رواية نار الحب والحرب الفصل الثالث 3 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
بقلم / ايمان حجازي
حلقه((3))
داخل منزل شرف الدين والد زينه ..
اصتدمت تلك المجنونه الأخري بزينه وهي تصرخ ببكاء مستنجده بها بعد أن فتحت لها الباب ، لم تلبث زينه أن تهدئ من روعها وتري ما الذي سبب لها تلك الحاله حتي رأت ذلك السكير يلحق بها صعودا علي الدرج وحالته تغني عن أي سؤال ..
أدركت زينه علي الفور أن أمرا جديدا قد طرأ بينهم وكيف لا يحدث شيئا طالما ذلك الرجل مازال علي قيد الحياه !!؟ ..
ما أن رأته حوريه لحق بها الي هنا حتي أسرعت واحتمت بعمها بشرف الدين وهي تبكي:
- الحقني يا عمي هيموتناااي ..
أمسك بها شرف الدين وفرد ذراعه حولها يحميها من والدها مرددا :
- متخافيش يا بنتي مش هيعملك حاجه ، متخافيش ..
ارتجفت حوريه في خوف وهي تجيبه:
- لا والله لو ما سمعت كلامه ونفذت اللي هو عايزه هيقتلني ..
وقف أمامهم (فتحي عبد المعبود) ذلك السكير الخمورجي والد حوريه ، ثيابه مقطعه ، ووجهه غاضب ، ويداه ترتعشان بخفه صارخا بنبره صوت ثقيله :
- ولما انتي خايفه اموتك يا حووريه ، مبتسمعيش كلام ابوكي ليه !!؟
ارتفع صوت حوريه وهي مازالت خلف شرف الدين مشوحه بيديها في اعتراض:
- انت عايز تجوزني غصب عني يا فتحي ، علي جثتي اتجوز الراجل ده ..
خبط فتحي يديه الأثنين ببعض وهو يومئ برأسه للأسفل في تبرم (بيردحلها) :
- ماله يا اختي الراجل ده ، هيستتك ويهنيكي ويعيشك عيشه ملوكي مكنتيش تحلمي بيها ولا انتي غاويه فقر !!؟
أشارت حوريه بيديها في اعتراض وصوت غاضب:
- مش هتجوزه يا فتحي حتي لو هتموتني ، سامعني !!
لم تكد حوريه تكمل حديثها حتي تمكن الغضب من والدها أكثر فأسرع باتجاهها ..
هجم عليه في لحظه ممسكا بها من شعرها وهو يسحبها من خلف شرف الدين علي غفله منه صارخا بصوته الغليظ:
- يبقي تموتي احسن يا بنت الكلب يا فاااجره ..
ثم القي بها تحت قدميه وهو يضربها معنفا :
- أنا هربيكي من الاول عشان تبقي تقولي حقي برقبتي ..
أسرعت زينه وكذلك والدها إليهم لفض ذلك اشتباك والذي سرعان ما تمكنوا منه لضعف جسده وارتعاشه أثر تلك المخدرات التي يتناولها ..
- اهدي يا فتحي وابعد عن البت ،هي صغيره دي عشان تمد ايدك عليها !! ..
قالها شرف الدين والد زينه بعد ما نجح في أبعاده عنها فأمسك به يكتفه بين ذراعيه ، بينما أسرعت حوريه علي الجانب الآخر تحتضن زينه وعينيها لم تتوقف عن البكاء ..
مازال فتحي ينظر إليها في غل وهو يجيبه :
- ولما هي مش صغيره ، بتعصي اوامري ليه !؟
ردت عليه حوريه مسرعه في اعتراض:
- انت عايز تجوزني لواحد ادك يا فتحي !! عايز تجوزني لواحد اكبر مني ب30 سنه ؟
أجابها فتحي في حده وانانيه :
- كبير بس جيبه عمران وهيعيشك ويعيشنا كلنا في عز مكنتيش تحلمي بيه
ثم ارتفع صوته بالزهو والفخر مرددا :
- دا هيدفع لنا 100 الف جنيه وياخدك ..
لطمت حوريه علي ركبتيها في صريخ هاتفه :
- سامع يا عمي شرف ، ابويا بيبيعني ، بيبيعني لواحد عنده خمسين سنه متجوز قبل مني تلاته ، وفوق كل ده ياريته كويس .. دا تاجر مخدرات
الجمت الصدمه كل من زينه ووالدها ونظرا الي فتحي بغضب واستحقار ..
بينما اشاح فتحي بوجهه بعيدا عنهم كي يتلاشي نظراتهم تلك ولكنه لن يتنازل أبدا عن ما بدأ به واخبرهم بأنها سوف تتزوج غصبا عنها مهما كلفه الأمر ...
*****************************************
داخل ڤيلا (المصري) بحي المنيل
صمت وخيم يسيطر علي الجالسين بها ، فبعد أن ألقي عمار جملته واخبرهم بقراره لم ينطق اي منهم بجمله واحده ، فكل منهم يدور بخلده أمره الخاص ..
وضع اللواء نزيه يديه بين رأسه في تفكير عميق ، فهو أكثر من يعرف عمار ، حيث كان متوترا في بادئ الأمر مما قد يحدث مستقبلا وتحديدا بعد ما اصر عمار علي رؤيه جثه أخته ، وها هو قد حدث ما خاف منه ..
أنزل اللواء نزيه يديه واعتدل في جلسته ناظرا الي عمار وتكلم في هدوء :
- انت عارف يا عمار بقرارك ده انت بتعمل في نفسك ايه !؟
التفت إليه عمار وردد في برود وكأن الأمر لا يعنيه :
- عادي ، استقالي من بكره هتكون عند حضرتك ..
ارتفع صوت اللواء نزيه وهو يخبط بيديه فوق بعض في عصبيه :
- هو الموضوع كله موضوع استقاله وبس !!؟
كانت تعابير وجه عمار جاده صارمه وكأنه قد حزم أمره بالفعل فأجابه بجديه :
- بالنسبه لي أنا موضوع استقاله وبس ، أما بالمعلومات اللي عندي ووضعي في البلد وكل دا فأنت عارف كويس مين عمار واني عمري ما اعمل حاجه ممكن تضر بلدي ..
نفض اللواء نزيه ما أمامه وضرب بقدمه في عصبيه حتي أنه كسر كاسات المياه والقهوه الموجوده علي الطاوله ، فنهض واقفا في غضب معنفا:
- يا اخي يلعن ميتين ام دماغك دي ، متستغلش حبي ليك واني دائما واقف معاك ده في صالحك ، انا ممكن ابقي أكبر عدو ليك وأنسفك من علي وش الأرض لو هتعارضني ..
نهض عمار من مكانه وتقدم بأتجاهه ونظر في عينيه بكل جرأه مرددا:
- رجوع دلوقت مش راجع غير لما يجيني ميعاد الحرب ده لو كانت هتقوم اصلا ، عايز تبقي عدوي وتنسفني براحتك اعمل اللي انت عايزه ، انت اكتر واحد عارفني وعارف اني مش باجي بالطريقه دي ..
ثم اقترب منه أكثر وبنبره أكثر جديه :
- عايز تكمل دورك وانك زي والدي وتسيب اجازتي مفتوحه لحد ما تقولي علي معاد الحرب لو قامت وانا لوحدي هجيلك حاضر ، مش عايز براحتك واعتبرني مقدم استقالتي واعتبر بقه نفسك عدوي وشوف عايز تتصرف معايا ازاي ! لكن في الحالتين أنا مش جاي معاك واقعد ادرب الجيش علي أساس ان ده كله ممكن ينسيني ويشغلني عن اللي في بالي وكده
ثم ضيق عينيه وبرم شفتيه في امتعاض ساخر:
- ومتقوليش بقه انت في وضع حساس ، واجازتك صعبه ، وظروف البلد الأمنيه ومش هعرف اخد لك اجازه وبتاع ..
أنا وأنت كويس عارفين انك تقدر تعملها ..
نفخ اللواء نزيه بغض شديد وهو يخبط يديه ببعض مره اخري ناظرا الي والده وهو يشتكي إليه:
- شايف يا مالك ابنك بيعمل ايه !!؟ عقله بدل ما أنا اعقله بطريقتي
رفع القبطان مالك رأسه ناظرا الي عمار قائلا ب رجاء:
- يا ابني حرام عليك انا مبقاش حيلتي غيرك ، انت عايز تقعد ليه ولا بتدور علي ايه !؟
نظر إليه عمار بطرف عينيه ولم يجيبه ، في حين دخل عليهم ( داغر الجبالي ) بطلته المهيبه قائلا:
- في ايه !؟ .. صوتكم جايب اخر الدنيا ليه !؟
نظر إليه اللواء نزيه قائلا بنفاذ صبر وتحذير:
- لو مرجعتش النهارده القاعده وعمار معايا ، صدقني هنسي انه في يوم من الأيام اعتبرته زي ابني ، وتصرفي هيفاجئه .. أنا ماشي ..
التقط اللواء نزيه مفاتيحه ونظر إليهم مره اخري قبل أن يغادر الفيلا ..
وحينما رأت السيده رباب داغر حتي أسرعت إليه في بكاء وخطوات ثقيله ..
رددت برجاء وتوسل:
- قولي يا داغر يا ابني ، عرفت حاجه عن حسام ابني !!؟
*****************************************
- هي فين نوران !؟ .. عايز اشوفها ، مش هعمل اي حاجه من اللي انتو عايزينها غير لما اشوفها قدامي وتمشوها من هنا ..
قالها حسام متلهفا بجسد مرتجف وعقل لا يفكر بشئ سوي زوجته وابنه خاله وحبيبته التي أخذت قسرا من بين يديه ..
سحب عزت كرسي من خلفه ووضعه أمام حسام بغرور وتعالي وهو ينظر إليه ، ثم جلس أمامه ووضع قدما فوق الأخري ناظرا إليه في خبث :
- مراتك في الحفظ والصون ..
ثم حرك يديه وارتسمت علي وجهه علامات التفكير الخبيث مرددا:
- بس تقريبا كده تعبانه ، أو من كتر خوفها مش قادره تتحرك ، معرفش بقه انت أدري بمراتك ..
خفق قلب حسام بقوه وخوف شديد وفرت الدموع من عينيه في قهر مرددا بخفوت:
- مراتي حامل ، وقلبها ضعيف ، أي ضغط عليها ممكن حالتها تسوء .. أرجوك يا عزت بيه محدش يأذيها ، وانا هنفذ لكم اللي انتو عايزينه بس اشوفها الأول وتمشوها من هنا ، أنا اللي غلطان هي ملهاش ذنب ..
اقترب منه عنه فجأه وأمسك بصدغه بقوه وغل مهددا:
- يعني عرفت حجمك فعلا واني ممكن أوديك ورا الشمس انت واللي يتشدد لك ، عرفت أن مراتك تحت ايدي وبحركه واحده مني ممكن اخليك تتحسر عليها باقي عمرك كله ..
أغمض حسام عينيه بعجز ومراره وهو يومأ برأسه لأسفل خاضعا لذلك السادي الحقير
بينما تركه عزت مره اخري ، وأخذ يهندم من قميصه الغارق بدمائه في خبث مرددا في نبرره حنونه ماكره:
- بس برضه انت في يوم من الأيام كنت راجل من رجالتنا والشهاده لله كنت محترم وشاطر وخلال فتره شغلك القصيره طلعت بالشركه لفوق ، بس للأسف انت اللي لعبت بعداد عمرك لما دخلت نفسك في شغل مش شغلك ، وزي ما انت شايف محدش هيدفع تمن الغلطه دي غيرك ..
هز حسام رأسه في استسلام وخضوع :
- حاضر ، بس مراتي الأول ..
جلس عزت مره اخري علي كرسيه وهز رأسه في مكر وحنو خادع :
- عشان انت صعبت عليا ، أنا صورت لك مراتك لما لقيتها مش قادره تتحرك ، ووعد مني لما تمضي علي الورق أنا هجيبهالك هنا واخليك تشوفها وبعد كده همشيها ..
ثم مد يده الي حسام بالفيديو المسجل لزوجته وهي تبكي وتصرخ علي الكرسي مستنجده به وتنادي بأسمه كي ينقذها ، مع كل صرخه كانت تخرج منها كانت تقطع قلب حسام ، شعر بالذل والمهانه والكره والغيظ والقلق والخوف .. والعجز
أصبح عاجزا علي أن يحمي زوجته من هؤلاء الثعالب ..
ففكر أيضا أنهم من الممكن أيضا أن يخدعوه ويرغموه علي توقيع تلك الأوراق وبعدها يقتلون زوجته !!
اطرق حسام مفكرا في ضعف وقهر قبل أن يردد:
- ولو قلت لك اني مش همضي علي حاجه غير لما اشوف مراتي وتمشي من هنا ..
أبتسم عزت بمكر وهو ينهض من علي كرسيه ناهيا الحديث :
- يبقي هتستني عمرك كله بقه ، دا بعد ما اخلص أنا علي مراتك فعلا وانفذ لك اللي انت كنت بتفكر فيه وخايف منه ..
وقبل أن يخرج من باب الغرفه حتي أسرع حسام ينادي عليه برجاء :
- استني استني ، خلاص موافق ..
ثم أكمل ببكاء وعجز وهو لا يفكر سوي بزوجته :
- هات الورق ..
التفت إليه عزت مره اخري بأبتسامه خبيثه هاتفا :
- كده يبقي اتفقنا ..
*****************************************
داخل منزل شرف الدين
اعدت زينه طعام العشاء وذهبت به الي غرفتها فوجدت حوريه مازالت تبكي ، وضعت زينه الطعام علي الطاوله ثم اتجهت الي حوريه تردد بمرح :
- قومي يا بت في ايه ! انتي هتفضلي قاعده زي المطلقين كده ؟
علي الرغم منها ضحكت حوريه ونهضت معها مردده :
- لا وانتي الصادقه ، دا زي اللي جوزها مات في الحرب ..
احتضنتها زينه بحب مردده :
ايوه بقه كده يا صاحبي فك النكد ده مش ناقصه ، عملتلنا بقه فرخه بصينيه بطاطس ايه هتنسيكي فتحي بوز الأخص ده ..
بمجرد ذكر اسمه مره اخري حتي تذكرت ما قاله لها بشأن ذلك الرجل الذي سيبتاعها له حتي امتلأت عينيها بالدموع مره اخري ..
زاد ذلك الأمر إزعاج زينه وحزنها علي صديقتها المقربة ، تعلم أن ما وضعت به أمر صعب ، وتعرف أيضا والدها حق المعرفه ، من اجل المال قد يبيع نفسه أن اضطر لذلك فما بالك بتلك المسكينه ومن بعدها اختها ..
نظرت إليها زينه بحزن ثم فجأه صعدت علي طاوله الطعام وهتفت بمرح مضحك :
- اقسم بالله لو ما بطلتي عياط يا حوريه هموت نفسي ، وربنا ارمي نفسي من هنا وتلموا جثتي من علي الأرض متقطعه حتت وتيجي ريهام سعيد تسألك وتقولك انتي راضيه عن نفسك بعد ما قتلتيها ..
انفجرت حوريه من الضحك علي تلك المجنونه حتي نهضت من مكانها وبينما هي تذهب بأتجاهها حتي هتفت زينه وهي تهز الطاوله :
- لو قربتي مني هنط ، متحاوليش تضغطي عليا انتي عارفاني مجنونه واعملها ..
لم تتمالك حوريه نفسها من فرط الضحك علي ذلك المشهد ، حتي هتفت من بين ضحكاتها :
- طب خلاص مش هقرب منك بس انزلي يلااا
حذرتها زينه وهي تشير إليها بيديها :
- هتبطلي عياط وهناكل وبعدين هنرقص مع بعض والسهره صباحي موافقه !
حوريه بإيماء وضحك :
- حاضر موافقه يلا بقه انزلي انا خايفه عليكي ..
- تمام ، هنزل اهوه ..
هبطت زينه أرضا في ضحك وكذلك حوريه ، فكلاهما يمتلكان شخصيات مرحه للغايه ، بأستثناء بعض الأحزان التي تسيطر علي حياه حوريه بسبب فقرها الشديد واستهلاك والدها كافه الأموال التي تحصل عليها لتناوله المخدرات التي تذهب بعقله ، وأصبح لا غني عنها في حياته ...
ولكن لولا وجود زينه صديقتها الوحيده المقربه ، ووالدها الذي لطالما احبها مثل ابنته ، كانت قد هلكت منذ زمن ، فهما الأن مصدر السعاده والأطمئنان لها ..
فتري ماذا سيحدث لها أن فقدتهما !!؟
- زينه هو احنا هناكل من غير عمي شرف !؟
رصت زينه الأطباق علي الطاوله جيدا ، وارتفعت ببصرها إليها تجيبها :
- لا هو خلاص قفل المحل وجاي اهوه
وبالأسفل أمام المحل الخاص بهم ..
اغلق الحاج شرف الدين المحل وبينما هو يوصده بالقفل قبل أن يصعد الي شقته استمع الي ذلك الصوت السكير المتقطع :
- وبحب الناس الرايقه ، اللي بتضحك علي طول ، أما العالم المتضايقه ، هأأ ، فأنا لا ماليش في دوول ، هأأ
نظر خلفه فوجده فتحي والد زينه يسير تائها يتطوح يمينا ويسارا وبيده زجاجه الخمر ، حتي وقعت عيناه علي شرف الدين ..
اسرع إليه بخطوات مائله وأمسك به قائلا بسكر:
شرف ، هاات 100 جنيه سلف هأأ ، وهرجهعالك بكره علي طول هأأ
كانت رائحه نفسه كريه ، فأبتعد عنه شرف مرددا في ضيق وقرف:
- ابعد عني بالبتاعه اللي معاك دي أنا متوضي ..
تمسك به فتحي أكثر راجيا :
- طب هات ال100 جنيه، هأأ ،وانا هبعد عنك ..
هز شرف الدين رأسه في نفي وغيظ:
- 100 جنيه ايه يا راجل يا ناقص !!؟ .. دا بدل ما تبطل القرف اللي انت بتشربه ده وتوفر فلوسه لأهل بيتك !؟ .. انت بناتك كبروا مبقوش صغيرين ، بدل ما تاخدهم في حضنك وتشتغل وتصرف عليهم ...
قاطعه فتحي بضيق وتبرم :
- يووووووه انت مبتزهق من الكلام ده ، هأأ ، أنا بناتي كبرو وانا اللي كبرتهم عشان يصرفوا عليا ويعوضوني ، مش عشان افضل أنا برضه اصرف عليهم ، هأأ ..
ثم تناول جرعه اخري من الزجاجه التي في يده وأضاف:
- وانا عملت برضه بأصلي معاهم ، وجبت لحوريه عريس هيتاقلها بالدهب ، بس هي اللي راكبه دماغها بنت الكلب دي ..
شرف الدين بغضب:
- قصدك تاجر المخدرات !؟
شوح فتحي بيديه في اعتراض:
- وفيها ايه يعني تاجر المخدرات ، هو مش بشر زينا لحم ودم ! ومن حقه علينا نشوفله عروسه حلوه تدلعه زي باقي الخلق ، ولا هو مش بشر يا شرف الدين هأأ !!!
نظر إليه شرف الدين بأحتقار وغل:
- انت يا راجل واعي للي انت بتقوله ، انت عارف انت بتقول ايه !!؟
ثم هزأ رأسه مضيفا:
- الحق عليا أنا ، أنا اللي غلطان ، أنا اللي بكلم واحد سكران..
قاطعه فتحي وهو يتطوح :
- لا مش سكرااان ، وقول لحوريه أن أنا سايبها عندك النهارده بمزاجي ،هأأ ، وبكره هاخدها غصب عنها وهتتجوز تاجر المخدرات برضه غصب عنها ، هأأ ..
ثم تركه وذهب وهو يتمايل أيضا ويردد :
- وبحب الناس الرايقه ، اللي بتضحك علي طول ....
ضرب شرف الدين يديه علي الاخري مرددا :
- لا حول ولا قوه الا بالله ..
*****************************************
داخل فندق فخم خاص لأولاد (أبو الدهب)
كان يقف طه مرتديا الزي الرسمي لعمال البوفيه في ذلك الفندق ، ناظرا الي فخامه الفندق وعظمته مرددا في فخر واعجاب :
- يا حلااوه يا ولاااه ، كل ده فندق ، دا ولا بتوع السيما ..
سرعان ما اعتدل طه في وقفته حينما رأي ذلك الرجل الذي احضر له هذا العمل ..
وقف أمامه السيد سمير منبها :
- طه ! أنا شغلتك بس عشان خاطر حق الجيره وانك وعدتني بأنك هتبطل شغلك الشمال ده ، كل اللي انت عملته في حياتك قبل كده كووم ، وده كوم تاني ، الغلطه هنا بالفوره كلها ، سامعني !!
أومأ طه رأسه في إيجاب :
- حاضر متقلقش والله يا عم سمير أنا خلاص تبت ..
العم سمير بتمني:
- ياريت يا طه تكون فعلا بتتكلم جد ، والا صدقني محدش هيدفع التمن غيرك .. انت هنا مبتسمعش ولا بتشوف ولا بتتكلم
طه بإيماء:
- تمام ، مفهوم ، أنا هنا زي الصنم ..
سمير بضحك:
- ايوه بس الصنم مبيتحركش وانا هنا عايزك زي الريشه
اجابه طه ضاحكا:
- حاضر هبقي صنم متحرك
ربت العم سمير علي كتفه بحب قائلا:
- النهارده في حفله هنا في الفندق لأصحابه تهامي بيه وعزت بيه ابو الدهب ، يلا همتك معانا بقه ، انت دلوقت ويتر هتوزع المشاريب وكده وفي معاك زمايلك جوه ادخل اتعرف عليهم قبل الحفله ما تبدأ ..
أومأ له طه بإيجاب بينما تركه العم سمير وذهب ليباشر عمله ..
اخذ طه يتطلع الي فخامه الفندق مره اخري والي الاثاث والاعدادات التي امدت به ، ولكنه لن يدري ما يخبئه له القدر ، حينما يتحول ذلك المكان الي أسوأ كوابيسه ..
وفي مكان أخر في قصر (ابو الدهب)
انهي تهامي ارتداء ملابسه ، فسمع طرقا علي باب غرفته ..
أذن له بالدخول والذي لم يكن سوي نسخته المصغره عزت
- عملت معاه ايه ! وافق !؟
قالها تهامي بفضول الي أخيه الماثل خلفه والذي اجابه بثقه :
- طبعا ، مفيش قدامه غير أنه يوافق
نظر إليه تهامي من المرآه وابتسما سويا ابتسامه شر
ثم استدار إليه تهامي قائلا علي عجاله :
- طب يلا علي الحفله ، خلينا نصلح اللي هببه حسام باشا ..
وما أن خرجا من الغرفه حتي تفاجأا بأختهما الصغري ترتدي فستانا عاري للسهره متجهه إليهم ..
حاوطها عزت من خصرها بحب قائلا :
- شيري هانم بنفسها جايه معانا !؟
إجابته في غرور وضحك :
- أنا مفيش حفله تفوتني أبدا
*****************************************
لأول مره في حياته يشعر بهذا الخزي والضعف ، ضم ركبيته الي صدره جالسا أرضا ، وممسكا بيده تلك الأوراق التي حتما أن لم تذهب به الي حبل المشنقه ، ستبقيه بالسجن بقيه حياته ..
اخذ يلوم نفسه بشده صارخا معنفا في غضب شديد وقهر:
- كاااااان مااالي أنا !! كااان مالي !!!!!؟ .. اورط نفسي لييييه !! ما يروحوا كلهم في ستين داهيه أنا ماااالي !!؟ ياريتني سمعت كلامك يا نور ، حقك عليا يا حبيبتي انا اسف ، أنا اسف يا نور ، أنا اسف .
يااااارب لييييه يارب ليبيه !!!!!؟
اخذ يصرخ بشده وهو يتذكر ذلك اليوم ...
فلاش باالگ »»
عاد حسام من عمله وملامح الدهشه تجتاح أوصاله ، أسرعت إليه نوران بقلق تطمئن عليه :
- حبيبي انت كويس !؟
لم يجيبها حسام بينما ظل شاردا مفكرا لما سمعه اليوم وتأكد به بنفسه بعد رؤيه الشحنه بالمخازن ..
تأففت نوران من وضعه هذا ورددت بضيق:
- يعني انت حتي في الدقيقه اللي بتفضل فيها معايا برضه بتفكر في الشغل !؟
هز حسام رأسه في نفي وصدمه مرددا :
- الموضوع اكبر من كده يا نور .. المره دي مصيبه بجد
أقتربت منه نوران وامسكت بذراعه في خوف وفضول:
- مصيبه ايه يا حسام قلقتني !!
نظر اليها حسام بتيه وردد :
- أنا لازم ابلغ البوليس ، كده تهامي بيه وعزت بيه ممكن يكونوا في خطر ..
نوران بقلق شديد :
- طيب قولي في ايه الأول !!
نظر اليها حسام وهو يخبرها:
- في شحنه مخدرات كبيره في المخازن عندنا متنصفه كلها علي انها ادويه عاديه ، مكنتش مصدق لما سمعتهم بيتكلموا في الموضوع ده لحد ما نزلت المخزن واتأكدت بنفسي ..
الجمت الصدمه نوران في بادئ الأمر ولكن سرعان ما قالت:
- طيب وانت مين قالك أن تهامي وعزت دول ميعرفوش ، ما يمكن فعلا يكونو هما اللي مدخلين الصفقه دي وبيتاجرو في المخدرات وبيخدعوكم بأن دي شركه ادويه ..
ثم سيطرت الفكره علي رأسها بالفعل وأصبحت شبه متأكده من ذلك فأسرعت تردد بخوف وتحذير:
- حساام !! .. لا يا حسام أوعي تبلغ ، ملناش دعوه بيهم ، بص انت من بكره هتستقيل من الشغل ده وتتحجج بأي حجه ، وانا هاخد فلوسي اللي في البنك علي فلوسك حتي لو هبيع دهبي ، هو كتير علي الفاضي وانا مش بلبسه وخاتم الألماظ ده كمان ، ونفتح شركه علي قدنا وانا وانت هنشتغل ونكبرها ونبدأ حياتنا بعيدا عن القرف ده و..
قاطعها حسام مسرعا. :
- ايه يا بنتي حيلك حيلك ، شركه ايه ودهب ايه اللي تبيعيه واستقاله مين ، أنا مرتاح في شغلي معاهم وهما بيعاملوني احسن معامله وانتي عارفه مرتبي كام .. ثم أن هما ناس محترمه عمرهم ما يعملوا الغلط وانا لازم انقذهم من اللعبه اللي بتتعمل من وراهم دي يبقي حرام عليا لو سبتهم ..
تمسكت نوران بذراعه راجيه :
- حسام صدقني أنا قلبي بيقولي أن الموضوع مش كده ، أنا عمري ما ارتحت لتهامي وعزت دول وتحديدا عزت حاساه شيطان في صوره ملاك ، عشان خاطري اسمع كلامي وابعد عنهم خالص لا تأذيهم ولا يأذوك ..
أبتسم حسام في برائه وطيبه، ثم أمسك بيديها وطبع قبله حنونه عليها :
- يا روح قلبي متخافيش عليا ، وكمان انتي فاهماهم غلط أنا اشتغلت معاهم وعرفتهم ، لكن هما لازم يبقوا كده ، لازم ياخدوا وضعهم دول من أكبر رجال الشرق الأوسط كله ..
تنهدت نوران بحزن هامسه:
- صدقني يا حسام والله قلبي مش متطمن وحاسه أن الموضوع ده هيجيب وراه كارثه كبيره ..
جذبها حسام إليه بحب وحاوطها بذراعيه يحتضنها مرددا:
- متقلقيش يا حبيبي ، بكره تقولي إن كان معايا حق ..
نظرت إليه نوران بقلق وخوف خفي يجتاح قلبها ، أمسكت بوجهه واندفعت إليه تقبله بخوف وحب فبادلها قبلتها تلك بأستغراب ..
أبتسم حسام وهو يمسك بها من خدها مداعبا :
- انت بقيت جرئ امته كده يحبي !؟
أمسكت نوران بيديه التي تلامس خدها مردده بهمس:
- بحبك ..
طبع حسام قبله علي رأسها هامسا :
- بموت فيكي ..
ثم أضاف بجديه:
- يلا يا حبي حضريلي العشاء عشان ميت من الجوع ..
نهضت نوران وذهبت الي المطبخ ومازال ذلك الخوف يهددها ويسرع من نبضات قلبها المريض
بينما حسام عاود الأتصال مرارا وتكرارا علي كل من تهامي وعزت ولكن لا من مجيب
فلم يكن لديه خيار سوي ابلاغ الشرطه بتلك الصفقه واعاطهم اسماء الموردين لها والعاملين عليها كما سمعهم يتحدثون ..
ولم يكن لديه علم أنه بفعلته تلك يذهب بحياته الي الجحيم ...
بااگ««
ظل حسام ممسكا بتلك الأوراق ومازال يردد بندم وحسره:
- حقك عليا يا نور ، أنا اسف ..
ثم تذكر في اليوم التاني وهو يهاتفها كي يخبرها بأنها كانت خاطئه حينما ظنت بهم السوء
وأنهم كافئوه علي فعلته تلك ورفعوه الي منصب أعلي ، لم يكن يدري أن ذلك كمين له كي يقع في مصيده الثعالب ..
*****************************************
داخل فندق ( ابو الدهب ) ..
وصل كل من تهامي أبو الدهب بصحبه أخيه عزت واختهم الصغيره شريهان التي انضمت إليهم قبل خروجهم ..
وقف كل من بالفندق احتراما وخشيه من دلوفهم وطلتهم التي تذهب العقول ، فمن لا يهاب أولاد ابو الدهب !؟
رحب تهامي وكذلك أخيه بالضيوف والذي معظمهم أصحاب شركات اخري متعاقده معهم ، وكذلك العاملين بالشركات الخاصه بأولاد ابو الدهب بفروعها المتعدده ..
تلك الحفله التي يقيمها تهامي بعد نجاح كل صفقه من صفقاته وصعود شركاته للعالميه ، فهل يوجد سببا آخر لتلك الحفلات الباهظه الثمن !؟ ..
اندمج كل من تهامي وعزت مع المدعوين قليلا وكذلك اختهم التي لم تكتف عن الرقص هنا وهناك ..
لم يلبث قليلا حتي اتي احدي حراس تهامي وأومأ رأسه قليلا هامسا ببعض الكلمات ، والتي بعدها تغيرت تعابير وجهه لتصبح أكثر جديه ..
لاحظه عزت فأومأ له تهامي وسرعان ما لحق به ..
دقائق معدوده حتي وصلا الي مكان مغلق أشبه بالقاعه ، حيث كان بأنتظارهم مجموعه من الأشخاص ذوات بدل رسميه فخمه ..
وفي الخارج ..
حمل طه طاوله المشروبات بيد مرتجفه قليلا بعدما أخبروه بمكان ذهابها
وصل طه الي تلك القاعه المغلقه ، طرق الباب بخفه ثم دلف إليهم ..
ما أن نظر إلي تلك الشخصيات التي تجلس أمامه حتي شعر بخوف شديد وكادت قدماه أن تخونه ..
بينما نظر إليه كل من تهامي وعزت الذي كان يقف بمقربه شديده منه بضيق منتظرين منه أن ينتهي من عمله حيث ظل واقفا دون حركه ..
- ما تخلص يا ابني واطلع بره ..
قالها عزت بنره صارمه شديده انتفض علي أثرها طه فأسقط ما بيده كافه عليه ..
نهض عزت مسرعا من مكانه وهو يحاول منع تلك المشروبات من أن تصله ولكن كان بعد فوات الأوان ، أبتلت جميع ملابسه بكافه انواع الخمور التي كان يحملها طه إليه ..
نظره من عزت بعد تلك الفعله كان كفيله بأن تجعله يتيقن أن ذلك سيتسبب في موته ..
اسرع طه في ارتجاف وخوف شديد يردد لاهثا في غير وعي:
- أنا .. أنا .. انا.. اسسس اسسف ... انا ..يا فندم انا ..
لم يجيبه عزت بل نظر إليه مره اخري بنظره ارعبته ناطقا بكلمه واحده:
- ورايا ..
خرج عزت من تلك القاعه وخلفه طه يجر قدميه من شده الخوف ، لم يدري ما سيفعل به ذلك الرجل الذي لم تدل ملامحه علي خير ابدا ..
ما أن وصلا الي الحمامات الخاصه بالفندم حتي اجري عزت اتصالا يأمرهم بأن يحضروا له بدله اخري ..
ما أن انتهي حتي نظر الي طه الذي كاد أن يتبول علي نفسه من شده الرعب والذعر الذي اجتاحوه ..
- انت مين ياالا ..
ابتلع طه ريقه في ذعر شديد ولم يقوي علي التفوه بكلمه واحده وأخذ يتهته :
- اناا .. اننن أننا .. اصل..هووو .. اناا
عنفه عزت صارخا بنفاذ صبر :
- انت هتهتهلي يلااا ،ما تنطق يا روح امك ..
وقبل أن يتحدث طه مره اخري ، دلف إليهم أحد العاملين بأحترام شديد وهو يعطيه البدله والملابس الأخري الخاصه به ..
التقطها منه عزت وهو مازال ينظر الي طه ، مما ادي رعبه أكثر ما هو عليه ..
تحدث عزت الي ذلك العامل :
- تروح تجيبلي منشفه وتقفلي هنا لحد ما اخلص ..
أومأ له العامل بأحترام وخوف بينما عاد بنظره الي طه مره اخري مرددا :
- لو لمحت طيفك في حياتي مره تانيه ، هيبقي اخر يوم في عمرك ..
لم يقوي طه علي الحراك في حين أخرج عزت هاتفه ومفاتيحه وأوراق اخري بجانب الهويه والكريديت كارد ووضعهم علي طاوله رفيعه موضوعه بالحمام ،ثم دلف إليه واغلق الباب قائلا:
- لو طلعت لقيتك لسه واقف مشلول كده صدقني هتبقي بموتك ..
تنفس طه الصعداء وأخذ يهدئ من روعه ، نظر إلي فلاتر المياه بجواره فأسرع إليها وأخذ يتناول منها حتي سكنت أنفاسه متمتما :
- منك لله قطعتلي الخلف ، أنا همشي احسن بدل ما يقتلني فعلا ..
ولكن قبل أن يخرج لمح بطرف عينيه اشيائه الموضوعه علي تلك الطاوله المثبته ، وجال بخلده فكره
- هو أنا يعني هطلع من المولد بلا حمص ..
ثم نظر حوله وتأكد أنه لا يوجد كاميرات مراقبه ، فأسرع بيد مرتجفه وقبل ينبض بعنف ومد يده ليلتقط الهاتف ..
ولكن سرعان ما تركه متراجعا:
- لا لا يا طه ، ده ممكن يقتلك لو عرف انك خدته ..
ثم نظر إلي الهاتف مره اخري فوجده غريب الشكل يبدو عليه الفخامه وكأنه صمم بوضع خاص ، فعاد التفكير مره اخري :
- أوباا ده لو بعته ده ممكن اكسب فيه دهب ، هو يعني هيعرف منين اني اخدته .. العامل هيجي دلوقت ويجيبله المنشفه وهيبقي هو اللي خده مش أنا ..
ثم نظر خلفه مراقبا أن كان يراه أحد أم لا ، وحينما تأكد من ذلك التقط الهاتف سريعا ووضعه في جيبه واسرع من الفندق بأكمله خوفا من أن يتم كشفه وفرحه بتلك الغريمه التي ستكسبه الكثير ..
ولحد هنا والحلقه خلصت ))
فعلا والله هتكسبه ، ديل الكلب عمره ما يتعدل ..
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية