رواية نار الحب والحرب الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ايمان حجازي

 رواية نار الحب والحرب الفصل الرابع عشر 14 - بقلم ايمان حجازي

نار الحب والحرب
بقلم/ إيمان حجازي
حلقه ((14)) مهمه الفرسان

أمام مقر شركه أبو الدهب

لم تنجح تلك الفتاه في تنفيذ مخططها حتي شعرت بمن يخطف من يديها السلاح علي غفله منها ويقيد يديها خلف ظهرها جاذبا إياها بعنف شديد الي الخلف حتي ذهب تهامي بسيارته من أمامهم

ما أن تأكد عمار من خلو المكان حولهم حتي نظر إليها فوجدها ترتجف بخوف وهرعت في البكاء الشديد ، لم يستطيع عمار تفسير ما كانت تنوي فعله ولماذا وكذلك تلك الحاله من الخوف التي تمكنت منها ..

- هتقوله ي..يقتلني صح !

خرج صوتها مرتعشا متلعثما من شده الخوف ، في حين تنهد عمار بهدوء:

- أهدي ، مش هقوله حاجه .. لكن إنتي اللي مفكره نفسك بتعملي إيه ! وليه أصلا ! تفتكري واحد زي ده مهما كان اللي عمله فيكي يستاهل إنك تضحي بحياتك عشانه !

- وهي فين حياتي دي أصلا ! ده قضي علي حياتي ودمر كل اللي باقيلي في الدنيا .. خرب بيتي وقتل.................

أسرع عمار يقاطعها :

- خلاص بقه حصل خير ، إبقي خدي بالك المره الجايه وبصي حواليكي وانتي ماشيه ..

رمقته بتعجب شديد ودهشه لتغييره لدفه الحديث فجأه ، ولكنها لم تلبث كثيرا حتي أستمعت لصوت من الخلف ، صوت تحفظه وتعرفه جيدا :

- إنت واقف هنا ليه ! مش تهامي قالك تروح وراه ؟

لم يجيبه عمار كعادته ، وجه نظرته الأخيره عليها مرددا وهو يغادر:

- هبقي أشوفك تاني .. !

غادر عمار بسيارته خلف تهامي في حين وقف عزت خلف تلك الفتاه ، شعرت بالتوتر الشديد والضعف ولكنها أستجمعت قواها وما أن تقدمت خطوه للأمام حتي أمسك بها عزت من يديها يستوقفها :

- بوصيلي ! إنتي مين !؟

خفق قلبها بقوه وهلع وهي لا تريد رؤيته ، هبطت عبراتها في تردد :

- لو سمحت سيبني أمشي !

شعر عزت بالنفور والغضب من تلك الرافضه النظر إليه ! أولم تعرف من هو ؟؟ جذبها بقوه وأرغمها بعنف علي التحرك بجسدها لتنظر إليه .. خفضت وجهها لأسفل وهي تستدير وتبكي أمامه ..

ما أن وقعت عيني عزت عليها حتي كاد قلبه أن يخرج من بين قفصه الصدري ، خفق قلبه بقوه شديده وتعلقت عينيه عليها وعقله يحاول إستيعاب أنها أمامه مره أخري بعد كل تلك السنوات ! من كانت سببا لوصوله إلي تلك الحاله من الضياع .....

أمتدت يديه برفق ورجفه إلي وجهها في غير تصديق وأمسك بذقنها ورفع وجهها إليه :

- ديما !!!

*****************************************

مضي عمار بصحبه تهامي في طريقهم لتنفيذ تلك العمليه الضخمه التي كاد أن يخسر أخيه من أجلها ، لا أحد يعلم الي الأن بماذا يخطط لعمار أو ما يدور برأسه تجاهه ولكن كان عمار حريصا وبشده علي أن يثق به لأقصي درجه لكي يخطو خطوته التاليه في القضاء عليه

تعرف عمار علي رجال الحراسه التي بصحبه تهامي وأجري لهم إختبارات بسيطه كان براقبه تهامي من خلالها ليتأكد من قوته ومهارته الحربيه

ما أن انتهوا جميعا واستقرت البضاعه التي سيتم تسليمها أو المهمه الصعبه كما أطلق عليها تهامي حتي تحركوا جميعا من مكانهم إلي تلك المهمه

كان عمار بصحبه تهامي في نفس السياره قلقا إلي حد ما ! لا يدري ما الذي ينتظره ولكن من خلال حديث تهامي القليل والأوضاع التي تحدث حوله شعر بخطوره تلك المهمه وأهميتها أيضا بالنسبه له وتلك الشحنات الضخمه العملاقه الذي لم يعرف ما الذي بداخلها ولم يستطع السؤال عن ماهيتها أيضا .. لاحظ عمار تلك الطرق التي يتخذونها وكذلك التصريح الذي بحوزه تهامي كلما مر علي لجان من الجيش .. حاول عمار بقدر الإمكان علي أن لا يظهر تلك الدهشه والذهول علي محياه ليبدو صلبا وكأن الأمر لا يعنيه شيئا

أستغرق سفرهم ما يقارب العشر ساعات إلي أن وصلوا لمناطق رمليه تحفها جبال بمسافات معينه ، تمكن القلق أكثر بداخل عمار وهو يتفحص تلك المنطقه الذي يعرفها جيدا ..

لم يكن من الصعب علي ضابط حربي أن يعرف أرض سيناء ، فماذا عن ضابط رأي الكثير من زملائه يتساقطون عليها لتروي دمائهم أرضها !!! ..

لا يدري لما تذكر فجأه ذلك الهاتف الذي كان بصحبه زينه وتلك الأسلحه الغريبه والمتفجرات المتنوعه الأشكال والأحجام ، وكأن حجرا ضخما هبط علي قلبه ليغمض عينيه بمراره وألم وهو يدعو ربه بأن لا يكون الأمر له علاقة بما هو به الأن

ولكنه يدرك جيدا أنه يبرر ذلك لنفسه فقط حيث أن كل الأدله تشير إلي عكس ذلك ، لم يستطع إخفاء قلقه ومخاوفه تلك أكثر من ذلك :

- هو إحنا مستنيين إيه دلوقت ؟

كان تهامي أيضا قلقا ولكن قلقه ذلك كان في إتجاه أخر غير عمار ، ما أن أستمع لصوته حتي نظر إليه مرددا:

- جوزيف ! ممكن أنت بالذات متسألش عن أي حاجه دلوقت ولما المهمه دي تخلص أنا هجاوبك علي كل اللي إنت عايزه ، انت هنا عشان تحميني وبس ! ده طلب مني ممكن !

هز عمار رأسه بإيماء بعدما أكد له حديثه من شكوكه أيضا ، شعر عمار بقبضه في صدره مما هو مقبل عليه ! لم يكن احمقا حتي يدرك أن ذلك الأمر خطير بالفعل ، وإن تلك المهمه لم تكن مجرد عمليه تسليم أسلحه أو مخدرات كما كان يعتقد في بادئ الأمر ، وأنها أكبر وأخطر من توقع أحد .. وتكاد أن تصل خطورتها إلي حرب دوليه وتحديدا إحتلال سيناء ..

أستمع صوتا من الخلف يتحدث بالروسيه :

- وصلتوا !

كان ذلك صوت رجلا يبدو علي ملامحه أنه ليس بعربيا علي الأطلاق ، منظره الوحشي وضخامه جسده وذلك السلاح بيديه أكدا له ذلك ، أجابه تهامي أيضا بالروسيه :

- كل شئ جاهز للتسليم كما كلفت !

إلتفت تهامي بقلق طفيف مسرعا إلي عمار يسأله:

- إنت بتعرف روسي !؟

هز عمار رأسه في إعتراض سريع:

- مبعرفش غير إنجليزي بس ، هو الراجل ده بيقول إيه وانت بتقوله إيه !؟

أخفي عمار حقيقه فهمه ومعرفته بما يقولون وأنه بالفعل يفهم الروسيه بعدما رأي نظره القلق في عينيه ، تأكد من ذلك حينما أطمئن تهامي إليه :

- خلاص متسألش ! أنا قلت هجاوبك لما العمليه دي تخلص

لم يمهله تهامي علي الأكثار من الحديث حيث ظهر عده رجال من خلف ذلك الرجل الروسي وكذلك أمر تهامي عمار ورجاله في فتح تلك الشاحنات والتي كانت صاعقه حينما رأي ما بداخلها ليتأكد من كل ما كان يساوره ..

شعر عمار بإنه عاجز عن فعل أي شئ ، عاجز حتي عن التفكير ، كل ما خطط له للأنتقام من أبو الدهب كاد أن يتحطم أمام عينيه أذا أختار طريقا أخر لمنع تلك الكارثه ..
ومن ناحيه أخري واجبه الوطني وبلده وأرضه وعرضه الذي قدم لها الكثير ووهب حياته من أجلها .. حاول جاهدا التفكير في أي حل ينقذ تلك الورطه ولكنه لم يجد، إن عارض أبو الدهب وأعترض علي حدوث ذلك لم يستطع فعل ذلك وحده أمام تلك القوي الجباره الذي يريد مواجهتها ..

أخذ عمار يجول بعينيه في تلك المنطقه وكذلك التدابير الأمنيه التي تحاوطها من كافه الاتجاهات لتتشكل كحصن منيع صعب الأختراق .. أولئك القناصون الذين يتركون في مناطق صعبه التميز وكذلك الألغام الضاغطه التي وضعت علي مسافات معينه .. وأيضا عدد الرجال بالخارج

- جوزيف ! تعالي ورايا ..

فاق عمار علي صوت تهامي فذهب خلفه بعد أن قرر وحزم أمره في أي طريق سيمضي ويختار

دلف عمار خلف ذلك الرجل الروسي الذي بدي له أنه كبير تلك المنطقه ورجاله الي مبني واسع جدا من الطوب الأبيض ، أستمع عمار الي حوار ذلك الرجل مع تهامي الذي كان بالروسيه أيضا ، نظر الرجل إلي عمار بغضب محدثا تهامي :

- لما ذلك الرجل يستمع لحوارنا ! أولم تدرك خطوره الموقف !

أجابه تهامي بثقه :

- لا تقلق ، إنه لا يفهم الروسيه

وكذلك عمار تصنع عدم الفهم لما يرمي عليه من كلمات حتي تعمد أيضا ذلك الرجل لأهانته وسبه بألفاظ قذره كي يتأكد من عدم فهمه ولكن عمار أيضا نجح ببراعه في كتم غيظه وتمثيل عدم فهمه حتي تحدث تهامي:

- أخبرتك أنه لا يفهم الروسيه ..

وما أن أتفقا علي كل شئ وتسلمو تلك الشحنات وكاد عمار أن يعود أدراجه بصحبه تهامي حتي أستمعوا الي صوت شلالات من الرصاص بالخارج ...

*****************************************

نظر الروسي إلي تهامي وكذلك عمار فرفع تهامي يديه يخبره أن لا علاقه له بالأمر بعد أن دب الخوف بداخله في حين عمار لم يفهم أي شئ عن أسباب إطلاق تلك النيران .. أخرج تهامي سلاحه وكذلك عمار حيث أخبره تهامي بأنه مكلف بحمايته هو فقط ..

خرج الروسي بعد أن أمسك بسلاح ضخم للقذائف تبعه تهامي وعمار .. وما أن خرج عمار حتي وجد ساحه من الحرب وضع بمركزها ومجبر علي القتال بها ، كان قلقا في بادئ الأمر من أن تكون تلك إحدي غارات أهالي العريش ولكنه تأكد من أنه ليس كذلك حينما أستمع لذلك الروسي وهو يخبر تهامي بأنهم أحدي العصابات الأخري التي تريد الاستيلاء علي تلك الشحنه ، أطمئن عمار وأسرع بأعطاء بعض الأوامر للرجال الذين معه وأخذ كل منهم يقاتل حتي أخر نفس به ..

وجد عمار ذخيرته قد نفذت بأكملها ويجب عليه التحرك من موضعه لملئها ولكن أن خطي خطوه أخري سيفقد تهامي تأمينه ويكون مكشوفا أمام من يريدون قتله ..

ما أن رأي تهامي عمار يتحرك من مكانه حتي صرخ بكل قوته:

- أنت رايح فين ! إنت إتجننت !!!!!؟

صرخ عمار أيضا بغضب :

- لو فضلت مكاني هنموت إحنا الأتنين معييش سلاح ..

ولم يمهله عمار للحديث أكثر حتي وقع بجسده وأخذ يفر سريعا حتي وصل إلي السيارات خاصتهم ، هاجمه إحدي الرجال ولكن عمار أسرع بحركه قتاليه وكسر عنقه قبل أن يصل إليه وأحتمي بجسده أيضا من هول الرصاص الذي أخذ يهطل عليه كالمطر من كل إتجاه ..

تناول عمار سلاحا ضخما غير الذي كان معه وأخذ يقتل كل من يعترض طريقه دون رحمه أو هوان حتي نفذت ذخيرته أيضا ويجب عليه العوده إلي موضعه ..

وبينما كان بطريقه إلي العوده وهو يضع الذخيره مره أخري حتي لمح رجلان يتجهان إلي تهامي وأحدهم يصوب سلاحه حتي أسرع عمار وصرخ به فأبتعد تهامي في خوف شديد وذعر وأستقرت الرصاصه في جسد عمار

قتل تهامي أحدهم ، سرعان ما أنهي عمار وضع الذخيره وفجر رأس الأخر ..

نهض عمار مره أخري بسلاحه وهجم علي أحدي هؤلاء الرجال وأخذ يقتلهم فردا يلو الأخر بعدما قتل معظم رجال الحراسه التي كانت بصحبه تهامي وأيضا عدد كبير من رجال الروسي ولكن أعدادهم كانت تزداد ..

جالت بخاطره فكره فأسرع بالمخاطره وأخذ يقفز علي دفعات معينه إلي أن وصل وركب علي سلاح القذائف الضخم وأخذ يطلق به علي دفعات متكرره فقضي علي جميعهم ..

نهض ما تبقي من الرجال وكذلك تهامي واتجهو إلي عمار الذي كان يلتقط أنفاسه بصعوبه مش شده الدخان والأتربه

- إنت كويس ! دراعك اتصاب !

أبتعد عمار قليلا كي يستطيع التقاط أنفاسه :

- أنا كويس ! أتطمن بس المفروض نمشي في أقرب وقت عشان دراعي مش قادر أستحمل نهائي

أخذ عمار يتألم ويتصنع الضعف أمامه كي يسرع في أعاده أدراجهم مره أخري ..

في حين نظر إليه الرجل الروسي في أعجاب وشك كبير وهو يسأل أبو الدهب عنه ومن أين تعلم أستخدام تلك الاسلحه ولكنه أجابه بأنه ليس الوقت المناسب لذلك وأنه أيضا يجب اخراج الرصاصه من ذراعه..

أسرعوا بالفعل وسخنو خنجرا الي درجه الأحمرار وقامو بإخراج الرصاصه من كتفه في تعجب شديد لقوه تحمله تلك ، وما أن وصلوا الي سياراتهم حتي تمدد عمار وأغمض عينيه في ضعف وألم حقيقي وهو يفكر في تنفيذ مخطط أخر لوقف تلك الجريمه التي ساعد علي إتمامها حتي لو كلفته حياته بأكملها ..

ولم يدري أنها بالفعل حياته ستكون ثمنا لذلك ..

*****************************************

بعد محاولات كثيره ما بين الغفوه واليقظه وهو يفكر فيما سيفعل بعد أن يصل إلي مكانه مره أخري وسيناريو الحوار الذي دار بين تهامي وذلك الروسي يتردد أذنه بين الحين والأخر ليرسم عليه خطته القادمه ..

وبعد مرور عشر ساعات إخري وصلوا الي قصر تهامي أبو الدهب ، هبط عمار أيضا من السياره وبدت علي ملامحه الوهن والالم ، اسرع تهامي إليه :

- إنت أنقذت حياتي النهارده !

ردد عمار بإيماء :

- ده واجبي ، انا مدين ليك بالوفاء .. ودلوقت أنا تعبان جدا ولازم أرجع

أمسك به تهامي :

- لا ترجع فين دلوقت ! أنت هتيجي معايا علي فوق والدكتور هييجي لحد عندك ويعالجك وتستريح كام يوم .. ده غير إني أنا كمان مدين ليك بأني أعرفك كل حاجه عني لأني عايزك دراعي اليمين وجنبي في كل وقت

أجابه عمار معترضا متألما :

- معلش مبعرفش أرتاح غير في بيتي وبعدين إحنا اتفقنا إني هبقي معاك في العمليات والسفر والشغل بس والأيام العاديه هرجع بيتي ..

إبتسم له تهامي بإطمئنان وربت علي ظهره :

- براحتك زي ما تحب وخد الوقت اللي يريحك ولما أحتاجك هكلمك ، بس أرجع بسرعه عشان في مكافأه ليك

تركه تهامي بعد أن رأه يتألم بالفعل فشكره عمار وأسرع لسيارته التي تركها بالقصر الخاص بهم ..

قاد بأقصي سرعه وهو لا يسيطر علي عقله سوي منع حدوث تلك الكارثه .. أخرج هاتفه وقام بالأتصال باللواء نزيه الذي صدم من أتصاله في ذلك الوقت وصعق أكثر حينما أخبره عمار بما رآه وما يريد فعله أيضا ..

اللواء نزينه :

- حاضر يا عمار في خلال نص ساعه كل اللي طلبته هيكون جاهز ، وكمان هجهز لك عشر عساكر وهبعتلك لك مهندس كمبيوتر من المخابرات الحربيه

- لا مش عايز عساكر مش لسه هدرب وهفهم تعمل كذا ومتعملش كذا انا عايز حد متدرب جاهز ، ابعتلي معتز ومحمد ومش عايزهم بلبس الجيش عايزهم بلبس عادي ومش عايز مهندس انا معايا.. والطياره تشيل من عليها كلمه الجيش المصري وتخفي علم مصر كل ده مش عايزه ياخد أكتر من نص ساعه مش عايز أي حد يعرف أن الجيش هو اللي عمل كده ..

- محمد مش هينفع بلاشه خالص ، هكلم معتز وأجهز لك أتنين ظباط كويسين متقلقش ..

- لو سمحت يا فندم أنا عارف انا بقولك ايه وعايزهم يعملو ايه بلاش عساكر (جال بخاطره شخص ما ) خلاااص خلاص جهزلي معتز بس أنا هتصرف

- طيب حالا ...

أنهي عمار أتصاله ووصل إلي البرج الذي به شقته ..

*****************************************

وفي مكان أخر بمدينه السلام ومعالمها الخلابه

هبطت شريهان وهي بكامل أناقتها وتألقها ترتدي فستانا أسود اللون عاري الكتفين بالكاد يصل الي ركبتيها ، كانت جميله جدا الي ان وقعت عينيه عليها حتي أبتسم علي الرغم منه

وقفت أمامه في أبتسامه ساحره أيضا عندما رأته مبتسما :

- on time !! (في معادي مظبوط ! )

أمسك حسام بيديها بعدما وقف أمام سيارته :

- on time

صعدت شري الي سيارته وكذلك حسام بجوارها :

- تحبي تروحي فين !؟

نظرت إليه شري في نعومه ورقه:

- ممكن أي مكان هادي نسهر فيه !

نظر إليها حسام بتعجب :

- مكان هادي !! توقعتك غير كده !

- متهيقلي لاأ .. انت لسه متعرفنيش برضه ! ..

هز حسام رأسه ونظر الي الطريق أمامه في حين أضافت شريهان :

- نتعرف علي بعض أكتر !!!!؟

نظر إليها حسام وبداخله ضيق شديد وحقد يكتمه بداخله أسفل ذلك القناع الذي يرتديه أمامها ليبدو طبيعيا للغايه

أما هي في عالم أخر ترتب كلماتها وحروفها التي ستقولها له ، لا تدري كيف حدث ذلك ومتي ولكنها بالفعل سعيده بوجودها معه ولا تريد سوي الاقتراب من ذلك الغامض أكثر وأكثر ..

وبداخل منزل عمار ..

كانت زينه مستلقيه علي ظهرها وعبراتها لم تجف من ليله أمس كلما تذكرت كلماته اللازعه لها وكيف وصفها بأنها فتاه ليل وأنكر كل المشاعر التي تكنها له ! كان اللابتوب بجوارها تنظر إلي تلك الصور التي جمعتهم سويا في الرقص ، أستاعطت أحد الفتيات من إلتقاط بعض الصور لهم وهم يحتضنان بعضهم في نظرات حميمه عاشقه وأعطتهم لها علي كارت ميموري صغير ..

أخذت تتطلع عليها وعلي نظراته لها بتلك الصور التي لم تكذب أبدا حتي وإن كذب عليها لسانه وعقله ، فنظرته لها في تلك الصور لم تشير أبدا الي ما ألقي عليها من لسانه وإهانته لها ..

ولكنها أكتفت من كل ذلك ، أكتفت من وضع أفتراضات لتقنع نفسها بأنه يكن لها مشاعر ولو صغيره ، هو قالها صريحه واضحه أن كل ذلك لا يعنيه شيئا وأنها ليست سوي فتاه ليل بالنسبه له ويجب عليها أن تتصرف علي هذا المنوال

يكفي من السعي وراء حب لم تجني منه سوي ألم قلبها وكسرتها ! أغلقت اللابتوب وهي تقنع نفسها بإتخاذ خطوه جديده معه ! خطوه جاده حازمه صارمه خاليه من أي مشاعر له لتعيد إليها ما تبقي من كرامتها إلي أن تنتهي تلك المهمه وتتركه للأبد ..

ما أن نهضت من علي السرير حتي أنتفضت هلعا علي أثر صوت تعرفه جيدا والأخص أنه لم ينطق سوي أسمها :

- زييييييينه !!!!!!!!!!!؟

سرعان ما أستجمعت زينه شجاعتها وكأنها لم تخف أو ترتجف علي أثر صوته وقررت أيضا عدم التحدث إليه مطلقا وليحدث ما يحدث ، لن تسمح له بإهانتها أو التحدث معها بتلك الطريقه مره أخري ، لم تجيبه ولم تخرج من الغرفه أيضا وجلست وهي تضع قدما فوق الأخري في كبرياء وكأنها لم تستمع إليه ..

- مش بنادي عليكي !!!؟

كان ذلك صوت عمار وهو يقف علي باب الغرفه ، جاهدت زينه علي عدم النظر إليه علي الرغم من أنها شعرت بتغير صوته قليلا .. ولكن عمار ردد مره أخري :

- زينه !!؟

خرجت تلك الكلمه مره أخري ضعيفه راجيه ! شيئا ما بصوته جعلها تنظر إليه حتي نبض قلبها خوفا بعدما رأته علي تلك الحاله ، هبت زينه ووقفت أمامه :

- أنت كويس !؟ ايه اللي حصل ..

وضعت يديها علي فمها بصدمه شديده وعرفت الدموع طريق عينيها حينما رأت ذراعه :

- دراعك ماله إيه اللي عمل فيك كده !

أسرعت زينه وأمسكت بذراعه حتي شعرت بسخونه جسده بشده حتي نظرت إليه بخوف شديد وألم :

- عمار أنت سخن أوي ! حصلك إيه طمني عليك عشان خاطري ؟

ما أن رأي عمار تلك النظره بعينيها حتي أمسك بها من ذراعيها مرددا بضعف :

- إطمني ! هي رصاصه بسيطه خدتها في دراعي .. أنا كويس بس محتاجك معايا ومش عايز أي حد يعرف عشان خاطري أنا !

بكت زينه بمراره وهي تتطلع إليه بقلق :

- رصاااصه !!! وبتقولها عادي كده !!؟

- أه بقولها عادي لأن لسه في الأصعب من كده

أشتد عمار علي قبضته من ذراعيها وهو ينظر لعينيها :

- متزعليش مني من اللي قلته إمبارح أنا كنت بكدب عليكي عشان مكنتش عايز أواجه حقيقه مش راضي أعترف بيها .. أنا أسف يا زينه حقك عليا أنتي اكبر وأغلي من كل كلمه قلتها في حقك إمبارح

هبطت زينه دموعها أكثر في قهر وألم :

- مش زعلانه منك ولا عمري زعلت منك يا عمار وأصلا أنا مش فاكره أنت قلت إيه ومش عايزه أفتكر ، أرجوك أنت أسمع كلامي دلوقت وتعالي نروح لدكتور عشان دراعك ده وجسمك اللي قايد نار ..

خرج صوته ضعيفا :

- مينفعش دلوقت ، هاتيلي تيشيرت بكم طويل من الدولاب وهاتيلي حاجه أربط بيها دراعي وألبسي حاجه بسرعه وهاتي اللابتوب معاكي عشان هنتحرك من هنا ..

زينه برجاء شديد وخوف عليه :

- مينفعش يا عمار أنت ....

قاطعها عمار في صرامه شديده علي الرغم من ضعفه :

- زينه إنجزي مفيش وقت !!!

أسرعت زينه تنفذ ما قاله لها في حين أخرج هاتفه وأجري أتصالا ..

*****************************************

بداخل قصر الحسيني

كان يجلس عبدالله بجوار زوجته يشاهدون التلفاز وبالخارج كان يتنافس كل من أدم وحمدي وسيف داخل حلبه المصارعه ..

تناول عبدالله إحدي حبات الفاكهه الموضوعه أمامه بيده وباليد الأخري حاوط بها ظهر مرام في حنان ولكن لم يلبث أن يستريح في جلسته حتي وجد هاتفه يصدع بالرنين

ما أن نظر إلي شاشته حتي وجد أسم عمار ، شعر ببعض القلق ونظر الي مرام الذي تسائلت عن هويه المتصل ، سرعان ما أجابه :

- أيوه يا عمار إزيك عامل ايه ؟

- في حد من عيالك بيعرف يسوق طياره ؟

شعر عبدالله بجديه حديثه وكذلك صوته الضعيف الذي أحس بالألم من نبرته فأجابه مسرعا:

- أيوه أدم.. وحمدي أصلا طيار حربي ، خير في أيه ؟

- في خلال نص ساعه بالكتير يكون أدم أو حمدي في العنوان ده ******

شعر عبدالله بجديه الموقف فردد سريعا:

- حاضر حالا أنت كويس !!؟

وعند عمار دلفت زينه بسرعه وقلق ولهفه :

- جبتلك التشيرت أهوه لكن خليني أطهرلك الجرح الأول عشان تقدر ..........

نظر إليها عمار سريعا بصرامه وقاطع حديثها بأن أشار إليها بيديه كي تصمت .. ولكن عبدالله أستمع إليها جيدا فكرر سؤاله :

- أنت كويس يا عمار ؟ صوتك ماله !

- أنا كويس ومتشغلش بالك وياريت بسرعه أدم يكون عندي

أخبره عبدالله بأنه سيكون معه قبل الوقت المحدد وسرعان ما نادي علي أبنائه الثلاثه الذين لبوا ندائه مسرعين حتي أخبرهم بما قاله له عمار وأمرهم بأن يذهبوا ثلاثتهم لمساعدته فيما سيمليه عليهم

- هو مش قالك عايز أدم بس ؟

قالتها مرام في قلق علي أبنائها فأجابها عبدالله:

- هو قال كده أه بس هو تعبان وطالما عايز حد يسوق الطياره يبقي الموضوع مش سهل زي ما أنتي متخيله ، مش هيخسر حاجه لما يكونو هما التلاته مع بعض بالعكس هيقوو بعض لكن واحد لوحده ده اللي ممكن يبقي فيه خطوره ..

نظر لأبنائه كان كل منهم يرتدي حذائه ويضع سلاحه أسفل حزامه علي عجله من أمرهم وهم لا يفهمون شيئا عن ما هم مقبلين علي سوي تلك المعلومات الضئيله التي أخبرهم بها والدهم ..

خرج أدم وحمدي وسيف في سيارتهم متجهين الي المكان الذي أخبرهم به والده في حين نظرت إلي أثرهم مرام في قلق شديد :

- جيب العواقب سليمه يارب ..

وبداخل منزل عمار نهض عمار من مكانه حتي شعر بدوار شديد يهاجمه ، هز رأسه بألم وضعف حاول قدر الأمكان يخفيه ولا يظهره وأسرع تحت صنبور المياه ووضع رأسه بأكملها لمده دقيقه كامله كي تنعشه قليلا ويستطيع المقاومه

ما أن رفع رأسه حتي وجدها تنظر إليه في خوف شديد وقلق وعيناها مازالت مبتله بدموع حبها له ، أبتسم لها بضعف:

- جاهزه تيجي معايا !

- جاهزه أجي معاك ولو في النار يا عمار

أقترب منها وأمسك بيديها :

- ما هو هيبقي نار فعلا ، مش عايز خوف ولا قلق مش عايزك تخافي من اللي هيحصل أو هتشوفيه ، عايزك تنفذي اللي هقولك عليه وخلاص تمام !

هتفت زينه بحزن وخوف :

- أنا مش خايفه من أي حاجه غير عليك انت ، خايفه يحصلك حاجه مش هقدر أستحمل أشوفك كده !

ضغط علي يديها بحب يطمئنها :

- متقلقيش هبقي كويس ، ياما شفت أصعب من كده .. يلا بينا الوقت بيجري ..

مضوا سويا إلي طريقهم وكل منهم يفكر بأتجاه ، هو لا يفكر الا بأن ينتصر عليهم ويمنع تلك الصاعقه من الحدوث ، وهي تفكر به فقط وأخذت تدعو بقلبها بأن يحفظه له وأن لا يصبه مكروه ...

*****************************************

وعلي أرض رمليه في الظلام الدامس ،تجمع كل من عمار وزينه ، اللواء نزيه ، معتز ، أدم ، حمدي وسيف .. شرع عمار بالحديث :

- حمدي وسيف ! جيتوا ليه انا كنت محتاج واحد بس ! انا كنت أقدر أسوق الطياره لكن أنا محتاج حد تاني عشان أفضل معاكم أشرحلكم طبيعه المهمه

نطق حمدي بجديه :

- طالما محتاج واحد يبقي مفيش مانع تاخد أكتر لكن مينفعش تاخد أقل ، وبعدين انت شكلك تعبان

هز عمار رأسه بنفي :

- لا مش تعبان ، وعشان منضيعش وقت كله يربط حزام المظلات بتاعه بسرعه عشان هننزل قبل الهدف بكيلو ، حمدي يلا علي الطياره واللاسلكي معاك ..

أومأ له حمدي وأسرع يركب لقياده الطائره في حين شرع كل منهم يربط حزامه بمهاره ، نظر عمار إلي زينه فوجدها مرتبكه ولا تستطيع ربط حزامها ، جذبها إليه وأمسك من حزامها وربطه جيدا :

- زينه أنا قلت مش عايز خوف ، انتي دورك أهم واحده فينا كلنا لو أتوترتي أو مركزتيش ممكن نضيع

هزت له رأسها ونظرت لعينيه :

- متقلقش ، خليك واثق فيا

- أنا واثق فيكي لدرجه إني حاطط حياتي بين إيديكي ..

أبتعد عنها ناظرا للواء نزيه الذي ردد :

- متخافش مفيش أي حد هيعرف وكل حاجه تمت بشكل سري ، يلا يا وحش روح وأرجعلي تاني وانت حارقهم في نار جهنم زي كل مره

قدم له عمار التحيه العسكريه ونظر إلي الفريق معه :

- يلا يا رجاااله ، توكلنا علي الله

صعد جميعهم للطائره وانطلق بهم حمدي ، أخذ عمار يشرح لهم كيفيه الدخول لتلك المنطقه وعددهم جميعا وعدد القناصين وأماكن أرتكازهم وكذلك موضع الاسلحه والمتفجرات ...

- اللي أنا خايف منه أوي هو الألغام ، ولاد الكلب محاوطينها بطريقه صعبه ، مفيش حد يقدر يعديها إلا اللي حافظ المنطقه كويس وشافها أكتر من مره ياريت نخلي بالنا كويس ونفتكر دايما انها علي بعد كل تلاته متر بشكل دائري ..

نطق معتز :

- متقلقش يا قائد أن شاء الله ربنا هينجينا وحتي لو متنا ، هو في حد يطول أنه يموت شهيد وهو بيدافع عن أرضه

عمار بجديه :

- انتو كلكوا مسؤلين مني ومحدش فيكم هيموت مفهوم !

ثم نظر لزينه مرددا :

- زينه ! أنتي دورك أنك هتقطعي كل شبكات الاتصال أو تعملي عليها شفره تلغيها نهائي ، لو حسوا بأي حاجه خلال ربع ساعه الدعم هيكون عندهم ويقضو علينا قبل ما أحنا نوصلهم ده غير أن عددهم اكبر بعشرات المرات مننا ، تقدري تعملي كده !

زينه بإبماء وثقه :

- طبعا أقدر دي حاجه سهله أطمن ..

أخبرهم حمدي أنهم بالمكان الذي تم تحديده للتوقف والهبوط بالمظلات فتوقف بالطائره في السماء، وقف عمار وبجواره الجميع وبدأو بالنزول واحدا يلو الأخر ، حتي بقي هو وزينه فقط ، وما أن رأتهم زينه يقفزون من علي ذلك البعد حتي صرخت :

- لا ده أنا أموت مش هقدر.. عمار مش هقدر انط والله العظيم ممكن أموت فيها أرجوك مش هقدر وحتي لو نطيت مش هقدر أفتح البارشوت وهموت منكم ..

أمسك عمار بوجهها مرددا :

- زينه اهدي الموضوع مش صعب ، جمدي قلبك ..

بكت زينه بصراخ :

- لااااااا متقوليش جمدي قلبك المره دي مش هعرف خالص مش هقدر بجد

- خلااااص خلاااص ، أحضنيني ..

أقتربت منه زينه وأحتضنته بقوه شديده فلم يستطيع عمار كتم ضحكاته :

- هو أنتي أي حد كده يقولك أحضنيني بتحضنيه !!!؟

زينه بهلع شديد :

- مش هرد عليك

ضحك عمار وأحتضنها أكثر ثم أستدار بنفسه وألقي بجسدهم سويا من الطائره

وصلوا جميعا الي الأرض بأمان وخلعوا مظلاتهم وتناولوا أسلحتهم ومعداتهم الحربيه

تقدم عمار عليهم ليقودهم علي الطريق كي يحميهم من الألغام وخلفه زينه التي كانت خائفه بشده وبالفعل أستطاع عمار دخول وكرهم بمهاره والنجاه من تلك الملغمات ..

توقف عمار ونظر لزينه :

- زينه ! أنتي هتقفي هنا مش هتكملي ، يلا أبدأي شغلك بسرعه ، أحنا هنسيبك هنا .. مسدسك معاكي أي حد تحسي أنه هيقرب عليكي أضربي نار من غير ما تفكري مفهوم ..

- أنا خايفه أوي ..

- متخافيش وانا هرجعلك لو أخر نفس فيا هرجعلك يا زينه متقلقيش يلااا

بالفعل شرعت زينه في تنفيذ ما قاله لها وأستاعطت التشويه علي كل الشبكات واللاسلكي بتلك المنطقه ما عدا الذي بحوزه عمار ورجاله ، وما أن تأكدت من ذلك حتي أخرجت مسدسها وأمسكته جيدا مستعده للتصويب

في حين تقدم عمار بخفه وحرفيه الي أحد القناصين وجذبه من الخلف وكسر عنقه وأعطي أشاره لأدم الذي صعد هو أيضا للقناص الأخر وكتم أنفاسه كاسرا عنقه .. وعلي الجبل الاخر تغلب سيف ومعتز علي القناصين الموجودين عليه وأخبرو عمار خلال اللاسلكي بذلك ..

غطي عمار وجهه كي لا يبدو مكشوفا أمام الروسي الذي رآه من قبل ، شعر عمار بالضعف والألم ولكنه أستجمع قوته وضغط علي نفسه وتحدث بالاسلكي :

- يلا بينا علي الخطوه التانيه ، إقتحاااام ..

وبالفعل تسلل كل منهم كما شرح لهم عمار ودلف واحدا يلو الأخر الي مقرهم من جهات متعدده ،ولم تلبث ثواني حتي أشتعل الرصاص من كل حدب وصوب

دخل عمار إحدي الغرف الواسعه والتي كان بها ما لا يقل عن ثلاثون رجلا حيث كانت أكثرهم مليئه بالرجال ، لم يمهلهم عمار لألتقاط أسلحتهم حتي أنهمر عليهم بسلاحه دون النظر إليهم فأخذو يتساقطون واحدا يلو الأخر أمام ناظريه حتي نفذت الذخيره من سلاحه ولم يتبقي سوي أربعه منهم يرأسهم ذلك الروسي

لم يفكر عمار في كيفيه التغلب عليهم وكذلك الوهن الذي أعتري جسده حتي هجم عليهم بكامل قوته الضعيفه وأوقع أثنين منهم وهو يضربهم بعنف وشراسه شديده وقبل أن يستدير للأثنين الأخرين حتي شعر بشي حاد يخترق جسده ليخرج من بطنه ..

توقف عمار مكانه في ألم صعب وهو يشعر بطعم الدماء في فمه ، لم يمهل نفسه للتفكير حتي أمسك تلك السكين التي أخترقت جسده وأستدار بغضب وعينيه تخرج منها الشرار وأخرجها من جسده في صرخه من قوتها أستمع إليها كل من أدم وسيف ومعتز ..

نظر للروسي ليجده يبتسم في أنتصار إليه مرددا بالروسيه:

- تمكنت منك أيها الأحمق ! سأدفنك بموضعك كي تظل عبره لمن يتجرأ علينا ..

قفز عمار عليه فجأه وبحركه شجاعيه غير متوقعه منه وأدخل تلك السكين بجسده ولكنها لم تخترق سوي كتفه ردد عمار بألم :

- بل أنت من ستشرب تلك الأرض دمائك كي تكون مثالا لمن يفكر بالقدوم إليها من بعدك

ولكن عمار لم يتمكن من قتله حتي شعر من يجذبه من الخلف كي يقتله ، رقد عمار علي ظهره ونهض مسرعا وبيديه السكينه التي أخرجها من جسد الرجل أيضا وقبل أن يفكر الاخر بمهاجمته حتي مرر عمار السكينه علي رقبته وذبحه ..

نظر حوله فلم يجد الروسي فأدرك أنه هرب ، جلس عمار أرضا في محاوله لألتقاط أنفاسه وهو يعلم جيدا أنها النهايه وأن تلك أخر أنفاس له بالحياه ..

دلف إليه أدم وسيف ومعتز ووجدوه بالأرض فأسرعوا إليه وهم لم يرو الدماء التي تخرج من جسده حيث أنه يرتدي ملابس سوداء وكذلك الأرض بها دماء من كل جانب

لم يستطع عمار النهوض في بادئ الأمر فأسرع أدم ساخرا :

- يا عم قوم بقه أنت فرهدت ولا إيه ! أومال إيه وحش الصاعقه وبتاع ..

نظر إليه عمار بغضب شديد وكتم ألمه بطريقه بشعه وهو يجاهد علي نفسه كي لا يبدو ضعيفا أمامهم ، ولكن ما أن نهض حتي كاد أن يقع فأسرع معتز إليه يحمله وكذلك سيف من الناحيه الأخري وتحدث أدم بقلق شديد :

- عمار أنت كويس !؟ .. أنت فيك إيه !!!؟

مال عمار علي معتز بألم شديد وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه :

- مش قاااادر يا معتز ... وديني عند زينه وفجرو المكان باللي فيه بسرعه ..

نظر معتز لأدم واخبره بما أراد في خوف وقلق عليه فتقدم أدم أمامهم يقودهم كي لا يتعثرو بشئ يعوق حركتهم وهو لا يفكر سوي بأنقاذه حيث شعر بالندم الشديد لتفوهه بتلك الكلمات ..

وبالخارج كانت زينه تقف في خوف وقلق شديد وهي تتلفت حولها كل ثانيه وبيدها سلاحها ، شعرت بالذعر أكثر حينما أستمعت لصوت خطوات تقترب منها فأخذت تضرب بالنار بسرعه دون أن تنظر أمامها ، لم يكن ذلك الشخص سوي الروسي الذي هرب من عمار حينما رأي ضوئا فأسرع إليها ولكن توقف وغير مساره هروبا منها عندما أستمع لصوت إطلاق النار ..

ما أن رأته زينه يهرب حتي صوبت السلاح عليه وأصابت قدمه بدقه حتي سقط أرضا ، صرخت زينه في حماس شديد وفرحه :

- يس يس هييييييييييه

وبينما رأته يهرب مره أخري حتي كادت أن تضرب عليه ثانيه ولكنها وجدت الطلقات قد نفذت حيث أنها ضربتهم في بادئ الأمر في الفراغ ..

خرج أدم وخلفه معتز وسيف يسندون عمار بينهم حتي خرجوا من ذلك المبني واخذو يمشوا قليلا حتي كادو أن يخرجوا من الدائره الحاصره لهم ..
ليحدث أخر شئ كانوا يتوقعونه ليدب الفزع في قلوبهم جميعا ..

بينما يسير أدم حتي توقف فجأه كالتمثال ولم يزحزح قدمه قيد أنمله حينما شعر بأنه ضغط علي شئ ما ..

صلب أدم مكانه وجفت الدماء من عروقه وهو يبتلع ريقه بصعوبه وأستدار برأسه فقط دون أن يحرك قدمه وخرج صوته مرتعشا :

- عماااار ...

رفع عمار رأسه إليه في وهن ونظر له فوجده يقف بقدم يرتفع نصفها والقدم الأخري مثبته علي الأرض ، بسرعه شديده أدرك ما يحدث ليشعر بصدمه شديده حيث لم يكن سوي أنه تحقق ما كان يهابه عمار في بادئ الأمر وحذرهم جميعا منه

وأن أدم لم يخطو الا علي لغم سينسف بهم الأرض جميعا ..

أستمع عمار لصوت أدم مره أخري :

- أبعدو كلكم من هنا ! مش عايز أي حد جنبي بسرعه يلااا أبعدو من هنا ..

ثم أغمض أدم عينيه في أستسلام تام مرددا :

- أشهد أن لااا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

*****************************************

- لااااااااااااا ... أوعي ترفع رجلك مش هتمووت ، مش هسمح لك تموت أنت فاهم !!

دبت القوه بجسد عمار مره أخري من حيث لا يدري ليترك ذراعي معتز وسيف التي كاد أن يرتعد وهو يبكي حينما شعر بأنه سيفقد أخيه ..

- مش هينفع يا عمار ، ارجوكم أرجعوا أنتو وسيبوني أنا خلاص ده وقتي أني أقابل ربنا .. محدش يحاول يقرب مني ولا يعمل حاجه لما واحد فينا يموت أحسن ما نموت كلنا

نطق عمار بجسده الذي يترنح :

- محدش فيكم هيموت ، يا نعيش كلنا يا نموت كلنا أنتو كلكوا مسؤلين مني ومش هقدر أواجه لا والدك ولا والدتك لو جرالك حاجه .. خليك مكانك واوعي تحرك رجلك وانا هعرف أنقذلك

نظر عمار لمعتز الذي ادرك مسرعا مقصده وماذا سيفعل كما دربهم جيدا في التعامل مع تلك الأمور ، أسرع معتز وأحضر حديده طويله جدا وتناها من الطرفين وربطها بخيط سميك من أحدي الأطراف ..

امسكها عمار وتقدم بأتجاه أدم وانحني عند قدمه وردد بقوته الضعيفه:

- الحركه اللي هعملها دي يا إما هتموتنا كلنا يا أما هنعيش كلنا ، خليك ثابت وأول ما اقولك أرفع رجلك ترفعها بالراحه ووحده واحده تمام

هز أدم رأسه :

- تمام

أمسك عمار بطرف الحديده ومعتز بالطرف الأخر خارج دائره الألغام ومعه سيف ولم يتبقي بالداخل سوي أدم وعمار فقط ..

حرك الحديده ببطئ وأستطاع إدخالها بين قدمه واللغم فأمره أن يرفع قدمه ببطئ كما أخبره وبدأ عمار بتحريك الحديده صارخا بعلو صوته :

- أبدأ يا معتتتتززززز

وبالفعل نجح عمار بتثبيت الحديده مكان قدمه وأخذ يثبتها بالأرض من ناحيته ومن الناحيه الأخري ثبتها معتز حتي أستقرت ونجي كل من أدم وعمار ..

أغمض عمار عينيه وأرخي جسده فحمله أدم مسرعا دون تفكير وخرج به من تلك الدائره ..

أما معتز فضغط علي الزر الذي معه ليحدث أنفجارا يليه اخر والأخر كل ثانيه حتي وصل إلي المركز وأنطلقت النيران حتي كادت أن تصل ألي السماء من قوتها حيث أنها لم تكن سوي المهمه التي ذهبو جميعا من خلالها ..

نجحوا جميعا في تلك المهمه التي قادوها ببساله لتصبح قلما صعبا وضربه قويه لكل من يفكر بالأقتراب من أرضنا أو المساس بها ...

*****************************************

كانت زينه تستمع لصوت النيران وهي ترجف كلما تفجرت مره أخري وعقلها لا يصور لها سوي عمار أو أن يصابه مكروه فأخذت تردد بلهفه شديده وهي تدعو له بأن ينجيه ويعود إليها سالما

في حين توقف أدم بعمار بالقرب من زينه وهو يشعر بأنه بالفعل يلتقط أنفاسه الأخيرة ،هتف أدم بخوف حقيقي :

- أوعي تموت ! عمار أنت هتعيش سامعني هتعيش ..

ثم صرخ بسيف بأعلي قوته :

- كلم حمدي وخليه ييجي بسررررررعه .. بسرررررعه يا سييييف

بالفعل نفذ سيف ما قاله وأخبر حمدي من خلال اللاسلكي بذلك وأخبره حمدي أيضا أنه قادم إليهم ..

في حين مال عمار علي أدم وهمس له :

- صدقني يا أدم انا خلاص عارف أني هموت ، لكن هقولك حاجه لازم تنفذها ضروري وأعتبر دي وصيتي ليك عشان أموت وانا مرتاح

ثم مال علي أذنه وهمس له ببعض الكلمات وما أن انتهي أستمع لصوت زينه وهي تركض إليه في هلع شديد وقلبها كاد أن يتوقف من شده الخوف حينما أستمعت لصوته ..

توقفت أمامه وما أن رأت أدم يحمله حتي صرخت ببكاء حار فأمره عمار بأنه يتركه معها وبالفعل فعل ما أراد

أمسك عمار بزينه ولكن قوته خانته فسقط أرضا وسقطت هي أيضا معه

وما أن تركه أدم حتي وجد ثيابه بأكملها تغرق بالدماء ليتأكد أن عمار أصيب بالفعل وليس أصابه عاديه بل إنها بالغه وخطيره ، بكي أدم هو أيضا ولأول مره يشعر بمثل ذلك الشعور وهو يراه يموت أمام ناظريه وعاجز عن فعل شئ له ، أمسك باللاسلكي بغضب شديد وصرخ بقوه وقهر:

- بسرررررعه يا حمدي عمار بيمووووت

ما أن أستمعت زينه لتلك الجمله حتي نهضت وهي ممسكه به وحاوطته بذراعيها في رعب وهلع وهي غير مصدقه علي الأطلاق :

- عمار مين اللي بيموت ! عمااار ! أنت كويس صح ! عمار أنت مش هتسيبني ولا هتبعد عني مش كده !!! قوم يا عمار بالله عليك قوم يلا خلينا نمشي من هنا ونرجع بيتنا

لم تراه يتحرك قيد انمله وهو بين ذراعيها ، نظرت أليه بصدمه وذعر ورجفه سرت بجسدها بأكمله حينما شعرت بدمائه تسيل علي الأرض وتغرق ثيابها ،خرج صوته ضعيفا هامسها لها بمشاعر صادقه :

- عرفتي ليه مكنتش عايز أقرب منك ! عشان كنت عامل حساب اللحظه دي يا زينه ! مكنتش عايز تشوفيني في الموقف ده أنتي بالذات عشان مش عايز اوجعك ولا أكسر قلبك !

صرخت زينه بألم حقيقي ودموع منهمره :

- وانت كده مش هتكسر قلبي ! أنت هتسيبني لمين من بعدك أنا مليش حد ومش عايزه حد غيرك يا عمار بالله أوعي تسيبني مش هقدر أعيش من غيرك، أنت النفس اللي بتنفسه يا عمار ، أنت حياتي وعمري كله لو رحت مني هاجي وراك مليش عيش بعدك يا عمار خليك معايا عشان خاطري

- ياااه بتحبيني أوي كده !

- أكتر من كده يا عمار ، من وانا عندي اتناشر وانا عايشه علي حبك وكنت بفضل أستناك أيام وسنين عشان بس ألمحك وانت ماشي من قدامي ، فاكر لما سألتني وقولتلي تعرفيني من أمته ! وقتها أنا كنت بكدب عليك لكن دلوقت بقولك الحقيقه ، أنت حب طفولتي وحب حياتي كلها وكنت بتمني اللحظه اللي أبقي معاك فيها وانا مفكره أن انت بالنسبه لي حلم مستحيل

ضحت عمار بضعف شديد وحرك يديه ليضمها إليه هامسا:

- وأنا مش عايز من الدنيا غير حبك يا زينه ، فضلت كتير أقاومك لكن مقدرتش ، فضلت أعاملك وحش كتير عشان مكنتش عايز أضعف وأحبك لكن مقدرتش ، سامحيني يا زينه إنتي أجمل بنت شافتها عنيا وحس بيها قلبي ..

- لااااا ، بالله عليك ما تقول كده أبوس إيدك ، انا أصلا مش زعلانه منك ولو هتعمل فيا أكتر من كده برضه مش هزعل منك عشان خاطري أوعي تسيبني ..

رفع عمار رأسه إليها وتطلع لعينيها ورفع يديه في ضعف شديد وأمسك برأسها وجذبها إليه ، مالت بشفتيها عليه فقبلها بقوه وهو يلتقط أخر أنفاسه ، أبتعد عنها وهو يدفن رأسه في رقبتها هامسا :

- أنتي أول بنت تخطفني وأقرب منها ، أول بنت أتمنيت أن يبقي بيني وبينها بيت وحياه جميله ، وبرضه أنتي الوحيده اللي أتمنيت أني أموت في حضنها .. ضميني يا زينه ..

أحتضنته زينه بخوف شديد علي فقدانه ولم تتوقف دموعها عن البكاء وهي غير مصدقه علي الأطلاق أنها تفقده بالفعل وأن اخر لحظاته كانت بين يديها وداخل حضنها ..

- لااااااااااا مش هتموووووت ، مش هتموووووووت مش هسمحلك تموووت بين أيديا ..

أرخي يديه وأغمض عينيه وترك جسده يرتاح بعد معاناه وصراع كبير وكذلك أطلق لروحه العنان لتذهب بعيدا عنه بعدما شعر براحه كبيره وأنه أدي مهمته ونجح بها وانقذ جميع من معه ..
.....

•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية

تعليقات