رواية تحت سماء البيبي بلو الفصل الخامس والاخير 5 - بقلم نور عماد
انتهى يوم الجامعة أخيرًا، غادرت ليان مع تمارا بخطوات هادئة بينما كانت تثرثران كالعادة عن المحاضرات والطلاب. لكن في قلب يوسف، كان هناك شيء مختلف تمامًا يُطبخ بصمت. بعد أن ودّع الفتاتين، توجّه مباشرة نحو قاعة صغيرة بجوار منزله كان يعرفها جيدًا.
دخل بخطواتٍ واثقة وهو يشعر أن قلبه يكاد يقفز من صدره. استقبله صاحب القاعة بابتسامة وقال:
– "أهلًا يا باشا، اتفضل."
اقترب يوسف وهمس:
– "أنا عاوز أعمل هنا احتفال... لصحبتي، أو خليني أقولها بصراحة: لحبيبتي."
ضحك الرجل ضحكة قصيرة وقال مازحًا:
– "يا حبيبي! ما تقول من الأول. شوف عايزها تبقى إزاي وإحنا ننفذ."
ابتسم يوسف بخجل، ثم أكمل بثقة:
– "الجنينة الصناعية اللي عندكم... عاوزها كلها تبقى باللون الأزرق والبيبي بلو. عاوزها تبقى جنة، كأنها طالعة من حلم."
الراجل اتسعت عينيه بدهشة، ثم هز رأسه وقال:
– "تمام يا فندم. ادينا ساعة، وهتلاقي كل اللي بتحلم بيه متجهز."
دفع يوسف تكاليف التزيين بسخاء، ثم خرج وهو يتخيل وجه ليان حين ترى المشهد. في المساء، عاد إلى بيته ليجهز نفسه، أخرج بدلة بيضاء أنيقة ظل محتفظًا بها لهذه اللحظة، ووقف أمام المرآة يتفقد ملامحه بابتسامة قلقة لكنه سعيد.
في نفس الوقت، كانت تمارا تنفذ الجزء الأهم من الخطة. اتصلت بليان قائلة:
– "ليان، قومي البسي وانزلي بسرعة عشان نشتري شوية حاجات."
ردت ليان بخفة:
– "ماشي يا قمر."
وبعد دقائق، التقتا في محل صغير للأزياء. فاجأت تمارا صديقتها بفستان باللون البيبي بلو، ناعم كأنه قطعة من السماء. مدت لها الكيس وقالت بحماس:
– "ده مني ليكي. هدية صغيرة."
اندهشت ليان، وعيناها امتلأتا بدموع فرحة. احتضنتها قائلة:
– "يا روحي، بحبك أوي يا تمارا."
ابتسمت تمارا:
– "وأنا كمان، يا أميرة. بس لازم تلبسيه بكرة... عندنا مشوار مهم."
لم ترد تمارا أن تكشف شيئًا أكثر، بينما ظلت ليان غارقة في فضولها.
جاء اليوم الموعود. اتصل يوسف بتمارا يخبرها أن كل شيء جاهز، وأرسل لها العنوان. ارتدت ليان الفستان الأزرق، فبدا كأنه خُلق خصيصًا لها، مع شعرها المنسدل وابتسامتها البريئة التي لا تفارقها. حين رأتها تمارا لم تتمالك نفسها وقالت بدهشة:
– "إيه الحلاوة دي؟ ديزني تبعتلك عقد فورًا!"
خجلت ليان وابتسمت، ثم انطلقا سويًا.
عند وصولهما إلى القاعة، دخلت ليان بخطوات مترددة. فجأة توقفت عيناها، واتسعتا باندهاش: المكان تحوّل فعلًا إلى جنة بيبي بلو. أشجار صناعية بأوراق زرقاء، بالونات تتأرجح في الهواء، وأضواء هادئة تعكس سحرًا لم تره من قبل. وقفت مبهورة وهي تهمس لنفسها:
– "ده... ده نفس حلمي."
التفتت تبحث عن تمارا، لكن صديقتها اختفت في هدوء. وفي اللحظة التالية، دخل يوسف من بين الممر المزدان بالورود الزرقاء، مرتديًا بدلته البيضاء. اقترب بخطوات واثقة، ابتسامة دافئة تملأ وجهه، حتى وقف أمامها ومد يده إليها.
– "كل سنة وأنتِ طيبة، يا ليان."
شعرت بخفقات قلبها تتسارع، دموعها كادت تنهمر وهي تدرك أن اليوم عيد ميلادها. ابتسمت ابتسامة طفولية، وارتجفت أصابعها حين لامست يده. فجأة، انحنى يوسف أمامها، وأخرج خاتمًا بسيطًا لكنه مليء بالمعنى.
– "أنا بحبك... من قلبي. هل تقبلين يا أميرتي أن تكوني جزءًا من عالمي؟"
تسمرت ليان لحظة، ثم ابتسمت بخجل جميل، وأجابت بدلعها العفوي:
– "موافقة جدًا... يا فارس أحلامي."
أخذ يوسف يلبسها الخاتم وسط تصفيق مفاجئ من الموجودين حولهم. الأضواء الزرقاء انعكست في عينيها، فجعلت المشهد أقرب إلى لوحة من الخيال. تمارا ظهرت من بعيد، تلوح وتضحك بفخر، وكأنها تقول: "اتحقق الحلم يا أميرة."
ليان أغمضت عينيها لحظة، ثم همست بصوت يكاد يُسمع:
– "يمكن كنت فاكرة البستان الأزرق حلم... بس النهاردة عرفت إن الأحلام بتتحقق تحت سماء البيبي بلو."
✨ النهاية ✨
"أحيانًا، لا تحتاج الأحلام سوى إلى قلب صادق يقرر أن يحولها إلى حقيقة.
يتبع روايات جديدهوحصريه اضغط هنا
•تابع الفصل التالي "رواية تحت سماء البيبي بلو" اضغط على اسم الرواية