رواية مطلوبه للانتقام الفصل الثاني 2 - بقلم هبه ابو الفتوح

 رواية مطلوبه للانتقام الفصل الثاني 2 - بقلم هبه ابو الفتوح


أغلق العقيد عيناه نصف غمضة، واقترب منها قليلًا وهو يقول بنبرة متسائلة:
ـ وإيه اللي يخلي واحد في تعداد الموتى أو على فراش الموت، يقول الأدلة دي ويدلي بالإفادة دي؟ تقريبًا ده واحد شبه ميت، وما أظنش إنه هيكذب في اللحظة دي.
ارتعشت شفتاها قليلًا قبل أن تهتف:
ـ شافني.
رفع حاجبيه باستفهام، فأكملت موضحة:
ـ كانوا خمسة اتنين في الجنب اليمين، واتنين في الشمال، والخامس واقف فوق راسه وأنا كنت وراهم، على بعد أمتار بسيطة جدًا، لدرجة إني كنت قادرة أسمع هم بيقولوا إيه وراسه كانت ناحيتي شافني وأنا بصور أعتقد ده السبب اللي خلاه يتكلم.
أطرق العقيد للحظة، ثم قال:
ـ هممم… بما إنه اتكلم وهو عارف إنك بتصوري، يبقى هو فعلًا كان محتاج اللي حصل يبقى دليل مع حد طيب… توقعاتك إيه للّي جاي يا جود؟
رفعت رأسها بثبات وقد تلألأت عيناها بالغضب المكبوت:
ـ هكمل في القضية دي ومش هتراجع بعد اللي حصل كفاية الطريقة البشعة اللي الراجل اتقتل بيها، مستحيل أصدق إن دي حياة بني آدمين… كانوا بيضحكوا كأنهم بيتفرجوا على فيلم وثائقي!
قال العقيد بنبرة حاسمة وهو يضغط على كلماته:
ـ لا يا جود أنا يستحيل أضحي بيكِ وأسيبك في القضية دي كفاية اللي حصل، وكفاية اللي عشتيه أنا مش عارف لولا إنك هربت منهم كان ممكن يجرى لك إيه ابعدي عن كل ده وهخلي حد تاني يمسك القضية مكانك لأن ده خطر إحنا بنلعب مع شخص مجرم.
نهضت فجأة، وانتصبت واقفة أمامه بعزم، ثم قالت بلهجة صارمة لا تقبل الاعتراض:
ـ أنا بعد اللي حصل النهاردة وشفته قدامي عمري ما هتراجع عن القضية دي! ولو على رقبتي.
بهذه الكلمات أعلنت اعتراضها الواضح على أي رفض قد يقابلها مستقبلًا بخصوص تلك المهمة لقد صارت القضية بالنسبة لها مسألة شخصية، بعدما كانت في البداية مجرد ملف رفضت استلامه.
لكن الأمر لم يمر ببساطة، فالعقيد أعند منها، ورد عليها بندّية واضحة:
ـ الأمور مش بتتاخد كده يا جود! في حاجة اسمها أخد وعطا، مش بالعافية وبعدين إحنا بنتكلم دلوقتي في مسألة حياة أو موت إنتِ لوحدك هتوجهي العالم ده؟ متخيّلة الموقف هيبقى عامل إزاي؟ متخيّلة إنك هتقفي ترافعي قدام رشاد النمر اللي في الأول أصلاً كان عايزك في صفه؟ فوقي يا جود… القرار مش قرارك لوحدك.
ـ أنا قلت في البداية ما حدش هيمسك القضية دي غيري، ومش هسيبها غير على رقبتي. ومعروفة كلمة جود المصري ما بتنزلش إلا على موتها ورُفعت الجلسة.
أغمض عينيه وأخذ شهيقًا عميقًا يسترد به بعضًا من صبره الذي نفد من ذلك الحوار القصير. أومأ برأسه موافقًا على ما تقوله مؤقتًا حتى لا تفعل شيئًا يعود عليها وعليهم بالعكس، فهو يعلم جيدًا عقلها العنيد والقوي.
ـ جود.
رمقته باستفهام، فأكمل:
ـ هخليكي تتابعي القضية دي، بس بشرط واحد.
ـ إيه هو؟
ـ هيكون معاكي حارس شخصي ملازمك زي ظلك وما تقلقيش، مش أي شخص كده وخلاص من شركة حراسة، لا، هيكون ضابط في وحدة العمليات الخاصة يعني أعلى كفاءة من كده مش هتلاقي. وده هيكون ملزم إنه يحميكي بحياته، وعليكِ إنك تحترميه وتسمعي كل كلمة هيقولها لك وده الشرط الوحيد اللي قصاده هقبل إنك تستلمي القضية لوحدك.
لو بس فكرتي إنك تعترضي أو تحطي شرط إنك مش هتاخديه معاكي حراسة، اعتبري إن بكلمة واحدة مني، لا، مش بكلمة... بإشارة واحدة من صباعي، هتكوني متحوّلة للتحقيق فترة محترمة، هتتوقفي بيها عن العمل، والقضية هيستلمها أي محامي غيرك بكل بساطة وقدامك الأمرين تختاري ما بينهم... وفورًا.
أغمضت عيناها وبدأت العدّ التنازلي، لعلّه يهدأ من لسانها السليط، والذي إن فلت سينزل كالسوط عليه:
ـ موافقة على كل حاجة هتطلبها مني، بس في المقابل ما حدش هيمسك القضية دي غيري.
التفت إليها بدهشة؛ كان يعتقد أنّه عندما يضع أمامها ذلك الشرط سوف ترفض بلا اهتمام، فهي تكره التحكّمات والأوامر. ولكن أبهرته بانضباطها وموافقتها السريعة في خلال عشر ثوانٍ فقط. مال برأسه قليلًا إلى اليسار، قطّب حاجبيه وأغلق عينيه نصف غمضة، وقال بتوجّس:
ـ متأكدة؟
اعتدلت في استقامتها وقالت بثقة:
ـ زي ما أنا شايفاك قدامي.
أمسك هاتف المكتب وقام بالاتصال على أحدهم، ثوانٍ معدودة وأتاه الرد.. صمت قليلًا يستمع لمن يتحدث في الجهة المقابلة، ثم قال بعد إذن:
ـ تمام، تقدر تتفضل دلوقتي.
تحرّكت عيناها تتابع كل ما يفعله بانتظار نتيجة هذا الأمر، للمرّة التي لا تعلم عددها ظفرت بضيق وجلست على المقعد، واضعةً قدمًا فوق الأخرى، وأمسكت قلمًا بين يديها تحرّكه في حركة استراتيجية تعشقها كثيرًا كانت عيناها تراقب حركات القلم بين أصابعها بتركيز شديد، حتى قاطع تركيزها صوت طرقات الباب ودخول أحدهم.
لم تهتم كثيرًا، ولكنّها انزعجت من رائحة عطره التي فاحت في المكان وضعت القلم في مكانه، وأسندت رأسها إلى إصبعها، وهي تحوّل نظرها لترى من دخل.
كان رجلًا في بداية العقد الرابع من عمره، طوله يناهز المئة والتسعين، بشرته قمحية، وجسده مشدود، عيناه حادتان. هذا كل ما استنتجته عنه عندما تفحّصته بنظرة خاطفة. زاحت عيناها بلا مبالاة لذلك الذي ينظر إليها بكبرياء، بينما اقترب هو باحترام وقدّم التحيّة العسكرية للعقيد وقال:
ـ يمان الكيلاني، عمليات خاصة، مع حضرتك يا فندم.
ربت العقيد على كتفه وقال:
ـ كلّي عشم فيك يا يمان. هتكون مسؤول عن حماية المحامية جود المصري لفترة، مش عارف قد إيه بالظبط، لكن لحين انتهاء الأمر هتكون ملازم ليها زي ضلها.
أجابه برد تقليدي، لكن بلا لباقة:
ـ بروحي يا فندم... أمرك.
ـ جاهز من إمتى؟
ـ دلوقتي يا فندم.
أشار العقيد إلى جود، التي كانت تجلس بظهرها إليهما بعدم اهتمام، وقال:
ـ جود المصري... محامية جنائية عندها 28 سنة. هي شخصية صعبة شوية، لكن أنا اخترتك إنت بالذات عشان عارف إنك كفاءة، وهتقدر عليها وعلى حمايتها.
تنهّد قليلًا قبل أن يكمل:
ـ هي من أكفأ المحامين في مجالها من فترة، واحد من الموكلين طلب إنها تكون محاميته الخاصة في قضية قتل مرتبطة بقضية مخدرات وآثار... والمتهم فيها بكّار النمر، أخو رشاد النمر. ورشاد بنفسه هو اللي طلب توكيلها.
ابتسم بسخرية خفيفة وأضاف:
ـ القضية الأساسية اللي أخدها أخوه كانت القتل لكنها رفضت، أول ما عرفت سيرتهم الذاتية... الغنيّة عن التعريف وعرفت إن الموضوع كله مش حقيقي وإن أخوه مذنب بس رشاد ما اتعودش حد يرفضله أمر... تقريبا من وقتها وهو حاططها في دماغه.
نظر في عيني يمان بجدية وقال:
ـ وحاليًا مش تقريبًا.. ده رسمي بعد ما شهدت على جريمة قتل حصلت من أحد رجالة رشاد النمر لشاهد كان المفروض يشهد زور في قضية بكّار. والكارثة إنها معاها دليل صوت وصورة وأنا متأكد إن بعد اللي حصل ده رشاد مش هيسيبها إلا لما يخلّص عليها، أو يتأكد إن الدليل اختفى.
أخذ نفسًا قصيرًا وختم كلامه:
ـ مهمتك دلوقتي إنك تاخدها وتبعد بيها عن هنا لفترة مؤقتة وهي هتتابع تفاصيل القضية من خلالنا ولو اضطرت تنزل... هتنزل، بس إنت لازم تكون معاها.
كان يمان يتابعها بنظرات متفحّصة، بينما هي لم تُكلّف نفسها حتى الالتفات إليه أو متابعة حديث العقيد الأخير كان يُعيد ترتيب شخصية تلك الفتاة أمامه، وكأنه يُمهّد ليَمان كيف يتعامل معها.
أنهى العقيد حديثه ثم هتف بجود أن تقترب ليتعارفوا.
نهضت بلا مبالاة، وتحركت بخطوات واثقة... خطوات أفعى تتلوى بجسدها، يصدح صوت كعبها في أرجاء الغرفة وكأنه إعلان حضور عينا يمان انزلقتا إلى خطواتها، يتابعها من الأسفل إلى أن وصلت أمامه.
حينها قال ببرود:
ـ أربعين خطوة... كان ممكن تمشيهم في عشرين. ليه اتأخرتي؟
رفعت رأسها، والتقت عيناه بنظرة حادة لم تُزَح عنها لحظة، ثم أجابته:
ـ حبيت آخد راحتي في كل حاجة... حتى وإني أجي أتعرّف على الحارس الشخصي بتاعي.
ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه، وأجابها بنفس النظرات الحارقة:
ـ كويس... لأني أنا كمان بحب اللي بياخد راحته في كل حاجة.
ظلّت عيناهما متشابكتين كأن الزمن توقف، لا أحد منهما يملّ من الآخر حتى قاطعهم العقيد شهاب بابتسامة متعمدة:
ـ أظن كده اتعرفتوا على بعض كويس. دلوقتي يا جود، الظابط يمان هيكون ملازمك لحد نهاية الأسبوع ده في بيتك. هنظبطلك رحلة ومكان آمن تقعدي فيه بعد كده. لوقتها، مش هتتحركي خطوة من غيره... حتى في البيت، هو هيكون في الملحق اللي تحت، وإنتِ في الدور اللي فوق ما تقلقيش، يمان محل ثقة، واعتبري طول ما هو معاكي أنا موجود.
أمسكت جود بالكوب ورشفت رشفة صغيرة، ثم أعادت وضعه بإيماءة مائلة، قبل أن ينقلب على الطاولة في لحظة خاطفة، مدّ يمان يده والتقط الكوب قبل أن يسقط، ثم أعاده مكانه بثبات تابعت جود الموقف بعينيها، ابتسمت ابتسامة غامضة، ثم أمسكت حقيبتها ونهضت بشموخ. وألقت كلماتها وهي تدير ظهرها لتغادر:
ـ شغله ابتدى معايا من أول ما أنقذ الكوباية... أنا ماشيه.
تابع يمان حركتها بنظرة صامتة، بينما التفت شهاب إليه بابتسامة محرجة وقال:
ـ هتتعود... هي كده.
أومأ يمان بتفهم، ثم تحرك بخطوات ثابتة خلفها محاولًا اللحاق بإيقاع خطواتها الواسعة وصلت إلى سيارتها ومدّت يدها لتفتح الباب، لكنه باغتها حين وضع قبضته بقوة على الباب وأغلقه بعنف، مانعًا إياها من الصعود قال بصوت حازم:
ـ أول حاجة لازم تعمليها... تنسي عربيتك دي في الخمس وثلاثين دقيقة اللي قعدتيهم جوه، ممكن تكون اتزرعت بجهاز تتبّع، جهاز تصنّت... أو حتى متفجّرة تخليك أشلاء في ثانية.
تجمدت جود في مكانها للحظة، عينها تبحثان عن أي ذرة كذب في ملامحه، لكنها لم تجد سوى الصرامة تراجعت خطوتين للخلف، ثم رفعت حاجبها وقالت ببرود متحدٍ:
ـ تمام... عربيتك فين؟
لم يجبها بكلمة، بل حرك رأسه إشارة مقتضبة واتجه للأمام، فتبعته دون نقاش فتح لها باب سيارته بحركة عملية لا تحمل أي مجاملة، فصعدت وجلست، ثم التحق بها ليجلس في المقعد الأمامي خلف عجلة القيادة.
بعد دقائق من القيادة الصامتة، نظر إليها من المرآة الأمامية وسأل بنبرة عملية:
ـ المكان فين؟
أخرجت هاتفها من الحقيبة، وفتحت الموقع وأرته اللوكيشن، فاكتفى بهز رأسه وبدأ في السير وفقًا للإشارة.
ظلّ الصمت مسيطرًا على الأجواء جود أسندت ذقنها إلى يدها، تحدّق في النافذة بملامح متحفظة، تتجنب أي احتكاك معه من لحظة ما أخبرها العقيد أن شخصًا سيتولى حمايتها، شعرت بالكراهية تُغلف صدرها تجاه هذا الظل الجديد. لم تكن طفلة لتحتاج وصيًا، ولا امرأة هشة تبحث عمن يمسك يدها كان بإمكانها أن ترفض وتثور، وهي قادرة على الردّ وبقوة، لكن تهديد العقيد بتحويلها للتحقيق لم يكن للمزاح.
ابتلعت الأمر مؤقتًا لكن بداخلها كانت تغلي ـ هل ينقصني رجل يجعل مني ثلاثة عشر امرأة أخرى؟ يتتبعني أينما ذهبت؟ يا لهذا الحظ المقزز.
وقفت السيارة أمام بناية فاخرة شاهقة، ترجّل يمان بخطوات واثقة واتجه نحو المدخل توقعت جود ـ بعنادها المعروف ـ أن يفتح لها الباب مثل أي رجل محترم، لكنّه لم يفعل أغمضت عينيها بيأس وهمست ساخرة بصوت خافت:
ـ يا معين موسى على فرعون…
ترجّلت هي الأخرى، وأغلقت الباب خلفها بقوة جعلته يلتفت للحظة، قبل أن يعود ببرود ليتفحص المكان من حوله، كأن شيئًا لم يكن. تابعت هي السير بخطوات ثابتة، دون أن تنطق بكلمة واحدة، وهو التزم الصمت خلفها كظل ثقيل.
وصلت إلى المصعد، ضغطت زر النزول وانتظرت وما إن انفتح الباب، دخلت بسرعة وضغطت زر الإغلاق قبل أن يتمكن من اللحاق بها التقت عيناها بعينيه لوهلة قبل أن تنغلق الأبواب بينهما، نظراته ثابتة ويداه معقودتان خلف ظهره، وكأنه أراد أن يثبت لها أنه غير معني بلعبة العناد تلك.
داخل المصعد، أغمضت عينيها بإرهاق، الصداع ينهش رأسها منذ الصباح، يجعلها بالكاد قادرة على السير ظلّت هكذا حتى وصل المصعد إلى الطابق العاشر فتحت عينيها على صوت الأبواب وهي تتراجع للخلف... فشهقت بذهول.
ـ إيه ده؟!
كان واقفًا أمامها بنفس الوقفة التي تركته عليها في الأسفل، عينيه الحادتين تتابعانها دون أن يرمش، حتى أنها للحظة ظنت أن المصعد لم يتحرك أصلًا. التفتت بسرعة إلى لوحة الأرقام، ثم إلى شقتها خلفه، فهزّت رأسها بلا مبالاة، كأنها ترفض الاعتراف بدهشتها.
تحركت نحو الشقة وفتحت الباب، تاركةً المجال أمامه دخل هو بخطوات هادئة، وظل واقفًا عند العتبة يتأمل المكان أشارت بيدها ببرود:
ـ دي غرفة الضيوف في الطابق السفلي… هتكون ليك طول فترة إقامتك أنا فوق في الدور الثاني عندك مطبخ، حمام، كل اللي تحتاجه أتمنى الفندق يعجب حضرتك.
انتهت وأخذت حقيبتها وصعدت على الدَّرج إلى الدور الثاني، ظلّ هو يتابع خطواتها، ثم أخذ حقيبته واتجه إلى الغرفة التي أشارت عليها دخل الغرفة وأغلق الباب خلفه، وقبل أن يتحرّك تفحّصها بعينيه، ثم اتجه إلى الخزانة ووضع حقيبته بداخلها دون أن يفرغ محتوياتها، وألقى بجسده على الفراش أغمض عينيه قليلاً يتأمل ما حدث في يومه وكيف انتهى به الأمر في بيت أنثى السلطعون تلك الحادّة والقويّة.
نهض مرة أخرى متجهًا إلى المرحاض ليقضي حاجته، وأخذ معه ملابس النوم ليستعد لليلةٍ حافلة بالأحلام السعيدة... أو هكذا كان يظن.
مرَّ يومان بلا جديد؛ كان يستيقظ في الصباح ويغادر المنزل، يذهب إلى أي مطعم قريب ليأخذ حاجته من الطعام، ثم يعود مرة أخرى، يجلس أمام المنزل ويدخل في موعد النوم. كان يتجنب الحديث معها إلا في الضرورة فقط.
وفي هذين اليومين، ارتفع صوته فوق معدّله الطبيعي الذي اعتاد عليه طوال حياته؛ إذ كانت دائمًا تحاول أن تستفزه وتُخرج أسوأ ما فيه، لكنه كان على درجة عالية من ضبط النفس وردّ الفعل. 

•تابع الفصل التالي "رواية مطلوبه للانتقام" اضغط على اسم الرواية

تعليقات