رواية تقاطع طرق الفصل التاسع 9 - بقلم اميرة احمد
الفصل التاسع
ضحكت ليلي حتى دمعة عينيها.. وبينما هي تائهة في ضحكتها.. دارت ببصرها في المكان بحركة لا إرادية، تجمدت في مكانها لحظة حين وقعت عيناها على رجل طويل القامة عريض الكتفين مفتول العضلات عيناه تشع شرار من الغضب، قادم تجاهها وما ان رأته حتى تحولت ضحكتها فجأة الي عبوس وهمست ل أدم الذي كان لا يزال يضحك.
ليلي: طليقي.
لم يفهم أدم كلماتها في البداية، حاول ان يعيد عليها مرة أخري فهتف: بتقولي ايه؟
لكن قبل ان تعيد ليلي الكلمة على مسامعه كان قد اقترب الرجل منها وجذبها من يديها بقوة وهو يصيح: انتي بتعملي أيه هنا و مين ده؟
تعجب أدم من جرأته وكيف له ان يجذبها بهذه الطريقة.
هتف أدم بنبرة هادئة: انت بتكلمها كده ليه؟ ممكن تسيبها وتتكلم معايا انا.
بدأت ليلي تزرف الدموع في صمت.
نظر له مروان بتعجب وصاح بحدة: واكلمك انت باعتبارك مين بقي؟
حاول أدم أن يفك كفه الممسكة بذراع ليلي بقوة وهتف بنبرة هادئة: سيبها بس وخلينا نتكلم في هدوء الناس بتتفرج علينا.
صاح مروان بحدة وهو لا يزال يمسك بذراع ليلي: انا كلامي مش معاك ولا معاها، كلامي مع عمي ... اتفضلي قدامي..
ثم أستدار وهو يوجه كلامه لأدم: وأنت حسابك معايا بعدين
صاح أدم بحدة: قولتلك سيبها وكلمني انا.. تروح معاك فين؟ انت مين أصلا؟
مروان: ابقي جوز المدام اللي انت قاعد تحب فيها وجايبلها ورد
صدم أدم مما سمعه للتو من مروان، تجمد مكانه للحظة..... بينما ليلي انطلقت تصرخ في مروان وكأنها تريد ان تنفي التهمة عن نفسها.
ليلي: طليقي مش جوزي.
ضحك مروان بسخرية: لسة حكم المحكمة مطلعش يا حبيبتي.. وفي الغالب مش هيطلع.... ولحد ما يبقي يطلع انتي مراتي وشرفي و انا مقبلش انك تقرطسيني.
لا يزال أدم يقف مذهولا من كلمات مروان
نظرت ليلي لأدم بعينين يملؤها الدموع وهمست: أدم انا اسفة.. ارجوك متفهمنيش غلط..... هاشرحلك كل حاجة.
صاح مروان بحدة وهو يجذبها من ذراعها: انتي لسة هتتكلمي.. اتفضلي قدامي..
دفعها مروان للمضي أمامه رغما عنها.. مضت وهي تبكي وتنظر إلي أدم الذي مازال يقف مصدوما ولم ينبث بكلمة.
ألقي أدم بجسده على المقعد، حاول أن يتنفس بهدوء وما ان هدأت روعة أدم... .. حتى أمسك الهاتف واتصل بأحمد وما ان أجابه الأخير حتى همس بصوت يملأه الألم: طلعت متجوزة
هتف أحمد بقلق: انت فين دلوقتي ؟ انا جايلك حالا.
وماهي الا بضع دقائق وكان أحمد يجلس إلي جوار أدم.. في نفس المكان الذي كانت تجلس به ليلي.
زفر أحمد دخان سيجارته وقال: ايه اللي حصل؟
تنهد أدم بألم: طلعت متجوزة يا أحمد.. مش عارف ازاي خدعتني.. وازاي قبلت انها تخدع جوزها.. معرفش هي امتي وازاي بقت كده.. او ازاي اخلاقها بقت بالشكل ده.
ربت أحمد على ظهر أدم وهمس: اهدي بس يا أدم انت لسة مسمعتش منها... اكيد هي عندها مبرر.
صاح أدم بحدة: مبرر!! هتقولي ايه؟ انا سمعتها بتقوله انها رافعة عليه قضية طلاق.
أحمد: طيب يعني منفصلين وهتتطلق.
همس أدم بحزن: و مين قال أنى هوافق اتجوزها لو هي مطلقة... انا مقدرش يا احمد اتجوزها وهي كانت في حضن راجل تاني.. و معرفش كمان عندها أولاد منه ولا لأ.. صعب مش هاقدر....
أحمد: اهدي يا أدم و متعملش في نفسك كده.
هتف أدم بنبرة منكسرة: مخنوق يا أحمد..
أحمد: عادي يا صاحبي ياما دقت علي الراس طبول.
وضع أدم رأسه بين راحتيه وقال: الموضوع عمره ما كان سهل.. بعد ما لقيتها بعد السنين دي تخدعني وتطلع متجوزة.
أحمد: هو انت مش قولت انها قالت انها هتتطلق.
أدم: حتى لو اتطلقت..... حتى لو هي أصلا مطلقة.. عمر ما اهلي هيوافقوا أنى اتجوز واحدة مطلقة.. ولا انا هاقدر.. تخيل الانسانة اللي قعدت أحب فيها عمري كله وانا عارف انها كانت مع راجل تاني.. ضحكت معاه.. وعيطت في حضنه.. لمسها واستحل كل شبر في جسمها قبلي...
حرك راسه بألم وكأنه يطرد الفكرة من رأسه وهتف: لأ اكيد مش هاقدر.
أحمد: هون على نفسك يا أدم مش كده
وبينما أدم غارقا في أحزانه .. ويحاول أحمد جاهدا ان يخرجه منها كان على النقيض خالد و يارا.. اللذان كانا غارقين في بحر من العشق.
خالد بعد ان وضع قبلة طويلة فوق شفاه يارا الراقدة بين احضانه: كل سنة و احنا مع بعض يا حبيبتي.
يارا: كل سنة وانت طيب يا حبيبي... فين الهدية بتاعتي؟
خالد: في الدولاب
هتفت يارا بمرح: اااه عرفت انا أنك بتخبي الحاجات في الدولاب هابقي ادور فيه على أي حاجة مخبيها بعد كده.
تحرك خالد من جوارها وتوجه ناحية الدولاب واخرج منه ظرف صغير وناوله لها.
هتفت يارا مازحة: ايه ده؟؟ هتديني فلوس ولا ايه؟
ضحك خالد بخفة: حاجة كان نفسك فيها من مده وانا اللي كنت بأخرها عليكي
فتحت يارا الظرف ووجدت تذكرتي سفر إلي تركيا.... اقتربت من خالد وحضنته في امتنان.
خالد: انا عارف انتي كان نفسك تروحي تركيا وانا كنت دايما بأجل واقولك بعدين... بس كنت عاملهالك مفاجأة.
وضعت يارا قبلة على خده: احلي مفاجأة.
نظرت يارا إلي تاريخ السفر وهتفت: ده السفر كمان أسبوع.
هتف خالد مازحا: يادوب تلحقي تجهزي الشنط انا عارفك بتاخدي البيت كله معاكي... بعدين تعالي هنا فين هديتي.
هتفت يارا بدلال: اخس عليك يا حبيبي انا كنت مفكرة أنى انا هديتك.
خالد: طبعاااا يا حبيبتي امال ايه.
مالت يارا علي منضدة صغيرة بجوار الفراش وأخرجت من الدرج الأول علبة هدايا وناولتها لخالد
فتحها خالد فوجد بداخلها ساعة اخرجها من علبتها وارتداها
خالد: حلوة يا حبيبتي.
يارا مازحة: لأ وغالية.
خالد: خلاص خديها مش عاوز حاجة.. انا مكنتش اقصد الهدية دي.. انا عاوز من الهدية التانية "وغمز لها بعينيه".
ضحكت يارا بدلال: ما انت اخدت الهدية التانية برضه.
اقترب منها خالد يطوقها بذراعيه وهمس بالقرب من وجنتها: عادي اخدها تاني و تالت هو احنا ورانا حاجة
قال خالد جملته الأخيرة وهو يمد يده ليطفئ نور الاباجورة بجواره ويقترب من يارا ويغوص معها مجددا في بحر من العشق.
وفي الصباح في مركز التجميل الخاص بيارا، لاحظت يارا التوتر المتملك من ملامح هدي، فهتفت مازحة: ها احكيلي... روحتي مع احمد فين امبارح؟
هدي: لأ انا مشفتش أحمد امبارح
يارا: اخس عليه.. كده يسيبك يوم الفلانتين
هدي: هو عرض اننا نخرج بس انا رفضت
يارا: ليه كده يا هدي.. احمد شكله بيحبك بجد.
قالت هدي بنبرة مرتبكة: مامت عمر و اخته كلموني و اصروا اني اروح اتغدي معاهم.. طبعا انتي عارفة أنى باودهم و باكلمهم .. هما بيشوفوا فيا ابنهم اللي اتخطف من وسطيهم.. حاجة من ريحته زي ما طنط بتقول.... خفت ارفض يعرفوا ان في حد تاني وقلبهم يتكسر.
يارا: ما انتي مش هتفضلي كده العمر كله.. أحمد لو عرف هيزعل جدا على فكره.
هدي: انا مقلتلوش أنى رايحة عند أهل عمر... انا قلتله أنى رايحة عند قرايبي.
قالت يارا بحدة: و بتكدبي كمان.. من امتي كده يا هدي بتجرحي الناس و تكدبي.
هدي: انا مكدبتش.. انتي عارفة ان عمر واهله كانوا قرايبنا من بعيد... بس انا خفت أنى أقوله انهم أهل عمر يفتكر اني مبحبوش
هتفت يارا بخبث: يعني انتي بتحبيه؟
تنهدت هدي واطلقت زفرة حارة وهتفت: عارفة يا يارا.. لو في حاجة بجد اسمها تؤام الروح.. فاكيد أحمد هو تؤام روحي...انا بحس ان احنا دماغنا زي بعض.. روحنا واحدة.
ضحكت يارا بمرح: الله الله من ورايا ...
ثم اردفت في جدية: طيب ولما انتي بتحبيه كده روحتي عند أهل عمر ليه؟ عمر الله يرحمه في مكان احسن دلوقتي.. انتي كمان لازم تخلي حياتك تمشي زي ما انتي عايزة.. متخليهاش تقف على حاجة أو حد... انتي عارفة انا كنت بحب عمر الله يرحمه قد ايه ... كنت باعتبره زي أخويا.. بس مش هينفع يبقي في 2 في قلبك يا هدي.
ترقرقت دمعة في عين هدي وهمست بضعف: انا عارفة... بس أهل عمر بيحسسوني أنى باخونه لو انا مع حد تاني.... عارفة كل مرة باكلمهم او بروح عندهم بيفضلوا يفكروني بيه وقد ايه هو كان بيحبني... ويفضلوا يوروني حاجاته ومذكراته والكلام اللي كان كاتبه عني.... انتي عارفة أمبارح اخته قالتلي ايه؟ سألتني كده عيني عينك قدام مامته هو انتي في حد في حياتك؟
اتسعت حدقتي يارا وهتفت: وانتي قولتيلها ايه؟
هدي: اتلجلجت و معرفتش أتكلم وغيرت الموضوع.... بس حسيت وقتها أنى في استجواب ومتهمة بالخيانة.. كان أي كلمة هاقولها عن أحمد هتكسر قلبهم... و انتي عارفة هما غاليين عليا قد ايه ... مش هاقدر اكسر قلبهم حتى علشان عمر اللي وعدته اني هاخلي بالي من اهله.
صاحت يارا بحدة: بس دي انانية منهم يا هدي... انتي لسة صغيرة مكملتيش 30 سنة حتى والعمر كله قدامك..... هما لو بيحبوكي بجد يسيبوكي تعيشي وتحبي و تتحبي... وعمر دايما هيفضل ذكري حلوة جوانا كلنا.
هدي: انا عذراهم يا يارا.... هما شايفين فيا ابنهم اللي مش عايزين يصدقوا انه راح ... أكيد صعب عليهم يكونوا بيجهزوا لخطوبة ابنهم وينزل يجيب بدلة الفرح مع خطيبته وميرجعش... قالت هدي جملتها الأخيرة بعد ان زرفت دمعة من عينيها سقطت رغما عنها.
يارا: وتفتكري لو بعد الشر انتي اللي كنتي موتي في الحادثة اهله كانوا هيقولوله يعيش على ذكراكي و مينساكيش؟
حركت هدي رأسها بالنفي وهمست: أكيد لا.
يارا: مامته كانت اول واحده هتقف حنبه وتشجعه انه يحب ويعيش حياته مرة تانية... انا رأيي تواجهي.. عرفيهم ان في حد في حياتك وابعدي عنهم واحدة واحدة.
هدي: هحاول أعمل كده.... المهم احكيلي الساعة عجبت خالد؟
صاحت يارا بحماس: اسكتي ده فاجأني بمفاجأة خلي الساعة ولا ليها أي قيمة
هتفت هدي بحماس : ايه ايه ؟؟ احكيلي بسرعة.
يارا: هنسافر تركيا.
صفقت هدي بسعادة وصاحت: بتهزررري..... والله خالد ده جدع و بيحبك و انتي مطلعه عينه.
ضحكت يارا بخفة: يلا بقي اعملي الشوبينج ليست بتاعتك و قوليلي عايزة ايه من هناك علشان اجيبه معايا مفيش وقت.
هدي: ليه انتوا هتسافروا امتي؟
يارا: الأسبوع الجاي ان شاء الله... و هنقعد هناك 3 أسابيع.
هدي: و تاخدي الاجازة دي كلها و تسيبيلي الشغل كله هنا عليا... لأ انا مش موافقة.
وكزتها يارا في معصمها وقالت ضاحكة: ما انا هاشيل الشغل كده لما بشمهندس احمد ربنا يفك عقدت لسانه و يتكلم و تطلعي شهر العسل... وساعتها مش هيبقوا 3 أسابيع بس.
ضحكت هدي بخفة: ده انا ساعتها هاخد شهرين قبل الفرح وشهرين بعد الفرح و هاسيب الشغل كله عليكي.
رفعت يارا كفيها للسماء وهتفت: ربنا يفك عقدة لسانك يا أحمد و تتكلم و تخلصني منها بقي.
ضحكت الصديقتين.... بينما هدي كانت تفكر ماذا لو انحلت عقدة لسان أحمد وطلبها بالفعل للزواج... هل تقبل حقا؟!
وماذا عن عمر وأهله؟
--------------------------------------
في إحدى أيام الشتاء القارصة البرودة في الصباح الباكر رن هاتف علي بينما كان يستعد للذهاب لعمله.. فما ان وجد المتصلة هي سارة حتي اقبل على الهاتف يرد في حب... لكن جاءه صوتها ينبعث منه القلق والتوتر.
سارة: علي انت ممكن تجيلي دلوقتي؟.
هتف علي بقلق: في ايه يا سارة؟
بصوت مختنق هتفت سارة: فردتين كاوتش من العربية ناموا و انا رايحة الشغل تقريبا دوست علي حاجة و انا ماشية مخدتش بالي... وانا واقفة على الطريق الصحراوي في مكان فاضي اوي... علي انا خايفة... انا كلمت بابي بس موبايله مقفول تقريبا في العمليات
انتفض قلبه حين سمع كلماتها وهتف: ابعتيلي لوكيشن انا جايلك حالا.. حاولي بس تمشي بالعربية لحد أقرب مكان في ناس.
سارة: مفيش مكان قريب فيه ناس الطريق كله فاضي انت عارف دي مش منطقة سكنية.
علي: طيب اقفلي انا جايلك.
أغلق علي الهاتف وانطلق مسرعا إلي حيث المكان الذي ارسلته له سارة في رسالة نصية... تتبع الاحداثيات.. وما ان اقترب من المكان حتى ظل يتصل ب سارة مرارا وتكرارا.. لكن دائما كانت تأتيه تلك الرسالة اللعينة" الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقا، يرجي إعادة المحاولة".... مما أثار القلق أكثر وأكثر داخل نفسه، فبدأ عقله يصور له كل السيناريوهات السيئة التي يمكن ان تكون حدثت لسارة ... ما هدأ من روعه قليلا حين بدأت سيارة سارة تظهر في الأفق.. ورأي سارة تجلس بداخلها... انطلق نحوها كالمجنون وحين رأته سارة مقبل عليها بسيارته.. فتحت باب سيارتها وانطلقت باكية نحوه.. وبمجرد ان خرج من سيارته ألقت سارة بنفسها بين ذراعيه بعفوية وهي تضم يديها إلي صدرها وتبكي مرتجفة كطفلة تائهة ووجدت أبيها... فلم يجد علي بد إلا ان ربت على كتفيها بحنان و ابعدها عن حضنه ببطيء وجعلها في مواجهته.. تحسس وجنتيها ومسح دموعها المتساقطة... كم كان يتمني في هذه اللحظة ان يبقيها في حضنه بعد هذه القشعريرة اللذيذة التي سرت في جسده.. لكنه لن يفعل ذلك او على الأقل ليس الأن.
هتف علي بقلق وهو يمسح دموعها المتساقطة فوق وجنتيها: بس.. بس.. ايه يا حبيبي.... كل العياط ده علشان كاوتش.. هاغيره حاضر بس متعمليش في نفسك كده.
كانت سارة لاتزال على نفس الحالة تبكي وتشه وجسدها يرتجف بالكامل، مما اثار القلقل أكثر في نفس علي فهتف: انتي كويسة؟
هزت سارة رأسها بالنفي وهي تنظر داخل عينيه ودموعها لازالت تتساقط.
ربت علي على ذراعها بحنان وهمس: طيب أهدي ايه اللي حصل.. حد ضايقك؟ ... حد عملك حاجة؟ .... اتكلمي يا سارة متقلقنيش عليكي.
قالت سارة بصوت متهدج من البكاء وكأنها طفلة صغيرة: وانا قاعدة مستنياك في العربية.... كنت ماسكة الموبايل و بحاول اتصل ببابي علشان أقوله.... طلع عليا اتنين بموتوسكل.... أخدوا مني الموبايل والشنطة.... كنت خايفة أوي يا علي .. انا كنت ماسكة الموبايل محستش بيهم غير ان واحد منهم فتح الباب نتش مني الموبايل والتاني شد الشنطة وجري... ثم أردفت باكية.. كان معاه سكينة يا علي .... كنت خايفة يعملوا فيا حاجة.
تنفس علي بعمق وقال: اهدي خلاص يا سارة الحمد لله انتي كويسة.. ولو على الموبايل والشنطة فداكي المهم أنك بخير.
سارة: بس انا خفت اوي.
علي: معلش يا حبيبتي متخافيش.. انا اسف لو اتأخرت عليكي......
تمني علي لو أمكنه ان يخبئها في صدره حتى تهدأ ويهدأ قلبه القلق عليها...... ناولها مفاتيح سيارته وهتف: استنيني في العربية لحد اما اشوف الكاوتش.
هتفت سارة بقلق وجسدها لا يزال يرتجف: لأ مش هاقعد لوحدي.. هاقف هنا جنبك.
هتف علي بحزم: مش هينفع تفضلي واقفة كده على الطريق... طيب اركبي عربيتك
فتح لها الباب ودلفت هي بداخل السيارة وتوجه هو تجاه سيارته لكن سارة هتفت بقلق:علي.... انت رايح فين؟
حاول علي طمئنتها وهمس: متخافيش يا حبيبتي انا موجود... هاجيب بس الكومبريسور من شنطة العربية علشان نعرف نحرك العربية..
ثم أردف ساخرا: اكيد انتي مش معاكي استبنين.
تركها واتجه ناحية سيارته.. فتح شنطتها واخرج منها منفاخ الإطارات و توجه ناحية سيارة سارة التي كانت تجلس فيها بصمت.. وقد هدأ روعها بعد ان اطمأنت ان علي بجوارها.
بعد دقائق حاول علي فيها إصلاح الإطارات لكنه فشل..
اقترب منها علي وهتف: انزلي واقفلي العربية.
سارة: هنروح فين؟ هو انت معملتش الكاوتش
علي: مش نافع في قطع كبير بيسرب الهوا كله لازم يتغير... تعالي معايا دلوقتي اروحك البيت بعدين اشوف ونش يشيل العربية.
هتفت سارة بتردد: طيب ممكن موبايلك أكلم بابي؟
ناولها علي الهاتف وتوجها إلى سيارته... وسار بها حيث منزلها وما ان همت بالرحيل أشار لها علي:ممكن مفتاح عربيتك.. هاخلص و اجيبهالك هنا.. ياريت متنزليش من البيت علشان مش معاكي موبايل.. بالليل هاعدي عليكي نروح نشتري موبايل جديد.
ابتسمت سارة واومأت: حاضر يا علي.
ترك علي سيارته أمام منزل سارة وطلب سيارة عن طريق إحدى التطبيقات وعاد الي مكان سيارة سارة بعد ان اتصل بسيارة مخصصة ليحمل عليها السيارة إلي مركز الإصلاح لكنه فوجئ برقم غريب يتصل به.... رد ف اتاه صوت رخيم:
بشمهندس علي ازيك انا دكتور عمر عزالدين والد سارة
•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية