رواية رحله غير سارة الفصل الثالث 3 - بقلم منة سلطان

 رواية رحله غير سارة الفصل الثالث 3 - بقلم منة سلطان

_ده...ده زي ما تكون حاجة كبيرة بتقرب مننا!!.
بصلى بإستخفاف قبل ما يرد:
_بطلي هزار يا شيماء ،حاجة إيه دي اللي بتقرب مننا !.
اتنهدت بضيق بسبب عدم تصديقه للي بقوله ولما حسيت الصوت بيقرب مع نظراته اللي بتغيظني أكتر شاورتله بعصبية:
_جرب تسكت كده وحاول تسمع..
سكت فعلا رغم ضيقه من طريقتي بس مفيش ثواني ولقيت عينه بتوسع وهو بينط من على الشجرة وبيهمسلي:
_دي طلعت حقيقة!!
بصيت قدامنا برعب والصوت كل مدى عمال يزيد فهزني بعنف وهو بيقول:
_أنتِ لسة هتنحي يلا بسرعة عشان نجري.
جيت أجري إتفاجئت برجلي غرزت في الأرض مش عارفة ازاي فبصيتله بدموع وأنا بقول:
_لحظة واحدة، رجلي؟!
كان عمال يتلفت حواليه ولما سمعني شاورلي بنفاذ صبر وقال:
_طيب حاولي تخرجيها بسرعة مفيش وقت.
_مش عارفة، تعالَ ساعدني. 
قولت كده لما اتفاجئت بيها بتغرز أكتر، ومصطفى تقريبًا كده اتغاظ لكنه قرب من مكاني مضطر وحاولي يخرجني منه أثناء تمتمته:
_دي أول واخر مرة افكر اعمل مغامرة في حياتي تاني،ده لو كان فيه وقت أفكر أعمل فيه حاجة تانية. 
ضربت كتفه وأنا بصرخ فيه:
_احنا في إيه ولا إيه دلوقتي!، ممكن تساعدني وتبطل تندب كتير.
وقف وهو بيشاور على نفسه بإستنكار :
_أنا اللي بندب دلوقتي مش كده!.
مردتش عليه لان كان الصوت قرب تمامًا لدرجة إني شوفت خيالات فصرخت فيه برعب:
_بسرعة...
الصوت فجاة هدي فلقيت مُصطفى بيبص وراه بصدمة وبيعلق:
_إيه ده !.
حاولت أشوف إيه اللي سببله الصدمة دي فبصيت وراه عشان أتفاجئ أنا كمان وأعلق:
_سنجاب!!!!!
سكتت لثواني وأنا براقب السنحاب اللي عمال يتنطط ولا كأنه سببلنا كل الرعب ده وكملت:
_كل الرُعب ده عشان في الآخر يطلع سنجاب!!!
_ربنا يهديكي على الكفتة اللي في دماغك.
قال كلامه بعد ما نجح أنه يخرجني فزقيته وأنا بتكلم بعصبية:
_وسع كده...
وسعلي فعلا وهو بيبصلي بعدم فهم وأنا كملت بعصبية وغل:
_اخر مرة هقولهالك ملكش دعوة بيا، من هنا لحد ما ربنا ينجينا ومنشوفش وش بعض مش عايزة ألمحك بتتكلم معايا.
إبتسم ورد:
_اوي اوي، بس كده عينيا.
_بارد. 
_ايوة أنا اللي بارد دلوقتي، علقي بقى على المصيبة الجديدة وحطي اسمي عليها، ما أنا اللي تفص وهمي على بطني.
بصيتله بدموع وقولت قبل ما انسحب بحزن:
_لسة على كلامنا، متكلمنيش تاني.
سبته وجريت على مكان الخيمة احبس نفسي جواها وأنا بتمتم بدموع وحزن بعد كلامه:
_انسان واطي وحقير وشايف نفسه و...ومُستفز. 
فضلت في الخيمة شوية عمالة اعيط بسبب الخوف وشوية بسبب كلامه وطريقته اللي كل شوية يكلمني بيها، لحد ما انتبهت على صوته اللي جاي من برا الخيمة وهو بيقول:
_شــــيـــمـــاء؟؟؟!
تجاهلت ندائه عن قصد، فإتنهد هو ورجع قال:
_شيماء على فكرة أنا بندهلك، ممكن تردي عليا!.
رديت بغضب وأنا بتعامل بنفس طريقته:
_آنسة شيماء..
_نعم؟!!
_اسمي آنسة شيماء، متحاولش تشيل الالقاب اللي بينا يا أستاذ مُصطفى!
علق بذهول:
_أستاذ مُصطفى!!
_أيوة.
ضحك ورد:
_عندي استفسار بس معلشي، هي مش الالقاب دي اللي حضرتك شيلتيها من اول ما شوفنا بعض يا آنسة شيماء ؟!
بلعت ريقي بإحراج وأنا بحمد ربنا أنه مش شايف منظري دلوقتي ورديت:
_محصلش، وكمان مش فاكرة إني سبق واتكلمت مع حضرتك بطريقة غير رسمية قبل كده!.
ضحك تاني:
_طب افتحي واللي انكسر يتصلح.
اتكلمت بإصرار:
_مش هفتح وزي ما قولتلك محدش فينا هيبقى له علاقة بالتاني بعد كده.
_يعني مش هنتكلم تاني بجد!!
_هيبقى أفضل، اه وحاجة أخيرة..
_اتفضلي. 
إبتسمت بخبث قبل ما اتكلم بتشفي:
_سندوتشاتي متحلمش اديك منها حاجة بعد كده.
وصلني جوابه واللي كان واضح عليه السخرية:
_بقى أنتِ يا آنسة شيماء يطلع منك القسوة دي؟!
ضحكت بسخرية:
_أنتَ اللي وصلتني للمرحلة دي..
اتنهد بقلة حيلة قبل ما يرد بهدوء:
_طب خلاص معلشي أنا آسف.
انتفضت في مكاني بعد ما سمعت جملته وبعد ما استوعبتها سألته بصدمة:
_أنتَ قولت إيه ؟!
_لا أنا قولتها مرة واحدة ومش هكررها تاني.
_بقى كده!، طب خلاص احنا لسة زي ما احنا. 
اتكلمت بتهديد وهو بسرعة قال:
_خلاص يا ستي أنا آسف عارف إني زودتها بس حقيقي مكنتش أقصد، حلو كده ولا أعيد من الاول؟!
ابتسمت بفرحة قبل ما افتح الخيمة وأقوله بهمس:
_خلاص سماح المرة دي .
إبتسم بسمة جانبية وفاجئني:
_هاتيلي ماية اشرب بقى؛ عشان الماية اللي معايا خلصت.
برقت بصدمة وعلقت:
_كنت عارفة من البداية انك عملت كده عشان مصلحتك.
_يا ستي بهزر معاكي خلاص متحسسنيش إني مادي ومصلحجي اوي كده.
بصيتله بضيق بس كالعادة اتغلبت طيبة قلبي عليا وخرجتله ازازة الماية وأنا بعطيهاله قولت:
_خُد اشرب.
بصلي لثواني بلا ردة فعل وأنا علقت بإستيعاب:
_يعني أكيد مش عشان خاطرك مثلا ولا عشان لسانك بينقط سُكر، أنا بعمل كده عشان خاطر لو مُت من العطش مشيلش ذنبك.
ضحك وقال:
_لا وقولتي جملة مناسبة بصراحة أنها تتقال دلوقتي. 
بلعت ريقي بحرج وقعدت جنبه على الأرض وسكتنا احنا الاتنين ولما الجو خلاص ضلم خرج موبايله وشغل الفلاش وأنا كنت براقب كل ده بخوف قبل ما اتكلم:
_معقولة كل ده محدش خد باله من اختفائنا؟!
جاوب بهدوء:
_أكيد لا، بس موضوع أنهم يدوروا علينا هياخد شوية وقت.
_ياريت يوصلوا بسرعة، عشان أنا مستحيل انام في الغابة .
بصلي بإستنكار وعلق:
_لما أنتِ جبانة وبتخافي كده؟، إيه اللي خلاكي تعملي مغامرة زي دي؟!
نفخت بضجر قبل ما أرد بسخرية:
_هو أنتِ لو اتكلمت بذوق واحترام هيحصل حاجة يعني؟!
رد ببساطة:
_متعودتش اكلم بنات أصلًا، عشان آخد بالي من الطريقة اللي المفروض أتعامل بيها معاهم.
هزيت رأسي بتفهم، وسكتت للحظات وبعدها اتكلمت بنبرة تميل للهمس:
_أنا عملت كده عشان حسيت اني حياتي فارغة وملهاش أي لازمة فحبيت اعمل حاجة 
تحسسني اني عايشة مش مجرد رقم من ١٠٠ مليون.
سأل بصدمة:
_وأول ما تجربي، تجربي حاجة خطيرة زي دي !
بصيتله بسخرية:
_على الأقل مكنتش لوحدي اللي غامرت.
شاور على نفسه بغرور وقال؛
_طب أنا على الأقل راجل ومش هخاف لو نِمت لوحدي هنا، أو لو قابلني سنجاب هنا!
بصيتله لثواني قبل ما أرد بنبرة أقرب للهجوم:
_أنا مخوفتش من السنجاب .
ضحك وهو بيهز رأسه بخفة وحسيت انه مش مصدقني بس كل ده مجذبش انتباهي قد لما لقيته بيخرج جوزة الهند من ورا ضهره وبيمدهالي وهو بيقول:
_طب اتفضلي دي نسيتيها.
ابتسمت بلهفة وعدم تصديق وأنا ببصله:
_أنتَ جبتها عشاني بجد؟!!
رد بتهرب وهو بيبص بعيد:
_لا مش بالظبط، أنا لقيتها على الأرض قولت اجيبها عادي يعني.
ضحكت على منظره:
_عمومًا شكرًا..
قاطعني لما لقيته بيبصلي بتحذير وبيقول:
_ثانية واحدة!!، فيه صوت حد بيقرب ...وبيتكلم!!
فتحت عيني بصدمة؟!، معقول حد جه عشان ينقذنا ، فضلت على الحال ده لثواني قبل ما اتفاجئ أنا وهو بصوت جاي من ورانا وهو بينادي عليه بلهفة:
_مُصطفىٰ؟!

•تابع الفصل التالي "رواية رحله غير سارة" اضغط على اسم الرواية

تعليقات