رواية تحت سماء البيبي بلو الفصل الرابع 4 - بقلم نور عماد
دخلت ليان البيت وهي مبتسمة ابتسامة عريضة، كأن الشمس لسه ما غابتش من وشها. أول ما شافت أهلها قاعدين في الصالة، سلّمت عليهم بحب ورمت شنطتها على الكرسي. ماماها ابتسمت وقالت لها:
– "واضح إن يومك كان حلو النهارده يا ليان."
ضحكت ليان وقالت:
– "أجمل يوم يا ماما، قابلت مواقف كتير ومضحكة."
قعدت معاهم على السفرة، وكلهم حواليها. حكت لهم عن تأخرها الصبح، وضحكهم في السيكشن، وحتى الموقف الغريب اللي نامت فيه على كتف "زميلها". الكل ضحك من قلبه، وأبوها قال:
– "إيه يا بنتي، إنتي داخلة على الجامعة ولا فيلم رومانسي؟"
ضحكوا مع بعض، وأكلوا سوا جو مليان دفء ولمة عيلة. بعد الأكل، دخلت ليان أوضتها، ناوية تذاكر. مسكت كتبها وفتحت الدفاتر، لكن عينها وقعت على تليفونها اللي بيرن باسمها جوا عقلها، كأنه بيناديها.
ترددت لحظة، وبعدين قلبها غلب عقلها. مدت إيدها وخدت الموبايل، فتحت الواتساب وكتبت رسالة صغيرة:
– "هاااي... أنا ليان."
بعتها وهي مبتسمة وبتدلع نفسها في المراية. قلبها بدأ يخبط بسرعة، لحد ما جه الرد أسرع مما توقعت.
يوسف كتب:
– "وأخيرًا! كنت مستنيكي تبعتي من بدري."
ضحكت ليان في سرها، وحست إن الكلام لمس قلبها. ردت بسرعة:
– "آسفة جدًا... كنت قاعدة مع أهلي."
يوسف رد:
– "ولا يهمك، العيلة أهم. طيب قوليلي، إيه أخبارك؟"
ومن هنا بدأ سيل الكلام. بقوا يتكلموا عن كل حاجة: دراستهم، أحلامهم، المواقف الطفولية اللي مروا بيها. يوسف كان بيسمع ليان بكل اهتمام، وليان كانت بتحس إن كلامها معاه سهل وبسيط، وكأنها بتحكي لحد تعرفه من سنين.
الوقت عدى بسرعة، وبدل ما تذاكر لقت نفسها بتكتب وتضحك مع يوسف. في آخر الليل، قبل ما يناموا، كتب لها:
– "تصبحي على خير يا ليان."
وهي ردت:
– "وأنت من أهله يا يوسف."
حطت الموبايل جنبها، لكن قبل ما تطفي النور عينيها وقعت على صورته في البروفايل. فضلت تبص ليها بدقة، كأنها بتحاول تحفظ ملامحه. ابتسامة صغيرة ارتسمت على وشها، ومعها إيدها سابت التليفون وغرقت في النوم.
مرت الأيام بعدها بسرعة، وليان ويوسف بقوا يتكلموا يوميًا. في الجامعة بقوا يقعدوا مع بعض ومعاهم تمارا، يضحكوا ويحكوا كأنهم فريق واحد. تمارا بطبعها كانت بتلاحظ، وده اليوم قررت تواجه الحقيقة.
وهم قاعدين في ساحة الجامعة أثناء الاستراحة، تمارا ابتسمت بخبث وقالت ليوسف:
– "على فكرة... واضح إنك معجب بليان. حنانها، دلعها، عفويتها... مش باين عليك خالص."
يوسف ضحك، لكن ملامحه فضحت اللي في قلبه. قبل ما يرد، تمارا كملت:
– "بكرة عيد ميلادها على فكرة."
اتسعت عينه بدهشة وقال:
– "إيه! بجد؟!"
تمارا هزت راسها وهي تضحك وقالت:
– "آه، وبصراحة... طول عمرها بتحلم بحاجة محددة."
يوسف مال عليها وقال باهتمام:
– "نفسها في إيه؟"
ابتسمت تمارا بخبث وقالت:
– "تحلم يجي فارس ببدلة بيضا... يمسك إيدها ويمشي معاها في البستان الأزرق."
يوسف ضحك ضحكة خفيفة وقال:
– "واضح إنها بتحب الخيال أوي. حكتلي قبل كده عن البستان الأزرق."
تمارا ردت:
– "جدا جدا! عايشة فيه أصلا."
يوسف فكر لحظة، وبعدين قال بجدية:
– "ماشي... خلينا نتفق نعمل لها مفاجأة. بس أهم حاجة، ما تقوليلهاش."
تمارا غمزت بعينيها وقالت:
– "متفقين."
قامت تمارا بعد كده تكمّل يومها، وفضل يوسف سايب نفسه يفكر في شكل المفاجأة اللي هتخلي عيد ميلاد ليان يوم مش ممكن تنساه.
•تابع الفصل التالي "رواية تحت سماء البيبي بلو" اضغط على اسم الرواية