Ads by Google X

الروايات كاملة عبر التلجرام

رواية حرب سقطت راءها الفصل الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم نورا عبد العزيز

الصفحة الرئيسية

 رواية حرب سقطت راءها الفصل الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم نورا عبد العزيز



وصل "هادى" إلى شقته وولج ليجد "قُدس" جالسة بجوار "ليان" على الأريكة وتحمل طبق من الفشار بينما الأخرى تمدد جسدها على الأريكة وتتناول قطع التفاح وعينيها تحملق فى الهاتف فقال :-
_ سلام عليكم

_ وعليكم السلام يا بابا
قالتها "قُدس" ونظرت إلى أختها التى انقطعت عن رد السلام بزمجرة منها رافضة الحديث مع والدها كما رفض هو علاقتها بـ "جلال" فرفع حاجبه بحدة وقال بتحدٍ:-
_ أوعى تفتكري يا قُدس أن طريقتك دى هتجيب معايا ولا هتلوى دراعي

نظرت "قُدس" إلى والدها ولم تفهم شيء من حديثه، تحدثت "ليان" وعينيها لم تُرفع من الهاتف قائلة :-
_ خليكِ يا قُدس معانداني وأنا برضو مش هغير رأي

فهمت "قُدس" أن الحوار يدور بين الابنة العنيدة ووالدها الأعند، كانت صفة العند ورثت من والدها، تنهدت "قُدس" بضيق ثم قالت بلطف:-
_ حقيقي هذا الشبل من ذاك الأسد ، وأخرت العناد اللى قايم بينكم دا، دى مش طريقة مناقشة يا بابا

ألتف "هادى" يدخل إلى غرفته ببرود وقال بجدية:-
_ أنا كلامي مش هغيره ولو حكم الأمر ان أبلغ عنه او أقتله هعمل كدة

استدار إلى بناته من جديد بوجه غاضب ثم قال:-
_ وأنا قُلتها للمحروس ، أنا دخلت السجن عشان جريمة معملتهاش عشان أفدى ابن أخويا السٌكرى اللى مفيش منه فايدة أصلًا بما بالكم بقى أنا ممكن أعمل أى بقى وأدخل السجن عشان بنتي ولحمي ودمي

دلف إلى غرفته وأغلق الباب بقوة شديدة جعلت "قُدس" تنتفض من محلها فقالت "قُدس" بقلق وعينيها تحملق بأختها :-
_ وبعدين فى العناد دا يا ليان، دى مش طريقة كلام مع بابا وهو أب وخايفة على بنته

أعتدلت "ليان" فى جلستها بهدوء ثم قالت بحزم تحاول كبح غضبها والسيطرة على العصبية من أجل تعافيها :-
_ وأنا اخترت جلال وأن أنطبقت السماء على الأرض مش هغير قراري، أنتوا يمكن لسه متعرفونيش لكن حقيقي أنا عمري ما تراجعت عن قرار أخذته واللى فى دماغي بعمله، وخلى بالك ووصلي لأبوكِ أني عشت من غيره 19 سنة عادي جدًا وممكن أكمل الباقي من عمري غيره عادي ....ملحقتش أتعلق بيه فميراهنش أوى على كونه أب أو حتى وجودي كأبنه له ، عرفيه بلاش يتحط فى كف قصاد جلال او أى قرار أخذه لاني هختار قراري عادي جدًا

دلفت إلى غرفتها هي الأخرى فألتفت "قُدس" بخوف من حديث أختها التى تشبه التهديد الصريح بتفضيل حبيبها رئيس العصابة عن والدها ، نظرت جانبًا بقلق واضحٍ لترى "ياسمين" جالسة على السفرة تقطع البطاطس لشرائح من أجل أعداد الغداء، تحدثت "ياسمين" بنبرة خافتة:-
_ دى حقيقي ليان عنيدة جدًا وعمرنا ما قدرنا نغير قرار أخدته أو حتى نعترض ، زى سفرها للقاهرة رغم رفضنا هربت من البيت وجت عادى على القاهرة تقضي يومها ومهتمش أبدًا بأمها وأبوها اللى عاشت معهم 19 سنة فمتتوقعيش أنها تهتم بأب لسه ظاهر فى حياتها

حديثها زاد الغضب أكثر بداخل "قُدس" وأقتربت لتجلس مع "ياسمين" .......

_____________________________

أوقف "يزيد" سيارته أمام المطعم ونظر إلى "ليل" التى طلبت مرافقته معها ولم يتأخر فى تلبية طلبها، نظرت "ليل" إليه وقالت بتوتر:-
_ ممكن لو أتأخرت تيجي تأخدني

اومأ إليها بنعم ولم يفهم سبب توترها الواضحة فى ملامحها الشاحبة وعينيها المتورمة وأثر قلة النوم والسهر واضحين بها، خرجت "ليل" من السيارة مُترددة وقدميها تزحف فى الأرض لا تقوى على الذهاب إلى هذا القاتل ولقائه وحدها بعد أن هربت منه سابقًا ، نظر "يزيد" نحوها وهى لم تغلق الباب بعد ويديها مُتشبثة به فقال بحزم:-
_ تحبي أجي معاكِ ؟

نظرت إليه مُطولًا بحيرة وقلب ضعيف خائف يترجف من الخوف، هز راسه بنعم وفتح حزام الأمان ثم ترجل من سيارته ثم ألتف حول السيارة ويضع الهاتف فى جيبه ثم أشار إليها بأن تتحرك لتخطو خطوتين ثم أغلق باب السيارة وقال بجدية:-
_ أدخلى وأنا هكون على الترابيزة اللى جنبك لو حصل حاجة بس أقفي وأنا هكون فى ظهرك

أومأت إليه ببسمة خافتة تخفي خلفها الخوف بعد أن أشعرها بالطمأنينة والأمان قليلًا بوجوده جوارها أقرب، تنهدت بأريحية من كلماتها الدافئة التى لحقت بها ثم قالت :-
_ تمام

دلفت إلى المطعم حيث "عمران" وأخذت نفس عميق قبل أن تدخل ومن ثم بدأت فى السير نحوه حتى راها ووقف ليمد يده إليها لتقول بضيق:-
_ خير أن شاء الله ، كنت مُصر على مجيئتي

قالتها وهى تسحب الكرسي لتجلس متجاهلة يده المُمدوة جدًا فرمقها بتعجب من برودها ليهدأ من روعته وجلس على مقعده حادقًا بها بجدية قال:-
_ خير أنتِ يا ليل؟ متغيرة ليه عليه؟

ضحكت بخفة عليه وقالت بسخرية:-
_ أعتقد أن امثالك الخونة مينفعش معهم غير كدة ؟

أتسعت عينيه قليلًا على حديثها وقال بدهشة أكبر:-
_ والله ، وأي كمان؟ أنا خونتك فين؟

تبسمت بمكر عليه وقالت:-
_ فين؟، قول مخونتنيش فين يا عمران؟ أنا جيت مش عشان أسمع تبريرك ولا أوجد لك أعذار ونتناقش أنا جيت عشان أقولك انى مش عايزة أشوف وشك تانى فى حياتي ولو فكرت مجرد تفكير تقرب مني أو حتى تتصل بيا أو بأمي مش هتلاقى غير جارحي قصادك ووريني هتقدر على دا ولا لا

وقفت من مكانها لتغادر فأمسك "عمران" يدها بقوة من هذا الجنون وأنفصالها عنه فجأة ، قال بغضب:-
_ أنتِ بتقولى أى؟ حصل أى عشان تسيبني ؟ أنا متسابش يا ليل

أحتدت عينيها بغضب شديد وهى تحاول أفلات يدها منه بالقوة ولكن قوتها ضعيفة جدًا أمام بنيته الجسدية فتحدثت بضيق:-
_ سيبي أيدى

قبل أن يتحدث كان قد ظهر ظله ووقف بالمنتصف يسحب يد "عمران" عنها بالقوة وقال "يزيد" بحزم:-
_ سمعتها بتقولك تسيب أيدها

نظر "عمران" إلى "يزيد" بغضب وقال بانفعال شديد وعينيه تلتهم "ليل":-
_ أنتِ جايبة البودى جارد بتاعتك معاكِ تتحامي فيه؟

تحدثت بغضب شديد وهى تتشبث بذراع "يزيد" من الخلف تختبي به قائلة:-
_ لازم أجيب بودى جارد وأنا جاية أقابل قاتل ومجرم زيك، وعز وجلالة الله يا عمران لو قربت من طريقي تاني لأكون فاضحك ومعرفة الجارحي كل حاجة

ألقت بخاتم خطبتها فى وجهه وهى تسحب "يزيد" من ذراعه للخارج الذي صُدم بكلماتها، سار معها للخارج حتى وصله إلى الطريق فسأل بضيق:-
_ أنتِ قصادك أى بالكلام اللى قُلتيه جوا دا

تنهدت بتعب وهى تشعر باختناق شديد فى صدرها وقالت بأرهاق:-
_ بعدين أحكيلك ، مشيني من هنا الأول وفى الطريق أحكيلك كل حاجة

سار معها إلى السيارة وألتف ليفتح باب السائق فُصدم بها تهتز بضعف وأصابها دوران برأسها الصغير فسال بهدوء:-
_ أنتِ كويسة ؟

هزت رأسها قليلًا تحاول مقاومة دوران رأسها لكنها لم تستطيع التغلب عليه وسقطت فاقدة للوعي ليلتف "يزيد" بسرعة جنونية نحو السيارة إليها وجلس على ركبتيه يرفع رأسها الصغير على ذراعه مُناديًا إياها بقلق:-
_ ليل؟؟ ليـــــــــــــــــــــــل

لم تُجيب عليه فحملها مطوقًا خصرها بذراعه وفتح باب السيارة ليضعها بالداخل وأنطلق لأقرب مستشفى ثم دلف كالمجنون بها خائفًا أن يكون أصابها شيء، وضعها على فراش المرضى بغرفة الطوارئ وبدأ الأطباء يفحصوها مع الممرضين وهو مُنتظر بقلق وراء الستار الحاجز لا يعلم أيتصل بـ "الجارحي" أم ينتظر ليطمن وبعد مرور ساعة ونصف تقريبًا جاء إليه الطبيب وقال:-
_ هى كويسة مفيش داعى للقلق

_ أمال الإغماء اللى حصل دا أي؟
سأل بقلق عن حالتها وسبب ما حدث إذا كانت سليمة وبصحة عافية، فأجاب الطبيب بما صدمه فى أرضه:-
_ بسبب المخدر اللى فى دمها، واضح أنها أخذت جرعة مخدر قوية سببتهالها النعاسة

أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة قاتلة فهل "عمران" وضع المخدر فى مشروبها وكان ينوى السوء بها؟ لحسن حظها أنها جلبت "يزيد" معها لينقذها من شر هذا الرجل الغامض؟ وماذا كان ينوى أن يفعل بفتاة بريئة مثلها؟ ، فتح الستار قليلًا وجلس جوارها على المقعد الحديدي يحملق فى وجهها الصغير وهى كالأميرة فى نومها وتذكر لقائهما صباحًا وبكاءها، كانت جميلة تمامًا مثل الآن وكان الجمال خُلق لهذه الحورية الفاتنة ، بشعرها الأسود أو حجابها البسيطة فهى جميلة جدًا فظل "يزيد" يتأملها فى دقائق صامتة ولأول مرة يتجرأ على رفع النظر بها بهذه الجراءة دون أن يخجل أو يتحاشي النظر بها، لأول مرة يرى جمال وسط الحزن والبكاء، ليكمل جرائته بدون وعي منه عندما حرك جسدها يده ليلمس يدها الصغير ويربت عليها بحنان لكن سرعان ما فاق من هذا الشرود والإعجاب ليبعد يده بسرعة خائفًا من "الجارحي" وما سيفعله به إذا تجرأ وتخطي الحدود بينه كموظف لديه وبين أميرة من عائلته ؟ ، وقف من مقعده بعيدٍ جدٍ من الحرج والقلق .......

فجأة وبدون مقدمات أتاه هذه الجملة التى سقطت عليه كالقنبلة المُميتة فتحدث بتلعثم مُرعبٍ:-
_يعنى اي اختفت؟؟

مسك "هادى" لياقته بقوة وكاد أن يخنق أنفاسه بين يديه وهو يكرر ما قاله بحدة صارمة وعيني يتطاير منها الشر:-
_ليان اختفت من المستشفى، بنتي لو جرالها اى حاجة مش هتكفيني فيها روحك
ابعد "جلال" يده عن قميصه بصدمة قاتلة ولا يستوعب ما يسمعه واختفاء جميلته الفاتنة فقال بجدية:-
_ أنت متقدرش تعمل حاجة واللى كانت مصبرني على تصرفاتكم الغبية دى هي ليان.... كريم

ركض "كريم" نحوه يلتف حول السيارة بخوف من صرخة رئيسه فقال بغضب جنون وقلق يمزق قلبه:-
_ساعة لو ليان مظهرتش هتكون رقبتك أنت ورجالتك الثمن و...
قاطعهم جميعًا صوت أنكسار زجاج قوي وأرتطام هز جدران الأرض وأجسادهم التى أنتفضت من أماكنهم، ألتف الجميع على الصوت وكانت هناك جثة سقطت من فوق السطح على سيارة ليقترب الجميع وخرجت صرخة قوية من "هادى" حين رأي وجه هذه الجثة وكانت ابنته المفقودة غارقة فى دماءها، بينما تسمر "جلال" فى مكانه عندما رآها، هلع "كريم" نحوها يستشعر نبضات القلب ليجدها جثة باردة قد فارقت روحها الحياة ووسط صدمة الجميع، أقترب "الجارحي" من "هادي" يقول:-
_ عمي......

وقع نظره على الجثة فصدم وشل جسده محله وتساقطت الدموع بغزارة كالشلال من عينيه وزحفت قدميه بصعوبة من السيارة حتى وصل إليها ورفع يده يلمس رأس الفتاة مُتمتمًا بفزع:-
_ قُدس.... قُدس لا.... لا متسبنيش
ومن يخطأ فى زوجته، لتنزل الصاعقة الأكبر على"هادى" بفقد طفلته "قُدس" و الأخرى خُطفت من المستشفى، انهار "الجارحي" بجنون وهو يسحب جسدها الصغير من فوق السيارة إلى حضنه صارخٍ بأسمها بفزع.....

_قُــــــدس
صرخ بجنون بأسمها مُستيقظٍ من نومه ليُصدم بها أمامه جالسة وتمسك بذراعه قائلة:-
_ مالك يا جارحي، بقالك ساعة بتنادي علي

نظر إلى وجهها ويلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة من هذا الكابوس ولمس عنقها بانامله ليطمئن قلبه أنها بخير ومحبوبته بجواره ، فجذبها بقوة إلى صدره لتُصدم من لهفته وخوفه، يتصبب عرقًا بقوة من هذا الحلم المُرعب الذى رآه فى منامه ، لتطوقه بلطف وهى تربت على ظهره بحنان وقالت بحنية:-
_ أنا هنا يا حبيبي

أغمض عينيه بأريحية لسماعه صوته مُستنشق عبيرها الدافئ ليسترخي على الفراش وهو يجذبها لتنام بين ضلوعه حتى تخمد نيران عقله الذي أفقد صوابه للتو من هذا المشهد وما زالت رؤيتها غارقة فى دمائها أمامه تلازمه، تمتمت "قُدس" بلطف:-
_ كان حلم مُخيف

_ جدًا

تبسمت بعفوية ويديها تداعب صدره ببراءة ورفعت نظرها إلى وجهه تقول بمرح:-
_ بس أنت مبتخافش من حاجة خالص يا جارحي

أبتعد قليلًا ليخفض راسه تجاهها وهى بين ذراعيه ، تأمل وجهها الجميل وقال بخوف:-
_ بقيت بخاف، بخاف عليكِ من الزمن، بخاف أخسرك يا قُدس ، ببقي مرعوب ما دام الحاجة دى تخص

تبسمت بخجل شديد على حديثه الجميل رغم قلقه، تسللت يديها للأعلى من صدره إلى وجنتيه تلمس لحيته الناعمة وقالت بنبرة ناعمة وصوت أنثوي جميل:-
_ أنا هنا

مسح على شعرها الناعم بحب وقال بجدية محسومة:-
_ وهتفضلى هنا يا قُدس، اوعى تفكري تسيبني لأن وقتها معرفش أنا ممكن أعمل أى؟

تبسمت بسعادة من جمال حديثه وهذا الرجل الشرس حُب عمرها الآن يُحدثها عن مكانتها الغالية بحياته ليُعجبها الحديث جدًا فتابعت بسعادة تشاكسه:-
_ هتعمل أى؟

جذبها بقوة أكثر حتى بات يعتصر عظامها فى ذراعيه وقال بحزم ونبرة مُرعبة قائلًا:-
_ إياكِ يا قُدس، إياكِ تفكري فيها والله بهد الأرض على دماغك لو فكرتي تسيبني بعد ما أحتلتي قلبي وسكنتي فيه ، أنا متعرفيش ممكن أعمل أى عشان حاجة تخصني ما بالك بأميرة ملكت قلبي وانا اللى هربت منها عمر بحاله عشان متملكهوش ولا تدخله ودخلته غصب عني

أتسعت عينيها على مصراعيها بذهول تام وسألت بفزع من هول المفاجأة:-
_ هربت مني؟؟

_ طبعًا، يبقى راجل أعمي اللى يشوف بنت بجمالكِ وميعجبش بيها يا قُدس، أول مرة شوفتك فيها بفستان أحمر وحاطة ميكاب خفيف ولابسة كعب عالى وأتحولتي من طفلة بريئة جميلة لأنسة عروسة قمر، قلبي أنتفض نفضة عمري ما هنسيها وقتها قولتله أنت مجنون أتقبضت عشان قُدس العيلة، أكتشفت دلوقت أن النفضة دى كانت اول دقة قلب لكِ جوايا
قالها بأعجاب شديد وعينيه تتأمل صغيرته الجميلة فسالت بفضول أكبر وقالت:-
_ كان أمتى دا؟

_ يوم ما كنت رايح أخطب، نزلتي عليا يومها بكتلة تأثيرات ومشاعر لأول مرة بعرف حقيقتهم معاكِ، يوم ما سمعتي انى هروح أخطب وأغمي عليكِ يومها شيلتك بين أيديا مغمي عليكِ ولأول مرة بضمكِ فى عمري كله ، حسيت بدفء وقشعريرة ناعمة، مكنتش عايز أسيبك يومها من حضني بس وقتها فسرت دا أنك قُدس بنتي الصغيرة اللى شايل مسئوليتها لكن تاني يوم لما شوفتك بالفستان وكُنتِ فى كامل شياكتك وإناقتك أرتبكت أوي يومها وكنت هموت من غيظي لما قررتي تركبي مع عماد فى العربية ، كنت عايز أصرخ وأقول لا أنا لازم اخبيكي جوايا ولا أنك تركبي مع السُكري دى، فضلت طول الطريق عيني علي عربيته ليضايقك أو حتى تتخنقي من الركوب معه وفضل قلبي يضرب فى ضلوعي بقوة عشانك وأنا مش فاهم فى أي؟ لحد ما شوفت العروسة ووقتها بكل قوة منى كأني كنت مُنتظر أى سبب عشان أهرب ورفضت الموضوع ليلتها حصل اللى حصل وأدفنت كل البذور دى جوايا لكن بُعدك يا قُدس وهروبك مني كان نار بتحرق فيا وأنتِ مكملة عادي

كانت عينيها تدمع بحزن ممزوج بالفرح من حديثه وكيف حمل لها كل هذه المشاعر ولم يتفوه بكلمة واحدة أو حتى يلمح لها بشيء، سألته بضيق من صمته طوال هذا الوقت:-
_ طيب ليه ؟ ليه لما جيتلك قُلتلك أنى بحبك يومها لومتني وأتعصبت عليا؟

جلس أمامها يلمس وجهها بحنان وكأنه يخمد نيران شوق الذكريات التى أشتعلت بداخله وهو يتذكر الماضي معها وقال بحُب:-
_ مكنتش مفسر معنى اللى جوايا وحصل فيا ليلتها وقبل ما أخد وقت أفسر أو أتاكد أو حتى أشك أنى بحبك أو مُعجب بيكي لاقيتك قصادي بتقولى بحبك وكأن كل اللى حصل فيا كان مستني كمان أنك تربكني أكثر بأعتراف صريح منك، يومها كانت الغيرة بتأكل فيا لما شوفتك فى السطح مع عماد وجايبلك عصير وأنتِ راضية وقابلة، كان نار جوايا بتحرق فيا وأنا مش فاهمة سبب جنوني عليكِ أى، وحصل اللى حصل وقتها ، على قد ما كنت حاسس بسعادة وأنا بحضنك على قد ما كنت مرعوب من ربنا أنى أغضبه فيكِ فيحرمني منكِ، أنتِ أغلى حاجة فى حياتي يا قُدس، أنتِ بنتي اللى ربتها على أيدي وشلت همها من صغرها، أول حبيبة خطفت قلبى ليها، وأول واحدة أضمها فى حضني ، وأول واحدة أقولها بحبك وأول واحدة أجيبلها هدية فى الدنيا دى كلها، أنا عمرى ما أشترت هدية لواحدة غيرك، ولا شاركت واحدة غيرك كوباية قهوتي ، أنا طول الوقت بشرب قهوتي سادة لوحدي فى أى كافي ، أنتِ الوحيدة اللى بقبل أنى أشرب قهوتي معها وفى وجودها، أنا لما بفكر بلاقي أنكِ البنت الوحيدة فى عمرى كله من صغري لحد دلوقت ........

دمعت عينيها بعد أستيعاب للأمر وكيف هذا الرجل أحبها هكذا دون أن تدري أو تشعر حتى بهذا الحُب؟؟!!! ، جهشت باكية ليجفف "الجارحي" دموعها بأبهامه بلمسة ناعمة يربت على وجنتيها فتحدث بلطف لأجل دموعها الغالية:-
_ متبكيش وحياة جارحي عندك ما تنزلى دمعة واحدة ، دموعك غالية أوى يا قُدس عندي ومفيش حاجة تستاهل تنزل الدموع دى عشانها

_ أنا بحبك أوى يا جارحي ، بحبك من زمان أوى وندمانة على السنين اللى هجرتك فيها ، أنا أسفة
قالتها بضعف وحزن على ليالي كثيرة مرت فى بُعدهما ليقول بلطف يخمد نيران بكائها ودموعها بحب:-
_ وأنا بحبك يا قلب جارحي ، بحبك يا بنتى وعمرى وحياتي وسنيني وأيامي كلها ، أنتِ عمري يا قُدس، بس متبكيش
قالها برجاء مُتمني أن تلبي رجاءه وتتوقف عن البكاء فتعلقت بعنقه بحُب واستماتة ليطوقها بحنان هائمٍ بجمال سحرها وسيطرتها على مشاعره كاملة كأنها ألقت تعويذة سحرية على قلبه وعقله ليُغيب العقل عن التفكير لأي شيء غير محبوبته .......
دق باب الشقة بقوة ليتركها بفزع وخرج من الغرفة وصغيرته تخرج خلفه تركض وراءه حتى فتح الباب ودلف "يزيد" يسحب "ليل" خلفه وهى تبكي بخوف فرمقهما "الجارحي" بدهشة وأسرعت "قُدس" إلى "ليل" بفزع على صديقة طفولتها وقالت:-
_ مالك يا ليل؟ أنت زعلتها يا يزيد؟؟

نظر "الجارحي" إلى "يزيد" بغضب بعد أتهام "قُدس" له وكانت عينيه يتطاير منها الغضب وإذا كان أغضبها حقًا سيقتله فى الحال؟ فلا زالت "ليل" اميرة فى عائلته وجوهرة مصونة لعائلة أبو النور، تحدث "يزيد" بانفعال شديد فاقدًا أعصابه:-
_ قولي اللى قُلتهولي يا أنسة ليل؟

ظلت ترتجف وتبكي بخوف فجذبها "يزيد" من ذراعها بقوة وصرخ بها :-
_ قول

تلقى صرخ قوية من "الجارحي" يوقفه عما يفعله قائلًا:-
_ يزيـــــــــــــــــــــد أنت اتجننت ؟؟؟!!

ترك "يزيد" ذراعها بغضب من تصرفه وفقده للسيطرة فقال بغيظ:-
_ خليها تسمعك اللى سمعتهولي يا معلم جارحي

نظر "الجارحي" إلى "ليل" التى أختبت من الخوف بين ذراعي "قُدس" وتبكس مُتشبثة بذراع "قُدس" فقال بحدة:-
_ فى أى يا ليل؟

صمتت بخوف ليتحدث "يزيد" بأنفعال من صمتها قائلٍ:-
_ قوليله ، قوليله أن عمران هو السبب وهو اللى حرض على قتل صاحبتك قُدس وهو اللى قتل عياله ، قوليله أن دى الحقيقة

أتسعت عيني "الجارحي" على مصراعيها بصدمة الجمته وأنقبض قلبه فى محله لتبتعد "قُدس" هى الأخرى عن "ليل" بغضب شديد وقالت بصدمة قاتلة مُتلعثمة فى الكلمات:-
_ اى اللى بسمعه دا؟ ردي عليـــــا
قالتها بصراخ شديد وهى تمسك "ليل" من يدها بقوة ودمعت عينيها بحسرة ونظرة "قُدس" لها لاول مرة ترى فى خيبتها وحسرتها ، نظرت "ليل" إلى "الجارحي" بخوف يتملكها من التفوه بكلمة أمامه والآن بعد أن سمع الكلمات من "يزيد" أحتدت عينيه أكثر وبات الشر يتطاير من عينيه وكأنه سيقتلها بعينيه الآن ويدفنها فى أرضها .....

• تابع الفصل التالي "رواية حرب سقطت راءها" اضغط على اسم الرواية

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent