رواية نار الحب والحرب الفصل التاسع عشر 19 - بقلم ايمان حجازي

 رواية نار الحب والحرب الفصل التاسع عشر 19 - بقلم ايمان حجازي

نار الحب والحرب
بقلم/ إيمان حجازي
حلقه ((19))

داخل منزل عمار ..

أسترق عمار السمع حتي وصل إلي أذنيه نفس الصوت ، نظر لزينه بإبتسامه وصدمه مرددا :

- معقوله ؟؟

رددت زينه بحيره وخوف :

- عمار هو في حاجه هتحصل دلوقت ؟ هو في حد يعرف مكان المفتاح غيرنا ؟

مازال عمار يضحك ونهض واقفا في مكانه وعينيه معلقه علي الباب حتي انفتح وظهر أمامه ذلك الشخص صاحب الشاربين مرددا بصوته الأجش :

- ما انت زي القرد أهوه ؟ أومال بيقولوا كنت بتموت ليه ؟

أنفرجت اسارير عمار مرددا بفرحه :

-وهي دي اول مره تسمع خبر زي دي ؟ ما انت عارف ان الموت علي طول بيهرب مني ..

- معاك حق ، بسبع أرواح ومبتموتش بسهوله ..

أسرع عمار وكذلك داغر في إتجاه بعضهم البعض في عناق قوي وأشتياق ، أخذ داغر يربت علي كتفي صديقه مرددا :

- حمدلله علي سلامتك يا صاحبي ..

- الله يسلمك يا صاحبي .. فينك كل ده ؟ ..

- موضوع طويل وقضيه كبيره نقعد مع بعض وأحكيلك كل حاجه ..

نظر داغر فوجد زينه تنظر إليهم بحيره وأستفهام فنظر أليها عمار في حب مرددا :

- وأنا برضه عندي عندي حكايه طويله عايزه احكيهالك .. لكن مش دلوقت .. في مشوار لازم أعمله ضروري وارجعلك

- مشوار إيه ؟

- هحكيلك لما أرجع .. البيت بيتك طبعا

نظر عمار لزينه موجها إليها حدثه :

- يلا نمشي من هنا زي ما قلت لك هنا مبقاش امان ليكي ..

نظرت لداغر بخفوت ونوعا ما شعرت بالرهبه من هيئته ثم عادت تنظر لعمار بتوتر :

- بس انت قلتلي بكره تمشي ..

- ما أحنا تقريبا بكره اهوه الساعه بقت سبعه الصبح لو انتي مش واخده بالك وكل ما اسرعنا كل ما كان احسن انا مش متطمن ..

هزت رأسها بإيماء وبدلت ثيابها ثم مشطت شعرها وأتردت حذائها وخرجت فوجدته هو أيضا مستعدا ، ودع صديقه مؤتا وأخبره بأنه سينتظره إلي أن يعود له ثانيه ..

أمسك عمار بيد زينه وكأنها طفلته الصغيره وخرج من المبني ، كانت زينه بانتظاره في الخارج إلي أن أخرج سيارته من الجراج وما أن وصل إليها حتي هبط من سيارته وأمسك بيديها مره اخري وفتح لها باب السياره مرددا :

- ليدي زينه ! اتفضلي ..

ضحكت زينه في حب وأعجاب وهي لا تصدق نفسها من شده الفرحه ، صعدت الي السياره وكذلك هو وأنطلقا الي ڤيلا المصري ..

وعلي الناحيه الأخري ، أخرج شخصا ما هاتفه وقام بالاتصال :

- ايوه يا باشا ! خرج دلوقت ومعاه بنت وقدرت أصورهم بوضوح .. هحضر الصور وأول ما تجهز هبعتهم لك

*****************************************

داخل فيلا المصري بحي المنيل ..

جلس كل من القبطان مالك المصري وبجواره أخته رباب بعدما وضعت أمامه علي طاوله صغيره طعام الأفطار مردده :

- يلا يا حبيبي نفطر عشان تاخد دوا الضغط ..

تنهد القبطان مالك بحزن وألم مرددا :

- الدنيا مبقاش ليها لا طعم ولا لون يا رباب .. مين كان يصدق أن الفيلا الطويله العريضه دي تفضي عليا أنا وانتي .. عمار ونوران وحسام وجوزك ..

ربنا عليه أخته في حنان وكسره هي الأخري :

- الدنيا مبتفضلش علي حالها .. لا بتسيب اللي راكب راكب ولا اللي ماشي ماشي كل يوم بحال ..

- عمار وحشني أوي ..

أتاه صوت من الخلف :

- طب والله العظيم انت واحشني أكتر يا قبطان

ما أن استمع الي صوته حتي دق قلبه بفرح وهو لا يصدق أذنيه ، نهض فجأه من مكانه حتي كادت أن لا تحمله قدميه فأسرع عمار ووضع ذراعيه أسفل كتفيه وهو يسنده ويحتضنه بقوه ، اشتاق له كثيرا ولحضنه فضمه أكثر وأخذ والده يعصفه بداخله وهو يشم عبيره ويروي عطش قلبه الملتلهف لرؤيته :

- عمار !!!!!! .. أبني .. أخيرا افتكرت ابوك !!

خرج عمار من حضنه وقبل يديه في حنان مرددا :

- مقدرش انساك يا قبطان ..

نظر لعمته فأسرع يحتضنها هي الأخري ورحبت به أيضا في وهي تضمنه في حنان ، لطالما أحبته كثيرا وشعرت بالأمان في حضرته .. رددت رباب بفرحه :

- دا إيه المفاجأه الحلوه دي ؟ ..

أستدار عمار قليلا مرددا في حماس :

- هو بصراحه مش أنا المفجأه .. زينه هي المفجأه

نظرا الأثنين الي تلك الماثله خلف عمار وهي تجفف دمعه عالقه بعينيها حينما تذكرت والدها وتمنت لو بإستطاعتها أن تحتضنه ولو لمره واحده هي الأخري ، نظر القبطان مالك إليها مبتسما في حنان مرددا :

- ده مين دي يا عمار ؟

أمسكها عمار من يديها وقدمها لهم مرددا :

- البشمهندسه زينه شرف الدين يا قبطان ..

تعجب القبطان من أمر تلك الفتاه فاللمره الأولي التي يري بها إبنه بصحبه فتاه ما .. ومن نظرته لها وخجلها الذي بدي واضحا عليها كثيرا أحس بعلاقه ما تربطهم ، فرح قلبه بشده ونظر لزينه مره أخري وردد بسعاده وترحيب :

- زينه وهي زينه .. منوره يا زينه البنات

كسا الحياء وجهها ونظرت له في خجل :

- بنورك يا عمي..

وبعد ترحيب حار منهم بها وكذلك بعمار الذي اشتاقوا له كثيرا ، تناولو الأفطار جميعا وأخبرهم عمار بان زينه ستظل معهم إلي أن يعود مره اخري ويخبرهم بكل شئ حيث وعدهم بمفاجأه حينما يعود ..

استأذن عمار وأخذ زينه إلي غرفته كي يريها لها في حين نظر القبطان مالك الي أخته بخبث مرددا :

- أنتي شاكه في اللي انا شاكك فيه ؟

ضحكت السيده رباب وأضافت :

- وهو في غير كده أصلا ؟ من أمته عمار ليه في البنات أساسا ؟ شكلنا كده هنسمع أخبار حلوه قريب

- يارب ! الواحد نفسه يفرح والله ..

وبالأعلي دلف عمار وبيديه زينه إلي غرفته مرددا :

- هتقعدي النهارده وبكره هنا .. نورتي غرفتي المتواضعه يا قمر

- عارفه اني منوره ميرسي

أبتسم عمار واغلق الباب خلفه :

- يا واثق انت

- انت بتقفل الباب ليه ؟

- عشان ابقي انا وانتي في خلوه والشيطان تالتنا

أسرعت زينه ولفت ذراعيها حول رقبته في دلال وحب :

- تصدق فكره حلوه ..

- وأنا اللي كنت فاكرك مؤدبه ؟

- مش حكايه مؤدبه بس انا واثقه فيك

- الحاجات دي مفيهاش ثقه انا راجل وماشاء الله الشيطان أصلا هو اللي قالي اقفل الباب فانتي متخيله إيه !

- بس انت مش النوع ده انت لو عايز العلاقات دي كنت عملتها من زمان لكن أنت ملمستش بنت قبل كده ..

- ملمستش بنت عشان مكنتش شايف أن في واحده تستاهل أو قلبي مدقش قبل كده لواحده وانا مستحيل انام مع واحده وقلبي مش عايزها لكن ده مش معناه اني مشفتش أو مبعرفش أو مش عايز .. ودلوقت انا معايا البنت اللي قلبي عايزها وفي حضني وفي اوضتي كمان والباب مقفول .. تفتكري ايه اللي انا عايزه ؟

- ولا حاجه برضه بقولك واثقه فيك ومهما قلت عارفه برضه.........

قاطعها عمار حيث حملها فجأه وذهب بها الي السرير ، وضعها عليه ونام فوقها وهو ينظر إليها مقيدا يديها الاثنين خلف ظهرها :

- هتقوليلي برضه واقه فيك بتستفزيني يعني ولا عايزه إيه بالظبط ..

- عمار متهزرش بقه انت تقيل اوي قوم من فوقي !

- مش هقوم غير وأنا ثابت لك اني مبهزرش ..

- ينهار أسود عمار عشان خاطري .. طب انا أسفه والله ما هقول كده تاني بس قوم بقه دراعي وجعني ..

نهض عمار بالفعل في ضحك :

- هقوم بس عشان مأجل كل حاجه للوقت المناسب ، وياريت تعودي نفسك علي الجسم التقيل ده من دلوقت عشان وقتها مش هسمحلك تتكلمي أصلا ..

نهضت زينه وضربته في صدره بغيظ :

- انت قليل الأدب أوي وكلامك سافل ..

- انتي لسه مشفتيش السفاله ولحد دلوقت محترم نفسي معاكي علي الأخر .. والمفروض دلوقت أمشي عشان لو فضلت معاكي هنا اكتر من كده هوريهالك ..

أسرعت زينه وابتعدت عن السرير فضحك عمار أكثر مرددا :

- يا جبانه

كتمت زينه ضحكاتها هي أخري ثم اقتربت منه ثانيه مردده في جديه وحزن :

- هو انا هفضل هنا قد إيه ؟

- ما انا قلت لك يومين كده يعني النهارده وبكره بالكتير ..

- ومش هشوفك في اليومين دول ؟

- انا أصلا مش متخيل اني هسيبك وأمشي ..

- طب ما تاخدني معاك هيحصل إيه يعني ؟

- احنا اتكلمنا في الموضوع ده خلاص ..

- هتوحشني أوي

جذبها عمار وضمها بقوه وهو يحملها من الأرض كي تصل إلي عنقه مرددا بهمس داخل رقبتها :

- أنتي اكتر

انزلها أرضا مره أخري وأمسك بوجهها فرددت زينه بحب :

- بحبك

أبتسم عمار بخبث وهو يستعد للخروج :

- ماشي ..

بلمت زينه وجهها بغيظ :

- هو إيه اللي ماشي المفروض تقول وانا كمان علي فكره

- لا والله ده مين قال كده ؟ هو لازم عشان انتي بتحبيني يبقي انا كمان بحبك ؟

- ايوه بس انت قلت وعملت اللي اكتر من كده يعني يبقي مبتحبنيش ازاي ؟

- بالظبط قولي لنفسك بقه ؟ قولت وعملت اللي اكتر من كده يبقي مستنيه الكلمه دي ليه !

- انت بارد أوي علي فكره

- ربنا يخليكي ..

علي الرغم من ضيقها ودعته بحراره وهو كذلك وايضا والده وعمته ثم خرج عائدا مره اخري إلي منزله حيث ينتظره صديقه ..

وقبل أن ينطلق بسيارته أبتسم بخبث وأخرج هاتفه وقام بالاتصال بتهامي :

- حاجه كمان حابب اقولهالك قبل ما أخوك يقتلك ، هو مش بس شايف انك ضربته وعذبته وهنته وكنت هتقتله .. ده حتي ديما اللي انت بتحبها وقلتله انك هتتجوزها هو كمان بيحبها وهيتجوزها لما يقتلك ..

*****************************************

عاد عمار الي صديقه مره اخري الذي اشتاق له ايضا وأخذ كل منهم يقص للأخر ما حدث له خلال تلك الفتره والتي كانت مفاجأه لكل منهم من الأخر علي الرغم من اختلاف نوعها وترتيبها .. قام عمار ببعض الأتصالات حينما شعر بأن الوقت كاد أن يسرقه في الحديث مع صديقه وان اليوم سيتحقق به ما أشعل نار الحرب لأجله ..

كان عزت أيضا يحزم قراره ويعد نفسه للقضاء علي أخيه وهو يحلم بأنه يرث كل شئ ، مكانه ، مركزه ، ماله ، سطوته وأخيرهم حبيبته الذي لم يعشق غيرها منذ سبع سنوات ..

وعلي ناحيه أخري جلست زينه مع والد عمار الذي استرقت طيبه قلبه وحبه لعمار واخته المتوفيه كثيرا ، لمست بداخله الحنان الذي فقدته منذ أن توفي والدها وقصت له كيف توفي حيث كان ذلك سببا للقائها بعمار .. ضمها والده بحب واخبرها بأنه يعدها كابنته التي فقدها وهو كوالدها الذي فقدته .. علي الرغم من شعورها بالألفه والحب بداخل ذلك البيت الكبير ولكن ثمه شئ بداخلها حزين ولن يقوي علي التكيف بدون عمار ، يبدو أن الامر صعبا كما أخبرها عمار ! تود لو تحدث معجزه تذهب بها إليه ... بضع ساعات أخري مرت عليها وهي تتحدث مع والده حتي قطعت حديثهم قدوم عمته ومعها الدواء :

- الدواء بتاعك يا أبو عمار ..

ما أن رأت زينه الدواء حتي تذكرت الحقن والدواء فأسرعت تردد وكأنها وجدت طوق النجاه :

- انا لازم اروح لعمار حالا .. في حاجه مهمه هو هينساها

سألها والده بفضول :

- حاجه إيه يا بنتي دي ؟

تذكرت زينه أنه لا يعرف بأمر أصابه عمار ولا الحادثه التي تعرض لها فأدركت أنه لا يجب أن يعرف إلي أن يخبره عمار كي لا تقلقه فرددت :

- حاجه مهمه جدا وهتوقف الشغل اللي هو بيعمله لو مخدهاش كل حاجه هتبوظ .. معلش انا لازم أمشي دلوقت هفكره بيها وبعدين ارجع تاني علي طول

أضافت عمته :

- طب ما ترني عليه وتقوليله مش لازم تروحي !

- موبايله هيكون مقفول لأنه حاليا شغال بواحد تاني وانتو مش معاكم الرقم ده ولا ينفع يكون معاكم وانا كمان مش معايا فون .. مش هتأخر والله وراجعه تاني ..

لم تمهلهم فرصه للرد عليها حيث أنهم أيضا شعروا بجديه الموقف لأنهم أكثر من يدركون طبيعه عمل عمار ..

وعلي الناحيه الأخري أقنعت زينه نفسها بأن ذلك أمر ضروري علي الرغم من أنها تعرف عمار وأنه سيعترض بشده بعودتها ثانيه

" هيحصل إيه يعني هو قال انا شاكك مش متأكد أن في خطر وللأمان وداني عند بيتهم ، مش هيحصل حاجه لو روحت فكرته بالدواء والحقن وشفته بالمره .. أن شاء الله مش هيحصل حاجه "

تمنت ذلك بالفعل ولكن لم تدرك أنها من ستدفع ثمن اخذها لهذا القرار المتهور وأن عمار لم يخطأ ابدا بقراراته الأمنيه وشكوكه دوما بمحلها ....

وبداخل قصر ابو الدهب كان تهامي جالسا في غرفته الواسعه في أنتظار التأكد مما قاله له ذلك المجهول حتي وجد هاتفه يرن ، ألتقطه وما أن فتح المكالمه حتي أتاه صوتا :

- اللي كنت شاكك فيه حصل يا باشا ، اللي كان عندك ده مش جوزيف زي ما كان مفهمك ده المقدم عمار المصري مقدم وحدات الصاعقه المصريه وأكيد هو اللي كان ورا كل اللي حصل ! حضرتك متعرفش مين هو عمار ويقدر يعمل إيه ؟ ده القائد بتاعي ومحدش يعرفه قدنا وأكيد مش ناويلك علي خير أبدا والله اعلم هو أشتغل معاك ليه وإيه اللي في دماغه بس اكيد مش خير زي ما قلت لك ! حرص منه يا باشا ده أفعاله كلها غير متوقعه ومبيهددش بينفذ علي طول

أغلق معه الهاتف في صدمه شديده وكان صاعقه حلت علي رأسه وهو يردد اسمه في ذهول وشئ ما بداخله يشعر بالخوف وهو يتذكر كيف كان يقاتل بحرفيه شديده ، بنيانه الضخم ، صلابه جسده ، شخصيته ، تفكيره ، سيطرته وذكائه كل شئ به مر عليه وكأنه شريط من الذكريات الذي أخذ يسترجعها منذ المره الأولي التي رآه بها .. تولدت بداخله طاقه من الغضب والانتقام وأصبح لا يريد رؤيه شئ سوي جثته أمامه ليمثل بها ..

لم يفق من صدمته حتي أتاه اشاره أخري من هاتف أخر ففتح المكالمه واستمع لصوت الروسي أيضا :

- رايت صورتهم ! هذه هي الفتاه التي أطلقت النار علي قدمي وجعلتني عاجزا ، تهامي ، انا اريد تلك الفتاه حيه أو ميته وانا سأجعلك تسترد ثقتهم مره اخري ..أريد أن أجعلها خادمتي ولك مني ما تريد .. انتظر منك اخبار جيده

وفي شرم الشيخ داخل منزل حسام ..

شعرت شري بصداع شديد وخمول ففتحت عينيها ببطئ ونظرت حولها بتكاسل حتي وجدت حسام عاري الصدر ينظر إلي الشرفه وهو يدخن سيجارا ..

إبتسمت بحب وتلقائيه نهضت من رقدتها ولكن ما أن نظرت لجسدها حتي وجدته شبه عاريا والدماء الجافه تلتصق علي قدميها بين ساقيها وكذلك السرير ، شئ بداخلها شعر بالرجفه والخوف وبينما كادت أن تنهض حتي استوقفها حسام وهو مازال ينظر للشرفه :

- صباح الخير ..

توقفت شري ورددت بحب وقلق أيضا :

- صباح النور يا حبيبي ! معقوله انا نمت كده يعني من غير ما اخد شاور ولا اغير هدومي ..

- معلش.. أصل كنا ملهوفين اوي علي بعض وملحقناش نغير ولا نعمل حاجه

حاولت شري تذكر شيئا ما منذ أن تم عقد قرانهم ولكن فشلت تماما ، بلمت وجهها في امتعاض وتفكير مردده :

- انا عارفه أننا نمنا مع بعض وإني بقيت مراتك لكن هو أحنا لما كتبنا الكتاب وجينا هنا البيت وشربنا حصل إيه ؟ انا ليه مش فاكره التفاصيل دي ؟

- تلاقيكي تقلتي في الشرب بس شويه ، لكن انتي عارفه إني مبشربش كتير عشان كده فايق .. وفايق أوي كمان ..

- مش مشكله يا حبيبي .. المهم انا هاخد شاور وأغير هدومي عشان ارجعلك تاني نفطر مع بعض

- لأ .. أستني

أستدار لها حسام وأطفا سيجارته ، كانت ملامح وجهه مبهمه للغايه ولم تستطع قرائتها فردد :

- فاكره لما سألتيني عن نوران ؟

شعرت شري بالضيق والغضب الي حد ما فهذا بالتأكيد ليس الوقت المناسب لتذكرها مطلقا ، هزت رأسها بإيماء علي الرغم منها فأضاف حسام :

- وقتها انتي سألتيني هي إيه حكايتها وماتت إزاي ؟ ووقتها قلت لك في الوقت المناسب هحكيلك كل حاجه ؟ .. دلوقت بقه عايزه احكيلك واشرحلك إيه حكايتها ....وماتت إزاي ؟

نظرت له شري بصدمه وحيره مردده :

- دلوقت يا حسام ؟ يعني تاني يوم جوازنا هتتكلم عن واحده تانيه ؟ وانا بالمنظر ده طب علي الأقل أخد شاور وأغير هدومي ..

- مش هينفع أحكيلك غير وأنتي كده ! عشان تحسي بكل حرف هقوله وكل كلمه هتسمعيها ..

شعرت شري بخوف من هيئته التي تبدلت فجأه وكأنه أحدا اخر غير الذي أحبته ووافقت علي الزواج منه ، جلست أمامه علي الرغم منها ولم تكن تتوقع أن حلمها الوردي سيصبح كابوسا مرعبا لم تتمني في يوم أن تعيشه ..

*****************************************

وصلت زينه أمام المبني التي يتواجد به منزل عمار ، نزلت من التاكسي ثم نظرت إلي الأعلي حيث يتواجد ودلفت إلي الداخل ..

وبالخارج أخبر أحدهم أن تلك الفتاه عادت مره أخري ،، ما أن صعدت زينه إلي الطابق الذي تتواجد به الشقه وأخذت تمشي في الرواق المؤدي إليها حتي فوجئت بمن يجذبها بقوه علي الجانب وهو يكتم أنفاسها ، حاولت زينه الصراخ أو التحرر من قبضته ولكنها فشلت ، أخذت تركل من أمامها وهي تحاول الإفلات منهم فظهر شخص أخر لها ضخم الجسد قليلا يرتدي قناعا علي رأسه يغطي وجهه .. دق قلبها بفزع وشعرت بأن أنفاسها ستتوقف والخوف دب باوصالها .. وقف أمامها ذلك الشخص وأخذ يتطلع إليها وهو يتفحصها من أعلي لأسفل .. فرت الدموع من عيني زينه بخوف وندم علي انها لم تستمع لما أخبرها به عمار ..

قام ذلك المقنع بإجراء إتصالا وابتعد عنهم قليلا في ذلك الرواق الجانبي :

- البنت معانا يا باشا ! أخلص عليها ؟

- لأ أياك .. أياك تعملها حاجه انا عايزها حيه .. عايزها وعايزه .. هما الأتنين يكونو تحت رجليها متكتفين وليك لوحدك 5 مليون بس تجيبلي إبن المصري والبت اللي معاه عايشين ..

أخبره المقنع بأنه سيفعل ذلك بالتأكيد ، اغلق الهاتف وأخذ يفكر جيدا بطريقه أخري لصيده غير القوه فقط ، فليس من السهوله الأمساك بمن فشلت داعش في صيده .. نظر إلي الفتاه وفكر بشئ ما وابتسم بنصر ومكر ثم أمر إحدي الرجال للتقدم إليه :

- طالما داخله لعمار يبقي عارفه مكان المفتاح أو في شئ مشترك بينهم رمز أو علامه يعرف أن دي هي فيفتح لها وهو متطمن .. عمار حريص جدا ومن أساسيات الأمان اللي علمهالنا أنه يحط رمز لكل حاجه ..

- والمطلوب دلوقت ؟

أخبره ذلك المقنع بما يجب فعله وأكد له أن لا يهابوه أو يخافوا منه حيث أن عددهم أربعين فردا وهو بمفرده فقط فمن السهل الأمساك به أو هو ما اقنعهم بذلك ولكن بداخله شئ اخر يخبره بانه سيفشل أمام شخص مثله ..

خرج المقنع من المبني في حين ذهب الرجل الي زينه ونظر لعينيها الباكيه مرددا بحذر :

- هو لوحده جوه ؟

تذكرت زينه داغر ونظرت له بخوف وهزت رأسها بنعم ، أبتسم بتشفي وسألها مره اخري :

- تعرفي المفتاح فين ؟

علي الرغم من أن زينه تعرفه ولكنها هزت رأسها بالنفي ولم تستطع النطق بشئ لأنها مازالت مقيده بجسدها وفمها ، عاد مره أخري يسألها :

- في رمز أو علامه بينكم عشان يفتح لك الباب وهو متطمن أن دي أنتي ؟

تذكرت زينه شئ ما فبرقت عينيها بتأكيد شديد وهزت رأسها ، أبتسم ذلك الرجل وأخبر رجاله بأن يستعدوا للهجوم والأمساك به ..

وبالداخل كان انهي داغر وعمار طعامهم فردد داغر وهو يخرج سيجارا من علبته :

- يعني خلاص نويت انت كمان ؟ لحد دلوقت مش مصدق والله ..

ضحك عمار وهو يتذكر زينه ولا يدري لما شعر بأنها قريبه منه جدا ، شعر بصوت أنفاسها المكتومه يحوم حوله .. اقنع نفسه بأنه يتهيئ ذلك حيث أنها ابعد ما يكون عنه ، نهض كي يعد كوبين من الشاي له ولصديقه لكي يعود ثانيه ويكمل حديثه معه ولكن قبل أن يغادره استمع لصوت دب الخوف في قلبه وصلبه في موضعه .. سأله داغر بتلقائيه :

- مين اللي بيخبط ده انت مستني حد ؟

لم يصدق عمار ما سمعه وأخذ الفزع يعصف بداخله فاستمع لذلك الصوت مره ثانيه ..

أغمض عمار عينيه في ألم وهو يتأكد مما يشك به ، استدار سريعا لداغر الذي ما أن راي الخوف والقلق علي وجهه حتي نهض هو أيضا :

- في إيه يا عمار ؟

أسرع عمار الي دولاب الأسلحه والذخيره وهو يسأل داغر :

- سلاحك معاك ؟

- وهو انا بمشي من غيره ؟

- اللي هقولك عليه تعمله بالحرف ..

وبداخل قصر ابو الدهب دلف عزت الي القصر في توتر قليلا وخوف من الفشل ، ألتقي بإحدي الخادمات فسألها :

- تهامي فين ؟

إجابته برسميه وأحترام :

- تهامي باشا نايم في غرفته يا فندم حضرتك عارف ده معاد نومه ..

أمرها بالأنصراف هي وجميع الخدم من القصر وشعر بالراحه قليلا حيث أن ذلك سيسهل عليه عمله ، صعد إلي غرفته بترقب شديد واخذ ينظر حوله يمينا ويسارا خوفا من يراقبه احدا علي الرغم من تأكده بان ليس هناك سواه بالقصر ولكن حينما يصبح الشخص علي حافه إرتكاب جرما يصبح مهووسا من المراقبه ..

وصل عزت إلي غرفته فتحها بهدوء ودلف بداخلها وبالفعل وجده نائما في عمق شديد واستغراق علي سريره

كانت شرفه تلك الغرفه مفتوحه مما سهلت عليه رؤيه وجهه علي ضوء القمر ، نظر له عزت بغل وغضب وأخرج سلاحه الكاتم للصوت وصوبه نحوه .. حسم أمره وصور أمامه حينما كان تهامي يجلده بالسوط وهو يتلوي ويتعذب أسفل يديه ، اغمض عينيه وتملكه الغضب وفجر رأسه بالطلقات واحدا تلو الأخري والأخري حتي نفذت تلك الطلقات ..

انفجرت دماء تهامي وغرقت المكان ، فتح عزت عينيه ونظر لها بقرف وتشفي وانتصار ، احس براحه قلبه وتنهد طويلا ..

وبينما أستدار عزت للخلف حتي وجد تهامي يقف أمامه وخلفه جميع رجاله مرددا :

- ليه يا عزت تقتل اخوك ؟

ارتعش جسد عزت من شده الصدمه ، نظر خلفه سريعا ثم نظر لتهامي مره اخري ورفع سلاحه عليه والعرق يتصبب منه وأخذ يطلق النار ولكن دون جدوي حيث افرغها جميعا علي ذلك التمثال المعبئ بالدماء ..

سقط عزت أرضا في هلع شديد وهو يري كل ما حلم به وتخيله تبخر في غمضه عين ولا يري سوي الموت أمام ناظريه ..

أنحني تهامي له أيضا مرددا :

- لما سمعت الخبر مكنتش مصدق نفسي وقلت مستحيل يقتلني احنا اخوات ومهما حصل بيننا مش هيعملها ، عزت ده مش اخويا وبس ده ابني اللي اتولد علي إيدي وكنت أبوه وأخوه وسنده مستحملش عليه الهوا .. لما عرفت انك خنتني مقدرتش اقتلك ولا عمري كنت فكرت اقتلك .. تعرف حتي لو كان لازم اقتلك في مليون حاجه هتشفع لك وتمنعني ،، قلت لك لو الدنيا كلها في كفه وانت في كفه انت اللي هتفوز عشان مفيش عندي أغلي منك .. كنت عارف إنك زعلان مني ومقهور ومكسور وكل حاجه عشان ضربتك وعذبتك لما شكيت فيك بس عمري ما تخيلت انك تردهالي بالقتل .. اللي بيننا عمره ما يوصل للقتل .. كان عندي استعداد احقق لك كل احلامك لو كنت عايز ثروتي كلها كنت هحطها تحت رجليك ..

لو كنت قلتلي انك بتحب ديما من يوم ما عرفتني عليها وقتها كنت هعمل المستحيل واجوزهالك .. كنت جبت لك ديما وميت واحده زيها .. لييييه يا عزت ليه !!!!!

انهار عزت في البكاء والأرتجاف وهو لم يقوي علي التفكير بأي شئ سوي الندم ، خرج صوته مرتعشا متقطعا يرجوه :

- ت.. تهامي .. أن أنا .. انا اخ.. اخوك .. أنا ..

- ياريتك مكنتش اخويا يا عزت ياريتك ..

نهض تهامي واشاح بوجهه بعيدا عنه :

- فكره الموت من وقت ما سيطرت عليك مش هتموت غير بموتك .. لازم تموت يا عزت ..

صرخ عزت في انتفاضات وخوف شديد وهو يترجاه بأن يتركه يعيش ، لم يكن يتصور أن سيأتيه اليوم وينقلب كل شئ فوق رأسه .. تذكر كل إثم فعله ، كل شخص قتله ، كل فتاه عذبها وللحظه ظهرت أمامه صوره نوران وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه وتترجاه بأن يتركها هي الأخري .. شعر بطعم الموت يحوم حلوه ويحاصره من كل جانب

أمر تهامي رجاله بأن ياخذوه ويقتلوه بالمكان الخاص بهم فنفذو ما امرهم به وقبل أن يغادر كبيرهم استوقفه تهامي وهو يجفف دموعه :

- ابقي اقفل موبايلك عشان ممكن أضعف في أي وقت وأقولك متقتلهوش ..

نفذ ذلك الرجل كلامه وأغلق هاتفه واسرع ينضم للرجال في حين جلس عزت علي الاريكه خلفه وأسند رأسه للخلف وأطلق العنان لدموعه وهو يتذكر كل لحظه عاشها مع أخيه وهو لم يتخيل يوما أنه سيقتله بيديه ..

قطع حالته تلك وصول بعض الصور ومقطع فيديو إليه حيث احد صوت اشعارات ضجيجا عاليا ..

أمسك اللابتوب وما أن نظر إليه حتي برق عينيه بغضب شديد وكان عائلته كتب عليها الانهيار بلحظه واحده .. فتح مقطع الفيديو واغمض عينيه بألم وأزداد بكائه وهو يستمع لصوت صرخات أخته وهي بين يدي ذلك الرجل الذي ظهر له باخر الفيديو ويخبره بأنه انتقم منه علي طريقته الخاصه .. ثم نظر للصور التي تليها والتي كانت عباره عن صور لها أيضا وهي جثه هامدة مقتوله ..

صرخ تهامي بانفعال وغضب شديد وألقي اللابتوب بكل قوته ثم جسا أرضا في انهيار وتحطم وعجز غير قادرا علي تقبل أي صدمه اخري ..

*****************************************

كان ذلك الرجل الممسك بزينه يقف اخر الرجال من الخلف في حين أخذ يخبط أحدهم مرارا وتكرارا بتلك النغمه التي أخبرتهم بها زينه إلي أن وجد الباب مفتوحا ..

فتح الباب برفق شديد ونظر للرجال كي يعطيهم اشاره للأستعداد .. دلف الرجل إلي الداخل بحذر وحرص وسلاحه بيديه وخلفه الرجال ولكن لم يجد شيئا أو أحدا بالداخل .. أخذ يتطلع حوله يمينا ويسارا ولكنه لم يجده وفجاه استمع لصوت أحد يصفر خلفهم والذي لم يكن سوي عمار وهو يقف علي باب المنزل من الأعلي ..

أستدارو سريعا ونظرو للأعلي فوجدوه معلقا من زاويتين ومرتكز عليهم وقبل أن يطلقوا النار عليه حتي خرج لهم داغر من الخلف وخرجت معه النيران من كل حدب وصوب ..
أخذ يطلق عليهم بكل قوته حتي أسقطهم جميعا قبل أن يتخذو اي رده فعل ..

وما أن استمع الرجال بالخارج إلي ذلك الصوت فأسرعوا أيضا للداخل وما أن رأوو داغر يقف بوجههم حتي وجهوا أسلحتهم في وجهه ظنو أنه عمار ولكن لم يلبثوا بضع لحظات حتي قضي عليهم عمار من خلفهم وهو مازال في مكانه بالأعلي فوق الباب ..

كان ذلك الرجل الممسك لزينه يقف وينظر الي ما يحدث أمامه وعرف أن هناك شخصا آخر يقف بالأعلي غير الذي يقف أمامه .. ضغط علي فم زينه بعنف وغضب :

- كنتي بتستغفليني ؟ .. قلتيلي أنه لوحده جوه وهو معاه واحد تاني ؟ انا هدفعك تمن عمايلك دي ..

ارتفع صوته بغضب مرددا :

- يا عمااااااار .. لو عايز البت دي تضرب نفسك بالنار في إيدك انت وصاحبك يا اما انا اللي هخلص عليها .. انا عارف إنك فوق .. انزل ونفذ اللي قلت عليه والا تترحم علي الموزه

قفز عمار من مكانه وازاح الجثث من جواره ووقف بجوار داغر الذي أمسك بيديه يوقفه عن أي تهور ..

نظر عمار لزينه وهو يكتم أنفاسها بيد ويضع السلاح علي رأسها باليد الأخري وهي تبكي في ألم بين يديه حتي شعر بالغضب كاد أن يفتك به .. ولكن يجب أن يفكر جيدا قبل أن يخسر كل شئ .. أخفض وجهه أرضا واغمض عينيه في تفكير وعجز فصرخ به الرجل مره اخري:

- بقولك أضرب ايدك بالنار انت وصاحبك انت لسه هتفكر ؟؟ هقتلها لو منفذتش الكلام ..

رفع عمار رأسه ونظر لزينه مره اخري ولكن تلك المره بنظره مختلفه وتمني أن تتذكر ما علمه لها مثلما تذكرت اشاره الخطر .. أطال النظر بعينيها وحرك يديه بحركه تبدو تلقائيه للجميع ولكن بالنسبه لها كانت مختلفه ، برقت عينيها وهزت رأسها بتأكيد وفجأه فتحت فمها وقطمت يديه الطابقه عليه وبنفس الوقت داست علي قدمه فصرخ الرجل وهو يتركها وبلحظه تشتت منه أسرعت زينه ووقفت خلف عمار في حين رفع عمار سلاحه وصوب علي يديه ..

ارتفع صوته أكثر بالألم والصراخ فردد عمار :

- إيه يا روح امك بتوجع ؟

لم يجيبه الرجل وأمسك بيديه في ألم شديد ومازال يصرخ فأضاف عمار :

- ولما هي بتوجع كده كنت عايزني أضرب إيدي ليه ؟ هنت عليك ؟ مكنتش هصعب عليك لو كنت انا اللي بصرخ كده مكانك ؟

علي الرغم من جديه الموقف ضحك داغر وكذلك زينه فتقدم عمار إليه وأمسك به من صدغه مرددا بعنف :

- اللي علمك ووصلك لهنا يلا مقالكش عمار مبيحبش التهديد ولا اللي بيهددو عشان بيكونو هما مركز الضعف ولو مش هتنفذ يبقي متهددش ؟ ولا هو بس شاطر يقولك أن عمار بيحط رمز لكل حاجه عشان كده سألتها علي كلمه السر اللي تدخل بيها البيت في امان ؟

علي الرغم من ألمه كان يستمع إليه وهو يري نفسه لا يقف أمام رجلا عاديا علي الأطلاق ، ضغط عمار علي صدغه أكثر مرددا :

- متخافش مش هموتك عشان عايزك تقوله أن مهما القائد بتاعك علمك حاجه متستخدمهاش ضده عشان هيفضل هو برضه القائد وسابقك بخطوه دايما ..

تركه عمار فأسرع ذلك الرجل يفر من أمامه في فزع شديد وألم اكبر ..

أستدار عمار ونظر لزينه فأسرعت وألقت نفسها بين ذراعيه ، التقطها عمار في حب شديد واخذ يربت علي ذراعيها في إطمئنان .. يطمئن نفسه قبلها بأنها بخير وبين ذراعيه أن في امان ، نظر لوجهها وقبل جبهتها ودفن رأسها بصدره مره أخري مرددا :

- الحمدلله انك بخير ومجرالكيش حاجه .. انتي كويسه ؟

هزت راسها وهي تحتضنه بقوه وبللت دموعها قميصه من شده بكائها .. طمئنها عمار ثم أسرع مرددا :

- لازم نمشي من هنا دلوقت انا وانتي .. (نظر لداغر ) داغر انت عارف طبعا هتعمل إيه ؟

أجابه داغر ببساطه :

- ناس دخلت اتهجمت علينا ودافعنا عن نفسنا وفي الأخر جثثهم هتروح لطلبه الطب .. اتطمن يا صاحبي وامشي دلوقت انت وزينه وسيب الباقي عليا ..

وصل ذلك الرجل المصاب الي سيده وهو يصرخ من شده الأم وأخبره ما فعله به عمار والرجل الذي كان معه وأخبره ما قاله له عمار أيضا ، هتف في انفعال وغضب شديد :

- عملتها. يا عمار .. عملتهااااااا !!!! ..

أمسك رأسه بيديه في غضب وهو يفكر بما سيخبر تهامي ؟ وكذلك شعوره بالخطر من عمار بعدما شك بأنه يعرفه ..

*****************************************

وصل عمار لڤيلا والده وأسرع إلي الداخل يطمئن عليهم أيضا فوجدهم جميعا بخير ، كانت زينه تعلم لما هو يطمئن عليهم حيث ظن أنها قد تم اختطافها من الڤيلا أو ما شبه ذلك .. ولكنها لم تقوي علي التحدث أمامه وأخباره بأنها من خرجت بكامل إرادتها ...

وما أن اطمئن عليهم عمار حتي صعد إلي الأعلي داخل غرفته وهو يتذكر تهامي وعزت ..

وبقصر ابو الدهب كان تهامي جالسا أرضا في أنهيار، لم يمهله القدر يستجمع نفسه حتي دلفت إليه أحدي الخادمات وبيديها الهاتف مردده :

- يا فندم الرقم ده بيرن علي حضرتك من بدري وبيقول انك لازم ترد عليه

كاد أن يرفض ولكن تذكر أنه من الممكن أن يكون رجله يخبره بأنه أمسك بعمار ، تناول منها الهاتف وما أن وضعه علي أذنه حتي أستمع لصوته :

- قتلت اخوك ولا لسه ؟ اظن الجاسوس بتاعك أو الخائن بتاعنا عرفك أنا ابقي مين صح !

ملأ تهامي صدره بالهواء الغاضب وهو يستجمع قوته كي لا يبدو ضعيفا أمامه مرددا بقهر مكتوم :

- عمار ... المصري

- بالظبط .. اكبر خازوق خدته في حياتك .. ولسه انا حابب اقدملك نفسي بطريقتي .. مش الطريقه الرخيصه اللي انت شكيت فيا بيها وبعتت ورايا واحد من رجالتي ..

انا عمار مالك المصري مقدم بالصاعقه المصريه ، عملت خطه عليك وجيت اشتغلت معاك حارس مش عشان انا ضابط ودي خطه مثلا عاملها عشان اوقعك لأ .. اللي جه أشتغل عندك ده عمار الأخ .. من ٣ شهور ويومين بالظبط خطفت واحد من شقته اسمه حسام ونوران مراته ايوه هو اللي جه في دماغك.. حسام اللي كنت عايز تلبسه القضيه ولبستها لجوز ديما .. واخوك قتل مراته ورفعت الظابط الخسيس بتاعك معرفش يعمل حاجه في القضيه ،، البنت اللي اخوك قتلها دي اسمها نوران مالك المصري .. مش عايز تعرف انا عملت إيه ؟
انا اللي دمرت شحنه الأسلحه والمتفجرات كلها اللي انت دفعت فيها نص ثروتك وانا اللي ضربت اخوك في بطنه ودهره عشان تعرف أن هو اللي خانك وانا اللي زرعت الشك جواك من ناحيته وخليتك كنت هتقتله زي برضه ما انا اللي زرعت جواه وعرفته أنه لازم يقتلك .. ايوه يا تهامي متستغربش عزت اه كان عايز يقتلك وكان بيفكر في كده بس كان أضعف من أنه يعملها ، كان محتاج اللي يقف جنبه ويقويه ويعرفه أنه هياخد كل حاجه لما يقتلك واولهم حبيبته اللي انت عايز تتجوزها .. ودلوقت مش هقولك غير حاجه واحده بس .. قوم باقصي سرعتك وانقذ اخوك .. الوقت بيعدي .. قووووووووم الحقققققققه .... قووووم يلاااااااا ..

انتفض علي صوته تهامي ونهض من مكانه كالمجنون أو كأن حيه لدغته افعي وأسرع لسيارته واستقلها وقاد باقصي سرعه ممكن أن تصل بها تلك السياره وخلال قيادته أخذ يتصل بكبير رجاله ولكن دوما ما يجد هاتفه مغلق ، لم يتوقف عن الأتصال به وهو يضغط علي البنزين لعل سرعه السياره تزيد عن ذلك ولم يشعر انها بالفعل كادت أن تطير من فرط سرعتها ...

وصل تهامي إليهم ولكن بعد فوات الأوان ، هبط من سيارته بعنف وأسرع إلي أخيه الذي وجده غارقا في دمائه وجسده ينتفض بقوه قبل أن تخرج روحه

امسكه تهامي وضمه إليه في ألم وعجز وقهر وهو يصرخ بأسمه باعلي صوته وقوته ويرجوه بأن لا يموت ..

وبنفس الوقت أغلق عمار باب الغرفه وأمسك بصوره أخته وجفف الدموع التي هبططت علي الرغم منه وهو يتذكرها ، ضم صورتها لصدره وأمسك بالهاتف مره أخري وقام بالأتصال به :

- حاسس بإيه دلوقت ؟ اوصفلي شعورك لما تشوف الناس اللي بتحبهم بيموتو قدام عينيك وانت مش عارف تعملهم حاجه ؟ اوصفلي شعورك وانت عاجز مذلول مش قادر ترجعه تاني للحياه وفي لحظه بقي بعيد عنك ..

آتاه صوت تهامي مختنق من شده البكاء والقهر :

- آه يا ابن الكلب ؟ أن ما قتلتك بإيدي ودفتنك جنب أختك مبقاش انا تهامي أبو الدهب .. أن ما حسرتك علي كل غالي وحبيب ليك ؟ ..

- قصدك علي البنت اللي أنت عملت خطه سخيفه عشان تاخدها مني .. انا محدش بياخد مني حاجه بسهوله ، لما خدت اختي كنت أنا بعيد عنها لكن تاخد مني حاجه وانا موجود يبقي انا اخد روحك قبلها واللي هو هيبقي قريب اوي .. اللي انتقم منك دلوقت هو عمار الأخ .. لكن لسه المقدم عمار دوره مجاش فياريت تستعد له عشان هو اللي هيقضي عليك ..

لم يمهله عمار في التحدث أكثر من ذلك فأغلق المكالمه ونهض من مكانه ! علق صوره أخته علي الحائط وذهب للحمام وضع رأسه بأكمله تحت المياه ..

ما أن خرج حتي وجد زينه تنتظره بالغرفه ، ألقي المنشفه من علي رأسه ونظر إليها مرددا بشك :

- هو إنتي إزاي يا زينه اتخطفتي من هنا ولا الناس دي خدتك وأبويا وعمتي كويسين ؟؟

•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية

تعليقات