رواية كالنار والنار الفصل الاول 1 - بقلم ولاء عمر

  رواية كالنار والنار (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم ولاء عمر

رواية كالنار والنار الفصل الاول 1 - بقلم ولاء عمر

ــ أنت يا بني آدم إطفي القرف اللي معاك دي.

لف ليا بكامل انتباهه وقال باستنكار:
ــ بتكلميني أنا ؟ قصدك عليا؟

ــ أيوا أنت مفيش غيرك ترابيزته قريبة مني، وبعدين أنا بتخنق من ريحة السجاير ومش بعرف أتنفس.

كمل شرب فيها وهو بيقول ببرود:
ــ مش مشكلتي، غيري المكان قدامك النادي واسع.

ــ بس أنا بحب أقعد هنا علشان بعيد عن الناس.

بدأت أكح وأتخنق منها أكتر ونفسي ضاق.
فقولت بضعف:
ــ يا أخي تباً ليك مش عارفة أتنفس.

بعدت بسرعة ووقفت بعيد وأنا بحاول استنشق أكبر قدر من الهواء النظيف.

جه ورايا وهو لسة ماسكها فقولت بسرعة:
ــ لو سمحت أنا حقيقي مش بتحمل ريحتها فلو سمحت أنا بعدت متقربش طالما هي في إيدك .

رمي السيجارة تحت رجلة وطفاها وقال:
ــ الواحد لما بتضيق بيه الدنيا طبيعي يعني يطلع سيجارة يشربها.

ــ ويأذني نفسه واللي حواليه علشان بس يتكيف؟

ــ آه.

ــ حد قالك قبل كدا إنك إنسان بارد؟

ــ كتير متعديش.

رجعت خدت حاجتي وروحت.

ــ إتأخري برة ليه؟

ــ متأخرتش ولا حاجةا الوقت اللي بخلص فيه شغل أصلاً؛ وبعدين أنت مالك أصلاً؟!

ــ لاء مالي ونص مش أخوكي؟

ــ لاء مش أخويا، أنت ابن مرات أبويا، وإيه اللي جابك عندنا أصلاً؟

ــ جاي أشوف أمي.

يشوفكم عزرائيل يا بُعدة ولا تِعبان كبير يبلعكم ويريحنا منكم ومن قرفكم.

دخلت أوضتي وقفلت الباب عليا من جوة يلا ربنا يأخده هو وأمه.

سمعت صوت خبط عـلى الباب ففتحت وكانت مرات أبويا.

ــ أنتِ يلا غيري علشان تجهزي أكل لأبني راجع من برا تعبان وبعدها تغسلي المواعين اللي في المطبخ وتطلعي تنشري الغسيل في الآخر.

بصيت ليها من فوق لتحت بقرف وقولت لها:
ــ إرفعي إيدك دي كدا.

رفعتها.
ــ إرفعي التانية دي كدا.

رفعتها فكملت:
ــ إيه دا سبحان الله إيديكي لسة ما اتشلتش، إن شاء الله أول ما تتشلي هتلاقيني مش بعولك برضوا اللي زيك ميستاهلش.

إتعصبت عليا وأقل وصف هو إن كان ناقص عينها تطلع شرار.

ــ إنجري يلا إعملي زي ما قولت لك.

ــ لما تنشلي إن شاء الله.

رفعت إيدها وكانت هتضربني بالقلم، مسكت إيدها اللي رفعتها علشان تضربني بيها وتنيتها لها.
صرخت بألم فقولت لها بجفا:
ــ جربي بس إيدك الزبالة دي تترفع عليا وأنا مش هتنيها بس، دا أنا هكسرها لك.

شد إيدها بعد ما خففت من مسكتي وقالت:
ــ دا أنا هخلي أبوكي لما يرجع يكسرك.

ــ جاكي كسر رقبتك يا ولية يا مخبولة.

قالت وهي على آخرها:
ــ ماشي يا ثُريا، إن ما خليته يظبك ويخليكي تصرخي من الألم مبقاش أنا فضة.

ثريا كبيرة ضخمة تقع على دماغك ما تخلي فيكي حتة سليمة يارب.

ــ طيب يلا هويني يلا كدا هش يلا لميتي الحشرات حواليكي يا فضة.

ــ أنتِ مش متربية.

ــ من بعض ما عندك يا حبيبتي يلا هِش يلا يا مرات أبويا.

جه ابنها الدلدول من وراها وهو بيقول:
ــ في حاجة يا أما؟

ردت هي عليه:
ــ في إن الزبالة دي محتاجة تتربى.

ربعت إيديا وقولت لها:
ــ الزبالة دي اللي أبويا رماها علينا وجبهالنا من مقلب زبالة.

حاول يضربني بس أنا اللي سبقته، مش علشان أنا جامدة و واو لاء علشان هو أصلاً مدمن وحالته بالبلاء بس نعمل إيه القرد في عين أمه غزال.

ــ أقسم بالله العظيم لو ما مشيتي أنتِ النانوس الدلدول بتاعك دا لهمشيكم تزحفوا، يلا غوروا صدعتوني.

قفلت الباب في وشهم .
قد إيه الدنيا دي قاسية وغربية،
كفيلة زي ما بتطلع بيك لسابع سماء إنها تنزل بيك لسابع أرض وتهبدك وتخبطك وتخبط فيك يمين وشمال.

غيرت وصليت ونمت وبعدها صحيت على صوت المنبه

صحيت صليت الفجر وعملت فطار وطلعت فوق السطح بعد ما خدت الملفات والورق اللي بصححه.
لأني بشتغل مدرسة.

كانت مرات أبويا بتلم الغسيل وبتبص لي بقرف، قعدت بكل هدوء في الجزء اللي أنا متعودة أقعد فيه.
قعدت تلقح بالكلام وأنا قاعدة بكل برود ءأكل ولا كإني سمعتها أصلاً لحد إتعصبت من تجاهلي ونزلت وهي يتزعق وأنا لسة زي ما أنا.

ــ نسيتي عباية هنا يا فضة.. يا فضة.

هي عارفة إني بنادي عليها عشان أعصبها.

بعد ما خلصت نزلت عشان أجهز وأمشي.

ــ إستني عندك يا ثريا.

ــ إتفضل يا بابا.

ــ إيه اللي بتعمليه مع فضة دا ؟

ــ عملت إيه ؟

ــ ثريا إتعدلي وإتلمي وبطلي استفزاز فيها وإنك تضايقيها، هي بتعتبرك زي بنتها تقومي تانية لها دراعها وتبقي هتكسريهولها؟

ــ دا من إمتى بقى والحنية دي ظاهرة على كدا؟! وبعدين دي جايبة ابنها الدلدول يا بابا اللي مش محترم ومقعداه في بيتك وأنت مفيش أي ذرة خوف منه عليا؟!

ــ زي أخوكي.

ــ بس مش أخويا ولا عمري هعتبر واحد, بيأكلني بعنيه ويبص ليا كدا أخويا يا بابا؟!وبعدين مال حضرتك محموق له كدا ليه ؟ أنا معنديش غير فارس أخويا منها وهو بقى مش هنا، مسافر برة مريح نفسه والله يلا ربنا يسترها عليه.

ــ ثرياأنا ماسك نفسي عنك بالعافية ومش راضي أنزل على وشك بالقلم.

ــ إعملها يا بابا ما أنت يا ما عملتها كتير زمان، ماسك نفسك عني ليه دلوقتي؟ ما أنا ياما خدت ضرب كتير منها ومن حضرتك زمان، ولا خايف عليا لقدر الله؟!

كان ماسك عصاية ونزل بيها على جسمي.
صرخت من الألم .
ــ خليك كدا ماشي ورا ست زفتة.

ــ أنا مش راضي أضربك ودا مجرد تحذير وقرصة ودن علشان متعليش صوتك عليها واللي تقولك عليه إعمليه... مفهوم؟

رديت بعِند:
ــ لاء مش مفهوم، أنا مش الخدامة بتاعتها، وبعدين دي عندها صحة مش عندي، ومش راضي تضربني؟ كدا ومش راضي تضربني؟ لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا مش هرد وهسكت، بس أنا مش الخدامة بتاعتها ودي حاجة افتكروها كويس. تمام؟

ــ عندي إستعداد أحرمك من مرواحك لشغلك وأقعدك منه .

ــ أنا آسفة يا بابا محتاج حاجة تاني؟

سيبته بعد ما إتأسِفت ودخلت غيرت علشان أمشي على المدرسة .

عامةً يعني المجروح من عائلته لا يُشفى ودي حاجة أحب ءأكدها جداً يعني.

دخلت المدرسة وأنا كالعادة متأخرة.
قاعدة أدعي من جوة قلبي إن المديرة ماشوفنيش لكن إزاي عيون الصقر دي تغفل عن حاجة.

ــ أستاذة ثريا.

بصيت على مدخل مبنى الفصول اللي هي واقفة فيه وأنا بحاول ابتسم ليها بس إبتسامة صفرة هي اللي ظاهرة.

ــ مش معقول ميس أُلفت، إيه الطقم التحفة دا، صغيرتي عشرين سنة، ولفة الطرحة مخلياكي زي القمر.

ــ أستاذة ثريا، مفيش مرة تيجي في معادك أو بدري عن معادك لازم تتأخري، لولا كفاءتك أنا كنت جازيتك، لكن تأخير تاني هتتجازي.

نفسي تفهم إني كان نفسي أخلص تعليم علش مصحاش بدري بس للأسف طلعت مدرسة وهقضي عمري بصحى بدري عشان المدرسة.

كانت هتكمل الـ List بتاعتها بس فجأة ابتسامتها ظهرت ورحب بحد ورايا.

ــ أستاذ شادي نورت.

بصيت ورايا للشخص اللي كانت بترحب بيه، تنحت للحظة وقولت:
ــ أبو سيجارة؟

•تابع الفصل التالي "رواية كالنار والنار" اضغط على اسم الرواية

تعليقات