رواية من نافذة قلبي الفصل الثامن 8 - بقلم مروة نصار

 رواية من نافذة قلبي الفصل الثامن 8 - بقلم مروة نصار

الفصل الثامن

من نافذة قلبي
جلس سيف مع ميس في جلسة عمل طويلة ، استعرضت فيها ميس كل الأفكار والمقترحات التي تتناسب مع طبيعة الشركة ، كان سيف يستمع اليها وهو شارد الذهن في نصف ما قيل ، كان يتأملها وهي تتكلم ، تتحرك ، تصمت ، شعر سيف أنه متيم بها ، يعشق تفاصيلها البسيطة ، يشعر بالتيه عندما تحرك يدها بعفوية لتعيد خصلات شعرها المتمردة خلف أذنيها ، أو عندما ترفع يدها لتخفي أبتسامتها حتي لا يراها وتشعر بالحرج ، لقد أيقين أنه أصبح عاشقاً في محراب عينيها، لا يريد سوي أن يكون بجوارها ، يتنفس عبيرها .
افاق سيف من شروده وقال : ايه رأيك نأخد بريك ونشرب حاجة ، تحبي تشربي ايه .
فأجابت ميس : لو ممكن نسكافيه .
وعلي الفور قام بالأتصال بمدير مكتبه ليبلغه بما يريد ، ثم أغلق الهاتف ونهض من مكانه ليحضر المخبوزات التي أحضرها معه في الصباح ، ووضعها علي المنضدة أمامها وجلس ثم قال : ياريت بقي لو تفتحي نفسي وتفطري معايا .
ابتسمت ميس بهدوء وقالت : سبقتك وفطرت من الصبح .
فأضاف سيف قائلاً : خلاص يبقي دي السناكس اللي ما بين الفطار والغذاء ، أتفضلي .
وقام بأعطائها قطعة من الكيك المغطي بالشيكولاتة ، فأبتسمت وقالت : في حد يفطر كيك بالشيكولاتة .
فضحك سيف وقال : مش عارف وأنا بشتري ، حسّيت أنك بتحبي النوع ده بالذات فجبته . نظرت له ميس بدهشة وقالت : وأنت عرفت منين . فأبتسم وقال : بقولك حسّيت ، والظاهر أحساسي طلع صح .
جلسا الأثنان يتناولان الكيك ويحتسيا القهوة وهما يتحدثان في الكثير من الموضوعات العامة ، بدون التطرق لشئ شخصي ، حتي أنتهوا من فترة الراحة وعاودا العمل ثانية . بعد انتهاء الأجتماع ، أثني سيف علي افكارها ومقترحاتها وأبلغها أنه سيستعين بهم ، وعليهم البدء في التنفيذ بأقصى سرعة . ثم في نهاية اللقاء قال : حتعزميني علي ايه النهارده ، ناوية تدوقيني ايه من إيدك .
شعرت ميس بالخجل وقالت : خليها مفاجأة . فابتسم لها وقال : يا خوفي ترسي علي عيش وجبنة وبطيخ ، ولو أني بموت في الأكلة دي مش بشبع منها .
فأبتسمت ميس وقالت : لا متقلقش مش عيش وجبنة .

وعودة مرة أخري لصلاح وبعد ساعة من المكالمة الهاتفية ، سمع طرقات علي باب المنزل ، وكانت هي ، غرام ، فتاة الملهي الليلي ، التي ترافقه في العديد من الليالي ، جاءت كما طلب منها، وبالرغم من انها من فتيات الهوي ، وعلاقتها بصلاح تقوم علي المنفعة المتبادلة ، اي تبيع له جسدها في مقابل المال ، الا انها في داخلها تعلم أنها تحبه ، ولكنها لا تريد الأعتراف بهذا ، تتمني أن تصبح ملكه هو فقط ، وليست ملك كل من يملك المال ، تحلم بأن يأتي اليوم الذي يطلب منها أن تترك عملها وتأتي للعيش معه ، ولكنها لا تستطيع أن تقول له ذلك ، لا تستطيع أن تعترف أمامه بمشاعرها ، فَلَو فعلت ، سيبحث عن أخري ويتركها ، فهي تعلم ماهية صلاح جيداً ، تعلم أنه لا يريد أي عراقيل في حياته ، وهي لن تستطيع أن تكون عائق بالنسبة له . دخلت غرام إلي المنزل وبمجرد أن رأت صلاح ، هرعت إلي ذراعيه وأرتمت علي صدره وهي تقول بأشتياق : كده يا صلوحة ، أهون عليك شهر بحاله متكلمنيش ، ايه غرام حبيبتك ما وحشتكش .
ابعدها صلاح من علي صدره قائلا : لا طبعا وحشتيني ، بس معلش الدنيا تلاهى بقى ومشاغل يا غرامى مانحا اياها ابتسامه صفراء ،قائلا: بس تعالي هنا قوليلي ، ايه العباية اللي أنتِ لابساها دي ، أنتِ رايحة الحج .
فاصطنعت الحزن وقالت : مش عاجباك .
فأجابها : أنتِ تعجبي الباشا يا حبيبتي ، بس فين لَبْس الدلع والهشتكه بتاعك ، يعني لابسة عباية مقفلة من كل حتة .
فضحكت غرام ضحكة عالية وقالت : عشان يا حبيبي محدش يشك فيا وأنا جاية عندك ، وبعدين لو صبرت عليا ، حتلاقي كل اللي انت عايزه تحت العباية ، ثم غمزت له بعينها وقالت : تعالي معايا جوه وانت تشوف ، وسبقته إلي غرفة النوم ، كان صلاح في الأنفاس الأخيرة من سيجارته المشتعلة ، فقام بإلقائها علي الأرض ، وسحقها بحذائه وقال : انا جاي أهو لما أشوف .
لحقها إلي الغرفة وأغلق الباب خلفه ، كأنه لا يريد أن يراهم احد أو يدخل معهم أحد ، ولو يعلم ، كان فطن أن الشيطان قد سبقهم إلي الداخل ، وأنه الأن يستمتع بما يراه من فسق ومعصية ، دون أن يبذل حتى أدني مجهود في هذا ، فعندما يصبح الانسان ألعن من الشيطان ، يقف وقتها الشيطان فقط للمشاهدة وهو يعلم أنه قد وصل لغايته دون أن يسعي لذلك .

بعد أن أنتهي الأجتماع غادرت ميس متجهة إلي المنزل لتبدأ في تجهيز الطعام ، والاستعداد من أجل الضيف ، وأثناء قيادتها السيارة قامت بمهاتفة صديقتها دينا لتخبرها بما حدث ، وتعلمها بعدم عودتها للمكتب .
ظلت ميس عدة ساعات تقوم بطهى العديد من أصناف الطعام والحلويات ، حتي انتهت اخيرا ، وقامت بأخذ حمام دافئ لتستعيد نشاطها بعد المجهود الذي بذلته ، ثم ارتدت ثيابها وقامت بمساعدة مريم في ارتداء ملابسها ، وعندما اقترب الموعد بدأت تقوم بأعداد المائدة ووضع الطعام عليها .
لم يمكث سيف في العمل طويلاً ، فقد غادر العمل مبكراً علي غير المعتاد ، وذهب إلي البيت علي الفور ليبدأ في الأستعداد ، كانت والدته جالسه مع والده علي الأريكة لمشاهده التلفاز ، عندما دلف سيف إلي البيت ، شعرت والدته بالدهشة الشديدة ، فلم يحدث منذ سنوات أن عاد للبيت في مثل هذا الوقت ، فبادرت بالحديث قائلة : خير يا أبني ، في حاجة .
ابتسم سيف وقال : خير يا ماما ، متقلقيش انا بس عندي عشاء عمل بالليل ، وقلت أجئ أخد شاور وأحلق ذقني وأجهز .
فقالت وهي تنهض لتذهب إلي المطبخ : طيب هاحضرلك ، الغذا بسرعة علي ما تأخد الشاور بتاعك .
فتقدم سيف نحو والدته وقال لها وهو يقبل يدها : ولا أي حاجة يا حبيبتي ، انا مش هاقدر أكل عشان مستعجل ، لكن لو ممكن تعمليلي فنجان قهوة . ربتت والدته علي رأسه قائله : من عينيا الاتنين ، دقايق ويبقي عندك . وبالفعل لم تمر سوي بضع دقائق وكانت والدته في الغرفة تحمل القهوة .، ثم جلست تنتظره حتي ينتهي من حمامه .
خرج سيف من الحمام ومازالت قطرات الماء تتساقط من شعره ، وتنساب علي جسده ، وقد وضع منشفة كبيرة حول خصره .
نظرت له والدته بقلق وقالت : يا ابني يا حبيبي ، الله يرضي عليك ، كام مرة قلت تنشف نفسك كويس قبل ما تخرج عشان متبردش ، وكمان سايب التكييف شغال في الأوضة ، أنت مفيش فايدة فيك .
ضحك سيف وقال : وانا كام مرة أقولك ، أني مبقتش صغير .
فأبتسمت والدته وتوجهت نحو خزانة الملابس وقامت بأخراج منشفة جديدة ، ثم ذهبت اليه ووضعتها علي رأسه وهي تحاول تجفيفه جيداً : وقالت والله لو عندك ستين سنة ، حتفضل بالنسبة ليا طفل صغير ، وعمري ما هابطل قلقي وخوفي عليك .
فضحك سيف وقال وهو يحاول ان يفلت من تحت يدها : طب بذمتك أنتِ كده بتنشفي شعري ، والا حتطلعيه في إيدك ، ربنا يحفظك ليا يا أمي ومتحرمش منك .
ابتسمت له وهي تغادر الغرفة وقالت : ولا منك يا قلبي ، لما تلبس نادي عليا عشان عايزاك .
أنهي سيف قهوته ، وأرتدي ملابسه ، عبارة عن بنطلون بيج وقميص ازرق فاتح وجاكيت باللون الأزرق الغامق ، ثم وضع عطره ، وأرتدي الحذاء وهم بالأنصراف . خرج سيف إلي والديه وقال : طيب انا خارج يا جماعة ، محتاجين حاجة . فابتسم له أباه وقال : الله ... الله .. الله ايه الحلاوة والشياكة دي . فأجابه سيف ضاحكا : طول عمري يا والدي .
فقال والده : طبعا يا حبيبي ، ثم اكمل : انت مستعجل يا سيف ، متقدرش تقعد نتكلم دقايق بس .
نظر سيف لساعته ثم جلس وقال : تحت أمرك يا بابا .
نظر جلال إلي أبتسام نظرة فهمت منها أنه يريد أن يتحدث معه على انفراد ، فنهضت أبتسام وهي تقول : هأشوف الاكل اللي علي النار .
فهم سيف تلك الأشارات بين أبويه فقال لوالده : ايه يا حاج هو الموضوع كبير اوي كده .
فابتسم والده وقال : ولا كبير ولا حاجة ، ثم استطرد قائلاً : انت يا واد حتفضل طول عمرك خايب كده ، تروح تقول لأمك علي موضوع العروسة وكل حاجة تخصها ، طيب كنت تيجي تقولي أنا الأول ، عرفني ، وسيبهالي أبلغها أنا بطريقتي .
أطرق سيف برأسه في الأرض وهو صامت ، ثم قال : افتكرتها هاتثق في اختياري ، وتفرح أني خلاص لقيت الأنسانة اللي تشاركني حياتي ، متوقعتش ابدا ان ده يكون رد فعلها . فقال له والده بحنو شديد : يا حبيبي ، أمك تتمني تفرح بيك النهارده قبل بكره ، بس هي أم بتخاف وبتقلق ، اوعي تفتكر رد فعلها ده قسوة منها ، هو بس خوف عليك ، وأنت لازم تقدر ده .
نظر له سيف وقال بحزن : مقدر والله يا بابا ، عشان كده مرضتش أناقشها ، وقلت استني شوية عليها . فضحك والده وقال : لا خلاص يا سيدي مش محتاج تستني ، شوف تحب نتعرف علي عروستك أمتي واحنا جاهزين .
قفز سيف من مكانه واقفاً والسعادة تغمره وقال : بجد يا بابا ، يعني أنت وماما موافقين . فأجابه والده : مبدئياً اه ، بس بردوه عايزين نشوفها ونطمن ان اختيارك صح .
جلس سيف بجوار والده وأمسك بيده يقبلها وقال : صدقني يا بابا هاتحبوها اوي ، بس ادعيلي انها توافق اصلا علي الموضوع .
اندهش والده وقال : هي متعرفش انك عايز تتجوزها . فهز سيف رأسه نفياً وقال : لسه ، ادعيلي . ثم نظر في ساعته وقال وهو يتجه للخارج : انا أتأخرت اوي ، سلم علي ماما ، ونكمل كلامنا لما ارجع ، سلام يا بابا .

عودة مرة أخري إلي مدينة الشيخ زايد ، في منزل صلاح ، وبالتحديد في غرفة النوم حيث كان صلاح وغرام مستلقيان علي الفراش ، وغرام بين ذراعيه ورأسها علي صدره ، قال لها صلاح بدهاء شديد : غرامي أنا لو تعرفي ببقي مبسوط معاكي ازاي ، مفيش ست من اللي عرفتهم ولا حتي اللي اتنيلت واتجوزتها بتعرف تبسطني زيك .
رفعت غرام رأسها لتواجه عيناها عيناه وهي مازالت علي صدره وقالت : بجد يا حبيبي ، يعني مفيش حد غيري في حياتك .
فأجابها : بجد يا روح حبيبك ، اصلا انا استكفيت بيكي عن الستات كلها .
كان صلاح يعلم علم اليقين أن غرام مغرمة به ، فهو خبير بقلوب النساء ، يعرف كيف يسلبهم قلوبهم ثم عندما يمتلكهم يسحقهم ، ولذلك بدأ يلعب علي هذا الوتر مع غرام حتي تنفذ له كل مخططاته بدون أي أعتراض .
ثم أكمل حديثه قائلاً : ده انا حتي بفكر ، اخليكي معايا علي طول ، بدل ما انتي في مكان وانا في مكان .
تهللت اسارير وجه غرام عندما سمعت هذا الكلام فهذا ما تتمناه وتحلم به ، حتي أنها تجرأت في أمنياتها أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه امرأة شريفة ، وزوجة لصلاح .
نظرت له وعيونها تلمع من الفرحة وقالت : بجد يا صلحوتي ، انت عايزني معاك علي طول .
فأجابها وهي يرسم علي وجهه الحزن : أتمني يا غرام ، بس في مشكلة لو عرفت أحلها ، حأفضي ونعيش انا وانتي حياتنا بقي .
عدلت غرام من وضعيتها وجلست بجواره وتساءلت : مشكلة ايه يا حبيبي ، خير قولي في حاجة أقدر أساعدك بيها .
لمعت عين صلاح وشعر أنه وصل لمبتغاه ، فقال لها : هاقولك يا عيون صلاح ، وأنا متأكد أن مفيش حد غيرك حيقدر يساعدني ...

ومع دقات الساعة التاسعة سمعت ميس صوت طرقات علي الباب ، وصل سيف وهو يحمل العديد من الهدايا واستقبله الجميع بالترحاب الشديد . السيدة فاطمة : اهلًا يا بني ، احنا النهارده عندنا عيد ، عشان شرفتنا ، والله سعيدة اوي أني شوفتك .
سيف : اهلًا بيكي يا طنط ، انا اللي سعيد ومحظوظ أني هأكون معاكم النهارده ، اتفضلي حضرتك اتمني ان الورد ده يعجبك ، انا اخترته مخصوص عشان حضرتك .
فاطمة : يا حبيبي يا بني ، حلو اوي ، ده عشاني أنا ، تصدق مش فاكرة اخر مرة حد جابلي فيها ورد كانت أمتي ، بس متهيألي كان أبو ميس الله يرحمه . قفزت مريم واحتضنت ساقه وقالت : اهلًا يا عمو ، وحثتني أوي .
أنحني سيف علي مريم يقبلها في وجنتها وقال : انتي اللي وحشتيني اوي اوي ، اتفضلي يا حبيبتي أحلي عروسة لأحلي بنوتة في الدنيا .
فرحت مريم كثيراً بدميتها التي كانت تقريباً في نفس حجمها .
رأت ميس الفرحة في عيون ابنتها وشعرت بالقلق ، هي تعلم أنها تشعر بالحنين وبالأحتياج لوجود أب في حياتها ولكنها لا تريد أن تجعلها تتشبث بوهم ، فهي تعلم ان حياتهم لن تكون ابدا طبيعية كأي أسرة أخري .
نظرت ميس إلي سيف وقالت : شكرا بجد علي ذوقك ، بس ليه تعبت نفسك كده . ابتسم سيف وقال : تعبت في ايه ، مفيش أي تعب ، اتفضلي أتمني أنك تكوني بتحبي نوع الشوكولاتة دي ، انا بصراحة بحبها جداً وحسيت أن ممكن يكون ذوقك زيي .
ابتسمت ميس وهي تتناول الحقيبة منه وفتحتها وقالت : النهارده واضح ان أحساسك مساعدك كتير اوي ، فعلا انا بحب النوع ده اوي ، شكرا ذوقك جميل في كل اختياراتك .
ثم اشارت له بأتجاه غرفة الضيوف ، وقالت : اتفضل مع ماما ومريم وانا دقايق احضر السفرة وجايه ، وبالفعل مر حوالي عشر دقائق تحدث فيها سيف مع والدة ميس في احاديث عامة ، وايضاً مع مريم ، حتي جاءت ميس تستدعيهم إلي غرفة الطعام .
التفوا جميعا حول المائدة ، وشعر سيف بالأنبهار من شكل الطعام الموضوع علي المائدة ، لم يكن يتوقع أنها تستطيع عمل كل هذه الأصناف مع أيضا تمتعها بالذوق الجميل في تزيين المائدة وتقديم الطعام بشكل جميل .
جلست السيدة فاطمة وقالت : بص بقي يا بني ، انا مبحبش اقعد اعزم في الأكل ، اعتبر نفسك في بيتك .
فابتسم سيف وقال : لا يا طنط متقلقيش ، شكل الأكل مش حيديكي فرصة تعزمي ، ربنا يستر بس وحاسة الشبع عندي تشتغل مع الأكل الحلو ده . فقالت ميس ووالدتها في نفس واحد : بالهنا والشفا .
استمتع سيف كثيراً بصحبتهم ، شعر بأحساس جميل في وسط هذه العائلة ، كأنهم عائلته ، فالبيت يشبه بيتهم ، والأم كأنها نسخة طبق الأصل من والدته ، وميس يشعر معها كأنها جزء منه ، قريبة لقلبه وروحه ، كأنها خلقت له ، أما الصغيرة مريم فكان يشعر بأنها أبنته ، مسئولة منه ، يريد حمايتها دائما .
كان الطعام شهي لدرجة جعلت سيف يثني علي ميس في كل صنف يتذوقه ، ثم بعد ان فرغوا من الطعام عادوا مرة اخري لغرفة الضيوف ، وذهبت ميس لتعد لهم الشاي .
جلس سيف مع السيدة فاطمة وهو يشعر براحة وسعادة حقيقية ، كان يتمني أن يظل هكذا ولا يغادر ابداً ، ثم اتخذ القرار وبدأ في الكلام مع والدة ميس : طنط ، كنت عايز أطلب من حضرتك طلب .
نظرت له السيدة فاطمة وقالت : طبعا يابني ، اتفضل ، انت تؤمرني .
فابتسم لها سيف وهو بداخله يشعر بقلق وخوف شديد وقال : أنا بطلب من حضرتك أنك توافقي أني أتجوز ميس .
ذهلت السيدة فاطمة من طلبه الغير متوقع ، فلم يكن في مخيلتها أن رجل لم يسبق له الزواج سيقبل ان يتزوج مطلقة ومعها طفلة ، ولكن في وسط ذهولها ، شعرت بالسعادة ، فهي كانت دائما تتمني أن تطمئن علي ابنتها قبل أن تذهب لملاقاة خالقها ، وهي تشعر ان سيف مختلف ، أنسان بمعني الكلمة ، تلعثمت الكلمات علي لسانها ولَم تدري كيف تجيب : أأنا .... انت .... انت يا بني متأكد من طلبك .
فقال سيف بتصميم شديد : عمري ما كنت متأكد من حاجة قبل كده زي ما أنا متأكد دلوقتي .
فأجابته : ايوه يا بني بس يعني .... اهلك ... وبعدين ميس ..
قاطعها سيف قائلاً : أهلي موافقين ، وانا بحب ميس ومتأكد أني اقدر أسعدها وأحميها ، بس حضرتك وهي توافقوا .
فابتسمت والدتها وقالت : والله يا بني ده يوم المني أني اطمن عليها ، انا عن نفسي موافقة .

..... بس أنا مش موافقة ..... نظر سيف والسيدة فاطمة باتجاه الباب ، ووجدوا ميس تقف ويبدو انها سمعت كل شئ ، ثم اكملت : انا مش موافقة ، ومش حأوافق ابدا ، وياريت متحاولش تتكلم في الموضوع ده تاني .

ماذا سيكون رد فعل سيف ؟ هل سيرحل من حياتها للأبد ؟ أم سيرغمها علي ما يريد ؟

انتظروني في القادم عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية من نافذة قلبي" اضغط على اسم الرواية

تعليقات