رواية تقاطع طرق الفصل السابع 7 - بقلم اميرة احمد
الفصل السابع
ومن بعد ذلك اليوم، تكررت لقاءات أحمد وهدي عدة مرات... حتى جاءت اللحظة التي قرر أحمد ان يفصح فيها ل هدي عن مكنون صدره.....
هتف أحمد بنبرة مرتبكة: هدي انا معجب بيكي.
ظهر الضيق جليا على محيا هدي وهتفت: أحمد انا اتأخرت ولازم أمشي.
أحمد: هدي ممكن تستني.. انا حسيت أنك اتضايقيتي.. انا مقصدش اضايقك انا بس كنت عايز اقولك انا حاسس بإيه.
حاولت هدي ان تسيطر على نبرة صوتها وانفعالاتها وهتفت: أحمد احنا ممكن نبقي أصدقاء لكن اكتر من كده لأ.
همس أحمد: ليه؟ انا حاسس في عنيكي عكس اللي بتقوليه.
فركت هدي كفيها، واخفضت رأسها وهمست: علشان انا مش هاقدر أحب تاني.
أحمد: بسبب عمر؟
اتسعت حدقتي هدي وهتفت : انت عرفت منين؟
تنهد أحمد ببطء وقال بنبرة هادئة واثقة: خالد قالي كل حاجة.
بدئت الدموع تسيل على وجنتي هدي، وهمست من بين دموعها: عمر كان كل حاجة في حياتي.. اول حب.. واول ضحكة.. اول حلم نحلمه سوا.. اول كل حاجة حلوة .... عمر كان حلم جميل صحيت منه على كابوس.. عمل حادثة وأتوفى قبل خطوبتنا بيوم.. مش هاقدر انساه في يوم...... بجد انا اسفة.
اقترب منها احمد خطوة، وهمس: انا مقولتش تنسيه.. وانا باحترم شعورك ده جدا... بس عدي علي وفاته 5 سنين، ربنا يرحمه ... اعتقد ان جه الوقت اللي تدي لنفسك فيه فرصه.. انا مش طالب منك أي حاجة غير أنك تدي لنفسك ولينا فرصة بجد... يمكن نكون لبعض العوض... انا وانتي عشنا أيام صعبة.. يمكن نلاقي المواساة في بعض.. انا من اول يوم شفتك فيه وانا حاسس اننا شبه بعض، حاسس اننا حاجة واحدة .. وحاسس ان في حاجة غريبة بتشدني ناحيتك.
بدأت هدي تستعيد السيطرة على نفسها، مسحت دموعها وهمست: مش سهل يا أحمد.. بس اوعدك هحاول، علشان انا كمان حاسة أنى مشدودة ليك.
أبتسم أحمد: انا عارف انه مش سهل ولا عمره ما هيكون سهل.. بس خلينا نحاول وانا معاكي ولو حسيتي أنك مش قادرة تكملي قوليلي وانا هتفهم جدا.. بس اديني فرصة.
اومأت هدي بالإيجاب وهمست: حاضر
بينما في يوم عيد ميلاد سارة، في تمام الثامنة صباحا.. كان يقف علي بسيارته امام منزل سارة في إحدى المجمعات السكنية الراقية.... اقبلت عليه سارة مبتسمة ترتدي سترة باللون الأحمر الداكن وبنطلون من الجينز الأزرق وحجاب من اللون البيج الفاتح وحذاء رياضي، كانت جميلة بأبسط الاشياء.... بشرتها القمحية اللون، انفها الدقيق، وعيناها الواسعة.. ملامح ليست مميزة لكنها كان جمالها يكمن في رقة ملامحها, ترجل علي من السيارة وفتح الباب لها، كان علي يرتدي بنطال رياضي أسود اللون وقميص قطني باللون الرمادي وسترة من اللون الأسود. وما ان استقرت سارة علي المقعد المجاور له حتى نظر لها علي نظرة مملوءة بالحب و قال...
: علي Happy Birthday
هتفت سارة بحماس: شكرا..... نروح على فين بقي؟
حرك علي رأسه باستسلام مفتعل وقال: مفيش فايدة.
اخفضت سارة رأسها وهمست: خلاص انا اسفة.
علي: متتأسفيش ... النهاردة يومك وانا عاوزك تنبسطي فيه، متفكريش في أي حاجة سيبي كل حاجة تمشي زي ما هي و
just go with it.
ابتسمت سارة: ماشي
انعطف علي بالسيارة ورأت سارة لافتة مكتوب عليها " طريق العين السخنة"
اتسعت حدقتي سارة وهتفت: عليييي انت مجنون!!
ضحك علي بخفة: انتي جننتيني اعمل ايه طيب؟
ثم نظر إليها وهمس: تحبي تسمعي مزيكا؟
اومأت سارة رأسها: ماااشي
علي: اسمعي الاغنية دي..
لحظات وانبعثت النغمات من مذياع السيارة..
I found a love for me
Oh, darling, just dive right in and follow my lead
Well, I found a girl, beautiful and sweet
Oh, I never knew you were the someone waiting for me
Cause we were just kids when we fell in love, not knowing what it was
I will not give you up this time
Oh, darling, just kiss me slow, your heart is all I own
And in your eyes, you're holding mine
نظر علي لسارة بكل حب ثم قال: انا عارف انها قديمة بس انا بحبها... بتفكرني بيكي
ابتسمت سارة واحمرت وجنتيها وقالت: وانا كمان بحبها.
أغمض علي عينيه للحظة، تمني فيها لو بإمكانه ان يأخذ سارة بين ذراعيه ويرقص بها على هذه الأنغام إلي مالا نهاية ... يتوقف بهما الزمان والمكان حين تكن إلي جواره.... لقد كان من قبل يعتقد ان رجولته تكمن في انه يعرف الكثير والكثير من النساء.... لكنه حين ينظر إلى عيني سارة ينتابه شعور لذيذ.. معني أخر للرجولة لم يعرفه من قبل.... إنها قادرة تماما على الاعتناء بنفسها لكن شعوره باحتياجها له بالرغم من ذلك له لذه كبيرة في نفسه.
وبعد ما يقرب من الساعتين وصلت السيارة إلي إحدى مراسي اليخوت في العين السخنة.. نزل علي من السيارة وطلب من سارة ان تنتظر في السيارة.. تحرك حتى وصل إلى رجل يقف بجوار إحدى اليخوت و تحدث معه قليلا ثم عاد إلي السيارة وطلب من سارة ان تأتي معه و اتجها نحو ذات اليخت الذي كان يقف الرجل بجواره... صعدا على متن اليخت وانطلق بهم وسط المياه زرقاء اللون و السماء الصافية.. كان المشهد ساحرا.. يبعث على الاسترخاء مع الموسيقي الهادئة التي انبعثت من إحدى مكبرات الصوت باليخت... والجو الذي لم يكن حارا او باردا، بل كانت هناك لسعة برد لذيذة تسري القشعريرة في النفوس قبل الابدان.
وقفت سارة تتأمل ما حولها بتعجب، اقترب منها علي وهمس: عجبتك المفاجأة؟
هتفت سارة بسعادة طفولية: اووي اووي، انت مش فاهم انا كنت محتاجة اغير جو ازاي.
نظر علي لأحد العاملين على اليخت وغمز بعينيه، ثم التف إلي سارة وهتف قائلا: و لسة.
أتي العامل بعد قليل ووضع كعكة عيد ميلاد بها شمعة واحدة أمام سارة ثم أنصرف
نظر لها علي بعينين لامعتين وهمس: كل سنة وانتي طيبة يا حبيبتي.
ابتسمت سارة: وانت طيب يا حبيبي.
أخرج علي من جيبه علبة مستطيلة من القطيفة الحمراء وفتحها وأخرج منها سوار من الذهب.... أمسك يدها بحنان وألبسها السوار، ثم طبع قبلة رقيقة على كفها جعلتها تنتفض من الخجل وتصرخ فيه بدلال ممزوج بخجل: علييييي
تنفس علي بعمق، ثم قال بنبرة ممتلئة بالعاطفة: انا بحبك يا سارة ... مش عارف ازاي بس انتي في فترة قصيرة بقيتي كل حاجة في حياتي ...بحب ضحكتك.... بحب نظرتك.. بحب المكان اللي انتي بتكوني موجودة فيه.... بقيتي اهم انسان عندي في الدنيا حتي اهم من نفسي... ومفيش يوم احلي من النهاردة علشان اقولك أني بجد بحبك ....
انتي غيرتيني، بقيت انسان تاني.. حتى اصحابي ملاحظين تأثير وجودك في حياتي.. .. صمت قليلا ثم أردف.. التورتة فيها شمعة واحدة علشان عمرنا اللي جاي هنحسبه من النهاردة بس.
أحمرت وجنتي سارة من الخجل، ولمعة دمعة بين مقلتيها وهمست: انا متعودتش أخبي مشاعري ......بس أنا كمان بحبك....
أبتسم علي وهو يمرر أصابعه بين خصلات شعره محاولا ان يداري مشاعره ثم قال: مش هتطفي الشمع؟
سارة: اه يلاااا
علي: استني ... اتمني امنية الأول.
نظرت له سارة بحب وهمست: اتمنيت خلاص... ثم نفخت في الشمعة.
امسك علي بيد سارة وصعدا على سطح اليخت.. جلسا ينظران إلي البحر وغاص كل منهما داخل مياهه بأحلامه وأفكاره.. احتضن كفيها بكفه.. وتخللت أصابعه اصابعها...ثم همس لها: مبسوطة؟
لمعت عيناها وهمست: اوي.. نفسي الوقت يقف بينا هنا.. نفضل هنا في نفس المكان وبنفس الإحساس على طول.
علي: اوعدك ان اللي جاي كله هيبقي احلي من النهاردة كمان...
أتكأ بذراعيه خلف ظهره وقال: ايه اكتر حاجة نفسك فيها دلوقتي؟
هتفت سارة بحماس: نفسي اروح ايطاليا.
ضحك علي على حماسها الطفولي وقال: اشمعني ايطاليا.
لمعت عيني سارة وكأنها تتحدث عن حلم جميل: عمري ما روحتها قبل كده.... بحسها بلد جميلة وناسها شبهنا كده... وكمان بيحبوا المزيكا والرقص والأكل.
هتف علي بخبث: و انتي بتعرفي ترقصي؟
تجاهلت سارة سؤاله وأردفت: انا نفسي ارقص زي ما بيرقصوا في روما كده ...
امسكت سارة بهاتفها وعرضت له فيديو لمجموعة من السياح لا يعرفون بعضهم البعض و بعض السكان المحليين يرقصون علي أغنية مشهورة في إحدي ساحات روما.
ابتسم علي وهمس: اوعدك اول سفرية نسافرها سوا نروح إيطاليا.
نظرت سارة في هاتفها ثم قالت بنبرة جادة: علي، احنا ممكن نرجع؟
علي: ليه يا حبيبتي في حاجة ضايقتك؟
سارة: لأ بالعكس... بس الموبايل مفيش فيه شبكة وبابي اكيد هيقلق عليا هو ميعرفش احنا رايحين فين وانا مبحبش اقلقه عليا.. اكيد كلمني كتير.
أخرج علي هاتفه من جيبه ونظر فيه ثم هتف: انا كمان معنديش شبكة.. خلاص تعالي نرجع ونروح مكان تاني علشان تكوني مرتاحة اكتر.
همست سارة بامتنان: شكرا.
أشار علي بيديه إلي سائق اليخت بأن يعود ادراجه.... وما ان وطأت قدميهما اليابسة.. حتى انهالت الرسائل على هاتف سارة.
هتفت سارة بتوتر: يا خبر... بابي كلمني فوق ال 20 مرة..... شفت مش قولتلك
ابتعدت سارة عن علي قليلا لتهاتف والدها.. ثم عادت تقترب منه و تشير اليه بالهاتف بتردد : بابي عاوز يكلمك.
ألتقط علي الهاتف من يديها بحذر وأشار اليها ان تركب في السيارة لانتظاره... ظل يتحدث مع والدها علي الهاتف ما يقرب من العشر دقائق ثم عاد يفتح باب السيارة.. استقر في مقعد السائق وأعطى الهاتف ل سارة مرة أخري لتحدث والدها الذي مازال على الخط.
همست سارة بارتباك: ايوه يا بابي.
هتف دكتور عمر بصوت رخيم: حبيبة بابي خالي بالك من نفسك و متتأخريش ارجعي في المعاد اللي اتفقنا عليه علشان نحتفل بيكي انا ومامي... باي حبيبتي.
سارة: باي يا بابي.
اغلقت سارة الهاتف مع والدها ونظرت إلي علي الجالس بجوارها والابتسامة تعلو وجهه وقد شرع بان يدير محرك السيارة للانطلاق... كانت سارة متخوفة من والدها ورد فعله...
هتفت سارة بنبرة مرتبكة: انت قولت ايه لبابي؟ ده كان متعصب وقلقان اوي لما لقي موبايلي مقفول.
ابتسم علي برزانة: ولا حاجة مش انتي بتقولي كل حاجة ل باباكي.. انا كمان مخبتش عليه حاجة.
اتسعت حدقتي سارة وهتفت: قولتله ايه يا مجنون؟
علي: قولتله أنى بحبك.. طمنته وعرفته بيا وبعيلتي.. قولتله اننا بنحب بعض بس محتاجين وقت قبل ما نلتزم باي حاجة رسمي والحقيقة كان متفهم جدا.. هو بس كان محتاج يطمن عليكي
ابتسمت سارة: دي اكتر حاجة بحبها في بابي دايما متفهم.. انما مامي كانت هتخرب الدنيا وعمرها ما بتسمع غير رأيها و علشان كده انا أقرب لبابي مش بخبي عليه حاجة.
علي: والدك انسان ناضج ومحترم وعارف ازاي يحتويكي
سارة: ايوه.... بحبه اووي
نظر لها علي بطرف عينيه وهتف: وانا؟؟
احمرت وجنتي سارة وهتفت بصوت بالكاد مسموع: وبحبك انت كمان اوي.
استقرت سيارة علي امام منزل سارة واستعدت سارة للخروج من السيارة، هتفت وهي تفتح باب السيارة: شكرا على كل حاجة عملتها علشاني
أبتسم علي بعينين لامعتين: انا مش عاوز من الدنيا غير أنى اشوفك مبسوطة
همست سارة وقد همت بالرحيل: باي
غمز علي لها وهتف: سلميلي على بابي لحد اما اقابله
أبتسمت سارة بخجل: حاضر.
وفي حين علي هائما يتنعم بلحظات الحب السعيدة.. كان ألم خالد الجسدي يزداد سوءا.. في منزل أحمد كان يجلس خالد وأدم في انتظار عودة أحمد من شقة والدته ليكملا ما بدأه من مباراة لكرة القدم.
هتف أدم بقلق: خالد مش هينفع تفضل تعبان كده لازم تروح لدكتور
خالد: انا روحت فعلا امبارح وكتبلي على تحاليل واشعة
أدم: وعملتهم؟
خالد: اه النهاردة الصبح عملت التحاليل وبكرة هاعمل الاشعة واروح بعديها للدكتور ان شاء الله.
ربت أدم على كتفه: متهملش في صحتك يا صاحبي.. خلي بالك من نفسك.
خالد: انا كنت فاكر انها حاجة بسيطة وهتروح
أدم: ان شاء الله خير... تحب أجي معاك عند الدكتور؟
خالد: لأ لأ متتعبش نفسك انا أصلا مبحبش اروح للدكتور مع حد.
همس أدم بنبرة مرتبكة: طيب ويارا يا خالد؟
خالد: لأ ولا حتى يارا بحبها تيجي معايا عند الدكتور، بتقلق بسرعه علي الفاضي و مبحبش اقلقها.
أدم: لأ اقصد هتفضل كده قاعد عند أحمد وسايب بيتك؟
تنهد خالد: لأ انا قررت هارجع البيت الأسبوع الجاي.. بصراحة انا كنت فاكر ان لما ابعد عنها دي هتكون طريقة اضغط بيها عليها وأخليها تعمل اللي انا عايزه.. بس الحقيقة ان انا اتضغط اكتر منها.. مش سهل أنى اسيبها او ابعد عنها.. يارا مش عشرة يوم دي حب عمري... انا فعلا معرفتش أعيش من غيرها... انا بقالي فترة كبيرة قاعد هنا و سايب البيت وكل يوم أقول النهاردة مش هاكلمها طول اليوم علشان اتعود على انها مش موجودة في حياتي.. الاقيني من غير وعي ماسك التليفون وباتصل بيها .. بابعتلها نكتة شفتها وضحكتني.. باقولها تيجي ننزل نتغدا سوا.. أي حجة بس أكلمها واشوفها.... و ده خلاني أفكر هو ايه الأهم عندي؟ الانسانة اللي شفتها وعرفتها وحبيتها و لا طفل لسة مجاش ولا شفته ولا اتعلقت بيه.
اومأ أدم رأسه بتفهم: هو ده الصح وكلام العقل.. انت الأول كانت سايقاك مشاعرك.. بس دلوقتي لما هديت عقلت.
ضحك خالد: وهو انا كنت مجنون؟.... ثم أردف بجدية: لأ بس بجد انت عندك حق.
أدم: ربنا يعملك الصالح يا صاحبي... ربنا يخليكوا لبعض.
خالد: يارب... هو ايه أحمد هيبات تحت ولا ايه؟
هتف أدم بتعاطف: تقريبا حالة مامته مش مستقرة اوي.. انا اعرف دكتور في المستشفى اللي هي كانت فيها وقابلته صدفة من كام يوم وقالي ان حالتها وحشة جدا... ربنا يشفيها.
همس خالد: امين.
وفي مساء اليوم التالي توجه خالد بالأشعة والتحاليل المطلوبة للطبيب وما ان القي الطبيب النظر على الاشعة و التحاليل حتي قال
الطبيب: متقلقش يا بشمهندس خالد مفيش حاجة في التحاليل.. هي بس شوية لخبطة هرمونات و ده طبيعي في حالتك هي اللي مسببالك الألم ده ان شاء الله بالعلاج حضرتك هتبقي كويس.
تغيرت ملامح خالد وهتف متسائلا: حالتي؟ هي ايه حالتي؟
الطبيب: بشمهندس حضرتك قولتلي انك متجوز من 4 سنين ازاي حضرتك طول الوقت ده متعرفش انك عقيم
تسمر خالد مكانه من الصدمة، اتسعت عيناه وقال: عقيم ازاي يا دكتور؟ يعني ايه؟
......
•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية