رواية نار الحب والحرب الفصل الرابع 4 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
بقلم/ ايمان حجازي
حلقه ((4))
في صباح يوم جديد ..
أمام محل زينه ووالدها حيث يتجمهر كثير من أولاد تلك المنطقه
- خااالاااويص ..
كان ذلك صوت زينه وهي تقف أمام الحائط مغمضه العينين ، ليأتيها صوت بعض الأولاد :
- لسسسه ..
زفرت زينه في غضب :
- ما خلاااويص بقه يا عيال الله !!
لم يأتيها رد منهم ، ففتحت عينيها ونظرت حولها فلم تجد أي منهم ، أسرعت في البحث عنهم وهي تعدو كالاطفال .. فلم تبدو أقل منهم بجسدها الرفيع وقصر قامتها ، وتلك الدفيرتان التي ترتسم علي شعرها ..
وما أن رأت أحدي الأطفال حتي اخذت تجري خلفه كي تلحق به مردده بحماس شديد :
- مسكتك مسكتك ، اطلعوا يا عيااال خلااص ..
خرج الاولاد من مخبأئهم بالفعل وهم يضحكون بشده وكذلك زينه وهي ممسكه بالولد مردده بأنتصار:
- يلاا بقه يا حلو ، دورك ..
- دور مين يا زينه !
ما أن استمعت زينه الي ذلك الصوت حتي أبتلعت ريقها في توتر واستدارت الي الخلف ببطئ شديد
حاولت أن تلهيه عما تفعله واسرعت هاتفه بضحك :
- بابا ايه ده صباح الخير انت إيه اللي مصحيك بدري كده !! ، كويس بقه انك صحيت دا احنا عندنا شغل كتير جدا يادوب نلحق
نظر والدها حولها فرأي الأولاد يضحكون بشده علي موقفها هذا فهم يدركون أن والدها حتما سيعاقبها علي فعلتها تلك ، نظرت إليهم زينه بغيظ راجيه ان يكفوا عن الضحك ولكنهم سرعان ما ردد والدها مصدوما :
- زينه !! .. انتي بتلعبي مع العيال الصغيره !!
فغرت زينه فاها ممثله المغاجأه :
- أنا !!! ... انا يا بابا اعمل كده !؟ .. انت تعرف عني كده ؟
اخذ يقهقه الأولاد من خلفها فنظرت إليهم متوعده لهم في حين أضاف والدها:
- الولاد يا زينه !! بتلعبي مع العيال يا شب في الشارع!!
أسرعت زينه تجيبه بنفي :
- لا لا يا بابا ده انا حتي كنت واقفه احتياطي أنا مش من الفريق اتطمن ..
ثم نظرت إلي الأطفال سائله برجاء:
- صح يا عياال مش كده !؟
إجابتها بنبره واحده مضحكه:
طبعععا ...
التفتت الي والدها فوجدته يبحث عن شئ في الأرض ، فأدركت علي الفور واسرعت إليه قائله بخوف :
- ايه يا شروفه بتدور علي فلوس وقعت منك صح !! ادور معاك !؟
ردد والدها بغضب:
- مش لاقي ولا عصايه هنا ..
أبتلعت زينه ريقها وهتفت قائله:
- يا بابا اسمعني بس انا مكنتش بلعب ده انا حتي كنت واقفه احتياطي مش من الفريق ..
نظر اليها والدها بغضب فأضافت راجيه بجديه :
- اه والله ، أنا هفهمك .. اصل انا بعتت بنت مشوار عشان تجيبلي حاجه مهمه جدا للشغل وانت عارف اني عندي شغل كتير النهارده والبنت مردتش تروح غير لما حد يقف في دورها ، فأضطريت أن أنا اقف مكانها ، انت عارف اني ممكن اعمل اي حاجه عشان الشغل ولا انت يعني ممكن تصدق اني اقف والعب مع العيال كده عادي !!..
نظر اليها والدها بخبث غير مصدق ما تقوله حتي أضافت:
- والله عشان الشغل مش اكتر .. صدقني أنا..
لم تكمل زينه جملتها حتي قاطعتها أحدي الفتيات:
- خدي يا زينه المصاصه اهيه اللي كنتي عايزاها ، أنا هستلم دوري بقه في اللعب ..
تناولت منها زينه المصاصه في فرح واسرعت وفتحتها وتضعها بفمها غير منتبهه الي والدها الذي التقط عودا رفيع من الخشب وضربها علي قدمها علي غفله منها صارخا:
- مصاصه يبنتلكلب !! ، هي دي الحاجه المهمه !!
انتفضت زينه مسرعه وأخذت تجري من أمامه بقوه حتي تعثرت قدماها ووقعت علي الأرض
اسرع إليها والدها بخوف وهو يتفحصها مطمئنا عليها بلهفه:
- زينه ! جرالك حاجه ! قومي يا حبيبتي معلش ..
لم يلبث قليلا حتي شرعت زينه بالبكاء الشديد مما زاد من قلق والدها واخذ ينظر إلي يديها وقدميها ليري أن كان بهما شيئا مرددا :
- ايه اللي بيوجعك قوليلي مالك بتعيطي ليه !!؟
لم تجيبه زينه وأخذت تنظر أمام وهي مازالت تبكي فسألها والدها مره اخري:
- ايدك بتوجعك !!؟
زينه ببكاء:
- لا ..
والدها بحيره:
- اومال مالك !؟
زينه بحزن:
- المصاصه وقعت واتكسرت ..
تغيرت ملامح والدها الصدمه الشديده والغضب ، نظرت اليه زينه ثم نهضت كالصاروخ تعدو من أمامه متجهه الي المحل ..
وجدت شابا يقف أمامه حتي أسرعت إليه فوجدته طه فهتفت :
- الحق عمك شرف يا طه هيقتلني ..
*****************************************
فتح عينيه بتثاقل شديد علي اثر صوت بجواره ، ما أن نظر إليه ليجده أخيه تهامي وهو يعنفه :
- انت يا زفت قوم ، طبعا ولا علي بالك الدنيا تضرب تقلب معايا وانت هنا جاي مع الهانم ..
نظر إليه عزت في نعاس وبرود مرددا :
- ما عادي يعني ، الدنيا مطارتش ..
ثم نظر خلفه الي تلك الفتاه العاريه الجسد وهتف بضحك :
- كان عندي حاجه اهم ..
ردد تهامي بغيظ :
- وطالما هتتنيل تمشي من الحفله مبتردش علي موبايلك ليه .. أو تتصل انت عليا وتبلعني
نظر إليه عزت يسأله:
- هو انت رنيت اصلا !
رمقه تهامي بضيق:
- شوف موبايلك يا افندي وانت تعرف..
نهض عزت بتثاقل وهو ينظر حوله والي الأرض باحثا بعينيه عن هاتفه مجيبا:
- مجاليش اي مكالمات منك اصلا ..
لم يجد عزت هاتفه بأي مكان بجواره أو بداخل ملابسه ، نظر إلي جيسيكا الراقده علي السرير ( سكرتيرته )ليهزها بعنف:
- جسي ! .. انتي يا بت انتي اصحي ! ..
فتحت جيسيكا عينيها لتنهض مسرعه ما أن رأت تهامي يجلس بجواره ولملمت ثيابها مجيبه :
- افندم ! ..
نظر اليها عزت وسألها بعنف:
- فين موبايلي !
هزت جسي رأسها بنفي وانكار:
- معرفش مخدتهوش ..
أمسك بها عزت من عنقها مرددا:
- انتي هتستعبطي يا مرا، فين يا بت الموبايل اللي كان معايا امبارح ، انتي عارفه ده تمنه كام !!
إجابته جسي وهي تكاد تختنق :
- معرفش يا عزت معرفش ، هو أنا هسرقك ليه !! .. فتشني أنا جيت معاك ومخرجتش من هنا ..
أمسك به تهامي يبعده عنها قائلا بضيق:
- ابعد عنها هي معانا من زمان ومتعملهاش .. شوف انت نسيته فين ولا ضيعته فين !! هي يعني دي أول مره لسعادتك ..
كان يدرك عزت أنه بالفعل ليس من الممكن أن تفعل جسي شيئا كهذا ، أخذ يتذكر ما حدث ليله أمس وردد :
- فعلا .. امبارح أنا حطيته مع المفاتيح والكريديت لما دخلت الحمام ، ولما خرجت مكنش معايا ، وانا خارج قابلت جسي وجينا علي هنا ..
ثم أردف مسرعا :
- العامل اللي كان في الفندق ، تمام انا هقتله بإيدي عشان يبقي يتجرأ تاني يمد أيده علي حاجه تخصني ..
ثم نهضوا جميعا حيث اتجهت جيسيكا الي مقر الشركه الرئيسي في حين ذهب كل من عزت وتهامي الي الفندق مره اخري للبحث عن ذلك الهاتف ..
*****************************************
داخل فيلا المصري ..
كان يجلس في حديقه الفيلا الخاصه بهم شاردا ، حزينا ، مهموما ..
- واخرتها ايه يا قدري !
قال تلك الجمله داغر وهو يتجه إليه ويجلس بجواره ، نظر إليه عمار في تيه واجابه :
- عايز ايه !
ردد داغر بصوته الغليظ ساخرا:
- سلامتك يا حنين ! .. هتعمل ايه مع اللواء نزيه ، دا مستحلفلك ..
عمار بلامبالاه:
- يعمل اللي بعمله مش فارقه ..
داغر :
- وتضيع شغلك وتضيع اسمك كده بسهوله !!
أبتسم عمار نصف ابتسامه متهكما:
- ما اختي برضه ضاعت بسهوله وانا واقف مش عارف اعمل حاجه ، يبقي هتيجي علي شغلي ..
داغر بتفكير:
- اللي ماسك القضيه المقدم رفعت ، ده واحد علي قد ما يبان أنه بيفهم في شغله ، بس كل شغله الجد من تحت لتحت ،لولا اني حاليا معايا قضيه كبيره جدا كنت خدت أنا القضيه دي منه وخصوصا بعد ما عرفت أن هو اللي سعي عشان تبقي القضيه دي بالتحديد معاه ، الموضوع ده مريحنيش ووراه أن ..
عمار ناظرا اليه :
- وبعدين !؟
- وبعدين دي عندي أنا ، مصادري كلها شغاله بس بشكل غير رسمي ، أنا أقدر اخد القضيه من رفعت بس انا عايز ايه اللي وراه وليه القضيه دي بالتحديد واهم من كل ده فين حسام !
نفخ عمار بزهق شديد والدموع تترقرق في عينيه:
- وحسام كمان مش عارف هو فين وحصله ايه .. بس اللي متأكد منه أن اختي مماتتش بأزمه قلبيه زي ما ابن الكلب ده بيقول .. أنا شفت جسمها ...
داغر بثقه شديده:
- القضيه دي معايا وانت عارف اني مفيش حاجه بتفلت من تحت ايدي ، ولو فعلا الموضوع طلع فيه حوار صدقني أنا اللي ههد الدنيا علي دماغ اللي عمل كده ..
نظر إليه عمار بغضب وهو يمسك بيديه:
- لأ .. كفايه عليك بس تجيبهولي وانا هعرف ازاي اخد حق اختي وجوزها ..
- لا يا عمار انت لازم ترجع ، البلد حالها مقلوب الأيام دي و...
قاطعه عمار بصرامه:
- مش رااااجع ، ليه محدش عايز يفهمني انا مليش خلق لأي حاجه ، كل حاجه متقفله معايا لو هخسر شغلي في داهيه مش فارق ..
قاطعه داغر:
- خلاص خلاص اهدي.. ، اهدي واعرف ان انا معاك في اي حاجه يا صاحبي
هز عمار رأسه في هدوء بينما أضاف داغر:
- طب ما ايه رأيك تيجي نغير لك المود ده !؟
نظر إليه عمار في خبث وعلي الرغم منه ضحك لأنه فهم مقصده وردد:
- انت لسه زي ما انت متغيرتش !
هتف داغر ناظرا إليه:
- اتمني تكون انت اللي اتغيرت ..
اجابه عمار:
- لا لسه ومش ناوي ..
ضحك داغر بكل صوته مما أصدر ضجيجا عاليا:
- مش مصدق والله ! واحد عنده 32 سنه بجسمه ده وشكله ده ملمسش واحده
برم عمار شفتيه مجيبه بضيق:
- تخيل بقه !!
اكمل داغر بخبث:
- يا ابني انت كده هتقلقني عليك ، يا خوفي ليكون فيك حاجه ومخبي عليا ..
ضحك عمار مره اخري مجيبا:
- لا متخافش يا اخويا سليم ، بس زي ما تقول كده مفيش واحده تستاهل أن عمار باشا المصري ينام معاها أو حتي يحضنها أو يبوسها ..
ضحك داغر أيضا ساخرا:
- يا حراااام ! .. ده انت حالتك صعبه أوي .. ولا واحده خااالص !!
هزأ عمار رأسه نافيا :
- ولا واحده شفتها تستاهل لمسه حتي ..
ثم فرد ذراعه حول كتفيه ناصحا :
- شوف يا عمار يا ابني ، انت فاهم الموضوع غلط ، أنا مش بقولك اتجوزهم ، دول مجرد وسيله مش اكتر تبسطك ، أداه بتطلع متعه من جواك وبعد كده ولا كأنك تعرفها .. يلا بقه تعالي معايا وأوعدك اني هغير فكرتك دي نهائي ..
عمار بضحك ونفي قائلا :
- ريح نفسك وفكك مني ، يوم ما هعمل كده أو أقرر احضن واحده هتكون هي أول واحد أنا ألمسها ويكون جوايا مشاعر من ناحيتها ، جو الشمال والنسوان الرخيصه ده مش سكتي ، وطالما مفيش واحده شايف انها تستاهل كده وان كلهم شمال يبقي اوعدك اني هموت من غير ما المس واحده .. سميها بقه تخلف سميها اني واحد متكبر مغرور سميها زي ما تسميها بس ده مبدأئي ..
هز داغر رأسه في خيبه أمل:
- مفيش فايده !! .. خليك كده موت وانت لسه متمتعتش بكل حاجه ..
- معلش دماغي مريحاني ، روح انت للنسوان بتاعتك ..
أشار إليه داغر بأصبعه محذرا:
- لا حاسب انا مفيش حد بتاعي ، هما اللي بيترموا تحت رجلي واللي تفوز بقه ..
قطع حديثم دخول اللواء نزيه هاتفا :
- ها يا عمار ! فكرت !؟ ..
هز عمار كتفيه بلا مبالاه مجيبا:
- فكرت في ايه !؟ ، أنا قراري خدته قلتهولك من بدري , انت تعرف عني اني عمري رجعت في كلامي !؟
قبل أن يجيبه اللواء نزيه حتي تدخل داغر مرددا :
- نزيه بيه ! معلش أنا حابب اتكلم معاك في موضوع ..
*****************************************
ما أن وصل الي الفندق حتي احضر ذلك العامل الذي كان معه في الليله الماضيه ، والذي أنكر وبشده سرقته لذلك الهاتف ..
لم يكن علي تهامي إلا أنه ذهب لكاميرات المراقبه ليري ما حدث في تلك الليله قبل أن يقتل أخيه ذلك العامل ..
وذلك لعدم وجود كاميرات داخل الحمامات لم يستطع رؤيه السارق ولكنه رأي شيئا اخر جعله شبه متأكد من الفاعل ..
اسرع الي أخيه سائلا:
- انت عملت ايه في الواد اللي وقع عليك المشروب امبارح!؟
اجابه عزت بتذكر :
- طردته ، ليه !!؟
نظر إليه تهامي نظره ذات مغزي أدركها عزت علي الفور مرددا :
- اه يا ابن الكلللب ..
ثم ضاف صارخا بغضب شديد:
- جيبولي ميتين ام الولد ده ..
في دقائق معدوده حتي تعرف عليه بعض العاملين بالفندق ، حيث أخبروه أن من أحضره هو السيد سمير ، ولا احد يعرفه غيره ..
ما أن علم سمير بأن تهامي وأخيه عزت استعدوه لأمر طارئ حتي دق الخوف قلبه داعيا ربه بأن ينجيه من بين أيديهم ..
وقف أمامهم سمير وقدماه تكاد تحمله من شده الهلع ، نظر إليه تهامي سأئلا:
- انت اللي جايب الواد ده !!؟
ما أن رأي سمير وجه طه حتي شعر بالقلق الشديد والخوف فأجابهم مسرعا:
- ايوه يا بيه ، هو عمل ايه !؟
لم يجيبه تهامي بل نظر في عينيه وقال:
- عايزه في خلال ساعه يكون هنا ..
وقبل أن يجيبه سمير ، تدخل عزت في الحوار مرددا بخبث ودهاء:
- لاء ، لو قلتله ييجي مش هييجي لأنه هيعرف أننا عرفنا ، الواد ده انا اللي هروحله ..
ثم نظر إلي سمير سائلا:
- فين بيته !؟
ردد سمير بخوف شديد وصوت متقطع:
- حاضر يا باشا ،ها .. هوديك ..بي..بيته ، بس هو مش بيكون موجود بالنهار ، مبيرجعش غير بالليل ..
أبتسم عزت في كراهيه :
- وماله .. نستني معاليه بالليل ..
*****************************************
داخل محل زينه ..
اخذت تنظر بدقه الي ذلك الهاتف الذي أثار فضولها بشده ، ذلك التصميم الخاص ، وتلك البرمجه التي صنع بها ..
- انت جايبه منين ده يا طه !؟
أجابها طه بتوتر :
- ده بتاع واحد صاحبي بس هو جايبه من الخليج ، ومعرفش يستخدمه وعايز يبيعه
نظرت إليه زينه بخبث وهي غير مصدقه اطلاقا ما يردف به فأسرع مكملا حديثه:
- أنا عارف أنه غالي وانك مش هتقدري تشتريه ، بس يعني ممكن تقدري تشوفيله بيعه من حد تبعك كده ولا كده انتي زباينك كتير ..
نظرت إليه زينه مره اخري وكأنه تخبره من نظرتها تلك أنه كاذب ، فرددت بثقه :
- سرقت الموبايل ده من مين يا طه !؟
بلع طه ريقه في خوف وسرعان ما أمسك بالهاتف متراجعا :
- بصي خلاص اعتبريني مجبتش حاجه ، انا غلطان اصلا اني جبته ليكي ، انتي كل مره هتشكي فيا كده وتفكريني حرامي ..
أسرعت زينه وقالت:
- لا استني بس ، خلاص هاته هشوفلك بيعه حلوه ليه ولو ملقتش ابقي تعالي خده تاني ودور انت علي حد يشتريه ..
لم تكن زينه تتراجع الا لفضولها فقط لأستكشاف ذلك الهاتف ، حيث دائما ما يثير فصولها حول تلك الأجهزه الغريبه أو المصممه بأوضاع خاصه ، فقط أرادت فحص ذلك الهاتف واستكشاف طريقه برمجته وإلا لم تكن هي زينه شرف الدين !! ..
ولكنها تعرف حق المعرفه أن ذلك الهاتف تمت سرقته من أحد ما له وضعه ..
لذلك سوف تبقي هذا الهاتف معها قليلا وبعد ذلك تفكر ماذا ستفعل به ..
- تمام هعدي عليكي كمان يومين لو ملقتيش حد يشتريه أنا هاخده ..
إجابته زينه بمكر وإيماء:
- اتفقنا ..
وما أن خرج طه من المحل حتي دلف والدها وجلس بجوارها وهو يعطيها بعض السندوتشات ومشروبا غازيا ، ابتسمت له زينه في حب :
- تسلملي يا شروفه ..
ربت عليها شرف الدين في حنان :
- يسلم قلبك يا بنتي ، مقولتليش بقه .. فكرتي في موضوع الدكتور ..
رددت زينه بمرح متصنعه عدم الفهم :
- دكتور ايه بس يا بابا ! .. انت تعبان يا حبيبي سلامتك من كل شر ..
شرف الدين بصرامه :
- زينه !!
دبدبت زينه بقدميها علي الأرض في انفعال :
- يا بابا بقه يوووه ، خليني اكل لازم تسد نفسي علي اكل يعني كل مره !!؟
قال والدها في صدمه :
- اكل ايه اللي اسد نفسك عنه !؟ ، دا انا لو مربي خرتيت مش هياكل قدك
إجابته زينه وهي تقضم قطعه من الطعام :
- احسدني بقه علي الحاجه الحلوه اللي في حياتي ..
- قال يعني الكلام بيفرق معاكي !؟ .. ده أنا بكون لسه متخانق معاكي والاقيكي مخلصه علي اللي في المطبخ كله ..
إجابته زينه وهي تضحك :
- لا يا بابا انت فاهم غلط دي بتبقي تسالي ، أنا كل ما ببقي زعلانه بفضل اكل من الحاجات اللي قدامي لحد ما افك الزعل ، مش احسن ما اكل في نفسي !!؟
ضحك والدها علي جنانها ذلك ، ولكن أردف مره اخري :
- برضه متوهيش الموضوع ، قلتي ايه بخصوص الدكتور !؟
زينه بضيق :
- مش عايزاه يا بابا خلاص رفضاه حلو كده ! ، انا اصلا مبحبش الدكاتره ..
قال والدها بحزن :
- يا بنتي حرام عليكي انا حاسس اني مش باقيلي كتير ونفسي اتطمن عليكي مع اللي يحافظ عليكي ويكون لك سند من بعدي
زينه بغضب وضيق :
- يا بابا بقه مش كل شويه تقولي كده ماخوفنيش عليك ، انا اصلا مش متخيله اني ممكن في يوم من الايام اسيبك أو تكون حياتي من غيرك بالله عليك متتكلمش كده تاني ، وأوعدك إن شاء الله أن المره الجايه هفكر في الموضوع جامد أوي لكن بجد أنا مبحبش الدكاتره ومش موافقه المره دي ..
ردد والدها بيأس:
- لله الأمر من قبل ومن بعد .. براحتك يا زينه بكره تندمي ..
- حاضر يا بابا بكره هصحي بدري أوي عشان الحق اندم قبل الشمس ما تطلع والحق الندم من أوله ..
ضحك والدها مضيفا:
- ماشي يا لمضه ..
ثم انتبه إلي الهاتف الذي أمامها سائلا:
- ايه الموبايل ده بتاع مين !؟
زينه متصنعه عدم الأكتراث:
- ده بتاع طه ، هشوفه كده لو لقيت حد يشتريه ..
- بس انا أول مره اشوف النوع ده !؟
زينه بتوتر لاحظه والدها :
- لا عادي يا بابا ، المهم خليك انت بقه هنا وانا حوريه قالتلي انها جايالي هقعد معاها ، لو في حاجه ابقي ناديلي ..
ثم نهضت وأمسكت بالهاتف وضعته في جيب بنطالها..
ولكن قبل أن تخرج من المحل استوقفها صوت والدها:
- زينه
استدارت له:
- نعم يا بابا ..
والدها بخوف مبهم:
- خلي بالك من نفسك ..
ابتسمت له زينه وطبعت قبله في الهواء مجيئه:
- حاضر وانت كمان ، أوعي حد يعاكسك ..
ابتسم لها والدها بحب وتمتم بعد خروجها في تنهد:
- ربنا يحفظك ويحرصك يا بنتي ويرزقك باللي يحبك ويحافظ عليكي ..
*****************************************
بعد غروب شمس ذلك اليوم وسكون الناس في بيوتهم ..
وبداخل فيلا المصري ، وقف اللواء نزيه أمام عمار في هدوء قائلا:
- مضطر اني امشي ، واجازتك مفتوحه لحين اشعار اخر
أومأ له عمار بإحترام :
- متشكر يا فندم ، واسف علي التجاوزات اللي حصلت مني ..
ربت اللواء نزيه علي كتفه في حنو ، ونظر الي داغر فأومأ له شاكرا ..
ذهب إلي صديقه القبطان مالك وودعه وهو يشد من أزره مره اخري قبل ذهابه وكذلك أخته التي مازالت حزينه علي فقدان ولدها ، فوعدها أن عمار وداغر لن يبقيا جحرا الا ويبحثان بداخله علي ولدها ..
وما أن خرج اللواء نزيه من بيتهم حتي استدار داغر إليه مبتسما :
- اي خدمه يا عم ، عد الجمايل ..
أبتسم عمار في خفوت:
- انت قلتله ايه !؟
أمسك داغر بياقه بدلته في غرور مرددا:
- ملكش دعوه ، يلا بقه اشكرني ..
نظر إليه عمار بأشمئزاز:
- كده كده مكنش هيفرق معايا ايا كان القرار اللي هياخده ..
داغر بضيق مصطنع:
- يا اخي نفسي مره تقدر اللي بعمله عشانك
عمار بدهشه:
- ايه ده انت عملت حاجه عشاني !؟ ..مش شايف يعني ..
داغر بتنهيده:
- مفيش فايده ، المهم مش جاي بقه معايا نعدل المزاج ..
نهض عمار والتقط مفاتيح سيارته وردد خارجا:
- لا مش جاي ، حابب ابقي لوحدي شويه ، سلام ..
اسرع والده يستوقفه:
- رايح فين يا ابني تعالي...
أمسك داغر بكتفه يهدئه :
- سيبه يا عمي أنا عارف هو رايح فين متقلقش عليه ..
نظر والده الي داغر وأمسك به من ذراعيه راجيا :
- داغر ، خلي بالك منه يا ابني ، أنا مش عارف ايه اللي في دماغه بس انا خايف عليه ، انا مبقاش حيلتي غيره ..
أمسك داغر بيد القبطان مالك وربت عليها مرددا :
- أولا انت متوصنيش علي اخويا ، ثانيا ايه محيلتيش غيره دي !؟ .. وانا رحت فين !! .. أنا مش ابنك برضه ولا ايه !؟
أحتضنه القبطان مالك في حنان مجيبا :
- ربنا وحده اللي يعلم يا ابني ، ربنا يحفظكم ويخليكم ليا ..
*****************************************
كانت الساعه الثانيه عشر منتصف الليل ، حيث سكون الليل في تلك المنطقه التي لم يصدر منها صوتا سوي بعض الضفادع التي تتواجد علي بعض برك المياه ..
دلف طه الي منزله بعد يوم طويل للبحث عن عمل آخر ، اغلق باب منزله البسيط وضغط علي مكبس النور وهو مغمض العينين ثم جلس علي اقرب كرسي بجوار الباب ..
فتح عينيه ببطئ وهو يدلك رأسه بيديه ، وما أن نظر أمامه حتي وقعت عيناه علي عم سمير ينظر إليه بهلع
هتف طه بصدمه شديده وخوف أيضا:
- عم سمير !!, انت بتعمل ايه هنا ! ودخلت ازاي اصلا !؟
لم يجيبه العم سمير في حين ظهر عزت من الخلف وهو يجيبه بدلا منه :
- طه ! تصدق ليك وحشه ..
وعلي الجانب الأخر في منزل شرف الدين ..
بعدما ذهبت حوريه من منزل زينه لتري تلك المعضله التي أوقعها بها والدها ، جلست زينه أمام المكتب الخاص بها وهي تحاول اختراق ذلك الهاتف ، وجدت صعوبه كبيره في بادئ الأمر لمعرفه طريقه برمجته لدرجه انها كادت أن تيأس وما أن توصلت إليها حتي اخذت تصرخ مهلله بفرح واعجاب بنفسها :
- يبااا دا انا زينه شرف الدين يبااا مفيش حاجه تصعب عليا ، هاتوا اخركم معايا يا شويه هكرز اسم بس وفعل مفيش ...
اخذت تفحص جميع محتوياته ، معجبه جدا بطريقه برمجته وتصميمه من أصغرهم لأكبرهم ..
ولكن سرعان ما تحولت إعجابها ذلك إلي صدمه كبيره حينما رأت بعض التسجيلات لمتفجرات واجهزه صغيره وبعض الأسلحه المخيفه ، ومقاطع اخري بلغات مختلفه ورجال بزي غريب مخيف ، أدركت علي الفور لماذا صمم ذلك الهاتف بتلك التقنيات الخاصه .. انتخابها خوف شديد ورهبه حوله ولأول مره تندم علي فضولها واقتحامها لأشياء لا تخصها ..
وقع بصرها علي اخر فيديو تم تسجيله علي هذا الهاتف حيث ظهر من اللقطات السريعه التي يتم عرضها أنه لا يشبه البقيه ..
فأسرعت بالضغط عليه لتري ما به هو أيضا ..
أما في منزل طه البسيط ..
اخذ طه يسعل بشده بعدما كادت أن تدخل الدماء لرئتيه ، نهض بضعف شديد وجسد مرتجف وهو يرمق عزت بأحتقار شديد بعدما ابرحوه ضربا عنيفا
تقدم عزت أمامه وأمسك به من صدغه بقرف قائلا:
- لحد دلوقت مش قادر اصدق ان حته كلب زيك قدر يسرقني في مكاني ..
ضربه عزت لكمه قويه اخري طرحته أرضا في ألم شديد ، بينما ركله عزت مره اخري ناطقا:
- مش أنا قلت لك يلاا أنا لو لمحت طيفك تاني هيبقي اخر يوم في عمرك ..
ردد طه بضعف شديد وغل مدافعا عن كرامته :
- انت فاكر نفسك مين !.. انت اشتريتنا بفلوسك !.. البلد فيها قانون وهييجي اللي يوقفك عند حدك ..
هبط عزت لمستواه وأمسك به من شعره بغضب وشر :
- أنا هنا القانون يا ***** ، ومفيش حد يقدر يقدر يقرب من أسم أبو الدهب ، اللي بيقرب منهم بينمحي من علي وش الأرض بعد ما يروح جهنم اللي أنا هبعتك ليها وتشوفها بعينك بس بعد ما تقولي في الموبايل ..
ضحك طه بضعف شديد وسخريه :
- طالما كده ميت وكده ميت ، اقولك ليه بقه علي مكان الموبايل ، ابقي تعاليلالي في جهنم بقه واسألني هو فين يمكن ابقي اجاوبك ..
خرج رجاله من الغرفه الداخليه الوحيده بذلك البيت يخبرونه بأنهم لم يجدوا الهاتف بها ..
ضحك طه متهكما :
- مش قلت لك مش هتلاقيه ومهما دورت برضه مستحيل تعرف هو فين ..
نظر إليه العم سمير راجيا بخوف:
- قولهم يا ابني وديته فين ، أنا حذرتك يا طه قلتلك الناس دي مبترحمش ..
ما أن استمع طه إليه حتي نظر الي عزت مره اخري قائلا:
- هقولك هو فين بس متقتلنيش ، غير كده مش هفتح بوقي ..
اطرق عزت مفكرا بخبث قبل أن يجيبه مبتسما:
- حاضر ، اخد الموبايل ووعد مني مش هلمسك ..
ارتاح قلب طه قليلا بعض الشئ وأخذ يحرك جسده بضعف شديد حتي نهض بقوته البسيطه متجها الي منزل زينه وخلفه عزت وبعض رجاله ..
ولكن لفت انتباهه بأن المحل الخاص بهم مازال مفتوحا ، علي الرغم من تأخر الليل وأنه ليس من الممكن أن يظل أحدا متيقظا الي هذا الوقت ..
ظن أن زينه مازالت بالمحل لديها بعض الأعمال كما كانت تفعل احيانا ، فقرر الذهاب الي المحل بدلا من المنزل..
في منزل زينه ..
كانت زينه تبكي علي ما تعرضت إليه تلك الفتاه ، منذ أن رأتها وهي تحاول تذكر هويتها ! ، شعور قوي بداخلها يخبرها أنها رأتها من قبل ..
شاهدت زينه بالمقطع الأول تلك الفتاه وهي تصرخ مستنجده بأسم شخص يدعي (حسام ) وتضع يديها علي بطنها تاره وعلي قلبها تاره اخري ..
والذي قطع نياط قلبها أكثر واكثر رؤيتها لذلك المقطع المحذوف حيث وجدت به تلك الفتاه مره اخري ولكن بثياب مقطعه ، ويديها مقيدتان بسلاسل حديديه وكذلك قدميها وجسدها يرتعش بشده وهي لم تستطع ملاحقه أنفاسها مع ذلك الضرب المبرح التي كانت تتعرض إليه ..
كادت دقات قلب زينه أن تقف وهي تري ذلك المشهد ، كانت تبكي دما بحراره وخوف عليها وهي تري ارتعاش جسدها حتي ارتخت قدميها ومال رأسها لأسفل ولم تصدر أي حركه ..
تقدم أحدي الرجال إليها ليفحص نبضها حتي قال " دي ماتت يا باشا "
صرخت زينه بشده وحزن شديد عليها وانطلقت دموعها كالشلال علي تلك التي لم تقرب لها بصله ..
ولم تكد تحيد عينيها عن الهاتف حتي ظهر عزت وهو يلقي بالكرباج من يديه متصنعا الأسي الشديد " يا خساره مستحملتش ، أرموها علي اقرب طريق زراعي "
اخذت زينه تنظر إليه بأحتقار شديد وغضب :
- يا أبن الكلب ، يا أبن الكلب ، أنا هفضحك وهوديك في داهيه ..
ثم وضعت الهاتف بجيب بنطالها وقررت النزول الي والدها بالأسفل وأخباره كافه الحقيقه حول هذا الهاتف وما وجدته عليه ..
أما بالأسفل داخل المحل
كان بعض الرجال ممسكين بوالد زينه والأخرين بطه الذي كان بالكاد يقف علي قدميه ..
صرخ طه بالحاج شرف الدين :
- ما تقولهم يا عم فين الموبايل اللي أنا مديه لزينه الصبح ..
كان الحاج شرف الدين يقف والخوف يتراقص بقلبه ، ليس خوفا علي نفسه بل علي ابنته الوحيده ، خوفا من أن يمسها سوءا علي يد اولائك الأوغاد الذي لم تعرف الرحمه طريق لهم .. منذ أن رأي طه يدلف المحل بهيئته تلك وخلفه تلك الذئاب البشريه حتي تمكن الهلع والخوف بأوصاله ..
وتمكن منه أكثر ليرتجف جسده علي أثره حينما سأله علي الهاتف الذي رآه مع ابنته في صباح هذا اليوم ..
ردد شرف الدين في صرامه مؤكدا :
- قلت لك الموبايل ده انا خدته وضاع مني وبنتي مش هنا ، سافرت عند خالتها الفيوم ..
نظر إليه طه وقد جال بخاطره أمرا أخر فردد بخوف :
- أوعي تكون زينه فتحت الموبايل ولا شافت حاجه من عليه عشان كده خايف تقولنا هي فين ..
اسرع شرف الدين يجيبه صارخا بوجهه بضيق وغضب شدي وخوف علي ابنته:
- لاااااااا ، بنتي معملتش حاجه وملهاش دعوه ، أنا اللي ضيعت الموبايل وهي مش هنا !!
نهض عزت بغضب وهو ينظر الي شرف الدين مرددا بغيظ وكراهيه:
- مش انت اللي ضيعت الموبايل وفرحان اوي يا حيلتها ..
رفع مسدسه بوجهه وهو يطلق النار بصدره ببرود قائلا :
- يبقي حياتك أقل حاجه اخدها تمنه ..
ثم استدار موجها بصره الي طه الذي وقع قلبه في قدميه من شده الخوف والهلع مرددا ببلاهه سريعا:
- انت وعدتني ، انت قلتلي مش هلمسك انت وعدتني، أوعي تقتلني ، انت وعدتني ..
نظر إليه عزت شذرا في تهكم:
- أنا وعدتك مش هلمسك لما اخد الموبايل ، وانا مخدتوش ..
اجابه طه مسرعا بهلع:
- شرف بيكدب ، هو قال كده عشان خايف علي بنته ، هي هتلاقيها فوق في بيتهم ومعاها الموبايل صدقني أنا متأكد ، متقتلنيش أرجوك ..
أبتسم عزت ساخرا في شر:
- حاضر ، مش هلمسك زي ما وعدتك ..
أنزل مسدسه أرضا فأطمئن قلب طه قليلا ولكن لم يكد يلتقط أنفاسه في اطمئنان حتي رأي عزت يشير لأحد رجاله والذي اسرع ورفع سلاحه علي وجه طه وفجره بطلقه واحده فسقط أرضا ..
أشار عزت لرجاله بأتباعه صاعدين الي الأعلي حيثما توجد زينه بمنزلها ..
*****************************************
فتحت زينه الباب الخلفي للمحل حيث ما نزلت ، وذلك لأنه الذي يصل بين غرفتها وبين المحل مباشره من الخلف ..
ما أن خطت زينه بقدمها داخل المحل حتي وقعت عينيها علي طه وهو غارقا بدمائه ..
لم تلبث زينه أن تشعر بالصدمه حتي استمعت لصوت ضعيف ينادي بأسمها والذي لم يكن سوي والدها ..
أسرعت زينه بقدم تكاد تحملها من شده الخوف والقلق ، نظرت زينه الي والدها بصدمه شديده غير مصدقه ما تراه بعينيها وهي تردد في لهفه شديده وهي تري دمائه :
- بابا !! .. بابا في ايه !؟ ، بابا مالك .. بابا قوم يا بابا ..
وضعت زينه اذنها علي قلبه لتستمع الي نبضات قلبه غير مباليه بيديها ووجهها الذين تشبعوا من دمائه ..
- اهر..بي يا زيي..نه
زينه ببكاء حار وهي تقف أمامه وهي تشعر بأنها تحلم :
- اهرب فين يا بابا !! .. مين عمل فيك كده ؟؟ بابا رد عليا قولي انك كويس ..
لم يجيبها والدها فأخذت تحمله بكل قوتها كي تعدل من جلسته كب تري ما به وما أن فعلت ذلك حتي ردد والدها وهو يلتقط أنفاسه الاخيره :
- امشي يا بنتي ابع..دي .. اهر..بي ..
نظرت إليه زينه بصدمه قويه وقلبها يكاد يتوقف حينما رأته يغمض عينيه فرددت صارخه :
- باااابااااااا .. رد علياااا ..
ثم نهضت مسرعه تهتف بلا وعي :
- دكتور .. هجيب الدكتور ... ايوه هو هيطمني عليك .. ايوه هجيبه ..
ثم خرجت مسرعه من المحل ولكن لم تكن تبتعد كثيرا عنهم حتي استمعت لأصوات تأتي من المحل خلفها ..
ما أن استمع عزت ورجاله بالأعلي الي صوت الصراخ حتي تركوا المنزل مسرعين الي الأسفل ، صدم عزت حينما رأي الرجل يجلس بعدما كان طريح الأرض ، نظر إلي خارج المحل فوجد فتاه لم يستطع التعرف علي ملامحها جيدا حيث كانت تقف في الظلام ..
بينما زينه ما أن رأته حتي فرغت فاها واتسع بؤبؤ عينيها من شده الصدمه والخوف معا ..
أمر عزت رجاله :
- هاتوها ...
انطلق اثنين من رجاله خلفها واثنين آخرين كل منهم من جهه بحيث يلتفو حولها من كل الجهات ولم تبقي لديها الفرصه للهرب ..
ما أن رأته زينه يأمر رجاله فأنطلقت تعدوا مسرعه بأقصي قوتها ، لم تري أمامها شيئا من شده الظلام أمامها علي استثناء ضوء طفيف للقمر ، تعثرت قدماها أكثر من مره ولكن لم تمنعها من العدو بتلك القوه التي خلقت بها من حيث لا تدري ..
لم تنظر زينه خلفها أبدا ، اخذت تعدو وتعدو وقلبها يكاد يخرج من قفصه الصدري ، لم تشعر بالحذاء الذي فقدته ولا بقدمها التي أمتلئت بالجروح البالغه ولا بالدماء التي كانت تطبع الأرض اثر خطواتها ..
كل ما يشغل تفكيرها في تلك اللحظه أن لا يلحق بها أولائك الرجال ..
وفجأه شعرت بقوه كبيره تصتدم بها وتمنعها من الجري ، وما أن توقفت حتي اصتدم رأسها بشئ صلب جعلها تفقد توازنها ، نظرت بقوتها الضعيفه المتبقيه الي ذلك الشئ وهمست بكلمه غير مسموعه ثم أغمضت عينيها في سلام تام ....
ولحد هنا والحلقه خلصت .. وهو سؤال واحد بس
تفتكروا ايه اللي حصل !!؟ عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية