رواية دلال و الشيخ الفصل الثاني والاربعون 42 - بقلم شيماء سعيد
الحلقة الثانية والأربعون والأخيرة
......
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
إنّ لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وآخر الله تسعاً وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة.
.............
حدثت حور بخفة ولطف شقيقتها مُنايا:
_ايوه يا اختى يا حبيبتى لازم نتفق أننا نقسم شغل البيت على بعض، أنا مصدقت ليه أخت بنت عشان الواد آسر ده بروطة مش بيعمل حاجة .
يعنى أنا أطبخ أنتِ تعملى المواعين، أنا أغسل أنتِ تنشرى.
فهمانى يا مُونى عشان نبقا على نور من أولها يا حبيبتي.
فقهقهت مُنايا وأجابت: بس كده عيونى يا حور وأنا مبسوطة جدا إنى لقيت بعد العمر ده كله أخت بعد ما كنت وحيدة بس مش عايزة أستعجل عشان متعشمش ولازم أتأكد بالتحليل الأول وعندى كمان أسئلة كتير اوى لازم يكون ليها إجابة .
_أولها إزاى لو كنت بنته صح ميعرفش وإيه سبب الإنفصال و سبب هروب ماما منه دلوقتى ؟
حجات كتير محيرانى لازم يكون لها إجابة عشان أقدر أتكيف مع الوضع الجديد .
وكمان لو فعلا دكتور أحمد بابا ده مش معناه أبدا انى أنسى الراجل اللى ربانى وعملنى كأنه بنته بالظبط وعمرى ما شكيت للحظة أنه مش بابا متصوريش قد ايه كان كويس وحنين معايا ومع مامى لدرجة أنها سمتنى على اسمه الله يرحمه .
حور: الله يرحمه شكله كان راجل طيب ووالدتك كانت بتحبه عشان كده سمتك على اسمه .
استمع أحمد لتلك الكلمات التى أصابت قلبه فى مقتـ.ل من فرط الغيرة وازداد وجهه قتامة وقبض على يده بغضب وهمس بغضب: معقول يا دلال بعد كل اللى كان بينا تحبى راجل تانى غيرى وتجوزيه وتكتبى كمان بنتى على اسمه .
أنا مش مصدق، لا كده حرام وقلبى مش متحمل القسوة دى منك وخايف فعلا تكونى هربتى منى لما شوفتينى عشان حضرتك عايشة على ذكرى حبك ليه وأنا خلاص معدتش ليه فى قلبك مكان .
أنا اللى عشت عمرى كله ليكِ حتى لو مش معايا وعمرى ما نسيتك لحظة .
........
جاءت صورة مُنايا على مخيلة آسر فشعر بالحنين والأشتياق إليها رغم أنه رآها مبكرا فى الجامعة ولكن ما حدث جعله لا يستطيع الحديث معها .
فأمسك بهاتفه واتصل بها، فتعجبت مُنايا من ذلك الرقم الغريب الذى يتصل بها ففتحت على الفور لتعلم من.
فجاءها صوت آسر الشجن: عاملة ايه ؟
هتصدقينى لو قولتلك إنك وحشتينى .
اهتزت أوتار قلب منايا من هذا الغزو الصريح بالحب وهى لا تنكر أن هناك شىء يجذبها إليه وإحساس من نوع فريد أول مرة تشعر بها نحوه ولكنها الآن ليست مستعدة لخوض التجربة فى ظل الظروف الحالية لذا أجابت بفتور:
_آسر من فضلك أظن أننا كبار شوية أننا ننساق لمشاعرنا بالسرعة دى، لأن ده ممن يكون مجرد اعجاب وقتى وينتهى .
استنكر آسر ما تقول واستطرد بتأكيد: أظن انى كبير كفاية يا مونى عشان أقدر أحدد ده مجرد إعجاب ولا بداية حب حقيقى، لو ادتينى فرصة هقدر أثبتلك ده .
وكمان أنا عايز أدخل البيت من بابه، يعنى حالا هروح أكلم بابا اللى هو باباكِ الحقيقى أحمد الجمال .
متصوريش أنا فرحان قد إيه عشان طلعتى جزء مننا وخصوصا انك بنت أعظم راجل قابلته فى حياتى .
عمى أحمد أو بابا أحمد اللى ربانى من وأنا لسه طفل وعمرى ما حسيت للحظة أنه مش بابا الحقيقى لانه مكنش بيفرق بينى وبين حور أبدا.
وغرس فينا الدين والأخلاق كويس جدا، فجزاه الله خيرا عنا .
ورحم الله أمى رحمة واسعة وربنا يعوض شبابها فى الجنة، ويعوض بابا أحمد بالإنسانة اللى حبها واتحرم منها سنين طويلة لأن اللى يحب بيعرف قد ايه إحساس البعد مُمـ.يت.
ده أنا مش قادر أهو ويدوبك لمحت طيفك من ساعتين .
داعب آسر مشاعرها وشعرت أن الهواء أقترب أن ينفذ من رئتيها فاحساس الحب لذيذ ولكنه فى آن الوقت مصحوب بخوف الفقد أو الخذلان .
مُنايا بحرج: أنا مقدرة مشاعرك يا آسر، بس ياريت تدونى فرصة زى ما قولت لحور إنى أتأكد أن دكتور أحمد بابا فعلا وبعدين نتكلم .
فأكد لها آسر: سواء كان بابا أو لا، فأنا حبى ليكِ يا مونى مش هيتغير وأنتِ مكتوبة لقلبى.
فأغلقت منايا الخط من توترها، فضحك آسر وردد: بتحبنى اوى شكلها .
.....
أما دلال فكانت فى عالم آخر بين الحنين والأشتياق لأحمد وبين الخوف من الماضى وبين ابنتها التى تشعر أنها لا تصدق ما قالت وتشك بها .
ثم من بين متاهتها تلك تذكرت حور فقتـ.لتها الغيرة كما شعر أحمد وقالت بغيظ:
_يعنى أنا كنت بعانى هنا مع متولى الزفت الله يرحمه مطرح ما راح وحضرته عايش حياته مع أشجان بيربى ولادها وخلف منها كمان .
ماشى يا أحمد ، بس يعنى هو كتر خيره أنا سبته فجأة بدون اى سبب من خوفى عليه وهى برده كانت مراته على سنة الله ورسوله وكفاية أنها اتحملت وجع حبه ليه وحبه ليه، يلا ربنا يرحمها، وصعبانة عليه حور لأنها اتحرمت من حنية الأم فى اكتر وقت محتاجة ليها فيه .
غير إنى حبتها عشان شبه مُنايا وفيها منى كتير وكأنها بنتى وهى ملهاش ذنب إنها بنت ضرتى.
_مش عارفة أعمل ايه انا أحترت فعلا ؟
إزاى يكون أحمد معايا فى نفس البلد ومكنش جنبه ويا ترى بعدى عنه هيفيد ولا هفضل أتألم لمده أنا وهو لغاية آخر العمر ومُنايا كمان صعبانة عليه هى لسه صغيرة ومحتاجة فعلا أب يحميها ويحتويها ويكون سند ليها بعد ربنا وحرام أحرمها منه.
ولو عرفت برده حاسه إنى هدفع من دمى تمن إنى خبيت عليها وممكن تبعد عنى .
لا يا مُنايا ده الا أنتِ عشان أنتِ مش بنتى وبس ، أنتِ كل حياتى وعمرى كله وعشت فى الدنيا دى رغم كل اللى شوفتها عشانك يا بنتى .
يارب لما يجى اليوم اللى تعرفى فيه الحقيقة تسامحنى لإنى مكنش فى حاجة فى حياتى حصلتلى والا اتغصبت عليها ومكنتش بخاطرى، وان الحاجة الحلوة الوحيدة اللى عشتها هى حبى لأحمد وإنك منه يا عيونى .
.......
توجهت مُنايا بالفعل فى اليوم التالى لعمل تحليل إثبات النسب، مع إنها فى قرارة نفسها تشعر انها بنت هذا الرجل فعلا الذى خطف قلبها من أول يوم رأته به، فكان حبه مختلف رأت به الأب الذى حرمت منه وفى عينيه رأت الحنو الذى تحتاجه .
وخلال تلك الأيام التى انتظرت لها مُنايا نتيجة التحليل تجنبت منايا الحديث مع دلال وكان بينهم حوار صامت من أعينهم فقط وكل منهما على لسانها كلام كثير ولكن تخشى النطق به .
كما أقتربت مُنايا من حور أكثر واكثر وأصبحا كروحين فى جسد واحد .
أما آسر فأصبح لها كنسيم بارد يطرب النفس فى يوم شديد الحرارة، رؤيته وحدها تسعدها فما بال القرب منه .
ولكنها مازالت تضع بينها وبينه حدود حتى تتطمئن لنتيجة التحليل رغم تأكيده لها أنه لا يعنيه سواها هى فقط .
أما حور فكانت تبحث بعينيها دوما عن سليم فإن وقعت عينيها عليه طابت نفسها واطمئن قلبها رغم صمته العقابى لها لرفضها له من قبل ولكن من داخله أشبه ببركان ثائر يريد أن ينفجر صائحا: بحبك يا حور ، يا مراتى مستقبلا ان شاء لله.
...
وعندما داهم أحمد الهم لم يجد سوى أحن الناس إليه والدته شمس لتهون عليه ذلك الثقل على صدره الذى يصيبه بالأختناق .
فاتصل بها فاستجابت سريعا بفرحة عارمة: أحمد حبيبى .
فاستطرد أحمد: حبيبتي يا أمى وحشااانى اوى، متصوريش أنا محتاجك قد ايه ومحتاج حضنك عشان أرمى عليه كل اللى تعبنى.
شمس بكلمات بسيطة: الله أحمد، كلم ربنا .
وأنا بدعى ليك أحمد ونفسى أشوفك أحمد.
أحمد: ونعم بالله يا حبيبتى، صدقتى يا غالية .
وأنا كمان نفسى أشوفك وان شاء الله فى اجازة نصف السنة هنزل عشان أشوفك وأطمن عليكى.
ثم حدث أحمد عمته واطمئن على بقية العائلة وفرح بخطوبة سمر كثيرا ودعى لها بالسعادة .
وعندما أغلق الخط تذكر كلمة والدته: كلم ربنا .
فذهب مسرعا المرحاض وتوضأ وافترش سجادة الصلاة وصلى ركعتين بنية قضاء الحاجة وحاجته هى" دلال"
ثم بدء فى الدعاء أن يلين الله قلبها نحوه وأن تعود إليه مجددا وأخذ يلح فى الدعاء وهو ساجد حتى فاضت عينيه وعندما انتهى أفترش سجادة الصلاة ونام عليها .
فجاءه طفلان فى المنام أمسك
كل منهما بيده وكل منهما يساعده على النهوض قائلا: بابا اصحى، تعال العب معايا .
أحمد: بابا مين، أنت مين يا حبيبى؟
أحد الطفلين: أنا موسى يا بابا وده اخويا هارون .
أنت ديما كده بتنسى أسامينا عشان توؤم، لكن ماما دلال بتعرفنا ديما .
قوم يا بابا، قوم يا مولانا .
فاستيقظ أحمد عند إحساسه بالفعل أنه هناك من يجذب يده وعندما فتح عينيه وجدها يد حور وقالت بحنو: ايه اللى منيمك فى الارض كده يا حبيبى، ضهرك يوجعك يا مولانا .
قوم قوم ، نام على السرير يلا .
ابتسم أحمد لها واومأ برأسه وقام بالفعل وافترش التخت، فقبلته حور من جبهته قائلة: تصبح على دلال ومُنايا وحور زى بعضه فوق البيعة يا مولانا .
فأصاب جسد أحمد رعشة قوية، ما كل تلك البشارات من الله عز وجل وصدق سبحانه وتعالى حين قال" ادعونى استجب لكم" .
ثم ذهبت حور لتغفو هى الأخرى وهمست قبل النوم: ربنا يهديك عليه يا واد يا سليم ايه جبلة مبتحسش .
أنا بحبك يا حمار، بحبك يا طور .
....
غفى أحمد لعدة ساعات ليستيقظ على صوت هاتفه فاستجاب وهو يتثائب: السلام عليكم.
ولكنه لم يجد صوتا ولكنه استمع الى نحيب ناتج عن بكاء اتبعه شهقات، ففزع واعتدل قائلا: فيه إيه ؟
لتحدثه دلال بخفوت: وحشتنى اوووى يا أحمد، وحشتنى اوى يا مولانا .
سامحنى انى مشيت للمرة التانية وسبتك بس غصب عنى يا حبيب الروح وضى عيونى .
أنا بحبك اوى يا أحمد وعمرى ما نسيتك ولو لحظة واحدة .
فصاح أحمد باسمها من داخل قلبه قبل لسانه الذى شُل للحظات من المفاجأة: دلااااااال .
فاستطردت دلال بشوق يزن الدنيا ومن عليها: ايوه دلال يا مولانا .
دلال اللى عمرها ما حبت ولا عرفت غيرك، أنا بقالى فترة مش بعرف أنام من ساعة ما شوفتك ومشيت .
قصدى هربت، ايوه هربت من نفسى قبل ما أهرب منك يا أحمد .
هربت من خوفى منك وعلى مُنايا بنتك يا أحمد .
كنت خايفة تتهمنى انى ست مش كويسة عشان الصورة اللى بعتها جوز أمى منه لله ولا تتهمنى إنى خلفت من حرام والعياذ بالله ولا تقول اتجوزتى وحبيتى جوزك لدرجة كتبتى البنت باسمه ونستينى .
وكل ده ما حصلش يا أحمد .
أعتصر أحمد بألم عند ذكرها كل تلك الأشياء التى تؤلمه ولكنه تجاوز عن ذلك كله من أجل حبه لها فقال: اتكلمى أنا سمعك وهصدق كل كلمة هتقوليها متخفيش .
فاستطردت دلال بإطمئنان ولكن صاحب ذلك غصة مريرة:
أنا جيت البلد دى مخطوفة من جوز أمى واللى انقذنى المنياوى باشا ربنا يرحمه وعشان يحمينى اتجوزتى على ورق بس لكن عمره ما لمسنى لانه لا مؤاخذة ملهوش فى الجواز أصلا وأنا وفقت عشان كده
لأنى عمرى ما كنت هسمح أبدًا اى راجل يلمسنى غيرك يا مولانا .
ولما خلفت سميت البنت على اسمه عشان جميله عليه أنه سترنى ومبخلش عليه ولا على بنتنا بحاجة .
ولو هتسئلنى مرجعتش ليه هقولك مكنتش عايزة حياتك تنهد بسببى والناس تعيرك إنى كنت راقصة .
حتى دى مكنش ليه يد فيها، يعنى مكنتش عايزة أشتغل راقصة بكيفى أنا اتغصبت بسبب جوزى أمى ربنا يجحمه فى جهنم .
ودلوقتى خايفة كمان على مُنايا لما تعرف حقيقة أمها وهى هبقى دكتورة قد الدنيا يا أحمد .
أعمل ايه يا أحمد ؟
وفى تلك اللحظة التى تعترف بها دلال لأحمد، كانت مُنايا قد ولجت إلى المنزل بعد أن أتت بنتيجة التحليل الذى اثبت بالفعل أنها إبنة أحمد وكانت مشاعرها متضاربة بين الفرح والحزن .
الفرح لأنها إبنة رجل ذو خلق ودين وما عادت يتيمة.
والحزن من الخوف من السبب الذى أخفت عليها والدتها الحقيقة .
ولكنها عندما استمعت لمعاناة والدتها من أجلها، فتحت الباب .
للتفاجىء دلال بها فأغلقت الخط مع أحمد سريعا .
فصاحت مُنايا: مامى أنا سمعت كل حاجة يا حبيبتي، وبالعكس أنا فخورة بيكى جدا وعمرى أبدا ما هفكر فى اللى حصل زمان مدام كان ضد رغبتك .
كفاية اللى شوفته معاكِ وربتينى عليه والكل يشهد بأخلاقى ده كل بفضل تربيتك ليه يا أحسن أم فى العالم .
فبكت دلال واحتضنتها بحب وقالت: يا حبيبتي يا بنتى .
توتر أحمد عندما أغلقت الخط وهمس: حصل ايه تانى، لا حرام ده أنا مصدقت أن ربنا سبحانه وتعالى استجب دعائى وكلمتنى.
فاتصل بها سريعا لتجيبه مُنايا بأفضل الألقاب إلى قلبه: بابا .
فأصاب قلب أحمد رجفة قوية وهمس: قولتى ايه يا حبيبة بابا.
ابتسمت مُنايا واستطردت: والله أنت اللى حبيب قلبى يا بابا، ممكن تيجى عشان محتاجة اوى أرمى نفسى فى حضنك عشان تعوضنى عن سنين الحرمان دى كلها اللى اتحرمت فيها منك .
فأخرج أحمد تنهيدة مطمئنة بعد كل تلك سنوات العجاف وقال بإشتياق: حالا يا حبيبة بابا وأنا كمان محتاج ده اكتر منك يا بنتى، وبإذن الله هعوضك عن كل دقيقة كنتى بعيدة عنى فيها .
فلمعت عين منايا بالبكاء لتستطرد بحب: حبيبى يا بابى، والست دى أمى برده محتاجة حضن دافي من نوع خاص .
فلكزتها دلال بخجل قائلة: مُنايا وبعدين معاكِ.
وبعدين بابا الشيخ أحمد معندهوش الكلام ده طول ما أنا مش على ذمته .
فصاح أحمد بعد أن سمع حديثها: أنا جى ومعايا المأذون لأنى فعلا مش هتحمل أشوف ماما من غير ما اخدها فى حضنى .
يااااااه متصوريش وحشتنى قد ايه .
مُنايا: حبيبى يا مولانا على رأى مامى.
وبدال فيها مأذون بقا يعنى حلويات وكده، هات معاك حور.
ويعنى لو تجيب ..ثم صمتت للحظة .
ليبتسم أحمد على خجلها لأنه يدرك منذ اللحظة الأولى إعجاب آسر بها، وكم هى فرحته أن يزوج ابنه الذى رباه على يده لابنته من حبيبة القلب والروح دلال .
لذا استطرد: أنا هجيب الشلة كلها،آسر وحور وشيكو وابنه وكمان ياسمين دى هتفرح اوى لما تشوف ماما .
مُنايا بفرحة عارمة: ياريت أنا من زمان وانا بحب لمة العيلة عشان مكنش حواليا غير مامى وبس.
أحمد: كلنا هنكون جمبك يا حبيبتي.
يلا استعدى أنتِ وماما وأنا هجمعهم واجى .
ليغلق معها الخط ويتصل بشيكو قائلا بصوت مذبذب من الفرحة: حبيب أخوك افرحلى اخيرا، كلمتنى وهروح أكتب عليها دلوقتى تصور!!
أنا مش مصدق نفسى .
أخيرا لقيتها ومش بس هى مع حتة من قلبى مُنايا بنتى .
شيكو بسعادة: هنيالك يا صاحبى، فرحتلك اوى .
أنت تستاهل كل خير، واخيرا ربنا سبحانه وتعالى عوض صبرك خير .
فسمع سليم حديث أحمد مع والده فخطف من والده الهاتف قائلا بتهور: عمى أحمد أنا سمعت من بابا أن حضرتك اتجوزت الست دلال وهو وعمى تميم فى يوم واحد صح ؟
فضحك أحمد حيث استشعر أن اليوم يُكرر نفسه فقال: ايوه يا سليم .
سليم بحرج: طيب انا طالب من حضرتك ايد حور .
وبالنيابة عن آسر عشان محرج: طالب من حضرتك ايد مُنايا .
فصاح احمد بداعبة: ايه عايزين تاخدوا منى بناتى فى يوم واحد كده .
لا مينفعش .
فاستطرد سليم: عديها بقا يا عمو، وهو يعنى كتب كتاب يعنى يا بخت حضرتك انت البريمو هتكتب وتحب غيرنا .
فصك أحمد على أسنانه بغيظ وقال: أنت بتنوء فيها يا ابن شيكو، مش كفاية اللى ضاع من عمري.
طيب مفيش كتب كتاب وهو قراية فاتحة وبس.
يا بلاها الموضوع كله أحسن.
فترجاه سليم: لا أبوس ايدك يا عمو، ده أنا قـ.تيلك النهاردة.
وأنا عايز أكتب عشان لامؤاخذة بنتك منشفاها اوى عليه من زمان .
فيمكن تتطرى بكتب الكتاب .
أحمد: نعم يا اخويا، بتقول ايه؟
سليم بعدما استشعر خطئه: لا يا عمى متفهمنيش صح .
أنا قاصد بس عشان يعنى حضرتك شيخ وعارف أننا نكون فى السليم وكده .
أحمد بضحك: اه تمام .
خلاص هكلم مع البنات ولو وفقوا نتكل على الله ونكتب الكتاب.
سليم: أحلى عمو فى الدنيا، والله هدعيلك يا شيخ ربنا يفرحك مع خالتو دلال وتعيش يا مولانا وتعوض .
وافرجها علينا يارب .
.....
أصبحت دلال كالفراشة هى وصغيرتها تطير فى أرجاء المنزل هنا وهنالك لتستعد لزيارة أحمد وعائلته وتعلق الزينة والبلالين ببهجة وفرحة وضحكة رنانة وتشاركها مُنايا وتقبلها بين الحين والآخر بحب وتهمس فى أذنها: يا خوفى يا ست الكل بابا يجى وتنسى العبدة الضعيفة مُنايا وهو ياخد الحب كله بقا .
فنفت دلال: ده لا يمكن يحصل بالعكس، حبك فى قلبى هيزيد لأن كده قلبى أطمن بعد سنين القلق يا بنتى اللى عشتها وهفرح إنك أخيرا عرفتى بابا اللى هيكون ليكى السند والإيد اللى تحميكِ العمر كله .
احتضنتها مُنايا وقالت بحب: ربنا يحفظك أنتِ وبابا يا أجمل حاجة فى حياتى .
ويلا يا ست الكل كفاية كده وادخلى خدى شاور ثم غمزتها وتابعت: وألبسى الحتة اللى على الحبل عشان العريس زمانه جى وأنا هتصل بالدليفرى يبعت لينا حاجة حلوة كده يا قمر .
دلال بخجل: وبعدين معاكِ يا بنت .
مُنايا بضحك: أنتِ مكسوفة يا سكر .
ثم وجدت اتصال من أحمد فتوردت وجنتيها وقالت: بابا يا حبيبتي بيتصل لما أشوف أقرب يجى ولا عايز يقول حاجة.
فغمزتها مُنايا وقالت بحب: خد راحتك يا قمر ، دى الليلة ليلتك يا جميل .
فاستجابت دلال لأحمد لتجده يقول: ديما الفرحة لما بتيجى بتجر وراها فرحة يا فرحة قلبى أنتِ.
ويا ستى بنتنا جيلها عريس وعايز ومصمم يكتب كتابه معايا .
فخدى رئيها يا ضى عيونى .
ابتسمت دلال وسارت الدماء فى أوصالها وكأنه عاد لها الحياة مرة أخرى وقالت بدلال: بنتنا .
ياااه يا أحمد متتصورش كان نفسى اسمعها قد ايه .
بس على طول كده كتب كتاب مش يتعرفوا على بعض الأول، ده غير انها لسه صغيرة يا أحمد والمشوار قدمها طويل وخايفة يعطلها عن دراستها .
أحمد: هو عارف كده كويس ومتقلقيش بالعكس هيشجعها ومفيش جواز غير لما تخلص بإذن الله.
اسئليها بس موافقة على آسر ومتقفليش أنا هستنى الرد دلوقتى .
دبت الغيرة فى قلب دلال عند ذكر اسم آسر ابن ابنة عمه التى تزوجها.
رغم علمها أنه لم يكن يحبها ولكنها تغار عليه حتى من نسمة هواء تداعب خصلات شعره .
لذا صاحت بغيرة: عايز تجوز بنتى لإبن ضرتى يا أحمد اللى كنت وعدتنى إنك متلمسهاش وزى ما يكون مصدقت اختفى من حياتك وعشت حياتك معاها عادى وخلفت بنتك حور .
ابتسم أحمد عندما شعر بغيرة دلال وهذا دليل إنها بالفعل مازالت تعشقه كما كانت .
ولكن سرعان ما ضم حاجبيه واستطرد بحزن: حبيبتي لاحظى إنك بتكلمى على إنسانة بين ايدين ربنا دلوقتى يعنى ميجوزش عليها غير الرحمة .
وعشت حياتى ايه بس، اقسم لك بالله إن حور جت بقدر الله ويمكن ربنا أراد كده عشان تلف الأيام وتدخل كلية الطب هنا فى ألمانيا وتكون سبب انى أشوفك بعد كل السنين دى .
دلال بغيرة قاتلة: يعنى ايه جت باللاسلكى يا شيخ؟
أحمد بضحك: لا جت من دلال، لأن حضرتك لما سبتينى تعبت وكنت شبه عندى إنهيار يا دلال ومكنتش حاسس بنفسى، ده غير السخونة الذى صابتنى وكانت الله يرحمها جمبى وأنا مكنتش بردد غير اسمك ومش شايف غيرك لدرجة انى اعتقدت أنها أنتِ ودى كانت المرة الأولى والأخيرة يا حبيبة القلب والروح .
وهجرتها بعد كده رغم احساسى انى ظلمتها وهى معترضتش ولا طلبت منى أقرب لأنها عارفة ومتأكدة إنى ليكى أنتِ وبس .
تنهدت دلال بإرتياح واستطردت: وأنا هقبل ده ومش هكلم فيه تانى لمجرد أن البنت فعلا ملهاش ذنب وأنا حبتها عشان روحها الحلوة وكمان فيها شبه كبير منى ومن مُنايا لكن آسر مش عارفة صراحة اتقبله.
أحمد: عشان لسه مش عرفاه لكن مع الوقت هتعرفى قد ايه هو إنسان كويس وراجل بجد ويستاهل مُنايا .
ومتنسيش أن منايا مياله ليه وتقدرى تسئليها.
فقامت دلال بالنداء عليها فأسرعت إليها وقالت ببشاشة وجه: نعمين يا ست الكل؟
ابتسمت دلال واخبرتها أن آسر يريدها، فتوردت وجنتى مُنايا خجلا وسرى فى جسدها رعشة جميلة وقالت وهى تتجه للخارج مسرعة: اللى تشوفيه يا دولى.
فحركت دلال شفتيها يمينا ويسارا واستطردت: شوفى البت، يعنى حضرتها فعلا بتحبه .
هقول ايه أنا بعد كده .
_ ماشى يا أحمد عشان خاطر البنت، واللى فيه الخير يقدمه ربنا .
أغلق معها أحمد الخط، ليتجه إلى غرفة حور، فوجدها تحدث نفسها: كل الحبايب اتنين اتنين وانت يا قلبى حبيبك فين .
فضحك أحمد وصاح بقوله: موجود ومستنى منك الإشارة يا حورى.
انتبهت حور لصوت والدها فتوترت وتعرقت حرجا وقالت بتلعثم: بااابا أنا كنت بغنى بس وبسلى نفسى.
حضرتك فهمت ايه بس وموجود ايه، أنا أصلا زى ما قولت لحضرتك رافضة فكرة الارتباط خالص دى لغاية ما اخد الدكتوراة بإذن الله.
طالعها أحمد بمكر واستطرد: طيب خالص براحتك يا عيون بابا.
أنا هكلمك الباشمهندس سليم واقوله: طلبك مرفوض يا باشمهندس وتقدر تشوف عروسة تانية.
فصاحت حور: لا عروسة تانية ايه بس، استنى يا مولانا ده أنا بهزر معاك .
دكتوراة ايه بس، أنا مع مبدء أن الست ملهاش غير جوزها وبيتها .
فقهقه أحمد وقال: بقا كده يا ست حور .
يعنى حضرتك موافقة أن سليم يكتب عليكِ اليوم فى حفل كتب الكتاب الجماعى أنا ودلال وآسر ومنايا .
فقامت حور بإطلاق زغرودة ثم كبرت: الله أكبر فى اللى هيشوفنا وميصليش على النبى .
توكل على الله يا مولانا واهو يا بخت من وفق راسين فى الحلال .
ضحك أحمد وأكد بسعادة: اه طبعا طبعا .
وسبحان مغير الأحوال ده أنتِ مكتيش بطيقه ولا تطيقى سيرته .
حور بخجل: اشفقت على قلبه المحب يا مولانا
أحمد: بقا كده ماشى يا ست حور.
يلا أجهزى حالا، عشان هنروح دلوقتى عند دلال ومنايا
حور: حالا يا مولانا .
ثم اتجه إلى غرفة آسر وسمعه يحدث سليم عبر الهاتف:
ـ ما تنطق يا رذل وقول بابا أحمد وافق على خطوبتى لمُنايا ولا ايه ؟
ليبتسم أحمد بمكر وصاح: لا مش موافق يا عم آسر .
فوقف آسر مصدوما بعد أن أغلق الخط فى وجه سليم وقال: بابا بس اناااااا.
نكمل بإذن الله فى الخاتمة السعيدة لأبطالنا
يارب تكون الرواية عجبتكم يا قمرات ❤️ وياريت أشوف فى الجروب محبى الكاتبة شيماء سعيد ريفيوهات قمر شبه قلوبكم الطيبة .
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهّم بارك لي في بيتي وصاحب بيتي وبارك لي في ذريتي ورزقي
اللهّم بارك لي في مالي وصحّتي وبارك في وقتي ومجهودي
يا ربّ لا تحرمني من نعمك يا رحمن واغفر لي جهلي وإسرافي وخطئي يا رحمن يارحيم والمسلمين اجمعين🧡
ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد
•تابع الفصل التالي "رواية دلال و الشيخ" اضغط على اسم الرواية