رواية عشقت إمرأة خطرة الفصل الحادي والاربعون 41 - بقلم ياسمينا احمد

 رواية عشقت إمرأة خطرة الفصل الحادي والاربعون 41 - بقلم ياسمينا احمد

الواحدة والاربعين

المنزل بدأ يهدأ بعد وقت طويل من انفعال فايز كنار مشتعله وفجأة إنطفئت ،إختتم فايز جلسته بمها الوحيدة التى لم ينالها أي توبيخ منه وعلى عكس الكل استقبلها بهدوء وتقبل منها سؤالها عن حاله لكنه لم يطيل معها لقد أوشكت طاقته على النفاذ وبقي له "صبا"لكنه لم يهتم كثيرا بمقابلتها لقد تقابل معها كثيرا اثناء مرضه ولم يعد هناك شئ مهم الآن لمحادثتها ،لكن فضولها بمعرفه أخر الأخبار التى وصلته عن فكرتها فى الانفصال عن بيت العائلة جعلها تتبع زيد وهو يقف على باب المكتب ،نظر لها بدهشه عندنا لاحظ انها تقف خلفه مباشره فإلتف ليسألها ويده تقبض على قابض الباب :
-فى إيه ،ايه اللى جايبك ورايا
اجابة بثقه :
-داخله ماهوا مافيش غيري اللى ما دخلتش
رد هازئا وهو لا يعير رغبتها أى أهمية:
-ما هو ما طلبكيش يا ماما لما يطلبك ابقى ادخلي
زاحمته بضيق خشية ان لا يتحقق مرادها فى الدخول :
- هو انا لسه هستني تدخل وتخرج مش عايزه اتعبك انا هدخل معاك
ابعدها عن الباب بيده الاخري مذهولا من جرئتها فى اقتحام مكتب جدها والتى من الممكن ان يعرضها لحرج كبير،مما دفعه للقول :
- مافيش هنا ادخل معاك ،طالما هو ما قالش يبقى ممنوع
ركلت الارض بعند وهى تهتف بتذمر:
- هو اي الممنوع عايزه اشوف جدو هتمنعنى يعني
اومأ باصرار وهو يجيبها :
-ايوا امنعك جدو هيهزقك

مطت فاها بإبتسامة ساحره وحاولت إقناعه بطريقة أخري
متسائله بدلال وهى تمسك بياقه قميصه:
- وأهون عليك
تعجب من تحولها الذي يفهمه انه نوع من أنواع التأثير عليه لكنه لم يستطع منع نفسه من مجارتها والتعمق فى ابتسامتها التي تشبه هدوء البحر وضياء القمر فقط تحركت شفاه :
-تؤ
فأضافت بكهن يليق تماما بحجمها الصغير الذي لن يعيش سوي بالدهاء :
-طيب دخلنى
تحدث مثلما تتحدث مستمتعا بالقرب منها :
-ما ينفعش
زمجرت بصوت طفولى :
-خليه ينفع

وقبل أن يرد عليها فتح "فايز"الباب وسحبه للداخل فإختل توازنه وكاد يسقط ويسقطها معه تزامن هذا مع صوت فايز الغاضب:
-فى اي بيحصل هنا ؟
بسرعه اشارت صبا نحو زيد بهلع:
-هو
اتسعت عين زيد ورد سريعاً متفاجئ:
-هو ايه دي هي
لوحت بإصباعها فى نفي واصرار:
- لا ..هو ..مش انت اللى ما رضتش تدخلنى لجدو
اتفق معها لانه شعر ان جده بدأ يفقد صبره وقد ظهر الامتعاض على وجهه قائلا :
-ايوا قولتلها ماينفعش لازم هو يطلبك

زعق "فايز"بانفعال وصوته متحشرج :
-بس إنت وهي بلاش خوته

لاحظ إقترابهم لبعض وباعدهم بعصاه قائلا :
-بلاش مسخرة علي المسا عندكم اوضتكم ابقى الزقوا فيها براحتكم
بمنتهي الذكاء انتهزت صبا الفرصه لتفرض رأيها بجديه وكأنها تتفق معه فهتفت بإذعان:
-عندك حق يا جدو ،يا سلام بقى لو الاوضه دي كبرت وبقت بيت عشان زى ما انت فاهم هتبقى ضيقه قريب بسبب البيبي

رمقها فايز بحنق واذدراء بينما وقف زيد مذهولا من جرئتها ،حتى قطع جده ذهوله بصوته الحاد :
-مافيش الكلام دا ما عندنش حد بيطلع برا القصر دا إلا بموته

لوت فمها كالأطفال لكنها لم تيأس بعد استدارت عنه مهدله الأكتاف لتترك له تأنيب الضمير ،لكنه صاح بها ليسترجعها :
-مين سمحلك تمشي ؟!

عادت من جديد لموضعها ووقفت امامه تعقد يدها امامها تقول بأسف:
-حضرتك ما بتتناقش معايا فى اى شئ بطرحه يبقي مافيش داعي للكلام ولا حتى وجودى

نظر لها مطولا وكأنه يقرأ ما تضمره من جموح افكارها المجنونه وعدم تنازلها عن ما برأسها ،ثم قال بيأس :
-مش هتجبيها لبر ابدا

بإبتسامة بسيطه نظرت له صبا نظرتها كلها مفعمه بالدهاء والجنون مالت بجسدها قليله وهي تخبره:
- متوقف عليك يا جدو

تدخل زيد بحمحه عاليه لعل ذلك يخفى قليلا من تحديها الصريح ويرحمها من غضبه :
-احححم احممم ما تقصدتش يا جدو

اشار لها لتبعه الى غرفة المكتب واستدار عنهم ،فوكزها زيد فى جانبها وهو يهتف بصوت منخفض:
- ما تهلفطيش فى الكلام

ردت له الوكزه بخفه وهمهمت بعصبيه بصوت منخفض ايضا:
- سيبنى اقول اللى عايزاها
اجاب وهو يدحجها بانفعال:
- جدوا هيتعصب عليكى

ابتسمت ابتسامه بارده وهى تجيب:
- انا ههديه
شق صوت فايز الجهور الغاضب :
- يلاااا
لوح بيده بضيق وهو يخطوا بجانبها :
-اتفضلى بقى هديه

توجه نحو مكتب فايز وهو ينظر لهم بنظرات غامضه بداخله خوف وقلق عليهما ان تتدمر حياتهم بسبب أشرار واحقاد من حولهم لذا سيحاول بقدر الإمكان حمايتهم لكن ان يبتعدوا من قصرة شئ مستحيل ولن ينفذه ابدا.

جلست "صبا" وفى مقابلها "زيد" عقد فايز يديه امام المكتب وتحدث بجدية مذكرا صبا بما فعلته طوال فترة
حجزه المستشفي :
- ضحيتى من مالك الخاص وفرقتى على كل اهل البلد بنفسك ،نزلتى الشغل مع زيد وعرفت إنك عرفتى تشتغلي
وغير كدا طلبتى من زيد يشغل نسبتك اللى بتطلعلك فى شغلنا وفى وقت قليل بقيتى حد مهم فى عيلة الواصل والناس بقت تقصدك تقضى طلبتها وجانى علم ان فى ناس جاتلك هنا ورضتيها ،والحاجات دى كلها مافيش ست قبلك من عيلة الواصل عملتها لا ستك الله يرحمها ولا حماتك ولا حتى أمك
بإشمئزاز شديد أضاف : ‏
- ‏ولا عمتك ، ‏هااا عايزه بقى ايه تاني ؟

انتبهت لحديثه الذي يستفزها من اجل معرفه مايدور فى رأسها اللعين لكن هى ليست بالسهولة لتنجرف باستفزاه لذا هتفت بثقه وهى تعقد يدها على المكتب مثله:
- عايزه اعمل مدرسه ومستوصف وجامع

تراجع للخلف وقال بإندهاش:
-يا ماشاء الله،ودا هتجيبلوا سيولة منين ؟

اجابة بثقه لا تنم إلا على رأس ذريه ترتب لكل شئ قبل النطق به:
- وهو دا بقى اللى عايزة افتحك فيه ،حضرتك راجل ليك كلمه ومعارف كتير لو يعنى تكلملنا الناس المقتدره فى البلد تساهم معانا يعنى حضرتك تدفع جزء وانا جزء وزيد كمان موافق يشارك بجزء والارض اللى حضرتك كتبها ليا عايزه أزرعها فواكه واستثمر فيها واللى هيطلع منها هيدخل فى الأعمال الخيرية اللى ناوين نعملها حضرتك موافق

لم يسع "زيد"التصديق بكم النبهه والالمام بالأمور كل ما تقوله اكبر من سنها لكن يثبت كم هى مختلفه عن الكل
ومن جهة فايز ضحك فاه وهو يرمى نظره لزيد مشيرا بيده نحو صبا وكأنه يقول له هذه التى قولت لك انها من تنفعك وليس غيرها .
"صبا الواصل"إبنة "بشري" وحفيدة فايز الواصل وزوجة زيد الواصل" رأس ذري ومهاره فى التخطيط وكأنها اخذت صفوة الجينات التى تجتمع فى كل ما عاشت معهم .
أؤمئ برأسه فايز وهتف :
- طالما فى الخير انا موافق ،بس انتى كدا ناويه تعملى جمعية خيرية مع رجال الأعمال اللى فى البلد وده طبعا عايزه مقابلات معاهم وقعدات مطولة ودا مش هيعجب زيد وفى نفس الوقت هو مش فاضي يدرها لأنه عندو شغل سواء فى المصنع بتاع الخشب ولا فى المعرض وعنده معرض كمان بيتجهز فى القاهره هتصرفى ازاى فى دى؟
نظرت لزيد وهتفت بروية :
-ماهو هيقدملى خدمه قصاد خدمه
قضب زيد حاجبيه وحرك رأسه دون فهم ،فأضافت :
- انا همسك شغل الدعاية والتسويق وهو يعمل مقابلات رجال الأعمال وانا عليه الباقي .
تسأل زيد بحيره:
-يعنى اي تمسكى الدعاية والتسويق انتى مش هتنزلى المعرض تانى دى كانت فترة مؤقتة عشان تنبية جدو بعد كدا مكانك هيكون فى القصر

تركهم فايز يتناقشون ووضع يده على طرف ذقنه ليرأى كيف ستقنعه الخطيرة
تحدثت صبا :
- شغل الدعايا والتسويق مش هيحتاج نزول من البيت انا هفتح صفحه على النت بإسم المعرض وهعرض عليها الشغل والاسعار وهرد على الاستفسارات واحدد مواعيد الزيارات ودا هيفتح مجال اكبر وهيوسع الانتشار وبدل ما يبقى البيع والشراء بس هنا فى المدينة هيبقى من كل المدن ودا مش هيحتاج نزول كتير هيبقى النزول للمعرض للضرورة او لتصوير واحيانا مقابلة الستات اللى تحب يبقي معاها ست تنقي معاها وتشاركها فى الذوق والالوان

تبادل زيد وفايز النظرات بحيره بينما هى اردفت لتحثهم على الموافقة:
- والوقت اللى هختصروا على زيد دا فى القاعدة طول اليوم فى المعرض فى مقابلة هيكون وقت للجمعيه الخيريه والمعاملات مع الرجالة اللى ناويه تساهم معانا وفى نفس الوقت لو فى ستات حابة تساهم انا هتابع معاها .

تنهد فايز براحه ورد بهدوء:
-والله كلامك معقول لو زيد موافق على بركه الله.

نظرت نحو زيد وظل يحدق لها بصمت واستعطفته هى بنظراتها البريئة ،لتقول بطفولة:
-وافق يا زيد انا هقعد اعمل إي فى البيت يعنى اهو حاجه تشغلنى بدل ما انا محبوسة طول اليوم فى الاوضه بتاعتى

استسلم زيد لرغبتها لكنه وجب عليه السؤال ليعرف مدى ثقتها فيما تقول :
-ولو فشلتى وبوظتى الدنيا ؟

اجابة بسرعه وبثبات:
-ولو نجحت ؟ عيب يا زيد انت مجربنى قبل كدا

ابتسم ونفض رأسه بيأس لم يجرا أحد ان يتدخل شئون العمل من النساء وهى تتحدث بثقة كبيرة وكأنها قضت عمرها بين رجال الأعمال أو كانت سابقا مديرة لأحد الشركات الكبرى ،وقبل أن يجيب نظر الى جده الذي اغمض عينه مشيرا للموافقة وعلى اثر ذلك اجاب زيد :
-موافق يا صبا .
تهلل وجهها بسعاده وكادت تقفز من الارض النجاح في اقناعهم لم يكن متوقع لكن كل ما تفعله سيهيأها للحصول على نفوذ اكبر ويمكنها من الوصول إلى ما تريد وإن حاربها الكل ستحارب هى لتعيش .
امام ضحكتها هذه يضعف زيد وكأنها نوع فاخر من البشر لا يستحق الحزن ولا يليق بها .
بارك فايز برضاء تام:
-على بركة الله ربنا يوفقكم.
نظرت لجدها وقالت:
-فى طلب يلزمه موافقتك يا جدو
سألها :
-إي هو ؟

اجابة وهو تنظر لزيد:
-ودلوقتى انا بقى لو جبت شغل كويس مش المفروض يبقى ليا نسبة من الشغل اللى هجيبوا

لم يندهش فايز من دهائها إنها تريد الحصول على ثروه حتى تستطيع الفرار من تحت سلطه العائلة لذا رفض بإبتسامة :
-انتى تحمدى ربنا اننا وفقنا اصلا ،وبعدين انتى مش قولتى خدمه قصاد خدمه ما تطمعيش لأحسن الطمع يقل ما جمع .

لم تيأس وهتفت بإلحاح:
-لاء هو هيعمل ثواب وخدمه لمراته انما انا بساهم فى شغل العيلة وحضرتك لسه حالا موافق واللى اعرفه أن فايز الواصل ما بيرجعش فى كلامه.
اشار بطرف بنانه محذرا اياها :
-بتلعبى بالنار يا صبا

اجابت بإبتسامه فرحه:
-النار ما بتحرقش نفسها يا جدو ما تقلقش

اطاح برأسة بيأس وهو يقول:
-نبقى نشوف لو فلحتى هنديكى نسبه كام مع انك بتفرضي علينا شغل سمسرة عمرنا ما عملناه احنا طول عمرنا شغلنا مش عايز اعلان اسمنا لوحده كفايه

رفعت كتفيها بمرح وهى تقول واثقه:
- بس دا هيبقى شغل فاخر من الآخر .
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"
فى غرفة مها "

تواصلت عبر هاتفها مع بثينه ولم تصدق ما حدث لها

-معقول كل دا يحصل ،وباكى هان عليه يرميكى بالشكل دا اومال انا هيعمل معايا ايه؟

اجابت بثينه بصوت محتقن :
- اطمنى انا ما جبتش سيرتك فى حاجه
بس ‏عايزاكى تفتحى عينك كويس وتصرفى بقى وتخلصينا من البت دى ،شوفى اخوكى يتصرف معانا او وصلى لزيد كلامه معاها او خلى اخوكى ياخدها ويغورها من البيت ياما تزنى على ودنها وتوقعى بينها وبين زيد مهما كان انتى مربياه وعارفه نقطة ضعفها فين انا معتمده عليكى

لوت مها فمها بيأس الاقتراب حاليا من صبا سيكون خطر هى لم تعد الطفلة الضعيفه الخانعه من وقت زواجها من زيد وهى توحشت واصبحت مخيفه حتى وهى لا تفعل شئ لكن الاصرار على النيل منها وكثرة الضغط على مها من جانب بثينه ورشدى يجعلها تنساق بلا وعي للانتقام
لذا هدرت باقتناع:
-ما تقلقيش انا محضرلها خطه ما تخرش المايه المرة دى مش هتعرف تخلص منها .

اغلقت الخط بينها وبين بثينه وتحدثت مباشرة مع اخيها رشدي الذي فور ما فتح الخط بينه وبينها هدر لائما :
- الا ما فيه مرة اتصلتى تبشرينى بحاجة كلوا اصبر اصبر والبت مسقعالى خالص وما بتفتحش الرسايل اللى ببعتها

ردت مها بخبث:
-المرة دى هتبقى بصحيح بس انت اتلحلح ونفذ معايا الخطه
سألها دون حماس:
-واي بقى الخطه الجديده
اجابته :
-تخلى زيد يشك فيها
صاح بها بانفعال:
-يخرب بيت دماغك،هو انتى غبيه زيد لو شك فيها هيقتلها وانا هستفاد ايه من موتها

امتعض وجهها من عدم اعطائها فرصه كافيه لتعبير ورددت بعصبية:
- اسمع الاول وبعدين اتكلم ،هى تموت تتحرق تخفى من على وش الدنيا مش قصتى انت بقى اللى عايزها مش انا بعتلك صورها من تليفونها ودا اللى عليا اللى عليك بقى تخطفها ساعتها هيبقى دليل خيانتها مع زيد وهى بنفسها اللى هتبقى بعدت وهربت والهرب مش جديد عليها ،وقتها هتبقى صبا مالهاش حد غيرك عايز تاخدها وتسافر ماشي عايز تاخد غرضك وترميها فى الشارع ماشي وفى النهاية مش هتقدر ترجع هنا تانى المهم الخطه تنفذ صح وعندى ليك مساعد هيعجبك .

ساد صمت من جانب "رشدي" وفكر قليلا ثم هتف:
-المهم انك تعرفى تنفذي انتى صح مين المساعد؟

"جميع الحقوق محفوظة "

فى غرفتهم

جلست اعلى الفراش تعدل من الغطاء بحيرة اشياء كثيرة فعلتها لكن الحاجز العالى بينها وبين زيد لم يزح تابعته بطرف عينها وهو يدخل فى شرفة الغرفة بشراهه لمده طويله زادتها ملل اخيرا التف ودلف للغرفه نظر لها فتحاشت هى النظر له هتفت بعصبية:
-هتنام هنا ولا زى عادتك هتخرج من الاوضه
توجه نحوها وجلس بمقابلها ليستحوذ على اهتمامها تطلعت إليه وجال هو بحرية فى وجهها وكأنه يوشم صورتها فى عقلة برويه تنهد قبل أن يقول :
-فى يوم من الايام قولتيلى هتندم على انك ظلمتنى
كان ثقيل عليه أن يخبرها بخيبته وبظلمه لها فماكان يصح أن يكن ظالمها بعدما كان حاميها وظهرها .
أردف بثقل:
-انهارده انا ندمان
تحققت من ابتسامته التى اختتم به الجملة وابتسمت هى لقد دارت الدنيا لتسترد كل حقوقها ،لا احد يعرف كيف تدور رأسها ولا ماذا توسوس لشياطينها . باستخفاف شديد هتفت:
-بجد ،عموما انا من حقى اعرف سبب الندم ايه

لوح بيده ليمنعها من المحاولة وقال:
- احب احتفظ بالاسباب لنفسي

سحبت الغطاء بعصبية وافلتت الكلمات من بين اسنانها بصعوبه هاتفه:
- احتفظ كمان بندمك

تمدتت على الفراش وأولته ظهرها تحت نظراته المدهوشه من جبروتها فى قبول ندمه سحب الغطاء من عليها ليهدر بتعصب:
- فى يا مجنونه انتى بقولك ندمان

عادت تجلس امامه وترد مغتاظه:
-الف مبروك يا سي زيد ،الجاريه اللى كانت مستنيه العفو مش هنا لما ترجع هبقى اخليها تفرح معانا

ضيق عينه غير مستوعب تحولها اين صبا التى كانت تفرح بإشارة وتملئ الغرفة ضحكا على أقل شيء،سألها وهو يرفع يده الى رأسه :
-نفسي افتح مخك دا واشوفك بتفكري ازاى
اشهرت هى الاخري اصبعها بوجه وتحدثت بعصيبه :
- انا سبق وفهمتك انى حبيتك عشان انت كنت بتثق فيا
لكن انت اتهمتنى وما ادتنيش فرصه ادافع عن نفسي ورجعت ندمان ومش راضي تقولى سبب ندمك

اهتز رأسه وهو يقول متصنعا الحده:
-انتى بتشوحيلى بتشوحى لرئيسك فى العمل

لم تنساق وراء مزاحه وقالت بجديه:
- بلاش الحركات دى لازم تقولى اي سبب ندمك واي اللى عرفته خالك ندمت وخلى حكاية الرياسة دى فى أوقات العمل الرسمية

كيف يهرب من اجابة سؤال إتمنه عليه جده ومن شباك خطيرة تصر على معرفته لجأ لاستمرارية المزاح لعلها تنسي أو تغفل :
- لا انا رئيس بحب الاحترام يكون موجود فى اوقات العمل الرسمية والغير رسميه
انهى جملته الأخيرة باقترابه الوشيك منها ،لم تتاثر فغايتها كبري ورأسها عنيد ابتعدت قليلا وهتفت وهى ترمى له نظرة ساخطه:
- طيب حافظ على الاحترام دا يا سيادة الرئيس

تجاهلها تماما واقترب من عنقها وهو يردد بشوق:
-ما هو الرئيس يعمل اللى هو عايزه

دفعته بخفه وبرود دفعه ممانعه وزادت من شوقه وهى تقول:
- لما يبقى واضح وصريح
عاد سريعا بالقرب منها يتلاعب بخصلاتها ويتحسس عنقها برفق وهمس بأنفاس حاره امام أذنها :
- انـتى وطـــني وكل اللى بطلبه بوضوح وصراحة إني أبقى حــر فى وطـــنـــي.

كلماته ورقة مشاعره هزمتها وكأنه انفجر ينبوعا من الماء على حفرة من النار فأطفأتها دفعه واحده .
حاولت الرفض لكن كان لم يبقي لها قوة للمقاومه فنجح فى إمتلاك وطن بالنسبة له كالحياه .

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

فى الصباح

سبقت "صبا"زيد " لحديقة القصر فى رأسها الف ثلعب يدور بلا توقف تريد ان تعرف سبب ندم زيد على شكه بها فى قتل مريم وما الذي يدور خلف ظهرها الآن تعرف أشياء كثيرة لكن ما دار فى غرفة المكتب لا تعرفه ما السبب الذي دفع جدها لتوصية زيد عليها وماذا حدث لتخرج بثينه غاضبة وتلعنها ولما خرج عماد ولم يعد
كلها أسرار رمها جدها فى بئر "زيد" الغائر.
كانت تمسك بالجهاز اللوحى الكبير بين يدها لكنها تشرد بنظرها لبعيد ،اقتربت منها"نجلاء" لتضع امامها كوبا من الحليب وبعض اللقيمات السريعه بإبتسامة سعيده قائله بتودد:
-اتفضلى يا ست الكل
انتبه لها صبا والتفت برأسها تجاهها لتهتف نجلاء بفرح:
-اهل البلد بيدعولك دعى ربنا يكرمك وينصرك على مين يعديكى
ابتسمت لها صبا وظلت تنظر لها ساهمه فأردفت نجلاء باستحياء:
-بس كان فى ست كدا عليها دين لو تقضيه يبقى كتر الف خيرك
انتبهت "صبا" لحديثها وتجاوبت معها متسائله:
-قد اي يعنى ؟

اجابت نجلاء:
-الفين جنيه
ظلت تنظر لها صبا بصمت فتعجلت نجلاء بسرد القصة كاملة:
-دى ست أرملة جوزت بناتها ودا باقي من دين شوارها
-‏وياما دقت باب سي عماد لكن عشان ست كبيرة ومافيهاش الرمق طنشها خالص ودلوقتي مابقاش قدمها غير ربنا وانتى

كانت تريد اى مجال لتكتشف به عمها الذي يستفز زيد كثيرا ويرأي نفسه يستحق مكانته لذا سألتها قاضبه حاجبيها دون فهم :
-يعنى مافيهاش الرمق ؟
اجابت نجلاء بتوتر :
-يعنى ...ما فيش منها منفعه

دققت صبا النظر لها لتستشف ما بين السطور وباتت تعرف كيف تحصل على المعلومه اسهل طريق هو الاستغباء
صاحت ب:
- هو اللى بيساعد حد لازم يكون ليه عنده منفعه

تهربت نجلاء من الاجابه وقالت بتعجل وهى تنوى الرحيل:
- ما اعرفش بقى انا قولت اللى اعرفه

منعتها "صبا"من المغادرة وهتفت بقوة جعلتها تتراجع:
-استنى عندك، انا مش هقعد احل الغاز اخلصى وقولى اللى عندك سبق وجربتينى وطلعت قد الكلام واللى قولتيه
ما حدش سمع بيه اقعدى كدا وقولى اللى تعرفيه

جلست نجلاء مستسلمه صبا لم تشكل لها خطر لكن الخطر والخوف من الجد فايز لكن بعد ما حدث امس وكل الامور التى جرت فى مصلحة صبا أصبحت المركب الوحيد الناجي والكارت الذهبى والمضمون فى هذا القصر. بعدما تحيرت قليلا لوت فمها مرغمه على القول :
-سي عماد يا ست صبا كان بيساعد الغارمات مقابل ... استغفر الله العظيم يارب والستات كانت بتقصدوا غصب عنها الحوجه مرة

لم يسع عقل صبا الاندهاش رغم انها تشك دوما به لكن شغل بالها شئ اخر طرحته للمناقشة مع نجلاء:
-جدو يعرف
اجابتها نجلاء بحيره:
‏-والله ما حد عارف بس بيتهيقلى كدا عارف وامبارح طرده من القصر ومنع عنه الفلوس ومش هيرجع غير بعد سنه لما يتغير
سألت صبا وهى تضيق عيناها:
- طيب عرفتى منين ؟اذا كان زيد نفسه ماقالش

ابتسمت نجلاء وهتفت :
- مش بيقولوا الحيطان ليها ودان ياست صبا اهى الودان دى الخدمين وانا مافيش حاجه بتخفى عني

تشبثت صبا بكلماتها وسألتها بدهاء:
-طالما كدا يبقى تعرفي إذا كان ليه يد فى حادثة زيد ومراته

انتفضت كالملسوعه من ذكر هذا الحدث القديم وتلجلج لسانها خشية من نطق كلمه واحده قد تكون سببا فى قطع عنقها ،نهضت من مكانها وهى تهتف بفزع:
-انا ما اعرفش حاجه بالإذن
-طيب ما انا عارفه
عادت تجلس بصدمه وعلامات القلق ترتسم على وجهها
زمت فاه بحسره وهى ترد :
-وهى دى كانت اول مرة يحاول يقتل فيها زيد

هنا تفاقم الغضب بداخل صبا وحاولت أن لا تبدى سوي الجمود لكى تعرف المزيد
تحدثت نجلاء وهى تلتفت يمينا ويسارا :
- مافيش حد متاكد اذا كان ليه يد ولا لاء

بس ليلة ما سيدى زيد رجع القصر ملفوف نصه فى شاش ستى ونيسه كانت هتتجنن لأنه كان رايح المزرعه مع سيدى عماد وباليل لاقيناه راجع لوحده من غير زيد وبعدها بكام ساعه عرفنا أن زيد غرقان فى دمه وفى المستشفي راجل عجوز كان فى نواحى المكان قال انه لاقها سايح فى دمه سيدى عماد بيقول انه سابه ورجع يجيب حاجه وجدك قال فى بلطجيه طلعوا عليه وهما اللى عملوا فيه كدا بس المشاكل اللى زادت بين زيد وعمه كانت بتقول حاجه غير كدا وليلة الحادثه بتاعة الست غاليه كلو كان واقف بيدعى انهم يخرجوا سلام الا سيدى عماد كان مستنى خبروا وبعديها الحاج فايز بعد عماد عن البيت شويه وفى المرتين كان مكشوف للكل انه السبب لكن المسؤال عن برائة كان سيدى زيد والحاج فايز والاتنين ما قالوش انه السبب بس الكل شاكك وساكت

ترجعت صبا للخلف وقد ادركت كل شئ زيد ضحية مثلها ومرفوض من الكل مثلها لكن تلك العائلة لن تشفي ابدا لذا توجب عليها المغادرة والابتعاد عن هذا القصر والاستقلال التام من سلطتهم .
صوت ونيسة المندفع بينهم اخرجها من شرودها وهى تقول بعصبية:
-انتى يا بت يا لى تقطم رقبتك سايبه شغلك وقاعده هنا لي ؟

انتفضت نجلاء وهتفت متعذره:
-معلش يا ستى ست صبا كانت بتسأل على حاجه
وضعت يدها على على خصرها وسألت وهى تبدل النظر بينهم:
-حاجه ايه؟
نظرت باتجاه صبا بقلق والتى جاوبت مكانها بثبات:
-بسأل على القطه بتاعتى فى حاجه يا طنط ولا انتى هتمنعى الخدم تتكلم معايا
صرت على اسنانها وحدقت فيما يقابلها ثم عادت تنهر نجلاء لتختلى بصبا:
-انجري شوفى شغلك يا بت
غادرت نجلاء مسرعه وجلست ونيسه تسألها :
-وانتى بقى هتفضلى حاطه وشك فى البتاع دا مش هتقومى تساعدينى فى شغل الدار

مالت صبا بجذعها وابتسمت وهى ترد على سؤالها:
-ما بلاش انا اخر مرة دخلت معاكى المطبخ قلبته فوقه تحته
اضافت وهى تنظر لهاتفها بفخر:
-وبالنسة للى فى ايدى دا ،دا شغل جدى وافق اشتغل مع زيد وهنعمل جمعيه خيريه

لم تصدق ونيسة ما سمعت ولم يمر على عليها ابدا أن أحد من نساء الواصل تدخل فى شئون العمل أو اختص لنفسه مال او عمل .
انصبغ وجهها بالحمرة وهتفت بعصبيه:
- إي الكلام الفارغ دا احنا ماعندناش الحاجات دى
هتفت صبا وابتسامتها تشق وجهها بسعاده:
- اهو بقى في يا طنط وطالما انا موجوده كل القديم هيتغير ثقى فى كلامى

لم تعجبها نبرة التهديد والانتصار التى تتحدث بها فسألت بضيق:
- وناوية تغيري إي تانى يابت بشري؟
لم تعد تكترث بمنادتها بوالدتها وردت وعينها تمتلئ يالحماس:
-هسيبهالك يا طنط
غضبت ونيسة من حديثها ومحاولة فصل ابنها عن المنزل فهتفت بحنق:
- سبيها لوحدك ابنى مش هتاخديه منى

سألتها وهى ترفع كتفها بهدوء:
-مش يمكن لما نبعد نحب بعض
نهضت ونيسة وتمتمت متعصبه:
- حبك بورص ان شاء الله.

"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"


ظلت تحدق فى شاشة جهازها اللوحي الكبير تنظم لعملها الجديد لكن ما براسها لازل برأسها هذا العمل وسيلة لشئ اكبر ستنفذه ستخرج من هذا القصر هى وزيد ولن يولد طفلها على ارض هذا القصر المملؤه باالحقد والغل والجرائم وعلى غفله شعرت بثقل حط على كتفها وانفاس قريبه من وجنتها انتهت بقبلة حاره جعلتها تنتفض
لم يفعل احد هذا أبدا استدارت برأسها لتزفر براحه عندما
رأت وجه" زيد" المبتسم يهتف بمزاح:

- الرئيس راضي عنك
كبحت مشاعرها تجاهه حركته الجميلة التى لم تجربها من قبل وردت متصنعه الجمود:
-المهم الموظفين يبقوا راضين عن رئيسهم

تحرك من جانبها وجلس بمقابها ليجيب غامزا بطرف عينه:
- ما تقلقيش انا محضر مفاجأة لموظفتى المهمه

ظنته يمزح فعادت بالنظر لجهازها اللوحى دون إهتمام
فعاد يشاكسها :
- يا عم المهم طيب مش عايزه تعرفى المفاجأة

أجابة دون ان ترفع عيناها عن جهازها :
-مش مصدقاك

هتف وهو ينقر الطاولة التى بينهم ليجذب اهتمامها:
-انا عمري كدبت عليكى

رفعت وجهها وردت بشكل قاطع:
-بس خبيت
رفع أحد حاجبيه و بارزها بنظرات ثاقبه فإسترسلت بجديه:
-إنت شكيت فيا وعاملتنى معاملة ما استحقاش منك وبعدين فجأة كدا وبدون أي اسباب صلحتنى وما بقتش بتتهمنى بأي شئ

سألها ببرود :
-يعنى إنتى عايزه إيه دلوقتي ؟

قالت بجديه وهى تحدق به:
- عايزه الثقة والأمان مش ابقى عايشه مع واحد فى أى وقت ممكن يقلب عليا ويرمينى فى اوضه برا القصر

غص قلبه من ظلمه لها وأجفل بتعب إن كان جده يحمله أسراره وهى تلح بشكل قوى لمعرفتها بل وتريد أن تقايضه برضاها مقابل معرفة الحقيقة.
سحب نفس عميق ليهدء من نفسه "صبا" هى صبا دائما تخرج رابحه من أى معركه بكل سهوله ويسر والآن انتصرت عليه لتجعله يقر واعدا إياها ب:
- ليكى الثقة والأمان وأظن إني قبل كدا جربتينى وعرفتى إني قد كلمتى .

عاينته بدقه كى تصدق ما منحها إياه تعرفه جيدا لكن لا تأمن تقلباته أغمضت طرف عينها وسألته بخبث:
-يبقى هتقولى ايه سبب العفو عنى
اشاح بوجهه بعيدا عنها وارتسم على ثغره نصف ابتسامه يأسه وقال :
-يووه عليكى طيب وعد عندى ليكى مفاجأة حلوة باليل اعتبريها صفحه جديده

نظرت له بعمق وهتفت بإصرار:
-يا ريت الصفحه الجديده دى يكون عنوانها الصراحه

استمر بالنظر لها دون أن يجيب قلبه كان يتأرجح بين عشقها وأمانته لجده .
قطاعته متسائله:
-بتبص لي كدا لي؟

مد يده ليسحب يدها ويضمها بين كفيه بحنان ،و بهيام شديد أجاب :
-بعشقك يا صبا وكل ما ببصلك بغرق فى تفاصيلك ومش بعرف أطلع منها ولا أتكلم انتى أجمل حاجه حصلتلى وهتحصلي انتى اللى عايز أكمل معاها باقى سنيني لو طلبتى عمري كله مش هتأخر أديهولك

شعرت بصدق كلماته تعزف على أوتارها لم تجد هذا الحب والتمسك إلا من قبله ولم تجرب احساس الحب إلا منه دائما عانت من الرفض و النبذ وعاشت أسوء ايام حياتها لكنه كان قادرا على محوها فى لحظه بهذه الكلمات والمشاعر الصادقة الرقيقة.
انتشرت السعاده على صفحة وجهها ولمعت أكثر أعينها التى ضاقت بدموع الفرح ،وتمسكت بيده ليزرع صحرائها ورود ويضيئ عتمتها بكل النجوم والاقمار وينشر السعاده التى حرمت منها من زمان .

""جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد ""

رحل زيد وتركها متلهفه لما قد يفأجأها به فى نهاية اليوم
تعمل وبالها مشغول بما يخبئه لها بعد وصلة الحب التى أعطها إياها قبل أن يغادر لعمله .

صدح هاتفها ليقاطعها عما تفعل فرفعته لأذنها بعدما قرأت إسم المتصل.

حدثها "جميل"بصوت مستاء بشده مما حدث لزوجته لكن لم يكن لديه القوة الكافية لمراجعة فايز فى قراره اتخذه ابدا لذا تواصل مع صبا ولام عليها:
-معقول دى جزاتى يا صبا ولا هما زى ما بيقولوا تيجى تزرعه يقلعك

زاغ بصرها وهى تحاول فهم سبب لومه وعندما فشلت سألته :
-تقصد اي يا عمو جميل

اجاب :
- مش فاهمه برضوا ولا بتهربى مني مش انتى السبب فى اللى عملو جدك مع عمتك بثينه

اتسعت عينها دون فهم وردت نافيه:
-انا ما اعرفش حاجه عن الموضوع دا فهمنى قصدك ايه واى اللى عملوا جدى معاها

رد وقد حاول ان يسيطر على انفعاله:
- جدك منع بثينه تخرج من البيت زى ما بيقولوا كدا حدد اقامتها ومنع اى قرش يوصلها

رغم فرحها بعدم القدوم اليها مجددا الا انها حاولت التذاكي
لتعرف السبب الذي جعل جدها يغضب على ابنته
وما الذنب الذي اقترافته ليلوم عليها جميل به ،تحمحمت لتبدى نبرة بارده وهى تقول:
- والله يا عمو جدو مش بيعمل حاجه من غير سبب وعمتوا غلطت غلط كبير عشان كدا كان لازم يعاقبها اكيد هو مش هيطول فى العقاب لكن سيبه لما الامور تهدأ

نفخ جميل بعصبية ورد عليها:
- اووف لحد امتى هيفضل العقاب دا انا ابنى على وش جواز وكنا محتاجين فلوس يمنع عننا هو فى وقت زى دا

لازالت تحاول فهم السبب ولا تريد سرد النتائج فجذبته فى الحديث مرة اخرى قائله :
- لو على الفلوس سهله بس رجوع عمتوا القصر هنا هيبقي صعب شويه جدو متنرفز اوى انت بس قولى لو فى حاجه اقدر اعملها عشان خاطرك يا عمو جميل هعملها

حاول اقناعها بشئ تجهله حيث قال :
-سامحي يا صبا سامحى فى حقك عشان المياه ترجع لمجاريها

لم تفهم بعد سبب دخولها بالمره وما الذي يستدعى مسامحتها فسألته بتعصب:
-اسامح ايه انت بتقول ايه وانا مالي

كان اغبي شخص عندما اعترف لها قائلا:
- قولى لجدك انك مسمحاها انها عملت السحر اللى قتل مريم وكان معمولك انتى .

فجأه ارتعش جسدها وكممت فاه بسرعه كي تخفي صدمتها كل شئ كان اسود كالظلام الذي تراه فى احلامها
تزاحمت انفاسها ولم تستطع التقاط ايا منها اغلقت الهاتف
وحدقت بذهول ،لم تقتنع يوما بشئ كهذا ولم تعرفه من قبل والأهم أن تلك القلوب السوداء لم تمر عليها من قبل

لكن كان مشهد وفاة مريم الغريب لا يحتاج سوى قدرة خارجيه رأتها هي بأم عينيها أما سوى ذلك لم تكن تصدق ابدا .
"بسم الله الرحمن الرحيم "
وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ خَيْرٌ ۖ لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)
"صدق الله العظيم"

كان أمر الهى بحت موت مريم لكن السحر ما كان سوي سبب .
عشقت إمرأة خَطرة _سنيوريتا ياسمينا أحمد" الكاتبه "
"جميع الحقوق محفوظه لدى الكاتبه سنيوريتا ياسمينا أحمد"

ايه رايكم فى الأحداث واستعدوا بقى لمفاجأة زيد لصبا 😍😍😍 عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية عشقت إمرأة خطرة" اضغط على اسم الرواية

تعليقات