رواية اسياد الحب والحرب الفصل السابع 7 - بقلم ياسمينا احمد
كانت دوما تجلست فى غرفتها تدعو الله بصوت حزين من فرط شدتها و من جلوسها بمفردها اغلب الاوقات لا تستطيع حتى ان تفتح نافذة او بابا
مازال الوضع فى الصعيد نارى ومؤثر على كل افراد الاسرة وانتشرت رجال العائلة
بحثا عنها فى كل الارجاء لثار منها ، اما عند عزام فكان وعيده مختلف وعيد مغلولا من تلك التى تعالت علية وفضلت عليه غيره امام عينيه
كان يجلس بشرود فى غرفتة ،قبل اقتحام امة الغرفه عليه
نادته امه صابحه وهى تمط شفها بأسي على حالة ابنها وعدم ادركه منادته له عددت مرات على الرغم من دنوها منه
هتفت بضيق وهى تعاود النداء مرة اخرى :
_ عـزام ، يوه ،منها لله اللى كات السبب كان زمانك عريس دلوجت ومتهني ، يا ولـدى
انتبه اخيرا لنتائها وتوقف عن تحريك اصبعه على طرف ذقنه :
_ خير ، يا مــه فى حاجه ولا ايه ؟!
زفرت بضيق وهي تضع يدها فى حجرها وهتفت بتأفف:
_ما فيـش يا ولدى ، بس حالـتك مش عاجباني !
ضيق عينية فى تسأول :
_مالها حالتى ياأمـه؟
اتطلعت الى وجهه بضيق وهى تهدر بتعصب :
_حالـتلك لا تسُر عدو ولا حبيب ،وشك راح زى المونه ،وعنيك ما بتغفلش ،ويا اما بدور على اللى يتقصف عمرها بدرى ،يأمه قاعد اكدة ما دارينش بحدا واصل
امتعضت وجه وهو يهتف :
_فى يا امه ، هتكلمينى كيف الابنته
زفرت بضيق :
_الابنته بيتستروا ، وانت اتوقف حالك باللى غارت
اعتدل فى جلسته وهو يزمجر :
_ يوووه هتعددى عليا اومال
_ وما اعددتش لي ؟ كان زمانك متهنى وزين غيرش الفاجرة اللى مشيت وولعت الدار حريقة ، اتجوز يابنى وفرحنى بيك شاورلى على بت مين تكون وانا اجوزهالك
اشهر اصبعة فى وجهها وهو يهدر بعنف بالغ :
_ ما هتجوزش ياما ،ومش هيكون عروستى غير فرحـه وما حدش هيشكمها
غيري والله فى سماه لأجبها ولو فى سابع ارض ...
وخرج مسرعا بغضب دفعه للبحث عنها من جديد و
تركها تلطم كفيها ببعض وهى تهتف بصوت واضح :
_ وقفتى حال ولدى وفضحتينا يا بت المنكوبة
************************
فى المساء
دارت فرحة فى المنزل لمحاولت اشغال فراغها وتخفيف وحدتها الموحشة
ولكن لا فائدة اخيرا قررت الاستسلام الي النوم كي تنهي ذلك الوقت الذى لا يمر ولا تشعر بشئ اتجهت نحو السرير العريض واندثرت تحت الغطاء تحاول اقناع نفسها بالنوم العميق
وتذكرت زين اذا وقعت تحت سيطرته الكاملة اثر بقاؤها معه برغبتها
.لا تعرف ما القادم ولا تعلم ما هو المجهول فهي فى تلك الحالتين مجبرة لا مخيره
ا
صمتت افكارها اذ سمعت صوت انغلاق الباب ،
فأغمضت عيناه بقوة متصنعت النوم ومتحاشيت المواجهه معه ولتحتفظ بما بقي من كرامتها امامه ..
.فتح زين الغرفة ووقف مباشرا امام السرير ..تفرسها باعين حادة وهو يخلع عنه قميصة ويلقية جانبا لوى فمه ، وتحرك نحوها ثم تمددالى طرف السرير عارى الصدر واغمض عينيه
فتحت عينها ببطء .. اذ شعرت بدفئ جسدة خلفها همست فى نفسها:
_ يااامصبتى ..كدا كمل العار .
همت بالتحرك ببطء وحذر لتبتعد عن الغرفة بأكملها ولكنه جذبه اليها بقوة واحتضن خصرها ..
جحظت عيناها..وانتفض جسدها ..اثر حركته المفأجاة
وحاولت التملص بجهد ولكنه كان ممسك بها بقبضة حديديه
زفرت ..بصوت ضيق مسموع وهى توبخه
_ هو ايه اصلو ايه دا ..بطل استعباط ..وشيل ايدك
رفع راسة قليلا وفتح نصف عينه وهتف بضجر
_ خــير
بضيق اجابته:
_ وهيجى منين الخير شيل ايدك عنى .
اغمض عينه غير مبالى واسندة راسة الى الوسادة
هاتفا بمكر :
_انا مرتاح كدا
عملت على ان تزيح يده بقوة وهى تهتف:
_بس انا مش مرتاحه
صاح عاليا :
_اسكتى بقى عشان عايز انام
هدرت بضيق وهى تصك اسنانها بغلظه:
_ انشا الله مانمت ..ارفع ايدك عنى بدل ما اصوت والم عليك الدونيا
عند اذن فتح عينه بحدة والتمعت ببريق شيطانى عجيب وقفز بخفة فوقها ..
لشهقت هى برعب اثر دنوه المفاجئ منها بهذة الصورة العدوانية التى لا تبشر بالخير
_هييييييه ...انت اتجنتت ..ابعد عنى
امسك راسغيها وثبتهما بمهارة وهتف بنبرة محذرة :
_ لحد دلوقت انا بعملك زى اسرى الحرب ..ولسة ما شفتيش الوش التانى بتاعى..واحسنلك ما تشفيهوش..ولما تحبى تطلبى منى حاجه ..اطلبيها بأدب ..ولعلمك قلت الادب معايا ما بتجبش
الا قلت الادب ..اعقلى وحطى عقلك فى راسك ودا لمصلحتك
ارتعشت من تحذيراته وبدءت فاقدة السيطرة على انفاسها الاهثة وهى تهدر بخوف بالغ :
_انا اسفه..ابوس ايدك ابعد عنى بقا ..ربنا يسترك حرام عليك
القى نظرة اخيرة متشفيه على تلك العنيدة ..المتمردة ..عندما تتحول الى فأر منكمش ...بخوف ..
وعاد الى وضعه بهدوء
فقفزت هى من السرير وهرولت بسرعه الى خارج الغرفه والتقطت قميصة المسجى على طرف السرير لتستر به من اعينه الوقحه
تابعها حتى توارت عن ناظريه تماما ...وارتسمت على شفتيه ابتسامه تسلية واضحة
***********************
وأشرقت الشمس .
تململت فرحه بألم أثر تكورا على نفسها على تلك الأريكة الخارجيه الضيقة ،قاومت رغبتها الشديدة فى النوم ونهضت بتكاسل إذ من المناسب لها ان تنتبه جيدا الى ذلك الذئب التى تقبع فى عرينه ،عدلت من قميصها لتهندم تبعثره وتحركت ببطء حذر لتتأكد من وجوده او عدمه
كانت غرفته مفتوحة كما تركتها أمس غائط فى سبات عميق هرولت على أطراف أصابعها وهي تمر من أمام الغرفة لتستخدم المرحاض قبل استيقاظه ،أنهت حمامها بهدوء وعادت لتخرج
ولكنها اصتدمت بوجه عابس يحك رأسه ويتحرك نحو المرحاض بنصف وعي تحركت سريعا من وجهه دون تعقيب هتف فى نفسها :
- حتى وهو لسة صاحى غتت
خرج بعد قليل . وبدء فى تجهيز الأفطار فى المطبخ المطل على الصالة على الطريقة الامريكية
تحركت ببطء لتشاهد ما يفعله وهو يوليها ظهره ...
وفجأة هتف دون ان يلتفت بصوت عالى وكأنه يعلم بأن نظراتها تتابعه
- تعالى تعالى حضرى الأطباق
انتفضت فرحة ووضعت يدها على صدرها لتتمالك فزعها وراحت تردد بهمس :
- بسم الله الرحمن الرحيم
كان مازل فى وضعه ولم يتحرك وكان صوت البتوجاز عالي وبكل الأحوال لا يستطيع سماع همسها إلا أنه لوى فمه وابتسم وهتف مجددا
- ايه إتخضيتى ..
ارتعبت فرحة من التقاط سكناتها دون التفات
تحركت نحوه بأقدام مرتعشة وهتفت بذهول :
- هو انت مركب عين تالته فى راسك
أجاب بجدية تامة :
- أه وخافى منى ...
همست فى نفسها وهي تفتح الدولاب لتخرج الاطباق :
- ومين قال إنى ما بخفش !
إلتف هو وافرغ المحتوى فى الاطباق بآلية
التفت هي لتغسل الاوانى التى خلفها من طهيه
- سبيهم وتعالى كلى ،قالها بصوت أجش
اجابته بإيجاز وكأنما تتحاشى الحديث إليه :
- بعد ما تخلص هاكل
عاد بجدية يهتف :
- قولتلك تعالى
تعلثمت وهى تكمل ما فى يدها على الا تجالسه او حتى تقترب منه :
- اصل ..
تعمت تضخيم صوته إثارة فزعها :
- قولت إيه ...أنا مش كل شويه هعيد اللى هقوله
ابتلعت ريقها بقلق وتحركت نحو الطاوله الصغيرة التى تتسع إلى فردين فى جانب المطبخ ..تناول طعامه بسرعه قياسية ونهض بخفة باتجاه المطبخ مرة اخرى بينما تركها هى تكمل الطعام بتوجس من أى حركة تصدر منه
هتف بصوت جاف :
- تشربى شاى
أجابت بإيجاز :
- لا
عاد النداء مجددا وهو يسأل :
- طيب تشربى نسكافيه ..
حركت عينيها بقلق إثر تكرار أسئلة لادعى لها :
- لا شكرا
لوى فمه وهو يفرغ الماء الساخن :
- ومالوا. أعملك ما خدام حضرتك
كان يتعمد استفزازها ونجح هتفت بضيق :
- الله ماقولت مش عايزة
هتف بهدوء وهو يضع الكاتل :
- ابتدينا النرفزة...
تشنجت قسماتها بضيق :
- أنت مستفز اساسا
استمر فى هدؤه:
- ورجعنا لقلة الأدب
اتسعت عيناها بحذر واثارت الصمت
أستدار لها وارتشف رشفة من الماج الذى بيده :
- قولتلك قبل كدا قلة الادب ما بتجبش غير قلة الادب صح ولا لا
إبتلعت ريقها بتوتر وتذكرت.سيطرته عليها امس استشف هو حمرة وجها برغم انها موليه ظهرها ،فإبتسم..وهتف بجدية تامة وبصوت اجش :
- اقلعى
انتفضت من مكانها اثر كلمته المرعبه واحتضنت قميصه الذى يسترها ...برعب
*********************************************** عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية