رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل السادس 6 - بقلم اشرقت

 رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل السادس 6 - بقلم اشرقت

✍️...كانت ديلان تعيش مع والدتها في بيت صغير على أطراف المدينة، بعيدآ عن ضوضاء الحياة وصخبها.. بيت بسيط لكن يملؤه الدفئ وحب والدتھا، حيث تجد فيه السلام ولو مؤقتآ. تعمل معلمة للأطفال في مدرسة قريبة، وتجد في ابتساماتهم وأصواتهم الملونة متنفسآ يُنسى به ألم الماضي ولو قليلآ.
وفي لحظة هادئة، كانت تجلس بغرفتھا تتذكر تلك الليلة التي اعترف باران بحبه.. حين ھمس لھا..☆ ديلان، هل تعلمين أن بين كلماتك همس يعانق روحي ويجعل الليل أكثر سكون.
صوتك، كأنه نغمة ترددها روحي في صمتها، تمنحني السلام حين يغلق العالم أبوابه أمامي.. أغمض عيني وأراكِ، أسمع نبضات قلبكِ كما لو كانت أناشيد تُغنى لي وحدي.. أنتِ حكاية قلبي التى لا تنتهي، ورسالة حب لا يكتبها إلا القدر.. تصبحين على نور لا ينطفئ يا أجمل سر في حياتي..☆
لكن بعدها تتسلل إلى ذهنها لحظة الوداع، فراقهما الذي لم يكن بالكلمات، بل بنظرة طويلة ملؤها الحزن. همست لنفسها بخفوت : أين أنت الآن ياروحي؟ هل تذكرني كما أذكرك؟ هل بقي في قلبك مكان لي، رغم كل شيء؟
______بعد مرور سبعة أشهر_____
كانت فترة حمل نوران شديدة الوطأة، جسدها يضعف يومآ بعد يوم. منهك لا يقوى، لكنها كانت تقاوم فقط لأجل صغيرها..🥀  
وذات ليلة، داهمها ألم شديد.! كان ألم ولادة مبكرة.  
فزِع باران على الفور واستدعى طبيبتها، وما إن فحصتها حتى هتفت بقلق : جهزوا غرفة العمليات حالآ، المريضة في حالة ولادة مبكرة بشهرها السابع!
&__ساعات طويلة من التوتر والقلق مرت كأنها دهر، كان باران يجلس في الانتظار، يعتصر قلبه بين الخوف والدعاء حتى خرجت الطبيبة.  
ركض إليها بسرعة ولهفة : طمئنيني يا دكتورة، كيف حالها؟!
لكن ملامحها لم تكن تبشر بالخير.! نظراتها كانت حزينة حين قالت : الولادة تمت بنجاح، رزقت بصبي سليم معافى والحمد لله، فحصه طبيب الأطفال وأكد أن حالته مستقرة رغم ولادته المبكرة.  
ثم خفضَت نبرتها وأكملت بأسف : لكن..!! وضع زوجتك حرج جدآ، أنا أعتذر.
طلب باران أن يراها، فردت الطبيبة قائلة : سيتم نقلها إلى غرفتها أولآ، وبعدها يمكنك رؤيتها.  
__بعد مرور بضع دقائق، كان باران بجانب نوران بعد أن خرجت من غرفة الولادة.. يهتف باسمها برقة، ففتحت عيناها ببطئ لتراه أمامها.  
أول ما نطقت به كان : أريد أن أرى إبني.  
اقتربت أزاده حاملة الطفل وهي تبكي، قبلته نوران على وجهه ويده وقالت : مرحبآ بك يا أمير قلبي الصغير، أشكر الله كثيرآ لأنه مد في عمري حتى أتممت حملي ورأيتك بين يدي.  
ثم نظرت إلى باران وقالت : لي طلب أخير منك.! أريد أن يكون اسم ابننا 'مراد'  
رد باران بابتسامة واھنة : تمام، ليكن كما تريدين.
أخذت نوران تناظر زوجها مطولا والدموع لم تفارق عينيها، ثم ردفت له بضعف : شكرآ لك لأنك جعلت لي مكانآ في حياتك. شكرآ لأنك جعلت لي جزء ولو صغير من قلبك الجميل. 
رد باران : ماذا تقولين يا نوران.! انتِ زوجتى وأم طفلي.
قاطعته نوران قائلة : دعني أكمل، لا يوجد وقت.!  
نزلت دموعه وهو ينظر إليها وينصت لها بكل اهتمام.  
واصلت نوران حديثها : أعلم أنني أخذت شيء لم يكن من حقي.! لكن ماذا أفعل لقلبي حين أحبك؟  
قال باران بدهشة : ماذا تعنين؟!  
أجابت قائلة : قلبك ملك لأخرى أعلم ذلك..!! هي الفتاة التي لم تفارق صورتها خلفية هاتفك..♡ لكن بالرغم من ذلك، لم تشعرني يومآ بأني أقل. كنت لي خير زوج ورفيق. 
ابتسم باران بحزن، وقال : عشنا معآ فقط شھران، لكنهما كانا حياتآ بأكملها.
تنهد بحسرة، لتكمل نوران حديثها قائلة : إن شاء القدر واجتمعت بحبيبتك، أوصها بابننا... أطلب منها أن تعتني به جيدآ، أن تحبه وتعامله كطفلها. وأنتَ يا حبيبي، اعتنِ بنفسك أيضآ وأكمل حياتك، فما زال العمر أمامك.  
رد باران وهو يلمس يدها : نوران، أكد لي الطبيب أنه سيبدأ علاجك وهناك أمل بشفائك.  
ابتسمت بحنو وقالت : لم يكن لي بقية من العمر يا زائر قلبي.. نظرت نحو طفلها الذي تحمله جدته وھي جالسة في زاوية الغرفة، ثم عادت تنظر إلى باران__ ابتسامة على شفتيها ودموع تتساقط كالسيل الجارف من عينيھا.  
وضعت يدها على خده، فاحتضنها وقبلها... وفي تلك اللحظة فارقت الحياة، تاركة خلفها بكاء وحسرة لفراقها، وقلب طفلها الصغير الذي لا حول له ولا قوة.. 😔 يتبع]
البارت السادس، بقلمي أشرقت.

•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية

تعليقات