رواية تقاطع طرق الفصل الرابع 4 - بقلم اميرة احمد

 رواية تقاطع طرق الفصل الرابع 4 - بقلم اميرة احمد

تقاطع طرق
الفصل الرابع
مر الأسبوع سريعا بين روتين الشغل على البعض.. والألآم نفسية للبعض الأخر.. لكنه سرعان ما انتهي وتجمع الأصدقاء مرة أخري كعادتهم.
-       قطع أدم الصمت حين وجه كلامه لأحمد قائلا: ايه بقي عملت ايه مع مريم؟
-       تنهد أحمد بألم وقال: خلاص طلقت مريم من يومين.
-       صاح علي وقد أفجعته المفاجأة: بالسرعة دي.. طيب كنت ادي نفسك فرصة.
-       زفر أحمد دخان سيجارته في الهواء وقال: انا اديتها فرص كتير اوي.. و كده الاحسن لينا احنا الاتنين .. هي تشوف حياتها وانا كمان اعرف أركز في حياتي و اهلي... انا لما هديت وفكرت.. لقيت أنى محبتش مريم.. يمكن كنت منبهر بيها.. هي كمان محبتنيش.. يمكن حبت مستوي اجتماعي معين.. حبت شكلي.. بس هي محبتش غير نفسها.. لما بفكر في مواقف كتير عدت علينا بقول ان ازاي انا عديتها... يمكن طلاقنا كان على حاجة تافهة.. بس دي كانت نتيجة تراكمات.... وجوازنا من الأول كان غلطة وأنا اتورطت فيها.
-       نظر علي إلي خالد الجالس بجواره يستمع لحديث أحمد لكنه شارد الذهن وقال: وانت يا بشمهندس خالد سايب بيتك ليه؟ انا مش عارف انتوا فيكوا ايه؟
-       ضحك خالد وقال بس: بفكر اعمل زي أحمد
-       حاول أدم ان يخفف من حدة الحديث فقال: ويبقي بيت أحمد نادي المطلقين.. انتوا اتجننتوا ولا في ايه؟ هو خلاص الطلاق بقي بالسهولة دي
-       نظر خالد بألم وقال بنبرة يملؤها اليأس: لا ....مش سهل أنك تهد بيتك وحياتك بايدك... بس أحيانا بتحس أنك وصلت لحيطة سد مش شايف مستقبل ليكوا سوا خلاص ..... وقتها الطلاق بيبقي حياة جديدة.
-       علي: لأ على فكرة مش صح.. ده أبغض الحلال.. مش المفروض انه يكون بالسهولة دي... يا اما مكنتوش اتجوزتوا وانتوا صغيرين كنتوا استنيتوا لما تتأكدوا انكوا مع الشخص الصح.. الانسانة اللي عايز تكمل حياتك معاها وتعجز معاها.
-       ارتشف خالد من كوب القهوة أمامه وقال بحدة: طيب وانا اعمل ايه؟ يارا زمان أيام الخطوبة كانت بتتجنن لما بتشوف طفل.. وتفضل تقولي انا عاوزة اجيب منك دستة أطفال.. ومجرد ما اتجوزنا بقت مش عايزة أطفال و شايفة انها مسؤولية كبيرة.. حاجة زي دي كنت هاعرفها ازاي قبل الجواز؟ 7 سنين بنحب بعض و معرفتش فيهم.. وبعدين ما أحمد كمان اهو مكنش عارف ان ربنا هيبتلي والدته بالمرض اللعين ده... و لا ان هتكون دي ظروفه و حياته بعد وفاة باباه و ان مريم مش هتستحمل كل ده.. مش كل حاجة بتتعرف قبل الجواز يا علي.
-       تنهد علي بحرارة وقال: اهو اللي انت بتقوله ده بيخوفني من الجواز اكتر.
-       رفع أحمد حاجبه وقال بحدة: ايه يعني هتكمل حياتك من غير جواز علشان احنا طلقنا؟ مش منطق مش كل الناس زي بعض
-       أدم: واللي انت فيه برضه يا علي هبل... يعني ايه كل يوم مع واحدة ومش عاوز تتجوز.. ما طالما لقيت واحدة محترمة وبنت ناس و بتحبك وتحبها تسيبها ليه ما تتجوزها.
-       علي: علشان بزهق بسرعه.. ومش معقولة يعني أطلق واحدة علشان زهقت منها.. اوعدك اول ما الاقي واحدة مزهقش منها هاتجوزها على طول.
-       قال خالد بخبث: طيب وسارة؟
-       تصنع علي الغباء وقال بابتسامة: مالها؟
-       هتف خالد مازحا: سلملي عليها... هو ايه اللي مالها... موقعها ايه من الاعراب؟
-       ارتشف علي رشفة من مشروبه ونظر إلي خالد مليا وقال: بص بصراحة انا مشدودلها جدا.. هي مش زي أي واحدة انا عرفتها قبل كده.. بس أحيانا بحس ان مش هو ده اللي انا عاوزة.. بص هو انا لما مبشوفهاش بتوحشني جداا.. بحب لماضتها.. بس أحيانا بتقلب بمشاكل، يعني مثلا انا وهي اتخانقنا لما خرجنا معاكوا علشان انا دفعتلها الحساب... بتقولي بتدفعلي ليه؟ معرفش هي شايفاني مش راجل ولا ايه علشان تدفع هي وانا موجود.
-       أدم: ما جايز هي تقصدها بطريقة تانيه... يعني مثلا هي شايفاها وانت تقربلي ايه علشان تدفعلي يعني انت مش خطيبها ولا جوزها.... كمان كان في بنات تانية كتير معانا هما اللي حاسبوا لنفسهم فا عادي.
-       علي: هي تقريبا قالتلي كده... بس يعني ايه؟ مش خطيبها مدفعلهاش؟ هي خارجة مع واحدة صاحبتها.
-       أبتسم أحمد ابتسامة تحمل في طياتها الكثير وقال: وانت عاوز تدفعلها ليه؟
-       أرتبك علي بعد أن فهم معزي كلمات أحمد وقال بنبرة مرتبكة: علشان انا الراجل.
-       رفع أحمد حاجبه وقال بابتسامة: بس مش راجلها.... لما تبقي راجلها ابقي ادفعلها.... هي عندها حق.. هو أي واحدة من صحابنا بتخرج معانا انت بتدفعلها؟.
-       وكز خالد علي في كتفه وقال مازحا: لما انت شايف نفسك راجلها و شايف انها مسؤولة منك بتكدب نفسك و تهرب من الحقيقة ليه؟
-       حاول علي تغيير دفة الحوار فقد وضعه سؤال خالد في خانك اليك، فهتف مازحا: و الله سيبوكوا مني انا دلوقتي و أستاذ قيس يحكيلنا عن ليلي اللي كان قاعد بيسبلها.
-       لمعت عيني أدم بسعادة وقال بوله ملئ صوته: ليلي دي يا سيدي اكتر واحدة انا حبيتها في حياتي، كنا زمايل في الجامعة و مقدرتش امنع نفسي من أنى احبها... احلي واحدة شافتها عينيا.. طول عمري بشوف في عنيها لمعة كده لما بتبصلي كانت بتحسسني أنى مش عاوز حاجة من الدنيا غير اني أكون معاها.. ...فضلت 4 سنين الجامعة بحب فيها.. و قولت مش هاقولها غير لما نتخرج واشتغل علشان ابقي قد المسؤولية.. واول ما اتخرجنا معرفتش اوصلها.
-       ضحك أحمد: فقري طول عمرك.
-       عقد علي حاجبيه وقال: وازاي محكيتليش عليها قبل كده.. ده انا صاحب عمرك.
-       أدم: انا محكيتش لحد على ليلي.... كنت بحبها في صمت... بس تعبت اوي لما ملقيتهاش وضاعت مني زمان فا طبعا متتخيلش فرحتي كانت ازاي لما شفتها داخلة عليا وعنيها فيها نفس اللمعة بتاعت زمان... كنت حاسس اني في حلم مش حقيقة.
-       ضحك خالد بشدة وقال من بين ضحكاته: ايوه علشان كده اول ما شفتها سبلتلها على طول... فكرتك بأيام المراهقة.
-       ابتسم أدم ونظر إلي أحمد وهتف: لأ بصراحة هو مش انا اللي كنت باسبل.... اللي كان بيسبل طول القاعدة أحمد.
-       علي: ايوه صح، انت ايه حكايتك مع هدي انت كمان؟ واخدها وقاعد في جنب كده وعمالين تتوشوشوا كل شوية
-       رفع أحمد كفه بحركة درامية وقال: والله يا رجالة انتوا مكبرين الموضوع... تقدر تقول ان احنا أصحاب عادي.
-       اشهر خالد أصبعه في وجه أحمد وصاح: خلي بالك دي صاحبة يارا.. وانت عارف لو زعلتها يارا هتعمل فينا ايه.. مش فيك لوحدك فينا احنا ال 4 ، انا بقولك اهو.
-       أحمد: لا متخافش.. احنا أصحاب بس انا اول ما شفتها و اتكلمنا حسيت اننا شخصيتنا قريبة من بعض مش اكتر... بس انا مسبلتش لحد يا ولاد ال*****
بينما يضحك الأصدقاء على كلمات أحمد الأخيرة.. .. رن جرس هاتف خالد. ... نظر خالد إلي هاتفه ليجد المتصلة هي يارا.. قام من مكانه وابتعد عن اصدقائه لتلقي المكالمة وما ان أجاب على الهاتف حتى اتاه صوت يارا مزعورا.
-       يارا: خالد.. الو خالد
-       خالد: ايوه يا يارا ازيك.
-       يارا: احمد معاك؟
-       خالد: اه في ايه؟ بتسألي عن أحمد ليه؟
-       يارا: ممكن تبعد عنه بس وتكلمني.
-       خالد: انا بعيد أصلا قولي بقي في ايه؟
-       يارا: ندي كلمتني دلوقتي ومنهارة.. مامت أحمد تعبت فجأة والدكتور بيقول محتاجة تتنقل المستشفى دلوقتي.. طبعا ندي مش عارفة تتصرف.. انا قلتلها متتصلش بأحمد علشان طبعا هتقلقه لو كلمته وهي في الحالة دي.. انا طلبتلها الإسعاف و رايحلها في الطريق و معايا هدي.. حاول انت بالطريقة تقولوا وتسبقونا على المستشفى.
-       خالد: حاضر حاضر... طمنيني اول ما توصلي وانا هاخد أحمد ونتحرك دلوقتي.
أغلق خالد الهاتف مع يارا.. وراسل كلا من علي وأدم رسالة نصية يخبرهم بما حدث.. ثم عاد إلي حيث يجلس الأصدقاء وكان قد بدأ الوجوم يظهر على ملامح أدم وعلي بعد ان قرأوا رسالة خالد.. توجه خالد إلي أحمد ووجه اليه حديثه.
- خالد: أحمد ماما تعبانة شوية وعاوزاك تروحلها.
- بدأ القلق يتسرب لملامح أحمد وهتف: ماما مالها.. تعبانة حاسة بايه؟ وانت عرفت منين؟ انا نازل وكانت كويسة.
خالد: ندي كلمت يارا علشان متقلقكش.. المهم يلا دلوقتي.-
- أحمد: طيب هاكلم ندي افهم منها ماما حاسة بايه علشان أكلم الدكتور.
- حاول خالد تهدئته وقال: متقلقش يارا راحتلها واتصلت بالدكتور زمانه في الطريق.
- بيد مرتعشة أمسك أحمد بيد خالد وهتف: انا هاركب معاك مش قادر اسوق.
- وجه خالد كلامه لعلي وأدم وهتف: يلا؟
- علي: يلا اتحركوا وانا وأدم وراك بالعربيات.
انطلق الجميع في طريقهم الي المشفى.. جلس أحمد إلي جوار خالد وكان قلبه يعتصره القلق.... يؤنب نفسه كيف تركها وترك أخته تواجه كل هذا وحدها... كان الألم في قلبه أكثر من أن يحتمل... يتمني لو بأمكانه أن يظل بجوارهم إلي الأبد 
- حين لاحظ أحمد الطريق، هتف إلي خالد: انت ماشي منين يا خالد ده مش طريق البيت.
- خالد: احنا مش رايحين البيت.. بص انا مرضيتش اقلقك.. بس الدكتور طلب ان ماما تتنقل المستشفى.. هي زمانها على وصول... يارا معاهم و طلبتلهم الإسعاف
-تنهد أحمد بعنف: ربنا يستر
ما ان وصل خالد واحمد الي المشفى.. حتى وجدوا سيارة الإسعاف خلفهم وخلفها سيارة يارا ومعها ندي وهدي
كانت ندي تبكي بحرقة وهدي تحتضنها وتحاول ان تهدئها وتبث الطمأنينة في قلبها.
دلف الطبيب خلف والدة أحمد الي غرفة الكشف.. وبقي الجميع بالخارج وهنا فقط لاحظ أحمد أخته ندي التي لازالت تبكي بحرقة بين أحضان هدي..... ذهب إليها وضم أخته إلى صدره وهمس لها: متخافيش يا ندي.. ان شاء الله ماما هتبقي كويسة... 
قالت ندي من بين دموعها: انا خايفة اوي يا احمد
أحمد: متخافيش انا هنا معاكي... انا اسف أنى سيبتك لوحدك وعرضتك لموقف زي ده لوحدك..... بعد كده ابقي مش هاسيبكوا ابدا.
 خرج الطبيب متجهم الوجه.. وجه كلامه لأحمد.
- الطبيب: بشمهندس أحمد للأسف حالة الوالدة حرجة.. واضح ان الورم رجع تاني.. محتاجة تدخل عمليات في أسرع وقت.
-أحمد: عملية تاني يا دكتور.. هو مفيش حل غير العملية.
- الطبيب: للاسف يا بشمهندس والدة حضرتك حالتها حرجة وعندها تاريخ مع المرض قبل كده.. لازم نستأصل الورم و بعد كده ان شاء الله اشعاع ممكن منحتجش كيماوي.
- أحمد: طيب حضرتك شايف العملية تكون امتي؟
-الطبيب: ممكن بعد أسبوع.. محتاجين بس نعمل شوية أشعة و تحاليل و يفضل انها تفصل الأسبوع ده هنا في المستشفى.
- أحمد: اللي حضرتك تشوفه يا دكتور فيه مصلحة لماما اعمله.
- الطبيب: تمام انا هاخلص الإجراءات و هابلغك... بعد إذنك.
انصرف الطبيب بعد كلماته الأخيرة وترك أحمد يقف في حيرة ، 
-اتجهت ندي ناحية أحمد وهي تبكي بحرقة وقالت: انا مش هاقدر اقعد أسبوع من غير ماما يا احمد انا هاقعد معاها هنا
- ربت أحمد على ذراعها بحنان وهتف: اهدي بس يا ندي.. هنا فين اللي عايزة تقعدي مع ماما.. روحي البيت وانا هاكون مع ماما
- توجهت هدى ناحية ندى وضمتها إلي صدرها وربتت عليها بحنان وهتفت: أحمد عنده حق انتي مش هينفع تباتي هنا وسط العيانين و الدكاترة و التمريض.. كمان لو مامتك احتاجت حاجة مش هتعرفي تتصرفي الأحسن أحمد اللي يكون موجود... و انتي برضه تخلي بالك من البيت... اتفقنا؟
اومأت ندي رأسها بالإيجاب.
- نظر أحمد إلي خالد وقال: معلش تروح ندي البيت.. ثم توجه بكلامه إلي ندي:  لو احتاجتي أي حاجة خالد موجود في شقتي اطلبيها منه أكني موجود بالظبط.
- خالد: متقلقش يا صاحبي انا معاها وكلنا موجودين.
-يارا: متخافش يا أحمد انا هابات مع ندي النهاردة علشان لو احتاجت حاجة و هافضل معاها لحد اما تهدي.
- أحمد: شكرا يا يارا ربنا يخليكي.
أقترب أحمد من هدي وهمس بضعف: شكرا يا هدي انك جيتي وكنتي مع ندي.. متعرفيش ده معناه كبير عندي قد ايه.
- هدي: متقولش كده احنا أصحاب... بعدين ده موقف انساني أي حد في مكاني كان هيعمل كده.. وندي انا حبيتها كانها اختي الصغيرة بالظبط.
- همس أحمد محدثا نفسه: لو كانت مريم مكنتش هتراعي أي موقف انساني...
- أبتسم أحمد لهدي بأمتنان: شكرا.
- هدي: ان شاء الله ربنا يطمنك على ماما وتقوم بالسلامة.. و متقلقش على ندي انا هاروحلها انا ويارا كل يوم و هنكون معاها... هاكلمك الصبح.
انصرفت هدي وعيني احمد تتبعها حتي غابت عنه مع ندي ويارا.

•تابع الفصل التالي "رواية تقاطع طرق " اضغط على اسم الرواية

تعليقات