رواية حياة العاصم الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم سلوى عوض

 رواية حياة العاصم الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم سلوى عوض

بارت 22
منيره: ربنا يكمللي حملي على خير أنا وشوج، وكل واحدة حبلى.
أتصل بعاصم أطمن عليه، وبعد كده أروح أقعد مع جمر.
عاصم: (يحاول يغمض عينيه لكنه مش قادر ينام، رق قلبه على حال بنت عمه)
(يسمع رنين تليفونه)
عاصم: عامله إيه يا منيره؟
منيره: الحمدلله أنا زي الفل وكلنا بخير، المهم طمني عليك إنت.
عاصم: الحمدلله، بس والله في حاجه حصلت وواجعه قلبي قوي.
منيره: ليه؟ فيه إيه؟
عاصم: أول حاجه عمي انتحر بعد ما أخت مراته خدت كل فلوسه وخلّته على البلاطه، حتى بيته خدته.
منيره: يا مري، يا عيني عليه، بس ده كده يعني متزعلش مني، مات كافر.
عاصم: ياريت على كده وبس.
منيره: ليه؟ فيه إيه تاني؟
عاصم: بنته حياه، واد خالتها كان كاتب عليها وطلّقها، بس بعد ما خلاها مدمنه وحالتها تصعب على الكافر.
منيره: لا حول ولا قوة إلا بالله، وبعدين؟
عاصم: في راجل طيب وواد حلال وداها المصحه، وكمان بعت جاب مرات عمي، ودي كمان حالها حال.
منيره: إيه نشرة أخبار الحوادث ديه؟ 
(يضحك عاصم)
عاصم: انتي مافيش فايده فيكي.
منيره: هون على نفسك، كله مقدر ومكتوب، المهم عملت إيه مع أخوك وجدتك؟
عاصم: ما هو كمان سامر أخويا طلع مدمن.
منيره: إنت روحتله؟
عاصم: لأ، لسه، بكرة هاخد أستاذ مراد المحامي ونروح نزورهم هو وجدتي، ادعيلهم يا منيره.
منيره: ربنا يسترها عليهم.
منيره: خلي إنت بس بالك من نفسك.
عاصم: وانتي كمان خلي بالك من نفسك وكلي كويس.
منيره: حاضر، ربنا يوفقك ويجيبك لينا بالسلامه يا رب.
عاصم: هقفل معاكي وأنزل أقعد مع الأستاذ مراد وولده يحيى.
منيره: أوعى يكون عندهم بنات.
عاصم: لأ، ما عندهمش.
منيره: وإنت عرفتهم منين بقى؟
عاصم: بعدين أقولك.
منيره: طيب يا حبيبي، مع السلامه.
عاصم: مع السلامه يا حبيبتي.
(يغلق عاصم التليفون مع مراته وينزل يلاقي مراد قاعد ومعاه يحيى ابنه)
مراد: إنت ما نمتش؟
عاصم: والله لا عارف أرتاح ولا أنام حتى.
يحيى: بصراحه الله يكون في عونك، بابا حكالي على كل حاجه.
عاصم: ربنا يهون.
مراد: تعال بقى ناكل لقمه مع بعض، ويبقى عيش وملح.
عاصم: مرت عمي أخبارها إيه دلوقتي؟
مراد: أنا كلمت مدير مستشفى صاحبي، وخليت الرجاله ودوها هناك، واطمنت عليها كمان.
 بكرة إن شاء الله بعد ما نخلص زيارة سامر وجدتك، نبقى نروح نطمن عليها.
عاصم: كتر خيرك، تعبناك معانا.
مراد: لو قلت كده تاني هزعل منك.
يحيى: إنشاءالله كل حاجه هتتحل وترجع أحسن من الأول.
ويمر الليل علي الجميع وفي فيلا عامر نجد. نهله في حاله عصبيه 
نهله: انتي يا زفته!
الخادمه: نعم ياست هانم؟
نهله: نهال وحياه مش موجودين ف البيت، ممكن اعرف غارو فين؟
الخادمه: معرفش ياست هانم، احنا بعد ما وضبنا الفيلا تعبنا وكلنا نمنا، محسيناش بحاجه.
نهله: وفين وجيده؟
الخادمه: لسه نايمه.
نهله: نايمه ليه؟ فاكره نفسها هانم؟ امشي صحيها!
الخادمه: حاضر ياست هانم.
(ينزل عز بعد ما سمع صوت نهله العالي)
عز: فيه ايه علي الصبح بتزعقي ليه؟
نهله: نهال وحياه مش موجودين ف الفيلا.
عز: وايه يعني؟ غارو ف داهيه.
نهله: ايوه بس ازاي نهال خرجت وهي مبتتحركش؟ والشمامه التانيه ديه كمان؟
عز: متوجعيش دماغك، احنا كده ارتاحنا منهم.
(تدخل وجيده)
وجيده: أفندم ياست هانم؟
نهله: حضرتك نايمه لغاية دلوقت؟ بقا انا اصحي قبلك؟
وجيده: حقك عليا ياست هانم، راحت عليا نومه.
نهله: خلاص اخرسي، مشوفتيش حياه ونهال؟
وجيده: لا والله ياست هانم، انا بعد ما خلصنا ترويق الفيلا نمت ومحسيتش بحاجه.
عز: خلاص بقا، روحي يا بت جهزي الفطار.
وجيده: حاضر يابيه.
---
عز: اهدي بقا يا ناني، احنا كنا عاوزين كده من الاول.
نهله: بس انا كنت عاوزه ازل حياه ونهال وانا اللي اطردهم.
عز: مش قولنا خلاص؟
(يجيلها اتصال من مراد المحامي)
مراد: نهله هانم، كنت عاوز اقعد مع مدام نهال، لإن كان في مشروع بيني وبين عامر الله يرحمه، وكنت حابب اعرف منها لو هتكمل المشروع أو هتسحب المبلغ اللي عامر كان داخل بيه شريك معانا.
نهله: الصراحه أصل نهال أختي تعبانه وممنوع عنها الزياره، وحياه حالتها النفسيه صعبه جدًا ومش هتعرف تقابلها، برده الدكتور قال ممنوعه من الزياره. هو المبلغ كام حضرتك؟
مراد: المبلغ خمسة مليون مصري، والمكسب حوالي خمستاشر مليون لكل واحد فينا. طيب على العموم ألف سلامه عليهم، ولو حضرتك حابه أكتبلك شيك بالمبلغ أو ابعته مع أي حد من عندي.
نهله: هو المشروع كان إيه؟
مراد: المشروع كان تصدير دواجن للخارج.
نهله: ومعقول تجاره الدواجن تعمل المكسب ده كله؟
مراد: أكيد طبعًا، حضرتك عارفه إن المرحوم عامر كان بيحوّل التراب لدهب، وإحنا بالفعل أخدنا المزارع وجهزنا المجزر، وآسف نسيت أقول لحضرتك إننا كمان بنتاجر في المواشي.
نهله: ده عامر ده كان داهيه!
مراد: المهم، حضرتك أبعتلك المبلغ إمتى؟
نهله: هو أنا ممكن أشوف المزارع ديه؟
مراد: طبعًا يا أفندم، تحت أمرك أي وقت تحبيه.
نهله: خلاص، انتظر مني تليفون أبلغك بيه بالميعاد اللي هزور فيه المزارع.
مراد: تمام يا أفندم.
نهله: تمام، باي بقى.
مراد: مع السلامه.
(يغلق مراد الهاتف مع نهله، ثم يلتفت إلى عاصم ويحيى)
مراد: كده نقدر نقول إنها بلعت الطعم.
وانت بقى يا يحيى، عاوز منك خدمه.
يحيى: خير؟
مراد: عاوزك تكلّمني أصحاب المزارع أصحابك.
يحيى: ف إيه؟
مراد: لما نهله تحب تزور المزارع، تخلي أصحاب المزارع اللي حواليك كلها يقولوا إنها بتاعتي أنا وعامر.
يحيى: أنا كده فهمتك، سهله جدًا.
مراد: وعاوز بنت تكون حركه كده، بتلعب بالبيضة والحجر.
يحيى: بت تلعب بالبيضة والحجر؟ يبقى مافيش غير البت سهيله صاحبتي بتاعة الجامعه، هي حالياً شغاله محاميه بس محاميه شمال.
مراد: هو ده عز الطلب! كلمها وقولها إني عاوزها في شغل ضروري.
يحيى: دي كانت هتموت علشان تشتغل عند حضرتك.
مراد: لو نجحت في المهمه دي، هشغلها عندي بس شغل يمين.
أما انت بقى يا عاصم، فهتكون قدام نهله المعلم المسؤول عن جناين الفاكهه والخضار والمواشي ف الصعيد.
عاصم: تمام، تحت أمرك.
مراد: يبقى نشرب قهوه ونظبط الخطه.
---
مراد: تعالوا نقعد ف المكتب عشان نرتب الخطه.
عاصم: أنا ليا إضافة على الخطه بعد إذنك.
مراد: قول يا ابني.
عاصم: عاوزين واحد أجنبي أو واحد يمثل إنه أجنبي، على أساس يعني يبقى هو المستورد.
مراد: وده هنجيبه منين؟
يحيى: صعبه أوي دي.
عاصم: طب دقيقه، هعمل تليفون وإن شاء الله محلوله.
(يتصل عاصم بزوجته منيره)
منيره: لحجت، أوحشك؟
عاصم: بجولك يا منيره...
منيره: جول يا جلب منيره!
عاصم: جاعد مع ناس أنا.
منيره: حاضر، جول.
عاصم: قريبِك اللي ف بلاد برا.
منيره: مالُه؟
عاصم: عاوزِك تكلّميه وتقوليله إنك هتديني نمرته عشان عاوزه في شغل ضروري.
منيره: حاضر.
عاصم: بس الأول جوليلي هو شكله إيه؟
منيره: يعني إيه شكله إيه؟ شكله راجل زي كل الرجاله.
عاصم: منيره، فَوّجي معايا، يعني قصدي أسمر؟ أبيض؟ متعلم؟ ولا زي حالاتي جاهل؟
منيره: فِشر! مين ده اللي جاهل؟ ده إنت سيد الناس كلها، وبعدين ما إنت بتتعلم.
عاصم: يا أبوي عليكي، متصدّجي موضوع وتقعدي ترطي! بجولك معايا ناس.
منيره: هبعتلك صورته على الواتس.
عاصم (بغيره): وهو صورته بتعمل إيه عندك؟
منيره: يا قلبي، بتغير عليا؟
عاصم: بجول بغير عليكي!
منيره (بتضحك): ارتاحت؟
عاصم: اعملي معروف، أنا جاعد مع ناس، عيب كده.
منيره: طيب أعمل إيه؟ مش بتجولي هتبعتلي صورته؟
عاصم: منيره!
منيره: يا حبيبي، هو حاطط صورته على الحاله ف الواتس، هاخدها وابعتهالك، وبعد كده تشوف لو صورته عجبتك ابقى كلّمه.
عاصم: إيه "عجبتني" دي؟ كل الحكايه إننا عاوزين واحد شكله أجنبي ويعرف يتكلم أجنبي.
منيره: ده ينفع ونُص! خليك معايا أبعتهالك.
(ترسل منيره الصوره لعاصم)
عاصم: إيه رأيكم يا جماعه؟
مراد: عز الطلب! هات رقمه وكلمه.
عاصم: حاضر، ابعتي نمرته يا منيره.
بس صح، هو اسمه إيه؟
منيره: علاء، اسمه علاء. وأنا هكلمه وأجوله إنك هتكلمه.
ده جدع جوي ومحترم، وميرفضليش طلب.
عاصم: يعني إيه؟
منيره: يعني زي أخويا الكبير، ولما سافر إنجلترا زمان عشان يكمل تعليمه، أبوي هو اللي ساعده وكان بيصرف عليه عشان كان معتبره ولده، ما إنت عارف أبوي مخلفش غيري.
عاصم: أحسن حاجه عملها عمي محسن إنه مخلفش غيرك، عشان الدنيا متستحملش اتنين منيكي.
منيره: زعلانه أنا منك ومحارباك.
عاصم: خلاص، أما أجي هصالحك، اجفلي دلوك خلينا نشوف هنعمل إيه.
منيره: مش هتروح لخيك وجدتك؟
عاصم: شويه كده.
منيره: ربنا يفك كربهم إن شاء الله.

•تابع الفصل التالي "رواية حياة العاصم" اضغط على اسم الرواية
تعليقات