رواية نار الحب والحرب الفصل الثالث عشر 13 - بقلم ايمان حجازي
نار الحب والحرب
بقلم/ ايمان حجازي
حلقه ((13))
بعد أن استقرت في مكانها المنشود ، ضمت ساقيها ووضعت رأسها عليهم والعرق يتصبب من شده الخوف ولم تفكر بشئ مطلقا سوي النجاه من ذلك المأذق التي وضعت به
لم تفق إلا علي صوت تعرفه جيدا ، كان صوت ضحكات وقهقهات عاليه ، اخذت تكذب نفسها وأن ذلك من الممكن أن يكون وهما أو حلما ، ولكن ما رأته بعينيها كان يكذب تخيلها حينما رفعت بصرها لتنظر إليه وهو في تلك الحاله الهستيريه من الضحك
نظرت إليه بصدمه شديده وعقلها غير قادر علي تحديد رده فعلها ، غاضبه ، مصدومه ، سعيده ، خائفه .. علقت بصرها عليه ولم تجيبه نهائيا الي إن خانتها عبراتها وشعرت برجفه شديده بجسدها وأخذت تبكي بشده وهي تضم جسدها بيديها
توقف عمار عن الضحك وسرعان ما انحني إليها مرددا :
- زينه !! ، زينه أهدي أنا بهزر معاكي .. صدقيني ده كان مجرد إختبار سخيف مني وفكرتك أذكي من كده وهتفهي أنه مقلب مش أكتر
لم تجبه زينه وظلت في تلك الحاله التي سيطرت عليها من البكاء والخوف والارتجاف معا ، تحدث عمار مره أخري بقلق وخوف عليها :
- زينه خلاص مش مستاهله كل ده مفيش حاجه حصلت أنتي بخير والدنيا أمان
ما أن مد عمار يديه إليها ليربت علي كتفها حتي نفضتها زينه في غضب وثوره عارمه قائله :
- أبعد عني ! إنت بتلعب بأعصابي ؟ إنت إتجننت !؟
عمار بغضب مكتوم :
- متعليش صوتك يا زينه بدل ما اخرسهولك
- إنت كمان ليك عيييييييين !!!!!؟
- إيوه ليا عين ، متوقعتكيش خفيفه كده ! لا وغبيه كمان ، احنا اتفقنا إن الخبطه دي هتبقي بيننا اه بس لما تكوني مثلا إنتي اللي بره مش لما أكون أنا اللي بره ، يعني بالعقل كده لما أكون أنا اللي بره هخبط كده ليه؟ هجيبلك مثلا ناس معايا يضربوكي مش هعرف اضربهم ، لكن لما تكوني إنتي اللي بره معني كده إنك بتبلغيني إنك في خطر وتقوليلي أخد أحتياطاتي ، توقعتك فهمتي كده لكن ما شاء الله الغباء عندك علي مستوي عالي
- أنا عمري ما كنت غبيه وأه مفهمتهاش كده ومفكرتش فيها أصلا ، متوقعتش إنك هترجع دلوقت خالص فرجوعك دلوقت مع الخبطه دي خلاني أخاف وافكر إن في مصيبه فعلا ، أنا ماليش في الليله دي كلها ضرب وخناق وقتل أنا عايشه في خووف ، عمر ما كان في حاجه بتخوفني كده لكن اللي عيشته واللي لسه هعيشه مش شويه يا عمار قلت لك ميت مره أنا مش البنت القويه اللي انت تخيلتها ، انا واحده شافت ابوها بيموت قدامها ومن وقتها وهي زي اللي عايشه في حرب ، أنا مش زيك يا اخي ، انا القتل والموت والحرب والنار حاجه مش سهله بالنسبه لي كده زيك ولا عمري كان نفسي أبقي كده ، دا أنا واحده كان أقصي طموحها إنها تركب عربيه مع حد بتحبه وشعرها يطير في الهوا وهما مشغلين الاغنيه اللي بيحبوها ، إيه اللي دخلني في الليله دي كلها !!!؟
بينما كاد أن يرد عليها أيضا ولكنه أستوقف علي أخر ما نطقت به لترتسم إبتسامه خفيفه علي شفتيه ناظرا إليها ولبسطاتها تلك ، للحظه شعر بالندم والشفقه علي حالها وأنه لم يكن ليرعبها هكذا ، لطالما أحب مشاكستها والعناد معها وذلك ما دفعه لفعل هذا معها لم يطل الحديث أكثر من ذلك في تلك النقطه :
- حصل خير ، انا بس حبيت اختبرك مش أكتر لكن متوقعتش إن كل ده هيحصل
- طيب
لم يمهلها عمار في تلك الحاله حتي أمسك بيديها علي الرغم منها وسحبها خلفه حتي وصل إلي خزانه الأسلحه ، إختار منها سلاحا يكاد يكون أصغر الأنواع الموجود بالخزانه ولكنه كافيا لإرعابها ، مد عمار يده أليها قائلا :
- إمسكي !!
رجعت زينه للخلف وهي تطلق صرخه بسيطه:
- عااااااااا يا أمااا إيه ده ؟
- هو إيه اللي إيه ده ، مسدس طبعا أمال إيه يعني ؟
- إيه ده بجد ، ده مسدس ؟ تصدق مكنتش أعرف ، أهلا أستاذ مسدس إيه اخبارك أنا زينه ؟ أعمل بييييه إييييه ده !!!؟
وضع عمار المسدس علي رأسها وملامح وجهه توحي بالغضب مما أرعب زينه :
- لو صوتك علي قدامي تاني هفجر ده في دماغك مفهوم !؟
أبتلعت زينه ريقها في خوف :
- مفهوم
- وتبطلي خوف مفهوم ؟
- مفهوم
- وتجمدي قلبك شويه
- مفهوم
- عملتي أكل ولا حاجه النهارده ؟
- مفهوم
- زيييييييينه !!!!!؟
- مفهوم
هزها عمار في خفه وهو يبعد السلاح عنها :
- بت إنتي علقتي ولا إيه ؟
- مفهوم
شد عمار أجزاء السلاح وهو يصوبه عليها مره أخري في نفاذ صبر :
- لا ده إنتي شكلك بتستعبطي بقه !!
- عااااااااا ، إنت عايز إيه دلوقتي !!؟
- إمسكي المسدس واللي هقولك عليه تعمليه ، ده مبيخوفش طالما هو معاكي إنتي كده مركز قوه تمام ؟ أمسكي يلاااا
تناولت زينه المسدس بيد مرتجفه وقلب ضعيف مما أغضب عمار ، أقترب منها عمار بغضب وأمسك بيديها وحاوطها بذراعيه لتشعر زينه بأنه يحتضنها من الخلف وإنها محاصره بين ذراعيه ، ازدادت ضربات قلبها أكثر وهي تتطلع لعينيه التي كانت منتبهه علي الهدف أمامها ، شردت زينه بعينيه ولم تنظر لما يفعله بينما هو ردد بهمس
- تفتحي عين وتغمضي التانيه وتركزي علي الهدف وبعد كده ....
شعر بعدم استجابتها فلمحها بطرف عينيه ليجدها معلقه بصرها عليه ، استدار بوجهه لينظر إليها ويدرك أنها بأكملها داخله وقريبه منه بتلك الدرجه
نظر لعينيها أيضا بهيام وتيه وردد وخرج صوته هامسا :
- أنا عايزك أقوي من كده ، عايزك تعرفي تدافعي عن نفسك ، انا رجعت عشان خفت عليكي ، أرجوكي متخلنيش أوصل للأحساس ده من الخوف !؟ أنا عمري ما خفت علي فقدان حد بس النهارده أنا خفت يا زينه ..
هزت زينه رأسها بإيماء وقلبها يكاد يطير من شده السعاده التي غمرته ، ودب بقلبها الحماس فجأه بعدما تناولت منه السلاح دون خوف يذكر ، كلماته زادتها من كل المشاعر أضعافها ..
أبتسم لها عمار وابتعد عنها قليلا وأخذ يشرح لها بحرفيه شديده كيفيه التصويب بذلك السلاح واكتشف إنها تتعلم بسرعه شديده وكذلك سرعه بديهتها
شعر عمار بسعاده شديده وإنتصار لما وصلت إليه في تلك الساعات البسيطه التي قضاها معها يدربها علي مهارات الضرب بالنار وكذلك أخذ يبادلها الضربات بسلاح اخر وكأنه يشعل حرب بينهم ليضعها بكافه الأوضاع
- متهيقلي كده كفايه ! قلبنا البيت ساحه حرب !
قالتها زينه وهي تمسح حبات العرق من جبينها في إبتسامه واسعه ليبادلها عمار الضحك :
- برافو عليكي يا زينه عجبتيني ..
رددت زينه في حماس :
- انا عايزه اتعلم كل حاجه وكل الاسلحه والقتال والنشان و...
- واحده واحده ومع الوقت هدربك مينفعش كله مره واحده كده ( نظر لثيابها التي لفتت أنتباهه) زينه هو إنتي لابسه هدومي ليه ؟
شعرت زينه بتوتر شديد وحاولت التلفت يمينا ويسارا ثم أسرعت تردد :
- هو إنت رجعت بدري ليه وازاي ؟
*****************************************
دلف باب الشقه بهدوء ليصل الي أذانه صوت صراخ أنثوي ليؤكد له ما اعتقده قبل مجيئه الي هنا
فتح باب إحدي الغرف ليجد أخيه متلذذا بتلك الفريسه التي أمامه ليشبع بها رغبته المريضه وقف تهامي أمامه وقرأ تعابير وجهه الغاضبه التي تدفن أسفلها غل وغيظ وقهر دفين ، ربع تهامي ذراعيه ناظرا إليه :
- يعني كنت هتموت من شويه وجربت إحساس الموت وجاي برضه تعذب اللي قدامك ، طب علي الأقل ريح جسمك شويه !
لم يجيبه عزت وظل علي حالته تلك يعذب تلك الفتاه التي أمامه ليخرج تلك الشحنات الغاضبه التي احتله والتي ازادادت حينما أستمع لصوت أخيه ، شعر بنفور شديد وغضب أكبر ليضرب بسوطه بعنف اكبر علي تلك الفتاه ، أسرع تهامي يمسك بيديه صارخا بغضب:
- ما تبطل بقي القرف ده يا أخي ، هتعقل إمته وتتحمل المسؤليه وتفهم شغلك وانت بتعمل ايه وعشان إيه ! لحد إمته هتفضل كده !
نفض عزت السوط من يديه لينظر الي تهامي بغضب وكراهيه لأول مره تتولد بداخله تجاه أخيه :
- خاااايف علياااا !!!؟ أنت عمرك ما خفت عليا ولا حسيت بيا أصلا ! أنت مبيفرقش معاك غير نفسك وبس ، شغلك وإسمك ومركزك وبس لكن أنا عندك ولا حاجه !! علي طول شايفني العيل الصغير المتدلع اللي بيه واللي عليه وكنت بعديها واقول اخويا الكبير لكن هو بيحبك ولو خيروه بينك وبين الدنيا كلها هيختارك إنت ، لكن النهارده لأول مره ، لأول مره يا تهامي أحس إني ولا حاجه عندك وإنك مبتحبنيش ومبتحبش غير نفسك وبس وإن لو خيروك ما بين مصالحك ومركزك وما بين أي حاجه تانيه في الدنيا بما فيهم أنا مش هتختار غير نفسك... النهارده لأول مره حسيت إني معرفكش
شعر تهامي بحنق وضيق يجتاحان صدره فأمسك بذراعي أخيه بيديه :
- لو الدنيا كلها في كفه وإنت أو أختك في كفه خليك واثق إني مش هتردد في إختيارك ، لكن الفرق بيني وبينك إني بحسبها الأول بدماغي ، في حاجه أسمها أولويات يا عزت وازاي تشغل دماغك وإيه الحاجات اللي تقدر تستغني عنها عشان توصل حتي لو هتيجي علي نفسك بس تشوف المكسب في الاخر ، هقولهالك تاني لو الدنيا كلها في كفه وإنت في كفه هختارك يا عزت عشان انت اخويا حته مني انا اللي مربيك وعارفك ، بجهزك عشان تاخد مكاني وتبقي زيي ساعات بقسي عليك بس ده عشان مصلحتك ، هختارك يا عزت بس لما يكون ده أخر أختيار لأني مش هضحي بيك ، نفسي تفهم وتعقل وتعرف أنا بفكر إزاي وبعمل كده ليه !!؟
نفض عزت ذراعيه ونطق بسخرية تؤلمه:
- تختارني إزاي وانت في أبسط حاجه دست عليا وعلي كرامتي وعلي رجولتي وحطيت فوقي اللي داسني وركبته وخليته يدلدل رجليه ويطلعلي لسانه ، إنت سامع نفسك بتقول إيه !!!؟
تهامي بنفاذ صبر ومهاوده:
- أديك قلتها يا غبي !!!!! أبسط حاجه ، عشان دي أبسط حاجه ، مش دي الحاجه الكبيره اللي تحط نفسك مقارنه بيها ، المفروض انت من الاول شفت عيل زي ده بقوته وشخصيته وجبروته دول كنت تفكر وتحاول بكل الطرق تضمه لينا عشان إحنا محتاجين للي زيه بعد موت أكرم ، مش تحاربه وتاخدها مسأله كرامه ! إنت لو كنت عملت كده من الاول كنت هتعلي في نظره وهتفضل إنت الكبير عليه من غير ما يقرب لك حتي لو رفض إنه ينضم ليك ، المفروض يكون ليك خبره في التعامل مع اللي قدامك وتعرف دخله كل واحد ، لكن إنت اللي خدت الموضوع علي صدرك أوي وده غلط
- كنت عايزني أعمل اييييييه!!!! واحد اتهجم عليا وضرب رجالتي كنت عايزني أقوله شااابو براااافو عليك
- اه كنت تقوله كده وتحسسه بقيمته كمان وبقوته ، كبر أنت نفسك عشان هو يكبرك
- أسف مش مقتنع يا تهامي ومتحاولش تقنعني بحاجه عمرها ما هتدخل دماغي
- يبقي هتفضل طول عمرك غبي وفاشل ومع أول ضربه ليك هتقع ومحدش هيسمي عليك
- إنت جاي ليه يا تهامي ! مش خلاص ضميته لرجالتك وبقي دراعك اليمين ! عايز إيه دلوقت من الغبي الفاشل اللي قدامك ده ؟
- للأسف الغبي الفاشل ده أخويا ومش هقدر أستغني عنه ، ولا حد ينفع يبقي دراعي اليمين غيره
- وأنا عند موقفي ، لو عايزني زي ما بتقول يبقي تطرد الولد ده وتعلمه الأدب أو تكتفهولي وتجيبه تحت رجلي ووقتها أرجع معاك
- ده أخر كلام عندك !؟
- ومعنديش غيره
- يبقي أسف يا عزت باشا ، بس ياريت متضطرنيش إني أختار بينه وبينك في أي حاجه الفتره الجايه دي عشان اختياري هيصدمك .... كمل اللي كنت بتعمله اهي دي الحاجه الوحيده اللي ناجح فيها وبمهاره
خرج تهامي من ذلك المكان ليترك عزت في ثوره من الغضب الشديد وتنمو بداخله بذور الانتقام من ذلك الشخص وكذلك الكراهيه لأخيه ، أختار أخيه نفسه فليفكر هو أيضا في نفسه فقط ، لأول مره يبتعد عن أخيه ويتولد ذلك النوع من المشاحنات بينهم والتي لا يدري أحد متي ستنتهي أو ما هي عواقبها ..
*****************************************
- مش عارفه ليه مش مصدقه أو حاسه أن تهامي ده مش سهل للدرجه دي عشان لمجرد إنك تطلب منه تمشي يمشيك عادي كده !
قالتها زينه في حيره وقلق مبهم بعدما قص عليها عمار ما حدث منذ لقائله الأول مع عزت الي اللحظه التي ترك فيها تهامي وعاد إليها :
- مش حكايه سهل يا زينه لكن هو ذكي علي عكس عزت التلقائي الغبي اللي ممكن يضيع كل حاجه بتهوره وعصبيته ، تهامي ده زي الحيه بيتحول لميت شكل ولون عشان مصلحته ويفضل ساكت ومفهمك إنه حبيبك لحد ما ياخد غرضه أو يضرب ضربته ، دلوقت مقدرش أقولك إنه مثلا مأمن لي لا ده ممكن يدور ورايا ويجيب أولي من أخري ويحطني تحت أختبار واتنين وتلاته عشان يضمن ولائي ، لكن هو بيحسبها صح والصح دلوقت إنه ميرفضليش طلب ويحاول يبقي كويس معايا عشان يكسبني بعد ما خد نبزه عني وعن شخصيتي اللي أنا حبيت أوصلهاله ، وبعد كده بقه قدامه حلين يا أما أبقي فعلا دراعه اليمين وممكن ابقي عنده اقرب من عزت وده اللي عايزه ، يا أما ينفذ من خلالي العمليات اللي محتاجني فيها الفتره دي وبعد كده يضرب ضربته ويرجع لأخوه وياخد حقه مني تالت ومتلت ويقتلني طبعا بعد ما عرفت عنه كل حاجه وده اللي أنا خايف منه
شهقت زينه في فزح وخوف صريح بات واضحا علي ملامحها ، أمسكت بذراعه في ألم وهي تنظر إليه وبنبره باتت مبهمه لعمار لكنه أحبها :
- يالهوي ، بعد الشر عليك ... لا طبعا ده مش هيحصل وإن شاء الله تاخد إنت حقك منهم قبل ما توصل للمرحله دي
نظر عمار لعينيها بشرود مرددا :
- إنتي خفتي عليا ولا إيه !؟
- طبعا خفت عليك أنا مليش غيرك ...
أغلقت زينه فمها في خجل بعدما أردفت بتلك الكلمات فأبتسم لها عمار وضغط علي يديها برفق وغمز لها :
- متخافيش ، انا جاوبتك أهوه قوليلي بقه إنتي لابسه هدومي ليه !؟
توترت زينه أكثر وأخذ قلبها يعصف بخفقاته مره أخري فحاولت تحوير الكلمات:
- يعني إنت دلوقت هتمشي بكره بالليل برضه !؟
فهم عمار تلميحاتها ومقصدها من تغيير دفه الحوار فضحك بصوت مسموع واجابها :
- أه همشي بكره بالليل عشان العمليه اللي هروحها معاه ، لكن زي ما قلت لك حته إني أفضل معاه علي طول واسيبك دي مش هتحصل، أنا فهمته إني لازم أرجع بيتي وهبقي معاه في العمليات المهمه أو السفر وكده وهو طبعا اضطر يوافق ..
أبتسمت زينه في إرتياح :
- كويس الحمدلله
رمق عمار عينيها الضاحكه في تنهد ثم جالت بخاطره فكره ، أمسك بيديها فجأه ونهض مرددا :
- قومي يلا معايا !
- بالراحه بس هقوم فين تاني !
- هششششش من غير ولا كلمه مفهوم !
- هههههههههههه مفهوم تاني !!!؟
ناولها عمار الكوتشي الذي أشتراه لها وأمرها بإرتدائه دون السؤال لماذا ! وارتدي هو كذلك الخاص به
ما أن أنتهي حتي وقف أماها يتفحصها من بدايه شعرها التي تربطه كعادتها زعرورتين ، وكذلك التيشيرت الأبيض الخاص به الذي كان يبدو أكبر من حجمها وأطول قليلا وأيضا بنطالها الجينز الخاص بها فكان مناسبا لحجمها الصغير ، إبتسم إليها في رضا وبداخله شعوره لم يستطع تفسيره ولا أسبابه ، كل ما يفكر به أنه سعيد للغايه معها وبذلك الجنون الذي يريد مشاركته سويا
أمسك بيديها علي الرغم منها دون الاكتراث لأسألتها ولا أعتراضاتها تلك وهبط من ذلك المبني حتي وصلا إلي سيارته
نظر إليها مره أخري وأقترب منها وفك تلك التوكتين التي كانت تربط بهم شعرها ليحرره بالكامل ، شعرت زينه بالخجل الشديد والتوتر :
- أنت بتعمل إيه !!؟
نظر إليها في إبتسامه هائمه وأعجاب :
- كده أحلي بكتييير .... هحقق لك أمنيتك
تطلع إلي عينيها مباشره بنظرات لم يدرك أي منهم ماهيتها ولكنها كانت كفيله بإظهار صدق كلماته لها :
- زينه أنا عارف طبعا إن مش أنا الشخص اللي بتتمني تعيشي جنونك معاه بعد كل اللي شفتيه معايا ، لكن أنا لو هختار بنت تشاركني جنوني فهتكوني إنتي
نظرت زينه إليه بحيره شديده وعدم تصديق لما وقع علي مسمعها للتو ، لم يمهلها عمار للتفكير أكثر حتي ردد مره أخري وهو يمد يده إليها :
- حاسس إني هلكان من كتر التفكير في كل حاجه وعايزز أفصل تماما .. ممكن !
لمعت الدموع بعينيها وخفق قلبها عشقا ولوعه أكثر وهي تمد يدها إليه ليضمها بيديه :
- ممكن طبعا
فتح لها عمار سيارته ، وضغط علي بعض الأزرار لينكشف سقف السياره بأكمله مما زاد من شده الفرح لدي زينه وهي تضحك بشده ، إنطلق عمار بالسياره وأمرها بأن تختار إحدي الأغاني لتستمع إليها وتفعل ما يحلو لها
بالفعل أختارت اغنيه ( عايشه سني وبغني وبحب الحياه ) وأخذت تنهض وتجلس في جنون وشعرها يتطاير في الهواء الطلق وهي تردد مع الاغنيه في حاله من المرح والجنون والضحك في تلك الساعه المتأخره من الليل ، لم تكن بتحلم يوما بأن تلك اللحظه ستأتي وتجلس بجوار حبيبها التي لطالما عشقته وتحقق جنونها بتلك الطريقه ، سعاده غريبه كانت تغمرها وتسيطر عليها بالكامل
في حين أنتقلت تلك السعاده لعمار وهو بين الحين والأخر يزيد من سرعه السياره ليساعدها علي تطاير شعرها أكثر وهو يضحك من قلبه لأول مره هكذا ومع تلك المجنونه التي سيطرت علي جزء كبير بداخله دون أن يدري
ما أن وصلا إلي مكانه المنشود حتي توقف بالسياره وفتح بابها علي مصرعه ، هبطت زينه من السياره وهي تنظر حولها لتجدها بالفعل علي كورنيش النيل والذي كان خاليا تماما من البشر ونسمات الهواء تسترسل بنعومه لتطاير شعرها برفق :
- هو أنت وقفت هنا ليه !؟
وضع عمار سي دي محدد بالسياره ورفع الصوت علي أخره :
- بحب المكان ده جدا
مد يده إليها مره أخري في إبتسامه مجنونه :
- انا عملت لك اللي نفسك فيه ، أعملي إنتي معايا اللي انا نفسي فيه
نظرت له بتيه وحيره شديده ومازال قلبها لم يصدق كل ما يحدث لها اليوم ، هزت رأسها بتساؤل ولكن عمار لم يمهلها للتفكير أكثر من ذلك حتي جذبها إليه وبدأت كلمات اغنيه ( ديسباسيتو ) فأخذ يتمايل معها وهو ممسكا بها من خسرها في بدايه الاغنيه ،شعرت زينه بأن قلبها هو من يرقص وليس جسدها فبادلته الرقص وبالأحري لأنها تعشق أيضا تلك الأغنيه ..
وما أن أشتعلت الموسيقي حتي تفرقا عن بعضهما وأخذا يرقصان بجوار السياره وهم يرددان كلمات الاغنيه معها في جنون وضحك وسعاده وفرح حماس ...... وحب
كل منهم يعيش سعاده لأول مره يشعر بها وكأن العالم توقف عند تلك اللحظه بينهم
لم تلبث لحظات حتي رأو شابين ومعهم فتاتين يقتربان منهم ، بالأكيد قد جذب إنتباههم صوت الموسيقي المترفع ، أسرعوا إليهم في ضحك شديد وعلي وجههم علامات الذهول حول هؤلاء المجانين وما يفعلونه في ذلك الوقت المتأخر ..
لم يفكرا في الأمر قليلا حتي جذبهم عمار إليه فأسرعو يشاركونه جنونه ، كل منهم مع فتاته وصوت الضحكات والمرح كاد أن يصل الي السماء
لم تتوقع زينه أن يخرج كل ذلك من عمار ومعها بالتحديد لينكشف لها شخصيه أخري له ، شخصيه مجنونه لطالما حلمت بها معها ، شخصيه إجتماعيه محبوبه ، كانت تود أن تجيبه بأنه هو بالفعل حبيبها التي تمنت أن تشاركه تلك اللحظات من حياتها ولكن هناك حدودا لكل شئ حتي بالمشاعر فأسرتها بداخلها وأرادت فقط أن تستمتع بما يقدمه لها
مع أنتهاء كلمات الأغنيه اقتربا من بعضهم البعض مره أخري ليتمايلو بحركه أقل كما بدأو رقصتهم إلي أن توقفت الموسيقي وتوقفت معها حركتهم ولم يتبقي بينهم سوي صوت أنفاسهم اللاهثه وعيونهم التي تعلقت ببعضهم البعض في صمت شديد وكل منهم عينيه تحكي للاخر ألف حكايه وقصه ولكن ألسنتهم لم تستطع التفوه بها
فمن الجيد أن لا أحد يري ما بداخلنا ...
أزاح عمار بيديه في رفق خصله من شعرها كانت تداعب عينيها فتحول دون النظر إليها ، أمتدت يديه الي خدها أيضا ليلاطفه برفق وبداخله عاصفه من المشاعر غير قادرا علي مواجهتها أو الأعتراف بها ..
أبتعد عنها حينما لفحته نسمات الفجر صاحبتها أصوات ضحك وهمسات من الشباب والفتيات التي بصحبتهم لتوقظه من شروده وتعيده إلي رشده مره أخري
اقتربا منه الشباب وتعرفو عليه ، تحدث عمار معهم بود شديد وكأنهم أصدقائه واخبرهم فقط بأسمه عمار ولم يحبذ ذكر اسم المقدم أمامه مما تعجبت منه زينه كثيرا ولكنه أعجبها
أقتربت منها إحدي الفتايات وهمست لها ببعض الكلمات التي أثارت فضول زينه بشده ودار بينهم حوار لم يتعدى الخمس دقائق حيث أنتهي وهي تعطي لزينه شيئا صغيرا بيديها
أنهي عمار حواره مع الشباب أيضا بضحك واكتشف أنهم أخوات ومعهم زوجاتهم وحينما سألوه عن زينه أجابهم بكل ثقه إنها زوجته أيضا وتلك كانت صدمه كبري لزينه ولكنها لم تعترض أو تتفوه بلفظ أخر
ما أن ذهبو حتي جمد وجه عمار ولم تعرف زينه ما سببه فصعد الي سيارته فتبعته زينه في حيره مره أخري مردده :
- مالك !؟
أجابها بهدوء :
- مفيش الوقت اتأخر أوي ولازم نرجع ، ده غير إني جعان جدا وعايز انام ..
أكتفت زينه بتلك الاجابه ولم تضف أي شئ اخر ، بادلته الأبتسامه في حين أخبرها بأنهم سيتناولون بعض الطعام ويعودون ادراجهم مره أخري
علي الرغم من شعورها بتغير ولو طفيف بلكنته معها ولكن ما فعلته معه اليوم كان كافيا لينسيها أي تغيير طرأ عليه ، أخذ قلبها يتراقص في سعاده وفرح وعشق وهو يعيد ذكري تلك الليله من بدايتها ..
فهل ستدوم تلك السعاده التي تغلغلت بداخلها أم ستأتي الرياح بما لا تشتهي السفن !!؟
*****************************************
كانت الساعه الثانيه عشر ظهرا حينما خرجت من غرفتها بالفندق بمفردها تاركه صديقتها تغط في نومها ، فحينما بمحته من شرفه الغرفه حتي أسرعت خلفه فوجدته متجها الي مطعم الفندق
أخذت تنظر إليه بضع دقائق في محاوله منها لترتيب كلماتها ولكنها فشلت ، تقدمت إليه ببطئ ورقه شديده متناسبه مع جمالها الأخاذ ..
وقفت أمامه وفوجئت بأنه يدندن وهو يخبط بيديه برفق مع كلمات تلك الاغنيه الاجنبيه التي كانت بالمطعم .. لم تدري بما تبدأ حديثها فكانت متوتره :
- صباح الخير
رفع حسام رأسه إليها في إبتسامه بسيطه يجيبها :
- صباح النور
أبتسم شريهان بقوه وسرعان ما جلست علي الكرسي المقابل له :
- إيه ده إنت بتضحك ، لا وكمان كنت بتدندن مع الاغنيه !؟
عبث وجهه وهو يتطلع إليها متعجبا :
- وفيها إيه ! هو انا جاي من الفضاء ولا حاجه مش بشر زيكم !؟
- لا لا لا مقصدش بس يعني إنت علي طول ناشف كده وجامد
- علي طول !!!؟ ليه هو إنتي تعرفيني من أمته أصلا ، هما مرتين تلاته اللي شفتيني فيهم لحقتي تعرفيني ؟
توترت شري قليلا وأخذت تعبث بخصلات شعرها :
- لا مش قصدي ... بس عايزه.. أعرفك
نظر إليها بجمود فأسرعت بخوف :
- لو تسمح يعني
- بلاش أنا يكون أحسن ليكي !
إبتلعت ريقها في توتر :
- مرتبط !؟
- كنت متجوز ومراتي ماتت
- كنت بتحبها !؟
- فوق ما تتخيلي ومفيش مكان لغيرها أصلا فياريت تبطلي تراقبيني وتبطلي حركاتك دي عشان مبتفرقش معايا ولا بتجذبني أصلا ومبيعملش كده غير البنات السهله تمام !
شعرت شريهان بنغزه داخل صدرها وحزن شديد ، نهضت مسرعه قبل أن تهبط عبراتها أمامه ، لم تسمح لأحد بالحديث معها أو أهانتها هكذا ولكن لا تدري لماذا تصمد أمام ذلك الشخص ...
صعدت إلي غرفتها وأرتمت علي سريرها بكسره وهي تشعر بالندم الشديد علي تهورها بتلك الطريقه
دفنت رأسها بالمخده وبكت وهي لم تدري ما سبب بكائها هذا ! ولكنها شعرت بحاجه ملحه للبكاء فأطلقت العنان له
- إنتي حبتيه يا شري !؟
كان ذلك صوت جايدا صديقتها بعدما رأتها علي تلك الحاله ، رددت شريهان وهي مازالت علي حالتها :
- لأ ، لكن حسيت إني عايزه اعيط وخلاص ..
so please leave me alone , i'll be fine
( سيبيني لوحدي هبقي كويسه )
- أوك يا شري بس فوقي وافتكري إني حذرتك
*****************************************
داخل مقر شركه أبو الدهب العالميه
دلفت جيسيكا بدلال وغنج الي مكتب تهامي أبو الدهب فوجدته مشغول في شئ أمام اللابتوب الخاص به ، تحدث برقه أمامه :
- تهامي باشا !
أجابها دون أن يحيد عن الذي أمامه فرددت جيسيكا مره أخري :
- السكرتيره الجديده يا فندم بره حسب المعاد اللي حضرتك حددته مستنيه تقابلك أدخلها ؟
أغلق تهامي اللابتوب ونظر إليها :
- أنا عارف إنك تعبتي معانا الفتره دي بإنك تاخدي أداره مكتبي ومكتب عزت في وقت واحد عشان كده حبيت اريحك شويه يا جسي ميرسي ليكي
تحدثت بميوعه ودلال :
- انا تحت أمركم يا باشا ، هدخلك مدام ديما حالا
خرجت جيسيكا وتركته في حاله من التوهان والصدمه حينما لفظت أسمها ، لم يدري إن كان ذلك مجرد تشابه أسماء أم إنها بالفعل ..
لم يفكر كثيرا في ذلك الأمر حتي وجد الاجابه علي سؤاله وأسمع لطرق علي الباب فأذن له ..
لم يصدق عينيه حينما وجدها مره أخري تدلف داخل المكتب ، لم تتغير كثيرا عن المره الأولي التي رآها بها ، مازالت كما هي ، جميله ، ناعمه ..
إبتسم وبداخله فرح شديد حينما تحدثت برقه :
- صباح الخير يا تهامي باشا
- صباح النور ، إزيك يا ديما !
- بخير يا فندم الحمدلله ، أنا جايه هنا بخصوص الشغل اللي كنت مقدمه فيه وده السي ڤي بتاعي
تناول تهامي منها السي ڤي وأخذ يقرأها بأبتسامه مرددا :
- دا إيه الجمال ده !
تنحنحت ديما بحرج مردده :
- أفندم !
- أقصد يعني برافو عليكي... ممتاز
- متشكره يا فندم ! يعني انا اتقبلت ؟
- أنا مكنتش منزل أعلان ولا في غيرك ناس كتير طالبه الشغل ده عشان أتردد في إختيارك يا ديما ، وحتي لو كان في برضه كنت هختارك
شعرت ديما بالحرج الشديد واحنت رأسها برفق تشكره :
- متشكره جدا ، طيب أقدر استلم الشغل إمته !؟
- من دلوقت ، أنا عايزك معايا ، أقصد يعني مديره مكتبي هنا ... جيسيكا هتفهمك طبيعه الشغل وماشي إزاي
ثم ضغط علي جرس بجواره ولم تلبث ثواني حتي قدمت الي جيسيكا :
- تحت أمرك يا فندم
- ديما هتبقي تحت تدريبك لمده يومين بالكتير تشرحيلها كل حاجه متعلقه بالشغل عشان هتبقي مكانك هنا في مكتبي
- تمام يا فندم
نهضت ديما مع جيسيكا وخرجوا سويا من أمامه ، تنهد تهامي في سعاده وهو ينظر أثارها وذهب بعقله الي سبع سنوات مضت وتذكر تلك المرات التي رآها بها متعجبا ظهورها مره أخري بعد كل تلك السنوات
ولكن لم يدري أن ظهورها ذلك لم يكن لمجرد الصدفه وأن وراءه لغز كبير ....
فلا أحد يدري ما تخبئه له الأيام ..
*****************************************
فتحت عينيها علي صوت غريب ، ضربات أو أصتدام أشياء ببعضها البعض ، أدركت أنه عمار حينما تسلل لأذنها صوته بين الحين والآخر من تلك الضربات
خرجت من غرفتها فوجدته يرتدي علي صدره قطعه داخليه أبرزت عضلاته القويه والعرق يتصبب علي جسده بأكمله وهو يضرب بعنف كيس الرمل المعلق أمامه ..
وقفت أمامه ولم تدري بما تقول له ولكنها لم تحبذ ابدا رؤيته علي تلك الحاله الغاضبه
- إنت صحيت إمته !؟
أجابها بجمود وهو مازال علي حالته :
- من شويه
- مش عايز تاكل !؟
- لأ
ترك عمار كيس الرمل وذهب الي الحمام ، أخذ حماما باردا وخرج بعد بضع دقائق الي الشرفه وهو يشاهد غروب الشمس شاردا بكل شئ مره أخري
شعرت بضيق من حالته تلك ، فما ألطفه ليله البارحه ! أبتسمت بلطف وهي تتذكره وأرادت أستعاد ذلك الشخص مره أخري .. ذهبت الي جواره :
- عمار هو أنا ممكن أسألك سؤال !
- لأ
- أوك ميرسي جدا ، السؤال هو إنت ليه إمبارح قلتلي إن انا اللي أنت عايزها تشاركك جنونك ؟
- مش يمكن لأنك عبيطه ومجنونه فعلا !
- امممم مقبوله منك ، طب ممكن سؤال تاني !
- أعتقد لو قلت لك لأ هتسألي برضه
- صح برافو عليك ، ليه إمبارح كنت عادي جدا مع الشباب واتعرفت عليهم بطريقه حلوه أوي وكأنهم صحابك وحتي قلتلهم عمار مش المقدم عمار ؟
- مش يمكن دي أصلا شخصيتي وطبيعتي وإني مش الشخص المغرور المتكبر اللي انتي رسمتيله شخصيه في خيالك ؟
- أتمني ده فعلا .. ممكن سؤال تالت !
نظر إليها عمار بتبرم ولم يجيبها فرددت زينه :
- السكوت علامه الرضا وسؤالي هو إنت ليه قلت لهم إن أنا مراتك ؟
أغمض عمار عينيه في هدوء ثم استدار بجسده إليها يجيبها ببرود :
- إنتي عايزه توصلي لإيه بأسئلتك دي ؟ فهميني بس عشان أجيبلك من الأخر ، لو علي حسب ما فهمت مثلا إنك مفكراني معجب بيكي ولا حاجه وإني ممكن أحبك تبقي غلطانه ، انا راجل ميري ولاغي الحب والمشاعر دي من قاموسي نهائي واكيد مش هضعف قدام واحده زيك يعني .. وعشان بس ترتاحي واجاوبك علي سؤالك ! إمبارح كانو اتنين خوات وكل واحد معاه مراته عايزاني أقولهم إنتي مين يعني غير مراتي ؟ واحده بترقص مع واحد الفجر في الشارع علي اغنيه سافله زي ديسباسيتو محدش هيفهمها غير بطريقتين ، يا أما إنتي مراتي يا أما فتاه ليل فإحتراما ليكي إنتي قلت كده مش عشان بحبك ولا معجب بيكي مثلا زي ما انتي فكرتي!
أنتفضت زينه بغضب وهي لم تستطع منع تلك العبره التي فرت منها مردده :
- علي فكره الذوق والرد المحترم وجبر الخواطر ملهوش علاقه بإنك بتحب الشخص اللي قدامك ولا لأ ، دي حاجه بتعكس وبتبين تربيتك واخلاقك وبس ... لكن الظاهر إني كنت غلطانه
شعر عمار بغضب دفين أثر كلماتها تلك ،أمسك بها من ذراعيها وجذبها إليه بعنف حتي صارت ملتصقه به :
- صح .. إنتي معاكي حق ، أنا مش متربي ومعنديش أخلاق وقليل الأدب ، مش أنا برضه الشخص المغرور المتكبر اللي بستقوي علي الأضعف منه ! مستنيه بقه إيه من واحد زيي ! وبعدين لما أنا كده يبقي إنتي إيه !! واحده بتسمحلي إن أنا احضنها عادي وعماله تلبس في هدومي ، سامحه لنفسها إنها تعيش مع واحد عاذب في شقه لوحدهم ومأمنه له ، وبتخرج معاه وش الفجر وترقص أكيد هي دي المحترمه المتربيه صح في وجهه نظرك صح !!
ترقرقت العبرات بعينيها في صدمه شديده :
- إنت شايفني كده يا عمار !!!؟
- عماار عماار هو أنا كنت صاحبك !؟ ، وبعدين إنتي مصدومه ليه ما أنا لسه قايلهالك هما طريقتين بس يا أما إنتي مراتي يا إما فتاه ليل وإنتي مش مراتي ملهاش طريقه تالته عندي ، الطريقه اللي انتي ضفتيها وفسرتيها لنفسك دي واقنعتي نفسك بيها أنا مش معترف بيها ولا عمري هعترف بيها
خرج صوت زينه متحشرجا متألما :
- إنت ليه بتهد كل حاجه في لحظه كده ! أنا ليه مش قادره أفهمك ! إنت ليه بتعمل كده ! ليه بتبيع كل حاجه في ثانيه
تركها عمار وأبتعد عنها متجها الي طاوله الاسلحه ، وضع سلاحيه أسفه حزامه بجمود :
- أنا مش بايع بس أحلي حاجه يتعجبني في نفسي إني مهما أتعلقت بحاجه بقدر أستغني ، فما بالك إني أصلا متعلقتش بحاجه ..
خرج من باب الشقه مرددا :
- إبقي خلي بالك من نفسك أنا ماشي ..
وقف عمار أمام الباب بعدما وصده عليها وتنهد بضيق وحزن شديد كان يكبته بداخله وكأن أنفاسه كانت مقيده بالداخل وتحديدا أمامها ، لا يدري لما جرحها بتلك الطريقه ! لما يتسبب دائما بحزنها هكذا ، ما الصعب في أن يترك نفسه لها ويمضي معها ما يمليه عليه قلبه !
فعل ذلك من أجل إنكار مشاعره التي باتت واضحه أمامه تجاهها وألف سؤال وسؤال لماذا هي !!؟ لم تجذبه أو تلفت إنتباهه أيه فتاه من قبل ولكن تلك التي سيطرت عليه بكافه جوارحها ، يعلم جيدا أن كل كلمه خرجت من فمه أمامها كانت كذبا وإنكارا لحقيقه ما يشعر به ولكن عقله سيطر وتحكم علي قلبه وأقنع نفسه أيضا أن ذلك هو الصح ..
لا يستطيع تقديم لها شيئا مما تريده منه ، حتي وإن جرحها وأهانها بكلماته فذلك الأفضل لها بأن تظل بعيده عنه ..
*****************************************
كانت تجلس بمفردها علي كافيه يطل علي البحر حيث المنظر الخلاب لتلك المدينه الرائعه شرم الشيخ ، ولكن جمال المكان وسحره لم يجذب إنتباهها كثيرا ، تناولت رشفه من فنجان القهوه الذي أمامها في شرود إلي أن أنتبهت لصوت ما ..
- مساء الخير !
نظرت إليه بجمود قليل وأشاحت بوجهها بعيدا عنه ولم تجيبه ، إبتسم لها حسام مرددا :
- يااااه إنتي بخيله للدرجه دي ومش عايزه تردي السلام !
أجابته دون النظر إليه بنفس اللكنه :
- أخاف أرد تقول عليا سهله تاني .. معلش
- هههههههه قلبك مش أبيض علي فكره
- شكرا ..
- بصي يا أنسه عشان مش فاضي بس، ده نادرا ما بيحصل معايا إني أعتذر لحد ، لكن حسيت إني زودتها معاكي شويه فياريت تقبلي إعتذاري .. عن إذنك
ما أن رأته ينهض من أمامها حتي شعرت بأنها لن تراه مره أخري فأسرعت :
- لحظه بس أستني ..
- عايزه إيه !
هربت الكلمات من علي لسانها وبدت متوتره للغايه :
- مش هشوفك تاني ! قصدي يعني ..
- وراكي حاجه بكره الساعه سته !؟
أجابته بفرح شديد متناسيه كل شئ :
- لأ خااالص ..
- هستناكي قدام الفندق ..
تركها وغادر فنهضت من مكانها بفرح وضحك علي عكس الحاله التي أتت بها وصعدت مسرعه الي غرفتها وصديقتها كي تخبرها بكل شئ وتساعدها أيضا في الاستعداد للقائه غدا ...
*****************************************
وصل إلي مقر الشركه الخاص بهم وصعد إلي الطابق الذي يتواجد به مكتبه ، رآه تهامي فأخذه معه الي مكتبه :
- هااه ؟ عقلت ؟
جلس عزت علي المكتب أمامه واشعل سيجارا ببرود:
- عقلت في إيه بالظبط ؟ انا جاي اشوف شغلي ، ولا كمان شغل الشركات هطلع منه !
نظر إليه تهامي مطولا :
- براحتك يا عزت
- عارف إنه براحتي ..
وفي نفس الوقت وصل عمار أيضا إلي ذلك المقر وصعد إلي نفس الطابق ، ولكن أستوقفته جيسيكا قبل أن يدلف الي مكتب تهامي أبو الدهب
نظرت إليه جيسيكا بنظرات مغريه واقتربت منه بدلال مردده :
- هو إنت رايح فين ؟
نظر إليها من أعلي الي أسفل بقرف ولم يجيبها ، وبينما هو يتقدم خطوه للأمام حتي أعترضت طريقه مره أخري :
- انا بسألك علي فكره ؟ وبعدين هو أي حد كده يدخل مكتب تهامي باشا ؟
نظر إليها عمار بتبرم:
- طيب أدخلي قوليله جوزيف بره
أقتربت منه أكتر وتحدثت بنعومه بعد أن إمتدت يديها تعبث بزرار قميصه :
- اووه إنت بقه جو ؟! .. أنا جسيكا بس اللي بحبهم بيقولولي يا جسي
نفض عمار يديه يديها بعيده عنه في ضيق :
- وليا الشرف إن أنا مش من اللي إنتي بتحبيهم ..
تركها ودلف إلي المكتب مباشره دون أستئذان ، ما أن رآه عزت حتي تمكن الغيظ والضيق منه فصرخ به :
- إنت يا حيوان إنت !! إنت داخل زريبه أبوك !؟ مبتخبطش ليه وتستأذن الاول !
لم يلتفت له عمار أو يجيبه وكأنه غير موجود ونظر مباشره الي تهامي :
- ها يا باشا ! مطلوب مني إيه دلوقت ؟
نهض عزت من مكانه بغضب وصرخ به مره أخري :
- أنا مش بكلمك يلااا إنت !؟
تجاهله عمار مره أخري مما زاد من حنق عزت وغضبه ردد تهامي قبل أن يشتبك به عمار :
- استناني تحت يا جو أنا جايلك كمان شويه ..
- تمام ، انا تحت عند عربيتي
خرج عمار من المكتب في حين صرخ عزت بغضب :
- إنت ازاي سايبه كده ؟ لتاني مره بتقلل مني يا تهامي قدامه ؟
- إنت اللي مصمم تصغر من نفسك ومستنيه هو يكبرك .. المكتب مكتبك طبعا عن إذنك ..
- لا أنا خارج
وبالخارج بينما كان عمار يقف أمام المصعد منتظرا الخروج منه حتي لمح تلك العاهره كما أطلق عليها تقترب منه ، أمسكها من ذراعها فجأه وبعنف شديد حتي جعلها تتألم همس بأذنها :
- أنا خط أحمر ! حركاتك دي تعمليها علي أي حد من عينتك إلا أنا عشان أنا مبرحمش والغلطه معايا بفوره ، أنا بحذرك أهوه من الأول ، باي يا قطه ..
تركها وهبط إلي سيارته ،أسند جسده علي السياره ونظر الي سياره تهامي التي كانت تبتعد عنه بضع أميال ، لفت نظره شيئا غريبا بالقرب من السياره ، وجد فتاه تقف بالقرب منها من زاويه معينه وعلي ملامحها كل تعابير التوتر والخوف ومن خبرته أدرك أنها تنوي لفعل شئ ما ..
ظلت عينيه تراقب تعابيرها وحركاتها بعد أن تفحص الحركه حوله ليتأكد من تأمين تلك المنطقه ..
لم تلبث بضع دقائق حتي هبط إليه تهامي أبو الدهب ، أشار لعمار كي يأتي خلفه بسيارته فأومأ له بإيجاب ..
وبينما كان أن يستقل تهامي سيارته حتي أسرعت تلك الفتاه إليه وأخرجت مسدسا كانت تدفنه في حقيبتها ، وقفت علي بعد معين عن تلك السياره وأمسكت المسدس بإرتعاش وخوف شديد وهي توجهه ناحيه تهامي أبو الدهب و.........
وإيه يا جماعه خلاص خلصت الحلقه !
تفتكرو دي مين وبتعمل كده ليه !؟
عمار هيفضل علي موقفه ده مع زينه كتير !؟ عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية نار الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية