رواية نار الحب والحرب الفصل الثامن عشر 18 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
بقلم/ إيمان حجازي
حلقه ((18))
مازالت ماثله أمامه والمفاجأه طاغيه علي كافه جوارحها ، لم تكن تتخيل يوما أن سيأتي يوما ويطلب هو منها الزواج ، من كانت تحلم
" معقوله عمار قالها ! مش مصدقه نفسي مستحيل انا اكيد في حلم ، معقوله جه اليوم اللي يحبني فيه وبسرعه كده ! بس إزاي ! إزاي فعلا بالسرعه دي ! "
أختفت الأبتسامه من علي وجهها وتحول لشئ لم يستطع عمار تفسيره وانمحت فرحته هو أيضا وتلك اللهفه التي كان يتحدث بها معها ، أمسكها من يديها :
- زينه ؟
سحبت يديها مسرعه ونهضت من جواره وعقلها يعيد ذكرياتها معه منذ أول يوم التقت به .. مرت بضع دقائق وكل منهم في صمت تام وتفكير، وأدرك عمار من صمتها أنها رافضه عرضه فشعر بالندم .. شعرت زينه بشئ يتسلل لأنفها لينتشلها من شرودها فتذكرت الطعام وأسرعت تعدو للمطبخ ولكن كان الأوان قد فات وأحترقت ..
ذهب عمار خلفها في هدوء ونظر للطعام ولم يعلق عليه ، كادت زينه أن تعتذر ولم تلبث أن تفتح فمها حتي أشار إليها بيديه نهاها عن الحديث ثم جلب العيش وعلبه جبن وقطع طماطم وجلس بالخارج يأكلهم في صمت تام ..
وما أن أنتهي حتي ذهب للمطبخ مره أخري ووضع الأطباق ومعه الأدويه ملأ كوبا من الماء وتناولها ، نظر إليها فوجدها تنظر إليه بشرود ..
ولم تلبث أن تتحدث حتي تركها وخرج إلي الشرفه وأخذ يشرد بها أيضا منذ اليوم التي إلتقاها به وكأن كل منهم يحلل علاقتهم من ناحيته ..
أستمع لصوتها من الخلف :
- أنت عايز تتجوزني ليه يا سياده المقدم ؟
- طالعه منك عسل أوي سياده المقدم دي ؟
- لو سمحت متتريقش وجاوبني !
- عشان اتكشفت عليكي وانا باخد الحقن ولازم تستري عليا
- يوووه ممكن تكلمني بجد!
أستدار لها عمار ونفخ بضيق وأنفعال مرددا :
- أنتي اللي مستفزه أوي بصراحه ،هو الواحد بيتجوز ليه ؟
- لأسباب كتير .. أستقرار ، عيله ، خلفه ، ... حب
- أهو أول ٣ أسباب دول كانوا سبب أن انا مش عايز اتجوز أصلا ...
- وإيه اللي اتغير ؟
- السبب الرابع ..
- متأكد ؟
- إنتي شايفه إيه ؟
- شايفه إنك مغرور ومتكبر وهتستقوي عليا وتهينني وانا مليش اللي يقفلك لو وافقت اتجوزك ..
- يبقي تنسيني وتطلعيني من حياتك نهائي ولا كأنك قابلتي أو عرفتي حد أسمه عمار وأنا بعتذرلك عن طلبي ده معلش أتسرعت ..
- لو كنت أقدر كنت عملتها من زمان
جذبها عمار بعنف وحصرها بينه وبين الحائط مرددا بغضب :
- ما انا قدامك اهوه وعشان كده بعرض عليكي الجواز ..
برقت عينيها بالدموع مردده بقهر :
- أديك قلتها اهوه عشان كده ، عشان انا اللي بحبك مش انت انا اللي بتمناك من زمان لكن أنت لا ، ومش عارفه أنت عايزني ليه بس انت جاوبت خلاص ..
- وأنتي شايفه أن انا مبحبكيش ..
نظر عمار لها من أسفلها وهو يتذكر كل لحظاتها معه ، جنونها ، مرحها ، حزنها ، ضحكاتها ، حبها له .. لأول مره يري حبا حقيقيا من فتاه له .. لأول مره تجذبه تفاصيل إحداهن لأول مره تتولد لديه مشاعر تجاه فتاه ، لا يدري ما المميز بها ولكن شيئا ما بداخله يريدها وبقوه ، يشعر بأشتياق لها ويتمني لو يدخلها بداخل صدره ولا يخرجها ابدا .. نظر لعينيها اللامعه ولأول مره يريد تذوق شفتاها .. أقترب منها أكثر وقلبه منفعل بشده ويدق بعنف مما هو مقبل عليه ..
ولكن زينه لأول مره أيضا ترفض قربه وعقلها فقط هو من يسيطر عليها ، صور لها كل مره رفضها وعاملها بسوء ، كل مره اتهمها بما ليس بها ، تذكرت حين قال لها " إنتي مصدومه ليه ! قلت لك ياأما انتي مراتي يا اما فتاه ليل وانتي مش مراتي يبقي ملهاش حل تالت واللي بعمله معاكي وعايزه منك ملوش تفسير غير كده لكن الطريقه اللي انتي ضفتيها وفسرتيها لنفسك دي مش معترف بيها ولا عمري هعترف بيها "
ما ان رأته يقترب أكثر منها وعيناه عالقه بها حتي تذكرت " واحده بتسمحلي اني أحضنها عادي وبتلبس في هدومي ، سامحه لنفسها أنها تعيش في شقه عاذب لوحدهم ومآمنه له وبتخرج معاه وش الفجر وترقص علي ديسباسيتو أكيد دي المحترمه المتربيه في وجه نظرك صح ! "
أغمضت زينه عينيها وطبقت علي شفتيها وهي تتخيله يقبلها ثم يلقيها أرضا وهو يخبرها بأنها فتاه ليل رخيصه في نظره ..
وضعت يديها علي فمها وباليد الأخري دفعته بعيدا عنها وهربت من أمامه ..
وقف عمار مصدوما وهو لم يستوعب ما فعلته لم يفكر كثيرا في الأمر أسرع ووأرتدي ملابسه وألتقط هاتفه وخرج من المنزل وهو يلعن اللحظه التي أستسلم فيها لقبله وأحبها .. وذهب لأستكمال ما بدأه ..
(( الناس اللي كانت بتزغرط وما صدقت أن عمار نطق وبيحضروا نفسهم للفرح ، فرحانه فيكم أوي بصراحه ، مش قلت لكم عمار كان خنزير ولما يبطل زينه اللي هتبقي خنزيره .. فرحانه من قلبي لروح قلبي 😂 .. ))
*****************************************
بداخل منزل ديما ..
ما أن استمعت لصوت الجرس حتى توترت قليلا ونظرت لعزت فوجدته نائما ، نهضت في قلق وأغلقت باب الغرفه واتجهت الي باب المنزل ظنا منها أن تهامي عاد مره أخري ، فتحت الباب ببطئ فوجدت شخصا ما منكس الرأس أمامها ..
رفع عمار رأسه في إبتسامه شر مرددا :
- مساء الخير !
دب الفزع في قلبها وجف اللعاب بحلقها وهي تنظر إليه ، أسرعت فجأه وأغلقت الباب مره اخري ولكن يديه كانت اسرع منها وفتح الباب بالقوه ..
دلف بداخل المنزل وأغلقه خلفها ، أسرعت ديما وأمسكت بسكين مردده :
- انت عايز مني إيه ! قلت لتهامي وهو باعتك تقتلني ..
ضحك عمار بأستفزاز وجلس علي الكرسي :
- طب ما تهامي كان عندك من شويه مقتلكيش هو ليه ! وبعدين في واحد بيحب واحده هيعوز يقتلها ؟ نزلي يا ماما السكينه اللعبه اللي معاكي دي عشان انتي متعرفنيش ..
انزلت ديما السكين ببطئ وهي تتطلع إليه بخوف :
- أنت عرفت منين وانت مين أصلا وبتعمل كده ليه ؟
- جاوبيني إنتي الأول ، كنتي عايزه تقتلي تهامي ليه ؟
صمتت ديما وتحولت تعابير وجهها ، راقب عمار عينيها وحركه جسدها المتوتره وفجاه أنحني لأسفل وأستدار للخلف وامسك بعزت من رقبته مرددا :
- عزت باشا .. تصدق ليك وحشه
تألم عزت من قبضته ونطق بصوت مكتوم :
- انت عايز إيه !؟ سيبني يا كلب ..
كز عمار علي أسنانه معنفا :
- هتغلط هدفنك مكانك هنا وانت عارف إني اعملها ، فتلم نفسك وتحترمني وتسمع انا جايلك ليه انت والهانم ..
تركه عمار فأخذ يلتقط أنفاسه وهو يتطلع إليه :
- انا مكرهتش في حياتي قدك
- وده شرف ليا .. لكن متهيقلي أنك لما تعرف انا جاي ليه ممكن تبطل تكرهني ..
نظر له عزت بإحتقار ولم يجيبه في حين تطلع لديما مرددا بإبتسامه سمجه :
- بس الأول نعرف ليه الهانم كانت عايزه تقتل تهامي ..
نظر عزت لها بصدمه :
- نعم ؟ .. إنتي كنتي عايزه تقتلي تهامي ..
اجابه عمار :
- في اليوم اللي خرجت من الشركه وشفتني واقف معاها كانت عايزه تقتله وأنا لحقتها ..
فركت ديما يديها بتوتر حينما رمقها عزت بنظرات غير واضحه لها فأسرعت تردد بإنفعال:
- إيه بتبصلي ليه !! ما انت كمان عايز تقتله ..
- بس انتي عارفه انا فكرت في كده ليه ؟ لكن انتي ازاي عايزه تقتليه ؟
هبططت الدموع من عينيها وجلست علي اقرب كرسي مردده بقهر :
- عشان انتقم منه ، هو اللي قتل جوزي .. لبسه قضيه زور وقتله حتي من قبل ما المحكمه تحكمله ..
كان كل من عزت وعمار في صدمه وهم يستمعون لها فردد عزت :
- جوزك مين ؟ ويقتله ليه؟ جوزك الدكتور اللي كنتي قلتي انك هتتجوزيه لما سبنا بعض زمان ..
جففت ديما دموعها وهي تكمل بحقد وغضب :
- أيوه هو ، كان شغال في شركه الأدويه بتاعتكم وطبعا أنتو مكنتوش تعرفوا إنه جوزي أو اني رجعت مصر أصلا ، بين يوم وليله لقيته لابس قضيه وكل الأدله ضده أزاي مش عارفه ، بعد ما اتعرض علي النيابه ومرضاش يعترف برضه قتلوه وقالو أن هو شنق نفسه .. بس انا عارفاه ميعملش كده وهما اللي قتلوه عشان يموت وهو لابسها .. كنت رايحه الشركه في يوم عشان أكلم تهامي وأقوله أنه جوزي وسمعت تهامي بنفسي بيقول لواحد معاه أسمه اكرم أنه يقتله .. جريت وراه بالعربيه وملحقتهوش وتاني يوم سمعت خبر وفاه جوزي .. قولي بقه عايزني أسيبه ده انا جوايا نار لا بتهدي ولا تنطفي ومستنيه اللحظه اللي أشوف تهامي بيتحرق في النار دي ..
أدرك عمار أن تلك القضيه التي نفذ منها منها حسام وقتلت من أجلها شقيقته .. وها هو يظهر طرفا اخر يريد الأنتقام من تهامي لنفس السبب ، شعر عمار بها فهو أكثر من يتفهم لما فعلت ذلك ..
بينما عزت تذكر حينما أخبره تهامي بإنه انهي أمر تلك القضيه وأتهم بها أحدا أخر ولكن لم يتوقع نهائيا أن من اتهم بها هو زوج حبيبه ، صمت تماما عن الحديث ولم يدري بما يجيبها أو يخبرها أنه أيضا كان سببا غير مباشرا في قتل زوجها ..
نظر لها عمار وابتسم بسخريه وأدرك صمته وخجله من الحديث ..قطع عمار الصمت مرددا :
- وانا كمان ليا مصلحه في موت تهامي ..
تطلع إليه الأثنين معا في ذهول فردد عزت بسخريه :
- نعم يا أخويا ! وأنت تستفاد إيه بقه ان شاء الله
- تهامي اتهمني بالخيانه وشك فيا بعد ما عرفت كل اسرار شغله لكن بعدين اكتشف إن مش انا الخاين وان اخوه هو الخاين ، عرفت منه أنه ضربك وتقريبا كان عايز يقتلك بس مقدرش .. لكن الناس دي لو عرفت انك خنتهم وتهامي مقتلكش يعملوا إيه ؟ مش بعيد يقتلوك انت وتهامي وطبعا أنت اكتر واحد عارف اخوك لو خيروه بينك وبينهم مش هيتردد ..
عزت بذهول شديد :
- انا لحد دلوقت معرفش ليه تهامي اتهمني إني وخنته في إيه وإيه حكايه نص ثروته اللي خسرها بسببي دي ..
- أنا أقولك .. العمليه اللي طلعت فيها معاه اتدمرت تماما وانفجرت كلها وبقت عباره عن تراب وحديد واتهمو تهامي أن هو الخاين أو حد من طرفه فتهامي فكر فيا الأول وعشان كده انا سبت الشغل لأني مبحبش أكمل مع حد شك فيا .. وبعدها شك فيك انت وعمل اللي عمله معاك .. لكن اللي انت متعرفوش أنهم امروه يقتل الخائن وهو معملش كده معاك وسابك تفتكر هما لو عرفوا انك الخاين هيعملو إيه ..
كان عمار دقيقا في أختيار ألفاظه التي يؤثر بها علي عقليه مثل عزت الذي أسرع مرددا :
- هيقولوله يقتلني وهيقتلني ..
- اديك قلتها .. عشان كده بقولك كلنا لينا مصلحه في موت تهامي ..
نظر عزت لعمار بشك :
- وأنا ايه اللي يخليني اصدقك ؟
- من أسبوع تقريبا حد دخل شقتك وضربك بالسكينه في بطنك ودهرك .. الحد ده تهامي اللي باعته وعمل كده عشان ده الدليل اللي الراجل الروسي ده قالهوله علي الخاين ، عمل معاك كده عشان يقولهم أنه لقي الخائن وعاقبه طبعا زي ما عاقبك كده وطحنك من الضرب وكان هيقتلك .. لسه عندك شك إني بكدب عليك وان تهامي قريب جدا هيقتلك؟
لم يجيبه عزت سوي بكلمه واحده :
- إيه الخطه اللي اعملها عشان أقتل تهامي ..
تنهد عمار بضحك وإنتصار مرددا :
- كده يبقي اتفقنا .. أسمع كلامي ده وتنفذه بالحرف ..
وبعد حوار طويل طال بينهم وخطط محكمه لتفيذ تلك الجريمه حتي تحدث عمار :
- زي ما أتفقنا ، دلوقت لازم ترجع بيتك عشان تهامي ميعرفش إنك معاها ..
نفذ عزت ما أمره به عمار وكذلك ديما علي الرغم من عدم اطمئنانها وكأن هناك كارثه ستحدث بعد ذلك ..
خرج عمار من ذلك المنزل وأستقل سيارته عائدا مره أخري إلي منزله وما أن وقف أمام المبني بالسياره حتي أخرج هاتف أخر غير الذي معه وضغط بعض الأرقام حتي أستمع لصوت الجرس ثم رجلا يجيبه :
- مين ؟
- تهامي ابو الدهب ؟
- ايوه مين ؟
- فاعل خير .. مش هقولك غير كلمتين ، بكره متنامش في القصر بتاعك عشان اخوك جاي يقتلك ..
*****************************************
- تتجوزيني ؟
وجه حسام تلك الكلمه لشريهان التي كادت أن تغادر سيارته عائده الي الفندق ولكن صلبتها تلك الكلمه في موضعها ونظرت إليه بصدمه وفرحه لم تكن تتوقعها مطلقا :
- أنت قلت إيه ؟
- إنتي سمعتي ؟ .. بحبك يا شري.. وعايز اتجوزك
لم تستطيع شريهان التحكم بإنفعالاتها ، أغمضت عينيها بذهول وفغرت فاها :
- ده بجد صح ! انت قلتها ؟ حسام انت بتهزر ولا بتتكلم بجد ؟
ضحك حسام علي بلاهتها وشكلها مرددا :
- وانا ههزر ليه ! مش عارف بس كان لازم أقولها لما حسيت إنك هتمشي وتبعدي .. الكام يوم اللي قضيتهم معاكي وانا من قبل ما تبعدي حاسس إني مش هقدر أكمل من غيرك وإني بحبك ..
وضعت يديها علي فمها من شده الصدمه والفرحه :
- انت قلتها تاني صح ؟
فتحت باب السياره وأسرعت علي الطريق وأخذت تدور حول نفسها في جنون وسعاده تغمرها وقلبها كاد أن يقفز معها من شده الفرح ، أسرع إليها حسام :
- إهدي يا مجنونه الناس بتبص عليكي ..
جذبته شريهان من يديه وبلحظه منه شرد بنوران حينما أخبرها بأمر زواجهم ..
حسام : نوران بس كنت عايز اقولك حاجه يعني ..
نوران : قول يا حسام خير
حسام: سيرتي انا وأنتي بقت علي كل لسان بقينا مفضوحين أوي بصراحه فالنهارده لقيت خالي اللي هو والدك اللي كان مأجل جوازنا بيقولي اتجوزها وغورو من وشي انت تنح وهي اتنح منك فإيه يا تنحه تحبي تبقي الخميس الجاي ولا نعمل الفرح النهارده وخلاص ؟
نوران: بتتكلم بجد ؟ لا لا لا بتهزر .. حسام بابا وافق كده عادي ؟
حسام : اه والله العظيم وافق روحي أسأليه المهم تحبي الفرح امته ، انا بقول تبقي الدخله والفرح النهارده عشان صبرت كتير ..
نوران : حسام انا بجد مش مصدقه ياربي معقول بابا وافق .. يس يس يس هيييييييييييه
اخذت تصفق بيديها وتقفز علي قدميها في فرحه شديده وعشق صادق ينهمر من قلبيهما في حين ردد حسام بشوق ولهفه وهو يستوقفها : يا بنتي انتي اهدي دلوقت وفكري في المهم .. انا عايز الدخله والفرح النهارده
نوران : دخله إيه وفرح إيه النهارده .. ده انا عايزه ابقي احلي عروسه في العالم لسه قدامي حاجات كتير
حسام بضحك وسعاده ولهفه : خلاص يبقي الدخله النهارده والفرح الخميس الجاي
ضحكت نوران وكذلك هو وأسرعت إليه تقفز فوقه فحملها وأخذ يدور بها في سعاده وفرح وشوق وهو يعد الأيام والساعات ليجتمع مع حوريته في عش الزوجيه ..
توقف حسام عن الدوران وانزلها من بين يديه .. ما أن نظر إليها حتي وجدها شريهان وليست نوران ..
أختفت ضحكته وتبلم وجهه وشعر بصفعه القدر ، حاوطته شريهان بذراعيها وأخذت تتطلع إليه في حب :
- موافقه يا حسام ، موافقه أتجوزك .. موافقه يا عمري كله .. and i love u more and more
إبتسم حسام علي الرغم منه أمامها وبرفق أبتعد عنها مرددا :
- بس إحنا لازم نتجوز النهارده علي الاقل قبل ما تمشي نكتب الكتاب .. مش هتمشي من هنا غير وانتي مراتي
شريهان مردده بخوف :
- النهارده إزاي يا حسام ! مش المفروض تيجي تطلبني من أخواتي ؟
- أنا مسافر بعد بكره المانيا .. وهفضل أسبوع وبعدين ارجع .. هسافر من شرم عشان أجي لخواتك واطلبك ومش عارف هيوافقوا ولا إيه ظروفهم معايا بالظبط المهم اني مش هفضل كل ده وانتي مش مراتي ..
شردت شريهان قليلا وأخذت تفكر من جانب آخر ثم أسرعت تجيبه بضحك :
- أنت معاك حق لكن خليني افكر شويه ، خليني علي الاقل أشوف الدنيا هناك فيها إيه .. ده جواز مش حاجه سهله يا حسام ..
- شري انا بحبك وعايزك ومكنتش متخيل أن هييجي يوم وأحب حد غير مراتي ، فخلي بالك إنا لو مشيت من هنا وانتي مش مراتي مش هتشوفيني تاني وانا مبرجعش في كلامي ..
صعد إلي سيارته مرددا :
- بكره بس اللي هفضل هنا وبعده مسافر ، موبايلي معاكي وبيتي إنتي عارفاه ..
غادر من أمامها في لحظه واحده وشعرت بأنها في حصار كبير ، صعدت الي الفندق مشتته وبداخلها حيره قويه ، وجدت صديقتها بإنتظارها مردده :
- كل حاجه جاهزه والطياره كمان ساعتين ..
نظرت لها شريهان بشرود ولا تدري اي طريق تختار .. ألقت بجسدها علي السرير ووضعت ذراعها علي عينيها في تفكير وحيره إلي أن انتشلها رنين هاتفها .. ظنت أنه حسام فنظرت إليه بفزع وخوف وكأنه كان مراقبا لما تفكر به ..
*****************************************
دلف إلي شقته ببرود واغلق الباب خلفه باحثا عنها حتي وجدها بالشرفه ..
- زينه ؟
إلتفتت إليه مسرعه ونظرت لعينيه فوجدها باكيه ، لم يكترث بدموعها أو لم ينظر إلي عينيها مطولا وكان الأمر لا يعنيه :
- الموبايل ده مش عايزه يتراقب ، خدي شوفي هتعملي فيه إيه المهم محدش يعرف مكان اللي بيتكلم منه ..
اخذت منه الهاتف ونظرت لعينيه وكأنها تترجاه للنظر إليها ولكن لم يفعل فلم تكترث هي الأخري ..
ما أن انتهت من الهاتف حتي أعطته له مردده :
- المفروض ترتاح عشان الجرح.. اللي بتعمله ده غلط ..
- متشغليش بالك
- اومال مين اللي يشغل باله ؟
- ملكيش دعوه
- شفت اهوه ! رجعت تاني .. رجعت تاني يا عمار تتكلم معايا بطريقه مش كويسه .. انت بتخوفني منك وهتخليني ارجع اندم تاني أني كلمتك بعد ما كل مره باخد عهد علي نفسي أنه لحد هنا وكفايه ..
- ليه ؟
- عشان مش عارفه افهمك ، مش عارفه دماغك فيها إيه وبتفكر فيا إزاي ؟
- بفكر فيكي إزاي يعني ؟ شايفك انثي متفجره الانوثه مثلا وكل ما بشوفك ببقي عايز أخدك لأوضه النوم ؟ ولا كل ما بشوفك بتهجم عليكي وأغتصبك ؟
- لأ مش كده ! بتتهمني بشرفي وكأني بلقح جتتي عليك مش الظروف اللي جمعتنا مع بعض وانت اكتر واحد عارف ان قعدتي معاك دي غصب عني ..
- والله ! أتهمتك قلت لك إيه ؟
صرخت زينه بغضب :
- قلت واحده بتسمح لك تحضنها عادي وتلبس هدومك وعايشه مع عاذب في شقه واحده وبتخرج ترقص معاه الفجر تبقي واحده مش محترمه ومش متربيه .. قلت يا اما مراتك يا اما فتاه ليل وانا مش مراتك يبقي انت شايفني فتاه ليل وأن مش معترف بأي علاقه تانيه بيننا غير كده ..
- كل ده من ورا قلبي ، كنت بطلع ابشع حاجه فيا عشان عايزك تكرهيني.. مكنتش قادر أشوف حبك ليا ولهفتك دي وافضل ساكت ، شفتك كتير عليا اوي وإنك خساره فيا ، شفت مستقبلك معايا وانتي بتتحسري عليه لما أموت .. ليها ألف سبب وسبب لما كنت بقول كده المهم عندي انك تكرهيني وتبطلي تحبيبني
- وأديك نجحت وبقيت اكرهك .. لدرجه إني الكلمه اللي عمري ما كنت أتخيل اني هسمعها في يوم منك لما سمعتها بقيت شاكه فيها وإني ممكن اوافق .. شفت وصلتني لإيه ؟
- فاكره لما كنت هموت وقلت لهم يودوني ليكي ؟ وقتها مكنش عندي غير حلم واحد بس إنك تكوني إنتي اخر حد اشوفه أو المسه قبل ما أموت يكون صوتك اخر صوت اسمعه وانتي بتقوليلي بحبك .. كان نفسي اموت وانا عارف إن في واحده بتحبني كل الحب ده ومتمنش من الدنيا غيري .. كان نفسي في حاجات كتير أوي منك يا زينه ..
- مني انا ؟ مش انت برضه اللي قلتلي انك راجل ميري ولاغي الحب والمشاعر من قاموسك ويوم ما تضعف مش هتضعف قدام واحده زيي ؟
- وهو انا مضعفتش قدامك ؟ بصيلي كده وقولي انا مضعفتش ؟ ده من اول يوم شفتك فيه وانا ضعفت وحسيتك بتاعتي حاجه ملكي وجت تستنجد بيا ووقتها كنت بدافع عنك بكل قوتي ويا قاتل يا مقتول وانا أصلا معرفكيش .. ضعفت لما مشيتي من البيت وانتي رجليكي متعوره مقدرتش تبعدي عني ورجعتك تاني ، ضعفت لما جم يدورو عليكي وكانو عايزينك وانا وانتي مستخبيين في مكان وانا حاضنك جوايا ومخبيكي ومكنتش عارف وقتها لو كشفونا وقدرو ياخوكي مني كنت هعمل إيه ؟ ضعفت لما جيت أقتل تهامي وعيلته وأهله كلهم بس فكرت فيكي وحسيت إني مينفعش أسيبك وان اللي بيننا لسه منتهاش ، ضعفت قدام ضحكتك وفرحتك وجنونك وعملت حاجه عمري ما كنت أتوقعها لما خرجت ورقصت انا وانتي زي المجانين .. ومعني اني بقولك الكلام ده كله إني ضعيف دلوقت قدام حبك وبقولك إني عايزك يا زينه ومقدرش أستغني عنك ولو لحظه واحده ! ..
أقتربت منه زينه وأمسكت به من ياقه قميصه مردده :
- أمال بتعاملني كده لييييه ؟ بتهد كل كلمه حلوه او لحظه بيننا ليه ؟ بتبعدني ليه كل ما اقرب ؟
- أنا مببعدكيش ، انتي اللي مكنتيش عارفه تفهميني مكنتيش شايفه الصوره الحقيقيه ورا كل كلمه وحشه قلتها ليكي أو تصرف غلط ..
- وكانت إيه الصوره دي ؟
- إني خايف أحبك وبهرب من حبك بأي طريقه ، كنت عايزك تكرهيني واقتل حبي جواكي وأدفنه .. لكن الظاهر إني خسرت ، زي ما خسرت إني محبكيش يا زينه
هتفت زينه بإنفعال وهي تتشبث بقميصه وعينيها تبرق بالدموع :
- ممكن متبعدنيش عنك تاني .. ممكن تاخدني في حضنك وتطمني انك مش هتبعد وإني هفضل معاك وجنبك علي طول ..
جذبها عمار قبل أن تكمل حديثها وأحتضنها بقوه كادت أن تكسر ضلوعها ودفن رأسه بين شعرها مرددا بهمس :
- هتفضلي جوايا مش جنبي هتفضلي حته مني وأجمل حاجه دخلت حياتي ، انا اللي محتاج الحضن ده اكتر منك ..
أشتدت زينه علي عناقه وأخذت تبادله بكل حب وشوق ولهفه بداخلها لها :
- انت تعبتني وحيرتني ووجعتني أوي ..
- حقك عليا إنتي انضف واجمل من كل كلمه طلعت في حقك مني .. متزعليش عشان خاطري ..
حاوطته زينه أكثر وذاب عمار بين ذراعيها وهو يضمها إليه كي لا تفارق حضنه ..
لم يشعرا كم من الوقت مر عليهما وهما علي هذه الحاله ..
أبتعدا عن بعضهما أخيرا ونظر إليها فأسرعت زينه بضحك :
- مش عارفه ليه حاسه أنك هتقلب دلوقت ! أو لازم متكونش في وعيك عشان تقول كلمه حلوه ..
ضحك عمار بقوه :
- ما خلاص بقه مش اللي هنعيده نزيده
- يخربيت ام ضحكتك انت يا أبني حلو كده إزاي ؟
- عارف عارف دي البنات بتقطع نفسها عليا وعشان كده مبظهرش كتير ..
- هه هه هه يا عسل
- عارف برضه تاخدي لحسه ؟
- لحسه إيه ؟
- لحسه عسل في إيه مالك نيتك مش سالكه علي فكره ؟
- انا برضه ؟
- ههههههههههه .. يا مجنونه
- إنت بتضحك تاني صح ؟ بجد والله مش مصدقه انك بتهزر كده وعادي زينا ! وبرضه عندي احساس إن دي حاله وهتروح وهترجع تاني عمار اللي انا اعرفه
تنهد عمار ونظر إليها بجديه :
- وانتي تعرفي إيه عن عمار يا زينه ؟ انتي معرفتيش غير اللي انا حبيت اعرفهولك وكان كله كدب .. انتي فاجئتيني بحبك وانا مكنتش متعود علي وجود حاجه حلوه زيك في حياتي ، متعودتش حد يهتم بيا كده ، حد يشتاقلي باللهفه دي ، حد يبقي عايز يقدملي كل حاجه ، انا شفت في عنيكي حاجات كتير يا زينه كنت بهرب منها كلها وكل مره كنت بضعف وارجع تاني ..
- مفيش هروب تاني يا عمار
ضحك عمار وجذبها إليه :
- مفيش هروب يا قلب عمار .. بقولك إيه أنا عارف إنك جعانه وسندوتش الجبنه اللي كلته ده حاسس أنه جوعني اكتر ..
شعرت زينه بالإحراج مردده :
- الاكل اللي عملته يعني مكنش ..
- عارف إنه اتحرق وفداكي ولا يهمك .. تعالي انا بقه اللي هعملك اكله إنما إيه معتبره !
- انت بتعرف تطبخ !
- انا بعرف أعمل أي حاجه !
- غريبه يعني !
- إيه الغريب ؟ انا يعتبر عايش لوحدي وبعتمد علي نفسي في كل حاجه وبما إني كنت عامل حسابي اني لا هتجوز ولا هيبقي ليا في صنف الحريم كلهم فأتعودت اعمل كل حاجه بنفسي .. وبيني وبينك انا مبحبش حد يتدخل في خصوصياتي وحياتي فتلاقيني في الجماعات مش قد كده ..
ضحكت زينه فبادلها عمار الضحك واتجهو الي المطبخ ، أخذ عمار يعد الطعام وزينه تساعده وبين الحين والأخر يفعل كل منهم شيئا ليزداد جو الضحك والحب بينهم ..
كانت زينه في قمه سعادتها وللمره الأولي تري عمار بتلك الصوره المضحكه الحنونه ، زاد عشقها له حينما تأكدت أن تلك الشخصيه المخبأه بداخله لم تخرج أو تظهر إلا لها وعلي يديها فقط ..
*****************************************
دلف عزت منزله فوجد تهامي بإنتظاره مرددا :
- نورت ، أخيرا رجعت !
وقف عزت أمامه ولأول مره يشعر برغبه عارمه في الفتك به ، علي الرغم من خوف بداخله من أنه قد يسبقه في قتله ، تحدث عزت بغضب :
- جاي ليه يا تهامي ؟
- جاي لأخويا .. اللي خانني ..
- انا مخنتكش ولا عارف حتي انت بتتكلم علي إيه ؟
- وانا مش جاي اعاتبك ولا ألومك .. انا جايلك عشان انت اخويا إبن أمي وأبويا .. أكتر حد اخاف علي مصلحته ولو أذيته فده برضه عشان مصلحته ..
- انت مبتحبش غير نفسك ولا عايز غير مصلحتك
- غبي .. لو مكنتش عايز غير مصلحتي مكنتش جيت لك دلوقت ..
- ولا جاي تكمل عليا وتقتلني .. قول متتكسفش ..
أقترب منه تهامي وضمه له مرددا :
- قلت لك وهقولهالك تاني ، أنت اخويا وعمري ما أسمح لحد يقرب لك او يأذيك ، انا بس اللي اضربك عشان أعلمك الدرس عشان انت زي أبني لكن مقدرش أشوف حد بياذيك وأسكت له وقلتهالك قبل كده يا عزت وهقولهالك تاني ، انت واختك عندي في كفه والدنيا كلها في كفه وده حتي مش ميزان عشان لو ميزان واتضريت اني اختار بين الكفتين اللي تطب هختار كفتك انت ...
كان تهامي يتحدث بصدق وحنو لأخيه لعل ما وصله في الهاتف يكون كذبا ،، وحتي إن كان حقيقه .. عله يستطيع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقاياه بداخل أخيه ..
ظل عزت يستمع له وهو يكتم بداخله من قهر والم وهو يتذكره حينما كان يجلده وهو مريض حتي كاد أن يقتله .. تذكر كل مره قلل من شأنه واتهمه بالضعف والغباء .. تذكره حينما أخبر ديما بأنه يحبها .. اغمض عزت عينيه كي لا يري وجهه البغيض وفتحهم مره اخري علي صوته :
- طب تعرف إني جايلك عشان تخطبلي وتقف جنبي في فرحي !
نظر له عزت بصدمه شديده فاكمل تهامي بإبتسامه :
- وعلي فكره العروسه مش غريبه عليك .. ديما صاحبتك اللي كانت معاك في الجامعه
سكب عزت علي قلبه قطع من الثلج كي لا يبدو متأثرا بما يلقيه عليه ، تنهد بحراره شديده مرددا بغضب مكتوم :
- سيبني يا تهامي دلوقت .. سيبني عشان اقدر أستوعب اللي حصل بيننا واللي انت عملته فيا ده لو فعلا باقي عليا ..
نهض تهامي مرددا :
- علي فكره انا جايلك وشاريك انت وحتي طردت جوزيف عشان معنديش أغلي منك .. ومستنيك جاي تقولي يا اخويا انا عقلت ورجعت تاني ..
غادر تهامي المبني فنهض عزت صارخا بقوه وإنفجار :
- كداب .. كدااااب .... كدااااااااااااااااااااب .. كل حرف وكل كلمه طالعه منه كدب ... عمره ما حبني ولا كان عايزني .. حتي جوزيف بيقول أنه طرده عشاني وهو اللي سابله الشغل عشان عايز يقتله .. وحبيبتي كمان جاي بكل بجاحه وبيقولي اخطبهالي .. ليه مصمم تقتل كل حاجه ليك جوايا ليه مصمم متزرعش غير الكره ليك ليه تسرق فرحتي وحياتي ؟؟؟ .. ليييييييييييييييييه !!!!!!!!!!! ..
أمسك هاتفه وقام بإجراء إتصالا ...
وعلي الناحيه الأخري في شرم الشيخ ..
دلفت شري بخطوات واثقه وهدوء الي منزل حسام وما ان رأته جالسا علي إحدي الأرائك حتي رددت :
- أخويا تهامي اتصل بيا وقالي متجيش الفتره وخليكي عندك لحد ما أقولك أرجعي .. وكأنه القدر واقف معاك وعايزنا نتجوز .. حسام انا مش بس موافقه أتجوزك .. انا كمان ممكن اسافر معاك ونقضي شعر العسل هناك في المانيا ..
*****************************************
تناول عمار الطعام مع زينه حيث كان شهيا جدا ، اخذت تطعمه وهو كذلك والحب والضحك يسود بينهم وما أن انتهوا حتي صنعت زينه كوبين من الكابتشينو وجلست بجواره مردده :
- اتفضل يا حضره القائد
أبتسم عمار وتناولها مرددا :
- تسلم إيدك ..
ثم نظر إليها وأضاف :
- إنتي بعيده عني ليه ؟
أسرعت زينه وجلست بجواره فحاوطها بذراعه وقبل رأسها مرددا :
- ربنا يخليكي ليا ...
- هو إحنا إزاي بقينا كده ؟ .. أو بمعني تاني إيه اللي غيرك ومبقتش تهرب من حبي أو تبعد عني زي ما بتقول ؟
- مبقتش عايز أكون لوحدي يا زينه ! فكرت فيها من ناحيه تانيه .. الدنيا مبتديش لحد الفرصه مرتين فلو ادتهالك يا اما تستغلها يا اما مش هتلاقيها تاني لو اتنطتت وانتي فرصه ولو ضيعتها من إيدي يمكن مقدرش ارجع تاني اعيش زي الأول .. خفت ابقي عمار تاني معرفوش ،، حبيتك تطلعي الحلو اللي فيا قبل ما يموت حبيت الحق اللي باقي مني علي ايديكي .. لما قلت لك اني ميري كان قصدي أننا كل يوم بيموت مننا بالعشرات محبتش اجرحك لو مت أو بعدت عنك .. كنت حابب اموت خفيف خفيف لا زوجه ولا اولاد ولا عيله ولا أستقرار زي ما بتقولي ..بس من اول ما شفتك وانا اتمنيت اني يبقي لك مني أو يبقي منك حاجه نفتكرها وتفكرنا ببعض
وضعت زينه رأسها علي صدره في خوف مردده :
- بعد الشر عليك ..
ضمها عمار واضاف لحديثه :
- كلنا هنموت بس اللي زينا فرصته للموت اكبر وخصوصا الفتره اللي جايه مش سهله وياعالم .. فحبيت أخد كل حاجه حلوه الحياه بتديهاني ، حبيت أخدك انتي قبل ما تضيعي مني ..
- بس انت بطل يا عمار وليك اسمك اللي عملته ببطولاتك وانجازاتك .. الكل بيقول انك مبتخافش الموت وبتقف قدامه مبتتهزش ..
- مفيش حد مبيخافش الموت يا زينه واللي يقول إنه مبيخافش الموت يبقي كداب .. انا من يوم ما عرفتك وأنتي بقيتي نقطه ضعفي وبقيت أخاف الموت ..
قطعهم رنين هاتفه فنظر لها عمار مرددا بضحك قبل أن يجيبه :
- وتعرفي بقه إيه اكتر حاجه خلتني أتغير معاكي .. عشان مش هتفضلي هنا معايا كتير وأخرك بكره ده لو مكنش النهارده وهتوحشيني يا غاليه ..
أجاب عمار علي الهاتف حيث كان عزت هو المتصل ليخبره بما دار بينه وبين تهامي ، أبتسم عمار بخبث وأخبره بأن يبقي علي اتفاقه معه لتنفيذ مخططه وان لا ينخدع بما يمليه عليه تهامي ..
وما ان انهي حديثه معه حتي قام بالاتصال بتهامي :
- حلوه أوي الزياره اللطيفه اللي عملتها لعزت دي ، انت مفكر أن كده انت هتقدر تمنعه من أنه يقتلك ..
- انت مين يلااااااا !!! مين بيتكلم ؟؟؟؟
- وفر مجهودك وعصبيتك لبكره لما أخوك يقتلك .. وأه زي ما اتفقنا متنامش في القصر بكره ..
لم يمهله عمار في التحدث أكثر من ذلك حتي اغلق الهاتف ، نظر تهامي للهاتف وكاد أن يلقيه أرضا من فرط عصبيته .. نادي أحدي رجاله بغضب شديد :
- معرفتوش مين بيكلمني ولا مكانه فين ؟
- لا يا فندم الجهاز عليه شفره ومش قادرين نخترقها .. وبعدين يا فندم احنا قلقانين من إيه ما نستني بكره ونشوف ..
جلس تهامي علي مقعده في تفكير وعصبيه وخوف لما هو قادم .. كان خائفا اكثر علي عزت وهو لم يتخيل أنه بالفعل يفكر في شئ مثل هذا.. اخذ يعد الساعات والدقائق داخل قصره ليتأكد إن ما يلقيه عليه ذلك المجهول صحيحا أو مجرد عبثا للتفرقه بينه وبين أخيه ..
وعلي الناحيه الأخري قص عمار علي زينه كل ما فعله وما يفكر به في الخطوه القادمه مرددا :
- ومن بكره إحتمال كبير اوي اتراقب ده إن مكنش من النهارده ! ووجودك انتي بالذات معايا خطر عليكي .. وقلت لك انا بقيت أخاف .. فياريت انتي بالذات متعانديش وتسمعي الكلام لحد ما بكره يخلص وينتهي زي ما انا مخططله ..
- طيب المفروض دلوقت انا هروح فين ؟
- هقولك وهوديكي بنفسي في الوقت المناسب ..
هزت زينه رأسها بخوف واومأت له وهي تدعوا بأن لا يصيبه مكروه .. وفجأه أطبقت علي يديه في رعب ما أن استمعت لصوت ما :
- عمار !! ... في حد بيحاول يفتح الباب ........................
رد
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية