رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الثالث 3 - بقلم اشرقت

 رواية ولنا في كل عناق حياة الفصل الثالث 3 - بقلم اشرقت

✍️...في مكان ما، كانت ديلان تجلس أيضآ بسريرها بعد يوم طويل وشاق.. تحمل هاتفها وتحدق فيه، والدموع تلمع في عينيها، تبتلع غصة وتهمس : أمير قلبي الوسيم، ليت القدر لم يكن له رأي آخر
&__شردت بتلك اللحظات التي جمعتها بباران في المطبخ.. كانت تساعده في تحضير الإفطار، وتتبادل الحديث الذى قد خفف ثقل اليوم عليه بعد ما غادرو رفقائة وتركوه.
قالت برقة : طلبت مني أمي أن أرى إن كنت بحاجة إلى المساعدة.
ابتسم باران وهو غارق بين الأواني والخضروات : والله أتيتِ في الوقت المناسب... انظري لحالي، عالق وسط المطبخ كأنني في معركة!
ضحكت ديلان، وبتلك الضحكة خطفت شيئآ من قلبه، قالت : وأين رفقاؤك؟ كيف تركوك هكذا وحدك؟
رد وهو منهمك بتقطيع السلطة : كل واحد اخترع حجة وهرب... تركوني للمطبخ وقدري!
ضحكت من جديد وقالت : لا تقلق، أنا هنا وسنفعل كل شيء معآ.
امتلأ المطبخ بأصوات الضحك والثرثرة، ومشاكسات ديلان التي لم تهدأ، خاصة حين تراه عاجزآ عن تصرف بسيط. فكانت لا تفوت فرصة للسخرية بلطافة، تاره تدلهُ، وتارة تتعمد إرباكه أكثر.
ورغم أن لقائهما لم يكن إلا منذ أيام قليلة، إلا أن باران كان يشعر وكأن وجودها أصبح جزء من تفاصيل يومه. تسللت إلى قلبه دون استئذان، وأضافت إلى حياته شئ من البهجة المفقودة.
كان يراقب خطواتها بعين لا تشبع، كل حركة منھا تثير فضوله بھا أكثر.. تفاصيلها الصغيرة، ضحكتها، طريقة حديثها، وحتى حين تصمت.
كان يسرق النظرات من حين لآخر، خائفآ من أن تُفضح مشاعره التى كانت تنمو بصمت.
كانت لحظات عابرة، لكنها سكنت بأعماقهم، وبقيت هناك..💔
( اللهم إنهم صايمين هما الاتنين )🤐
__قطع لحظتهما صوت هاتف ديلان، إذ صدر تنبيه لرسالة.! نظرت إليه، وما إن قرأت محتواها حتى تغيرت ملامح وجهها.. ھناك شئ أثقل على قلبها فجأة.
لاحظ باران ذلك التغير السريع، فهتف بقلق : ديلان، ما بكِ؟ ماذا حدث؟  
هزت رأسها نافية محاولة إخفاء انزعاجها : لا شيء مهم.  
باران : ديلان… تعابير وجهك تقول العكس.!  
ترددت قليلآ ثم قالت : دواء أمي لم يعد متوفرآ هنا، بحثت عنه ولم أجده.  
ساد لحظة صمت قصيرة، قبل أن يرد باران بنبرة هادئة : وما اسم الدواء؟  
نظرت إليه بدھشة : ولماذا تسأل؟  
ابتسم بلطف : لا شيء، فقط فضول.
أخبرته باسم الدواء، فأخرج هاتفه ومده لها قائلآ : إن سمحتي، اكتبي رقم ھاتفك هنا، إذا وجدتُ الدواء سأتواصل معك فورآ.
شكرته بإمتنان وأخذت الھاتف وسجلت رقمها، ثم عادا بعدھا لإكمال تجهيز المائدة.  
وبعد دقائق، استأذنت هي للخروج لتعود إلى منزلها، فقد اقترب موعد الإفطار ووالدتها كانت بانتظارها.
،،____في صباح اليوم التالي، أرسل باران رسالة قصيرة لهاتف ديلان : ديلان، هل يمكنكِ المجيء قليلآ؟
نظرت ديلان للهاتف وإعلتھا الدھشة، ثم ردت سريعآ : تمام، أنا آتية.
ذهبت إليه لتجده بانتظارها أمام بوابة منزله، ليصطحبها بهدوء إلى مكتبه، ثم ناولها ظرفآ صغيرآ.. فتحته، لتتفاجأ بأنه يحتوي على دواء والدتها.
نظرت إليه بدهشة وفرح : باران، هذا هو نفسه دواء أمي!  
باران : نعم، وجدته أخيرآ.  
ديلان : لكن كيف؟ لقد بحثت عنه كثيرآ ولم أجده!  
باران : فقط أخبريني عندما ينتهي، لأجلب غيره.
ترددت للحظة وقالت : لكن هذا….! 
فقاطعها بابتسامة دافئة : لا تتحدثي عن شكر بيننا ياديلان. ما فعلته لا يُذكر بجانب وقوفكِ ووالدتك إلى جانبي.. حقآ وجودكما يجعلني أشعر وكأنني بين عائلتي.
&_____ وبعد مرور أسبوع
كان الرفقاء الثلاثة يجلسون في مكتب باران، يعملون كعادتهم.  
لاحظ كرم شرود طلال، وحين تحدث إليه ولم يتلقَ أي رد، هتف : طلال، أين بقي عقلك يا صديقي؟  
رفع طلال عينيه سريعآ : أنا معك، ماذا كنت تقول؟  
كرم وهو يرمقه بريبة : لا، لم تكن معنا اصلآ. حتى الملف الذي بيدك لم تنهِه حتى الآن. أم أنه.....!! 
باران متعجبآ : أم أنه ماذا؟  
كرم بابتسامة ماكرة : بقى عقلك عند ديلان..👀
حدق باران بطلال لثوان، ثم نظر نحو كرم وقال بنبرة هادئة تُخفي انزعاجه : وما دخل ديلان بالموضوع؟  
كرم : أنظر لحاله، منذ أن رأھا تغير حالة تمامآ.! 
التفت باران لطلال بجمود وقال : هل هذا صحيح يا طلال؟
ابتسم طلال نصف ابتسامة وقال : رأيت فتيات كثيرات، لكن هذه الفتاة....!!  
قاطعه باران سريعآ وبنبرة حادة : ششت..! ثم أكمل وهو يقبض على يده بقوة : ديلان ليست كمن تعرفهم أو تخرج معهم. دعنا ننهي عملنا، فليس هذا وقته.
..{لكن من أين يأتي التركيز في العمل، وقد بقي عقل باران عالق فيما قاله كرم وطلال}..
،،__في المساء..
كان باران في غرفته، شاردآ، مشتتآ بين ما يشعر به قلبه وما يُمليه عليه عقله. فما قاله طلال بقي عالجمر على صدره..  
أمسك هاتفه وتردد للحظة، ثم ضغط على اسم "ديلان" واتصل.!
ديلان ردت : ألو، باران؟  
باران : ديلان، أريد أن نلتقي.  
ديلان بهدوء : هل تحتاج لشيء؟  
باران : لا، فقط أريد رؤيتك بالخارج.  
تفاجأت قليلآ، لكنها سرعان ما أجابت : تمام، سأكون جاهزة بعد لحظات.  
باران : وأنا سأكون في السيارة بانتظارك.
استأذنت ديلان من والدتها، تجهزت بسرعة وخرجت، ثم نھضت بجانبه.
باران : إلى أين تريدين أن آخذك؟  
ديلان مبتسمة : هل أنا من يقرر؟  
باران : نعم، فقط أخبريني.  
ديلان : ممم، لنذهب إلى الساحل إذآ.
___بعد أن وصلا إلى هناك، نظر باران حوله وقال : هذا المكان جميل جدآ.  
أجابت ديلان : نعم، وأنا أحبه كثيرآ، وغالبآ ما آتي إليه.  
فقال بدهشة : وھل وحدك؟  
ابتسمت ديلان وقالت : نعم، أحيانآ وحدي، وأحيانآ برفقة صديقاتي.
كان باران شاردآ، وكأن عينيه تحملان كلمات لم يستطع النطق بها، قلبه يضج بصمت لا يُفهم.  
لاحظت ديلان شروده، فمالت برأسها قليلآ وسألته : باران، ما بك؟ هل أنت بخير؟  
رد دون أن يلتقي نظره بها : أنا بخير.
شعرت أن الصمت بينهما بدأ يثقل الأجواء، فأرادت أن تبادر بحديث لتكسره، قالت : والدتي ستذهب لزيارة جدتي,, وخالي أيضآ  يريدها أن تقضي العيد هناك.  
نظر باران إليها وسأل : وأنتِ؟  
أجابت مترددة : لا أعلم... عملي هنا، وربما ألحق بها لاحقآ.؛ لم أقرر بعد.! لكن أمى لا ترغب أن أبقى ھنا وحدي، تريدني أن أذهب معها.
باران : والدتك معھا حق.
عم الصمت مجددآ، لكن ظل باران يحدق بها، عينيه تغوص في أعماق ملامحها، وقلبه ينبض بشدة، لم يكن يدرك متى وكيف أُسر بهذا الشعور الغريب الذي تملك قلبه فجأة. كانت دقات قلبه تتسارع مع كل لحظة يقترب فيها منها، أصبحت الهواء الذي يتنفسه.  
وبعد لحظات من الصمت، كسرته ديلان بصوت دافئ : باران، دعنا نذهب، لا أريد أن تقلق والدتي.  
باران : تمام، ھيا.
_____وصلوا معآ أمام المنزل، ترجل كل منهما من السيارة، نظرت ديلان إليه وقالت : شكرآ لك.
لكن باران، بغصة تكتمها كلماته، اقترب منها ونظر في عينيها وقال بصوت متهدج : «ديلان، أنا... أحبك»  
تجمدت ديلان من قوة كلماته، لم تجد ما ترد به، فقط حدقت فيه لفترة قصيرة، تتصارع مشاعرها بين الخوف والرغبة والارتباك. ثم فجأة، هرولت نحو منزلھا ويدها ترتجف وهي تضعها على صدرها، تشعر بقلبها ينبض بعنف كأنه يريد أن يفلت من مكانه.  
أغلقت الباب خلفها بهدوء، وحاولت أن تهدئ أنفاسها المتسارعة.  
ابتسمت بخفوت بينما سمعت صوت والدتها من الداخل : ديلان، هل أتيتِ؟  
أجابتها، رغم ارتباكها : أتيت يا أمي.  
إقتربت والدتها ونظرت إليها بقلق، وعندنا لمحت التوتر في عينيها : ما بكِ يا ابنتي؟  
تنهدت ديلان، وابتسامة حنونه تعانق شفتيها، قالت : أنا بخير... بخير للغاية يا أمي.
دخلت إلى غرفتها، نظرت إلى المرآة، فوجدت وجنتيها تحمران من خجل لم تستطع كتمانه، وكلمة "أحبك" تتردد في أذنيها كأنها لا تصدق ما قاله لها. كان جسدها يرتجف، وقلبها يختلج بين الفرح والارتباك.
أما باران، فكان يقف عند النافذة تغشاه الأسئلة التي تعصف بعقله بلا توقف : لماذا هربت وتركتني هكذا.! ما جوابها؟ هل تبادلني مشاعرها؟ هل كنت متسرعآ فيما قلتة؛ نعم، لقد كنتُ متسرعآ! لقد صُدمت الفتاه بما قلتهُ لها. ااخ بباران ااخ!
__مرت ساعة، ساعتان، ثم ثلاث، حتى أمسكت هاتفها وأرسلت له رسالة. 💌 أنا أيضآ أحبك يا باران..♡
وحين قرأ رسالتها، انتفض قلبه كأنه يخرج من صدره. نظر إلى الهاتف مرارآ وتكرارآ لا يصدق، تعانقه مشاعر الحب والوله، ثم أرسل لها ردآ يفيض شوق..💌 ليتك أمامي الآن يا حبيبتي...♡ لكنتُ ارتويت بعناقك حتى الشبع.
،،وما إن أرسل رسالته حتى بقي الهاتف بين يديه، يبتسم وكأنه يحمل الكون بأكمله بين أصابعه. لأول مرة منذ أعوام، شعر أن قلبه وجد مكانه.
في الطرف الآخر، كانت ديلان تحت الغطاء، تبتسم بخجل كفتاة صغيرة تخبئ سعادتها عن العالم. ضغطت على هاتفها وأرسلت رسالة جديدة..💌 باران، كيف علمت بحبك لي..؟
تردد للحظات، ثم رد..💌 كنت أحارب قلبي كل يوم، لكنكِ انتصرتِ دون أن أدُرك ذالك؛ كنتِ تسكنينني بھدوء، والآن لا أريد منكِ سوى أن تبقي معي.
ارتخت ملامحها على ابتسامة هادئة، وعيناها تلمعان بضوء ناعم.. ولد شيء جديد بينهما... شيء لا يمكن التراجع عنه بعد الأن..💕
,,_________مرت ثلاثة أيام، وكان باران قد أنهى آخر اللمسات على التصاميم، مستعدآ لطرح مجموعتهم الجديدة التي عمل عليها مع رفاقه.
وفي مكتبه، وقفت ديلان إلى جواره، بينما أمسك بكتفيها بحنو وقال : سأذهب الآن، وبعد انتهاء العرض سآتي إليك فورآ، وسنعلن حبنا أمام الجميع. اعتني بنفسك جيدآ ياروحي.
عانقها طويلآ، وكأن قلبه يهمس بأنه لا يريد الرحيل..  بادلته العناق، حتى انسابت دمعة صامتة من عينيها. مد يده وأزاحها برفق قائلآ : لا تبكي، ساعات قليلة وأعود إليك، ولن أفارقك بعدها ابدآ.
همست بصوت مرتجف : لا أعلم... لكن بداخلي شعور بأننا سنفترق طويلآ.
نظر إليها مطمئنآ، رغم قلق تسلل إلى قلبه من كلماتها : أي فِراق؟... في المساء سنكون معآ كما وعدتك.
،،لم يكن باران يعلم أن عمه حسن كان يراقب كل خطوة يخطوها، وكل نظرة، وكل همسة.
وما إن غادر باران حتى أتى حسن إلى ديلان وقال بنبرة تهديد قاسية : إن لم تأخذي أمك وتغادري هذا المكان الآن، فلن تريها مجددآ.. أما باران حبيبك، فسألحقه بأبيه وأمه وأخيه..!
لم تجد ديلان خيارآ سوى الانصياع لما قال. حملت أمها ورحلت من المكان سريعآ، تحمل وجعآ يفوق قدرتها على التحمل. وقلبآ خلفھا قد كسر بعد رحيلھا..🥀
__في المساء، عاد باران بقلب متلهف. بحث عنها في كل ركن، كل زاوية، كل طريق معتاد. لكن لا أثر... وكأنها لم تكن... وكأنها لم تُوجد إلا في حلم جميل واستيقظ هو على غيابها..💔
..بالعودة من الفلاش باك،، {ديلان، كانت تبكي بحرقة وهاتفها بين يديها، تهمس وسط دموعها : ليتني أراك لدقيقة فقط... اشتقت إليك كثيرآ يا حبيب روحي.....يتبع) البارت الثالث، بقلمي #أشرقت_بين_السطور 🌷
✌ملاحظة للقراء الأعزاء  
في هذا البارت وما قبله، حرصت على إظهار كيف تم اللقاء الأول بين باران وديلان، وكيف بدأ شعور الإعجاب والحب ينمو بينهما بشكل طبيعي وبسيط من أول لحظة.  
أما حديث كرم وطلال عن ديلان، فكان مجرد لمحة لفتح عيون باران على مشاعره، وإبراز إحساسه بالانجذاب  تجاهها.... تجنبت الخوض في تفاصيل كثيرة أو مط الأحداث، لأني لا أحب الإطالة الغير مبررة. وبالطبع ستظھر بين سطور البارتات القادمة لحظات أيضآ جمعھتم كعشاق.
وفي البارت القادم، سنعود إلى نوران، ونكتشف ما هو قرار باران بشأن طلبها المفاجئ للزواج منه..!!  ترقبوا.

•تابع الفصل التالي "رواية ولنا في كل عناق حياة" اضغط على اسم الرواية

تعليقات