رواية اسياد الحب والحرب الفصل التاسع 9 - بقلم ياسمينا احمد
اقتطع سيل تحركها اندفاع الباب بقوة وبعنف بالغ ودلف منه رجال عدة متشابهين الزى يرتدون اسود وملثمين فى لحظات انتشروا داخل المنزل واحدثوا فوضى عارمه
لطمت فرحة على صدرها بقوة وهى تهتف برعب :
- يامصبتى ..انتو مييييين
لم يهتم احد لامرها وكأنها غير موجودة
لتصرخ من جديد :
- انتو حراميه؟! حراميه صح !البيت فاضى ..
اقترب منها احدهم وكان ضخم وهيئته مرعبه وكتم انفاسها
ظلت تؤمم فى محاولة لخروج صوتها الى مسامع احد ينقذها
فى دقائق كانت الشقة عبارة عن كومة واحدة ولا شيئ يصلح
خرجوا الجميع ليدلي بنتايج بحثهم لقائدهم الذى كان يقف بمنتصف الصالة ممسكا سلاحه
- ملقيناش حاجة ،يا افندم
هتف بجدية تامة عبر جهاز الهاتف الذى معه
- ايوة يا افندم ،ملقيناش حاجه
استمع الي رد من يحادثه
..........
وهتف مجددا :
_فتشنا كويس .
حول نظرة من النقطة الفارغةالى فرحة وضيق عينه وهو ينطق من بين شفاه: .
- مفيش غير واحدة
توجست فرحة من نظراته اليها وهو يستمع الى من يحادثة بدقه ، ثم صاح للمن خلف فرحة بجديه :
- هــــاتــــهــا
اتسعت عيناها بخوف وحاولت الافلات من قبضة ذللك الملثم ، وحاولت الصراخ ولكن كان مصيره الي جوفها ....
امسك الملثم بمسدسه وكزها فى مؤخرة رأسها ...وترنحت هى بين يده وفقدت وعيها ،...........
امسك يدها عزام بعنف متناسيا امر من حوله من اعمامه واخواته وزمجر بشراشه :
_ بقي تهربي مني يافرحة وتمشي وراء حتة عيل من بتوع البندر اتجنيتى ما كنتيش تعرفي ان ايدى هطولك هطولك لو كنتى فى بطن امك حتي
عندها رفعت فرحة يدها الى وجها وهي فى حالة من الرعب اثر نظراته المخيفة هتفت بتوتر حاد:
- ااا....اانا ، مكـانش قصدي
صاح صارخا بإهتياج :
- غلطي غلطة ،ما تطلعش الا بالدم يا بت عمي
عندها ركعت فرحة تحت قدمه برجاء :
- انا ...اسفة ..والله اسفة وعرفت غلطي ومش هكرروا تاني
عندها هتف عمة :
- خلاص يا ابني ،اكتبوا كتابكوا وتمموا الجوازة دي وخلينا نخلص من حديت الناس اللى ما عيخلصش
هتف عثمان وهو يلج من بوابة المنزل الكبير هو وشخص يرتدى عمة وجلبابا وعبائة :
- وانا جبت المأذون اها
ابتسم عزام بشر وقال من بين اسنانه :
- بعديها هربيكي من اول وجديد ، وفتح يده وهو يهدر بجمود ،هربيكي على يدى دى
بينما هي رفعت رأسها ونظرت فى عمق عينه برعب وتوتر
**************************
اقتحمت صابحة غرفة ولدها عزام
المستلقي علي وجهة في فراشه ينعم في حلمة البعيد واقترابه الشديد من تحقيق هدفه ......
هتفت صابحة :
- قوم يا ولدي
لوت فهمها وعلت وجها علامات التأزم :
- الشمس طلعت فى وسط السما وانت لسة نايم ،اية قلب حالك
لم يستجيب ابداء وبدء مستكينا فى نومه
عاودت صابحة مناداته بتافف :
- حسرة عليك يازينة الشباب ، انقلب حالك من يوم ما حصل اللى حصل كنت اول واحد يصحي وينور الدار ، اقول ايه منها لله بت سلفتي
مدت يدها لتحركة بهدوء وهتفت بحنو :
- قوم يا ولدى
استدار و نهض وبدء غير مستوعب قليلا قبل ان يدرك انه فى واقعه المرير ودار بعينيه فى الغرفة وضيق عينيه في ضيق عندما ادرك انه كان حلما ليس الا وقد افسدته امه ايضا
تشنجت قسماته وهدر بتأفف:
- خـير يا امه
لوحت فى وجهه بأسي :
- ومنين ياجى الخير ، ولدى وحالك مقلوب
نهض من فراشة عدل جلبابه فى ضيق وصاح بعنف :
- هتفضلي كل شوية تعددى عليا جولت ماشي لكن انا دلوك نايم اعملك اية يا امه اروح منيكي فين
تشنجت قسماتها وهدرت بضيق :
- لا تروح ولا تجاي يا ولدى ، الشمس طلعت ولساك نايم ودى مش عوايك ،طول عمرك انت الى بتنور الدار وبدخل الشمس فيها دا للى مستغرباله .
- تعبان يامه ،واديكي قولتيها بالسانك اها اول مرة يعني حاجة طبيعيه اني ابجا تعبان واريح يوم من نفسي
هدر بكلماته سريعا وبضيق كي يتخلص من القاء اى تصرف يحدث على شماعة هروب فرحة
وقفت بجوارة تتامله وهمت لتكمل حديثه :
- اصل يا ولدى .....
قاطعها هو قائلا :
- لا اصل ولا فصل .سبينى الله يرضى عنيكي ،خلينى اشوف حالي
امتثلت لاوامره اذا تعلم غضبه جيدا وهتفت بخنوع تام :
_ حاضر ياولدي
غادرت الغرفة بهدوء ، واغلقت الباب
عندها زفر بهدوء ليسيطر على انفعاله وتذكر رؤيته منذ قليل فكانت مبشرة له نوعا ما ....
ليضيق عيناه بحنق ويهدر من بين اسنانه بغضب :
- مش عارف اطولك لا فى الحلم ولا فى الحجيجه يا بت عمي ،والله ليكي روجه
على الجانب الاخر
دخل زين الى الشقة
والذى تيقن منذ الوهلة الاولي من حالتها الفوضوية ماحدث بها ،قذف ما بيدة من اكياس وصاح بصوت عال :
- فرحه فرحه...
بحث عنها فى الارجاء يمينا ويسارا وتيقن الان انها وقعت فى ايدى من لا يرحم وجحظت عيناة بشكل مخيف وخرج مسرعا
*********************
اقتحم المكان مجموعة من الرجال ضخام الجثة هيئتهم تبث الرهبة فى النفوس اعتلى وجه فرحة بالرعب اثر رؤيتهم وتكورت على نفسها لستر نفسها من اعينهم ولكن ما العمل هى الان تحت انظارهم اينما ذهبت
تنحوا جانبا ليفسحوا المجال الى واقع اقدام لرجل ذو هيبة مريبه يرتدى حلة سوداء وقبعه ويمسك بيدة سيجار فاخرا
تقدم نحوها بخطوات ثابتة زادت هلعها
تفحصها من اخمص قدميها الى منبت شعرها ونفث سيحارة بوجهها ،بطريقة مخيفة
سعلت من رائحة الدخان التى اقتحمت انفاسها بتألم
اما هو فبدى غير مبالي وزفر انفاسه ببطء وتحدث بصوت اجش مليئ بالرعب والتحذير :
- هاااا فين صقر بقى
حاولت الاستيعاب ،وكافحت لتفهم من شدة توترها ما سمعته لتو؛لتجيبه بهلع:
- هااا صقر مين ؟
هتف بصوت هادئ وهو يتاملها :
_ااممم .. ثم اشار الى احد معاونيه بطرقة من اصبعه وتابع تقدمه نحوها
زاغ بصرها وتجمدت اوصالها اثر تقدم ذلك الحارس نحوها ، بينما رفع يده فى الهواء وهوى على وجنتيها بصفعة مداوية خلفتها نزيف من فمها وعاود الكرة عدت مرات
حتى طرقع الاخير بيده ليستوقفه، ويهدر هو بدقة
- اتكلمى ...احسنلك ....صقر فين ؟!
********************************
- يا نهار اسود انت كدا بقيت فى خطر ...لازم تسافر دلوقت
هتف بها ياسين لزين بتوتر
التفت اليه زين ملوحا بضيق:
- و البت اللى خدوها دى
تأزمت قسماته وهو يقترب منه :
- انت عارف انها كدا كدا ميته ..نصيبها بقي
هتف بغير استيعاب:
- يعنى هنسببهالهم ؟
مرر يده فى شعرة بضيق ونفخ فى ضيق :
- خلاص يا زين ما فيش حاجه فى ادينا ..هى كدا كدا كانت هتموت ..
صمت زين قليل ،ثم تابع بحزن :
- وممكن ما يقتلوهاش
تابع ياسين وهو يضع يده على كتفه فى محاولة لمواساته :
- يبقى ربنا معاها بقى ما تشغلش انت بالك
كور يدة زين وازاح يدة المستندة عن كتفة وهو يزمجر بغضب :
- بس انا صقر ما حدش يفكر يدخل بيتى وياخد حاجه تخصنى
هتف ياسين الية فى تودد :
_ صقر .. المهم العملية تتنفذ دلوقت ،سيبك من اى حاجه انا هجهز كل حاجه وانت حصلنى فى النقطه (أ) نص ساعة وتكون فى الجو ،وبعد كدا ابقى ارجع خد حقك من كله
عض شفتيه وبدى ساكن مستسلما وتحرك من امامه
***********"******************
كانت فرحة تنزف الدماء من انفها وشفتها بغزارة ولم تعد تعى ما يحدث من حولها حيث ان زين لم يطلعها على اى شيئ
امسك ذلك الرجل الذى يبدوا ذو نفوذ طاغي خصلات شعرها بعنف وهدر بغضب من بين اسنانه :
- انتى متدربه كويس اوى ....بس انا ما عنديش وقت ..
هتفت بتألم وبصوت لاهث :
- ما اعرفش حاجه ...ما اعرفش عنه حاجه
تامل وجهها بشر يقفز من مقلتيه الجاحظة :
- لو ما قولتيش فين صقر،وقتها انتى هتكونى انتى ما لكيش لازمه فهضطر اخلص منك ،،،ومش عارف اى طريقة هتكون مناسبه ليكى ...فساعدينى ان حياتك تكون مهمه
انتحبت بصوت مكتوم وهتفت بتوسل :
- والله ما اعرف عنه اى حاجه
حرر قبضته ودار حولها وهو يهتف ساخرا :
- ازاى ما تعرفيش ...جايبينك من بيته ولابسة قميصه ..والشهود بيقولوا انك كنتى معاه يوم الحادثه
يعنى معاه من مدة ...ازاى مقلكيش حاجه ...اقترب منها ولامس وجهها بنعومه وهو يتسأل بوقاحه
- حتى بينكم وبين بعض
عضت شفاها بالم وانتابها تقزز من لمسته المقززة وحديثه بطريق منحرفه وهتفت بصوت منخفض متالم :
- مقاليش ما اعرفش عنه حاجه
عندها تعاظم الغضب بداخله وجذبها من خصلات شعرها الى الوراء وهدر بعنف :
- انتى ملعونه وكدابة ،،،ريحته طالعه منك.... انتى كأنك هو بنسخة اصغر
تألمت بين يديه وتعالي صوتها بالبكاء وتوسلت له :
- حرام عليك ،ارجوك سيبنى
حرر قبضته عنها ،وهتف محذرا :
- هسيبك تفكرى يا مدام..ههه ..لو ما عرفتيش مصلحتك وقولتى ناوى على ايه ..النهاردة هيكون اخر يوم فى عمرك بطريقتى
انتحبت بصوت عالى وهى تردد
- والله ما اعرف حاجه ،والله ،يارب ،ياربي ..
بينما هو لم يلتف اليها والتفت لمن معه وبنبره امرة :
- ما فيش اكل ولا مياه ..ولا نوم ..فاهمين .
اجاب الجميع بخضوع :
- امرك يا افندم
بينما هي تابعت بكاؤها وتألمها بصوت عالي
............................................................................................!!!!!! عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية