رواية كالنار والنار الفصل الثالث 3 - بقلم ولاء عمر
ــ وأمك تعيش معايا دور مرات أبو سندريلا
ضحكت على وكستنا وإن محدش اتضرر غيرنا .
ــ هم يبكي، وهم يبكي برضوا بس إحنا بنحاول نعمل منه كوميديا سوداء.
ــ إتعورتي إزاي؟
حكيت ليه كل اللي حصل وحتى الأستاذ أبو سيجارة.
ــ هو شهم وجدع وكل حاجة بس خليكي حاطة حدود يا ثرثر علشان مكسرش رقبتك.
ــ تكسر رقبة مين يا أبو الفوارس دا أنا كنت قربت أخد الحزام الأسود في الكاراتيه.. وبعدين متخفش أختك بـ 100 راجل فـ إتطمن، اللي يفكر يستظرف هزعله، وأنا أصلاً مبحبش الجو دا.
ــ جدعة ثرثر حبيبتي، يلا روحي نامي .
قفلت معاه ونمت بالفعل.
صحيت بالليل متأخر صليت الفروض اللي فاتتني وكلت وبعدين طلعت أقعد على السطح.
شغلت فيلم وقعدت أسمعه، مليت فوقفته وبعدين قعدت أتفرج على شكل النجوم في السماء.
أنا حد بيحب السماء بدرجة لا توصف، ومؤخراً عرفت إن النظر ليها وتأملها سنة.
نمت على نفسي وصحيت على صوت أذان الفجر.
نزلت صليت وبعدها روحت لبست.
نزلت من البيت وأنا قاصدة إني أنزل أتمشى.
رجلي جابتني للنادي اللي بروحه كل مرة.
وقفت عند السور اللي فاصل الأرض اللي واقفة عليها والنيل وفضلت سرحانة وساكتة، مش سامعة غير صوت الموج وصوت المية رايحة جاية.
ــ مش المفروض التعبان يرقد في سريره، ولا أنتِ مبتتعبيش؟
خدت نفس عميق.. بحاول ما اتعصبش وأكون هادية.
ــ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ما تهمد بقى يا جدع أنتِ زهقتني وحياة ربنا،، أنت طالع لي في البخت يعني؟!!
ــ وأنا جيت جنبك يا بت أنتِ ؟!
ــ بت! أما إنك إنسان بيئة صحيح!
ــ صباح الخير واسكتي علشان معنديش خلُق لأي حاجة.
ــ صباح النور.
بِعدت بالفعل وروحت جيبت شاي وبسكوت وقعدت أفطر وبعدها مشيت للمدرسة .
ــ أستاذة ثريا.
بصيت للمديرة اللي برضوا بتنادي عليا حتى وأنا مش متأخرة.
شاورت لي أقرب فقربت لها.
ــ سبحان الله طلعتي ينفع تيجي بدري زي الناس!
ــ صباح النور يا ميس أُلفت، قولت أما اجي أنوكم، دا من بعد نور حضرتك طبعًا.
خلصت وروحت السنتر علشان الدروس اللي عندي، كان يوم خفيف الحمد لله.
لقيت صاحبتي بترن عليا علشان أروح لها.
روحت لها المستشفى.
ــ مكانش لازم يعني تشوحي بإيدك كدا وتقولي هشتغل دكتورة يعني هشتغل دكتورة.
ــ لاء وشوحت لهم بإيدي كدا.
ــ طيب يا دكترة خودي غيري لي على الجرح .
ــ جرح إيه بطلي هزار يا ثريا أنا مبحبش كدا.
ــ ومين قال إني بهزر؟
رفعت الكُم فظهر الغيار اللي على الجرح.
ــ يا نهار اسوح حصل إزاي دا؟
ــ غيري بس وبعدها هبقى أحكي لك اللي حصل.
بعد وقت شوفته داخل المستشفى ومهموم.
بصيت عليه وهو داخل فسألتني صاحبتي:
ــ أنتِ تعرفيه؟
ــ بيشتغل في نفس المدرسة اللي بشتغل فيها، لسة جديد فيها... بس يعني هو ليه حد هنا؟
هزت رأسها وقالت:
ــ باباه من فترة عمل حادثة وكان في ارتجاج في المخ وهو حالياً في غيبوبة، أو شِبه ميـ.ـت لأن عقله واقف وقلبه لسة بينبض، يعتبر ميت اكلينيكياً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخلت عنده وبمجرد ما دخلت خلاص دموعي عرفت مجراها، قربت منه وقعدت على الكرسي اللي جنب سريره، سندت رأسي.
ــ إزاي الدنيا قاسية كدا! الاختبار صعب المرة دي والله، الحياة من غيرك صعبة، أنت كنت معايا في كل خطوة، أنا مسنود بيك ومن غيرك ضهري مكسور، أنت صاحبي قبل ما تكون أبويا.
هو كان كويس، مكنش تعبان ولا حاجة، خرج لشغله وهو راجع العربية عملت حادثة وهو من اللي إتصابوا.
كفوف الدنيا كفيلة تديك على وشك في لحظة، موازينها ممكن تخسفك من مكانك، الحِمل فجأة يتقل عليك لدرجة تخليك حاسس إ ن ضهرك إتقطم.
مفيش إحساس في الدنيا يضاهي إحساس الهزيمة اللي أنا حاسس بيه دلوقتي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
روحت وكانت عمتي عندنا، استغربت لأن هي أصلاً مبشوفهاش عندنا.
ــ سلمي يا بت على عمتك .
سلمت عليها وكان في وِد غريب منها وسلام بعشم مش مرتاحة له.
قالت مرات أبويا:
ــ عمتك طالبة إيدك لإبنها عماد.
قومت من مكاني وأنا بعترض:
ــ وأنا مش موافقة .
قالت عمتي:
ــ مش كفاية إننا قولنا نشوف الأقرب وبأقنع ابني بالعافية يوافق عليكي، هو مهندس قد الدنيا.
ــ والله يا عمتو مكنتيش تعبتي نفسك كدا، أنا أصلاً مش هوافق على ابنك اللي طالعة بيه السما دا، يعني لا شكل ولا منظر أستغفر الله يعني كلها خلقة ربنا بس يعني إيه يعني مهندس يعني؟
ــ قد الدنيا.
ــ عليه وعلى الدينا، أنا عايزة أبعد عن العيلة اللي محدش فيها طايق نفس للتاني دي.
الموضوع كان على هوا مرات أبويا علشان هي عايزاني أعيش عمري اخدمها بس دا بعينها.
ردت هي على عمتي بأريحية:
ــ ما خلاص يا إعتماد، ما البت قالت مشهموافقة وإحنا منقدرش نجبرها على حاجة وبالذات الجواز يا أختي، آه دي حاجة مش بالغصب دا هتعيش معاه عمرها كله.
ياه على كم النضج اللي عندك يا مرات أبويا ياه دا أنا ممكن أعيط من كتره.
دخلت وسيبتهم يتصافوا مع بعض.
كنت فاهمة غرض عمتي وهو إنها عايزة تستغلني علشان ابنها يشتغل مع بابا، هه متعرفش إني هموت وأطلع من تحت إيدهم.
أو تعرف !
بس متعرفش إني بصرف على نفسي،
إن محدش بيدفع لي قرش
إن الود ودهم يأخدوا أي قرش بعمله بس على مين
مش أنا اللي أديهم تعبي على الجاهز دا أنا شيلاه في البنك.
خلصت أي حاجة المفروض بعملها بعد أما أرجع وقعدت أصحح الإمتحانات والكراريس بتاعة الطلبة .
" يعني إيه محمد على دا يبقى ابن عمتك؟! دا أنا حتى شارحة وقايلة إنه مؤسس الدولة الحديثة".
مسكت ورقة تاني
" لاء معرفش الحملة الفرنسية دي أنا أعرف العطور الفرنسية."
يا خفيف، يا أبو دم خفيف، مين ضاحك عليك أنت ومفهمك إن دمك خفيف بالله!!
ورقة تانية كانت فيها إكتاشف طريق رأس الرجاء الصالح فواحدة ردت وقالت:
" يعني يأخدوا رأس واحدة اسمها رجاء ويسموا الطريق على اسمها؟ هي سايبة؟!"
لاء، لاء خالص، مش سايبة خالص، دا أنا هطق منكم من الشرح اللي راح على الأرض دا الله يهديكم أو يهدكم يا بُعدة هطق منكم .
تاني يوم دخلت الفصل وأنا ماسكة الورق، رميت السلام ومسكت الورق وأنا بقرأ عليهم إجاباتهم.
ــ يعني إيه واحدة كاتبة لي" بقى كل الجو اللي عاملة محمد علي والنوش دا وهو طوله مش محصل ال 160 سم!."
كملت بانفعال:
ــ وإحنا مالنا بطوله يا جهاد يا حبيبتي ؟ هو اتقدم لك وأنتِ رفضتيه مثلاً ؟!! وبعدين سايبة المنهج كله باللي فيه ورايحة تبحث لي عن طوله!
كملت قراءة في إجاباتهم الغريبة وبعدين قولت:
ــ أنا هعمل مراجعة دلوقتي وهوقفكم وأسألكم واحد واحد، و وحياة ربنا لو لقيتكم زي الز.فت كدا لـ ليكم حساب معايا.
عملت المراجعة وكانوا بيجاوبوا كلهم كويس.
ــ ولما إنتو بتجاوبوا كويس ومستواكم ز.فت حلو بتجاوبوا كدا علشان تخرجوني عن شعوري وخلاص يعني ؟
خلصت معاهم وطلعت، عدا يومين وأنا مش بشوفه لحد ما لقيت حد من المدرسين بيقول إن والده توفى..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل المؤشرات بتقول إن قلبه وقف، بيحاولوا الدكاترة بقدر الإمكان بجهاز الصدمات بس الجهاز اللي بيظهر نبضات القلب بيصفر وبيدي خط مستقيم.
وقفت متنح من هول الصدمة والمصيبة اللي أنا فيها، شايفهم بيشدوا الملاية البيضة على وشه وأنا واقف مكاني كل ذكرياتي معاه من وأنا عيل لحد قبل الحادثة بتتعادي قدام عيني.
خلصت كل الإجراءات وأنا مش واعي، عقلي رافض يصدق و يستوعب معنى الحدث اللي حصل.
رنيت على إخواتي في البيت أبلغهم وأنا بخلص كل الإجراءات علشان هو كان طالب مني ميتشحططش في المستشفيات لما يموت.
ــ ضهرنا إتكسر يا شادي، سندنا راح.
قربت من أختي اللي كانت منهارة وقعدت أهدي فيها.
ــ رنوا على مدثر حد يعرفه .
إزاي أنا بإيدي هدخله قبره؟ إزاي مش هكون معاه في كل خطوة بعد كدا ولا هيكون معايا؟ يعني أنا إتعريت؟
يعني أنا خسرت أبويا وصاحبي.
بعد أيام العزاء ما خلصوا، والبيت رجع فضي علينا البيت بقى بارد من غيره.
سبحته زي ما هي لسة مكانها على التسريحة كان دايما بيطلب مني اجيبها له علشان بينساها.. جلابيته لسة مسنودة على الكرسي وهي مغسولة ومكوية... حتى طاقيته اللي كان بيحب يلبسها على رأسه،ونضارة القراية بتاعته والمصحف والاستاند بتاع المصحف كلهم جنب بعض في أوضة الجلوس.
ــ يا شادي حرام عليك نفسك قلبك هيقف من كتر السجاير دي.
ــ كريمة محدش ليه دعوة بيا.
ــ يعني إيه محدش ليه دعوة بيك؟! دا أنا أمك يواد.
ــ مرات أبويا.
ــ يا شادي يا ابني أنت ابني قبل أي حاجة، صعبان عليا أشوفك كدا.
ــ وأنا صعبان عليا غيابه طيب، صعبان عليا أحس إن ضهري إتكسر من بعده.
ــ تقوم مموت نفسك بالقرف اللي بتشربه دا؟
#ولاء_عمر
#كالنار_والنار
#الفصل_الثالث
لو وصلت لهنا متنساش تتفاعل وتقول رأيك وتعليقك وتعمل فولو هنا ولاء عمر علشان تشوف كل جديد.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا نَعْلَمُهُ.
صباح أو مساء الخير على حسب الوقت اللي عينكم هتيجي فيه على الكلام دا، أتمنى محدش يأخد الحدوتة كوبي من غير إذني وينشر لأني مش مسامحة، ثانياً وحشتوني وحقكم عليا على الغياب دا بجد
•تابع الفصل التالي "رواية كالنار والنار" اضغط على اسم الرواية