رواية صالحة أخت منصور الفصل الثاني 2 - بقلم حياة محمد الجدوى
الجزء ٢
فى منتصف الليل صحى الجد على صراخ وبكاء البنت
الجد: يوووه هو الواحد مش هيعرف ينام في الليلة دى .ونادى: منصور يا منصور قوم صحى مرات عمك ترضع البت ( لكن منصور نايم نوم عميق)
الجد سعيد: اصحى يا واد قوم ولما يئس من منصور فقام هو ووقف على السلم ونادى بصوته الجهورى: يا متولى قوم يا متولى صحى مراتك تيجى ترضع البت ولا تعال انت خد البت عندك
في الدور الثاني كان متولى قاعد على السرير وجنبه منال إللى بتهز بنتها عش تنام
متولى بتعب: قومى يا منال عشان ابويا مش هيسكت إلا لما تقومى له
منال وهى بتهز البنت: هو كان ذنب عليا اشيل البت كمان مش كفايه عليا ملك واخواتها
متولى وهو بيقاوم النوم : طب وهما هيعملوا إيه البت يتيمه لا لها اب ولا لها أم وحتى اخوها عيل وكمان اهبل يعنى لا فيه حد يشيلها ولا حد يراعيها غيرك
منال: قوم قول لأبوك إنى نايمه وتعبانه ومش راضيه اقوم
متولى: تبقى اتهبلتى عايزانى اقول لأبويا لأ ده ممكن يجي ويسحبك من شعرك ينزلك تحت فقومى من نفسك احسن لك
منال: يسحبنى ليه إن شاء الله انت مش راجل ولا يكونش انت مش راجل
متولى: كلمه كمان وهسفخك كف أطير به راسك قومى
فقامت وهى خايفه من صوته ونزلت تحت وهى متضايقه فقابها سعيد بغضب: ده كله على ماتقولى للبت
منال: وأنا أعمل ايه يا عمى ملك تعبانى وماصدقت إنى نمت عشان أرتاح شويه
سعيد :' خلاص خدى البت معاكى عشان لما تصحى ترضعيها وترتاحى
منال بضيق: لا اخد مين انا هرضعها واطلع أنام على طول
سعيد: غيرى لها البامبز قبل ماترضعيها عشان البت تعرف تنام
دخلت منال وهى بتبرطم بضيق
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الحاج سعيد: يافتاح ياعليم هو احنا مش هنخلص
قرب منه إبنه بيومى وقال: مالك يا أبة متضايق من إيه
الحاج سعيد: مانت شايف البت فتحت في العياط وأهى لما بتفتح في العياط مش بتسكت
بيومى: ماهى جعانه هتعمل ايه يعنى
الحاج سعيد: ماهى لما تعيط تلاقى منصور راخر بيعيط معاها وبيصدعنى ساعتها مابعرفش مين العيل ومين الكبير
ضحك منى مرات بيومى وقالت بجد فين الواد منصور ده وحشنى وعايز أشوفه
الحاج سعيد بعدم اهتمام: تلاقيه طالع لمرات عمه عشان ترضع البت
منى زوجة بيومى: بس منال مش هنا راحت عند أمها من شويه
الحاج سعيد: هتلاقيه نازل دلوقتي وهو بيعيط
بيومى: وانت سايب البت مع منصور ده يموتها
سعيد: طب وأنا هاعمل لها إيه يعنى وهو بت شؤم موتت ابوها قبل ما تيجى ولما جت خلصت على أمها
منى: استغفر ربنا ياعمى ده كله قدر ربنا وبعدين البت ذنبها إيه يعنى دى اتولدت يتيمه الاب والام
الحاج سعيد: نفسى كرفاها يا منى مش طايق حتى ابص في وشها كل ماأفتكر عبد الحى الله يرحمه وإنه راح من كام شهر اتقرف منها واقول يارتها هى إللى ماتت وإبنى لأ
بيومى: استغفر ربنا ياأبه
الحاج سعيد: استغفر الله العظيم
في الخارج كان منصور على باب البيت منتظر مرات عمه إللى اتأخرت وبكاء البنت كان شديد وهى بتتلوى من شدت الجوع فبدأ يبكى ويحاول يسكنها لكن بكاء البنت زاد اكتر فشلها منصور ومشى في الشارع لحد ما قابل ست فرفع لها أخته وقال: صالحه جعانه
فبصت له الست وظنت إنه متسول فخرجت من جيبها جنيه حطته في إيده ومشيت مشى منصور وهو فاقد الحيله فوجد شابه فقرب منها وقدم لها اخته وقال: صالحه جعانه
بصت له البنت بغضب وقالت له : وأنا مالى
منصور: جعانه عايزه ارضع خدى اكليها
البنت: بتقول ايه يا قليل الأدب يابن الك..... ورفعت إيدها وضربته كف شديد على وجهه ومسكته من همومه وقالت: بقى عايزنى ارضع لك البت ليه شايفانى متجوزه انت عايز تجيب لى مصيبه مين اللي مصلطك عليا إنطق لأدفنك مكانك
كش منصور في نفسه وخاف منها وبدأ يبكى
البنت بقسوه: جايب البت دى منين انطق وبعدين إزاى الناس سيبينك إنت مع عصابه بتخطف العيال أنا هوديك في داهيه
إتجمع حولها الناس فقال لها واحد: سيبي الواد حرام عليكى رعبتيه
البنت: اسيب مين دى عصابه
الراجل: عصابة مين انتى مش عارفاه ده منصور إبن عبد الحى سعيد وبتهم هناك أهو
وإللى شايلها دى أخته وده بتاع ربنا مخه على قده
البنت ببعض اللين: طب وليه سايبينه كده وسايبين البت معاه ده ممكن يموتها
ست من الواقفين: ده بعيد عنك ابوه مات من يجى خمس شهور وأمه ماتت وهى بتولد البت دى
الست: هو كده لما البت بتعيط بيدور على اى حد يرضعها له
البنت: ياعينى ده صعب عليا أوى وسابت هدومه وقالت: معلش يا حبيبي انا مقصدش اضربك طب حد يسكت البت دى هتموت من العياط خد يا حبيبي اختك وروح اختك عايزه لبن روح البيت واشتروا لها لبن
مسح منصور عيونه واخد اخته ورجع بسرعه على البيت وقال: خلاص يا صالحه خلاص انا هجيب لك اللبن واخدها على الزريبه ( حظيرة الحيوانات) وقعد جنب المعزه وقال لها: إرضع يا صالحه إرضع وحطها تحت المعزه وهو بيحاول يقرب ضرع المعزه من البنت ومصالحه بتبكى بكاء شديد جعل المعزه تخاف وتحاول الهرب وكادت تضرب البنت بحافرها
في نفس الوقت جرى مازن إبن بيومى ودخل على ابوه وجده وهو بيقول بخوف: إلحق يا بابا إلحق
بيومى: فيه إيه يا واد خوفتنى
مازن: منصور بن عمى في الزريبه ومعاه النونه بتعيط
فقام بيومى بسرعه في حين قال سعيد بخوف: إجرى يا بيومى لتخبطه الجاموسه إجرى بسرعه
جرى بيومى ودخل الزريبه لقى منصور بيحلب المعزه وهو بيوجه اللبن عند فم الصغيره فأخذها بسرعه وكانت ملابسها غرقانه بحليب المعزه فقال بيومى بغضب: هتموت اختك يا مجنون واخدها وراح بسرعه على البيت ومنصور وراه
بيومى: حرام إللى بيحصل ده الواد كان هيموت أخته
منى: هاتها اغير لها هدومها البت إتبهدلت
صرخ بيومى في منصور: انت واخد اختك الزريبه ليه كانت هتموت يا غبى
فيكى منصور فربت عمه على كتفه وقال: خلاص يا منصور ماتعيطش خلاص بس أوعى تاخد اختك هناك تانى الجاموسه ترفضها وتموت عايز صالحه تموت
هز منصور راسه بلأ وهو بيفرك عينيه إللى احمروا من كتر البكا
دخلت منى بعد ماغيرت لصالحه وقالت: أنا عايزه ارضعها بس خايفه أصل يوسف كبير ولبنى هيكون سمين عليها اخاف يمغصها
الحاج سعيد: رضعيها هو احنا لاقيين غير كده
فقالت منى: عندك حق وغطت صدرها بخمارها وهى بترضع صالحه إللى كانت بتبكى وهى بترضع وبعد شويه نامت الطفله بعد ما شبعت
بيومى: إللى بيحصل ده كتير أوى ياابه والبت دى لو ماتت هيبقى ذنبها في رقبتنا كلنا لازم تحط حد لده
خبط سعيد بعصايته في الأرض وقال بحزم: يصير خير بس يابت يا منى قومى اعملى لى فنجان قهوه يكون بن تقيل عشان صدعت من عياط البت ومنصور
منى: حاضر يا عمى
وفي المسا نادى الحاج سعيد على اولاده وقال
شوف يا متولى انت وحسانين اسمعونى كويس وانا هقول الكلمه مره واحده مش هكررها أنا هاعيش تحت في بيت اخوكم عبد الحى الله يرحمه عشان أراعى عياله بس البت لسه بترضع وأنا لاهعرف ارضع ولا اغير لفه فالبت دى هتكون مسؤلية النسوان هما إللى هيراعوها فاهمين
: كل واحدة فيكوا هتراعى البيت اسبوع كامل كنس وطبخ وغسل ولما مراتك تحب تروح لأمها تبقى تروح في اسبوع سلفتها فاهمين
بيومى : شوف يا أبه انا جيبت علبة لبن صناعى وببرونه عشان البت لما تجوع تبقوا تعملوا لها الرضعه بدل ماتحتاسوا.
الحاج سعيد: خلاص يصير خير
دخلت منى وهى شايله صالحه وقالت: عمى هو انت شفت البت وبصيت في وشها
الحاج سعيد: وهعمل إيه بوشها يا منى أنا براعى ربنا فيها وخلاص
منى : أنا قلت كده عشان إنت لو كنت طليت في وشها ماكنتش قلت الكلام ده
بيومى: فيه إيه في وش البت يا منى
قربت منى منه وقالت سمى بالله وشوف
سمى بيومى بالله وكشف اللفه وبص في وش البنت وكانت صاحيه بتبص له فقال: بسم الله ماشاء الله
منى: أخدت بالك
سعيد: فيه إيه في البت يا منى قلقتينى
قربت منى منه وقالت بص على البت وانت هتعرف بس سمى بالله
سعيد: بسم الله الرحمن الرحيم وبص في وشها شاف بنت سمراء بشعر اسود ناعم مغطى جبينها وعيون واسعه كحيله بلون الدهب ورموش طويله .
بص لها وعيونه مركزه على عيون البنت وقال: يا حبيبي يا ابنى كان عبد الحى إبنى الوحيد اللي اخد عيون ابويا وورث لبنته لون عيونها
منى: شفت ياعمى الحاج عبد الحى الله يرحمه سايب حته منه أهو في الدنيا عشانك ياعمى عشان يصبرك على فراقه
سحب الحاج سعيد اللفه وهو بيبص على البنت إللى كانت بتبص له وفجأة ابتسمت له فسحب سعيد طرف شاله ومسح دمعه خانت عيونه ونزلت وقال: ربنا يرحمك يا ابنى وباس جبين البنت
فغار منصور وقعد جنب جده إللى ضمه لصدره
&&&&&&&&&ـــ&&&&&&&&
في شقه متولى:
منال: لأ انا مش حمل كده كل يوم كفايه عليا أوى بيتى وعيالى عشان ابوك يغصب عليا تراعى الأهبل واخته
متولى: وانتى خاسس عليكى إيه إللى بتعمليه مع بنتك هتعمليه مع البت التانيه
منال: وأنا صدري مفيش فيه لبن يكفى اتنين
متولى: يعنى إيه
منال: يعنى مش هرضع حد يشوفوا حد غيرى انا يادوب كفايه عليا بنتى وبس
متولى: المشكله يا منال إنى حافظك كويس وعارف كويس أوى إنك مش مشكله عندك انك ترضعى البت المشكله عندك في أم البت بتكرهيها وبتحقدى عليها حتى وهى ميته في القبر
منال: انا يا متولى بحقد عليها ليه
متولى: عشان هى مرات اخويا الكبير وابويا كان عاملها كبيرة الدار صح
منال: مبقاش إلا دى إللى يعملها كبيره عليا
متولى: كانت شيلاكى ومراعياكى إنتى واولادك عشان كانت مش بتخلف بس العفاريت ركبتك لما ربنا رزقها وحملت صح
منال: بتعيد في السيره دى ليه ماخلاص هى ماتت وراحت خلاص
متولى: مش بقولك انا عارفك كويس إنتى كنتى هتموت عشان حملت وجابت ولد
منال: اهبل جابت ولد اهبل مجنون وبدل ماتنكسف منه هى واخوك لأ يدبح اخوك عجل ويعمل عقيقه وفرحانين اوى بالمولد
متولى: واحد متجوز من عشرين سنة ومخلفش مستنيه يعمل إيه لما ربنا يرزقه بالخلف اكيد هيعمل أكتر من كده حتى ولو كان أهبل ومجنون.
منال: ومش غايظنى إلا ابوك قال إيه منصور ده بركة ووش السعد علينا
متولى: عنده حق ده محصول القمح رما رمى ماشفناش زيه طول عمرنا ولا الموالح الشجر كان هيقع من كتر البرتقال إللى شايله
منال: انت عايز تغظنى وخلاص قال وابوك يقول إللى جابت الولد في المره الاولى تجيب في التانيه بس ربنا نصرنى واستجاب لدعايا وجابت بنت.
متولى: ده كله عشان خلفتك كلها بنات
منال: عشان انت عجبك كلام ابوك وكنت عايز تتجوز عليا واحده تجيب لك الولد
متولى: هو إللى يغلط ويتجوز مره يتجنن ويكرر الغلط تانى ليه قومى قومى جهزى العشا على راي المثل الزوجه الصالحة نعمه بس ربنا حرمنى منها .&&&&&&&&&&&&&&&&&
مرت شهور الصغير بيكبر دخل حسانين وشاف منصور بيطبل ويزغرط وهو بيضحك وصالحه كانت بتميل بجزعها وهى بتضحك وتصقف بإيديها فضحك وقرب من ابوه وقال: خدوا فالكوا من عيالكوا
ضحك سعيد وقال: أهو خالينى من ساعة ماالبت صالحه بقت تزحف وهو شويه يزحف معاها شويه يطبل لها شويه يرقص معاها واهو بيسلينى
بص حسانين وقال: ورابط رجل العيال ليه
الحاج سعيد: البت عفريته مابتقعدش فربط رجلها بحبل عشان ماتبعدش عنى والواد منصور غار منها فجاب لى حبل عشان اربط رجله زيها
ضحك حسانين وقال: قاضي العيال اشتكى حاله المهم ياابه هنعمل ايه في موضوع الكيماوي
سعيد: ولا حاجه هنجيب عشر شكاير عشان نبدر الكيماوى في الارض قبل ما نسقى الزرع بس انا زعلان على الفدان إللى في الناحيه القبليه الارض بارت خلاص من مية الصرف
حسانين: ماهى الارض واطيه واتجمعت فيها المية والمطر وبقت مش نافعه في حاجه
الحاج سعيد: خساره يابنى الارض دى كده هتبور ومش هتنفع تتزرع
حسانين: طب واحنا هنعمل ايه بس
الحاج سعيد: ولا حاجه هنقول يا رب
دخل عليهم متولى وقال: إزيك يا ابه
الحاج سعيد: خلصت ورق الجمعيه الزراعيه
قعد متولى، بتعب وقال: خلصت ياابه
سعيد: طب خشوا ريحوا شويه عشان العصر تروحوا الغيط فيه عندكوا شغل كتير
متولى: يا ابه يا ابه انا مابقتش صغير أنا دلوقتي مدير مكتب التأمين الصحي يعنى مش صغير عشان اروح الغيط وارجع من الغيط حتى حسانين كمان بقى على درجة مدرس أول وانت كل همك الغيط
سعيد: إنت بترفع صوتك عليا عشان بقولك الارض هو أنا إللى باكل منها لوحدى مش دى مستقبل لك ولعيالك والارض إللى مش عجباك هي إللى عامله لك قيمه وسط الناس الله يرحموا اخوكوا هو إللى كان بيراعى الارض وشايل الحمل على أكتافه بس خلاص راح وانت واخوك مسؤولين تحافظوا عليها سامع
قام متولى وهو بينفخ وطلع بيته فلقى منال راحه جايه وصوت بكاء بنته عالى اوى
متولى بضيق: فيه إيه على المسا ماتسكتى البت دى
منال: وأنا هاعمل إيه يعنى البت تعبانه ومش راضيه تبطل عياط وانا مستنياك عشان نروح نكشف عليها
متولى: هى البت دى ما بتخفش ابدا دايما عيانه ده أنا وانا طالع شايف صالحه بتاكل في التراب وصحتها زى الفل مش زى بنتك
منال: ماهى الكلاب في السكك بتكبر من غير رعايه هنحسد الكلاب زى
متولى: كلاب ده رايك بس عندك حق اصل منصور الاهبل طلع اشطر منك وعرف يربى اخته ياريتك ترمى بنتك تاكل من التراب يمكن صحتها تيجى على التراب زى صالحه
نادى سعيد من تحت: يامنال تعالى خدى البت دى حميها دى اتبهدلت من التراب
&&&&&&&&&&&ـــ&&&&&&
بعد مرور خمس سنوات زار بيومى والده إللى كان فرحان به أوى
سعيد::كل دى غيبه يا بيومى خمس سنين بحالهم
بيومى: مش بإيدى ياأبه كنت بكمل ابحاثى وبحضر الدكتوراه من ألمانيا ومعرفتش ارجع إلا لما خلصت
سعيد: على الله تكون رفعت راسى
بيومى: الحمدلله يا ابه أخدتها بدرجة امتياز
سعيد: ماشاءالله ماشاءالله
حسانين: وعلى كده اتعينت في الجامعه
بيومى: لسه بس إن شاء الله هتعين أمال فين عيالكوا وحشونى أوى
متولى: العيال كبرت خلاص إللى في المدارس وإللى في الدروس استنى بس وهتلاقيهم هاجمين علينا
قدمت منال العصير وقالت: تعالى يا ملوكه سلمى على عمك
دخلت ملك وكانت طفله جميله بيضاء بشعر اسود ناعم وعيون عسليه
بيومى: أهلا أهلا أيه القمر دى بقى دى ملك الصغيره ده اخر مره شفتها كانت لسه بترضع تعالى يا حلوه انتى فى سنه كام
ملك: في أولى
بيومى: وشاطره في المدرسه
منال: ملك دى عسل والكل بيشكر فيها وفي شطارتها
بيومى: ماشاءالله. بجد يا أبه الواد منصور مش باين هو فين
الحاج سعيد: في الكُتاب
بيومى : كُتاب هو لسه التاس بتروح الگُتاب ده خلاص موضه وبطلت دلوقتي الناس بتودى أولادها الحضانه عشان يتعلموا القراءه والكتابه
سعيد: هما بيروحوا الكُتاب عشان يحفظوا كلام ربنا والشيخ بيعلمهم كل حاجه
بيومى: إزاى سايب منصور يخرج لوحده
سعيد: مش لوحده معاه صالحه
بيومى: صالحة إيه دى عيله
متولى: لأ دى قرده
وفجأه سمعوا ضوت عالى ودوشه وفجأه دخل منصور وهو بيجرى ومعاه بنت عندها خمس سنوات وكانوا بيضحكوا ولاجظ حاجه غريبه ان إيد ممصور اليمين مربوطه بحبل طويل وفي الطرف التانى كانت مربوطه إيد صالحه الشمال
صالحه: إدخل بسرعه يا منصور
بص لهم بيومى شاف منصور بقى شاب ف الخامسه عشر من عمره بس زى ماهو بنفس الملامح البريئة ونفس النظره الطفوليه وشاف بنت صغيره سمراء بعيون تشبه الدهب وشعر منكوش وملابس متبهدله ونظرات كلها شقاوه
سعيد: تعال يا منصور سلم على عمك
قرب منصور في خجل وسلم على عمه
باسه بيومى وقاله: إزيك يا منصور عامل ايه يا حبيبي
منصور: حلو يا عمى
شاور بيومى لصالحه وقال: تعالى هنا يابت انتى
قربت منه صالحه فبص لها بيومى وهو مش مصدق وقال: بقى دى صالحه الصغيره إللى كانت بتعيط ليل ونهار ومش لاقيين حد يضعها
ليلى: يعنى هتدنها ترضع دى كبرت وبقت قرده لأ ومعلمه العيال كلها العفرته
قرب منها بيومى وقال لها بصوت واطي: كنتى بتجرى ليه يا عفريته
صالحه: أصل العيال كانوا بيجروا ورانا
ابتسم بيومى بتسليه وقال: وكانوا بيجروا وراكوا ليه؟
صالحه: اصلى كنت بزقلهم بالطوب
بص لأبوه إللى كان بيضحك وقال: وبتحدفى العيال بالطوب ليه مش كده عيب
صالحه بصوت طفولى عالى: ياسلام يا اخويا واسيبهم يشتموا اخويا واسكت ده
ضحك الكل عليها
بيومى: طب وحدفتيهم بالطوب بس
صالحه: لأ ضربت إتنين بالعنايه وواحد بالطوبه وشتمت ال
بيومى: حيلك حيلك هما كام واحد
صالحه: مش عارفه كتير
منال: ماتصدقهاش دى هى إللى رخمه كل مره ترخم عليهم عشان تتخانق مع العيال
ضحك بيومى وقام بفك الحبل مابينهم وقال لأبوه : ليه يا ابه بتربط ايديهم
سعيد: عشان مايتوهش منصور ويمشى معاها. وهو مش بيرتاح إلا إذا ربط إيده مع صالحه
قعدها بيومى على رجله وقال: طيب إنتى بتحفظى في سورة إيه يا صالحه
صالحه: والنزاعات
بص بيومى لوالده وقال: ماشاء الله دى قربت تخلص الجزء الاول
الحاج سعيد بفخر: البت شاطره وبتحفظ بسرعه
بيومى: طب سمعى لى يالا سورة الفجر
بدأت صالحه تسمع له ماحفظته من القران
وبيومى مبتسم لها
منصور: وأنا كمان وأنا كمان
بيومى: عايز تسمع طب يالا سمع لى
فقوف منصور وقال بسم الله الرحمن الرحيم
قربت منه صالحه بصوت واطى وقالت: إذا جاء نصر الله والفتح
فردد ورائها منصور
فضحك الجميع وقال سعيد: هو الشيخ دايما بيقول إن صالحه بتغششه
صالحه: يا عمى مش هو فيه سمك في السماء
بيومى بدهشه: سمك لأ مفيش سمك
سعيد إبن حسانين: عشان تصدقينى
صالحه: لأ في في السماء سمك
بيومى: سمك إزاى يا حبيبتي مفيس سمك
فتحت صالحه الجزء وقالت: إزاى يا عمى شوف أهو ربنا قال رفع سمكها اهو يعنى السما فيها السمك
بص بيومى فوجدها تفتح الجزء على سورة النازعات واشارت لقوله سبحانه وتعالى ((ءأنتم أشد خلقا أم السماء بناها(٢٧) رفع سمكها فسوها))
بيومى: لأ سمكها على الميم سكون
صالحه: يعنى إيه ؟
بيومى: الكلمه دى مش معناها السمك ربنا بيقول رفع سمكها يعنى كتلت السماء ربنا رفعها وجعل السمك يعنى الكثافه أو حجم الثخن مرتفعا جهة فوق فهمتى
صالحه: لأ
حسانين: هتفهم إيه ده احنا الكبار مش فاهمين
بيومى: ربنا بيقول رفع سمكها فسواها يعنى كتلة السما لفوق يعنى السقف ده مثلا احنا شايفين بس السطح ده بس مانعرفش حجم السقف كبير ولا رفيع إلا إذا شفناه من بره هتعرف إن السقف تخين وعريض
الحاج سعيد: بس السقف هنا فيه حيطان بتشيله بس سما ربنا لأ وبعدين احنا هنعرف ان كانت السما تخينه ولا حجمها صغير إزاى
بيومى: يا أبه ده احنا بنضرب مثل بالسقف بس احنا بشر بتحكمنا قوانين هندسه وعمار أما ربنا بيحكم الدنيا بحرفين كن فيكون ربنا رفع السما وجعل عرضها وحجمها لفوق عشان احنا نبص على السما نلاقيها مستويه ودى اسمها صنعة الله وإبداعه عز وجل فهمتى
هزت صالحه رأسها بأه
بيومى: والله طب فهمتى إيه
صالحه: ان مفيش فى السما سمك
ضحك بيومى وقال: هو ده اللي انتى فهمتيه بس
صالحه: يعنى ماما في الجنه مفيش عندها سمك
بيومى: لا يا حبيبتي فيه في الجنه كل إللى نفسك فيه يعنى لو عايزه سمك هتلاقى سمك
صالحه بفرحه: بجد
بيومى: بجد
صالحه: مقلى
بيومى: شوفوا البت بصى انتى تاخدى العشره جنيه دى تجيبى لك حاجه من الدكان
صالحه: طب ومنصور
بيومى: خد يا منصور انت كمان
اخد منصور الفلوس بفرحه طفوليه وسحب الحبل وربط إيده مع صالحه قبل مايخرجوا سوا
بيومى: البت دى نبيهه ومخها حاضر وبكره هتبقى حاجه كبيره أوى بس انت اهتم بتعليمها بس هتعمل ايه مع منصور لما هى تروح المدرسة
الحاج سعيد: وقت المدرسه يحلها ربك وأنا ان شاءالله هوديهم مولد السيد البدوي يفرحوا وينبسطوا قبل ماتبدأ المدارس
كل الأولاد: واحنا يا جدول خدنا معاك يا سيدى
الحاج سعيد: لأ هاخد صالحه ومنصور بس
حسانين: ليه بس يا أبه ماتاخد العيال معاك ينبسطوا اشمعنى صالحه ومنصور
الحاج سعيد: إنتوا موجودين إللى عايز ياخد عياله ويروح لكن دول ايتام ملهمش حد يخرجهم غيرى عشان كده مش هاخد حد غيرهم
وفي المولد كان عمران بالألعاب والخيام وفي كل مكان تسمع المنشدين والمداحين بيغنوا
والباعة في كل مكان بيبيعوا ألعاب الأطفال زى الطبله والزماره والعربيه والحصان البلاستيك
كانت الحاج سعيد ماشى وفي إيده اليمين ماسك منصور وماسك صالحه بالشمال وهما بيضحكوا ويلعبون
صالحه: مرجيحه يا سيدى انا عايزه اتمرجح
سعيد: إنتى مش بتزهقى طيب تعالى وراحوا عند صاحب المرجيحه وقال: ركب الاتنين دول
ركبت صالحه وبدأت تهز فيها وترتفع المرجيحه ومنصور بيضحك وبعدها بدا يخاف ويمسك في صالحه إللى وقفتها عشان اخوها لحد ما وقفت
صالحه: ياسيدى امسك منصور عشان أنا عايزه المرجيحه تلف بيا
فضحك سعيد وهو معجب بشجاعة صالحه وجرأتها فقال: تعال يا منصور اقف جنبى وقال لصاحب المرجيحه : البت عايزه تلف بالمرجيحه
قام الراجل بربطها بالحبل عشان ماتقعش من
المرجيحه وبدأ يدفعها بقوه لحد مالفت لفه كامله ورا لفة والناس بتتفرج على البنت الصغيره الجريئه والبعض بيصورها بالمحمول
لحد ما وصلت لخمس لفات وبعدها وقف الراجل المرجيحه فنزلت صالحه وهى بتضحك وقالت بحماسة: شفتنى يا سيدى شفتنى وأنا بلف بالمرجيحه
ضحك الحاج سعيد وقال: شفتك يا عفريته يالا عشان أفرجكوا على باقى المولد
راحت ابتسامة صالحه وهى بتقول لجدها: فين منصور يا سيدى
بص سعيد جنبة واكتشف إن منصور مش واقف جنبه فصرخ بفزع وقال
(( منصور))
&&&&&&&&&&&&&&&&&
منتظره رايكم في البارت وان شاءالله هنزل ثلاث بارتات كل اسبوع ايام السبت والاثنين والاربعاء ان شاءالله
مع خالص تحياتي للجميع وشكرا حياة محمد الجدوى
•تابع الفصل التالي "رواية صالحة أخت منصور " اضغط على اسم الرواية