Ads by Google X

رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل السابع 7 - بقلم اشرقت

الصفحة الرئيسية

 رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل السابع 7 - بقلم اشرقت

✍️____،،أربعة أعوام مضت.
مضت كأنها عمرآ بأكمله، تغيرت فيها وجوه، واختفت فيها ضحكات، ونضجت الأرواح تحت وطأة الفقد والحنين.  
لم يبقَ شيء على حاله سوى الذكريات، تلك التي لا تُنسى مهما حاولنا دفنها بين تفاصيل الأيام.  
وفي طيات الغياب، بقيت أسماء لا يُمحى أثرها، ومواقف عالقة في الذاكرة يأبى الزمان أن يُنهي صفحاتها.  
في كل زفير همسة من ماض لم يرحل، وفي كل شروق، أمل جديد لا يزال يحاول أن يولد من رماد البدايات..🥀
___،كان باران قد افتتح دار حضانة لرعاية وتعليم الأطفال الأيتام، وقد حملت اسم "نوران كارابي" 
كان العم أحمد هو من يتولى إدارة شؤون الدار، وقد استعان بجارته الأنسة "ديلان" لتكون إلى جانبه في العمل، نظرآ لخبرتها في مجال تأسيس وتعليم الأطفال.
باران كان يتابع سير العمل في الدار من خلال تواصله المستمر مع العم أحمد. كما كان "مراد" أحد طلاب هذه الدار، وقد خصص له والده سائقآ خاص يتولى إيصاله وإعادته من الدار يوميآ، نظرآ  لانشغاله الكبير بأعماله التى كرس لها نفسه بعد وفاة زوجته.
__وفي إحدى الأمسيات، كان مراد في غرفته. مستلقى بسريره حين طرق والده الباب وقال بابتسامة دافئة : أسدي، هل يمكن أن تنام قبل أن ترى والدك؟!
وما إن لمح مراد والده حتى قفز من سريره وهرول نحوه هاتفآ بفرح : باباااا.
عانقه باران بقوة هامسآ بحنان : كيف حالك يا روح البابا؟  
رد مراد وهو يقبله على خده : أنا بخير، ولكن لماذا تأخرت هكذا؟!  
باران : أعتذر كثيرآ، كان لدي اجتماع مهم للغاية.. والآن أخبرني كيف كان يومك يا بني؟  
مراد بحماسة : كان جيدآ! درستني معلمتي أشياء جميلة، وتعلمت بعض الأنشطة الجديدة، ولعبت مع رفاقي أيضآ.  
باران : أحسنت يا بني، والأن هيا إلى النوم يا بطل.
أزاح الغطاء وساعده على الاستلقاء، ثم جلس إلى جواره على حافة السرير، وأخذ يُداعب خصلات شعره برفق وهو يُتمتم ببعض الكلمات الدافئة، ليبتسم مراد وهو يغمض عينيه بنعاس.. ابتسم باران وانحنى يُقبله بـ جبينه : أنا هنا معك يا روح أبيك.
انتظر قليلآ حتى اطمأن أن أنفاس ابنه بدأت تهدأ، ثم نهض بهدوء وخرج من الغرفة متجهآ إلى غرفته، حيث يقضي ليلهُ كما اعتاد، بين العمل والتفكير وحنين لا يهدأ. 
&__جلس باران وأمسك بهاتفه، ثم اتصل بأحمد.  
باران : ألو، كيف حالك يا عم أحمد؟  
أحمد : بخير يا بني... وأنت، كيف حالك؟  
باران : الحمد لله أنا بخير، أخبرني كيف تسير أمور الدار؟  
أحمد : كل شيء على ما يُرام، لا تقلق. ولكن هناك بعض الملاحظات والاقتراحات من مساعدتي.  
باران : حسنآ، قل لي ما هي وسأتولى الأمر.  
العم أحمد : لا يمكنني شرحها عبر الهاتف. إن كنت متفرغآ، هل يمكنك القدوم غدآ؟  
باران : للأسف، هذه الفترة مشغول جدآ.  
أحمد : حسنآ، ولكن هناك حفل فى نهاية الأسبوع تُحضر له الأنسة ديلان. تود أن تُقدم فيه مواهب الأطفال في الدار، ليكون حافز لهم على التطور.  
أتمنى أن تكون ضمن الحضور، لترى بنفسك ما وصلت إليه الدار.!
وقف باران للحظة عند سماعه الاسم، مدهوشآ..!!  
قال : قلتَ ديلان؟  
أحمد : نعم يا بُني، الآنسة ديلان أتت للدار من فترة قليلة، هي مساعدتي في إدارة شؤونة. تُحبها الأطفال كثيرآ، وهي تبذل جهدآ رائعآ معهم.  
باران بعد برهة صمت : حسنآ..، سأحاول أن أكون حاضرآ وقت الحفل.
وبعد أن أغلق هاتفه، استلقى بسريره متعبآ، عيناه تحدقان في سقف الغرفة. همس بإسمها في سكون الليل يخاطب روحها البعيدة : 'ديلان' 
تنھد وأكمل قائلآ : كم أتمنى لو كنت هنا، أسمع ضحكتك وأرى دفئ عينيكِ الذى لم يغيب عن بالي لحظة في زحمة الأيام وهمومها.. كلماتك لا تفارق قلبي__ مر بمسمعه ھمساتها ¤لا تتركني، أشعر أننا سنفترق طويلآ¤
إبتلع غصة وھو يغفو والحنين يعانق قلبه..💔
___وفى صباح يوم الحفل، وبينما كان باران يجلس بطاولة الفطور. جلس مراد بجانبة يحكى بحماس، تاره عن رفقائة وتاره عن العروض التى ستقام فى الدار. 
حكى أيضآ عن معلمته 'ديلان' يصفها بلطافتها وحنانها.. كان متحمس بشكل خاص، لأنه سيشارك بفقرة تمثيلية ضمن الحفل. ولأنه يعشق روح المغامرة، اختار أن يُؤدي دور "الوحش" في قصة الجميلة والوحش.  
أما دور "الجميلة" فلم يرى أحدآ يليق به أكثر من معلمته.!
وحين طلب منها أن تُشاركه فوافقت بكل حب، فبدأا يتدربان معآ طوال الأيام الماضية.
&___ذهب باران بصحبة ابنه إلى دار الحضانة لحضور الحفل المُقام هناك، وبعد وصولهم، صافحه العم أحمد وبعض المعلمين الذين كانوا باستقباله، بينما كان مراد لا يكف عن التطلع حوله قائلآ بحماس : أين شريكتي؟ لم أرها بعد!
ضحك الحضور، لتجيبه إحدى المعلمات : هي بغرفة الكواليس، تُساعد الأطفال في أخر بروفة قبل العرض.
هرول مراد إلى الداخل متحمسآ، أما باران فاصطحبه العم أحمد إلى المقاعد الأمامية بجانب المسرح، حيث جلسا معآ بانتظار بداية العرض.
وبعد لحظات اعتلت مقدمة الحفل المسرح، ورحبت بالحضور من أولياء الأمور والضيوف، ثم أعلنت عن أول فقرة، لتبدأ المواهب في التتابع واحدة تلو الأخرى، وسط تصفيق وإعجاب الحاضرين.
كل عرض كان يدهش الحضور أكثر من الذي قبله، حتى جاء الإعلان عن أخر فقرة في الحفل : والأن مع الفقرة الأخيرة. فقرة الطالب مراد كاربى، وشريكته الانسة ديلان!
خرج مراد على المسرح مرتديآ زي الوحش ببراءة طفولية وشجاعة أبهرت والده، الذي ابتسم بفخر ودهشة لصغر سنهُ.
لكن لم يطل وقوف باران، إذ رن هاتفه فاستأذن من أحمد، وخرج بهدوء ليجيب.
وفي طريقه للخارج، مرت نبرة صوت مألوفة على مسامعه، نغمة ھادئة ولكنها اخترقت أعماقه..! توقف فجأة.  
ارتجف قلبه دون إذن، قبض كفه ببطئ، ثم التفت وقلبه يردد : هل يعقل..! هل تكون..؟
إستدار لتقع عيناه عليها. هي…! ديلان…!
نعم،، تلك التي أرهقه الحنين إليها، التي طواها القدر بعيدآ عنه دون وداع. 
☆ديلان☆ رددها قلبه قبل لسانه، تلألأت العبارات في عينيه.. ھي كما كانت؛ لكن الزمن قد مر بعينيها.! ناضجة، هادئة، وملامحها بھا بريق حنين، وأثر تعب السنين.  
تنهد ھامسآ : كيف هذا..؟ كيف تقف هنا أمامه بعد كل ما مضى..!! هل يعقل أن يجتمع طريقهما من جديد.؛ أم أنها مجرد لحظة عابرة ستذهب وتمضي........يتب

•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent