رواية اسياد الحب والحرب الفصل الثالث والاربعون 43 - بقلم ياسمينا احمد
كانت تلك اللحظات الماضيه مرت عليهم زمنا من السعادة التى اثبت انهم مهما حدث بينهم
يستطيعون تخطيه بمزحة بمشاكسه فالحب يلزمه القليل من الملح حتى يعطى النكهه المميزة
هتفت وهى تدثر نفسها اكثر فى صدره العريض :
- بحبك
هتف هو من وسط شروده :
- انا كمان بحبك ونفسى افضل احبك
رفعت راسها اليه وهدرت بجدية :
- هو انت تقدر ما تحبنيش
حرك يده على شعرها بهدوء وكأنه رسام محترف يرسم لوحة رائعه يذوب فى تفصيلها باعين هائمتين وهتف بهدوء دون ان يتوقف عن تحريك يده
- الطبع الطبع يا روحى انا عاشقك واكتر كمان بحبك زى حد اتحرم من روحه وبعديها رجعتله وصل للموت ورجع تانى للحياه .... لكن اوعك تفتكرى انك تستغلى عشقى دا او تأفورى فى تحكماتك انا شغلى صعب وصعب جدا يمكن دا كان احد اسباب انى ما اتجوزش لحد دلوقتى .. عشان ما اظلمش حد معايا بس انتى ووجودك فى حياتى استثنائى ما فكرتش غير فيكى وقت اما روحتى منى بلاش تحسسينى انى ظلمتك تانى او تحسسينى انى انانى انى اختارتك تبقى معايا فهمتى
كانت تتمعن فى كل كلمة تخرج من فمه وكأنها تراها باعينها للحظة لمعة عيناه بدمعة محتقنه لذكراها السالفة عن لحظات وداعهم بللت حلقها الجاف وهدرت بصوت متحشرج :
- انا مش معترضة على شغلك انا مش احب حد يشاركنى فيك ,,,,,اشهرت اصباعها فى وجه ...واعى تقولى دى لا
هم ليتحدث ولكنها قاطعته مسترسلة وهى تقبض على كفه .......
- ايدك ما تلمسش غيرى ,,,, اشارت الى قلبه ,
- ,دا ما يشوفش غيرى
رفع حاجبية نافيا وهو يبتسم ابتسامه استنكرتها فهتف موضحا :
- انتى مش محتاجه كل دا عشان كدا انتى خطفتى عقلى بقيت امشى الف حولين نفسي عقلى معاكى تفكيرى معاكى ان شوفت واحدة ببقي مش شا يفها لان عقلى مش فيا عشان افهمها
او ادرسها افهمى دى يا فرحة وانتى هترتاحى وخدى بالك دى مش سهلة اوى كدا انى اشوف غيرك
لاح فى وجهها الابتسام ومالت الى قلبه واغمضت عيناها ثم قفزت فوقه من جديد بجنون :
- انت ما قولتيش عملت ايه مع البنت الامريكيه
اخفى وجه بكفيه ليستدعى هدؤه
فهتفت بهدوء مصتنع :
- للعلم بس ......ما فيش حاجه من اللى فى دماغك
ازاح يده وعض طرف شفاه وهو يخمن ان كانت صادقه ام لا فهدر :
- متاكدة انك مش غيرانه ؟
اؤمأت براسها فى اصرار :
- ااممم
اغمض طرف عينه وهتف من جديد مؤكدا :
- ولا هتغيرى ؟
اؤمأت باصرار وهى تخفى حمرة غضبها :
- انا لا خالص
اعتدل قليلا فى نومته وحك طرف انفه وبدء السرد فى برود تام :
- اححم .... روحت اقابلها فى مكان عام اللى هي المفروض موجوده فيه وعليا انى افتعل اى موقف عشان الفت نظرها او اتقربلها بشكل ما يبانش انه مقصود تماما
اعتدلت معه وانصت باهتمام
فاسترسل وهو ينظر الى عينيه :
- كانت جميلة جدا ...سكت فليلا وعاد ليؤكد .......جدا جدا
وكزته فى صدرة بغل وهدرت بتعصب :
- عرفت ...اللى بعده
سعل كى يخفى ضحكته واسترسل وهو يجاهد اخفاء ضحكاته :
- طبعا هى اول ما شفتنى فى البدلة الحلوة وريحتة البرفان اللى قلبت المكان ابدت نظرة اعجاب
احتقن وجهها الذى يتابعه زين بدقه ...... لوح بيده نافيا ....
- بس انا طبعا ما اهتمتش وقعدت فى مكان تحت نظرها
ارتخت عضلات وجهها قليلا واطمئنت لمسار الامر
سارع بالقول :
- قامت مشاورالى رحت رايح طبعا فى الاول عملت عبيط وشورت على نفسي اذا كانت تقصدنى انا ولا لا فاكدتد انها عايزانى وش
كلمة ونتعرف وبعدين طلعنا على الاوتيل اللى نازله فيه ....هنا فغر فم فرحة وتأهبت لسماع ما هو اسوأ
فاسترسل هو ببرود :
- شربنا شويه وبعدين اااااا ..... انتى فاهمه بقي الباقى
اتسعت عيناها بصدمه بينما هو كان يتابع كل انش فى وجهها بترقب انفجارها الذى دفعها هو اليه وكزها باصبعه فى كتفها فى محاولة لتنبيها
فانفجرت فى وجه بغيظ :
- يا سافل يا قليل الادب ... اااااه وصرخت عليا وهى تبحث عن ما حولها لتقذفه بالوسائد
التى صدها زين بقهقهات عاليه :
- هههههههههههههههه انتى مش ممكنه انتى مش قولتى مش هتغيرى
صرخت بعنف :
- اللى عملته دا ما هواش فيه غيرة دا ...دا ...دا كانت تسحق الكلمات بين اسنانها فى غيظ
- دا هزار مش بجد .... هتف بها ليوقف نوبة اهتيجها قالها بجدية جعلتها تقف فى ذهول
ثم عادت لوعيها وضيقت عيناها من جديد وهدرت وهى تلكمه بالوسادة
- بقى كدا بتغظنى بتغظنى طيب خد
لم تتوقف حتى انفجرت الوسادة وتطاير الريش فوقهم وقفت اعلى الفراش حتى تتمكن منه
فجذبها الى الاسفل بين قدميه ومال الى جبينها وهو يقهقه بسعادة :
- لما انتى مش قدى بتشطرى اوى كدا لى اديكى فشلتى فى اول اختبار
زاغ بصرها بغير فهم فاجابها دون ان تسأل :
- انا عايز اعرف اذا كنتى هتستحملى ولا لا
لطمت جبهتها بياس ثم هدرت بتذمر :
- يوووه ....مش تقول
قهقه عاليا وهو يوكز جبهتها بخفه :
- امال فين التمويه يا ذكيه
********************************************************************
تمدت على قدمه فى سكون بينما هو حرك يده على خصلات شعرها السوداء بنعومه حدقت فى السقف تشعر بهدوء واستكانه دفئ ابوى لم تشعر به من قبل وبدأت تستطعم طعمه ثم هتفت :
- الا صحيح بابا فين ؟
امسك يدها جيدا قبل ان يخبرها ذلك الخبر الذى لا يعرف واقعه على مسامعها :
- انا اسف انى خبيبت عليكى طول المدة دى بس ما كنتش عايز حاجه تعطل جوازنا
نهضت من اعلى قدمه كى تحاول فهم ما قاله وحدقت بوجه مليا وهى تهدر :
- انا مش فاهمه حاجة تقصد ايه ؟
حرك يده على وجه وهتف بنبرة محتقنه مسرعه :
- باباكى فى السجن
برودة اجتاحت اوصالها جعلتها تحاوط جسدها بيديها ,لا تعرف ماذا يجب ان تفعل هل تبكى ام تصرخ ام تخبره انها لا تهتم ولكن ليست بحاجة لفعل ذلك فقد فضحتها تعبيرتها المتحيرة واهتزاز مقلتيها المتحتر ....اقترب منها بجسده وضمها بقوة وهتف باسي :
- انا اسف بجد ...
- ليه ....محبوس ليه ؟
قالتها بجمود حاد ينم عن حجم تفتتها الداخلى فقد عانت مع والدها ما عانته اضافة انه اقحمها فى زيجه كادت ان تودى بحياتها وتركها تواجه مصيرها وحيده
استدعى زين صوته الذى انحسر من جمودها وحالتها وهدر :
- محاولة قتل ,كان عايز يقتل مراته التانيه ..........سكت قليلا ثم استرسل ...
- تحبى تشوفيه ...
حركت راسها بنفور وكانها ستقابل وحشا
فحرك هو يده اعلى شعرها بنعومه :
- مش مهم دلوقتى انا عارف ان الصدمة ماثرة عليكى بس اديكى فى النهاية عرفتى
مسحت وجهها بكفيه وبدأت تسمح بمرور الهواء لرئتيها وسحبت تلك الدمعه التى معت فى عينيها بهدوء
هناك اوجاع لا يمكن لها الغفران هناك الالم لا يمكن نسيانه دائما فى الاعماق شيئا لا يمكن تجاوزه
*************
كانت سهرة فرحة وزين واياد وحنين
رائعه لا يشوبها اى حزن تعالت قهقهاتهم حد الدموع على نكات زين لم تكن تلك المرة الاولى
لخرجوهم فى اماكن متفرقة بل اصبحت عادتهم لقد الف اياد زين واعتادوا على بعض واصبحت حياتهم تسير على نحوا افضل بعدما تصلحت علاقة اياد بابيه وعاد يشاركة العمل بنشاط وحيوية فهو الان يتحرك مع زين وفرحة وحنين بحرية وجنون دون ان ياكل اى هم لغضب والده او حتى تتبعه
توقفت فرحة عن الضحك وبدء على وجهها علامات غريبة لاحظ زين من وسط قهاته سكوتها فتغيرت ملامحه
واقترب منها متسائلا :
- فرحة مالك
اثارت كلماته قلقا فى نفس حنين ايضا واقتربت منها وهى تهتف :
- فى ايه يا فرحه مالك
اجابتهم بصوت متهجد :
- انا شكلى تعبت من الحمص اللى اكلته معدتى وجعانى جدا ودماغى بتلف
هدر زين مسرعا :
- قومى يلا بينا نروح
حركت راسها فى استجابة ولكنها ما ان وقفت على قدميها حتى دارت بها الارض ووقعت بين ايدى زين
تبدلت قسماته وهو يراها فى ذلك الشحوب ومال بجذعه واحتضن بقيتها وركض با تجاة السيارة وبعينه الاف من الدموع محصورة ركض اياد وحنين معهما نحو السيارة وساق اياد بهم بينما زين احتضنها بين يديه وبدء يتحسس نبضها وبشرتها كل ثانيه فى قلق دقائق مرت علية وهو يجاهد دموعه من السقوط وهو يدفع ذلك الجبل الذى بدء يطبق على قلبه السعيد وصل اياد الى اقرب مشفى
وركض بها زين الى الداخل لم يعير احد اهتمام وانطلق نحو غرفة الكشف وبدت احدى الطبيبات فى فحصها
لم يقبل زين مغادرة الغرفة فاستثنته الطبيبه واخرجت حنين واياد الى الخارج
فحصتها جيدا لمحاولة معرفة سبب الاغماء وبالنهاية التفت اليه لتشاهد كم القلق على وجه وتهدر :
- اية دا لى كل القلق كل الحوامل فى بداية حملهم بيحصل معاهم كدا
هنا سقطت دمعه من عينه ولكنها دمعة سعادة لا شيئ يمكن وصف
سماع تلك الكلمه عن عشيقته ومحبوبته وزوجته امام الله ورسوله فهذا كان ثمرة الحب الحلا ل الحب الذى خاف فيه الله وخاف ان يلمس منها شعرة دون عقد واهل ورضاء هذا هو الحب يا من تبحثون عنه بجد ............
************************************************************** عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية