رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الثامن 8 - بقلم اشرقت

 رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الثامن 8 - بقلم اشرقت

البارت الثامن من روايه___ ولنا فى كل عناق حياه (⁠✿⁠)˙⁠❥⁠˙بقلمى أشرقت🌹
✍️...انتهى عرض مراد وديلان، لتتعالى التصفيقات من الحضور إعجابآ بأدائهما المميز.  
اقترب العم أحمد من باران وقال بابتسامة : بني، هيا لأعرفك على  ديلان.! هي أيضآ كانت تتمنى أن تراك، وتود الحديث معك حول أفكارها لتطوير الدار ومواهب الأطفال.
كان باران مترددآ... يخطو خطوة للأمام ويتراجع بالأخرى. 
وحينھا، جاءه مراد واندفع نحوه، فحمله باران بذراعيه.. قال الصغير بحماس : ما رأيك بعرضي يا أبي؟  
أجابه باران وهو يحتضنه : كنت رائعآ يا بابا، أبهرتني كثيرآ.
___وفي الجهة الأخرى، كانت ديلان في غرفة تبديل الملابس.  
جلست للحظة تحدق فالفراغ بذھول، تمتمت : باران.! ثم دفنت وجهها بين كفيها، تبكي بحرقة مكتومة... لقد رأته؛ رأته بعينيها عندما أشار إليها مراد وقال : هذا أبي، جاء ليرى عرضنا معآ.  
تمالكت نفسها خلال العرض، تماسكت لأجل مراد والحضور، لكن ما إن انتهى كل شيء انهارت! لا تصدق بعد كل ھذا الوقت تلتقي عيونھما من جديد.
قاطع بكاءها صوت طرقات على الباب.!  
مسحت دموعها على عجل وتقدمت لتفتحه، لتجد إحدى المعلمات تُبلغها :  ديلان، المدير بانتظارك في المكتب. ھو يود مقابلتك.!
&___ذهبت ديلان بخطوات هادئة، وقبل أن تفتح الباب، رسمت على شفتيها ابتسامة باهتة، مزيفة.  
دخلت المكتب، فابتسم العم أحمد وقال بلطف : تفضلي يا إبنتى، هذا هو السيد باران بنفسه.! بإمكانك الأن أن تطرحي عليه كل أفكارك.
نهض باران من مقعده بلھفة... تقدمت هي نحوه بخطوات مترددة، حاولت أن تبقى ثابتة أمامة.  
لكن نظراتهما وحدها كانت كفيلة بفضح كل ما تخبئه القلوب.. كانت عينا باران تهمسان لها بألف سؤال وسؤال : هل أنتِ بخير...؟ لماذا تركتني ورحلتِ هكذا.! اشتقت إليكِ أكثر مما تتخيلين ياقطعة روحي. 
فجأة، صوت خافت في أعماقه صرخ..! ماذا لو كانت متزوجة الأن؟
قطع شروده صوتها وهي تمد يدها نحوه قائلة : أهلاً بك يا سيد باران.  
أمسك يدها برقة وقال بصوت حاول أن يخفي فيه ارتجافه ولھفتة : أهلآ بكِ يا ديلان، كيف حالك.! وكيف حال الخالة قدر؟ أتمنى أن تكون بخير.
تدخل العم أحمد باستغراب : بني، هل تعرف ديلان من قبل؟!  
أجابه باران بنبرة هادئة : نعم...؛ لم تكن هذه أول مرة نلتقي فيها.
قالت ديلان بابتسامة : أنا بخير، ووالدتي بخير أيضآ، شكرآ لسؤالك.
نھض أحمد وقال : لطالما أن بينكما معرفة سابقة، سأترك لكما المجال لتتحدثا بشأن خطة تطوير الدار. سألقي نظرة بالخارج.
ثم غادر وترك خلفه صمتآ ثقيلآ، يشبه اللقاء الأول بعد غياب طويل..❤️‍🩹
انحنى باران نحو مراد وهمس له : أسدي، هل تذهب لتلعب مع رفاقك قليلآ؟  
هز الصغير رأسه بحماس وركض مبتعدآ.
تقدم باران بخطوة نحو ديلان، ثم ردف بصوت مخنوق : لماذا يا ديلان؟... لماذا فعلتِ بي هذا.!  هل عندكِ تفسير لكل ما حدث؟ هل لديكِ مبررآ لتركك لي في منتصف الطريق..؟  
اقترب أكثر وأمسك بيديها، عيناه تغرقان في ملامحها ليكمل قائلآ : هل هناك إجابة واحدة فقط على سؤالي..! لماذا تركتِنا ناقصين؟ لماذا رحلتِ دون كلمة ودون وداع..؟
ارتجفت ديلان وسحبت يديها من بين قبضتيه برفق، مسحت دموعها بصمت، ثم نظرت إليه بثبات مؤلم وقالت : لا أملك إجابة ترضيك، ولا حتى كلمات تشرح ما حدث..! ما بيننا الأن ليس له مكان للنقاش، ولا وقت للعودة.  
ثم همست وهي تلتفت مبتعدة : عذرآ، لقد تأخرت! حان وقت ذھابي.
خرجت ديلان، تاركة خلفها سحابة من الأسئلة المعلقة والذكريات المختلطة بين الحنين والخذلان.
ضر'ب باران الحائط بقبضته غاضبآ، عاجزآ ومنكسرآ تمامآ كما شعر يوم رحيلها الأول.
وفي اللحظة نفسها، دخل أحمد و أغلق الباب خلفه بهدوء.. حدق في باران قليلآ ثم أردف : إبني، أعلم أن الأمر لا يعنينى، لكن واضح أن ما بينك وبين ديلان أكبر بكثير من مجرد معرفة قديمة.
أجاب باران بهدوء زائف يخفي خلفه ألف عاصفة : إستغفر الله يا عم أحمد.. أنت بمنزلة والدي، وتعلم مقدار احترامى لك.
اقترب أحمد منه أكثر وقال : إن كنت حقآ تعتبرني كذلك، فافتح قلبك لي. أفرغ ما يؤلمك، عسى أن تجد بعض الراحة.
صمت باران لحظة ثم قال بصوت منخفض : فقط أخبرني؛ هل ديلان مرتبطة.! هل تزوجت..؟
هز أحمد رأسه نافيآ : لا يا بُني، ديلان ليست مرتبطة، رفضت كل من تقدم لها دون أن تعطي سبب واضح لأي منهم.
ارتسمت ابتسامة باهتة على وجه باران، ثم جلس وبدأ يحكي : من أول لحظة رأيتها فيها وقعت في حبها... كانت مختلفة، تُشبه الحلم. عشنا تفاصيل صغيرة، لكنها علمت قلبي كل معنى للحياة..  صمت قليلآ، ثم تنھد ليكمل قائلآ : لكنها تركتني بدون وداع... بدون حتى أن تمنحني حق الفهم.
تفاجأ أحمد بما سمعه من باران، ظل صامتآ للحظات قبل أن يقول : لا يجب أن نحكم على أحد قبل أن نعرف ما الذي مر به..! ربما كانت الظروف أقوى منها يا بُني.
أجاب باران بانفعال مكبوت : أي ظروف.! ما الذي يمكن أن يحدث في ساعات قليلة لأعود ولا أجدها؟!  أنا على وشك الجنون.
ربت أحمد على كتفه محاولآ تهدئته : أهدأ يا بُني، دع الأمر لي... ربما أستطيع أن أفهم منها شيئآ.
&___في منزل ديلان،، كانت تحتضن والدتها وتبكي بحرقة، تنهار كأن كل ما خبأته في قلبها سنوات قد فاض الآن دفعة واحدة.
قالت بصوت مخنوق : رأيته يا أمي؛ رأيته بعد كل ھذه السنين، باران كارابي... هو نفسه السيد باران صاحب الدار..! ومراد... مراد هو ابنه!  لقد تزوج وأنجب ومضى في حياته..💔
وقبل أن تجيبها قدر، قُطع صوت بكائها بدقات على الباب.!  كان العم أحمد، وقد أذنت له قدر بالدخول.
جلس أحمد مع ديلان، نظر إليها طويلآ،  نظراته كانت تُفتش عن الحقيقة خلف وجعها، سأَلها بھدوء : ديلان، لم أكن أنوي التدخل، لكن عندما وجدت رجل مكسور أمامي، يحمل في قلبه وجعآ لا يُروى، فأردت أن أفھم.! أخبريني ما الذي حدث يابنتى؟ كيف استطعتِ أن ترحلي عن كل ذلك الحب بتلك السهولة..؟
__حكت له ديلان كل ما بداخلها، بعد أن أخذت منه وعدآ ألا يخبر باران بشيء، وأخبرته أن ما فعلته لم يكن خيارآ بقدر ما كان إجبارآ. 
تنهدت بحزن وهمست : سعدتُ أنه أكمل حياته وتزوج، والأن معه مراد. إنه يبدو سعيدآ.!  (ياشيخة) 😒
نظر إليها العم أحمد ثم ردف بهدوء صادم : لكنه لم يكن كما ظننتِ؛ السيد باران أرمل.
رفعت رأسها بدهشة، وكأن قلبها توقف لحظة : ماذا؟!
أومأ أحمد بتنهيدة : نعم..، زوجته رحلت بعد ولادة مراد مباشرة، لم تستمر حياتهما معآ سوى شهرين فقط. زواجه كان واجبآ وفرضَ عليه، وبعد رحيل زوجتة مر بأيام صعبة، تحمل مسؤولية ابنه وحده منذ لحظة ولادته.
انقبض قلب ديلان، وضعت يدها على صدرها لتحتوي تلك الغصة التي خنقتها...، لم تتوقع أبدآ أن يكون حبيبها قد عانى بهذا الشكل.!
يا الله..¤ همست بها وقد امتلأت عيناها بالدموع، شعرت بثقل الذنب ينهار فوق صدرها، وكأن كل ما هربت منه عاد ليحاصرها من جديد......يتبع ) البارت الثامن

•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية

تعليقات