رواية اسياد الحب والحرب الفصل الرابع 4 - بقلم ياسمينا احمد

 رواية اسياد الحب والحرب الفصل الرابع 4 - بقلم ياسمينا احمد


هتف اسماعيل متألما :
- آه يا دماغي ، قوم يا عزام شوف المصيبه اللى احنا بجينا فيها
-
تحرك عثمان يمسك كتفة بالم وتأوه :
- البت جرستنا وهربت مع عشيجها

نهض عزام بخطوات متعرجة وتحدث بإنفعال حاد :
- والله فى سماه ما هرحمهم لهطخهم الاتنين واغسل عارنا

تحدث اسماعيل يندد بالوضع :
- وهنجلهم ايه فى البلد ، اضربنا والجدع خد البت من بيناتا

انفعل عثمان وقال وهو ينهض :

- البت دى شكلها كانت موالسه معاه ،كيف يعني هيدخل بيناتا ويجولها روحي العربيه عشان اكده ما كانتش عايزة تمشى من اهنه ولا تتعتع

نهض أخيرا اسماعيل :
- بينا على ابوها نعرف الحكاية كلتها

..............................................................
وقفت زينات بصدنة عند سماعها لما حدث للتو وهتفت دون وعي:
- بـــتــي !

هتف عثمان منفعلا :
- ا يه هيخليها تهرب البت دى فيها حاجه
صاح عزام بإهتياج :
- هجتلها واخلص من عارها

وكزت زينات صدرها بيدها قائلا:

- لا بتي اشرف من الشرف بتى ما تعملش حاجه وحشه

لوح اسماعيل بياده نحو عمه قائلا:

- ادي تربيتك ياعمي واخرت رحتك البندر

كان فتح الله لا ينطق وبدى فى عالم منفصل يلطم رأسه بين كفيه ويهتف دون وعي:
- يافرجت اهلك عليك يا فتح الله يا سوادك ...بنت المعيوبة فضحتك

*************
على الجانب الاخر
سكتت الاصوات بدي الجو هادئ ففتحت عينيها بتوجس
ورفعت رأسها للاعلي باحثة عن من كان بجوارها وعندما تأكدت من انها بمفردها بالسياره خرجت منها باقدام متخبطة وهي تهمهم بصدمه :

- يا ميلة بختك يا فرحه اه يانا يامه وبدأت وصلة البكاء الطفولى
- اه يامه

- ولكنها سكتت فجاة وشخص بصرها مما رأته وفرغت فاها لتستوعب ما تراه
كان المكان خالي تماما ويبدوا انهم انجرفوا بعيدا عن الطريق الرئيسي رمال عاصفه

ولم يكن هذا ما يدهشها بل ما رأته تحت قدمها من جثث أشخاص مسلحه غارقة فى دماؤها
استعدت للصراخ ووضعت يدها على صدرها ولكن يدا خافية كتمت انفاسها واصبحت داخلها

زاغ بصرها بحثا عن ذلك المقيد لها

،،اذ هتف هو بغيظ مكتوم :

- ايه اللى طلعك من العربية

أومأت بصوت مكتوم :

_ أأأأأمممممم
تشنج وجهه وهدر منفعلا .

- اسكتى خالص .. ما طلعيش نفس

تركها وامسك مسدسه وبدى مستعد للفتك بمن يقابله
امسكت هي بقميصه وهزته بعنف :

- حرام عليك ..بتموت الناس لى

انزل يدها عنه بعنف وهدر بحدة :

- اخرسى
تبعته بفزع وهى تصفه :

- انت قتال قتله ...
تزايد عنفه وقال منفعلا :
- اترزى هنا وما تحركيش

تحركت خطوات عن السيارة وهى تهتف بضجر :
- اترزى دا انا ابقى مجنونه لو اقعد معاك ثانيه

وما هى الا خطوة واحدة حتى امطرت السماء من خلف السيارة

العاليه بالرصاص عادت اليه مهرولة تمسك بياقة قميصه بفزع :
- انا معاك ..انا معاك
التوى فمه بإبتسامه عابسة :

- برافوا عليكى كنت بدور على دول
استدار بجسده كاملا و بسرعة قياسيه قضي علي اخر الموجودون

************

*******************
بدأت الاتصالات بين عزام وعثمان واسماعيل وأقرانهم في الصعيد وهم فى طريقهم للعودة الي الصعيد وعلى ما يبدوا انهم مقبلين على نيران متأججه ستعصف بالأخضر واليابس

جلس فتح الله وزينات فى الاريكة الخلفية للسيارة واصبحوا كالمتهمين طاطأ فتح الله راسه فى خزي وفى نفسه حديثا مرهقا مشحون بالخزى وبصوت متألم :
- ياااا بعد السنين دى كلها أرجع البلد بذلة يا فضحتك السودة يا فتح الله بت الناقصة فضحتك والله لو عينى شافتك تانى لاادفنك صاحيه ادى اخرة مجايب البنات.......وعلا وجه تشنجات الوعيد

وهامت زينات فى عالم اخر من البكاء والنحيب

على الجهة الاخرى قاد عزام بسرعه جنونية وهو يضع ملامحها نصب عينيه حتى لا ينساها وتاجج قلبه بنيران الوعيد وراح يهتف فى نفسه:
- ،اكده البر كله هيعملنا حدوته ومسخرة بسببك والله لا تندمى وتتمنى الموت ولا هتلاقيه
- والله فى سماه لو وقعتى تانى فى يدى ما هرحمك يا بت البندر دا انا عزام اللى الليل يخافه

*******************************
- على الجانب الاخر جلست فرحة فى السيارة عاقدة يديها نحو صدرها وصمتت نهائيا .....وظل ذلك المجهول يختلس إليها النظر بين الحين والاخر ليتاكدا من استيقظها فقد بعث صمتها المميت فى نفسه الضجر
توقف فجاة ونزل عن سيارته ورفع وجهه الى الهواء ليترك الهواء البارد يعبث بشعره البني الكثيف ثم استدار نحو الباب الاخر وفتحه وهتف بصرامه الى فرحه :
- اتفضلى انزلى
- على فين ؟!
- هناكل
حركت كتفيها بخفة
- مش جعانه
زين ..احتد صوته :
- ستت ساعات مشيين وما جعوتيش ازاى جمل؟
خلصى وانزلى وطالما ركبتى عربيتى تسمعى الكلام
نزلت فرحه بصمت او بخوف من ذلك المجرم الذى قتل العشرات نصب عينيها على ما يبدوا انها ستكون ضحيته التاليه
*********"******""

فى المطعم
تناولت فرحة طعامها بهدوء وبدت مستسلمة الى مصيرها الذى انساقت اليه برغبتها كان ذلك المجهول ينظر إليها بين الحين والاخر
هتفت فرحه بضيق :
- قوالى اوصل مصر منين يا اسمك ايه ؟
اجابه بنبرة باردة وهو يتناول طعامه :
- اسمي زين
ترك ما بيده واولاها اهتمامه
_عايزة تروحي فين بقى
اجابت مندفعه :
- اى حته بعيد عن ...قتالين القتله
التوى فمه بإبتسامه صغيرة واجاب ببرود :
- اااه
تفحصت بروده بعنايه فهو يبدوا كنجم سنيمائى انيق من حيث العيون العسلي وبشرته البرونزية وشعرة البنى الكثيف وتسآلت كيف يكون ذلك مجرم لابد انه احد المقالب الرمضانيه
هتفت بصوت متحير :
- انت فعلا قتال قتله
عبس بطعامه وأجابها بهدوء:
- ااها
..هتفت بإندفاع :
- حرام عليك ...اللى بيموتو دول ليهم ام واب وقلبهم بتحرق وبيدعوا عليك
رفع حاجبيه بإستنكار واعتلا وجهه الدهشة
استرسلت مؤكده ببساطتها البالغه فى فهم الاشياء:
- والله ...انت مش مصدق
هتف هو معللا :
- المفروض انى قتال قتله ..يعنى ما عنديش قلب

قاطع صوته رجال ضخام الجثة وتسلل من بينهم رجلا يبدوا عليه الشر والغضب

وزعت فرحة نظرها بينهم بقلق بالغ ،اذا وقعت بالاثبات مع مجرم حقيقي ويبدوا انه مطارد من كل الجهات
اجاب الغريب بنبرة حادة :
_ ما تفكرش مرتين ،تعال معانا من سكات
وحول نظره نحو فرحه قائلا بنبرة خبيثه :
والحلوة هتبقى حافز حلوة ليك للاعتراف..
زاغ بصر فرحة وارتعبت مما قال ونظرت نحو زين بإستعطاف بالغ فقد كان من قبل منقذها :
دحجها هو بنظرات مطمئنة وهتف :
- ما تخافيش
علا ذلك الرجل صوته بإستهزاء :
- الله دا حب جامد بقي ،دا يوم حظنا

بلا مقدمات سحب زين مسدسه واشهره نحو فرحه والتى شهقت بذعر وصرخت قائله:
- مش انا هما واشارت نحوهم
اربك تصرفه المفاجئ من حوله وبدوا كاالاصنام مذهولين

سحب زين يدها وجذبها نحوه واحتضن خصرها بسرعة بالغة
وبلمح البصر قفز بها من الشرفة
علقت بصرها بعينيه وتمسكت به جيدا وهو ايضا قبضه على خصرها بقوة خشية من سقوطها
فقدت وعيها فجاة اثر شعورها بأنها تهوي

********************************

********************************* عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية

تعليقات