رواية نار الحب والحرب الفصل السابع عشر 17 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
بقلم/ إيمان حجازي
حلقه ((17))
داخل شركه أبو الدهب ..
مازال عمار يقف أمام تهامي في شموخ وعناد بينما ابو الدهب لم يتراجع عن كلمته وبداخله وهله مهوله من الغضب والشك تجاهه ، تحدث عمار بصرامه وكبرياء:
- أيا كان السبب اللي انت عايزني أعمل كده عشانه فهو موضع شك ليا وأنا مبقبلش بكده ولا انا اللي بتحط في موضع زي ده .. ودلوقت انت جبت لنهايه الكلام بيننا وهضطر اني أقولك مع السلامه شغلي معاك انتهي ..
ولم يكد عمار أن يستدير من أمامه ليخرج من غرفه مكتبه حتي استوقفه صوت تهامي الغاضب :
- أستني عندك ، مش هتتحرك خطوه واحده من هنا قبل ما اتأكد من اللي أنا عايزه ..
أستدار له عمار مره اخري ببرود قاتل وثقه:
- هو أنت بتهددني ولا إيه عشان بس اكون عارف ؟ نفترض انك بتهددني مثلا فأنا مبتهددش ولا بحب اللي يهدد عشان بحسه ضعيف وانا بكره الضعف ، ولا تكون بتأمرني ، بس شكلك نسيت أني محدش بيمشي كلامه عليا وده كان أتفاقنا من قبل ما أشتغل معاك .. فأنت عايز إيه بالظبط ؟
تهامي بلكنه عنيفه منفعله :
- عايزك تنفذ اللي بقولك عليه من غير كلام كتير ، وإلا قسما باللي خلقني وخلقك لأوريك وش عمرك ما شفته لو طلعت انت .. أنا خسرت نص ثروتي ..انا كنت هقتل أخويا بإيديا وانت مش أغلي منه .. فاهمني !!
أبتسم عمار ببرود قاتل زاد من حنق تهامي وغضبه :
- تصدق بقي نفسي أشوف الوش التاني ، شكلك نسيت انا مين ؟ ولا حتي انت اخترتني أنا بالذات أكون معاك ليه ؟ .. بس ملحوقه إن كنت ناسي افكرك .. (نهض خارجا من الباب) أنا ماشي ولو عندك دكر يعرف يوقفني وريني ..
تقدمت بخطوات واثقه من أمامه في حين أسرع تهامي بغضب ورفع سماعه الهاتف بجواره لينادي بجميع وحدات أمن والحراسه كي يوقفوا عمار ويمنعوه من الخروج بعدما أصبح شبه متأكدا من أنه من غدر به وفعلها .. ولكنه لم يكن يدرك أن كل ذلك مجردد تخطيط من عقل أخر مدبر له ..
ما ان خرج عمار من غرفه مكتبه ومضي سيرا في ذلك الممر الطويل حتي وجد اربعه من رجال الأمن يشرعون أسلحتهم بتجاهه .. لم يتوقف عن السير ما ان رآهم ولكنه تقدم باتجاههم في ثقه رافعا يديه في أستسلام حتي كان أن يصل أليهم فأسرع حركته فجأه وخطف من احداهم سلاحه وأفرغه علي اقداهم فسقطوا جميعا أرضا ، لم يلبث معه ذلك الأمر سوي بضعه ثوان بسيطه حيث اخذهم علي غفله منهم ..
كان تهامي خلفه يراقب ما حدث لرجاله في غضب شديد فصرخ بالرجال الأخرون كي يتصدوا ليه ، نظر له عمار بأحتقار وبرود وگانه لا يعنيه شيئا ومضي مره اخري وبينما لمح بطرف عينيه بضعه من رجال الحراسه حتي أخرج سلاحيه كل واحد منهم في يد وأخذ يطلق عليهم بمجرد ظهورهم أمامه ، كانت أصابته لهم مدروسه علي الرغم من ظهورهم المتتالي وكأنه يخبر تهامي رساله خلف ذلك الأمر ..
عزم عمار مره اخري علي الخروج ولكن حاصره للمره الثالثه اربعه من الرجال ، نظر أليهم عمار بأستفزاز ولكن تلك المره لم يستطع أطلاق النار عليهم حيث نفذت ذخيرته ..
أبتسم تهامي بتشفي وانتصار في حين بادله عمار الضحك بأستفزاز مما اقلق تهامي ، وضع عمار سلاحيه جانبا بكل برود ونزع قميصه عمدا في أستعداد لمواجهتهم بقوه ذراعيه ..
صلبت عينا تهامي علي عمار الذي بدي أمامه عاري الصدر ولكنه لم يستطع التركيز علي جسده ورؤيته مش سرعه حركته وقتاله حيث اشتبك مع رجاله ..
وعلي الناحيه الأخري اندفع عمار بكل قوته نحوهم في مهاجمه شرسه وعنيفه حتي أسقطهم جميعا في ضربات ذكيه وما أن وجدهم ينهضون مره أخري حتي اسرع والتقط أحدي اسلحه رجال الأمن وأطلق علي أقدامهم جميعا الرصاص فعجزهم عن الحركه ..
شعر عمار بألم شديد داخل جسده ولكنه تجاهله ليبدو صلبا واثقا أمام تهامي الذي كان يقف مذهولا وبشده غير مصدق ما حدث أمامه للتو وكأنه حول مقر شركته لبركه من الدماء سبح فيها رجاله علي يد شخص واحد ..
نظر تهامي لجسده الذي كان ثابتا أمامه حيث تعمد أن يريه له فوجده خاليا نظيفا تماما من أيه أثار لسكين أو اله حاده اخترقته ، لوهله شعر بندم شديد وخساره فادحه له من كافه الأطراف ، من ناحيه خسر جوزيف كحارس له ومن ناحيه اخري الكثير من رجاله ..
أنحني عمار والتقط سلاحيه ووضعهم أسفل حزامه وكذلك قميصه وارتداه مسرعا خارجا من ذلك المبني وكان شيئا لم يكن ولكن استوقفه صوت تهامي مره اخري :
- جوزيف أستني !
أبتسم عمار بكبرياء وتهكم :
- إيه ؟ لسه عايزني اقتلك حد ؟
كان تهامي في تردد وحيره شديده ولم يدرك بما يقول له ولكن الذي بات متأكدا منه أنه لا يستطيع الاستغناء عنه وكذلك الندم الشديد حينما شك به وظن أنه من فعلها .. وقف أمامه :
- هديلك 3 أضعاف مرتبك ومتمشيش ، أنا لسه عايزك ..
اتسعت ابتسامه عمار في سخريه :
- مش بقولك شكلك نسيت انا مين ، في اليوم اللي قبلت فيه اكون دراعك اليمين قلت لك أخر حاجه تهمني الفلوس ومع ذلك دلوقت مفكر اني هضعف قدامها ، قلت لك انا مبيتوليش دراعي وحاولت تلويه وانت اللي خسرت مش انا .. قلت لك مباخدش أوامر من حد ومع ذلك جربت .. نسيت اصلا انت خدتني ليه غصبا عن اخوك .. الفرق اللي بيني وبينك انك بتهدد علي مفيش إنما أنا مبهددش دراعي اللي بيتكلم وبس .. وانا من النهارده مقبلش إني أكون معاك ..
لم يكد يخرج حتي أستوقفه صوت تهامي مره أخري :
- أنت عرفت اسرار شغلي ، وأنا مفيش حد بيعرف حاجه تخصني ويسيبني غير جثه ، فدلوقت مفيش قدامك غير انك تكمل معايا بالذوق أو علي جثتك
- لا ما هو أنت لو كنت قدرت تاخد جثتي ما كانت زمانها دلوقت معاك ، لكن أنت أضعف من انك تعمل كده معايا فمتحاولش .. وبالنسبه لشغلك انا مطلعتش معاك غير عمليه واحده ومعرفتش فيها حاجه غير أنها شحنه مخدرات وسلاح وكنت بتسلمها .. وانا مبطلعش اسرار حد .. من غير سلام
خرج عمار وتركه يصرخ به بتهديد صريح :
- بلاش الثقه الزياده دي أنت لسه متعرفش مين هو تهامي أبو الدهب ، هقتلك .. سامعني .. هقتلك ..
لم يكترث عمار بتهديده علي الرغم من إدراكه الشديد أنه لن يتركه علي قيد الحياه بعدما أصبح يعرف ولو سرا واحدا من أسراره خاصه وأنها بكل تلك الخطوره .. فهو أكثر من يعي خطورتها !
صعد الي سيارته واشتد الألم عليه كثيرا حتي شعر بذبحه داخل بطنه كلما التقط أنفاسه وكان ذلك الألم عاد مره اخري منذ أن طعن ببطنه اول مره .. قاد سيارته في وهن والم مسرعا الي وجهه معينه ..
*****************************************
داخل منزل ديما ..
جلست ديما بجواره ووضعت بعض الأطعمه علي طاوله صغيره امامهم :
- عزت انت لازم تأكل حاجه !
كان عزت شاردا مهموما لم تكف عيناه عن البكاء وهو لم يكن يتخيل يوما أن يوما مثل هذا سيمر عليه وهو يؤذي من أخيه الوحيد بتلك الوحشيه ، كفكف دموعه ونهض بالم مرددا :
- مش قادر ، جسمي مش متقبل أي حاجه دلوقت .. ارجوكي سيبيني
تنهدت ديما بحزن وهم وهي تشفق علي حالته :
- لحد دلوقت مش مصدقه أن تهامي يعمل فيك كده ! دا كله الا انت يعني مش قادره استوعب ليه !!
أجابها عزت بألم:
- تهامي مبقاش زي الأول ، كل مره بيكبر فيها بييجي عليا انا .. بس عمري ما تخيلت أنه يعمل فيا كده .. كنت دايما معتقد أنه أنا وهو خط أحمر مفيش حاجه تفرقنا أو تدخل بيننا .. لكن مع الزمن وواحده واحده بدأ يتحول ..
نظر إليها في غضب دفين وكز علي أسنانه مرددا :
- بس وعرش ربنا ما هسيبه وهو اللي أبتدأ .. مش هفضل ساكتله لحد ما ييجي في يوم ويقتلني ومتهيقلي اليوم ده بقه قريب اوي ..
شعرت ديما بالتوتر وأمسكت بذراعه:
- عزت أنت ناوي علي إيه !
نظر أمامه بشرود وشر مهمهما :
- كل شر .......
قطع حديثم صوت رنين جرس المنزل ، نظر لها عزت بقلق :
- إنتي مستنيه حد ؟
دب القلق أيضا بداخلها ورددت في نفي :
- لأ ... هخرج أشوف مين متتحركش ..
وفي مكان أخر تحديدا داخل قصر الحسيني ..
وقفت زينه أمام الشرفه في إحدي الغرف في شرود وأنسجام وهي تستمع لأغنيه " أه علي قلب هواه محكم " حتي شردت بها أيضا .. فآه علي قلب هواه محكم .. يريد نسيانه ولكن ثمه شئ بداخله يجبره علي محبته ، يجعله يراه في كل الوجوه ويسمع نبرته في كل الأصوات .. ظنت أن البعد سينسيها فأصبحت عالقه به روحا وعقلا ووجدانا وبداخلها جزء منهار وجزء يقاوم ولا تدري متي ينوي مغادره عقلها !!؟ ..
- يا تري الجميل سرحان في إيه ومش سامع الباب ..
كان ذلك صوت مرام حينما دلفت إليها فوجدتها في تلك الحاله من الشرود ، انتبهت إليها زينه في فتور وذبول:
- انا عايزه امشي من هنا .. عايزه أشوفلي بيت ولو حتي بالإيجار وأنا معايا فلوس في البنك هسحب منها ..
- هو إحنا كنا قصرنا معاكي في حاجه ؟
- لا طبعا يا دكتوره لكن أنا مش حابه أكون تقليه ومش متعوده إني أفضل في بيت غريب وأديكي شايفه بقالي يومين مش عارفه أنام ..
- بس انا من رأيي تستني دلوقت في موضوع البيت ده لحد ما ترتبي حياتك وتشوفي أنتي ناويه علي إيه ؟
- ما هو عشان انا بدأت فى ترتيب حياتي عايزه ابدأ بموضوع البيت ..
- والناس اللي بتطاردك وبيدورو عليكي ..... دا غير أن عمار مش هيسيبك أصلا ..
شعرت زينه بالغضب الشديد وانتفضت :
- عمار ده مليش دعوه بيه خلاص مش هفضل معاه تاني ، ده واحد الكبر هيفرتكه والغرور هيلحس دماغه تحسيه لو قال كلمه حلوه لحد ممكن يموت فيها .. هو كويس ومش محتاجني ولا حاجه ولا أنا كمان محتاجاه وهعرف أحمي نفسي بنفسي ومتشكرين لخدماته ..
نظرت لها مرام بمكر :
- يعني لو رجع دلوقت وقالك أرجعي تاني مش هتروحي معاه ؟ أنتي عايزه تفهميني أن خلاص مبقتيش بتحبه ومرتاحه كده
- راحتي إني أكون بكرامتي حتي لو قلبي متقطع ميت حته ومش...........
ولم تكمل زينه جملتها لجم لسانها ودق قلبها فجأه وبعنف شديد وظلت شاخصه بصرها أمامها حين ظهر لها من حيث لا تدري ....
*****************************************
وقفت أمامه في صدمه شديده ولم تقوي علي التحرك قيد انمله ، جابت بطرف عينيها في توتر شديد الي الداخل ثم عادت تنظر إليه مره اخري ويديها تكاد ترتجف أمامه ..
- مش هتقوليلي أتفضل ولا إيه ؟ هتسيبيني واقف علي الباب ..
كان ذلك صوت تهامي حيثما يقف أمام ديما التي تلعثمت ولم تدري بما ترد عليه :
- لأ ... ااه حاضر .. قصدي أتفضل ..
تطلع إليها تهامي بشك وحيره :
- مالك اتخضيتي ليه كده أول ما شفتيني ؟
نظرت له بتيه وهي تحاول تحليل سبب قدومه محدثه عقلها بخوف شديد " هو جاي عشان عزت ولا عشان عرف إني حاولت اقتله .. ولايمكن جاي يخلص علينا احنا الاتنين ؟"
وبسرعه شديده نظرت خلفها الي عزت ، تنهدت براحه الي حد ما حينما وجدته قد اختبأ .. عادت مره اخري لتهامي واضافت :
- أتفضل حضرتك ..
جلس تهامي حيث ما أشارت له ومازال محتارا :
- مالك يا ديما ؟ إنتي كويسه ..
حاولت ديما تمالك أعصابها وجلست أمامه :
- مالي يا فندم انا كويسه أهوه .. بس الحكايه كلها اني متوقعتش أن حضرتك تشرفني في وقت زي ده ..
أقترب منها وبنظره خاصه ردد :
- ضايقتك ؟ عايزاني امشي !
فركت يديها في تلعثم :
- لا يا فندم طبعا ، حضرتك تنورني في أي وقت ..
أبتسم تهامي بهيام واطال النظر إليها مما أخجلها كثيرا واخفضت بصرها فردد تهامي :
- وانتي ليه مبتنوريش الشركه ؟ من يوم ما جيتي وانتي مرجعتيش تاني .. متعرفيش إني كنت مستنيكي ؟
- أسفه يا فندم انا ... اصل انا ... مش هقدر ارجع تاني الشركه ..
أعتدل تهامي في جديه :
- ليه ؟ حد زعلك أو داس لك علي طرف ؟
- لا الرفض من عندي انا .. انا اللي مش عايزه اكمل يا فندم مش مرتاحه من ناحيه كل حاجه وارجوك متسألنيش أكتر من كده انا مش هكمل وخلاص ..
اقترب منها تهامي أكثر وتجرأ ومسك يديها فافلتتها مسرعه من بين يديه :
- ديما ! ... أحكيلي مالك ...
- يا فندم ارجوك ...
- ارجوكي انتي بلاش تبعدي اكتر من كده ... أنا استنيتك سنين ومش هقدر أستني تاني بعد ما رجعتي ..
هزت رأسها في استفهام وحيره ودهشه :
- معناه إيه الكلام ده ؟ ....
أمسك تهامي بيديها عنوه وقبلها في حب وتملك مرددا :
- معناه اني بحبك من زمان وعايز اتجوزك .. موافقه ؟
وبداخل مدينه السلام ( شرم الشيخ ) ..
كانت داخل الفندق بغرفتها تعد حقيبه سفرها في حزن وشرود وهي تفكر بمن سلب عقلها ، دلفت إليها صديقتها جايدا بسخريه :
- يااااه شري هانم اخيرا في الفندق وقادره أشوفها ..
نظرت إليها شري بلامبالاه :
- so !... ( وإذا)
وقفت أمامها جايدا في جديه وغضب :
- طبعا ولا علي بالك .. أتصل بيكي مبترديش .. أستناكي ترجعي متأخر وإذا كنتي بترجعي أصلا .. كنا المفروض نفضل اسبوع واحد فضلنا اكتر من عشر ايام وانتي ولا كانك هنا .. شاطره بس تجري ورا سي حسام بتاعك ..
التفتت إليها شري بجديه :
- لو سمحتي اتكلمي عنه بأدب ..
- نعم !! أهوه ده اللي كنت خايفه منه !
- خايفه من إيه ؟ انا بحب حسام ومش صغيره وعارفه انا بعمل إيه ..
- والله ؟ وهتقدري بقه تبرري حبك ده لأخواتك وتقنعيهم يجوزوكي ليه ؟ .. ولا ده إذا كان أصلا ناوي علي الجواز أو أنه يكمل معاكي أساسا
- قصدك إيه ؟ أتكلمي بوضوح
- قصدي إني حااسه إنه بيلعب بيكي وإنتي السكينه سارقاكي ومش حاسه بحاجه
قهقهت شريهان بتهكم :
- no way !
.. حسام أكبر من كده بكتير انتي دماغك راحت لبعيد خالص
- والله اتمني تكون فعلا دماغي سافرت بس علي رأيك أنتي مش صغيره .. انا نازله بكره أهلي مبطلوش رن عليا هتنزلي معايا ولا هتفضلي جنبه ..
- أكيد هنزل معاكي يعني ! .. وبعدين انا لحد دلوقت مستغربه إزاي محدش من خواتي اتصل بيا ؟ خايفه يكون في حاجه حصلت ..
- اهوه بكره هننزل وهنشوف ..
قطع حديثهم رنين هاتف شري فنظرت لشاشته ثم نظرت لجايدا التي نظرت لها بضيق ثم أجابت علي الهاتف :
- أيوه يا حسام ...
*****************************************
- عمار .. أهلا يا سياده المقدم أتفضل ..
كان ذلك صوت مرام حينما نظرت خلفها ووجدت عمار بينما هو أجابها بصوت مؤلم وعينيه عالقه علي زينه التي ما أن رآها حتي شعر بشوق شديد لعينيها ونظره الحب التي تكنها لها :
- انا تعبان وحاسس إن في حاجه غلط في الجرح ومش قادر اتحرك منه ..
حاولت زينه بقدر المستطاع أن لا تنظر أو تكترث لأمره ولكن شئ ما بصوته أجبرها علي التطلع إليه وتبدلت نظراتها لخوف عليه ..
- أنت عملت مجهود ولا حاجه ؟
سألته مرام مره اخري بقلق في حين اجابها وهو مازال ينظر لزينه :
- لا يعني شويه حركات كده بسيطه ...
- حركات بسيطه ؟ هو انا مش قلت بلاش حركه خالص كمان كام يوم كده لحد ما الجرح يلم نهائي .. علي العموم اتفضل أقعد واكشف عن الجرح ..
جلس عمار ونزع قميصه عنه في ألم شديد حاول قدر المستطاع أن لا يظهره أمامهم ، نظرت مرام له مردده :
- هو إيه ده ؟ فين الجرح !!
اقتربت منه أكثر ودققت النظر وبحكم طبيعتها المهنيه أسرعت :
- ده مش جلد طبيعي ! أنت عملت إيه ؟
أجابها عمار بألم تمكن منه :
- تمويه بسيط كده لزوم الشغل .. لحظه هشيله
نزعه عمار ببطئ وخبره وما أن انفصل عنه حتي غرقته الدماء المتجمعه حول الجرح فصرخت زينه بفزع :
- يا نهار اسود ؟ إيه ده !!
هزت مرام رأسها بغضب :
- أنت بجد مش طبيعي ؟ في حد عاقل يعمل كده ؟ وبتقولي حركات بسيطه !!!
نظر لها عمار بألم مكتوم :
- دكتوره لو سمحتي هتعالجيني ولا امشي ؟ انا مش جاي اتعاتب
- انت كمان ليك عين تتكلم .. ( نظرت لزينه ) زينه امسكي القطن ده ونشفي الدم بالراحه جدا لحد ما أجيب شنطه الأسعافات ..
لم تجيبها زينه وظلت ناظره لعمار وعينيها تكاد أن تنهمر فاردفت مرام بنبره مرتفعه :
- زيييينه !!!!!!
هزت زينه رأسها مسرعه في إيجاب وأمسكت بالقطن وجلست بجواره في صمت شديد وبداخلها يكاد أن يصرخ به من شده غضبها ..
مدت يديها في حذر وبطئ الي الجرح وعلي الرغم منها فرت دمعه عالقه بطرف عينيها فمد عمار يديه وجففها :
- وحشتيني ..
رفعت زينه بصرها له ودق قلبها بقوه ولكن لم تجيبه في حين أضاف عمار مره اخري :
- سبتيني ليه ؟ هنت عليكي !
رددت زينه ببرود مصطنع :
- عشان أنا مفرقش معاك ومتحسسنيش بكده لو سمحت
- إنتي متعرفيش إنتي إيه بالنسبه لي ..
- كنت مفكره كده للأسف ، ومفيش أسوأ من انك تسيب حد لأفكاره من غير ما توضحله هو إيه بالنسبه لك .. لكن أخر مره انت عرفتني أنا إيه بجد بالنسبه لك ..
- غصب عني ، ولو بعمل اي حاجه معاكي فغصب عني يا زينه إنتي متعرفيش إيه الظروف اللي انا فيها دلوقت وبعمل...
انتفت زينه في غضب مكتوب وقهر :
- متتكلمش معايا علي أساس انك شايل هموم الدنيا ودكاك في الأرض وانا الريشه اللي طائره في الهوا .. أنت لو ركزت شويه هتلاقي أن ظروفي وحياتي دلوقت أصعب منك ميت مره
أبتسم عمار علي الرغم من ألمه مرددا :
- طب والله شعننتك وجنانك ده وحشني اوي .. أنا أسف يا زينه ..
صرخت زينه بحب وخوف بعدما نظرت لجرحه :
- أسكت بقه أسكت .. إيه اللي انت عملته في نفسك ده ؟ مش خايف علي نفسك ليه عملت كده ؟
- خايفه عليا ؟ ...
- لو سمحت ملكش دعوه بيا وخليني انضف الجرح ده ..
أمسك عمار بيديها فنظرت إليه والتقت عيناهم في نظره طويله وكان عينيهم تتحدث عن شوقهم ولهفتهم فهمس عمار بحب :
- رغم كل اللخبطه اللي قدامي دي ، بس الحاجه الوحيده اللي متأكد منها إني مقدرش أعيش من غيرك يا زينه ..
قطع حديثهم دلوف مرام وبيديها شنطه الأسعافات .. نهضت زينه من جواره لتفسح لمرام ولكن مازالت عينيها معلقه عليه .. أخدت مرام تكمل تنظيف الجرح وتطهيره جيدا فنظر لها عمار وجدها بيديها حقنه صغيره :
- لو دي بنج فبلاش .. كده كده أنا مش حاسس بوجع
- متكابرش ولا تحسسني أن انت هركليز اوك .. وأوعي تفكر أنك لما تكتم ألمك وتبان طبيعي قدامنا انا مش هعرف قد إيه هو بيوجعك ..
- لأ مش بكتم ألمي ولا حاجه وعارف أن حضرتك عارفه ، لكن اللي أقصده أن فعلا مش حاسس بوجع الجلد اللي هتحطي فيه الأبره وتخيطي .. انا حاسس بوجع في بطني كلها ومتهيقلي أنها كلها سكاكين ..
- تستاهل .. انت اللي جبته لنفسك ( وضعت الحقنه بجوارها) وأدي البنج اهوه استحمل بقه
وبدأت مرام في الخياطه فعاد ينظر لزينه مره اخري التي كلمات غرزت مرام بداخله الأبره وكأنها تغرسها بقلبها هي ، برقت عينيها مره اخري وشعرت برغبه قويه في إحتضانه ..
أنهت مرام الخياطه ثم رددت :
- متتحركش دلوقت .. في حقنتين لازم تاخدهم انا هنزل احضرهم ..
وما أن خرجت من الغرفه حتي حاول عمار التحرك فأسرعت إليه زينه بغضب وخوف :
- هي مش قالتلك متتحركش ..
- كنت عايز أجيلك ..
شعرت زينه بأنها علي حاففه التراجع عن قرارها أمام لكنته وعشقها له فاخدت تحدث نفسها " إيه يا زينه ! نسيتي كلامه معاكي وتصرفاته ! إفتكري الردود القاسيه وكسره النفس كويس أفتكريها عشان متحنيش "
نظرت إليه بلا مبالاه وكبرياء :
- لأ أنت بتحب العند وعايز تعاند وخلاص ..
- هترجعي معايا ..
- أنت مش محتاجني .. ولو عايزني فهيبقي عشان الشغل وبس مش عشان حاجه تانيه ..
- إنتي عايزه تفهميني إن انا لو عايز مهندس كمبيوتر ولا هكر زيك كده مش هعرف إجيب ، ده انا لو هشتري واحد بالفلوس .. لكن أنا مش عايز كده وعايزك إنتي ..
- إنت عايز إيه يا سياده المقدم ؟
- عايزك ، عايزك معايا وجنبي.. عايزك جوايا يا زينه
- ولا عايزني عشان تحميني وخايف عليا ليحصلي زي اللي حصل لأختك لحد ما تاخد انتقامك وبعدين كل واحد مننا يروح لحاله صح ؟
- لو كنت عايز كده مكنتش جيت لك هنا يا زينه ؟
- أنت جاي للدكتوره مرام عشان تعبان مش جاي لي أنا ..
نفخ عمار بضيق ونهض من علي السرير غير مكترثا لجرحه الذي معرضا لأن ينفتح مره أخري مرددا بنفاذ صبر وغضب :
-الظاهر إن أنا اللي جبته لنفسي لما اتعشمت وفكرت إني غالي عندك ..و بما إنتي مفكره كده يبقي أعتقد إن وجودي هنا ملوش لازمه ..
لم تكن تتوقع إنه بالفعل سيذهب من أمامها بل ويخرج من القصر بأكمله دون أن يتحدث أو يخبر أحدا .. ظلت زينه تنظر لمكانه في ذهول ولم تتفوه بأي شئ .. دلفت مرام وخلفها حمدي وسيف وعبدالله الحسيني ..
تحدث حمدي :
- هو عمار خد وشه ومشي كده ليه ؟ بقالي ساعه بنادي عليه ومردش !
أجابت مرام مسرعه :
- هو مشي ؟ مستحيل ده محتاج يرتاح علي الأقل يومين من غير حركه وقلت له يستني لازم ياخد الحقن دي ضروري وإلا هيدخل في إنتكاسه وهيتعب جامد .. ( نظرت لزينه ) هو حصل إيه خلاه يمشي ؟
شعرت زينه بالخوف الشديد والقلق عليه بعدما أستمعت لمرام فرددت بتردد :
- معرفش هو انفعل مره واحده ومشي .. مكنتش مفكره أنه هيمشي يجد .. أنا لازم اروحله ..
تحدث عبدالله :
- إنتي عارفه هو راح فين دلوقت !
- ايوه عارفه ..
تقدمت زينه وبينما كادت أن تخرج حتي استوقفها صوت مرام :
- أستني إنتي مفكره نفسك رايحه فين دلوقت ؟
- لو حضرتك هتمنعيني فللأسف المره دي مش هيحصل ..
- مش همنعك لأنك فعلا لازم تروحي .. بتعرفي تدي حقن ؟
- ايوه بعرف ..
- الحقنتين دول ياخد واحده دلوقت وواحده الصبح والمضاد الحيوي والعلاج ده بمشي عليه اسبوع بانتظام ..
اخذت منها العلاج وبينما كادت أن تتحرك مره أخري حتي استوقفها عبدالله :
- يا بنتي أستني أنتي متصربعه علي إيه ؟
- هو تعبان حضرتك مشفتهوش ..
- مقلتش حاجه بس أستني هوصلك ..
لم تعترض زينه فقلقها كان أكبر من أن تفكر بأي شئ اخر ..
خرج عبدالله ومعه زينه وكذلك مرام التي كانت تشرح لها كيفيه اخذ الدواء والحقن .. لم يتبقي سوي سيف وحمدي ..
تنهد حمدي طويلا مرددا :
- ياااااه يا أخي ، من واقع تأثري بالمشهد اللي حصل دلوقت ده اكتشفت حاجه مهمه جدا ..
علي الرغم من أن سيف يعلم جيدا أنه يمزح ولكن أنصت له بكل اهتمام مرددا :
- حاجه إيه ؟
تحدث حمدي بعمق شديد وتأثر :
- إن اللي بيحبك عشان حاجه او سبب معين هيجيله وقت ويسيبك .. لكن اللي بيحبك بجد بقه ..
- أيوه هيعمل إيه
- هيسيبك برضه يا ابني أنت بجد مستني أن حد يفضل معاك .. انت نكره يابااا محدش معبرك ..
تأثر سيف وهز رأسه بأسي وأكمل هو أيضا :
- يااااه يا اخي .. ده الأنسان ده زي البني ادم بالظبط ..
- بالظبط يا أبني مفيش فرق ..
استماع لصوت غاضب من الخلف :
- وانا اللي واقف وراكوا بسمع مفكركوا هتقولو حاجه مفيده .. بس الحق مش عليكوا الحق عليا أنا اللي سمعت ناس تافهه زيكم .. امشي ياض انت وهو اتأخرنا علي الشغل ..
أسرع حمدي وسيف أمامه في ضحك وعلي الرغم منه أيضا اخذ يبادلهم الضحك ..
*****************************************
- اتأخرت عليك ؟
كان ذلك صوت شريهان حينما إلتقت به ووجدته ينتظرها أمام سيارته فأجاب :
- إنتي عارفه إني سايب شغلي كله وجيتلك .. إنتي بجد هترجعي بكره ؟
هزت راسها بأسف وحزن :
- أيوه للأسف ..
- يعني ايه الكلام ده إنتي مقولتيليش ليه قبلها ؟
- مكنتش عايزه افصلك ولا اعيش اللحظه دي دلوقت .. فبلاش تزعل بليز ..
أمسك بيديها وقربها إليه :
- وانا دلوقت هعمل إيه من غيرك ؟ مينفعش يوم مشوفكيش فيه ..
أبتسم شري بحب وتطلعت لعينيه بهيام ثم تذكرت حديث جايدا فعبث وجهها فجاه .. ردد حسام وهو يتطلع إليها :
- مالك ؟
- تعرف إن جايدا مفكره إنك بتضحك عليا وبتتسلي ..
علي الرغم منه ضحك حسام بشده مرددا :
- اتسلي ؟ هو انا فاضي أصلا اتسلي !
- ما انا قلت لها كده ، قلت لها انك اكبر من انك تتسلي بيا ..
- بس نظرتك وعبوسك ليا دلوقت بيقول إنك شاكه وبتتأكدي مني صح ؟
أسرعت شري تهتف في نفي :
- لأ لأ خالص والله .. مجرد إني أتضايقت مش اكتر ..
- ومع ذلك لو شاكه من ناحيتي في أي حاجه فانتي تقدري تبعدي من دلوقت وكل واحد يروح لحاله قبل ما اتعلق بيكي اكتر ..
قربت منه اكتر ومدت يديها لجاكيت بدلته تلامسه في دلال وحب :
- واهون عليك تبعد عني ؟ انا أصلا مش عايزه غير إنك تتعلق بيا ..
- بتحبيني ؟
- أوي ....
- طب يلا بينا نقضي احلي يوم قبل ما تبعدي عني ..
أمسك بيديها وانطلق بها مسرعا بالسياره ..
كانت شريهان في فرحه عارمه في حين كان هو يخطط لشئ أخر اكبر مما كان يعتقد .. ولم يكن يتخيل أن الأمر سيسير معه بكل تلك البساطه ...
وعلي الناحيه الأخري أغلقت ديما باب المنزل خلف تهامي وتنهدت براحه شديده وكان الهواء كاد أن ينفذ بالداخل ..
أسرعت إلي عزت الذي أستمع لكافه حوارهم وبداخله بركان ثائر من الغضب علي حافه الانفجار .. ديما بلهفه :
- عزت إنت كويس ؟ .. سمعت هو قال إيه ؟
- سمعت وحضرتك بقه رأيك إيه ؟
- رأيي إيه في إيه ؟
- في الجواز ؟ مش عايز يتجوزك ؟ انا أصلا مش متخيل لحد دلوقت .. بيحبك ؟ .. بيحبك إزاي ؟ يعني كل مره زمان كنت بقعدك معاه واعرفك عليه كان هو بيفهم ده غلط ويبصلك بنظره تانيه .. مش ممكن .. وكأنه ناوي يهد كل حاجه بيننا من جذورها .. رأيك إيه يا هانم قولي .. مش قلتيله هفكر
صرخت ديما بغضب :
- مسمحلكش يا عزت تتهمني ولا تبصلي كده ! أنا لو كنت عايزاه ولا بفكر فيه مكنتش سبت الشركه أصلا .. بس كان لازم أقوله هفكر لأن واحد زييه مينفعش يترفض مره واحده كده وإلا كان هيشك في حاجه ..
- كان هيشك ولا انتي فعلا بتراجعي نفسك وتفكري ..
- أفكر في إيه يا عزت إنت مجنون ؟
- يبقي تختاري دلوقت يا انا يا هو ..
- ولا انت ولا هو ؟ وبعدين بعد اللي انت عملته معايا وقلتهولي أخر مره أنا لا يمكن أرجعلك تاني ..
- العرض اللي عرضته عليكي المره اللي فاتت كنت لسه علي الأقل شاكك في قراري ومتردد لكن دلوقت انا خلاص خدت القرار ومش هسمح لتهامي أو لغيره أنه يموتني ويسرق مني حياتي ..
- هتعمل إيه ؟
- مينفعش إحنا الأتنين نعيش ..
فغرت ديما فاهها في صدمه :
- هتقتله !!!!!!!!!
*****************************************
وصلت زينه إلي منزل عمار ، بحثت عن مكان المفتاح ووجدته ثم دلفت إلي الداخل واغلقت الباب خلفها .. أسرعت تبحث عنه في غرفته ولكن لم تجده ، شعرت بالقلق وأخذت تبحث بكافه المنزل الكبير حتي استمعت لصوت سعاله من داخل الشرفه ..
- كنت عارف إنك جايه !
انحنت زينه إليه في قلق ونظرت لشحوب وجهه وعرقه الذي يتصبب علي الرغم من الهواء البارد الذي يجوب حولهم ، هتفت زينه بقلق وخوف:
- كان لازم أجي طالما انت مش فارق معاك حياتك ..
- وفارقه معاكي إنتي ؟
أمسكت به من ذراعيه حتي كادت أن تحتضنه أو بالفعل أحتضنته دون قصد مردده :
- قوم يا عمار من هنا خلينا ندخل جوه من البرد ..
جذبها عمار إليه أكثر وحاوطها بذراعه وهو ينظر لعينيها :
- مش قادر اخد نفسي جوه ومرتاح كده ..
حاولت زينه تحرير نفسها من قبضته علي الرغم من اشتياقها له مردده بضيق :
- سيبني يا عمار مينفعش كده ..
- انا مش ماسك فيكي إنتي اللي جيتي ورايا وانتي اللي حضنتيني..
- أنا جيت وراك عشان خايفه عليك .. ومحضنتكش انا بحاول اساعدك تقوم عشان جسمك ضعيف دلوقت
- أنا عمري ما بينت لحد إني ضعيف واقدر اقوم لوحدي من غيرك .. بس إنتي الوحيده اللي انا سامح لها تشوفني كده ...
- طب قوم عشان خاطري من هنا وتعالي خد العلاج
- عشان خاطرك اعمل اي حاجه ...
نظرت له بشوق شديد وظلت عيناهم متعلقه ببعضهم البعض وقلوبهم في حاله من الهياج من فرط عشقها .. لم تشعر زينه بنفسها إلا وهي تلقي بجسدها علي صدره ، حاوطها عمار بذراعيه بقوه واشتياق ولهفه وهو يدفن رأسه بين رقبتها وصدرها ويضمها إليه أكثر ....
مرت أكثر من خمس دقائق وهم علي تلك الحاله ، كل منهم يذوب بين ذراعي الأخر في حاله من الشوق اللامنتهيه ..
نهضت زينه من علي صدره ونظرت إليه في خجل شديد ثم أسرعت تردد :
- ممكن تتدخل جوه ..
إبتسم لها بخبث مرددا :
- حاضر هدخل بس ساعديني إنتي عارفه إني تعبان ومش قادر ..
أبتسمت زينه أيضا مردده :
- مع إني عارفه انك بتحور لكن هساعدك عشان انت فعلا تعبان ..
حاوطته زينه مره أخري فاتكأ عليها عمار وضمها إليه مره أخري وهي بجانبه فرددت زينه بحذر :
- عماار !!!
ضحك عمار مرددا :
- الله في إيه ؟ مش بسند عليكي .. مش قادر أمشي لوحدي
ضحكت زينه بداخلها وشعرت بفرحه وسعاده لا تستطيع وصفها وهي بالقرب منه لتلك الدرجه ولم تعترضه ..
جلس علي السرير فأسرعت زينه وأحضرت العلاج ثم تذكرت ما قالته لها مرام فشعرت بالخجل وتورد وجهها ووقفت أمامه في تردد .. نظر لها مرددا :
- مالك ! مش عايزه تديني العلاج ؟
- لا هتاخده .. لكن ..!!
- لكن إيه !!!
فركت يديها في توتر وحياء شديد :
- أنت مشيت من غير ما تغير علي الجرح يعني المفروض دلوقت احطلك من المطهر واعملك الغيار .. بس دي سهله يعني .. لكن المشكله كلها في ال ... في الحقن ..
فهم عمار مقصدها فابتسم بخبث وهو يلعب علي وترها الحساس مرددا :
- مالها الحقن ؟ مبتعرفيش تدي حقن
- لا بعرف .. لكن الحقن عضل مش وريد ..
ضيق عمار عينيه في مكر وهو ينظر لتوترها وكتم ضحكاته :
- يعني دلوقت هقلع القميص عشان الغيار وهقلع البنطلون عشان الحقن صح ؟ طب والله حلو انا جاهز يلااا ..
قاطعته زينه بغضب وخجل :
- إيييييه انت وقف عندك إيه اللي بتقوله ده ! مش هتقلع حاجه انت ما صدقت ؟ هو جزء صغير بس اللي هينكشف وخلاص عشان الحقنه ..
هز رأسه بنفي واعتراض شديد ومكر :
- لأ طبعا أنا مبرتاحش وانا واحد الحقنه غير وأنا قالع .. ولو مش عايزاني اقلع قدامك أنا ممكن اجيب ممرضه عادي واقلع لها ..
صرخت بانفعال وغضب :
- علي فكره انت قليل الأدب مينفعش كده ؟ وبعدين مفيش ممرضات ولا نيله جايه مش ناقصه أخلص من بثينه تجيلي واحده حيحانه غيرها ..
- تصدقي معاكي حق ! أهي بثينه دكتوره وما هتصدق .. هتصل بيها أخليها تيجي ..
أمسك هاتفه فأسرعت زينه وأخذته منه في غضب :
- تتصل بمين ومين دي اللي تيجي قلت مفيش حد جاي وأنا اللي هعمل كده !
أمسكها عمار من ذراعها وجذبها وهو ينظر لها بجرأه وخبث :
- يبقي موافقه إني اقلع قدامك .. تخيلي كده هقلع هدومي كلها وانا وانتي لوحدنا والشيطان تالتنا إيه اللي هيحصل !
لا تدري لما شعرت بشئ من الندم وابتعدت عنه بحذر،، ضحك عمار بضعف علي الرغم منه فضربته زينه علي صدره بقبضتها مردده :
- متخوفنيش منك ..
نظر لها بحنان ووضع يديه علي خدها بلطف :
- انا اخر واحد ممكن تفكري تخافي منه ، إنتي الوحيده اللي هخاف عليها من نفسي وأفديها بروحي .. اوعي تخافي مني أو تبعدي عني تاني ..
- انت اللي بتبعدني مش انا ..
- ومش هبعدك تاني ولا عايزك تبعدي أصلا ولو كنت ببعدك فكان من ورا قلبي وانا أهوه بين إيديكي وسلمت لك نفسي ..
- عمار ارجوك ..
أبتسم عمار لخجلها فاضافت :
- كلامك بيوترني اوي وانا مش لازم اتوتر دلوقت ، لازم اغيرلك وتاخد الحقن عشان جسمك يرتاح .. ممكن ؟
أبتسم لها في إيماء :
- ممكن طبعا ..
أستدار لها فأنتهت من أمر الحقنه ثم نام علي ظهره وبدأت في وضع المطهر والشاش والقطن حتي أنهت عملها .. نظرت له مردده :
- المفروض تاخد العلاج بس ده قوي جدا ولازم تكون متغذي كويس .. انت كلت ؟
- لأ .. بس البواب لسه مطلعلي حاجات في المطبخ لو حابه تعمليلي أكل مش هقول لأ ..
أبتسمت زينه في حب ثم رددت :
- طيب ارتاح شويه انت وانا هقوم أشوف كده هعمل إيه !
نهضت زينه واسرعت للمطبخ ، وجدت بعض من البطاطس والطماطم والفراخ المجمده .. خطرت ببالها فكره فأخذت تبحث عن بقيه المكونات حتي عثرت عليها .. رددت بتفكير" هو انا مليش في الطبخ أوي بس لازم أرتجل واعمل حاجه ، يلا استعننا علي الشقي بالله "
لم تكن تفعل شيئا حتي يعوقها شعرها فامسكت به وعملته دفيرتين ثم أكملت فيما بدأت به ..
أستغرقت أكثر من الساعه في إعداد تلك الوجبه وما أن انتهت منها وضعتها بالفرن للأستواء .. تذكرت أمرا هاما فأسرعت وغسلت يديها وذهبت لعمار مره أخري .. ما ان رآها حتي انفجر في الضحك وهو يتذكر شيئا ما ..
وقفت زينه في تبلم وضيق :
- بتضحك علي إيه حضرتك ؟
- ههههههههههه إنتي عملتي الدفيره تاني ! تاني يا زينه ههههههههههه ..
- هي وحشه ؟
- بيبقي شكلك بيبي أوي ..
نفخت زينه بضيق وأحضرت الدواء علي مضض :
- نسيت اقولك في دواء لازم تاخده قبل الأكل بربع ساعه اتفضل ..
جلست بجواره وأخذ منها الدواء وتناوله ، وبينما كادت أن تنهض مره أخري حتي أمسكها من ذراعها واجلسها بجواره مره أخري ثم نظر لعينيها مرددا :
- علي فكره الدفيره حلوه ..
ارتسمت إبتسامتها مره أخري في لين :
- بجد حلوه ؟
تعمق عمار بعينيها وشرد بها مما اربكها بشده فخرج صوت عمار :
- والله حلوه ماهوش ذنبي !
هزت زينه رأسها بتعجب :
- إيه !!!
- والله حلوه ماهوش ذنبي إنتي اللي جميله وتتحبي ..
وإن كنت هسيطر علي العالم مش ممكن أسيطر علي قلبي ..
فغرت زينه فاهها في صدمه وقلبها كاد أن ينفجر من شده انفعاله وخجله وتوتره وحبه مردده :
- هو الكلام ده ليا انا ؟
- انا مرحتش للدكتوره مرام غير عشان وحشتيني يا زينه ومقدرتش أرجع أو أقعد في مكان من غيرك ..
همست زينه بخجل وحب شديد :
- عماار ..
- وحشتيني .. يا ام الدفيره ..
قلت زمان حبك جريمه وكنت موافق ءأجرمها ..
إنتي الوحيده اللي في نظري رب الكون مكرمها ..
ياريت كل البشر زيك قلوبهم مليانه عفويه ..
عايشه تضخ حنيه ..
كنت مستني بفعل الصبر عشان صوتك يسهرني
مظنش هييجي اليوم وألاقي .. فراشه من الجنه تكسرني
في وقت الضعف قلبك باقي عشان بحتاجه يقويني ..
وكنت عارف هييجي اليوم وأقولك تاني وحشتيني ..
لمعت عينيها ببريق العشق وشعرت بإنتفاضه داخل صدرها من شده تأثرها وإنفعالها وهي لم تكد تصدق أذنيها .. ولم تلبث أن تستوعب ما ألقي علي مسمعها حتي صدمها مره اخري :
- تتجوزيني يا زينه ؟
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية