المال نسبة من الأسهم فرفعت نسبتها من الثمن إلى حوالي ٤٩٪ وتركت لأحمد رأسة الاداره لكنها بسطت نفوذها حتى أصبحت تتحكم في أعضاء مجلس الإدارة كما أن جواسيسها في كل مكان وتحكماتها في كل شؤون العمل خانق وتحكماتها القاتلة في كل قرارات أحمد هذا باختصار حال أحمد في الست سنوات الماضية كانت ياسمين حبيسة السجن أما أحمد فقد كان حبيس الكوابيس والأحلام المزعجة ليلا وتحكمات أمه نهاراً.
بدأت ياسمين العمل بالأرشيف في مكتب كبير به ثلاثة موظفين غيرها الحاج كامل رئيس المكتب ومدام سعاد وهما متخصصين في الأعمال الكتابية في المكتب أما الخاص بالتوثيق على الكمبيوتر فهو تخصص سلمى الموظفة الأصغر من ياسمين بعامين وهي مجنونه بأمرين أولهم الكمبيوتر والثاني أحمد بيه صاحب الشركه لا تترك فرصة أو مجال حتى تصعد الدور السادس دور العظماء كما تسميه ففيه مكتب أحمد بيه ومكاتب أعضاء مجلس الإدارة وايضا مكتب المرعبه والمقصود بها الٱنسه( هايدي )
رئيسه العلاقات العامة بالشركة.لذلك كان عمل ياسمين في كل أدوار ومكاتب الشركة ما عدا الدور السادس وهذا ما إرتاحت له
★###############*#######*#######
فى المكتب الكل يعرف عن الموظفة الجديدة التي تجتهد في عملها والتي تطيع الجميع ولا تقول لأحد لا أبداً لذلك فاستغلها الجميع في قضاء مشاويرهم بين المكاتب فمر شهر كامل لا تكاد ياسمين تجلس على مكتبها خمس دقائق.
_ يا ياسمين عاوزك تروحى مكتب الاستاذ عادل في الدور العاشر يمضي على الورقة دى.
( حاضر)
- وانت في طريقك عدى على الأستاذه هاله في الدور السابع طلبت منا عقد الشركة الفرنسية.
(حاضر )
- وانت نازله في الدور الثالث هاتى ملف العمال من الاستاذ محمد وصوريه.
(حاضر)
هذا حالها في العمل الكل يستغلها وهي على مبدأ واحد الطاعة لكل الأوامر والصمت وهو أمر اعتادت عليه في السجن فقليل ما تشاركهم في الحوار وإن كانت تحب الاستماع لهم فسلمى مرحة والكل اعتاد على جنونها بأحمد بيه وبذلة أحمد بيه وسيارة وعطر ووسامة أحمد بيه وكل أخبار أحمد بيه لكن الكل يحب مرحها وجنونها ومدام سعاد طيبة جدا وحنونه فهى كالأم للجميع وحتى الأستاذ كامل بالرغم من شدته وصرامته إلا أنه طيب القلب متفاهم.
##########################
مضى أكثر من شهرين في العمل وقد بدأت تندمج مع زملائها في المكتب وإن كانت لا تزال تقضي لهم أعمالهم واعتادت على زيارة الاستاذ عبدالله لها مره في الشهر يحمل فيها كل متطلبات المنزل من أرز ولحم وخضار وفاكهة وخلافه ودعوته لها في بيته مره كل فترة وقد بدأت الدكتورة سارة الاعتياد على وجود ياسمين في حياتها.
************★*★************
أما ياسمين لا يكاد يمر يوم دون أن تسير في الشوارع حامله صورة العائلة وتسأل عنهم. ولم تفقد الأمل أبداً وإن كانت قد إنهارت أكثر من مرة في الشارع.
##############################
سلمى: إيه إللي أخرك دا كله يا ياسمين ؟
ياسمين: مجرد ما مضى الاستاذ حسان على الطلب جيت
مدام سعاد: نص ساعة كاملة في طلب واحد.
ياسمين: إنتى عارفه ان إنه في الدور العاشر يعنى على ما طلعت ومضيت الطلب ونزلت العشر أدوار ف
تقاطعها سلمى: إنتى بتستخدمى السلم ليه يا مجنونة مش بتستخدمى الاسانسير.
ياسمين بخجل: أصلى مش بعرف .
سلمى: يا مجنونه ليه تعذبى نفسك طول الفتره إللي فاتت بتهلكى نفسك على السلم .
لا يعلمون أنها تخاف من المصعد لأنها لا تجيد استخدامه وتخاف أن تحبس بداخله.
سلمى: لو بتخافى من تشغيله اطلبى من أي واحد راكب معاكي يحددلك الطابق بسهولة لحد ما تتعودى عليه.
وبالفعل أخذت سلمى ياسمين معها وصعدت الدور الثاني عشر في دقائق كانت أنهت المهمة وهذا ما شجع ياسمين على استخدامه لأول مرة وحدها لذلك تجرأت عندما طلب منها إرسال ملفات لمدام رجاء في الدور الثاني عشر أن تضغط زر إستدعاء المصعد ليفتح وتركيب بسرعه وتقول للموجود معها: الدور ١٢ من فضلك.
لكنه نظر لها نظرة تفحصية من قدمها حتى رأسها دون أن يتحرك.
فقالت مره أخرى: الدور١٢ لو سمحت بسرعه أنا مش فاضيه.
فيرفع حاجبيه في دهشه ثم ضغط على الطابق ومازال يتفحص الفتاة الواقفة أمامه بملابسها البسيطة التي لا تتناسب مع الشركة الملتزمة بدرجة رفيعة من الأناقة والجمال ووجهها الخالى من مساحيق التجميل وشعرها المجموع في ضفيرة طويلة بسيطة.ثم قال:إنت تبع مؤسسة خيرية
فقالت: لا يافندم
فقال: عندك مصلحة هنا
فقالت: لأ أنآ موظفه هنا.
فأعاد النظرة التفحصية مرة أخرى وقال: غريبه أنا أول مرة أشوفك.
ياسمين: حضرتك من شؤون العاملين ؟
أحمد: شؤون العاملين إية إنت مش عارفه أنا مين ؟
ياسمين: لأ يافندم أنا أصلي لسه جديده هنا.
أحمد: جديده إنت هنا من إمتى ؟
ياسمين: تقريبامن ٣ شهور.
أحمد بدهشة وقد بدأ يعلوا صوته: مستحيل الشركة مانعة تعيين أي موظف لحين إنتهاء السنة المالية إزاي إنت هنا ؟ ياسمين بخوف: هو حضرتك من الشؤون القانونية في الشركه.أصلى اشتغلت هنا بصورة خاصة.
أحمد وقد زاد الغضب: إزاى يتم تعيينك بصفة خاصة بدون معرفتى.
ياسمين برعب: أنا إتعينت بامر مباشر من أحمد بيه صاحب الشركه.
هنا أحمد فقد أعصابه ومسكها من ملابسها: إنت بتخرفى بتقولي إيه أمر مباشر من مين.!؟
ياسمين: والله العظيم أنا مش بكذب أنا هنا بأمر مباشر من أحمد بيه.
وهنا فتح باب المصعد لتخرج ياسمين وهي مرتعبة ونادمة أنها ركبت المصعد فالسلم أرحم بكثير.
#############################
دخل المكتب وقد أخذ منه الغضب فقد كان يصرخ في كل من يقف أمامه فما يحدث أكيد مؤامرة هناك من يستغل اسمه ويوظف الناس بدون علمه وهو لن يرتاح حتى يعرف هذا المتأمر ويرسله للسجن هو وكل من ساعده فهذا ما تعلمه من عماد ألا يعطي أحد ثقته الكاملة .
استدعى السكرتيره فدخلت وهي ترجف من الخوف
أحمد: يا نڤين في أمر مهم وأنا عاوز أعرف كل حاجه عنه بسرعة.
نڤين بخوف: تحت أمرك يا أحمد بيه.
أحمد: عاوز اعرف أسماء كل من عينته الشركة هنا من ٣ شهور فاتت.
نڤين: إزاى يا أحمد بيه الشركة ملتزمة بقانون عدم تعيين أي موظف لحين إنتهاء السنة المالية
أحمد: إنت متأكدة
نڤين: اكيد
أحمد: عايزك تتأكدى من شؤون العاملين بسرعه
نڤين: تحت امرك النهار ده هيكون عندك الخبر النهائي.#########################
أما ياسمين فعادت ترتجف ولونها مخطوف ولما سألتها سلمى كالعادة لم تجد إيجابه لذلك رحمتها وأصرت على تركها اليوم بأى مصالح جديدة.
بعد ساعة دخلت نڤين مكتب أحمد بيه.:
أيوة يا نڤين فيه إيه.
نڤين: حضرتك ده جواب من البنك يخطرنا عن ميعاد القسط المستحق.
أحمد:o.kفيه شىء تانى.
نڤين: الباشمهندس مدحت إتصل من الموقع الجديد بيسأل عن دفعة الحديد.
أحمد: هسيف لك شيك بمبلغ مليون جنيه لمصنع الحديد وابعتيه مع مندوبنا فيه شيء تانى.
نڤين: بصراحه حاجه واحده.حضرتك سألت عن الموظفين الجدد.
إنتبه أحمد لها: فعلا يا فندم إلتزمنا بالنظام فلم يتم تعيين أي موظفين إلا حالة واحدة.
مين الحالة دى ومين إللي عينها.
نڤين: بصراحه حضرتك.
أحمد: أنا إزاي ؟
نڤين : حضرتك أمرت بصورة مباشرة بتعيين موظفه في الارشيف ولما درست ميعاد التعيين إكتشفت يومها زارنا الأستاذ عبدالله المحامي وا.....
فقاطعها أحمد: بس بس إفتكرت أخرجي إنت.
بعدما خرجت ابتسم أحمد وقال: الحالة الإنسانية..
بعد أسبوع
أثناء خروج أحمد من المبنى اصتدم بياسمين التي كانت في مكتب التصوير الخاص بالشركة لما رأته خافت وإحمر وجهها وقالت بخوف: والله العظيم أنا ما بكدبش على حضرتك.
أحمد بابتسامة: خلاص انت خايفه ليه خلاص أنا عرفت واتأكدت كمان.
ياسمين براحه: طيب الحمد لله أكيد حضرتك رئيس شؤون العاملين صح.
فيضحك أحمد بصوت عالي وقال بدهشة: إنت بجد مش عارفه أنا مين ؟
أجابت ببراءة: لا والله.
قال بثقة: أنا أحمد صا.....
ردت بسرعه وهي تتخطاه: وأنا ياسمين إتشرفت بمعرفتك.
لتتركه وترحل بدون أن تسمع باقي كلامه وهذا ما أثار دهشته ليضحك ويرحل.
################################
مضى شهرين مازالت ياسمين في عملها تقابلت مع أحمد أكثر من سبع مرات بالصدفة كل مرة ينتهي اللقاء بتعليق من أحمد وابتسامه من ياسمين والغريب أنها لم تعرف أنه صاحب الشركه وهذا طبيعي فهى لم تحتك بأى من أعضاء مجلس الإدارة أو رؤساء الشركة.
محتضنه الملفات بيديها ومتجه بسرعه ناحية المصعد لتصتدم به.
أحمد بمرح: نفسى أشوفك قاعدة في مكتبك مرة.
ياسمين: صباح الخير يا أستاذ أحمد أعمل إيه ده شغلى.
أحمد: شغل إيه إنتى عارفه إنهم بيستغلوكى
ياسمين: عارفه بس يعتبر نفسى بتعلم منهم.
أحمد: طيب يا تلميذه على فين المرة دى
ياسمين : الدور التاسع عند مدام رحاب.
أحمد: أظن دى علاقات عامه.
ياسمين: الوفد الروسي هيبدأ زيارته للقاهرة وهيا منسقة برنامج سياحي لهم.
( ثم تقول وهي سرحانة) تعرف يا بخت الوفد الروسي.
أحمد: لية؟
هيزوروا الاهرامات وأبو الهول.
أحمد بدهشة: إنت عمرك ما زرتى الاهرامات.
فتهز رأسها لأ
أحمد: ولا مره ( فتهز رأسها نفس الرد)
أحمد: ولا حتى في رحلة مدرسية.مستحيل ده أنا زرت الاهرامات ولا مليون مره حتى في مرة كنت مع أصحابي هناك و............
بينما يحكى أحمد تاهت ياسمين في ذكرياتها لذكرى قريبه إلى قلبها عندما دخلت فوجدت أخيها محمد جالس حزين.فسألته : مالك يا محمد زعلان ليه ؟
الأم: عاوز يطلع رحله في المدرسة.
محمد: دى رحله لزياره الأهرمات والقلعة وجنينة الحيوانات وبعشرة جنيه بس يا أبله عشان خاطري نفسى أروح مع أصحابى عشان خاطري.
فتخرج ياسمين من جيبها عشرين جنيه ثمن أحد الكتب الجامعية وتقول: خد يا سيدي عشرة جنيه اشترك في الرحله وعشرة اصرف منها كمان ولا تزعل أنا عندي كام محمد.
توقف المصعد وانتبه أحمد أن ياسمين في دنيا تانيه ولم تسمع أى كلمة من كلامه السابق وقبل أن يتكلم لاحظ خطين من الدموع ينزلان من عيونها ليغرقا خدودها.
لتعود مره أخرى لذكرياتها عندما عاد محمد من الرحلة وهو يقفز من الفرح ليتعلق برقبة ياسمين ويغرقها بقبلاته ويقول: أنا فرحان أوى يا أبله النهار ده أحلى يوم في حياتي زرنا الأهرام وشفنا السياح وهما راكبين الجمال والخيول و.......
زاد صمت أحمد وهو يراقب ياسمين ليجدها قد إبتسمت أجمل ابتسامة رأتها عينيه ثم بعد لحظات إنتبهت ياسمين لما حولها فمسحت دموعها وخرجت من المصعد ولم تنتبه لمن كان معها في المصعد وقد شغلته بابتسامه من عيون مليئه بالدموع.
في أحد النوادي الشهيرة
وقف يرتشف كوب من العصير مع صديقه العزيز هاني كان رفيقه أيام الشقاوة والضياع والأن هو
رفيقه أيضا ولكن سبحان من يغير ولا يتغير بعد إصابة والد هانى إصابة شديدة ألزمته التقاعد وجد هانى نفسه مسؤول عن أمه وزوجات أبيه الاثنتين وجيش من الأخوة والأخوات فقرر هو الآخر إعادة تنظيم حياته ليرافق أحمد في جلسات العلاج وبعدها إهتم بأخواته وعمل في معرض السيارات التي يملكه أبيه ليصبح هو الآخر رجل مسؤول يجتمع مع أحمد كل أسبوع في النادي لممارسة لعبتهم المفضلة ( البلياردو)ويتشاركان الذكريات والضحك وايضا الهموم.
والأغرب أن هذان الأعزبان قد تركا كل لهو الماضي بما فيه الفتيات فطاولتهم التي كانت دائما عامرة بالفتيات أصبحت خالية وتمر عليهم الحسناوات وكل وتحاول جذب إنتباههم لكنهن يفشلن دائما فاحمد وهانى قد اكتفيا.أو ربما أرادا تغيير كل شيء من الماضي.
هانى وهو يضرب الكرة بالعصا: مالك يا أحمد مش مركز ليه هيا طنط أمنية مضيقاك في الشغل ؟
أحمد: لا دا العادى من أمنية هانم حتى خلاص إتعودت على سخافة هايدي كمان.
هانى: مش مصدق كنت هتموت على هايدي مش عارف إيه إللي إتغير.
أحمد: كل شيء إتغير وأوله نظرتى للكل فشفت هايدي على حقيقتها إنسانه سخيفة بدرجة تخنق ومتسلطة.
هانى: طيب إيه الجديد في الشغل ؟
يضرب أحمد الكرة لتسقط في الجحر ثم بعدها يعتدل ويقول: ولا حاجه بس بصراحه في حاجه شغلتني يا هانى عمرك شفت واحدة تبتسملك أحلى إبتسامة تشوفها وعيونها مليانه بالدموع وبعدها تكتشف إنك مش سبب دموعها ولا إنت سر إبتسامتها.
هانى: ده لغز وإلا إيه على العموم هقولك دى عرفت الطريقة إللي تشغلك بيها.
أحمد باستنكار: لا لا مش دى هيا أصلا مش عارفه إنى صاحب الشركه دى بتظن إنى موظف عادي.
هانى: وإنت صدقت إنها ماتعرفش أحمد صاحب الشركه إللي بتشتغل فيها
أحمد: تصدق دى بتحسبنى موظف في شؤون العاملين تصدق دى.
هانى: في رأيى خد بالك منها ولا هيا عجباك.
فيضحك أحمد ويقول: لا دى مش زي البنات التانيه لا في لبسها ولا في شكلها دى على رأى عبدالله حالة إنسانية وبس.
**********************************
بعد أسبوع تم توزيع نشره بين المكاتب والعاملين وكل من يقرأها يستعجب منها حتى وصلت ليد ياسمين لتستعجب هى الأخرى فمكتوب في النشرة ( تعلن إدارة الشركة عن رحلة عائلية مجانيه للموظفين في الشركه لزياره معالم القاهره الأثرية وتتضمن زياره الاهرامات والمتحف المصري وتختتم الرحلة برحلة نيليه على إحدى السفن السياحية.
كل العاملين يؤكدون أنها المرة الأولى التي تقوم بها الشركة هذه الرحلات فرحلاتها السابقة كانت من نوع خاص بكبار الموظفين ورؤساء مجلس الإدارة وتكون رحلات خارج البلاد وباشتراكات ضخمة.أما رحلات عائلية ومجانيه فهذا أمر جديد.
*****************************
كان شعور ياسمين بسعاده غريبه لا تعرف سببها لكن إحساسها بأن هذه الرحلة من أجلها جعلها تكاد تطير من الفرحة لكنها أجبرت نفسها أن تفيق ولا تتوهم فما حدث مجرد صدفة فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين ولن تبنى أحلام على أوهام.
*****************###**######*
بعد يومين جالس على البيانو الأثرى الفخم يعزف ألحان لا معنى لها لكنها مجرد رغبة في الهدوء والراحة وأمنية داخليه في أن يظل هذا الصفاء النفسي لساعات.وأمنية أخرى تدفعه أن يذهب إلى الاهرامات ليرى ما تفعله ياسمين وما ردت فعلها بعدما حقق لها أمنيتها البسيطة.ليقطع عليه صفائه صوتها المستفز.
هايدي: واضح إن دروس البيانو إللي أخدتها زمان كانت بلا فائدة فعزفك سخيف وبلا معنى
أحمد: مش مجبورة تسمعى لعزفى.
هايدي: والله قرارك الغريب بالرحلة السخيفة هو السبب فمضطرة أقعد في البيت وأسمع عزفك النشاز.
أحمد: والله أنا حر في قرارتى
هايدي: لو تخصك وحدك إنت حر لكن دى تخص طنط معاك وإلا إنت نسيت إنها شريكه معاك في الشركه.
أحمد: طنط دى تبقى أمى وعلى العموم الرحلة السخيفة دى تبقى على حسابي الخاص مش هتأثر على حساب طنط.عن إذنك.
ليأخذ مفاتيح إحدى سياراته القديمة ويخرج.
أما هايدي فتشعر بحزن فكلما بدأت حوار مع أحمد ينتهي بصراع بينهما.نعم تحب أحمد الجديد تعشق جديته في العمل لكن بها رغبة شديدة وحنين لأحمد القديم وشقاوته وحبه الملتهب الذي كان يغمرها به كل الوقت.
أمنية هانم: فين أحمد يا هايدي:
هايدي: خرج يا طنط حتى ما إتغداش معانا.
أمنية هانم: مش تزعلي يا هايدى أنت عارفه أحمد بيحبك قد إيه بس محتاج معاملة مختلفة.
هايدى: أعمل إيه أكتر من كدا سبت أهلى وعشت معاكم واشتغل معاه في نفس الشركه يعني معاه ٢٤ ساعة في اليوم أعمل إيه تانى.
فين أحمد إللي كان بيتمنى منى نظرة واحدة
أمنية هانم: كل شيء إتغير يا هايدي وأحمد مش أحمد بتاع زمان.
***************************
في منطقة الأهرامات وقف بسيارته بعيدا يراقب الموظفين عند الأهرمات وعيونه تبحث عنها يريد أن يراها تضحك وتلعب يريد أن يراها منطلقة مثل باقي الموظفين حتى يشعر بأن قراره كان صحيحا.لكنه رأها جالسه على أحد الاحجار الضخمة وظهرها للأهرامات وتائهه في دنيا غير الدنيا فشعر بضيق أكثر وأكثر ورحل مسرعا من المكان ولو انتظر عشر دقائق لرأى سلمى تسحبها لتجلس مع الفتيات اللائي يضحكن ويغنين ولرأى ياسمين تصفق معهم وتضحك.
♥️♥️♥️♥️♥️
عائد من عمله فلمحها تسير وحدها وهي شارده لا يعلم لماذا يهتم بها ربما لأنها من ناحية عبدالله صديقه ويشعر بالشفقه عليها.فأوقف السيارة بجوارها وناداها: ياسمين
فإلتفتت إليه لتفتح عيونها عن أخرها وهي تنظر لسيارته بإنبهار: دى عربيتك ؟
فابتسم بهدوء وقال: إيه رأيك حلوه ؟
فتقول بإندفاع:دى أحلى عربية شفتها في حياتي
فيضحك ويقول ' : مش للدرجة دى المهم إنتى ماشيه على فين ؟
ياسمين: على ببيتى بس بتمشي لحد محطة المترو
أحمد: ياسمين المترو على بعد ثلاثة كيلو هتمشى ثلاثة كيلو يا ياسمين مستحيل!
ياسمين: عادى أنا إتعودت.
أحمد: بدهشة: يعني إنت بتمشي كل يوم تلاته كيلو ليه التعب ده غير إنك طول اليوم بين المكاتب دا عذاب.
فتقول ببساطة: أكل العيش وأنا قلت إنعودت خلاص.
أحمد: ممكن أسألك سؤال.
ياسمين: اكيد
أحمد: إنت مرتبك كام في الشهر ؟
ياسمين ببساطة: ٣٠٠ جنيه
أحمد: مستحيل دا الفراش راتبه أكبر منك مين الغبى إللى حدد لك الراتب ده ؟
ياسمين بغضب: لو سمحت ما تشتموش حضرتك مش فاهم حاجه.
أحمد بغضب ؛: مش فاهم إيه إنك بتشتغلى في الشركه من أكثر من ست شهور ببلاش تقريبا قولى مين الغبى إللى حدد لك الراتب ده ؟
ياسمين: أحمد بيه صاحب الشركه.
فينظر لها أحمد بزهول وقد عجز عن الكلام فتكمل ياسمين: بس مش تظلموا أحمد بيه قال إنى لو أثبت كفائتى في الشغل هيتم تثبيتى وزيادة الراتب.
أحمد بسخرية من نفسه:وإنتى لسه ما أثبتى الكفاءة واضح إنه نسيكى خالص.
فتندفع ياسمين بغضب: حضرتك مش فاهم حاجه ومش عارف أحمد بيه زي ما أنا عارفاه فلو سمحت كفايه كده.
ليفتح عينيه عن أخرها في زهول شديد ويسألها في فضول: إنتى تعرفى إيه عن أحمد بيه أنا مش عارفه ؟.
فتجيب بثقة: أحمد بيه أكتر شخص طيب وشهم قابلتوا في حياتي وإن شاء الله ربنا هيفتح له أبواب الرزق والخير.
لم يقاوم أحمد إبتسامته ليبتسم ويقول: إنت بتدعى له.
ياسمين: يستحق أحمد بيه إنى أدعي له كل صلاة مش تستغرب أنا ظروفي كانت صعبة جدا وحسيت بإحراج الاستاذ عبدالله وهو بيسأل عن أحمد بيه أول مرة وده أكد ليا إن ما فيش شغل ليا من الأساس وإن الاستاذ عبدالله هيخرج ويقول أنا أسف يا ياسمين المرة الجاية هتشتغلى لكن ده ما حصلش بعد خمس دقائق بالضبط اشتغلت في الشركه عارف يعني إيه واحدة زيى تشتغل بعد خمس دقائق.
أشار لها أحمد بعيونه فقد عجز عن الرد.
فتكمل:كل سنه بيتخرج الملايين وفيه غيرى ألاف مش لاقين شغل ولوحصل وإتقدموا بيتذلوا في تجهيز أوراق وتدريب ومقابلات وبعدها تتقتل كل أحلامهم ويخرجوا زى ما دخلوا ما يخدوش إلا الذل والإحباط ربنا ما يوريك كسرة النفس أد إيه بتوجع واسألنى لأنى أكتر واحدة إتكسرت نفسها.وأنا عارفة ومتأكدة إن أحمد بيه لا يمكن ينساني.
ليقول أحمد في نفسه: آه لو تعرفي إن أحمد ما كانش فاكرك من أساسه.
لينتبه أن ياسمين قد رحلت فيلحق بها بسرعه: إنت زعلتى.
ياسمين: لا أبداً ما فيش سبب الزعل.
أحمد: عشان أتأكد إنك مش زعلانه اسمحيلي أوصلك بالعربيه .
ياسمين بخجل: ما فيش داعي يا أستاذ أحمد المترو قريب مش تعطل نفسك
لكنه أصر فإضطرت ياسمين أن توافق لتركب سيارة أحمد الفارهه لكنها أصرت أن يقف أمام محطة المترو لتخرج وتلوح له ثم ترحل دون أن تنظر ورائها ولو نظرت لرأت أحمد يلوم نفسه بسببها ( إنت مش عاجبك لبسها ولا شكلها وبغباءك محدد لها مرتب مايكفيش العيش الحاف الحمد لله إنها ما ماتت كان ذنبها هيبقى في رقبتك..
بعد أسبوعين حرص أحمد ألا يرى ياسمين فيهم حتى أتى اليوم الموعود الذي يحبه ويكرهه كل الموظفين وهو أول يوم في الشهر.فقد توجهت ياسمين إلى الخزينه حتى تتقاضى راتبها فيطلب منها المحاسب الذهاب لشؤون العاملين وهناك مضت على بعض الأوراق وعادت إلى الخزينة ليقدم لها المحاسب مبلغ٨٥٠جنيه( الاحداث في عام ٢٠٠٧كانت الرواتب قليلة لكن الحياة كانت رخيصه جدا فقد كان كيلو اللحم بأقل من خمسين جنيه وجرام الذهب بحوالي سبعين جنيه) وعندما سألته أجابها بأنها مضت عقد التعيين والتثبيت في الشركه وهذا راتبها وأن أمر التثبيت في الشركه صدر من شهر وسيتم إضافة الفترة السابقة إلى ملفها حتى تستفيد من الحوافز السنوية وبالرغم من أنها لم تفهم نصف ما قاله إلا أنها كانت شديدة السعاده لتجد أحمد في وجهها لتعرض أمامه راتبها في سعادة وتقول: شفت يا أستاذ أحمد مش قلت لك أنا واثقة في أحمد بيه النهارده تم تثبيتى بصورة رسمية ومرتبى زاد كمان شايف.
فيهنؤها أحمد: ألف مبروك واضح ان وشى حلو عليكي.
فتجيب ببراءة: حلو أوي أوي.
فيضحك أحمد ويقول: طيب فين الحلاوه بتاعتى بمناسبة زيادة الراتب.
فتقول ببساطة: إللى هتأمر بيه هجيبوا لك تحب تشرب إيه.
فيرد ممازحا أشرب إيه يا بخيله إحنا قربنا من البريك وهموت من الجوع.
فتقول: خلاص هعزمك والغداء النهاردة على حسابي.
أحمد: خلاص موافق الغداء النهاردة على حسابك هستناكى على أول الشارع وقت البريك سلام.
وقت البريك في فترة الغداء
وقفت ياسمين أول الشارع أمام المطعم البسيط القريب من الشركة لتتفاجئ بأحمد في سيارته يطلب منها الركوب فهو لا يأكل في هذه الأماكن لتركب معه فيأخذها إلى مطعم شديد الرقى والذي لا يتناسب مع بساطة مظهرها.كان يسير بغرور وثقة بينما كانت تتلفت مبهوره بكل ما تراه فلم تحلم أبدا أن تدخل مكان بهذا الرقي والجمال .حتى أجلسهم الويتر على طاولة راقيه فجلس أحمد يراقبها بتسليه على سذاجتها الشديدة فقد قرر أحمد أن يعرفها حقيقته وأنه صاحب الشركه بعد الغداء ليجعل لها ذكرى حلوه فى هذا اليوم.
أتى الويتر يحمل المنيو الخاص بالطعام لينفجر أحمد بالضحك عليها وهي تقرأ أصناف الطعام بطريقة ساذجة ومضحكه وواضح أنها فاشلة في اللغة الإنجليزية لكنه صمت حينما رأى وجهها الذي تحول للأحمر القانى بسبب شدة إحراجها فأشفق عليها وقال: تحبي أختار لك على ذوقي فتجيب برأسها فقد أنقذها من هذه الورطة فتسمع له بإنبهار يقول: مقبلات ( راڤيولى بالذبدة البنية مع البندق) (طبق إيطالى) طبق رئيسي (ستيك مشوي بصلصه البستو مع (الروزيتو طبق إيطالى)والحلو مولتن كيك الشكولا مع أيس كريم الفانيليا.
فتحت فمها على الأخر هل ما يقوله طعام يؤكل في مصر أين الطواجن وأين المحاشى وهل سمع عن إختراع أسمه ( الملوخية).
ليقطع أفكارها الويتر وهو يضع الطبق الأول.
ياأهل مصر لقد هبط الراڤيولى من كوكب المريخ هذا ما قالته وهي ترى طبق بداخله قطعتين دائرتين لونهم ابيض ولأنها ياسمين فقد ربطت بين الرافيولى والرقاق المصري فكلاهما معجنات ولونهما أبيض لكنها لم تستوعب حشو الراڤيولى بالجبن فلخصت كل هذا الإبداع بسنداوتش جبنه.
فلتستعد الجيوش للطبق الرئيسى إستيك مشوي مع الروزيتو.لتنظر إلى الطعام بضيق فمن المجنون الذي يأكل أرز معجن فقد عملت في المسمط لسنوات لم ترى فيهم أرز معجن أبدا والأعجب اللحم المغطى بطبقة خضراء من الثوم والريحان أما أحمد فقد استغرب أنها لم تأكل من المقبلات ولا الطبق الرئيسي فسألها: الأكل مش عاجبك .
فتقول بدهشة: مين في الدنيا دي بياكل لحمه خضرا ورز معجن.
ليخفى وجهه بكفية وقد إنهار من شدة الضحك حتى أن كل الموجودين إنتبهو لضحكاته الشديدة ليعرض عليها طعام أخر لكنها ترفض بشدة.
ليأتى بعدها الحلو مولتن شوكولا وأيس كريم ڤانيليا ما إن لمست الكيك حتى ذابت مع الشكولا الذائبة فمن منا لا يعشق الشكولاتة فقد أعجبها بشدة وأسعده أنها تأكل بإستمتاع.
بعد لحظات بدأ عقلها في تجميع حساب الوجبة فبعد ساندويتش الجبنة واللحمه الخضراء والأرز المعجن فأكيد الوجبه كلها لن تزيد عن خمسين جنيه وعلى الاكثر سبعين جنيه فقد أصرت أن تدفع هى لأنها من عزمته عندما أحضر الويتر الفاتورة تفاجات بمبلغ ٥٠٠ جنيه أما أحمد فقد إنتظر دقيقه ليستمتع برد فعلها فقد توقع فضيحه فى المحل لكنه تفاجأ بها تخرج راتبها من حقيبتها وتقدم للويتر المبلغ لينتفض بسرعه حتى يدفع الحساب قد ضاعت نظرة التسليه من عينيه لكنها تصر فهى صاحبة الاحتفال وهي من ستدفع ليرى في عينيها نظرة ألمته بقوة نظرة من سرقت منه فرحته فقد زاد راتبها من ساعة ليجعلها تدفع كل الزيادة في وجبة لم تتناولها.لذا فقد أخرج حافظة نقوده وسحب منها ألف جنيه وقدمه لها لتنظر للمال وتقول:عيب يا أستاذ أحمد أنا إللي عزمتك وعيب ترد ليا تمن العزومه خلى فلوسك في جيبك لتقوم وتسبقه للخارج لتسقط من عينيها دمعه وحيده وتمسحها بسرعه
•تابع الفصل التالي "رواية دموع الياسمين وابتسامتها" اضغط على اسم الرواية