رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل التاسع 9 - بقلم اشرقت
روايه___ولنا فى كل عناق حياه (✿)˙❥˙ البارت التاسع بقلمى أشرقت ✨
✍️...مر يومان، لم يھدأ تفكير باران لحظة، وبعد أن علم من أحمد بمكان منزل ديلان، توجه إلى ھناك بعدما تأكد من عدم وجودها.!
طرق الباب، ففتحت له الخالة قدر، وما إن وقعت عيناها عليه حتى شهقت باكية : ابني باران...! كيف حالك يا بني؟
باران : أنا بخير يا خالتي... وأنتِ، كيف حالك؟
قدر : وأنا بخير.
أدخلته إلى الصالون وقدمت له القهوة، ثم جلست مقابله. ظل الصمت مسيطرآ للحظات، قبل أن يكسره باران بنبرة جادة : لماذا رحلتم فجأة يا خالتي، دون كلمة؟
تنهدت قدر، وبعد تردد قالت بصوت متألم : مضى ما مضى يا بُني، دع الماضي وشأنه، ولا تُعد فتح جراحه.
لمعت عينا باران بدمعة عالقة، وأردف برجاء : أرجوكِ يا خالتي، أخبريني ما الذي حدث.! أريد أن تهدأ نيران قلبي التي لم تنطفئ منذ رحيلها.. فقط قولي لي إن ديلان لم تتركني باختيارها.
لم تستطع قدر أن تخفي أكثر، فتمتمت بصوت مرتجف : بعد رحيلك في ذلك اليوم، جاءنا رجل غريب.! لا نعرف من هو، لكنه هددنا.. هددها وقال كلمات بثت الرعب في قلبھا.
صمتت لبرهة وكأنها تستجمع أنفاسها، ثم تابعت : قلقت عليك يا بُني. خافت أن يمسك أذى بسببها، فاختارت أن ترحل لا هروب، بل حماية. ابتعدت لتحفظك، وأختارت كسر قلبها كي لا يمس قلبك بسوء.
صُدم باران بما سمعه، قبض يده بشدة وكأن الغضب يكاد يمزق صدره، ثم سأل بجمود : من هذا الشخص.! ولماذا فعل ذلك؟!
ردت قدر بهدوء حزين : لا أعلم، لم أره من قبل.
حدق بها باران بعيون تملؤها المرارة وقال : وأين كنتم طوال هذه السنوات؟ لقد بحثت عنكم في كل مكان دون جدوى.!
أجابت : في البداية عدنا إلى بلدتنا القديمة، لكن بعد وفاة والدتي جئنا إلى هنا..... ثم تابعت بابتسامة ممتنة : السيد أحمد ھو رفيق والد ديلان، لم يخذلنا ابدآ. كان سند حقيقي، وفر لنا هذا المنزل وساعد ديلان في العثور على عمل في الدار.
قال باران بصوت مخنوق، الكلمات تخرج من الجرح الذى تركته منذ رحيلھا : كانت كل لحظة تمر بدونها__ عذاب.. لماذا لم تخبرني، ظننتها تخلت..💔
&___________,,عاد باران إلى منزله، دخل مكتبه وهو في حالة غضب عارمة، بدأ يصرخ ويكسر ما حوله بعشوائية وبشكل فوضوى ووجع، لتدخل أزاده مسرعة، تتلفت حولها بخوف : ما بكَ يا بُني؟! ما سبب هذه الحالة؟!
جلس باران على الأريكة يلهث، الانفعال على ملامحه كان واضحآ.. صمت قليلآ وبداء يلملم كلماته من قلبه، ثم ردف بصوت مخنوق : وجدتها يا جدتي.!
أزادة رفعت رأسها باندهاش : من..؟!
بدأ يحكي لها كل ما حدث — من لحظة رؤيته لها في دار الأيتام، إلى العرض، إلى الصدمة حين عرف أنها لم تبتعد باختيارها، بل حُرمت منه قسرآ.
كان صوته يرتجف أحيانآ، ونبرته حادة حينآ، وهادئة حين يذكر اسمها.. قلبه يُفرغ سنوات الصمت الماضية التي مزقته.
أزادة كانت تُنصت بذهول وندم ثقيل يتسلل إلى ملامحها، تُدرك أن ما ظنته حماية له قد جرد حفيدها من ذاته لسنوات، وسر,قت منه قلبه.
صمتت مطأطئة الرأس، لا تنطق بكلمة.! رفع باران نظره إليها بدهشة وقال : جدتي، لماذا تصمتين هكذا؟!
اقترب منها، ثم سألها بنبرة حادة : هل كنتِ تعلمين شيء.!
انف-جرت أزاده باكية، مدت يدها إليه : سامحني يا بني...، نعم كنت السبب فيما حدث، لكنني أقسم لم أقصد الأذى.
باران بحسرة : ماذا فعلتِ؟!
أزادة : إحدى الجارات هناك حدثتني عن فتاة تربطك بها علاقة..! قالت إنها ليست من مستواك، وإنها قد تطمع بكَ.. تابعت بانكسار : الحقد أعماني، قلقت عليك، فطلبت من شخص أن يذهب ويجعلهم يرحلون من هناك قبل أن تعود إليهم مجددآ.
ارتسم الذهول على وجه باران، وقال بغضب مكتوم : من هذا الشخص.! قولي لي من هو؟!
أزادة : لا أستطيع يا بني؛ إن علمتَ من هو ستغضب أكثر.
ھتف باران وھو يشيح بوجهه بعيدآ : جدتي.! بدون نقاش، عليكِ أن تعودي إلى ماردين.
شهقت أزاده بألم قائلة : ومُراد؟!
باران : مراد سيبقى، لا أريد أن يتربى ابني على الحقد والكراهية.
خرجت أزادة بقلب مكسور، لم تجد كلمات تبرر ما فعلتُ، جمعت أغراضھا وقام السائق بإيصالھا.
___,,وفي اليوم التالي، اتفق العم أحمد مع الخالة قدر على أن يحاولا جمع باران وديلان معآ، لعل الحديث بينهما يذيب الجليد ويقرب المسافات من جديد..
طلب أحمد من باران أن يأتي إلى منزله مساءآ، وبالفعل جاء ومعه مراد.
إستقبلة أحمد, وبعد لحظات قال : يا بني، يجب أن تُكملا ما تُرك ناقصآ بينكما.!
تنهد باران وقال بأسى : هي لم تمنحني الفرصة حتى للكلام.! لم تترك أي مساحة بيننا.
أحمد : حاول مرة ثانية يا بني، لعلها هذه المرة تكون مختلفة.
اتصل العم أحمد بديلان، وأخبرها بما حدث، وبدورها كانت والدتها قد شجعتها على الذهاب، وأخبرتها أن باران يرغب في الحديث معها.
وعند قدومها، نهض أحمد مبتسمآ وأخذ مراد معه قائلآ : هيا يا صغيري، نذهب إلى جدتك قدر لتحضر لنا ألذ عشاء.
بقي باران وديلان بمفردھما،، قال باران بصوت منكسر : ديلان، أعلم أن هذه ليست المرة الأولى التي أطلب فيها هذا الطلب، لكني أتيت اليوم وكلي أمل أن لا ترفضي لي رجاء، أريد أن نُكمل ما بدأناه، وما تركناه بيننا. لا أعلم حال قلبك تجاهي الأن، لكن... إن لم يكن من أجلي، فليكن من أجل مراد. أنظري إليه، لم يبقَ له أحد سواي، وهو متعلق بكِ كثيرآ
صمتت ديلان للحظات، لم تنطق بحرف.!! ثم أردفت بعد ذالك : ھناك أشياء كثيرة تغيرت، لا أظن أن ھناك مجال للعودة.
اقترب منها باران وسأل بهدوء : إذآ لماذا لم ترتبطي حتى الأن..؟
لكنها بقيت على صمتها؛ لم تجيب.
تنهد بحسرة وقال : أعتذر، يبدو أنني تجرأت وطلبت شيئآ لم يعد من حقي الأن.. أعتذر مجددآ، والأن اسمحي لي أن أنسحب من حياتك للأبد.
وما إن ھمَ بالمغادرة.. وقبل أن يخطو خطوة خارج الغرفة، حتى هتفت ديلان بصوت خافت، لتُجيب على سؤاله أخيرآ : وكيف لقلبى أن يكون لغيرك يا أميري الوسيم؟! 🥹
التفت إليها باندهاش والدموع تلمع في عينيه... هرول نحوها وأخذ وجهها بين كفيه، اقترب حتى لامس جبينه جبينها، همس بأنفاس مرتجفة : إشتقتُ لكِ كثيرآ.
بكت ديلان وهي تنظر إليه بعينين غارقتين بالدموع والشوق : فرقتنا الظروف، لكن القدر كان له رأي أخر يا باران.
ضمها إلى صدره، ضمة طويلة___ وجد بها ملاذه الوحيد بعد سنوات التيه والغياب.
استكانت بين ذراعيه، لتجد في احتضانه لها شفاء من كل مر بھا من وجع، وفي حضنها له غفرانآ عن كل ما مضى.. همست له بنبرة عتاب ممزوجة بالألم : أنا مجروحة منك كثيرآ يا باران.. 💔 لكن رغم كل شيء.! لم يطاوعني قلبي على أن أقسو عليك....يتبع) البارت التاسع،
•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية