Ads by Google X

رواية عشقت إمرأة خطرة الفصل الحادي والخمسون والاخير 51 - بقلم ياسمينا احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية عشقت إمرأة خطرة الفصل الحادي والخمسون 51 - بقلم ياسمينا احمد

"الواحدة خمسون والاخيره "

عاهدونى أن لا تأخروا صلاتكم لأجل قراءة الحلقه عاهدونى أن لا تلهيكم عن ذكر الله
عاهدوني ان وجدوا منى ما ينفر او يحرك مشاعرك نحو شئ فج أن تخبرونى
عادهدونى ان كما اجتمعنا بالدنيا نجتمع كلنا فى الجنه ...
قراءة ممتعه❤️
جلست امام شرفتها الزجاجية الكبيرة تتأمل حركة الزهور المتمايلة مع نسيم الهواء بيدها كوبا دافئا تحتسي منه وذهنها بالكامل شارد حتى أنها غفلت تماما عن عين زيد التى رصدتها من مده دون ملل أو حتى محو ابتسامته المعجبه وكأنه ينظر الى كنز ثمين يتباها به بينه وبين نفسه فقط ينتظر بتمهل اللحظه التى تلتف له ليقول كلمه واحده لا يعرف غيرها :
-بحبك
كلمة عادية قيلت لآلاف المرات بالصدق والكذب وبالاحتيال والخبث والمكر ،لكن منه هو كانت تقال بطعم مختلف وبطريقة مميزه ربما هذا عائد لأن كل جوارحه تنتطقها معه وتندفع بحرارة مشاعر لم يسبق ولم يكون

-بـــحـــبــك..
أخيرا التفت وسمعتها بتلك اللهفة لسمعها وقولها وبعدها ابتسمت وخطفته فى عالم آخر ..

عزف عالى عزفته قلوبهم معا حتى فى صمتهم عشق ونظراتهم كلها تودد وحكايات ما كانت القلوب تتصل بقوة إلا بعد محن وصعاب مرت بهم وظلت على العهد وأمتتن الحبل بالثقة وطوق بالتضحيه وعقد على صبر وتحمل فبكل هذا تفتح القلوب وتتآلف النفوس بالمواقف لا بالاقوال تزداد قوة ومتانه عندها تتفتت كل الحواجز ويصبح الفردين واحد حيث لا خذلان ولاخوف ولاندم ولا شك وإن غاب عن العين ففى القلب دائما أمـــــــــان .

وضع قبلة على ظهر يدها بحب وامسكت هى ايضا تمسكت بقبضه لتبادله نفس ذات القبلة مستنده فيما بعد الى كتفه ومسترخيه براحه سمعت نبرة صوته الحذره تستكشف شيئا ما فى أعماقها :
-إيه رايك تطلعي معايا رحلة

كانت بوزن ريشه عندما انتهى من جملته التفت له فى التو لتنظر لعينها وتسأله غير مصدقه:
-بجد !

قال متبسما:
-بجد اومال انا بهزر يعني ؟!

حركت رأسها بسرعه بالموافقة ثم تشتت فجأة وسألت:
-‏ والولاد ،هنعمل فيهم ايه ؟

اجابها مستخفا :
- ولاد مين انتى تعرفى عنهم حاجه هنسيبهم هنا طبعا

تردد قليلا وهتفت :
-نور ماشي انما اويس صعب دا لسة بيبى

جذبها اسفل إبطه وقال ممازحا :
-انتى هتعمليلى فيها ام يا بت انتى ولا ايه ؟

سألته وهى تجابه لتتخلص من ترنحها اسفل يده:
- مش عاجباك ولا ايه انا شاحطه اهو

ظل يحركها اسفل إبطه ويعبث بخصلاتها المبعثره وهو يقول:
- فين اللى شاحطه دى انتى هتفضلى عيله فى عيني مهما تكبري حتى لو بقيتى عندك ١٠٠سنه انتى بنتي العيله

فجأة تملصت من قبضته وامسكت بتلابيه وعنفته بمزاح:
- عيله بس شقيه هفضل لزقلاك وعمالك مشاكل

ضحك وظهرت اسنانه اللامعه وحاول سحبها اليه حتى يتمكن منها وبقوته التى لا توزيها صبا وجدت نفسها بسرعه فوق ركبتيه كما أنه كبل ذراعيها للخلف لينظر لها بتسليه قائلا :

-شوفتى إنك عيله

نظرت الي عينه بما أنها ما عادت تملك أي قوة تؤلها للسيطرة عليه ولانها تعرف انه سيضعف بالتأكيد مهما حاول جاهدا تمالك نفسه لكن أى نفس سيملكها وهي بالأصل بيد "صبا "،عانقت عيناه عينها البندقية التي تجعله يسجد طائعا اضافة الى خصلاتها المتمرده التى تغطي جانبي وجهها بفوضوية جعلت منها لوحه مرسومه
افلت يدها فورا دون ادني مجهود لايملك امامها سوي الخضوع لن يقوي على أكثر من هذا.
صهلت ضحكاتها عاليا وظل هو يستمتع بالنظر لها دون فعل شي أخر بعد مرور كل هذه السنوات لم تتغير نظرته لها وكأنها اول مره يقع بها فى العشق او بسبب السقوط المتكرر يفقد الذاكرة ويعود يعشقها مرارا وتكرارا.

قالت بصوتها الرقيق:
- أي مكان معاك حلو يا زيزو حتى القاعده على الرصيف

ضمها الى قلبه بحنان وهتف :
-بتحلا الدنيا فى عينى وانتى جانبي

تمسكت بوجنتيه لتركز على عيناه وهي تخبره بصدق :
- انت هدية ربنا ليا

ابتسم فما عاد يعرف من أي باب يصد هذا الهجوم القوي على قلبة الذي اهترأ عشقا لتلك الخطيرة التى ستكون سبب هلاكه الحتمي فى هواها .
أجفل محاولا التعليم مما سبق فنهاية هذا سيجرده تماما من كل سبب لوجوده بالحياه إلاها ،لكن هو قدره وليس بإختياره هتف ليغير مسار كل شئ:
- قولى هتيجى معايا ولا هتفضلي خنقاني كدا كتير .

أجابته وكأنها فهمت حيلته اه من كل الشرقيون يخافون الحب أكثر من العيش فيه وان كانت هى أكثر الطامعين:
- هنروح فين بقي ؟

اغمض طرف عينه وقال :
-خمني
فكرت قليلا ثم حذرت سريعاً:
-المزرعه
تحولت نظرته للاستخفاف التام ثم نفض رأسه هازئا وهو يقول:
-اما انتى عندك محدوديه فكر وغباء طفلة

صاحت به مزمجره:
- انا مش غبيه

رمقها ببرود ثم هتف ساخرا :
- يعني بقولك رحلة وهنسيب العيال وانتى تقوليلى المزرعه طيب اطمعى شوية عشان ترسي فى الآخر على المزرعه

تشبثت بعنقه وصاحت بضيق :
-وانا اعرف منين ما انت على طول مش فاضي

حاول الفكك من قبضتها مباعدا يدها وهو يقول :
- وانا اللى كنت هاخد رأيك انتى معدل ذكائك نفس معدل ذكاء الارنب

لم تجد بُد من فهم قصده ،فحاولت التركيز لمجاراته صمتت قليلا ثم حدقت به مليا لتسأله بتدقيق:
- انت واخد اجازة ؟
أؤمأ بالموافقه مع ابتسامة باهته،نظرت له مخمنه ومتسأله فى ذات الوقت:
-انت طالع الرحلة دى ليه بقى
تطالع اليه بخبث وابتسامه ماكره طفت على شفاه ،رفع يده لخصلاتها المتدليه بالقرب من وجهه وهتف مبتسما:
-عشان نجهز نفسها نجيب شمس بنت شبهك يا شمسي

قفزت من فوقه وتزامن هذا مع صراخه معترضه:
-ايـــه ؟

اعتدل سريعا محاولا اعادتها لنفس الوضع ولكنها لاذت بالفرار وهى تصيح بانفعال:
-انا بعيط من الاتنين تقولى اجيب تانى

وثب من مقعده وهتف متعجباً:
-يا بنتي انا بشوف معاكي عيال ما طول اليوم مع أمي

وضعت يدها فى جانبيها وردت بضيق:
- ما دا كمان مضايقني
سألته بحده وهى تشير نحوه :
-مش كنت بتقول قطعت الخلف خلاص

نظر لها دون اكتراث وحرك كتفه بخفه مجيبا:
- عادي نفسي اتفتحت .
تحولت نبرته لأخري هادئه لطيفه تمتلئ بالرجاء:
- بنت يا صبا نفسي في بنت منك

لاحظ تأثرها فإستغل هذا واقترب اكثر ليمحي المسافه بينه وبينها أمسك من جديد بخصلاتها وأضاف برقة :
- نفس لون عيونك اللى من الجنه وضحكتها زي ضحكتك اللي زي الاغنيه شعرها مجنون زيها كل خصلة مش شبه التانيه بنت أشم فيها ريحتك بنت أبصلها أشوفك ويكون عندي من صبا نسختين وألاقي زيك فين غير بنت منك

بيقولوا الأب يظل عقيم حتي ينجب أنثي .

أغرقها فى سحر كلماته وتشبيه لها ورغبته الملحه التي تفضح كم هو مغرما بها لم تحتاج تأكيد لكن هو أثبت بأكثر من طريقة أنها استوطنت قلبه وعقله .

ذكرها متسائلا:
-مش كنتي بتقوليلى هجبلك ولاد كتير مش وعديني

هتفت بيأس وكأنها تحت تأثيره:
-ايوا ما انا جبت

هتف وهو يلامس بشرتها بأطرافه بلطف:
-مش حاسسهم العيال دى انا عايز بنت تدلعني
رمقته بحده ،فأضاف موضحا:
-بنتنا يا صبا بنتنا

شرددت قليلا وتحمست للفكرة وهى تسترجع ذكري مريم قائله:
- وأسرح لها شعرها والبسها فساتين شبه فساتيني وتحط روج معايا وتلبس اكسوراتى وتلعب معايا
كانت كالشارد وكأنها أصيب بسهم سحري وعندها ابتسم زيد بسعادة لسهولة إقناعها وردد وهو يمسح على رأسها بلطف:
-مش بقولك عيله والله عيله

نظرت له محتده وكأنها تحذره فهتف متراجعا:
-ولو جبت الف بنت يا صبا هتفضلي إنتي بنتى الصغيرة.

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

في مكان بعيد

اسفل الشمس المتوهجه وامام إمتداد هائل من مياه البحر الصافية كانت يده تحتضن خصرها وخصلاتها المتعرجه تتطاير على وجنته وهو يضمها بقوة ،قلبها كان يدق بسرعه مفرطه من فرط السعادة لم تكن تعرف أنه سيسافر بها لأحد الجزر الصيفية البعيده ذات المنظر الخلاب والمنازال
المصممه فوق المياه والامواج الهادئه تحاوطهم وهم يقفان بالشرفه الخشبيه المأهولة لغرفتهم الانيقه صيحيح أن منزلها هناك بالمدينة تعشقه لكن أحبت هذا أيضا ولم تصدق وجهتها التى اتخذها بنفسه وصمم ان تكون مفأجاه والحقيقة أنه يختار مفاجآت إستثنائية.

-كل دا عشاني يا زيد ؟
سألته وهى تميل الى كتفه لتنظر الي وجهه الذي خلفها

نظر لها مطولا وسألها هو :
-تفتكري لو ما كنتيش موجوده فى كل الازمات اللى فاتت كنت هبقي عامل إزاي ؟
سؤاله احيا لديها الكثير من الفضول لنبش وراء ما يظنه عنها والتفت بكامل جسدها لتكون بين يديه وتسأله دون صبر:
- إنت شايف إن أنا كنت سبب فى إنك تعدي كل الأزمات ؟
تبادل السؤال بابتسامه وقال:
- وانتى مش شايفه انا كنت فين وبقيت فين ؟

ابتسمت بدورها وهتفت مراوغه:
-طبعا شايفه كنت الاول قمر ودلوقتي قمرين

ضيق طرف عينه ليعيدها لذكري لم تكن تغب عن باله
- ولا جلف زى ما قولتي

ضمت شفاها فى محاولة فاشلة لعدم الضحك لكن تتلات ضحكاتها وهو معها ضحك كثيرا على هذا لقد جبرتهم الحياة على مواصلة الحياة معا وكان إجبار القدر أجمل ما في الأمر لولاها لبقي عالقا بين الحياة والموت ولولاه لبقيت زوجة لأي رجل لمجرد التخلص منها .
تحدثت بعدما استطاعت ايقاف ضحكاتها :
-انا ما كنتش بطيقك وقتها ،بس كنت مستجدعاك عشان تمسكك مريم

حاول نفض الحزن عن قلبه بفقدان إبنته فى حادث أليم مستعينا بالرضا بما قسمه الله وبعوضه فى والديه ،رد بشرود فى ذكري أبعد :
-كنت بتجنب أشوفك أصلا كل مرة كانت بتقع عينى عليكي بحس إن قلبى بيعشقك وعقلي بقي يديني بالجذمه ويتريق عليا إني بحب عيله

ظلت تعاينه منتظر مزيد من الافصاح عن ما يكنه لها واخفاه،هو لم يحرمها واسترسل :

-لما جدو قال انك هتجوزى فى الفترة دي كنت مختلف معاه حاجه وقتها قالتلى انك ليا انا وبس حتى لو بعدتك بالساني وقولت موافق وفعلا جدو رفض بلال رفض قاطع
وانتى بسم الله ماشاء الله عليكِ ما خيبتيش ضربنى عيارين فى الهدف وقولتى مش هتجوز غير زيد .

أمسكت بكتفيه وتبتسم على تلك الفكرة الجهنمية التى انزلقت على لسانها لتجعلها الشريره بأعين الكل والتى رتبت لهدف وأرداته بينما هي أضعف من تعرف عاقبه الأمر حتى ،ردت على حديثه مبرئه نفسها:
-والله ما كنت متوقعه إنك توافق انا قولت بس كدا عشان احط العقده فى المنشار
وضع كفيه على خصرها وقال بجديه وهو يضحك :
- مش قولتلك جتينى فى ملعبي

تسائلت وقلبها ينبض فى الدقيقة الف نبضة:
- انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه؟

اجاب وهو يقربها اليه قائلا :
-انا اللى مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه ؟ومن غير الحب اللى ادتهولي ووقوفك جانبي وانا بطولي وتحملك كل شئ عشاني وعشان نحافظ على بيتنا ويبقى فى حياتنا أجمل اولاد

اطاح بوجهه لينظر للاتساع الخلاب من حولهم وأردف:
-كل دا مش كتير عليكي دا لسه فى كمان ليكي وكل اللى جاي ليكي

تعرفه وتعرف نبرة الصدق هذه يبدوا أن تلك المفاجاه لم تكن الاخيره ،سألته بشك:
-إنت ناوي على إيه؟

مال بجبهته الى جبينها وأجاب وهو ينظر كالمحموم لشفاها:
-ناوي أمسح من قلبك أي حاجه زعلتوا ناوي ما يكونش فيه غير فرح وسعاده وبس .
اضافت هى متأثره بعذب كلماته ومشاعره الدافئة:
- إنت أول كل حاجه وأخرها .

انتهي الكلام عند هذه النقطة وأطبق عليها يريد أن تنفذ الي قلبه وتسكن فى اعماقه وان يقضي ما تبقي من عمره بداخله حتى يطمئن أنها ستكون بخير .

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

طالة الرحلة واستمتعا سويا بالاجواء الجمالية والساحرة
لم يغفل زيد عن ترسيخ هذه الذكريات بكلمات معسولة لا تنسي خاصتا وان اليوم بالكامل كان يقضي بين البحر والغرفه والعبث بالمياه استغل هو هذا الصفاء ليطبع جمل موشومه فى عقلها ويرسخ حبه لها فى تلك الرحلة التى اعتبرها فاصل زمنى من كل الاحداث والحوادث التى مرت عليهم من يوم زواجهم دون هدنه وبالطبع لم يكتفي بكل هذا فالمشوار امامهم طويل والايام لن تنتهي بعد .

فتحت هاتفها لتتحدث مع "ونيسه" عبر شاشة الفيديو لتطمئن على ابنايها الذين تركتهم لديها لقضاء هذه العطله

لم تكن ونيسة تتخلي عن دور الحما المعروف لكن وجود الاطفال الى جوارها يجعلها تتقبل تلك الرحلة ل"زيد"و"صبا "قليلا
ردت مستفزه إياها بعدما ألحت لرويتهم عبرا الكاميرا الاماميه :
-انتى ما لكيش عندي ولاد مش اخدتى إبني مش انتى قولتى كدا هديكى ابنى وتاخدي إبني اديكى اتورطي وانا خدت اتنين
حاولت "صبا"تحملها وهتفت متحديه إياها:
- يا ونيسة بقى تبدلى زيد الغالي بإتنين بس وانا اللى كنت ناوية أجبلك التالت والله اخد زيد وما تشوفي وشي تانى وخلي الاتنين اللى عندك ينفعوكي

"ونيسه"هزت قدمها وبدت غير متأثره بما تقول وأجابت :
-براحتك هو كدا كدا بقى ما بيسألش عن أمه ما بقاش يعرف غيرك

هتفت صبا وهى تتفرس ملامح الضيق التى تعريها وتحاول ضخها عبر المزاح :
-لأ ازاى دا طول الرحله يقولي انا عايز ماما وديني ماما

رمقتها ونيسه بحده ثم حذرتها بنفس الطريقة:
-بت انتي ما تقوليش على ابني كدا زيد سيد البلد كلها

سألتها متعجبه :
- الله،طيب لي محسساني اني خطفاه

لوحت بيدها فى إشارة للصبر:
-اصبري اصبري انتى أمه مش هيتبرا منك عشان طلعت يومين شهر عسل .

ردت ونيسة ساخطه:
-عـــــسل ،عسل اي دا وانتى فى رقبتك عيلين .

قلبت صبا عينها بملل لن تنتهي من سماع هذا فهي تعلم جيدا انها غير موافقة على تلك الرحلة البعيده
-على ما فضينا بقى يا ماما انتى عارفه من يوم ما اتجوزنا والمصايب نازلة ترف زى ما يكون حد بصصلنا فى الجوازه دي .

قالت ونيسه وهى تنظر لصورتها المتحركة:
- انا ماعنديش مانع بس كان لازمتها ايه الشحطه من بلد لبلد ما كنتوا خلتيكم قريبين .

تحدثت صبا بتهكم :
-والله العظيم لو خدني للترعه اللى فى اول البلد ما هيعجبكوا برضوا بس يلا خليها فى قلبى

لوحت ونيسة محذره:
-بت ما ترجعيش تدى بلسانك

مطت شفاها وقالت مبتسمه:
-حـاضر
عادت تطالب منها بأدب:
-ممكن اشوف العيال بقى

نقلت ونيسه ونظرت بعيد ثم ادارت شاشة الهاتف ثوان معدودة واعادتها من جديد على وجهها سريعا لم يتسع لصبا حتى التدقيق في ملامحهم فهتفت ترجوها:
- انا ما لحقتش سيبى التليفون عليهم شويه

اعادت الكاميرا نحوهم وايضا باعدتها من جديد كادت صبا ان تنفجر من تصرفاتها وتعمدها مضايقتها لولا انها تملكت أعصابها وادركت ان ونيسة تريد نزع مواجها ومضايقتها فسالتها ببرود عكس كل النيران المتأججه بداخلها :
-إنتي بتذليني يعني ؟
ردت ونيسة متصنعه البراءة:
-يوه ما اقصدتش يا بنتى البتاع دا بيعلق
عندما وصلت لهذا قالت صبا بيأس:
-ااه بيعلق طيب عن اذنك بقى

منعتها ونيسة بضيق :
-هو اى اللى عن اذنك استني اقعدى معايا شويه

تحدثت صبا بإستسلام:
-طيب ما تجيبى الولاد على رجلك ونقعد كلنا سواء

تصنعت التعب وهتفت :
-رجلي وجعاتي

ردت صبا بتهكم:
-الف سلامه

تحدثت ونيسة متسائله ، تحاول اثارة جدل لصبا:
- هااا هتجبيلى ايه وانتى راجعه

نظرت لها صبا لثواني بدهشة ثم ردت باذدراء:
-اجبلك إيه مش فاهمه هو انا فى عمره انا فى جزيرة ما شوفتش حاجه غير المياه والسماء املاك قزتين مايه وملح من عندي

وكأن ونيسة باتت تستمتع برودها وتفرح بمشاكستها التى تحل لها مشكلة الفراغ الداخلي وتختلق معها احاديث فقط لتخرج لسانها الطويل عن صندوقه،فهتفت متعجبه:
-ياااختيه هو اخدك يقتلك ولا ايه ؟هى دى تبقي فسحه برضوا ؟

ابتسمت صبا والتى فهمتها سريعاً:
-اه شوفتى ابنك ابقى خلى بالك على العيال بقى لاحسن امبارح لاقيتوا جايب سكينه وبيقطع انانس بطريقة مريبه

لم ترضا ونيسه عن تهم ابنها بأي شئ تقريبا الأثنان يفهمان بعض جيدا ويعرف كلا منهم أين يضرب دون ان يترك أثر
-ما تقوليش كدا على زيد زيد مش قتال قتله ربنا يستر منك انتى .

زفرت صبا بتعب وردت :
-ااه منك يا حماتي مش حاسه بيا خالص

سألتها وقد بدى فى نبرتها القلق:
-لي عندك ايه؟

اجابت وهى تتفرس بإعجاب نبرة القلق البادره منها:
- عندى زيد هو زيد شويه برضوا
انهت الجملة بإيحاء لم يفوت ونيسة فسارعت بالقول :
- يا عينى عليك يا ابني لو تسمع كلامي اجوزك مرة كمان .

هنا ادركت صبا انها لن تنهي المكالمه إلا وهى على باب القصر فقالت ب:
-لااا احنا كدا مطولين فى الكلام ،بقولك ايه يا ماما لما نرجع نتكلم لاحسن شكلك كدا اعجبتى بلساني الطويل ومش عايزه تساعدينى ربنا يتوب عليا.

لم ترد ونيسة تركها فتحدثت دون اهتمام برغبتها فى انهاء المكالمه:
- ما نطول ايه يعني فى وراكي ايه هيفوتك الطواف ما انتى لسه قايلة انك مش فى الكعبه
قالت صبا بخبث:
- لا هلم هدومي واجيلك جري نشوف خناقة غير دي نستمع بيها ونطلع ترند لاحسن خيالك بدأ يشطح لوحده .

سألت ونيسة مدعيه عدم الفهم :
- خناقة ليه وفيها ايه لما يتجوز مش الشرع محلله اربعه ؟

تعجبت صبا من تبلدها والذي تعرف أنها تريد منها الانزلاق بالحديث وتعكير مزاجها حتى تسعد هى لكنها حاولت التريث والاعتماد الكامل على المراوغه والرد بأدب:
- والنبى يا ماما ابقى صلوا على النبي الاول ما تخلنيش نقلب بقى فى صحيفة الايمان بتاعتكم فى تاريخ العيلة

دخل "زيد" فى هذه اللحظة وقد بدا عليه اثار الانزعاج رقبت ونيسه كيف تحولت نظرتها لركن الغرفه وعندما سألت:
-كنت فين كل دا يا زيد ؟
تعال صوت "ونيسه"بلهفه:
-هاتي الكاميرا على إبني

استجابت صبا ولكن لم تعدى ثانيه الا وقلب الهاتف بإتجاهها مرة أخرى عندها هتفت ونيسة وهى تبتسم:
-يا بنت الابلسه
هزت رأسهاوقالت بفخر:
-أي خدمه يا ماما من عاشر القوم .

اضافت قبل ان تجرفها فى احاديث تملئ فراغها وتشغل صبا المتعجله لفهم ملامح الانزعاج على وجه زيد :
-سلام بقى لاحسن التليفون بيعلق.

أغلقت الهاتف ووضعته باهمال جوارها ثم زفرت لتستعيد أنفاسها ثم قفزت من مكانها لتقول بتلهف:
-مضايق ليه؟

اجاب وهو يتحرك للفراش بتعب:
-ابوكي بقالوا ساعه بيتكلم معايا وحسسنى انى خاطفك مش جوزك خالص
ردت مبتسمه:
-والله امك نفس الحكاية معلش الفراغ

نظرت له لوهلة وضيقت عينها يعرفها اكثر من نفسه تلك النظره اللعوب وارئها فكرة جهنمية.
طرحتها ببساطه:
-ما تيجى نجوز أبويا أمك
وثب من مكانه غير مصدق ما قالته ولا حتى يتقبله :
-يخرب بيت دماغك

تبعته وهى تحلل ما برأسها بلسانها :
- والله فكره حلوة امك لوحدها فى البيت وابويا لوحده احنا نجمع الشمل ونطمن عليهم مع بعض

التف لها وعينه جاحظه لم يتقبل حرفا مما قالت وصاح بها:
- صبا ما تقوليش الكلام دا تانى حتى لو بهزار

نفضت كتفها بخفه وقالت :
-ومين قال انى بهزر ؟

كاد يجن من حديثها وتصديقها الفكرة ودعمها كيف لها ان لا تراعي مشاعره ولا غيرته الفطريه على والداته،فلوح محذرا بالقول :
- ما تذوديش فى الكلام دا ولا حرف

سألت دون فهم وضوح مشاعره :
-وفيها ايه يعنى ؟ طنط لسه صغيره.

قاطعها زيد بضيق:
-دي جده انتى ايه هربانه منك ولا ايه؟

حاولت الحديث لكنه مانعها بزنق:
-مش عايز ولا كلمة فى الموضوع دا تاني

اسكتت الحديث بناء على طلبه لكن رغبتها الملحه بتنفيذ هذه الغاية لم تسكت أبدا كانت تضحك بداخلها قائله:
-حماتي هتبقي مرات ابويا دى تبقى ليله يا ولاد .

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

الوان الورد الزاهيه وشكله الذي يبعث البهجه فتحت عينها على باقه رائعه من الزهور فاعتدلت وعلى فاها ابتسامة فرحه بهذه البهجه التى أيقظها عليها "زيد" احتضنته بين يديها كطفل صغير وداعبته باطراف أصابعها لتقرأ الكارت الموضوع فى طرفه مكتوب بخط يده الذي لا تخطئه
(إلي شبية الزهور ومنبع النور لحياتي لشمسي للمرأة الاكثر خطورة على قلبي لصبا التى حركت الحجر الثقيل عن قلبي وأصبحت هي الاولي والاخيرة و الخطيرة )

زادت ابتسامتها اتساعا ورقص قلبها بجنون على هذا الكلام المعسول الذي ينفذ للقلب كالسهم شردت قليلا به وقرأت النص عدة مرات وكأنها تحاول نقشه على عقلها
هذا الحب الذي يحبه لها وتلك الطريقة المميزه التى ينقلها بها من عالم لعالم تعقد لسانها عن الرد وتشتت عقلها بما ترد وقد قالت عينها كل شئ .
اخيرا رفعت بصرها للتفقده بالغرفه لكنها لم تجده نهضت من الفراش تجد أسفل قدمها مفروش بالورود وهناك طريقا مرسوا بإتجاه الزاوية اخذها الحماس للسير على الطريق الممرج بالورود هذه كانت فكرة رائعة منه لتحفيزها ومفاآجاتها بهذا الشكل الجميل والاستثنائي .
خطت بسعاده فوق اوراق الزهور الحمراء الناعمه باتجاه الزويه كانت تخطوا كالفراشه فى بستاتا وخطواتها تمتلي بالحماس ومالت لترى المفاجأة التاليه لمعت عينها عندما رات صندوقا خشبي صغير واسفل منه نسخه أكبر ضحكت بصوت عال أمامها مفاجات لا تحصى من زيد وليست أى مفاجات إنها من صنع زيد الذي لم يفشل ابدا فى إبهارها
وجعل قلبها يزداد نبضا فتحت الاول وسرعان ما لمعت عينها لو كان يرأي الآن نظرتها المدهوشه لأدرك انه أحرز أكثر من توقعاته بكثير بل هذه كانت تكفي لخلق جنونا وسعاده تقذفها عنان السماء.
الصندوق كان يضيئ وبداخله مستطيل زجاجي بداخله فتى وفتاة ممساكن ببعض والمياه المخلوطه بالمادة لامعه تخطف الأنفاس وكأنهم فى نافذه طويلة شهقت بعدم تصديق يعرف ما الذي يعود بها طفلة ذات خمس أعوام يعرف كيف يعيد بها الزمن مهما تقدم بها العمر ويجعلها تقفز بجنون تماما كا الآن ليته هنا ليرأي كم فرحتها بهذه الهدية تحديدا او ربما هو يعرف كل ما سيحدث عندما ترأها فإكتفي بإسعادها وتركها تعيش الشعور بالكامل دون حرج،ظلت تتأملها وتلعب بها وتجدد بها شعور الطفولة الذي لم تعيشه كما يجب ،اخيرا وتركته من يدها لتضعه جانبا وهى تزفر انفاسها مع آخر عقدة إقتلاعها زيد من جذورها من أعماق نفسها لتستقبل الحياة وكأنها لم تعش حزن من قبل .
‏فتحت بأناملها الصندوق التالي والذي سبقته ورقة مطوية بعناية فتحتها سريعا إنه لن ينتهي بها إلا فى مصحة عقليه من فرط السعادة التى تشتت عقلها ويغرسها بقوة تفوق تحملها فى أعماقها وكأنه ينظف القديم ويضع أسس جديدة سوية .
‏قرات بعينيها خطة الذي يبهجها رؤيته ( البسي الفستان واخرجي على نفس طريق الورد اللى عملتهولك )
‏لم يضف اي شئ جديد وكأنه تعمد الغموض ليحفز خيالها نظرت إلى ما بداخل الصندوق ولاحظت فستانا أحمر من خامة الستان الامع ما وسعها قولة عندما نصبته بين يديها سوي قول:
‏-واااااو
لم ينسي أي تفصيلة تخص هذه الإطلالة من أول الحجاب الذي اختاره من نفس اللون والخامه إلي الاكسسوارات التى لن تصدق ابدا انها غير اصلية بل كانت قطع مميزه من الفضة والالماظ وأيضا الحذاء ذو الكعب الاحمر
اتجهت صوب الحمام لتأخذ حماما سريعا وترتدي هذه التحفة التى خطفت عقلها .

بعد مدة لا بأس بها وقفت أمام المرآة تنظر لنفسها بإعجاب وكأنها لم ترأي نفسها من قبل بل لأول مرة ترتدي من ذوقه
وما اختاره لها وضعت العطر الذي تركه مع الصندوق وقد اختار نوع فاخر شبيها بها "good gairl'"

ونظرت للارض لترأي أي إتجاه تتاخذه ولم ينسي أي شئ من تلك الخطه المحكمه فالطريق مؤدى للخارج وفور ما خرجت تغير كل شئ وتبدلت الورود بالبالونات التى امتدت كالسياج فى ممر مصمم لها خصيصا خطت وابتسامتها تزين وجهها الذي لم يكن يحتاج لحمرة إضافية بعد كل هذه الحمرة التى طفت على وجنتيها

لاحظت الاوراق الصغيرة المكتوبه فى الجانبين بخط يده والتى تعثر على واحده بين كل بضع خطوات الاولي كانت
- ست الستات

والثانية كانت
-شمس حياتي

والثالثة كانت
-بنتى وحبيبتى

والرابعه كانت
- أم ولادى ورفيقة مشواري

الخامسة
- ساكنة قلبى وروحي
كل هذا كان يجعلها لا تريد محادثته بل تريد ان تدفع كل مشاعرها بإحتضانه كل كلام العالم لن يكفي لرد هذا الشعور الذي تملكها من اثبات حبه قولا وفعلا اخيرا انتهت الكلمات عند كلمة أخيرة
(بـــحـــبـــك يـا خـــطــيـره)
وشم إسمها بالخطورة وتعرف أنها قبله لم تكن خطيرة كانت ساذجه وتافهه للحد الذي قد يجعلها تنهي حياتها لاقل مشكلة اما عندما عرفته فهي تحولت تماما لانها متأكده ان خلفها ظهر قوي وسند لا يميل فإن كانت خطيره فهو مصدر قوتها ومنبع خطورتها هو الذي لابد أن يعي ذلك.

وقف بإنتظارها تماما كما انتظرها اول مرة على بوابة القصر إنها اللعنه التى كانت تخشاها والدته حولت خريفه إلي ربيع وظلامه إلي نور وبخطورتها الناعمه حولت زيد من الكآبه للفرح هى من زرعت وردا وأضائتها من من مشرقها لمغربها والخطورة لم تكن لسانا سليط او خرافة والدته بل خطورتها تكمن على قلب زيد الذي عشقها بلا حدود وأعطته اكثر مما أعطها بكثير واليوم هو يعوضها عن كل ماعانته وهى بعيده عنه وما عانته معه فبإنتظرها عشاء رومانسي ويوما حافلا قبل العوده المدينة.

توقفت لتري أسهم مرسومه بإتجاه اليسار فتحركت معها حتى انقطعت وقبل ان تفقد الأمل رفعت عينها لترأه أجمل رجلا ممكن أن تقابلة فى حياتها "زيـد الـواصل"

علقت عينها ببدلة السوداء ذات الياقة الستان والتى تزينها ورده حمراء مغمضه وكأنها إمرأة ناعسه على قلبه والقميص الابيض الناصع الذي أسفلها وتلك رابطه العنق المزينه بدبوس فضي وشعره المصفف بعنايه عيناها كانت تلمع بالاحمر لانعكاسها هي كان تحفه رائعه لا تصدق من الهيبة والجمال كما عاهدته انيق رائحة عطره تسبقه ووسامته تخطف الانظار وتأسر القلوب اقسمت بداخلها إنها وإن كانت لا تحبه ورأته بهذا الشكل ستعشقه حتما بلا
تردد من تلك المخبولة التى لاتعشق زيد وخاصتا حنيته ورقته .

بينما هو كان يراقب خطواتها تجاهه وقلبه يهتز وكأنما ضربه زالزال بقوة مليون رختر لم تهزمه إمرأة كما فعلت ولم يتحرك قلبه طيلة سنواته الماضيه لاحد كتلك الخطيرة التى تمشي على مهل وتقف على بعد خطوات قليله منه

وتتلاعب به كالدميه بين أصابعها رأي الكثير من الفتيات الاجمل ومن النساء الأكثر إغراء لكنها هي فقط من تسحب لبه وتسرق قلبه وتفقده كامل تعقله وثباته وهذا الشئ ما عاد يزعجه بقدر ما أصبح يعيشه بترحاب وسعاده وكأنه عندما كتب إسمها بجوار إسمها فى عقد الزواج وملك أكثر إمرأة خطيرة على قلبه وعقله بات يملك الارض وما عليها
"صـــبا"
لم تتمهل كقلبها الذي ركض نحوه كانت تختذل شوق وحب مهده لها طوال الطريقه فإندفعت صوبه تحاوطه بين يديها وتهمس فى أذنه بحراره:
- بحبك يا زيزو بحبك ولو عندى الف عمر فوق عمري هحبك بيهم

رحب بحضنها هذا وبادلها إياها ورد على جملتها القصيرة المشبعه بالمشاعر والأحاسيس الصادقة بأخري على نفس النهج:
-هو انا لسه هقول بحبك يا صبا أنا حبيتك وعشقتك وحاليا غرقان فيكي
زفر وإدعى التعب :
-طلعيني بقى يا صبا
ضحكت على مزاحه واجابت بالقرب من اذنه :
-مش هطلعك أبدا ابدا

رد وقد اتقن دور الغريق وقال بإستسلام:
-يبقى انكتب عليا اغرق فى بحر الخطيره

هتفت براحه واطمئنان:
-الخطيره عمرها ما كانت خطيره غير بوجودك فى ضهرها يازيد

ابتعد عنها قليلا وقد اشتاق لرؤية وجهها ولم يمتلئ نظره من اطلالتها التى تحتاج ساعات للتأمل والشبع منها وهى تشبه الزهره فى موسم الربيع شملها سريعا بأعين متوهجه بالعشق ثم قال :

- طوال ما انا جانبك إعملي اللى يروقلك يا شمسي طول ما انا عايش عمر ما هسمح لحد يزعلك أو يضايقك إقلبى الدنيا وأنا أعدلها وراكي كوني خطيرة كوني زى ما إنتى خطيرة على قلبي وعقلي .

بات البعيد قريب وتحول كل ما كان بالامس روايه الي واقع ومن ذا الذي وقع إنه الرجل الذي أغلق قلبه وقذف مفتاحه فى ظلمات البحار لتظهر له إمرأة لم تكن بالحسبان
وتخلع الباب بأكمله وتثبت أن الحب ليس مجرد كلمات الحب أفعال كما تحملت لأجله تحمل لأجلها كما وثقت به وثق بها كما أخفضت له جناحها أخضع لها قلبه وسلطته وماله وكل ما يملك فقط لأنه رأي بأم عينه حب عظيم يستحق أن ينال التقدير حب ليس لأنها فائقة الجمال او على درجة عالية من الأنوثة بل احببها قلبا نقياً بريئا لا يشبه الدرب الذي سلكته لقد تشابهت طفولته مع طفولتها ومع ذلك أصبحت تمتلك قدر غير مسبوق من العطف واللين والرقه أحبها لأنها لم تحاول يوما أن تتغير او تفقد كل هذه الرحابه بصدرها لم يكن الزواج بها أمر مستحيل فهي إبنتة عمه وقريبه ما يكفي ليده لكن تغير حياته من الظلام لنور كان هو المعجزه بعينها،لتفتح للحب بوابه أخري مخفيه رغم صغر سنها وقلة تجاربها وعدم إمتلاكها مقومات فائقة الجمال فتحتها بقلب لا يعرف حدود للعطاء
وعقلا لايكف عن التكيف من أجل إستمرار الحياة التى كانت شبه مستحيلة وأثبت بجدراتها أن كلا منا يمكنه تغير الدفه مادام يملك القرار وأن الحب للصادقين المضحين وليس للترفع والكبرياء وقانون الأخذ دون العطاء وأن بداخل كل إمرأة إمرأة خَطرة إمرأة تستطيع تغير الحياة لتمشي على هواها وليس حياة تسوقها فى درب التعاسه والاستسلام للامر الواقع وأن للحب ابواب لا تفتحها إلا مرأة واحده فقط لا تخشي التوابع الــمــرأة الــخَـــطــره.
عشقت إمرأة خَطرة -سنيوريتا ياسمينا أحمد" الكاتبه "

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،"تــمــت بــحــمــد الله"،،،،،،،،،،،،
إلى اللقاء في اعمال قادمه كونوا بالقرب كونوا فى كوكب سنيوريتا للفتيات 👑 صفحة بقلم سنيوريتا "

جلست امام شرفتها الزجاجية الكبيرة تتأمل حركة الزهور المتمايلة مع نسيم الهواء بيدها كوبا دافئا تحتسي منه وذهنها بالكامل شارد حتى أنها غفلت تماما عن عين زيد التى رصدتها من مده دون ملل أو حتى محو ابتسامته المعجبه وكأنه ينظر الى كنز ثمين يتباها به بينه وبين نفسه فقط ينتظر بتمهل اللحظه التى تلتف له ليقول كلمه واحده لا يعرف غيرها :
-بحبك
كلمة عادية قيلت لآلاف المرات بالصدق والكذب وبالاحتيال والخبث والمكر ،لكن منه هو كانت تقال بطعم مختلف وبطريقة مميزه ربما هذا عائد لأن كل جوارحه تنتطقها معه وتندفع بحرارة مشاعر لم يسبق ولم يكون

-بـــحـــبــك..
أخيرا التفت وسمعتها بتلك اللهفة لسمعها وقولها وبعدها ابتسمت وخطفته فى عالم آخر ..

عزف عالى عزفته قلوبهم معا حتى فى صمتهم عشق ونظراتهم كلها تودد وحكايات ما كانت القلوب تتصل بقوة إلا بعد محن وصعاب مرت بهم وظلت على العهد وأمتتن الحبل بالثقة وطوق بالتضحيه وعقد على صبر وتحمل فبكل هذا تفتح القلوب وتتآلف النفوس بالمواقف لا بالاقوال تزداد قوة ومتانه عندها تتفتت كل الحواجز ويصبح الفردين واحد حيث لا خذلان ولاخوف ولاندم ولا شك وإن غاب عن العين ففى القلب دائما أمـــــــــان .

وضع قبلة على ظهر يدها بحب وامسكت هى ايضا تمسكت بقبضه لتبادله نفس ذات القبلة مستنده فيما بعد الى كتفه ومسترخيه براحه سمعت نبرة صوته الحذره تستكشف شيئا ما فى أعماقها :
-إيه رايك تطلعي معايا رحلة

كانت بوزن ريشه عندما انتهى من جملته التفت له فى التو لتنظر لعينها وتسأله غير مصدقه:
-بجد !

قال متبسما:
-بجد اومال انا بهزر يعني ؟!

حركت رأسها بسرعه بالموافقة ثم تشتت فجأة وسألت:
-‏ والولاد ،هنعمل فيهم ايه ؟

اجابها مستخفا :
- ولاد مين انتى تعرفى عنهم حاجه هنسيبهم هنا طبعا

تردد قليلا وهتفت :
-نور ماشي انما اويس صعب دا لسة بيبى

جذبها اسفل إبطه وقال ممازحا :
-انتى هتعمليلى فيها ام يا بت انتى ولا ايه ؟

سألته وهى تجابه لتتخلص من ترنحها اسفل يده:
- مش عاجباك ولا ايه انا شاحطه اهو

ظل يحركها اسفل إبطه ويعبث بخصلاتها المبعثره وهو يقول:
- فين اللى شاحطه دى انتى هتفضلى عيله فى عيني مهما تكبري حتى لو بقيتى عندك ١٠٠سنه انتى بنتي العيله

فجأة تملصت من قبضته وامسكت بتلابيه وعنفته بمزاح:
- عيله بس شقيه هفضل لزقلاك وعمالك مشاكل

ضحك وظهرت اسنانه اللامعه وحاول سحبها اليه حتى يتمكن منها وبقوته التى لا توزيها صبا وجدت نفسها بسرعه فوق ركبتيه كما أنه كبل ذراعيها للخلف لينظر لها بتسليه قائلا :

-شوفتى إنك عيله

نظرت الي عينه بما أنها ما عادت تملك أي قوة تؤلها للسيطرة عليه ولانها تعرف انه سيضعف بالتأكيد مهما حاول جاهدا تمالك نفسه لكن أى نفس سيملكها وهي بالأصل بيد "صبا "،عانقت عيناه عينها البندقية التي تجعله يسجد طائعا اضافة الى خصلاتها المتمرده التى تغطي جانبي وجهها بفوضوية جعلت منها لوحه مرسومه
افلت يدها فورا دون ادني مجهود لايملك امامها سوي الخضوع لن يقوي على أكثر من هذا.
صهلت ضحكاتها عاليا وظل هو يستمتع بالنظر لها دون فعل شي أخر بعد مرور كل هذه السنوات لم تتغير نظرته لها وكأنها اول مره يقع بها فى العشق او بسبب السقوط المتكرر يفقد الذاكرة ويعود يعشقها مرارا وتكرارا.

قالت بصوتها الرقيق:
- أي مكان معاك حلو يا زيزو حتى القاعده على الرصيف

ضمها الى قلبه بحنان وهتف :
-بتحلا الدنيا فى عينى وانتى جانبي

تمسكت بوجنتيه لتركز على عيناه وهي تخبره بصدق :
- انت هدية ربنا ليا

ابتسم فما عاد يعرف من أي باب يصد هذا الهجوم القوي على قلبة الذي اهترأ عشقا لتلك الخطيرة التى ستكون سبب هلاكه الحتمي فى هواها .
أجفل محاولا التعليم مما سبق فنهاية هذا سيجرده تماما من كل سبب لوجوده بالحياه إلاها ،لكن هو قدره وليس بإختياره هتف ليغير مسار كل شئ:
- قولى هتيجى معايا ولا هتفضلي خنقاني كدا كتير .

أجابته وكأنها فهمت حيلته اه من كل الشرقيون يخافون الحب أكثر من العيش فيه وان كانت هى أكثر الطامعين:
- هنروح فين بقي ؟

اغمض طرف عينه وقال :
-خمني
فكرت قليلا ثم حذرت سريعاً:
-المزرعه
تحولت نظرته للاستخفاف التام ثم نفض رأسه هازئا وهو يقول:
-اما انتى عندك محدوديه فكر وغباء طفلة

صاحت به مزمجره:
- انا مش غبيه

رمقها ببرود ثم هتف ساخرا :
- يعني بقولك رحلة وهنسيب العيال وانتى تقوليلى المزرعه طيب اطمعى شوية عشان ترسي فى الآخر على المزرعه

تشبثت بعنقه وصاحت بضيق :
-وانا اعرف منين ما انت على طول مش فاضي

حاول الفكك من قبضتها مباعدا يدها وهو يقول :
- وانا اللى كنت هاخد رأيك انتى معدل ذكائك نفس معدل ذكاء الارنب

لم تجد بُد من فهم قصده ،فحاولت التركيز لمجاراته صمتت قليلا ثم حدقت به مليا لتسأله بتدقيق:
- انت واخد اجازة ؟
أؤمأ بالموافقه مع ابتسامة باهته،نظرت له مخمنه ومتسأله فى ذات الوقت:
-انت طالع الرحلة دى ليه بقى
تطالع اليه بخبث وابتسامه ماكره طفت على شفاه ،رفع يده لخصلاتها المتدليه بالقرب من وجهه وهتف مبتسما:
-عشان نجهز نفسها نجيب شمس بنت شبهك يا شمسي

قفزت من فوقه وتزامن هذا مع صراخه معترضه:
-ايـــه ؟

اعتدل سريعا محاولا اعادتها لنفس الوضع ولكنها لاذت بالفرار وهى تصيح بانفعال:
-انا بعيط من الاتنين تقولى اجيب تانى

وثب من مقعده وهتف متعجباً:
-يا بنتي انا بشوف معاكي عيال ما طول اليوم مع أمي

وضعت يدها فى جانبيها وردت بضيق:
- ما دا كمان مضايقني
سألته بحده وهى تشير نحوه :
-مش كنت بتقول قطعت الخلف خلاص

نظر لها دون اكتراث وحرك كتفه بخفه مجيبا:
- عادي نفسي اتفتحت .
تحولت نبرته لأخري هادئه لطيفه تمتلئ بالرجاء:
- بنت يا صبا نفسي في بنت منك

لاحظ تأثرها فإستغل هذا واقترب اكثر ليمحي المسافه بينه وبينها أمسك من جديد بخصلاتها وأضاف برقة :
- نفس لون عيونك اللى من الجنه وضحكتها زي ضحكتك اللي زي الاغنيه شعرها مجنون زيها كل خصلة مش شبه التانيه بنت أشم فيها ريحتك بنت أبصلها أشوفك ويكون عندي من صبا نسختين وألاقي زيك فين غير بنت منك

بيقولوا الأب يظل عقيم حتي ينجب أنثي .

أغرقها فى سحر كلماته وتشبيه لها ورغبته الملحه التي تفضح كم هو مغرما بها لم تحتاج تأكيد لكن هو أثبت بأكثر من طريقة أنها استوطنت قلبه وعقله .

ذكرها متسائلا:
-مش كنتي بتقوليلى هجبلك ولاد كتير مش وعديني

هتفت بيأس وكأنها تحت تأثيره:
-ايوا ما انا جبت

هتف وهو يلامس بشرتها بأطرافه بلطف:
-مش حاسسهم العيال دى انا عايز بنت تدلعني
رمقته بحده ،فأضاف موضحا:
-بنتنا يا صبا بنتنا

شرددت قليلا وتحمست للفكرة وهى تسترجع ذكري مريم قائله:
- وأسرح لها شعرها والبسها فساتين شبه فساتيني وتحط روج معايا وتلبس اكسوراتى وتلعب معايا
كانت كالشارد وكأنها أصيب بسهم سحري وعندها ابتسم زيد بسعادة لسهولة إقناعها وردد وهو يمسح على رأسها بلطف:
-مش بقولك عيله والله عيله

نظرت له محتده وكأنها تحذره فهتف متراجعا:
-ولو جبت الف بنت يا صبا هتفضلي إنتي بنتى الصغيرة.

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

في مكان بعيد

اسفل الشمس المتوهجه وامام إمتداد هائل من مياه البحر الصافية كانت يده تحتضن خصرها وخصلاتها المتعرجه تتطاير على وجنته وهو يضمها بقوة ،قلبها كان يدق بسرعه مفرطه من فرط السعادة لم تكن تعرف أنه سيسافر بها لأحد الجزر الصيفية البعيده ذات المنظر الخلاب والمنازال
المصممه فوق المياه والامواج الهادئه تحاوطهم وهم يقفان بالشرفه الخشبيه المأهولة لغرفتهم الانيقه صيحيح أن منزلها هناك بالمدينة تعشقه لكن أحبت هذا أيضا ولم تصدق وجهتها التى اتخذها بنفسه وصمم ان تكون مفأجاه والحقيقة أنه يختار مفاجآت إستثنائية.

-كل دا عشاني يا زيد ؟
سألته وهى تميل الى كتفه لتنظر الي وجهه الذي خلفها

نظر لها مطولا وسألها هو :
-تفتكري لو ما كنتيش موجوده فى كل الازمات اللى فاتت كنت هبقي عامل إزاي ؟
سؤاله احيا لديها الكثير من الفضول لنبش وراء ما يظنه عنها والتفت بكامل جسدها لتكون بين يديه وتسأله دون صبر:
- إنت شايف إن أنا كنت سبب فى إنك تعدي كل الأزمات ؟
تبادل السؤال بابتسامه وقال:
- وانتى مش شايفه انا كنت فين وبقيت فين ؟

ابتسمت بدورها وهتفت مراوغه:
-طبعا شايفه كنت الاول قمر ودلوقتي قمرين

ضيق طرف عينه ليعيدها لذكري لم تكن تغب عن باله
- ولا جلف زى ما قولتي

ضمت شفاها فى محاولة فاشلة لعدم الضحك لكن تتلات ضحكاتها وهو معها ضحك كثيرا على هذا لقد جبرتهم الحياة على مواصلة الحياة معا وكان إجبار القدر أجمل ما في الأمر لولاها لبقي عالقا بين الحياة والموت ولولاه لبقيت زوجة لأي رجل لمجرد التخلص منها .
تحدثت بعدما استطاعت ايقاف ضحكاتها :
-انا ما كنتش بطيقك وقتها ،بس كنت مستجدعاك عشان تمسكك مريم

حاول نفض الحزن عن قلبه بفقدان إبنته فى حادث أليم مستعينا بالرضا بما قسمه الله وبعوضه فى والديه ،رد بشرود فى ذكري أبعد :
-كنت بتجنب أشوفك أصلا كل مرة كانت بتقع عينى عليكي بحس إن قلبى بيعشقك وعقلي بقي يديني بالجذمه ويتريق عليا إني بحب عيله

ظلت تعاينه منتظر مزيد من الافصاح عن ما يكنه لها واخفاه،هو لم يحرمها واسترسل :

-لما جدو قال انك هتجوزى فى الفترة دي كنت مختلف معاه حاجه وقتها قالتلى انك ليا انا وبس حتى لو بعدتك بالساني وقولت موافق وفعلا جدو رفض بلال رفض قاطع
وانتى بسم الله ماشاء الله عليكِ ما خيبتيش ضربنى عيارين فى الهدف وقولتى مش هتجوز غير زيد .

أمسكت بكتفيه وتبتسم على تلك الفكرة الجهنمية التى انزلقت على لسانها لتجعلها الشريره بأعين الكل والتى رتبت لهدف وأرداته بينما هي أضعف من تعرف عاقبه الأمر حتى ،ردت على حديثه مبرئه نفسها:
-والله ما كنت متوقعه إنك توافق انا قولت بس كدا عشان احط العقده فى المنشار
وضع كفيه على خصرها وقال بجديه وهو يضحك :
- مش قولتلك جتينى فى ملعبي

تسائلت وقلبها ينبض فى الدقيقة الف نبضة:
- انا مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه؟

اجاب وهو يقربها اليه قائلا :
-انا اللى مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه ؟ومن غير الحب اللى ادتهولي ووقوفك جانبي وانا بطولي وتحملك كل شئ عشاني وعشان نحافظ على بيتنا ويبقى فى حياتنا أجمل اولاد

اطاح بوجهه لينظر للاتساع الخلاب من حولهم وأردف:
-كل دا مش كتير عليكي دا لسه فى كمان ليكي وكل اللى جاي ليكي

تعرفه وتعرف نبرة الصدق هذه يبدوا أن تلك المفاجاه لم تكن الاخيره ،سألته بشك:
-إنت ناوي على إيه؟

مال بجبهته الى جبينها وأجاب وهو ينظر كالمحموم لشفاها:
-ناوي أمسح من قلبك أي حاجه زعلتوا ناوي ما يكونش فيه غير فرح وسعاده وبس .
اضافت هى متأثره بعذب كلماته ومشاعره الدافئة:
- إنت أول كل حاجه وأخرها .

انتهي الكلام عند هذه النقطة وأطبق عليها يريد أن تنفذ الي قلبه وتسكن فى اعماقه وان يقضي ما تبقي من عمره بداخله حتى يطمئن أنها ستكون بخير .

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

طالة الرحلة واستمتعا سويا بالاجواء الجمالية والساحرة
لم يغفل زيد عن ترسيخ هذه الذكريات بكلمات معسولة لا تنسي خاصتا وان اليوم بالكامل كان يقضي بين البحر والغرفه والعبث بالمياه استغل هو هذا الصفاء ليطبع جمل موشومه فى عقلها ويرسخ حبه لها فى تلك الرحلة التى اعتبرها فاصل زمنى من كل الاحداث والحوادث التى مرت عليهم من يوم زواجهم دون هدنه وبالطبع لم يكتفي بكل هذا فالمشوار امامهم طويل والايام لن تنتهي بعد .

فتحت هاتفها لتتحدث مع "ونيسه" عبر شاشة الفيديو لتطمئن على ابنايها الذين تركتهم لديها لقضاء هذ
"مشهد تكميلي "لمحبين عشقت إمرأة خطرة 😍متابعه ممتعه❤️

"مشهد تكميلي"
"صبا"
كانت تركض من منزلها لقصر جدها بعفويه خلف ولدها "نور"والذي بات من الصعب السيطرة عليه بسبب شقاوته والذي جعل حجابها ينفلت من رأسها وتنزلق خصلاتها البنيه على وجهها وفى غمار ركضها اصتدمت بجسد صلب
جعلها تترجع بهلع لتفاجئ بيد تسحبها من جديد لمقربة منها نظرت فى عينه متعجبه من جرئته فى فعل هذا "بلال"
نطقت اسمه بحده عندما أبي ترك يدها واحتدت ببصرها عندما رأت البرود بعيناها التى تتفرسها، أمراته بانفعال:
-سيب ايدي يا بلال
ظل يتطلع لها بثبات وهى تحاول تخليص يدها منه بلا جدوي حتى تحدث بنبرة غريبه:
-مش كان زمانك مراتي

أرعبتها جملته القصيرة لكنها لم تعد طفلة لتخشي رياح احد بعدما أصبحت هى بذاتها عاصفه ردت قاصفه دون تردد:
- عمري ما كنت هوافق عليك فوق من احلامك.
سألها بضيق :
-عشان بتحبي زيد
ردت هازئه:
-هو المفروض أحبك إنت
دفعها بغيظ بعيدا عنه وقد بدى على وجه الغضب من ردوها القانصه والتى تستنقص منه بشكل مباشر

غادر من جوارها متعمدا دفعها بجسده وكأنها غير موجودة نظرت خلفها مصعوقه من حديثه وجرئته وايضا وجوده الذي لم يكن متعهد فى هذا الوقت .

دخلت الى "ونيسه"لتجد ابنيها بأحضانها وةجهعا يكسوه الحزن وهي ايضا فى حالة غير مستقرة بسبب تصرف بلال معها
قالت صبا وهى تتوجه نحوها :
- هاتى الولاد يا ماما

ضمتهم ونيسة اكثر لاحضانها ورفضت بشكل قاطع:
-لاء روحي وهبعتهم مع زيد باليل

امتعضت صبا من رفضها وهتفت بانزعاج:
-هاتى الولاد يا ماما والله انا مش فايقه

زعقت ونيسه هى الاخري بانهاك:
-ولا انا كمان فايقه يا صبا روحى بيتك وسبينى دلوقتى الله لا يسيئك

شعرت صبا بشئ غريب من تصرفات ونيسه وعينها المحتقنه بالبكاء فجلست وسألتها وهى تنظر لها بإمعان:
-خير يا ماما مالك ؟وبلال هنا دلوقتى بيعمل ايه؟وفين ضحي ؟

تنهدت "ونيسه"بتعب وأجابت متأثره:
-بلال كان جايب ضحي من مصر

لم تعلق صبا فالامر يبدوا كارثي تعرف ان بلال يأخذ زوجته فى بعض الأحيان إلى شقتة القاهرة لكن ونيسة ما كانت ابدا تنزعج من حضورهم كما يحدث الان ،مدت رأسها وسألت بفضول:
-طيب انتى ايه مزعلك ؟
انفجرت فى البكاء وكأنها كانت تحتجز شلالات بمقلتيها وبسؤالها هذا فتحت بابه وبصعوبه نطقت:
-ضحي مش بتخلف يا صبا

تأثرت صبا بهذا الخبر المؤسف وهتفت :
-لا حول ولا قوه الا بالله ،مين قال كدا

اجابت ونيسه ودموعها تتجدد:
- بلال خدها هناك لكذا دكتور وعمل تحليل واشاعات والدكاترة أكدوا إن ما فيش أمل

نهضت صبا من مكانها وذهبت اليها لتربت على كتفها وتحتضنها واستسلمت ونيسه لهذا الحضن وردت بانهيار:
-كل ما افرح قلبى يتكسر يا وجع قلبى عليكى يا ضحى يا وجع قلبى عليك يا بلال .

-بلال هو دا كل اللى همك يا عمتي
كان صوت ضحي الذي جاء من أعلي التفت ونيسه نحو صوتها وكذلك صبا ولكنها نزلت عن الدرج بعصبية وهي تسترسل غضبها:
- والحيه جايه وجايبه عيالها عشان تاخد اللقطه انها مرات ابنك المثاليه الحلوة اللى عليها سكر مرشوش

ردت ونيسة متعجبه من هجومها :
-ايه ياضحي الكلام اللى بتقوليه دا؟
اوقفتها صبا والتى استفزتها بهجومها عليها دون سبب وقالت:
-استنى انتى يا ماما
-الحية اللى تقصديها دى اللى جاية صدفه مش بتاعة لقطه وبعدين على يدك حماتي مش بطقنى لافى سماء ولا فى أرض هسيب بيتى وجوزى وحياتى واجي أخد اللقطه هنا هو انا بنفس مستوى تفكيرك

استنكرت ونيسة ردها وهتفت :
-اخص عليكى يا صبا انا مش بطيقك
صاحت ضحي والتى كادت تصل الى موقعهم :
-اعملوا التمثلية دى على حد تاني انا كشفاكى اوى من يوم ما دخلت وعيالك دول

سحبت يد ابنها لتدفعه تجاها بغضب وأردفت :
-اللى رايحه جايه بيهم تزغللي عين حماتك وتورى الكل ان ما حدش خلف غيرك

التقطت صبا ابنها قبل أن يسقط ارضا من قوة دفعتها ولجمت غضبها وتقاوت قائله من بين أسنانها:
- هقطع ايدك لو اتمدت تاني على ولادي

وقفت ونيسه بينهم وهدرت بشدة:
-اسكتى انتى وهي
التفت لضحي لتنهرها على حدتها التى ليس لها داعي:
-انتى حد جه جانبك نازاه شاده السلخ كدا ليه حد غلط فيكى
أجابت ضحى المتحفزه للعراك:
-ابنك، ابنك سمم بدنى وانا كلمت اهلى يجوا يقعدوا واخد حقى كامل منكم يا عيلة الواصل
لطمت ونيسه على صدرها بصدمه وقالت مندهشه:
-يا لهوي هتقعدى اخويا قصداى يحاسب ونحاسب دى اخرتها يا بت اخويا وعلى ايه دا كلو طيب نخرج بالمعروف

ادارت"ضحي" ظهرها عنها وقالت باستهزاء:
- هاا ابنك ما خلاش معروف

سالتها ونيسه وعينها متسعه:
-وابنى عمل ايه ؟
التفت لصبا وأمرتها بغضب:
-اتصليلى بيلال يجى دلوقت
نفضت صبا رأسها وضمت اولادها الى جانبها وهتفت قاطعه :
‏-لا مش هتصل بحد وهاخد ولادى واروح بيتى حلوا مشاكلم وحدكم
استدارت عنها وقد غضبت ونيسة من عدم تفاعلها معها وتلبيت طلبها وصاحت غاضبه :
-عوض عليا يارب هى شوطه

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

كانت متمده على فراشها تغلق عينها بتعب وتغطى وجهها بيدها راسها يضج بالافكار وما عرفت سبيلا لتمرر نظرات بلال وجرائته تعرف ما وراء هذا لقد رأت الشئ نفسه فى عين "رشدي"سابقا لكن كيف ستواجه هذه المرة وهو اقرب الاقربين لزيد
"زيد "
دخل الى غرفتها بخطوات حذره خشية من أن يوقظها ظنا منه انها غافيه وما ان شعرت بحضوره حتى نادته:
-زيد ،حمدلله على السلامه

هرول باتجاهها فورا وجلس على مقربة منها على طرف الفراش قائلا:
-انا بحسبك نايمه
اعتدلت فى نومتها واستندت بكفيها على الفراش لتدفع بجسدها للنهوض ،مجيبه بنبره متعبه :
-هنام ازاى والولاد صاحين
تعجب من حالة الكسل المسيطرة عليها وسأل مستنكرا :
- اومال مالك
سكت قليلا ثم خمن بسعادة:
-الله بقى مفعول السفر اشتغل وهتجبلنا نونو

امتعض وجهها وصاحت معترضه :
-ما تجبليش سيرة عيال كفاية كدا

طوق كتفيها بيده متسائلا بتعجب:
-الله مالك يا صبا فى حاجه مضايقاكى
انتابها قلق من ضغطه لمعرفة سبب انزعاجها وانها إن لم تحاول تمالك نفسها ستكون أمام معضلة صعبه ،لذا هدئت نفسها وعادت لرشدها لتقول بابتسامه زائفه:
- اه حاجه واحده غيابك عنى طول اليوم
ابتسم هو الاخر ورد متوددا :
- حبيتى انا تحت امرك فى اى وقت تحتاجينى فيه أوعدك هسيب كل حاجه واكون عندك

عانقته بلهفه وهى تردد على كتفه بامتنان:
-ربنا يخليك ليا يا حبيبي

شردت قليلا ثم عادت تسأله :
-انا هقوم أحضرلك الاكل

منعها قائلا :
-لا ماما وجدوا بعتلى مش عارف فى ايه بس طالما الاتنين يبقى موضوع طويل قولت اجى اخطف اشوفك قبل ما اروح

حركت رأسها بالقبول هادره:
-ما تحرمش منك ابدا ،روح يا حبيبي

ضيق عينها وكأنه استشف شئ والقاه متسائلا:
-هو حصل حاجه انهارده والاستدعاء دا ليكى يد فيه
أردف مخمنا:
-انا عارفك وعارف لسانك
نفضت رأسها بسرعه تزامنا مع اجابتها النافيه:
-لا مافيش حاجه انا ساكته اهو وحاطه لساني فى بقي
ربت على كتفها وهو يقول ناويا المغادرة:
-الحمد الله انا هروح بقى سلام
غادر وتركها لغمرة افكارها وشرودها مما قد يحدث بالمستقبل وهل القادم سيؤثر على زيد .

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

انعقدت الجلسة بين ضحى ووالدها وفايز وزيد وبلال وونيسة التى كانت مصتصعبه الأمر ومنتظرة اجابة شافية لكل هذا لذا هى من بدأت بالحديث موجهه كلامها ل ضحى بعتاب جلي:
-انا عايزه اعرف بقالك فى بيتى اكتر من سنة انا عمرى زعلتك بكلمة
اسكتها فايز بصرامه :
-استنى انتى يا ونيسة
عقد كفيه فوق عصاه واتكى عليها ينظر لوالد ضحي بنظرة ثاقبة تبعها بسؤال واحد:
-طلباتك ايه؟
رد الرجل الكبير بزنق:
-انا ماليش طلبات
هنا زمجر فايز بنفاذ صبر:
-اومال جمعنا الجمعه دى ليه؟
اعتدل زيد ليضع يده على جده مطمئنا اياه حتى لا يؤثر غضبه على صحته التى لم تعد بخير. بعد كل ما جري

تحدث الرجل مشيراً نحو بلال بغضب عارم:
-حفيدك يا حاج عايز يتجوز على بنتى

رد بلال دون اكتراث:
-مش حقي ولا ايه ؟

انزعج الرجل من بروده فى الدعس على مشاعر ابنته دون اكتراث وقال :
- ولو كانت الاية مقلوبه كنا احنا هنعمل زيك

ضم زيد حاجبيه وسأل متعجباً:
- ولي كدا يا بلال
التف الى اخيه وتحدث مشيرا الى صدره:
-عشان عايز يبقى عندى ابن انا عرضت عليها اتجوز طالما مافيش امل انها تخلف وتفضل هى هنا معززه مكرمه واعدل بينهم قومت الدنيا وما قعدتهاش

تحدث ابيها بحرارة:
-دى بنت خالك يهون عليك الدم اللى بينكم

رد بلال بانفعال:
-وهى عشان بنت خالى تحكموا عليا ما اخلفش

كعادت فايز يجلس ويستمع للنهاية ،تدخل زيد من جديد
مهديا أخيه:
- الكلام ما يبقاش كدا يا بلال الطب اطور واكيد فى امل
قطع بلال بحنق:
-مافيش امل ارض بور
رمقهه بحده كى يخرس لسانه وحذره:
-بلال احفظ لسانك
وجه حديثه لضحى :
-وانتى يا ضحى ما كانش فى داعي تبعتى لولدك قبل ما ترجعيلنا
اندفعت دون تفكير وصاحت بوجهه:
-انت هطلعنى غلطانه حتى بعد اللى قالوا اخوك انت عشان مراتك مسخناك جاي تغلطنى وتنقملها

لم يفهم زيد علاقة صبا بالامر لكنه غضب من اتهامه بالظلم والاندفاع فأشر متسائلاً بانزعاج:
-وصبا اى دخلها بالموضوع ؟

ردت وهى تعقد ساعديها امام صدرها بحده:
- جاية تسخن حماتى عليا

تدخلت ونيسة وهى تعرف تابعتة ما تدعيه من ظلم وافترى :
-ما حصلش صبا كانت جاية تاخد شمس
ردت ضحى بعناد:
-انتى بتحميلها عشان معاها عيال وانا لأ
ودعمها والدها مضيفا:
-دى اخرتها يا ونيسه تعملى رباطيه على بنتى مع الغريبه
نهض زيد من مكانه وهتف قاطعا هذا:

-يا خال الغريبه دى تبقى بنت عمى ومراتى واقسم بالله لو اعرف إنها غلطت فى حد هنا ما حد هيحاسبها غيرى لكنى واثق إن صبا عمرها ما غلطت ولحد صبا والكل يقطع الكلام

وتهاوت كالقذيفه تقول بجنون دون اعتبار لأى شئ:
- الكلام دا اضحك بيه على حد تانى كلنا عارفين ان صبا بتأثر عليك
اردفت بسخرية:
-هاا انت كبير صبا وبس
كاد ان يفقد صوابه ويصفعها لكن تعلقت يده بالهواء عندما ناده جده ب:
-زيد
لكم الارض بعصاه ونهض زاعقا :
- بقي انتى داخله علينا تردى على عمتك كلمه بكلمة وتناطحى جوزك وتلمى عليه الدار واخرت المتمه تغلطى فى اخو جوزك الكبير وتجيبى سيرة سلفتك بالعاطل ولما احنا كلنا اعدائك ما تفارقينا من سكات ايه مصبرك على كل دا ؟
اخرسها تماما وانكمشت من شرسته فى الحديث ولم تجد ردا سوى بكلمه واحده متعلثمه:
-بلال

ضحك "فايز"ساخر على تعلقها به التف نحو زيد وقال امرا :
-هات مراتك يا زيد
عاد ينظر الي ضحي مضيفا:
-انتى اشتكيتى فيها وهي ما اشتكتش هنجبها تقول اللى حصل بس لو طلعتى انتى الغلطانه

اشار بعصاه تجاها واضاف :
-انتى اللى هتزعلي ،ما أهو اصل انتى شتمتى وابن ابنى وكبير العيلة من بعدى انه كبير مراته وبس لو طلع زى ما بتقولي نحاسبوا لو طلع العكس هنعرف نرد قيمته واعتباره كويس

رفع زيد هاتفه بين يديه وارسل برسالة قصيرة لصبا امرا بها ان تأتي وبالفعل مر دقائق وتقدمت من البوابه الرئيسيه بحذر ما كانت تود العوده خاصتا فى وجود بلال
عاينت أعينهم المصوبه تجاهاوذهبت لتلتصق بزوجها وهى تهتف:
- نادتنى
تحدث جدها بجمود :
-انا اللى بعتلك يا صبا ايه حصل بينك وبين ضحي الصبح

زاغ بصرها بينها وبين ونيسه هى اعتادت قول الصدق لكن هذه المرة تحديدا لا تعرف إن كان الصدق سيؤذى احد ام لاء ،لاحظت وجه زيد المحتقن وعدم نظره تجاهها فقررت المصارحه على اى حال تحدثت بصدق بالغ وبترتيب:
- انا جيت وراء شمس
‏ابتلعت ريقها لتمرر الموقف الذي عاشته واسترسلت:
‏- لاقيت ماما بتعيط لما سألتها قالتلى انها زعلانه على ضحي وبلال وقبل ما اتكلم نزلت ضحي وهاجمتنا من غير سبب واتهمتنى انى جايه اخد اللقطه وانى حيه وانا رديت انى ما يلزمنيش كل دا وانى عندى بيتى وولادى
‏فزقت شمس وانا مشيت عشان الموضوع ما يكبرش
لم يحتاج فايز تبرير من ضحى التى تصببت عرقا من فرط الحرج بقي زيد مذهولا من جرأة ضحي فى التجرا على صبا ودفع ولده لذا زمجر بحده:
- يا بجحتك بتزقي ابنى وتغلطى فى مراتى وفيا ومستنيه حقك كسر حقك على رقبتك.....
أسكته فايز قائلا:
-بس يا زيد
نظر الى والدها وسأله :
-‏اي رايك فى رباية بنتك يا ابو ضحي

شعر الرجل بالحرج كما شعرت ونيسه مؤاذرة إياه فترجعت للخلف متنهده من الموقف الصعب الذي وضعته بها ابنة اخيها
تحدثت ضحي معطيه سبب لكل هذه المهزله ب:
-انا اعصابي تعبانه وما حدش حاسس بيا بيتى بيتخرب
وبلال عايزنى اقبل بزوجه تانيه ماحدش مدينى عذر ماحدش حاسس بيا

خبات وجهها بكفيها وانهارت فى البكاء وعندها هرعت اليها ونيسة لتواسيها وانطلق زيد تاركا الساحه تماما وتبعته صبا دون اى تعليق .
صاح فايز دون أي تاثر موجها الحديث لابيها :

- خد بنتك معاك تريح اعصابها التعبانه يومين
إستكمل "زيد":
-وبعد إذنك يا حاج لما تريح اعصابها تبقي ترجع تتأسف لصبا
نظرت إليه صبا بدهشة لكن كلماته كانت حادة فقط أشعرها بهذه اللحظه انه سندا قويا لها والنقيض تماما لضحي التى اذدات فى البكاء
فقالت ونيسه:
- كلامك صح يا زيد صبا ما غلطتش لو كانت غلطانه كان هيبقي نفس الكلام عليها
نهض فايز وأيده:
-صح الكلام بيت فايز الواصل مافيهوش ظلم .

ترك المجلس متجها لغرفة مكتبه مناديا فى التو على بلال:
-بلال تعال ورايا
""صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا أحمد "

ابتعد صبا هى وزيد عنهم لتقول له بجديه:
-ليه كدا انا كفايه عليا صدقتنى
أجاب وقد احتده نبرته وكانه يدافع فى وسط حرب:
-لا مش كفايا أنا مش هقبل إسمك يتجاب ويتغاط فيه قدامي وزى ماعملت كدا قدام الكل تتأسف قدام الكل
ابتسمت له لتهدأ من عصبيته:
-ربنا ما يحرمنيش منك يا سندي يا قوتي يا كل دنيتى
اطفأت هذه العصبيه بحلاوة حديثها وقال متعمقا فى النظر لعينها:
-عشان يبقوا يقولوا إني مش كبير حد إلا صبا كويس
هتفت مندهشه من الكلمة وتأكدت انه سمعها من أحد الحضور قالت هازئه:
-مجنون مين اللى يقول كدا انت اصلا كلك لصبا
ابتسم لها ورد برومانسية:
-وصبا ليا
صاح صوت جده يقول :
-زيد تعال
تحرك صوبه دون تفكير وعادت صبا الى بيتها وخلى المكان الا من ونيسه واخيها وضحى التى لازالت تبكي .
توسل لها اخيها قائلا:
-هتهون عليكى بتى يا ونيسه تطلقيها من ابنك

ردت ونيسه التى يعتصر قلبها حسرة كبيرة:
- ربنا يعلم انها مش هاينه عليا

امسك بيدها محاولا استعطافها:
- خليها عندك يا اختى حتى لما اموت اطمن عليها معاكى

مين هياخدها مطلقه وما بتخلفش خلي ابنك يرضي بقسمته ونصيبه ولو عايز يتبنى عيل .

نظرت له بصمت ولم تعرب عن ما بداخلها .

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

ظلت صبا بالحديقة الخارج تنتظر "زيد" امامها من الفاكهة ما لذا وطاب لكنها لا تشتهي شيئا سوى حضوره الليل جنا عليها وهى تطالع الباب وتنتظر قدومه لكن لاحظت خروج سيارته مع جده يبدوا أنه إصتحبه لمشوار مفاجي وعلى ما يبدوا سيأخر حدقت فى شاشة هاتفها بيأس لتري جمهورها يطالبها بالظهور من جديد ابتسمت ابتسامه لم تصل لقلبها و عقلها ليس فى مراساه تريد ان يحاوطها بأحضانه لتهدء وتنفي كل ماسمعته فى الصباح من بلال .
تفأجأة بشخص يجلس قبالها واتسعت عينها عندما رأت "بلال" أمامها ، تمالكت اعصابها لتبدو أكثر صلابه من الدخل الذي يكاد يسقط صاحت بقوة :
-اي اللى جابك
أمسك بيدها فنظرت له بحده الى ما فعل و حاولت الفكاك من قبضته بكل طاقتها لكن قبضته كانت قوية كفك التمساح عندما يغلق على فريسته إضافة للاشمئزازها الذى جعل معدتها تتقلب من فرط الغثيان ،صاحت به عندما فشلت فى اقصائه:
-لو ما سبتنيش ايدي حالا هصرخ وهلم عليك البيت كلو

رد بلال دون اكتراث:
-مافيش حد هناك ماما عند اخوها وجدوا وبابكى وزيد برا

ما كان امامها حل سوي الجنون امام هذا الاجبار صاحت به:
-سيب ايدي
سأل بخبث:
-ونتكلم
أؤمات وهى ترفع أحد حاجبيها لقد اكتسبت خبرة من هذا الموقف لتثبت حقها ما كانت الدروس التى أخذتها سابقا تضيع هباء
لم يترك يدها لذا وبدون تردد سحبت السكين من امام طبق الفاكهه وغرستها بيده فتراجع بألم يحرك يده التى تصببت منها الدماء وصاح لاعنا:
-يا بنت المجنونه

اجابت بلا اهتمام وهى تري جرحه النازف :
-أومال القتل سلو عيلة الواصل ولا نسيت أبوك
لم تهرب إلي الداخل هناك شئ لابد أن ينتهي قبل أن يبدأ
لوحت بالسكين بشراسه مهده اياه:
-اقسم بالله لو قربت منى تانى ماحد هيقتلك غيري

ظل يطالعها بمبلاه وكأنه يضمنها ثم قال :
-انتى أذكي من إنك تقتلينى انتى عندك عيال تخافي عليهم

رمقته بإذدراء:
-وجدي برضوا هيسبنى أتحبس برضوا اكيد هيغطى عليا زى ما عمل مع ابوك عماد وانا ممكن أقوله عادى واختصر كل دا

غدت اشرس مما تخيلها وراح يهدر :
-وليه مافكرتيش تقولي زيد ولا خايفه عليه

هتفت بثباتها الذي حافظت عليه بصعوبه:
-لأ زيد سايباه للكبيرة انما انا سيب عليا الحاجات التافهة دي

رد ببساطه وكأنه مخطط لكل شئ:
- طيب ورينى هتعملى ايه ؟

تابعت اقباله من جديد نحوها وقبل انا يقترب منها جرحته جرح اخر فى كف يده الاخري وهذه المرة حقا اذهلته حاول ايقاف الدماء النازف من يده وبنفس الوقت حقرا منها قائلا بإنفعال :
- انتى هتعملى عليا شريفه اومال لو ماكنتيش هربتى مع رياض وبتى فى اوضة اخويا العازب قبل الجواز وغير رشدى اللى .....
قطمت كلامه بحدة جعلته يقطم الكلام رغما عنه فما عادت تريد أن تسمع شيئا عن ماض ولي :
-اخــرس
هدأ من نفسه وعاد يتحدث بنبرة حالمه:
- وانا بقول ايه كذب ما كلوا حقيقة عموما انتى ست الستات وشريفه أوى خلاص نرجع لمرجعنا هو صعب عليكي يعنى تسمعى كلامى ولا انا ماليش نصيب فى التورته اللى الكل داقها

زعقت من جديد وبحده اكبر ملوحه بالنصل فى وجهه كالذئب الصغير:
- ما تدنيش دوافع أكبر من كدا اقوم أقطع لسانك قبل جدو مايقطع رقبتك

نفض رأسه ورد بعناد:
-مش هيصدقك
نظرت إلي جراحه وقالت بيأس :
-اومال أنا جرحتك ليه ؟!

نظر إلي جرحه واندهش من تصرفها وبرودها وعوضا من أن يبتزها إبتزته هي كان بيدها هاتفا رفعته بيده الاخري وقالت مهدده:
-‏انا عندي استعداد أفتح لايف حالا وأخلي فضيحتك بجلاجل و مقر المعرض اللى بتشتغل فيه اخليك ما تعرف تخطيه وانت عارف حبايبي كتير وفى ثانيه مش هتلاقي حته ترحها،اوعي تنسا أنا مين ؟

صعق من قوتها لطالما علم انها خطيرة وعنيدة لكن بلوغها لهذا الحد لم يكن يتخيله الآن شعر بالمأزق الذي وضع نفسه به
تبخر العقل واستثقل سؤالها:
-وجوزك مش خايفه عليه لما يعرف
أجابت ببرود وجبروت فى آن واحد :
- انا أعرف كويس أخليه يهدأ خاصتا إنك مجرد كلب وأدبته
إذدرء ريقه من إهانتها ومسح وجه بدى فى وسط حفره لايعرف استكمالها ولا يعرف كيف يخرج منها
هتفت لتقايده :
-عشان كدا انت هتبقى زى الشطور هتروح تجيب مراتك من عند خالك وبعدين تطلع على القاهرة تكمل شغلك وما تجيش هنا تانى يا بلال إلا لما تبقي بنى أدم أحسن لك
ووعد اللى حصل هنا هيدفن هنا ومافيش مخلوق هيعرف بيه .
تجمدت عينه كما جمتده وهى تلوح بيدها بالهاتف وكذلك بالسكين خرجت أصعب مما تخيل وهدت كل شئ بلحظه بالاصل لايعرف كيف جاء به الى هنا لعن شيطانه الذي دفعه الى هذه الجٌنيه وتراجع منسحبا فى هدؤء لكن لحفظ ماء وجهه وهتف توعد المُفلس :
-ماشي ياصبا انا وانتى والزمن طووويل

تابعت خروجه بأعين جامده وما إن أغلق القصر من ورائه حتى سقطت ارضا راحت تسمح لفيض دموعها بالتوالي، كبالون من الهواء فرغ فجأه هكذا كانت جالسه فى مكانها دون حراك تصرفت بجرأة وشجاعه لم تكن تحسبها بها لكن لأجل زيد واستمرار سعادتها هي وهو وأسرتها ،كان عليها ان تكون كذلك حتى تفقده أي أمل بالاقتراب منها وتبعده بعيد حتى يتوقف عن التصرف كمراهق صغير ،نظرت للدماء التى امامها وكممت صرختها بإنكار لا تصدق أنها بهذه الشراسه وهذا الإجرام لكنها إكتشفت شئ مهم للغايه إن المرأة إن أرادت سـتفعل وإن قويت ستكون جــبروت.
،،،،،،يتبع غدا بإذن الله تعالى ❤️
عشقت إمرأة خطرة ،،،،سنيوريتا ياسمينا أحمد "الكاتبة"
فى انتظار تعليقاتكم بفااارغ الصبر لا تبخلو عليا 😍😜 عرض أقل
"مشهد تكميلي لمحبين عشقت إمرأة خَطرة"
متابعه ممتعه

اسرعت بالاتصال بزيد وهى تنظف الطاولة من أثار دمائه والسكين كانت تلهج وهى تسأله بسرعه عندما فتح الخط بينه وبينها :
-زيد انت كويس فين انت
لم يخفي عليها انفاسها المتهجده جائتها اجابته بصوت قلق:
-مالك يا صبا صوتك عامل كدا ليه؟
ردت بتمالك :
-‏ مضايقه عشان اتاخرت كمان شمس كب عصير الفراوله وبنضفه

ابتعد عن جده وعمه وقال مهديا إياها:
-طيب ارتاحى بس وانا هبعتلك حد ينضف كل حاجه
اجابت بتعصب :
- انا مش عايزه حد انا مضايقه عشان اتاخرت وبسلي نفسي فى أى حاجة

هتف ليهدئها:
-معلش يا حبيبتي جدو كان عنده مشوار وخدنى معاه اسوق المشوار قرب يخلص وعلى طول هنرجع

سألت صبا بتوجس :
-بابا معاك
اجاب :
-ايوا
قالت :
-خليه يكلمنى
اجاب باقتضاب:
-حاضر ،بس ما تضايقيش وانا اول ما هرجع هاجى على بيتنا مش هدخل عند جدو

هتفت من جديد:
-خلي بالك على نفسك

""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد "

تحدثت عبر الهاتف مع والدها لتقول له بتوتر:
- بلال فين يا بابا؟
لاول مرة تسأل عن بلال كما ان سؤالها يوحي ببعد آخر لا يفهمه اجابها بقلق :

-خير يا صبا بتسألي ليه؟
لم تخبره لكنها باتت تثق به سألته بجديه:
-بتثق فيا ؟
اجاب قطعا:
- طبعا
عادت الحديث بإطمئنان:
-طيب من فضلك تابع الجديد معاه وخلي بالك على زيد

رغم شكوكه حول امر سئ إلا انه بات واثقا فى إبنته ولا يضيق عليها قال فقط للاطمئنان:
-حاضر ياصبا اللى انتى عايزه بس طمنينى بس حصل حاجه ؟
أجابت وهى تحافظ على هدؤها:
-مافيش لكن اوعدك لو بلال ما مشيش على القاهره مع مراته هقولك على كل حاجه
اغلقت الهاتف وجلست تنتظر مكالمة هامة زالدها هذه المكالمة ستغير مجري الأحداث إما يخرج بالسلم أو بالخراب والدم وفى تلك الحالتين هو الخاسر فلن ترضي ابدا أن تكون خاسرة لقد مضي عليها زمن علمها كيف تكون قوية وخطيرة.

،،،،جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد """"

انتهى الوقت سريعاً وحادثها والدها من جديد قائلا:
- قبل ما اكلمه كان كلم جدك وقال انه هياخد مراته ويرجع القاهره بكرا
تنفست الصعداء عندما انتهى الأمر دون مشاكل ونفذ ما طلبته بالحرف
-أقنعتيه إزاى دا جدوا ما عرفش يقنعه
ابتسمت بسخريه وهى تجيبه:
- معلش كل واحد ليه داخله .

صاح والدها بدون إطمئنان:
- حاسس انك مخبيه حاجه بس انا واثق فيكى انك هتعملي الصح.
ابتسمت لهذا الدعم وقالت برضاء:
-شكرا ليك يا بابا.
اغلقت الهاتف وصعدت منزلها تكرر معها الاشمئزاز والرغبه فى القئ فركضت نحو الحمام لتلقي ما فى معدتها زفرت بتعب بعدما تقيأت نظرت بيأس إلي جهاز كشف الحمل السريع لابد ان حان الوقت لتكتشف ما إن كانت حامل ام لاء لقد اتى به زيد ولازالت تتجاهل الفحص حتي لا تفأجي
لكن لا مر حالتها تسؤء ولا تعرف أى دواء تأخذه حتي ترتاح ...
وبعد دقائق
حدث ما لم تكن ترغب به بالفعل هي حامل إبتسمت رغم هذا عندما تخيلت فرحة زيد بهذا الإنجاز الذي خطط له
عادت للفراش ولم يغب طويلا

أتي على الفور للمنزله ولحبيبته يريد ان يتحدث معها بما حدث اليوم لكى يشيد بما فعلت وانها أصبحت تستحق كل الحب والدعم الذي قدمه لها لأنها عندما تواجهت مع ضحي لم تخطأ بشي مستغله هذا الدعم بشكل خاطئ
لكن احبط كل شئ عندما وجدها مستلقي على الفراش يبدوا عليها الوهن .
هرول بإتجاهها وهو ينادى بقلق:
-مالك يا صبا تعبانه فيكي حاجه؟
كانت إجابتها برفع يدها أمامه بشريط الفحص ،اتسعت عيناها وقهقه عاليا والفرحه لا تكاد تسعه ضمها إليه وهو يقول :
-ان شاء الله بنت المرة تربي عيالك الصيع دول .
كانت فى احتياج شديدة لهذه الضمة وردت رغم ضعفها :
-هتنسيك صبا
اجاب بصدق وهو يستند على كتفها :
-عمري إنتى بنتى الأولي

حافظت على حضنه وأثارت الإختباء به هكذا تكون قوية وهكذا ستكون دوما بقربه
-زيد ممكن تخلينى فى حضنك حاسه بالحمايه والأمان
هتف بمنتهى الرضا:
-حاضر يا حبيبتي انا هفضل كدا ان شاء الله للصبح مش هتحرك
قالها ونفذ وعده لم يتحرك من مكانه حتي غفيت براحه واطمئنان كطفلة صغيره فى حضن أبيها .

#صفحة بقلم سنيوريتا ياسمينا أحمد #

"فى الصباح"

كانت تقف وتعد الطعام بانهماك وتعب حاوط خصرها يد قويه استشعرت رغبتها العامه فى دثرها ابتسمت قائلة
-زيد وحشتنى

قال زيد بصوته المغرم وهو يدفن رأسه فى عنقها :
-ريحتك تجنن

ابتسمت على تعليقه وهتفت :
- انا بطبخ يا زيد ريحتى بصل وتوم وصلصه
اجاب دون مبلاه وهو يسند رأسه إلي كتفها:
-تؤ ريحتك حب وحنان ودفي ومرسي البحر لبحار بقالوا شهر فى عرض البحر

اغمضت عينها مما يلقيها عليها لقد تخيلت كل شئ ورحلتهم الجميلة معا استطاع أن يخطفها من عالم لأخر بنبرة صوته العميقة ودافي احضانه .

التفت لتواجه وترسوا بيده فوق كتفيه:

-عارف إنت هتخسرني إزاى
ضم حاجبيه وسأل بتعجب:
-إزاي
قالت بمرح وهى تمسح أنفها بأنفه:
- هتجنني
لاح فى وجه إبتسامة تعشقها هي هذا الانجاز الذي انجزته بتحويل وجهه العبوس لابتسامه.
سألها بتودد:
-وانا مش هيجنني غيرك.

وقبل ان يضمها اكثر إليه صاح والده شمس:
-بابا بابا
سب بيأس وهو يقول:
-عايز اي يا لااا
نطق شمس وهو يتعلق بقدمه:
-مش هتلعب معايا ولا بتلعب مع ماما بس
ضكت صبا فنظر اليها زيد وقال منزعجا:
-شفتى الولد طالع لسانه متبري منه زيك بالظبط
نظرت له بحده وهي تقول :
-انا لساني متبري مني اومال اللى انت بتقوله ايه
مال ليختطف إبنه بين احضانه وقال:
-هو انا لسه قولك حاجه دا انتى هتسمعي كلام انتى وابنك دلوقت .

نظر لابنه وسأله بشده:

-ما روحتش عند تيته لي

قال شمس متاتا:
-ماما قالت لأ
عقد حاجبيه وتسأل :
-لأ ليه يا صبا

استدارت عنه لتخفي تعبيراتها وأثرت المرح وهي تقول:
-عشان أمن نفسي من اللى بيطبوا فجأه من ورايا

استند الى الرخامه بجذعه ليقول :
-ما تهزريش اوعي يكون موضوع امبارح مأثر فيكي

حركت كتفها وهتفت دون اهتمام:
- لا ابدا انا كل شويه أجري من هنا لهنا تعبت قولت اخر اليوم ابعته ويرجع معاك

نظر لشمس وقال امرا :
-انت تروح لتيته وتلعب معاها
سال الولد ببراءة:
-انت هتلعب مع ماما
صاح زيد بيأس:
-ياعم اتكل على الله بدل مااطلع لسانك دا واربطك بيه
انزله من كتفه وهو يقول :
-ولد مشكله
ضحكت "صبا"عليهم واهتمت بما تفعل لاحظت انه سكن مكانه وكأنه يتأملها وعندما واجهته قال ممتنا:
-أول مرة تطلعي عاقلة حاسس فعلا إن ماحدش كان هينفعني غيرك .
ابتسمت له ثم حركت كتفها بزهز وهى تقول بغرور:
-يا ابنى انا عندى مواهب كتير بس إنت مش ملاحظ النعمه اللى فى ايدك
شهق مبهوتا ورد فى سرعه:
-انا انا عمري ما شفت نعمه غيرك إنتى سكني ومسكنى ودوائي انتي الحاجه اللى حببتنى فى الحياة والحياة من غيرك ما تسواش
ابتسمت له لطالما كان هو كل هذه الأشياء واولها لقد عرفت معه الحب وإكتشفت معه كم هي إمرأة خطرة .

قد تنتهي قصة لكن الخطورة ابدا لا تنتهي😍🌹

،،،عشقت إمرأة خطرة _سنيوريتا ياسمينا أحمد"الكاتبة" عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية عشقت إمرأة خطرة" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent