Ads by Google X

رواية تقاطع طرق الفصل الخامس 5 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية تقاطع طرق الفصل الخامس 5 - بقلم اميرة احمد

الفصل الخامس
في هذه الاثناء كان علي قد غاب عن الجميع لدقائق معدودة، وعاد بعد ان انصرف الجميع.
- جلس علي بجوار أحمد الذي كان يجلس على أحد المقاعد دافنا رأسه بين راحتيه، ربت علي فوق كتفه وقال: انا ظبطت مع الحسابات وسيبت مبلغ تحت الحساب والاوضة جهزت وماما هتخلص الاشعة وينقلوها على الاوضة
- رفع أحمد رأسه المحملة بهموم الأرض ومن فيها وقال: شكرا يا علي مش عارف اقولك ايه،مكنش ليه oلزوم.
- ابتسم علي: تقول ايه وليه؟ .... انا مدفعتش حاجة من معايا.. ده من حساب الشركة يعني من فلوسك يا صاحبي.. المهم خليك انت جنب ماما ولو احتجت حاجة قولي.
- أحمد: ربنا يخليك... لو ممكن بس بكرة تبقي تعدي عندي في البيت تجيبلي هدوم علشان مش هينفع أفضل قاعد بالمنظر ده أسبوع وبصراحة مش حابب اسيب ماما وامشي.. خالد عارف مكان كل حاجة هو ممكن يساعدك.
علي: لأ بكرة أيه.. هاروح اجيبها واجي دلوقتي.. انا أصلا هابات معاك.. حجزت مرافق زيادة في الاوضة.. هاعدي اجيب الهدوم وأطمن ندي و أطمنك عليها.... واجيب حاجة ناكلها واجي على طول.
                                                                            أحمد: ربنا ميحرمنيش منك يا صاحبي.
                                                                           ربت علي على كتفه وهو يقوم من مكانه: متشيلش هم حاجة... ماما هتبقي كويسة ان شاء الله.
                                                                           - أحمد: يارب.
وفي الطريق إلى منزل أحمد.. كان هاتف علي يرن دون انقطاع... كان قد جاءته بعض الاشعارات طوال اليوم لكنه لم ينتبه لها نظرا لأحداث اليوم المتلاحقة... نظر علي إلى هاتفه ووجد المتصل هي سارة.. وصل هاتفه بالسيارة وتلقي المكالمة..
-       اتاه صوت سارة ممتلئ بالقلق وهي تهتف مجرد ان فتح الخط: انتي فين يا علي بابعتلك واكلمك طول اليوم مش بترد عليا.... 
-       اجابها بهدوء ونبرته تحمل الكثير من الإرهاق والتعب.: معلش انا اسف مشفتش التليفون.
-       قالت سارة بنبرة منخفضة: قلقتني عليك.
-       ابتسم علي: متقلقيش انا كويس.. بس مامت واحد صاحبنا تعبت ودخلت مستشفى****** وانا كنت معاه ورايح بس اجيبله حاجات من البيت وهارجع ابات معاه... احمد صاحبي ما انتي شفتيه.
-       سارة: يا خبر.. ربنا يشفيها ويعافيها يارب... المهم انت كويس.
-       علي بتلقائية: اه يا حبيبتي كويس متقلقيش.
-       اجابت سارة بنبرة متوترة وقد اربكتها كلمة "حبيبتي" المفاجأة: أأأأأأأ.. طيب الحمد لله... خلاص هاسيبك انا دلوقتي علشان تشوف اللي وراك.
-       قال علي بنبرة كلها رجاء يستحثها أن تبقي معه على الهاتف: لأ متقفليش.. خليكي معايا على التليفون لحد اما أوصل... محتاج افصل عن الجو اللي انا فيه.. انتي متعرفيش طنط بالنسبالنا ايه.. هي اللي مربياني.
-       سارة: خلاص هافضل معاك لحد اما توصل.
-       علي: بس غريبة مفيش لماضة النهاردة.
-       سارة: بصراحة كده مش في الموود... كنت باكلمك أصلا علشان محتاجة أتكلم معاك بس لقيتك انت كمان عندك مشاكل.
-       كان الاهتمام واضحا على نبرة صوته حين هتف: ايه اللي حصل احكيلي.
-       سارة: لأ مش النهاردة .. احكيلك لما اشوفك، انت النهاردة فيك اللي مكفيك.
-       علي: لوسمحتي احكي انا عاوز اسمع مشاكلك.... وبصراحة اكتر انا عاوز أفضل اسمع صوتك.
-       تنهدت سارة وقالت: بص هي حاجة تافهة بس ضايقتني اوي.. في الشغل امبارح حصل موقف مش لذيذ.. واحد معانا عمل حاجة غلط في الشغل فأنا صلحلتهاله و قولتله على فكرة انت عملت دي غلط.. المهم مرضيش يسمعني وفضل مصمم علي رأيه وسلم الشغل للكلاينت بالشكل ده.. طبعا الكلاينت معجبوش، الولد ده راح الإدارة وقالهم ان انا اللي علمته يعمل الشغل بالطريقة دي.. وان دي كانت توجيهاتي.. طبعا هو عمل ده علشان يخرج منها.. بس اللي ضايقني أنى عرفت النهاردة ان ال  " الفيدباك" ده اخدته الإدارة عني وانه هيأثر على تقييمي السنوي.
-       همس علي بحنان: معلش حبيبتي متضايقيش نفسك.. و انتي قولتي اهو، هو عمل كده بس علشان يخرج من الموقف مش اكتر.
-       سارة: عارف يا علي انا مش مضايقة منه قد ما انا مضايقة من الإدارة اللي حتى مكلفوش خاطرهم يسألوني ده حصل ولا لأ... كمان انت عارف انا بقالي شوية مش مبسوطة في الشغل.. وحاسة بضغط رهيب منه. 
-       علي: خلاص متخليش حاجة تضغط عليكي بالشكل ده ..... لو مضايقة من الشغل سيبيه ودوري على شغل تاني.
-       ضحكت سارة بخفة: مش بالسهولة دي هو حد لاقي شغل في البلد دي
-       علي: طيب بصي أدم صاحبي كنت سامعه بيقول ان الشركة اللي هو بيشتغل معاها طالبة ناس.. وهو في مجال قريب من المجال اللي انتي شغاله فيه.. تحبي اكلمهولك؟
-       هتفت سارة بحماس: بجد .. ياريت طبعا.
-       همس علي: مبسوطة يا حبيبتي؟
-       هتفت سارة ساخرة: هو ايه حكاية حبيبتي حبيبتي اللي كترت في الكلام فجأة دي؟
-       ضحك علي بشدة: ايوه هي دي سارة اللي انا اعرفها بلماضتها..  والله كنت باقولها وعارف أنك هتعلقي مش هتسيبها تعدي كده، بعدين مالها حبيبتي؟ ما انتي حبيبتي فعلا.
-       صمتت سارة للحظات ثم همست بخجل: ماشي.
-       علي: معلش انا وصلت خلاص عند بيت أحمد.. هاطلع و هاكلمك الصبح ولو فاضية نتقابل علشان نكمل كلامنا.
-       سارة: معلش بس ثانيه واحدة... هي مرات أحمد في البيت؟
-       ضحك علي بخفة: بتغيري؟
-       ارتبكت نبرتها وقالت: لأ مش الفكرة.. بس يعني مينفعش تطلع البيت وهي لوحدها فيه.
-       ضحك علي مجددا وهتف: اعترفي أنك بتغيري عليا.
-       قالت سارة بحدة: لأ مبغيرش على حد انا.. انا بقولك الصح.
-       هتف علي مثيرا غيرتها أكثر: على فكرة مش مراته بس دي اخته كمان موجودة
-       أخيرا خرجت سارة عن شعورها وصاحت بحدة: خلاص يبقي متطلعش ما تكلم أي حد ينزلك اللي انت عاوزه... ثم اردفت بنبرة أكتر حدة: ما هو مينفعش كده
-       ضغط علي علي كلمته أكثر وقال: بتغيييييييييري؟؟
-       هتفت سارة بحدة ونفاذ صبر: ايوه بتنيل خلاص.
-       ضحك علي وقال مطمئنا اياها: متخافيش يا ستي.. مرآته مش فوق.. أحمد طلق مرآته أصلا... واللي موجود فوق خالد لوحده.
-       هتفت سارة بنبرة طفولية لكنها أهدأ: طيب واخته موجودة؟
-       ضحك علي بخفة: بصراحة أه اخته موجودة.
-       صاحت سارة وكأنها طفلة ترفض الذهاب إلى المدرسة: يووووووووه يبقي مش هتطلع.
-       ازدادت ضحكات علي وهتف : اهدي بس انتي اتجننتي فجأة ليه كده.. اخته موجودة في شقتهم ومعاها يارا مرات خالد خلاص كده... 
-       ظهرت نبرة الاستغراب في صوت سارة وهي تسأل: طيب وهو خالد قاعد ليه في شقة أحمد؟
-       علي: بكرة بقي احكيلك على مشاكلهم العائلية دي، دلوقتي خليني الحق اجيب الحاجات وارجعله المستشفى.
-       سارة: ماشي بس ابقي طمني عليك.
-       علي: سلام يا حبيبتي.
-       سارة: سلام.
أنهي علي المكالمة وصعد إلي شقة أحمد كي يأتي بما طلبه منه صديقة.. بينما في هذه الاثناء كان أدم قد وصل توا إلى منزله مرهقا من يوم ملئ بالأحداث.. دخل غرفته بعد استجوابات من والدته عما حدث مع والدة أحمد.. وطلب بان تزورها في الصباح.... وما ان ألقى أدم جسده على الفراش حتي وجد هاتفه يرن.. مد يده الي المنضدة بجوار فراشه وجذب الهاتف في تأفف.. لكن ما ان نظر في شاشة الهاتف حتى قفز من مكانه وانفرجت اساريره وأجاب مسرعا.
أدم: ليلي
ليلي: ازيك يا أدم اخبارك ايه؟
أدم: الحمد لله تمام .. انتي كويسة؟
ليلي: معلش اسفة أنى باكلمك متأخر كده.. بس قلت علشان تكون فاضي معندكش شغل.
أدم: لا طبعا كلميني في أي وقت.. انتي عارفة لو مش فاضي افضالك.. بس انتي كويسة؟
ليلي: مش عارفة.. بس حسيت إني عايزة اكلمك... يعني من ساعة ما اقابلنا توقعت أنك هتكلمني بصراحة بس لقيتك متكلمتش
أدم: معلش هو انا فعلا كنت هاكلمك بس انشغلت اوي في الشغل.
دخلت والدة أدم عليه اثناء المكالمة وهتفت بصوت عالي: أدم حبيبي متنساش تصحيني الصبح معاك علشان ننزل سوا.
أدم: معلش خليكي معايا ثواني... ثم وجه كلامه لوالدته بنبرة حانية: حاضر يا حبيبتي.
بدى الضيق واضحا علي نبرة ليلي حين همست: ايه ده انت اتجوزت؟
ادم: لأ دي ماما.
ليلي: أأه ربنا يخليهالك.. انا افتكرتها مراتك
أدم: لأ انا مش متجوز
ليلي: وانت متجوزتش السنين دي كلها ليه؟
أدم: ملقيتش البنت اللي أحبها زي ما..... زي ما حبيت قبل كده.
ليلي: ايه ده انت كنت بتحب قبل كده.. ازاي عمرك ما حكيتلي.
أدم: حكاية قديمة متشغليش بالك... المهم انتي اخبارك ايه؟
ليلي: مبسوطة جدا أنى أخيرا رجعت مصر.. انت مش متخيل حياتي هناك كانت عاملة ازاي.. حاسة ان روحي بترجعلي تاني.. كنت نسيت نفسي وانا هناك.. كنت واحدة تانيه غير ليلي اللي انت تعرفها.
أدم: الحمد لله أنك هنا دلوقتي.. متفكريش في أي حاجة عدت خلاص.
همست ليلي بدلال: وانت بقي مش هتحكيلي عن حياتك في الفترة اللي فاتت.
أدم: كنت باشتغل.. مفيش أي جديد يتحكي يعني... كنت مركز الفترة اللي فاتت في شغلي.. و الحمد لله بقي عندي اسم كويس في السوق.
ليلي: بتشتغل مع فنانين بقي وممثلين وكدا.
أدم: اه بس مش طول الوقت لما باكون في القناة بس.
ليلي: ومفيش أي واحدة منهم عجباك يعيني كده ولا كده .. قول ونخطبهالك علي طول.
أدم: لا مش بيعجبوني أصلا... بعدين انتي عارفة انا مش بتاع الحاجات دي
ضحكت ليلي ضحكة اذابت قلب أدم الذي حاول ان يتماسك من بداية المكالمة... مما جعله يهمس: بقولك ايه انا عندي يوم التلات أجازة تيجي نتغدي سوا.. انا اعرف مطعم جديد فاتح أكله حلو اوي.
ليلي: مبدأيا مفيش مشكلة.. خليني اظبط ظروفي واكيد هنتكلم تاني نأكد على بعض الميعاد...انا هاروح اشوف بابا بينادي عليا.... باي
أدم: باي
أغلق أدم  الهاتف وهو لازال مستلقي على فراشه.. سرح في ليلي.. وكيف انه محظوظ انه وجدها مرة اخري بعد هذه السنوات... بعض الناس حين يفقدون الأحبة لا تسمح لهم الحياة بفرصة ثانيه... وها هي الحياة تهديه فرصة ثانيه ليكون مع من يحب.. يجب عليه ان يستغلها جيدا... لقد انتظر سنوات دون ان يفصح لها عن مكنون صدره.. لابد ان يخبرها ويهتف للعالم بأكمله بمليء فاه.. انا بحب ليلي..... ضم أدم وسادته الي صدره وابتسم وراح في ثبات عميق.
بينما في المستشفى.. كان النوم قد جفا عيني أحمد وعلي فظلا يتسامران طوال الليل.
-       علي: انا اطمنت على ندي متخافش بقيت أحسن وهديت شوية و يارا هتبات معاها كمان.
-       تنهد أحمد براحة: الحمد لله.. والله بتصعب عليا ندي، صغيرة على اللي بيحصلها ده... ماما حملها تقيل ومرضها صعب.. وهي لسة صغيرة على المسؤولية دي.
-       ربت علي على كفه الموضوعة على مسند مقعده: متخافش كلنا معاها. وان شاء الله فترة وتعدي وطنط تبقي كويسة.
-       أحمد: يارب.
-       غمز علي وقال مازحا: بس قولي ايه اللي جاب هدي النهاردة؟
-       اتسعت عيني أحمد وقال: معرفش... انا حتى معرفش هي عرفت ازاي ان ماما تعبانة
-       غمز له علي وقال ضاحكا: جت علشانك يا جميل.. بس مش كانت المفروض اللي تبات مع اختك هي مريم.. تحب أكلمها؟
-       تغيرت ملامح أحمد وهتف: لأ.... من فضلك.. خلاص مريم بره حياتي.. حتى لو كلمتها هي مش هتيجي.. أصلا هي من قبل الطلاق بفترة مبقيتش عارف هي فيها ايه ولا عايزة ايه.. بس اللي لازم تعرفه ان الطلاق كان قرار مشترك.. هي كمان مكنتش عايزة تكمل معايا.. كانت بتقولي انها مبقيتش طايقاني.. هي بس عايزاني ادلعها واخرجها واسفرها لكن لو أي حاجة غير كده يبقي انا مبحبهاش و زفت.. واكيد مفيش حد يقدر على كده طول الوقت.. انا كنت باعمل ده على قد ما اقدر مع ظروفي بس هي مكنش عاجبها.. خلاص بقي هي تروح تشوف حياتها مع حد تاني فاضي يخرج ويدلع طول الوقت و لو اني متأكد انها مش هتلاقي... من فضلك متجيبس سيرة مريم تاني كفاية اللي انا فيه.
-       علي: خلاص اللي تشوفه يا صاحبي.
-       أحمد: بقولك ايه انا قررت إني اسيب شغلي في شركة الاتصالات و اكتفي بس بالشغل في الشركة بتاعتنا.. بصراحة مش قادر علي الاتنين مع بعض؟
-       علي: طبعا يا حبيبي اللي تشوفه انسب ليك.
-       أحمد: بصراحة انا شايف ان ده هيكون الوقت المناسب.. انا هاقعد أسبوع مع ماما هنا وبعد العملية هتكون محتاجة رعاية و جلسات اشعاعي مش هاقدر اعمل كل حاجة مع شغلتين.... كمان انا كنت بافكر طبعا او انت موافق ان ميبقاش شغلي في الشركة الإدارة بس.. ابقي انزل اشتغل بنفسي معاك ومع الشباب في الشركة.
-       علي: اه طبعا، ده شيء يفرحني تنزل معانا وتمسك بروجيكت كمان.. أصلا الحمد لله الشركة بتكبر وداخلين على مشروعات كبيرة
-       أحمد: ربنا يعمل اللي فيه الخير.
و في الصباح اضاء هاتف علي معلنا مكالمة واردة، دون أن ينظر إلي الهاتف أمسكه بتكاسل واجاب.. فنومه كان قلقا طوال الليل حيث ان والدة أحمد لم تكن في أحسن حال.
-       علي بصوت ناعس: ألو
-       سرت قشعريرة في جسد سارة ما ان سمعت صوته الناعس وهمست: لسة نايم؟
-       تثائب علي بكسل: هي الساعه كام؟
-       سارة: 9 ... اسفة لو صحيتك
-       علي: لا يا حبيبي كويس أنك صحتيني، انا عندي ميتنج مهم كمان ساعة يادوب الحق.
-       همست سارة: طيب انا تحت المستشفى ممكن تنزلي 5 دقايق بس جايبالك حاجة
-       اعتدل علي من نومته، وهتف بفضول: جايبة ايه؟
-       قالت سارة بنفاذ صبر: انا بلف بقالي نص ساعة ومفيش ركنة خالص و اتاخرت علي الشغل ممكن تنجز.
-       علي: طيب حاضر نازل.
-        
نفض علي الغطاء من فوقه وتوجه ناحية باب الغرفة لينزل إلي  سارة ... وبمجرد خروجه من باب الغرفة، رن هاتف أحمد.. فتح عينيه بثقل ونظر إلي الشاشة المضيئة باسم هدي، انفرجت شفتاه عن ابتسامة صغيرة، فتح الهاتف واتاه صوتها العذب يهمس.
-       هدي: صباح الخير يا احمد... ماما عاملة ايه دلوقتي.
-       أحمد: الحمد لله حالتها زي ما هي بس المسكنات والادوية خلوها تنام
-       هدي: ربنا يطمنك عليها.. بقولك ايه انا عارفة اكيد انت هتنسي نفسك في وسط كل ده انا طلبتلك فطار وقهوة والمندوب بتاع التوصيل واقف تحت ممكن بس تستلم منه.. اه انا عملت حساب علي كمان، انا عرفت انه بات معاك.
-       هتف أحمد شاكرا اياها: شكرا بجد ملوش لزوم.
-       هدي: مش وقت شكر الراجل واقف تحت من شوية.. يلا باي باي دلوقتي.
أغلقت هدي الخط وتوجه أحمد حيث الاستقبال لاستلام الطلب بينما في هذه الاثناء، كان علي يبحث بعينيه عن سيارة سارة حيث أن الزحام كان شديدا امام باب المشفي..
-       حين وقعت عين سارة عليه ابتسمت، لكنها سرعان ما خفتت ابتسامتها وهتفت بضيق: كل ده تأخير يا علي بقولك متأخرة على الشغل..
-       علي: اسف يا حبيبتي الاسانسير كان زحمة ومفيش غير اسانسير واحد بس.
-       ناولته سارة كوبان من القهوة وشنطة ورقية وهتفت بابتسامة اذابت اوصال قلبه: اتفضل انا جبتلك كوفي وفطار ليك انت وأحمد.. قلت أكيد في الدوشة دي كلها هتنسي نفسك.
-       ابتسم علي وهمس وهو يمد يديه ليأخذ منها الكوبان: فعلا انا محتاج الكوفي دي اووي.. ثم نظر إاليها وغمز بعينيه: بس قوليلي ايه الحلاوة والشياكة دي كلها؟ و لا انا بيتهيألي و لسة مفوقتش و لا ايه؟
-       هتفت سارة بحنقة: لا مفوقتش.. يلا سلام
-       مدت سارة يديها إلي مفتاح السيارة تديره، لكن علي أوقفها وهو يهتف: استني بس... كله قفش كده... هاخلص الميتنج اللي عندي و أعدي عليكي نتغدي سوا.. مش معقول اسيب الحلاوة دي كده.
-       احمرت وجنتي سارة لكنها أردفت: لأ انت شكلك تعبان ومرهق خلص ميتنج وروح نام و نتقابل يوم تاني.
-       هتف علي بحدة: قلت هنتغدي سوا يبقي هنتغدي سوا.. هاعدي اخدك من عند الشغل الساعه 4 تمام؟
-       رفعت سارة كتفيها باستسلام وهمست: طيب تمام .... يلا بقي انا بجد اتاخرت و كده هاترفد
-       ضحك علي بخفة: خليهم يرفدوكي و هاشغلك عندي
-       عقدت سارة حاجبيتها وهتفت: بطل رخامة بقي.. سلام.
-       استوقفها علي مرة أخري وهتف: استني
-       هتفت سارة بصبر نافذ: ايه تاااااني؟
-       نظر لها علي نظرة مليئة بالحنان والامتنان وهمس: شكرا.
-       ابتسمت له سارة بخجل ثم همست: باااااي
انطلقت سارة بسيارتها ... وصعد علي الي الغرفة حاملا كوبين من القهوة وكيس ورقي وما ان ترجل من المصعد حتي وجد امامه أحمد يحمل كوبين من القهوة وكيس ورقي هو الأخر نظر كل منهما الي الاخر وانفجرا ضاحكين...
-       هتف أحمد ضاحكا: اتاري الحياة فيها حاجات كتير حلوة وانا مكنتش واخد بالي.
-       ابتسم علي بخفة: الحياة حلوة بس انت اللي كنت متجوز..... أشار علي إلي الكيس الذي يحمله أحمد وقال متسائلا: هدي؟
-       اوماء أحمد رأسه بالإيجاب: اه
-       غمز علي بعينيه وضحك بخفة: حنينه اووي
-       عقد أحمد حاجبيه وقال بحدة: ما تتلم بقي ما انت برضه سارة جابتلك حاجات وانا متكلمتش.
-       وكزه علي في كتفه وقال مازحا: ماشي يا عم الله يسهلواا
-       هتف أحمد بجدية: انا بجد تعبتك معايا يا علي.
-       علي: انت عبيط يا ابني؟ احنا اخوات... انا بس هستأذنك ساعتين كده اروح الشركة اشوف الأحوال فيها ايه.. كمان عندنا ميتنج مهم النهاردة مع شركة **** اللي في دبي علشان عاوزنا نعملهم سوفت وير سيستم للشركة بتاعتهم.
-       خبط أحمد مقدمة رأسه: ايوه صح افتكرت انا كنت نسيته خالص وسط الدربكة اللي حصلت.. طيب انت تمام تحضر الميتنج ده لوحدك؟
-       علي: اه تمام كده كده انا وانت كنا متفقين على كل حاجة قبل كده.. ولو في حاجة ظهرت جديد هابقي اظبط انا متقلقش. 
-       أحمد: يلا علشان متتأخرش على الميعاد بتاعك.
أنطلق علي مسرعا ليحضر اجتماعه.. بينما ظل أحمد مع والدته.. وفي منزل أحمد كان خالد يستعد للذهاب لعمله حين سمع دقات علي باب الشقة فهرول مسرعا للإجابة و ما ان فتح الباب حتي وجد يارا زوجته تقف أمامه.
هتف خالد بقلق: ايه يا يارا في حاجة؟ ندي محتاجة حاجة؟
ابتسمت يارا وهمست: لأ يا خالد كله كويس.
- خالد: امال في ايه؟ خضتنيني
- يارا: انا حبيت بس اجي اشوفك لو محتاج حاجة قبل ما تنزل.
ضمها خالد إلي صدره بحنان: يا حبيبتي انا كويس الحمد لله.
ابتعدت يارا عنه خطوة وقالت: لأ يا خالد مش كويسين و احنا بعيد عن بعض.. انت وحشتني اوي.
ضمها خالد إلي صدره من جديد وربت على ظهرها بحنان... أخذ نفسا طويلا فغلف صدره بعبير عطرها ثم أردف: و انتي كمان وحشتنيني أوي
همست يارا والدموع تلمع في عينيها: طيب ولو وحشتك بجد قاعد هنا بتعمل ايه؟
- ابعدها خالد عن صدره: انتي شايفة الظروف انا مينفعش اسيب أحمد لوحده ... كمان ندي صغيره وهو مطمن اكتر وعارف اني موجود هنا.
- يارا في تهكم: وهو مفروض أنى اسيب جوزي قاعد هنا مع ندي الصغيرة اللي عندها 20 سنة؟
ابتسم خالد بخفة: حبيبتي انتي بتغيري منها؟ انا كنت باجيب ندي من الحضانه .. ازاي تفكري في حاجة زي دي.. وبعدين انتي مش واثقة في جوزك ولا ايه؟
- يارا: اكيد يا حبيبي انا واثقة فيك.. بس انا مبثقش في أي ست تانيه حتى لو بنتك... المهم ممكن ترجع البيت بقي.
- خالد: حاضر يا حبيبتي الظروف بس تتحسن مع أحمد و هتلاقيني رجعت على طول.. ولو تحبي تعالي انتي كل يوم باتي مع ندي وانا هاخلي أدم ييجي يبات معايا لحد اما أحمد ومامته يرجعوا البيت.
تنهدت يارا: صعب .... انت عارف أنى اسيب البيت الفترة دي وعلشان الشغل كمان مش هاقدر.. المكان هنا بعيد عن الشغل... انا يادوب الحق انزل أخد هدي ونتحرك.
-ظهرت علامات التعجب على صوت خالد وهتف: تاخدي هدي؟ هي هدي تحت معاكي؟
اومأت يارا: اه 
- خالد: انا فكرت انها مشيت بعد ما سيبتكوا امبارح.. قولت هتسهر شوية معاكي وتروح.. بس غريبة انها تبات في بيت حد غريب متعرفهوش.. دي اول مرة تشوف ندي النهاردة.
- يارا: انت عارف هدي عشرية وبتحب الناس ... وندي صعبانه عليها اوي..... وهي عايشة في شقة هنا لوحدها انت عارف أهلها مش من القاهرة.. فا قولتلها تبات معانا بدل ما تسوق بالليل لوحدها.
- ضحك خالد بخفة وهو يغمز بعينيه: بقولك ايه انا حاسس انها عنيها من أحمد.
- وكزته يارا في كتفه: ايه عنيها منه والالفاظ دي..  انا كمان حاسة ان في حاجة كده بس هي مقالتليش حاجة .. هو أحمد قالك حاجة؟
- خالد: انا حاسس ان أحمد مشدود لها.. بس انا خايف تكون مشاعره ناحيتها مش حقيقية.. انتي عارفة هو لسة خارج من تجربة صعبة مع مريم ملحقش يفوق منها.. 
- يارا: انا بصراحة نفسي يبقوا مع بعض.. نفسي هدي تتخطي اللي حصلها وتقدر تحب تاني.
- خالد: مش هانكر أنى انا كمان نفسي يكونوا مع بعض.. هما لايقين على بعض اووي تحسي انهم شبه بعض كده حتى في الشكل.. وبصراحة انا صاحبي أي بنت تتمناه.
- يارا: أفضل انت كده فخم في صاحبك.. وانت عارف لو زعل هدي انا هاعمل فيكوا كلكوا ايه.
ابتسم خالد بخفة: طيب هنفضل نرغي كده واتأخر انا على الشغل؟ 
همست يارا بدلال: يعني الشغل أهم مني؟
ضحك خالد: بصراحة يا حبيبتي أه.. الشغل بيجيبلي فلوس لكن انتي بتخسريني فلوس. 
هم خالد بالخروج من الباب لكن استوقفته يارا، أمسكت بذراعه وهمست: خلي بالك من نفسك يا خالد 
وضع خالد قبلة صغيرة على وجنة يارا وانطلق مسرعا لعمله…..

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent