رواية نار الحب والحرب الفصل الخامس عشر 15 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
بقلم/ إيمان حجازي
حلقه ((15))
كان الهواء يلفح وجهه ببروده في مكان شعر بأنه لا ينتمي لعالم البشر ، وكأنه قبيل الصباح بعد الفجر ، أخذ ينظر حوله لعله يعرف مكانه أو أي أحد يساعده للخروج من هنا ولكن محاولاته كانت عابثه ، أخذ يجري هنا وهناك بحثا عن باب لنجاته ولكن بائت تجربته بالفشل ، وفجأه أستمع لصوتا جعله يتسمر مكانه باحثا عن مصدره :
- أنت بتهرب ليه ؟ ليه علي طول بتفضل الهروب يا عمار ؟
نظر عمار أمامه عندما ظهرت له فجأه من حيث لا يدري ، نظر لها عمار بشوق وقلبه يدق بعنف وبينما كاد أن يقترب منها حتي أستوقفته بيديه :
- أوعي تقرب ، خليك مكانك وجاوبني !
خرج صوته ضعيفا مشتاقا :
- نوران !
- بتهرب ليه يا عمار ؟
- أنا مبهربش انا عايز أخرج من هنا ومش عارف أنا فين أصلا ؟
- هتخرج من هنا متقلقش لأن مكانك مش هنا ومينفعش تيجي هنا دلوقت ، لكن لما تواجه مصيرك وتكمل اللي سبته ناقص وراك .. من أمته وانت بتهرب يا عمار ؟ من أمته وانت بتخاف أوي كده ؟
- من يوم ما خسرتك ومقدرتش احميكي ، أنتي متعرفيش صدمتك عملت فيا إيه ؟
- وعشان كده عايز تسيب حقي ! عشان كده عايز تسيبها هي كمان عشان تموت زيي وتواجه نفس مصيري ؟ أنت شايف أنك كده بتعمل الصح ؟ يا خساره يا عمار
- عايزاني أعمل إيه ؟ عايزاني أحبها واتعلق بيها عشان ييجي الوقت اللي أخسرها فيه زي ما خسرتك ؟
- وانت شايف أن الهروب هو الحل ؟ متحرمش نفسك من السعاده يا عمار عشان أوهام في دماغك وسيب قلبك هو اللي يقرر انت عايز ايه ، أنت مقدرتش تحميني وده كان غصب عنك لكن طول عمرك كنت بتحميني وعارفه إنك مش هتسيب حقي ، لكن تقدر تحميها ومتسبهاش .. كمل اللي ناقص يا عماار ، لسه بدري عليك
ثم ظهرت له سيده أيضا من خلفها وبيديها كائن صغير الحجم جدا ، أبتسم عمار شوقا لرؤيتها مرددا :
- أمي !!
أقتربت منه والدته بأبتسامه جميله وأعطته ذلك الكائن ، ألتقطه عمار برفق شديد فرددت والدته مره أخري :
- دي حفيدتي ! بنتك يا عمار
نظر عمار لها وعينيه تتلألأ بالدموع فوجدها كالملاك الصغير ، بريئه وجميله حد السحر ، ضمها لصدره وأشتم عبيرها وما أن رفع عينيه مره أخري حتي وجدهن يبتعدان عنه وأخته تردد :
- فتح عينيك يا عمار ، فتح عينيك ..
فتح عمار عينيه ببطئ شديد وألم فأستمع لصوت صراخ زينه ممزوج بالبكاء والألم :
- فتح عينيك يا عمااار ، فتح عينيك مش هتمووت ..
كانت زينه تحتضنه ورأسه عند رقبتها ، فأستمعت لصوت جعلها تتوقف عن الصراخ في صدمه شديده ، علي الرغم من ضعفه حيث خرج هامسا:
- بطلي صراخ ودني وجعتني ..
نظرت له زينه وكمن سكب فوقها دلوا من الثلج ، أخذت تضحك كالبلهاء في غير تصديق وبكاء الفرح مردده :
- أنت عايش ! عماااار رد علياااا أنت عايش صح انت معايا !
رفع عمار يديه وجفف خدها من الدموع فأمسكت زينه بيديه وقبلتها بحراره ، ثم أغمض عينيه مره أخري
أسرع إليه أدم ووضع يديه علي عنقه ليتحسس شريانه فوجده مازال ينبض ولكن نبضه بطئ وبعيد .. وبسرعه شديده حمله هو وسيف برفق حتي صعدا للطائره مره أخري وجلست زينه بجواره تحتضنه بفرح شديد يتراقص بقلبها وهي تدعو له من أعماق قلبها أن لا يتركها بعدما أخبرهم أدم أنه مازال علي قيد الحياه
فرحوا جميعا وأسرع حمدي بالطائره ليخرجوا من تلك المنطقه وما شهدوه بها آملين أن ينجحوا بإنقاذه ..
*****************************************
بداخل إحدي البارات الصاخبه بمدينه شرم الشيخ ، كان يجلس كل من حسام وشريهان بركن بعيد عن تلك الضوضاء والموسيقي يتناولون بعض أطراف الحديث ، تجرعت شري كأسا من الخمر مردده :
- ودلوقت أنت عرفت كتير اوي عني ! ممكن بقه انا اللي أتعرف عليك !
ربع حسام يديه ناظرا :
- أنا مليش مغامرات زيك حياتي بسيطه أوي أو معقده أوي ويمكن مفيش حاجه أقدر أحكيهالك أو شايف أنها ليها لازمه أني احكيهالك .. مجرد أني كنت شغال في شركه كنت طموح جدا ، ذكي ، الكل بيحترمني لحد ما جت فتره كده في حياتي حسيت إني وصلت للصفر وواحده واحده كنت بنهار وبعدين أكتشفت إني لازم افوق وان الحياه مبتقفش ولازم تستمر ، خدت منها شويه ذكريات حلوه عايش عليها وهتفضل جواايا العمر كله .. ودلوقتي أنا في شرم شغال علي مشروع جديد ليا هبدأ بيه وأرجع أقف تاني علي رجلي .. بس دي كل الحكايه
- الفتره والذكريات دي قصدك علي مراتك مش كده ؟
- بالظبط ؟
- كنت بتحبها !؟
ضحك حسام ببرود :
- علي فكره سألتيني قبل كده وقلت لك أه
تناولت شري كأسا أخر من المشروب مردده بتوتر :
- معلش بنسي ..
- بتنسي ولا مش مصدقه ومستنيه تسمعي أجابه مختلفه
- هه !! .. لا طبعا بنسي
دق هاتف حسام فرفض المكالمه وما أن أضاء الهاتف حتي ظهرت صوره نوران خلفيه عليه ، انتبهت لها شريهان وأسمكت الهاتف وأخذت تتطلع عليها ،كانت جميله جدا ، لم تقل جمال عنها أو اجمل منها .. أبتسمت شريهان وهي تبلع ريقها :
- دي مراتك صح ؟ جميله أوي
- هي أجمل حاجه في الدنيا ..
- كنت بتحبها ؟
قهقه حسام هذه المره ولم يتماسك نفسه حينما نطقت بتلك الجمله ، هزت شريهان رأسها بغباء وأخذت تشرب أكثر من الخمر في حين نطق حسام :
- إنتي عايزاني أقولك ايه بالظبط ؟
- ولا حاجه ، شكله المشروب نساني أنا بقول ايه ؟
- طيب خفي شويه عشان تعرفي ترجعي ..
- لا .. انا النهارده هشرب براحتي ، قولي بقه ! مراتك حلوه وجميله وصغيره ، ماتت إزاي ؟
جمدت تعابير وجه حسام وبانت ملامح الغضب علي محياه وهو يغمض عينيه بألم :
- بلاش السؤال ده ، متفتحيش الموضوع ده تاني أوك !!؟
شعرت شري ببعض الخوف :
- ook , as u like.. sorry
زي ما تحب أسفه
صمت حسام وأخذ يسبح بذكرياته مع حبيبته وهو يتذكرها ، برائتها ضحكاتها ، حبها له ليشعر بشوق شديد وغصه بقلبه مريره تخبره بأنه سيظل علي ذكراها لأخر العمر ..
نهضت شريهان بعد أن تجرت أكثر من خمسه زجاجات من الخمر وأمسكت بيد حسام وهي تترنح يمينا ويسارا مردده :
- come on with me , let's dance
تعالي معايا يلا نرقص
ولم تدع له فرصه للتفكير حتي جذبته معها لساحه الرقص ومع ارتفاع الموسيقي أخذت ترقص بحراره شديده معه متناسيه كل الدنيا وما يحدث خلفها لاكثر من ساعه إلي أن تمكن مفعول الخمر منها وهبط جسدها ولم تستطع الحراك أكثر من ذلك من فرط المجهود والخمور التي ضربت بعقلها ..
وأخر شئ كانت تتذكره قبل أن تذهب في سبات هو أن حسام كان يحملها بين ذراعيه خارجا من ذلك الملهي ..
*****************************************
وصل عمار وزينه وأبناء الحسيني الي الصرح الطبي الخاص بوالدتهم ، فلم يكن عليه الذهاب لأي مشفي خاصه بالجيش أو العسكريه حسب التدابير الأمنيه التي تم اتخاذها ، ولكن ما أن علم اللواء نزيه بذلك الأمر حتي أتي مسرعا خلفهم لرؤيه عمار أيضا في قلق شديد ..
أستقبلته مرام بنفسها ومعها جراح أخر بعدما فحصته وتأكدت من ضروريه ذهابه للعمليات علي الفور ، ظلت زينه تبكي بالخارج وهي تدعو له
في حين أخبر أدم كل ما حدث بتلك العمليه وكيف تأذي عمار وكذلك حينما كان سيفقد حياته وأنه من أنقذها ، أخبره كيف كان يجاهد ويتحامل علي نفسه كي لا يبدو ضعيفا أمامهم وأنه كان يسخر منه ومن ضعفه ولم يكن يدري أنه مصاب بالرصاص قبل أن تخترق السكين بطنه ، تنهد أدم بألم وهو يفضفض لوالده شعوره بالذنب علي كل ما حدث منه لذلك الرجل ..
ربنا عبدالله علي كتفه في حنان :
- هون علي نفسك يا أبني وأرضي بقضائه ، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. عمار بطل ووحش وليه أسمه ومركزه زي ما انت برضه ليك أسمك وهيبتك اللي لو هتموت ولا انك تشوف نفسك ضعيف قدام حد لكن انت اللي كان جواك حته غل من ناحيته من يوم ما اتهجم عليك في المكتب وكنتو هتتعاركوا ..
هز أدم رأسه نفيا :
- نسيتها والله وكل ده مبقاش في دماغي بعد كل اللي حصل
- ودلوقت هو مش محتاج غير انك تدعيله وبس ..
نظر عبدالله إلي زينه فوجد حالتها صعبه جدا فألمه قلبه عليها ، نظر للناحيه الأخري فوجد مرام مع إحدي الممرضات يلبسونها زي العمليات ويجهزونها لذلك وما أن انتهت وكادت أن تدخل حتي أستوقفها عبدالله :
- مرام !!؟
نظرت إليه قبل أن تطئ بقدميها للداخل :
- نعم
أقترب عبدالله منها وبجديه مؤلمه ردد :
- اللي جوه ده ضحي بحياته وانقذ أبنك وأخوه من الموت ، أعملي كل اللي تقدري عليه انتي كمان وانقذيه
تنهدت مرام بألم وهزت رأسها بإيجاب:
- الاصابه في بطنه للأسف وحالته صعبه، انا معايا دكتور سمير من أكبر الجراحين اللي هنا وأن شاء الله نعمل كل اللي نقدر عليه ..
أمسك عبدالله بيديها راجيا :
- مراااام !!!
- حاضر يا عبدالله ، حاضر ..
وعلي الناحيه الأخري ذهب أدم إلي زينه في تردد شديد :
- زينه ؟
رفعت زينه رأسها ليري عينيها التي أحمرت من شده البكاء فردد مره أخري :
- في حاجه ضروريه لازم أقولك عليها ولازم أنتي كمان تنفذيها لأن ده طلب عمار الأخير وضروري في اسرع وقت
هزت رأسها بتيه وتساؤل :
- حاجه إيه دي ؟
*****************************************
جلس علي كرسيه الهزاز داخل شقته الصغيره التي اتخذها لفعل الفواحش بها ، ولكن تلك المره كانت مختلفه عن غيرها ، فكان حائرا تائها مشتتا من كثره التفكير ضائعا بين ذكرياته التي دبت لمهاجمته فجأه ..
سبع سنوات وهو رافضا كل ما له علاقه بالحب والمشاعر ليتحول لتلك الصوره البشعه من بني أدم ..
لما ظهرت مره أخري بحياته وهل ظهورها ذلك لمجرد الصدفه أم أن خلفه سببا ضخما ، منذ الليله الماضيه وهو منعزل بمنزله لا يفعل شيئا سوي التفكير فقط
أخرج عزت البوم من الصور داخل الخزانه وأخذ يتطلع لذكرياتها معه ، ذكريات لم يرد أو يستطع نسيانها ..
كانت ديما صديقته منذ أيام الجامعه ، تعرف عليها في اليوم الأول له ، سحرته بجمالها ورقتها فوقع بغرامها منذ الوهله الأولي .. توطدت علاقتهم أكثر وأكثر وتغلغل الحب بكيان كل منهم حتي أعترفا لبعضهم البعضم وتواعدا علي الحياه سويا وكذلك الزواج حينما تنتهي المرحله الجامعيه ، كان لعزت الكثير من الأصحاب الفتايات ولكن لم يعشق سواها
ولأنه كان جادا معها بأمر الزواج أخذها الي قصرهم وعرفها علي تهامي أخيه كصديقته ولم يكن يدري أنه أرتكب خطأ فادحا حينما لم يصرح لتهامي منذ أن جمعهم ببعض أنه يحبها ويريد الزواج بها ، فظن تهامي أنها صديقه له كبقيه أصدقائه ووقع بغرامها هو الأخر ..
وكلما تكرر لقائهم وزيارتها له كلما تعلق بها تهامي أكثر حتي أنه كان يطلب من عزت أن يجلبها لقصرهم للتتناول معهم الوجبات ، وكان عزت فرحا بذلك كثيرا حيث رأي أن أخيه قبلها بينهم ولم يعترض كونها فقيره أو من طبقه أقل منهم
طوي عزت تلك الصوره بيديه بألم وهو يتذكر أخر لقاء بينهم منذ سبع سنوات ..
فلاش باگ »»
كان عزت يجلس علي أحدي الصخور المتواجده بإحدي الشواطئ في إنتظارها والتي حينما وقعت عيناه عليها حتي أسرع يقفز علي الصخور فرحا لرؤيتها وما أن وصل إليها حتي حملها من خسرها وأخذ يدور بها مرددا في بهجه عارمه وحب :
- مبروووك مبروك مبروك .. وحشتيني أوي ..
انزلها أرضا وأكمل حديثه دون أن يتطلع لحالتها ولا لتلك الدموع التي بعينيها :
- دلوقت خلاص بقه مبقاش في أي حاجه تمنعنا من الجواز ، والنهارده هكلم تهامي أخويا واقوله اني بحبك وبعشقك كمان وأجي انا وهو نطلبك من أبوكي .. ياااه أخيرا يا حبيبتي
لم يتلقي ردا منها فنظر إليها ووجدها منكسه رأسها لأسفل والعبرات تتسلل ببطئ من مقلتيها ، شعر بالقلق والتوتر ورفع رأسها إليه :
- ديما !! ليه الدموع دي يا حبيبتي !؟
خرج صوت ديما مهتزا مرتجفا :
- أنت أخوك بيشتغل إيه يا عزت !؟
توقف عزت لبضع ثواني ينظر إليها في صدمه وقلق ، لم يكن ليحسب أن ذلك العمل والتجاره ستقف في طريق سعادتهم يوما ما ، فأضافت بدموع :
- بيتاجر في المخدرات والسلاح مش كده ؟ كل الثروه اللي عندكم دي والغناء الفاحش ده منها صح ؟
هز عزت رأسه في حيره وأشاح بوجهه بعيدا عنها في خجل فأضافت :
- وتلاقيك انت كمان بتشتغل معاه !؟
نكس عزت رأسه في خزي مما صدم ديما وأخذت تهزه بغضب :
- أنت كمان بتشتغل معاه يا عزت ، بتتاجر في المخدرات والسلاح وما خفي كان أعظم
- لأ مبشتغلش معاه ، هو لوحده اللي في الشغل ده وسواء أنا أو اختي ملناش دخل في الموضوع ده نهائي هو باعدنا عن الشغل ده وانا بشتغل في الشركه وبس
- مش مصدقاك
- صدقيني يا ديما والله ما بكدب ، أنا أصلا عرفت الموضوع ده بالصدفه
ذهبت ديمه وجلست علي أحدي الصخور في بكاء ، ذهب خلفها وأمسك بيديها في حب ورجاء:
- أوعدك يا ديما أننا هنعيش حياتنا انا وانتي وبس بعيدا عن شغل تهامي خالص
تعلقت عينيها الباكيه بعينيه العاشقه ونطقت:
- بابا مش موافق علي ارتباطنا يا عزت ، مش موافق نهائي ، بيقولي أجوزك لكلب في الشارع ولا أنه يجوزني لحد من عيله أبو الدهب ..
ما أن رأت تغيرات تعابير وجهه حتي أسرعت وهي تهتف بأمل لعله يتمسك به :
- بس أنا ممكن اقنعه والله ، وأنت كمان تقدر تقنعه لو سبت أخوك خالص وبعدت عنه واتبريت من اسم ابو الدهب وبنيت حياتك بنفسك أول بأول وانت تشتغل وانا أشتغل ونبدأ حياتنا مع بعض
نهض عزت مصدوما :
- يعني إيه الكلام ده ؟ قلت لك انا غير اخويا ومليش علاقه باللي بيعمله عايزه إيه تاني المفروض انك بتحبيني وواثقه فيا وميفرقش معاكي أي حاجه من دي .. وبعدين هو لازم أبوكي يوافق عشان نتجوز !!؟ أنتي مبقتيش صغيره وتقدري تبقي وكيله نفسك ..
وقفت ديما في مواجهه له وهي تتلقي صفعه وصدمه أخري منه مردده :
- انت عايزني أقاطع أبويا يا عزت عشان أتجوزك ؟
ضحك عزت متهكما :
- طب ما انتي عايزاني أقاطع اخويا عشان أتجوزك !
- أنت بتقارن أخوك تاجر المخدرات الوسخ بأبويا اللي الناس كلها بتحلف بشرفه وأخلاقه
لم يتمكن عزت من كتم غضبه أكثر من ذلك فرفع يديه وهبط بها علي وجهها في صفعه قويه وغضب :
- أخرررسي ! ولما تتكلمي عن أخويا تتكلمي بأدب ، أخويا ده اللي رباني وكبرني وخلاني راجل ومليش غيره في الدنيا وبيعمل كل اللي يقدر عليه عشاني وعشان يربيني علي نضافه ، وتيجي أنتي تقولي قاطع أخوك واتجوزني !!
ظلت ديما ممسكه بخدها في صدمه كبيره وألم :
- أنت بتضربني انا يا عزت !؟
شعر عزت بالندم لتهوره ذلك ، تنهد في ضيق ثم أمسك بيديها معتذرا :
- حقك عليا ، بس أنتي بتطلبي مني المستحيل يا ديما
- باللي انت عملته وقلته ده بتوصلنا لنهايه الطريق يا عزت ، ودلوقت مفيش قدامك غير انك تختار ، يا أنا يا أخوك
- وأنا مبيتوليش دراعي يا ديما
أبتسمت ديما بوجع :
- أنت كده اخترت يا عزت وجبت نهايتها .. عن أذنك
أمسكها من يديها في رجاء وأمل بداخله :
- ديما أستني !!
نظرت إليه بجديه وحزن :
- مبقاش في كلام يتقال يا عزت ، اللي بيننا أنتهي ... وأه أعمل حسابك أن فرحي الشهر الجاي علي مؤنس جارنا ابقي تعالي باركلي وودعني عشان بعدها هنسافر وممكن تبقي اخر مره تشوفني فيها ..
باگ««
فتح عزت عينيه في ألم وهو يعود بعقله من ذكرياته المؤلمه تلك ، نهض من علي الكرسي وألتقط مفاتيح سيارته وخرج من الشقه ، أخذ يدور بسيارته في الشوارع بدون تحديد وجهته حتي وجد نفسه أمام منزلها ..
*****************************************
خرجت مرام وبصحبتها الدكتور سمير وعلي وجههم علامات القلق ، أستأذن منها الدكتور سمير في حين أسرعت زينه بلهفه شديده :
- دكتوره !!! بالله عليكي طمنيني هو كويس صح !! حالته كويسه ومش هيجراله حاجه مش كده ! هيخرج أمته قولي ..
أمسك عبدالله بكتفها في لين :
- يا بنتي أهدي بالراحه مش كده ، يخرج ازاي بس هو عنده دور برد ؟
تنهدت زينه في بكاء في حين نظر عبدالله لمرام التي أصابت بفتور :
- للأسف حالته صعبه وفي نسبه تسمم كمان في جسمه لكن بسيطه ، الموضوع مش سهل زينه والأمعاء عنده تضررت ودي مش سهله أنه يعدي منها ، علي العموم ال48 ساعه اللي جايين لو عدو علي خير هيبقي تجاوز مرحله الخطر ..
خارت قوي زينه وجلست أرضا في ألم وعبراتها لم تجف من علي خديها ، جلس عبدالله بجوارها وكذلك مرام من الناحيه الأخري وأحتضنتها في حنان ، بكت زينه بقهر أكثر :
- أنا مش عايزه أخسره يا دكتوره ، لو هعمل اي حاجه عشان يعيش هعملها ، لو عايزني ابعد عنه خالص ومقربلوش تاني بس هو يعيش ويبقي بخير بس مش عايزه حاجه في الدنيا غير كده ، مفيش حاجه اهم من أن هو يكون موجود حتي لو هدفع أي تمن بس أشوفه كويس ومبسوط
أخذت مرام تربت علي ظهرها بحب وحنان :
- يا حبيبتي إحنا مش في أيدينا حاجه نعملهاله ! الأمر دلوقت خرج عن سيطرتنا وبقي في أيدينا ربنا ، ادعيله من قلبك يا زينه ..
ردد عبدالله برجاء :
- قومي يا زينه أرجعي معانا البيت مينفعش تفضلي هنا ، خدي شاور وغيري هدومك دي يا بنتي اللي غرقانه دم
هزت زينه رأسها بنفي شديد :
- أنا مش هتحرك من هنا غير لما يفتح عينيه ونرجع نتخانق مع بعض تاني وبعدها لو عايزني أبعد عنه خالص هبعد
كاد أن يتحدث عبدالله مره أخري حتي أستوقفته مرام بأشاره من يديها وهي تخبره بأنها ستتولي الأمر ، رددت مرام برفق :
- مش هتمشي يا حبيبتي ، قومي هنا خدي شاور وانا هجيبلك لبس تاني غير ده يلا ..
هزت زينه رأسها بإيماء وأخبرت مرام أحدي الممرضات بشكل خاص بأن تذهب لأحضار ثياب لها من إحدي المحلات فوافقت الممرضه علي الفور في حين نهضت زينه مع مرام ولكن أستوقفها أدم وهو يسرع أليهم :
- أستني يا زينه ، لازم تخلصي اللي اتفقنا عليه قبل أي حاجه ، ده الرقم وده اللابتوب يلا بسرعه عشان الوقت ..
*****************************************
كانت جالسه علي سريرها في حزن وخوف لما هو قادم ، لم يكن بحسبانها أن الأمر بكل تلك الصعوبه وبكل ذلك التعقيد ؟ أوليس قتل تهامي أبو الدهب سهلا ؟ فلماذا هو يقتل بكل سهوله ؟
شعرت بدوامه كبيره تحطاتها من كافه الأتجاهات .. فشلت في قتل تهامي من ناحيه ومن ناحيه أخري ذلك العزت الذي ظهر لها ثانيه ليوقظ بداخلها مشاعر وذكريات كانت تظن أنها دفنتهم وتخلصت منهم حينما أحبت زوجها وأخلصت له ولكن حينما رأته شعرت بأن كل سنه من تلك السنوات لم تكن لأحد حبا بداخلها سواه هو فقط ..
وكأنها تحقق مقوله " نقل فؤادك ما شئت مع الهوى ما الحب الا للحبيب الأولي "
والخوف كل الخوف من ذلك الحارس(عمار) الذي رآها واوقفها عن قتل تهامي ، ماذا سيفعل معها ؟ كلماته وحديثه معها يخبرانها بأنه لن يفشي سرها لتهامي أو يخبره عن مخططها ، ولكن من هو لتثق به لتلك الدرجه !!!؟
انتشلها من تفكيرها صوت رنين جرس المنزل فنهضت ببطئ وهي تجفف دموعها لتري من الطارق والذي لم تكن لتتوقع أنه هو مطلقا :
- عزت !!!!؟
- ممكن ادخل ولا اللي بيننا مبقاش فيه حتي كلام !!؟
شعرت ديما بالتوتر وكأن الهواء نفذ من أمامها حينما رأته مره أخري ، علي الرغم من أن عقلها يخبرها بأن ذلك خطأ وأنها لا يجب أن تتحدث معه ثانيه وتغلق بابه للأبد ، ولكن لقلبها رأي آخر وهو من انتصر :
- اتفضل !!
دلف عزت المنزل وأخذ يتطلع لكل ركن به ثم ردد بسخريه :
- حلو بيتك مش بطال
تنهدت ديما في محاوله منها للتحكم بأعصابها :
- عايز إيه يا عزت ؟
- جايه تشتغلي معانا ليه ؟ يعني عايز افهم إيه اللي خلاكي تتواضعي وتنزلي من نفسك وتشتغلي عند واحد وسخ تاجر مخدرات وسلاح وما خفي كان أعظم !!؟
نظرت له بتحدي لتخبره أنها مازالت ترفضه :
- غلطت !! وهصلح غلطي ومش هشتغل تاني هناك ولا هرجع الشغل ده تاني..ولحد دلوقت أصلا مش مصدقه اني عملت حاجه زي كده
صفق عزت بيديه في تهكم :
- برااااافووو برااافووو عليكي وعلي مبادئك بس انا مش مقتنع الصراحه
- ما أن شالله عنك ما أقتنعت ولا أنت مفكر ايه يعني ! رجعت عشان مثلا وحشتني وعايزه أرجع الحب تاني ولا ايه ! لا يا حبيبي فوق انا كنت بحب جوزي وللأسف معاه عرفت إني عمري ما حبيتك وإني محبتش غيره هو وبس ، ولما جيت أشتغل عندكم عشان أنا محتاجه فلوس وعليا ديون مش اكتر فقلت انتو عارفيني وهتقبلوني معاكم ومرتباتكم حلوه يعني خلال شهرين هكون سديت اللي عليا وهسيب الشغل ده ، لكن بعد ما مشيت من الشركه كنت منهاره ومصدقتش أن انا فعلا عملت كده وخدت القرار إني أشتغل أي حاجه محترمه بعيد عنكم أحسن مليون مره من جنتكم وده اللي هيحصل يا عزت وشركتكم مش هخطيها تاني
كانت تكذب عليه بكل حرف وتلك الكلمات كانت ترتبها منذ الليله البارحه لأنها كانت تدري أنها ستواجهه مره أخري ، ولم تبرر ذلك إلا لخوفها من عمار الذي رآها وهي تحاول قتل تهامي ومن اي يهددها بشئ أو يطلب منها ما لا تقدر عليه ففضلت أن تألف تلك الكلمات لتخبر بها عزت وكذلك لتمتنع عن العمل وعن مواجهه عمار وكل شئ بعدما فشلت خطتها
- وعشان كده خرجتي من الشركه منهاره وتايهه وكانت هتخبطك عربيه وجوزيف لحقك مش كده ؟
- بالظبط ما انت شاطر أهوه ..
- كلامك مش عارف أمضغه والكلام اللي مبيتمضغش مببلعوش
أستدارت ديما في محاوله منها لأخفاء توترها ولأستعاده ثقتها مره أخري :
- وانا ميفرقش معايا يا عزت تفكر إزاي ؟ وشيل الأوهام دي من دماغك لو بتفكر في أي حاجه تبرر فيها شغلي عندكم غير اللي قلتهولك
أسرع عزت بعنف وغضب جذبها من جسدها وحسرها بالحائط وهو يحاوطها بذراعيه :
- أنا مبقولش أوهام وانتي عارفه ، أنا بقول حقيقه واضحه وضوح الشمس وانتي اللي بتحوري عليا مش أنا خالص ..
شعرت ديما بأنها مهدده من قربه منها بتلك الطريقه المخيفه وأنها علي وشك الضعف والأنهيار أمام حبها له الذي لم تنهيه السنين والأيام :
- انت عايز مني إيه يا عزت دلوقت !!؟
ما أن رأي عزت ضعفها وتلك اللكنه التي خرجت منها حروفها حتي مال علي شفتيها وقبلها بنعومه وعشق ، قاومته في البدايه ولكنها لم تستطع الصمود كثيرا حتي استسلمت لقبلته تلك وأخذت تبادله أياها وتطالبه أيضا بالمزيد ..
أستطاع عزت الأبتعاد عنها مرددا في ضحك وسخريه وهو ينظر لحالتها :
- شفتي بقه أن انا مبقولش أوهام وان دي حقيقه انتي اللي مش عايزه تصدقيها ، بس ما علينا انا أثبتت الحقيقه دي فعليا ، تصدقي أنك كنتي واحشاني ما تيجي نجرب حاجه أحسن من البوسه ؟
تغيرت ملامح وجهها لتتحول لغضب دفين وانفعال:
- أمشي اطلع بره بيتي يا عزت ، برررررره
ضحك عزت بشده متهكما:
- حاضر هطلع بس بعد ما أعرض عليكي عرض الأول وعارف أنك ذكيه وهتحسبيها صح
أنهي حديثه معها وأخبرها بما يريد ليجعلها بالفعل في حيره أكبر وتردد مخيف ..
خرج من منزلها وأستقل سيارته مره أخري عائدا لمنزله وبداخله سعاده لا يعرف مصدرها ، ولكنه كانت كافيه لأرضاء قلبه وعقله أيضا ..
صعد لشقته وما أن دلف بداخلها وأشعل الأضواء حتي وجدها لا تشتعل حاول مرارا وتكرارا ولكنها لم تضئ فظن أن هناك عطلا ما بالكهرباء الخاصه بالبرج ، دلف لغرفته وأستلقي بجسده علي السرير وأغمض عينيه في تفكير وهو يتذكر تلك القبله التي أخذها من حبيبته
لم يلبث بضع دقائق علي حالته حتي خرج صوته متألما في صرخه وهو يشعر بشئ يخترق جسده :
- اااااااااه
ولم يكن ليتأثر بها أو يتخذ رده فعل حتي وجد من يحمله ليضربه مره أخري بظهره ليزداد ألمه مضاعفا
حاول عزت النهوض من مكانه وإلأمساك به ولكن ألمه كان أكبر من أن يتحرك من موضعه حتي ، وكذلك أنه لم يعد يستمع صوته بعدما شعر به يخرج من المنزل ، ظن أنه أحدي السارقين ..
حاول النهوض مره أخري ولكنه لم يستطيع مطلقا، أمسك هاتفه بضعف وألم وبينما كاد أن يتصل ليخبر أخيه كي يأتي إليه وينجده ولكنه رفض فعل ذلك في اللحظه الأخيره ، وفضل بأن يخبر اي احد من أصدقائه خيرا منه وبالفعل أتصل بأحدهم يدعي تامر والذي ما أن أستمع لصوته حتي أسرع إليه لنجدته ..
*****************************************
في صباح جديد داخل مكان أخر بمدينه السلام
فتحت عينيها لتستيقظ من نومها ببطئ وتكاسل شديد ، نظرت حولها لتجد أنها بمكان آخر غير غرفتها ،ولكن تذكرت انها غادرت القصر منذ عده أيام الي شرم الشيخ وأنها حاليا بالفندق .. ولكن مهلا تلك ليست الغرفه الخاصه بها داخل الفندق
نهضت مسرعه في فزع وأخذت تنظر حولها لتري بأي مكان كانت نائمه ولكن أستوقفها شئ اخر حينما وقعت عينيها عليه ! تلك الثياب التي ترتديها ليست لها ، فهي لا ترتدي قميصا رجاليا فقط وليس غيره علي جسدها
حاولت جاهده تذكر أخر شئ فعلته حتي تذكرت ليله امس حينما كانت بصحبه حسام وهي تسكر وترقص معه وكذلك حينما حملها وخرج من الفندق .. ماذا بعد ذلك !!؟ ماذا حدث لها وما ذلك القميص التي ترتديه وتلك الغرفه التي بها ..
شعرت بقلق شديد حينما تفهمت ما الذي من الممكن أن يكون حدث بينهم فدق قلبها فزعا من تخيل تلك الفكره فقط ..
- صباح الخير
كان ذلك صوت حسام وهو يدلف إليها عاري الأكتاف والذراعين ويرتدي شورت من الأسفل وبيديه صنيه صغيره بها بعض الأطباق ، جلس بجوارها علي السرير ونظر أليها مرددا :
- مالك ما تردي الصباح ! ويلا أفطري عشان نخرج من هنا
كانت ملامحها مصدومه وهي تحاول أستيعاب اي شئ ، خرج صوتها خائفا:
- هو حصل إيه إمبارح !؟
هز حسام رأسه بأستفهام:
- يعني إيه حصل إيه ! انتي شايفه حصل إيه يعني ؟
- أنا مش فاهمه حاجه ومش فاكره حاجه وعشان كده بسأل ؟ حصل إيه إمبارح وانا ازااي هناا ؟؟؟
أبتسم حسام وهو يلاطف خدها :
- لأ ، أوعي تقوليلي انك مش فاكره اللي حصل بيننا ، كل حاجه قولتيها وكل حاجه عملتيها معايا كانت بتقول إنك واعيه وعارفه أنتي بتعملي ايه وعايزه إيه !! أيوه كانت اول مره ليكي وكل حاجه بس كان برضاكي ورغبتك وانتي اللي طلبتي كمان
هزت شريهان رأسها في صدمه وغير تصديق :
- مستحيل ، أنت بتكدب .. انا معملتش حاجه ومطلبتش حاجه انت كدااب مستحيل يكون ده حصل مستحييل ..
كتم حسام ضحكاته ليكمل بتمثيل متقن :
- هو إيه اللي مستحيل !!!؟ أنتي عبيطه ولا إيه !! ولا بتمثلي عليا عشان مثلا تقولي أن انا اللي اغتصبتك
ثم مال أكثر عليها وأمسك بوجهها في حركه مغريه:
- لا بس بصراحه كنتي جامده اوي ، مكنتش مصدق أن دي اول مره ليكي
ثم نظر للقميص الذي ترتديه :
- انتي لابسه قميصي ليه ! ولا مكسوفه مني ، متتكسفيش أنا شفت وخدت اللي اكبر من كده
وضعت شريهان يديها علي أذنها وهي مازالت لم تستوعب الصدمه وانها بالفعل تخلت عن ذلك الشئ الذي فعلت كل ما بإمكانها لتحافظ عليه .. لم تعد تستطيع سماعه أكثر من ذلك وهو يخبرها كيف كانت مستمعه معه فصرخت يرفض شديد :
- لااااااا مستحيييل ، مستحييييل كداااااب والله كداااااب لا يمكن أعمل كده
ازداد صراخها أثر صدمتها تلك ، ارتفع صوت ضحكات حسام :
- خلاص يا بنتي أهدي محصلش حاجه
ولكن صوته لم يكن كافيا لأخراجها من صدمتها ، أخذت تبكي بحراره وخوف وهي مازالت تهتف بأنه يكذب ، حاول حسام تهدئتها ولكنه فشل في ذلك حتي ازعجها صوتها وصراخها فجلس بجوارها مره أخري وأمسك بيديها وبعدها عن أذنها صارخا بغضب:
- أسكتي بقه !!! أيوه انا كداب محصلش حاجه بيننا وانتي سليمه زي ما أنتي ، في إيه ما بتصدقي تتفتحي في الصراخ
بكت شريهان بألم في حين أضاف حسام بلطف بعدما شعر بالشفقه علي حالتها :
- انا ملمستكيش ولا قربت منك ، انتي كنتي سكرانه ومش قادره حتي تقفي علي رجليكي ونمتي ، مكنش ينفع أسيبك في البار ولا حتي ينفع ادخل بيكي الفندق اللي نازلين فيه وانا شايلك بالمنظر ده ! الكل كان هيفهمنا غلطت وعشان خفت علي سمعتك وسمعتي برضه جيت بينا علي هنا .. واللي لبسك القميص ده واحده بتشتغل في توصيل الطلبات عشان طلبت أكل بالليل لينا لأن الشاليه ده مفيهوش ..يعني انا لا شفتك ولا لمستك
توقفت عن البكاء وأخذت تستمع إليه بهدوء حيث لمست الصدق بداخل كلماته، في حين أقترب منها اكثر ونظر لعينيها بجديه وحنان :
- يمكن إنتي لسه متعرفنيش أوي وبالنسبه لك غامض زي ما بتقولي ، بس في حاجتين لو كنتي فكرتي بعقلك لو ثانيه واحده كنتي هتتأكدي إني مقربتش منك
هزت رأسها بترقب وتساءل فأضاف:
- أول حاجه إني انقذتك بالليل من بين أيدين مجرمين كانو عايزين يغتصبوكي وجيتي معايا يعني انا كان ممكن وقتها أنا اللي أغتصبك واخد اللي انا عايزه بس معملتش كده وده لأني راجل شرقي عارف كويس ومتربي ومقدر يعني إيه شرف عند البنت ، والحاجه التانيه إني قلت لك أكتر من مره إني بحب مراتي وبحترمها حتي لو هي مش موجوده ..
فرت دمعه من مقلتي شريهان لم تدري سببها بعد ولم تشعر بنفسها إلا وهي تلقي بنفسها داخل أحضانه وتضمه بقوه شديده وذلك الشئ الصغير الذي تكون بداخلها أصبح أكبر وأعمق ..
أبتسم حسام بخبث وضمها هو الأخر حتي هدأت مرددا :
- علي فكره أنتي بالحضن ده كده هتخليني أغير رأيي وأعمل اللي متعملش أمبارح
خرجت شريهان من بين ذراعيه وضربته علي صدره في ضحك :
- أنت رخم جدا علي فكره ! فزعتني أوي وكنت هتوقف قلبي !
همس حسام بأغراء :
- سلامه قلبك يا قلبي .. ما تقلعي بقه القميص ده خليني أشوف اللي تحته
أشتدت علي قميصها وهي تبتعد عنه مردده :
- أطلع بره يا حسام خليني أغير هدومي
قهقه حسام وهو ينهض بعيدا عنها :
- طب يلا أنجزي ، فستانك انا غسلته ونشفتهولك عندك اهوه
خرج وأغلق الباب خلفه ، أغمضت شريهان عينيها وقلبها كان أن يقفز فرحا من شده دقاته وهي تحلم وتتمني بأن يصبح ذلك الشخص لها فقط ، ولكنها لم تتوقع أن ذلك الحلم سينقلب عليها كابوسا ويهدم آمالها التي كانت ترسمها وتخطط لها، وأنها ستظل تدفع ثمن ذلك الحب لأيام وسنين ..
*****************************************
كان يقود سيارته بأقصي سرعه كي يصل إليه ، منذ أن أتصل به من الرقم السري وهو في حاله من القلق الشديد ، كان صوته متألما حينما أخبره بأن يأتي اليه حالا بالمخبئ السري الذي يلتقون به في مثل تلك الحالات ..
كان بعقله ألف سؤال وسؤال وهو يتخيل ما الذي من الممكن أن يحدث له ؟ كان الخوف تلاعب بعقله وهو يرسم له سيناريوهات عديده إلي أن وصل إليه ..
أخذ يسير بخطوات معدوده حتي وصل لنقطه محدده وأخذ يحفر في الرمال حتي وصل لباب خشبي فتحته ودلف بداخله تحت الأرض إلي أن وصل لذلك الروسي ..
ما أن نظر إليه حتي وجده جاسيا علي الأرض وقدمه ممده أمامه وعليها بعض الأربطه ..أسرع إليه تهامي بقلق شديد :
- رونالد ! ما الذي حدث لك ولما طلبت أن نلتقي هنا ! هل حدث شيئا للأسلحه ؟
حاول ذلك الروسي النهوض قليلا حتي يستطيع التحدث ، خرج صوته غاضبا :
- أنتهي كل شئ وسننتهي معها نحن أيضا !
أخبره الروسي بكل ما حدث وذلك الهجوم الذي دمر كل مخططاتهم واودي بهم للهلاك
كان تهامي يستمع إليه والعرق يتصبب منه في محاوله لأستيعاب أن ذلك حدث بالفعل وخسر كل ما كان يعده منذ سنوات مستعدين لتلك اللحظه
لم ينطق أو يتفوه بأي حرف ، مجرد أنه لا يدري ما الذي يجب أن يقوله في تلك الكارثه ، يأس الروسي من صمته فهتف غاضبا :
- لماذا تصمت هكذا ! تحدث وأخبرني من فعلها ! ولا تقل لي أنه الجيش المصري ، هو لا يعرف مكاننا وكذلك نحن نمتلك من يوقفه عند حدهم .. فأنت من يجب أن تخبرني من الذي فعل ذلك من طرفك
نظر له تهامي بغضب:
- أتتهمني بالخيانه ! أفقدت عقلك ام جننت رونالد !!!؟
- من الأفضل أن توفر ذلك الغضب والعصبيه لحينما يتم التحقيق معك وأعدامك
- ولما يتم التحقيق معي !!؟ لماذا تلقي الذنب علي !؟ بل ولماذا أيضا لم تكن أنت من فعلها !؟
- نعم سأطلق النار علي قدمي وأقتل نفسي أليس كذلك !!؟
- وانا أيضا برئ منها ..
- انت برئ منها لكن لست بريئا من سببها .. أنت من أدخلت ذلك الرجل بيننا وانت أكثر من يعلم أن تلك الأمور سريه وخطيره
تهامي بصدمه :
- جوزيف ! بالطبع لا !! هو لا يفهم الروسيه ولا يستطيع فعل ذلك بعدما أصيب بذراعه، تركته مريضا لا يقوي علي الحركه !
- حقا !! أتصدق أذنك ما يقوله لسانك ؟ ألم تره كيف كان يقاتل ؟ كانت قويا محنكا وحركاته مدروسه جيدا .. من نفذ تلك العمليه لم يكن جيشا كبيرا بل كان بعض الرجال فقط ومعهم فتاه وهي من أصابتني حينما فررت منهم .. لم يأتو هنا عبثا بل كانو مدربين جيدا ويحفظون أماكن كل قناص هنا حتي اوقعونا جميعا وحاصرونا من كافه الأتجهات حتي شلو حركتنا .. حتي أنهم نجوا من الألغام!
كان تهامي يستمع أليه بتفكير شديد وهو يحاول تخمين من له مصلحه أو من الممكن أن يفعل شيئا كذلك وسط كل تلك التدابير الأمنيه ، ولكنه لم يدري أنهم بضعه رجال أبطال انجبتهم مصر لحمايتها والدفاع عنها بأرواحهم وانقاذها من بطش أمثاله ..
أنتبه لصوت رونالد مره أخري:
- انا تمكنت من كبيرهم وطعنته طعنه قويه خرجت من ظهره ولا يستطيع النجاه منها ، أبحث عنه وجده أو جد جثته .. أنا متأكد من ذلك الأمر لن يخرج من بين اربعه أشخاص فقط ..
- اربعه أشخاص !!!؟
- انا وانت وذلك الحارس الذي معك و ...... أخيك عزت
نظر له تهامي في دهشه شديده كمن صعق بطيار كهربي :
- عزت !!!!!
ولحد هنا الحلقه خلصت ))):
أرائكم وتوقعاتكم عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية