رواية اقدار لا ترحم الفصل السابع 7 - بقلم سيليا البحيري

 رواية اقدار لا ترحم الفصل السابع 7 - بقلم سيليا البحيري


فصل 7
قدّام شقة سيلين الفخمة –  بالليل – الجو لطيف
عربية سودا شيك بتقف قدّام العمارة... سيف بينزل بهدوء ويفتح الباب وبتنزل تاليا الصغيرة أول واحدة، مبتسمة وفرحانة، ماسكة إيد سيلين.
سيلين بتنزل وراها، بتبص حواليها شوية، وبعدين تبص لسيف وتقول بنبرة فيها اعتراض بسيط:
سيلين (بابتسامة خفيفة):
– قلتلك عندي عربية وسواق... مكنش في داعي تتعب نفسك.
سيف (بثقة وهو بيقفل الباب):
– اللي يوصلك ويشوف ضحكة بنتك… ما بيتعبش، بيرتاح.
(بيبص لتاليا بابتسامة)
– صح يا أميرة؟
تاليا (بخجل وهي ماسكة سيلين):
– أيوه! ماما، خليه ييجي دايمًا معانا… بحبه!
(وبتهمس لسيلين)
– هو شبه الفرسان اللي في القصص، مش كده؟
سيلين (بتضحك بخفة):
– شكلك هتبدئي تكتبي روايتك قريب يا شطورة.
سيف (بغمزة):
– بس ماتنسيش تكتبي عني لما تبقي كاتبة مشهورة!
تاليا:
– وعد!
البواب بيفتحلهم الباب، ويدخلوا التلاتة سوا... يطلعوا بالأسانسير للدور اللي فوق، ولما يوصلوا، أمينة بتفتح الباب في نفس اللحظة.
أمينة (مبتسمة):
– حمد الله على السلامة! اتأخرتوا شوية.
سيلين (بتبوسها بخفة):
– العشا كان حلو… وتاليا اتبسطت أوي.
تاليا (بتجري تحضن أمينة):
– أكلنا مكرونة وسيف كان معاناااا!
أمينة (بتضحك وهي بتبص لسيف):
– واضح إنك خطفت قلبها بسرعة.
سيف (بذوق):
– الشرف ليا إني اتعرفت على أميرة زيها…
(وبيكلم أمينة بابتسامة خفيفة)
– وإن شاء الله تكوني بخير يا مدام أمينة.
أمينة (بإحترام):
– الحمد لله… سيلين حكتلي عنك.
– وعن وقفتك معاها… حتى لو كانت صفقة، بس انت كنت راجل بجد.
سيف (بيبص لسيلين بنظرة فيها جدية خفيفة):
– في صفقات ملهاش مكسب مادي، بس فيها قيمة حقيقية.
أمينة (بتبتسم بذكاء وهي بتراقبهم):
– ساعات بنكتشف إن الصفقة كانت قَدَر مش اختيار.
سيلين (بتقاطع الكلام بسرعة وهي بتحاول تخبي ارتباكها):
– طيب… تاليا لازم تنام، عندنا بكرا يوم طويل.
تاليا:
– لاااااا… بس لحظة!
(بتبص لسيف)
– ممكن تيجي بكرا؟!
سيف (بيركع لمستواها وبيبتسم):
– لو ماما وافقت… أجي ومعايا مفاجأة كمان.
تاليا (بتصرخ بفرحة):
– يييييي! ماماااااااااااا وافقي!
سيلين (بتضحك وهي بتفتح الباب):
– نشوف بكرا يا أميرة.
سيف (بهُدوء وهو بيهمّ يمشي):
– تصبحوا على خير…
(بيبص لسيلين بنظرة خفيفة وصادقة)
– و... شكرًا على الوقت الحلو.
سيلين (بصوت واطي وهي باصة في الأرض):
– وأنا كمان… شكرًا.
سيف يخرج، وسيلين تقفل الباب… وأمينة بتراقبها بنظرة حنونة عميقة.
أمينة (بهمس وهي بتبص لسيلين):
– نظرة عينه يا بنتي… دي ما كانتش صفقة.
– دي كانت بداية قَدَر حقيقي
*********************
في  شقة ليل ،  حي شعبي بسيط الصبح
الشمس طالعة بهدوء فوق نوافذ الحتّة… وسيلين، لابسة شيك بلون غامق، واقفة قدّام باب شقة قديم في عمارة شكلها تعبان ومتهالك.
بتخبط على الباب بهدوء… تفتحلها ليل، كانت مستنياها، بنظرة جدّية.
ليل (بصوت واطي):
– اتفضلي… كنت واثقة إنك هتيجي.
سيلين (بصّة حواليها وهي داخلة):
– وعدتك إني هبدأ… وجِه الوقت.
🔸 سيلين تدخل وتتفاجئ من البساطة القاتلة في المكان…
عفش قديم، ألوان باهتة، وريحت دوا مالية الجو.
عنّيها تروح ناحيّة الركن…
ست كبيرة مشلولة، ملامحها باهتة، قاعدة على كرسي متحرّك، عنيها بتبص على الضيفة الجديدة بسكوت.
ليل (بتشاور عليها):
– دي ماما… مها.
– ما بتتكلمش، ولا بتتحرك… بس بتسمع وبتحس.
(بصّة عليها بحنان)
– هي السبب الوحيد اللي مخليني مكملة.
سيلين (تقرب ببطء، تقعد على ركبتها قدّام مها، وتهمس بنبرة منكسرة):
– أنا آسفة… آسفة إن واحد زي حسام وصل حياتكم لكده.
(تبص لليل)
– هو اللي عمل فيها كده؟
ليل (بتهز راسها):
– قتل بابا قدّامي… سرق الشركة، وولّع في كل حاجة.
– وسابنا في الشارع.
– ماما لما عرفت… حاولت توقفه… عمل فيها حادث "مدبّر".
– ومن يومها وهي بالشكل ده.
سيلين (تتجمد شوية، بعدين تقوم ببطء… والغضب باين في عنيها):
– يقتل أبوك، يحاول يقتل أمك، يسرق حياتك… ويعيد نفس القصة معايا!
(بصوت واطي قاتل)
– حسام مش مجرم… ده طاعون، لازم يتحبس وهو صاحي.
ليل (بقلق):
– ما توقعتش تتأثري كده…
سيلين (بتقرب من الشباك، تبص برا):
– أنا كنت بكرهه عشان دمر حياتي…
– بس دلوقتي… بكرهه أكتر عشان بوّظ حياة ناس بريئة.
(تبص لمها، وبعدين لليل)
– وعد مني يا ليل… لو أقدر أرجعلك كل حاجة اتسلبت منك… هرجعها.
– ولو أقدر أخليه يندم على كل نفس أخده… هعملها، وزيادة.
ليل (بصوت متهز):
– وأنا هكون جنبك… خطوة بخطوة.
سيلين (تغمض عنيها):
– ومن هنا… بتبدأ الحكاية
*********************
بعد شوية من المشهد اللي فات
يتخبط الباب خبط خفيف.
سيلين (بابتسامة لليل):
– دا سيف… اتفقت معاه ييجي.
ليل (بتوتر):
– سيف؟ اللي ساعدك تخرجي من السجن؟
سيلين (بتهز راسها):
– أيوه… هو مش عارف تفاصيلك، بس جه الوقت يعرف.
🔸 سيلين تروح تفتح الباب…
سيف البحيري يدخل، شيك كالعادة، لكن أول ما يخطي جوه الشقة، عنيه بتتغير شوي.
بص للمكان… الفقر، الحيطان التعبانة، ريحة الرطوبة… كله بيأثر فيه بصدق.
سيف (بصوت واطي):
– المكان ده… مش مكان تعيش فيه روح طيبة.
سيلين (بهدوء):
– سيف… دي ليل.
– البنت اللي لما سمعت قصتها، حسّيت إني أنا اللي اتظلمت أقل منها.
ليل (بصّة حذرة):
– أهلاً… وشكراً إنك ساعدت سيلين تخرج.
– إحنا يمكن غُرب، بس… الظلم بيجمع ناس كتير.
سيف (يتقدم ويسلم عليها):
– الشرف ليا… سيلين قالتلي إنك قوية.
(يبص على مها المشلولة)
– ودي والدتك؟
ليل (بصوت مخنوق):
– أيوه… ما بتتكلمش، بس بتفهم كل حاجة.
سيف (يقرب من مها، يركع شوية، يبصلها بعطف):
– أنا آسف جدًا… آسف إن فيه ناس زي حسام في الدنيا.
سيلين (تقاطع الكلام):
– سيف… أنا عارفة إننا كنا متفقين على شغل وصفقات…
– بس في صفقة جديدة عاوزاها.
سيف (يبصلها، رافع حاجبه):
– سامعاكي.
سيلين (بجدية):
– عايزين ننقل ليل وأمها شقة كويسة… ونعالج أمها.
– على حسابي… أو تخصمهم من أرباحنا.
ليل (مصدومة):
– لأ! مستحيل! أنا مش صدقة لحد!
– أنا… أنا هرجّع حقي من حسام وهسدّد كل قرش!
سيف (يبتسم، يحط إيده على كتفها):
– محدش بيشتري كرامتك يا ليل…
– إحنا بس بنقدّم فرصة لحياة آدمية… والباقي عليكي لما تبقي قادرة.
– اعتبريه دين… بس من النوع النبيل.
ليل (عنّيها تدمع، وأول مرة تبين ضعفها):
– أنا… مش متعودة حد يقف في ضهري.
– حتى الناس الطيبين… كانوا بيهربوا مننا.
سيلين (تقرب منها وتحضنها):
– مش لوحدك خلاص… إحنا بقينا فريق.
سيف (يبصلهم بنظرة فيها احترام وإعجاب):
– وكل فريق محتاج قائد… وأنا جاهز أكون سلاحكم.
وبعدين يطلع موبايله:
سيف:
– هكلم الدكتور فؤاد حالًا… نبدأ العلاج فورًا.
– وبالليل… هتشوفوا شقتكم الجديدة.
*****************
ف شركة "الحسام جروب" – الدور الأخير – مكتب حسام
الديكور فخم بطريقة مبالغ فيها، مكتب كبير، كنَب جلد سودا، ولوحات فيها أرقام حسابات وهمية ونجاحات كدابة.
حسام قاعد على كرسيه، بيقلّب في ورق، شكله متوتر.
يدخل عماد، مساعده الشخصي، راجل في الأربعينات، شكله هادي بس فيه برود يخوف.
عماد (بيبص حواليه ويتقدم):
– عذرًا يا أستاذ حسام… في تطورات.
حسام (بيرفع عينه بحدة):
– تطورات إيه؟
(يبص حواليه بعصبية)
– سيلين عملت إيه تاني؟
عماد (يقرب منه ويخفض صوته):
– زي ما قلتلي… راقبناها من بعيد.
– امبارح خرجت هي والبنت الصغيرة، تاليا… وقابلت سيف البحيري.
حسام (يجفل للحظة، وبعدها يضحك بسخرية متوترة):
– سيف البحيري؟!
– لأ لأ، أكيد في حاجة غلط.
– سيف ما يعرفهاش أصلاً!
عماد (ببرود):
– أنا اتأكدت بنفسي.
– قعدوا سوا في مطعم "لامور"… المطعم اللي سيف دايمًا بيحجز فيه.
– وقعدوا هناك ساعتين، وبعدها سيف بنفسه وصّلها هي والبنت لحد باب شقتها.
حسام (ينط واقف، يضرب المكتب):
– بنت الكلب!!
– ترجع من السجن… وبدال ما تطلب رحمة، تمشي مع سيف البحيري؟!
عماد (بيراقبه في صمت):
– واضح إن العلاقة مش عابرة.
– والبنت… كانت مبسوطة جدًا.
– ممكن يكون ده… بداية تحالف ضدك.
حسام (بيزعق):
– تتحالف مع البحيري؟!
– دي أنا اللي رميتها خمس سنين في الزنزانة!!
– وسرقت كل قرش باسمها…
– وتيجي ترجع، ومعاها أغنى شاب في القارة؟!
عماد (بتردد خفيف):
– لو تسمحلي أقول رأيي…
– وضعها بيتغيّر، وده بيشكل تهديد.
– لو البحيري معاها بجد… الملفات القديمة ممكن تتفتح.
حسام (يحط إيده على دماغه ويفركها):
– البحيري ما يعرفش حاجة… هو يمكن بس بيتسلى وهيمشي.
عماد:
– بس هي مش سهلة خالص…
– باين إنها راجعة تاخد حقها.
حسام (عنينه بتولّع من الغل):
– لو فكرت لحظة إنها تهد اللي بنيته…
– أنا مستعد أدفنها وهي واقفة!
(يقرب من عماد)
– زوّدوا المراقبة عليها… لحظة بلحظة.
– وكل واحد يقرب منها… اعرفلي تاريخه.
عماد (ينحني برأسه):
– حاضر يا باشا.
حسام (بصوت واطي، بس مليان غضب):
– سيلين… إنتِ ما رجعتيش تعيشي،
– إنتِ بس اخترتي طريقة مختلفة تموتي بيها
*********************
في  مطار القاهرة الدولي – صالة كبار الزوّار
الظهر
كالعادة، المطار زحمة وصوته عالي، لكن وسط الزحمة، بيظهر آسر الجندي… راجل في التلاتينات، طويل، وسيم، وأنيق لآخر درجة، لابس بدلة رمادي شيك، وبينزل من سلم الطيارة الخاصة.
ورا منه ماشي مساعده الأجنبي والسكرتيرة المصرية.
لقطة قريبة للوحة الطيارة:
"AJ International – London"
آسر (بصوت هادي بس نبرته فيها قوة):
– القاهرة…
(بيبص حواليه بنظرة فيها حنين مخلوط بغضب)
– أخيرًا رجعت.
السكرتيرة (بابتسامة خفيفة):
– كل حاجة جاهزة يا باشا، المكتب مأجَّر في التجمع، والسكن في الرحاب زي ما حضرتك طلبت.
آسر (بيبصلها بجفاف):
– الشغل مهم، بس في حاجة أهم دلوقتي…
– عايز عنوان "الحسام جروب".
(يلتفت لـ جون)
– جون، الملف اللي فيه نشاطاته كلها… هاتلي نسخة حالًا.
جون:
– Already sent to your email, sir.
السكرتيرة (بتسأله بتردد):
– حضرتك… ناوي تروحلهم على طول؟
آسر (يبص للسماء للحظة، وبعدين يهمس):
– ابويا لما اتقتل، كنت في جنازته… بس معرفتش آخدله حقه.
– أمي لما اتشلّت… كنت بعيد، بجري ورا الفلوس، ومعرفتش حتى أحضنها.
– أختي كبرت وهي شايلة فوق طاقتها… بسببي.
(يضحك بسخرية ومرار)
– دلوقتي… حسام هيعرف يعني إيه لما الغضب يرجع… ومعاه ثروة
******************
فيلا عيلة البحيري – الدور الأرضي – صالون البيت
الشمس داخلة من الشبابيك الكبيرة، عاملة ضي دافي على المكان، وريحة القهوة والفانيليا مالية الجو.
ياسمين قاعدة على الكنبة، لابسة بيچامة بيت ناعمة، شعرها مرفوع كده على السريع، في إيدها فنجان قهوة، وعلى الترابيزة قدامها حتة كيك بالليمون.
تيا قاعدة على الأرض قدامها، بتلف شعرها بماكينة الكيرلي وهي بتضحك وتكركر.
تيا (بصوت بناتي خفيف):
– ياسمين! أنا قررت خلاص… هلبس فستان أزرق يوم النتيجة.
– لو جبت فوق ٩٥٪، هخلّي سيف يشتريلي عربية 😌
ياسمين (بتضحك وهي تحط الفنجان):
– ولو طلعت تحت الـ٩٥٪؟ هتخليني أنا أشتريهالك؟ 😅
تيا (بغمزة):
– لأ طبعًا… هخلّي مازن يشتريهالي، بس من جيبه مش من فلوس هايدي!
(وتنفجر ضحك)
ياسمين (تضحك لدرجة دموعها نزلت):
– والله يا تيا إنتي أخطر من لجان الامتحانات.
تيا (بتمسك مكواة الشعر وبتعمل بيها مايك):
– ودي كانت نشرتنا الصباحية مع ياسمين اللطيفة وتيا المُدلّعة… استنونا بعد الفاصل في فقرة: "إزاي هايدي طايقة نفسها؟" 😂
ياسمين (تصفق وتهمس):
– تياااا… اسكتي! لحسن تطلع علينا من فوق 😳
لقطة من فوق السلم:
هايدي واقفة عند الدرابزين، لابسة روب شيك، إيديها متشابكة، ووشّها مشدود وفيه غِل.
هايدي (بهمس لنفسها):
– لطافتك دي يا ياسمين… مش هتدوم، صدقيني.
تنزل السلم بالراحة، داخلة عليهم بابتسامة مزيفة كأنها ما سمعتش حاجة.
هايدي (بصوت ناعم فيه غل):
– صباح الفل… باين عليكم مبسوطين أوي!
ياسمين (بنبرة فيها توتر بسيط، بس محافظة على الابتسامة):
– صباح النور… تعالي كلي كيك، القهوة لسه سخنة.
هايدي (بصوت فيه لدغة سُم):
– لأ متشكرة… أنا بحافظ على جسمي.
(تبص لتيا)
– شعرك حلو النهاردة… بس إزاي فاضية تعملي كيرلي في وسط المذاكرة؟
تيا (ببرود وترفع حاجبها):
– عشان أنا منظمة… مش فاضية أراقب الناس من ورا الشباك.
هايدي (تضحك ضحكة بلاستيك):
– لسانك دايمًا طويل… بس برضو كيوت 😏
ياسمين (تدخل بلُطف عشان تهدي الجو):
– يلا بقى… نحاول نعيش يومنا في هدوء، الجو حلو والقهوة طالعة من القلب.
هايدي (بتقعد وتضحك بسخرية):
– حلو أوي لما الناس تعرف تستمتع… قبل ما الدنيا تتقلب عليهم.
تيا وياسمين يبصوا لبعض بنظرة كلها تفاهم… وتيا شكلها بيقول: "نعديها دلوقتي… بس طرد شيك قريب أوي." 😌
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع☆☆*

•تابع الفصل التالي "رواية اقدار لا ترحم " اضغط على اسم الرواية

تعليقات