رواية اسياد الحب والحرب الفصل الثالث 3 - بقلم ياسمينا احمد

 رواية اسياد الحب والحرب الفصل الثالث 3 - بقلم ياسمينا احمد


طالت المسافة فى الرحلة واذاد شعور فرحة بضيق والألم والخوف من ان تكون سبيه اخرى تباع فى سوق الجوارى من اجل اخلاء المكان والمسئوليه منها فقط
وبدأت رحلتها مع الرعب خاصة بعدما رأنت عزام الشاب الصارم معنا وموضوعا يبدو على وجهه قسوة تفزع القلب
.جلست فرحة منكمشه فى امها تتوارى من نظراته المتفحصة التى لم تستحى. عينها السوداء واهدابها السوداء تتحرك بقلق يغريه دون قصد منها عبائتها السوداء البالية اضافت لها جمال فى عينه
مالت فرحة الى كتف امها تستأذنها :
- ماما عايزة اروح الحمام
- ماشى يا فرحة روحى وتعالى
خرجت فرحة وهى تتلفت فى قلق واتجهت نحو باب الكافتريا وخرجت مسرعه

لم تكن تعلم وجة سوى الفرار تفر من مقتلها الحتمى الذى رأته الان
*************************
فى الكافتيريا
مضى وقت ليس بقليل على غيابها
ساور القلق العريس او اشتاق اليها ،فتنحنح بصوت اجش وتسائل :
- أومال فرحة غابت كدا لى ؟
- زينات هقوم اشوفها
نهضت زينات وبحثت داخل الحمام ولكن كان فارغا انقبض قلبها على الفور وهى
تصرخ باسمها :فرحة فرحة
أتى على الفور أبناء عمها وتسائلوا فى قلق :
- جرى اية يا عمة ؟
- حصل ايه ؟
وضعت زينات يدها على صدرها وراحت تربت بقوة وتبكي
صاح بها فتح الله بإنفعال :
- ما تقوالى فى يا ولية يا بومه ..بتك فين ؟
استطاعت بصعوبه نطق الكلمات وأجابت محزونة:
- بنتى مش فى الحمام !

صاح فتح الله بإنفعال:
- يعنى ايه رحت فين بت المركوب دي
التمعت عين عزام بشرارة خطرة وراح يوزع نظره فى المكان الضيق بضيق حتى امسك بالجرسون من كتفه وسأله فى غلظة:
- كان فيه واحده لابسة عبايه سودة وطرحة سودة وصغيرة ما شوفتهاش ..
الجرسون ..
- اة ياافندم كانت بتجرى برة الكافتريا
هتف عثمان واسماعيل بصوت واحد :
- يا واجعه مرابربه
خرج الثلاثة بحثا عن العروس الهاربة والتى استطاع بسهولة تحديد مكانها فكانت تركض بعيدا
كانت فرحة تركض بكل ما أوتيت من قوة ولكن لم تغيب صورة الكافتيريا عن نظرها فى مكان مكشوف كانت تلتفت بين حين والاخر لتتاكد من ان لا احد يلاحقها ولكن حدث ما كانت تخشاه رأتهم يلاحقونها ويركضون نحوها ،ازدادت هى سرعة وأخذت تتعرق وجف حلقها وعبرت الطريق السريع الى الجهة الأخرى بلا وعى غير عابئة بتوقف السيارات المفاجئ والذى كان علي وشك حدوث كارثة وصارت تركض بعشوائية كل ما ترغب به الان ان تختفى عن أنظارهم وان تسطيع الفرار من تلاحقهم
ولم يتوقفوا لحظه بل ازدادوا سرعه نحوها وعبروا الطريق محدثين ضجة مماثله لما هى أحدثتها واقتربت المسافة بينهم جعل فرحة تصرخ بجنون وتزيد من سرعتها الواهية ولكن هيهات تلاشت المسافه وامسكو بها

سيقتلونها بلامحاله ولا احد سيكترث لأمرها بإختلاف الاسباب سواء ان تزوجت من عزام او لا جزاء فعلتها التى لاتغتفر صاحت هى عاليا بكل قوة لعل احد يستمع لها ولكن
جذبها اسماعيل من شعرها بعنف وصاح بإنفعال شديد وهو يدفعها نحو عزام :
- الفاجرة عايزة تهرب قبل فرحهاخد اغسل عارك
ما كان من عزام إلا ان هوى على وجهها بصفعة قوية ادمت وجنتها و زاد وجهه بريقا من الشر جعله تماما كهيئة وحش مخيف :
_كنتى عايزه تهربى ليه ؟خايفه من ايه !
عثمان: يلا ياعزام خدها لابوها ..واسئله
صرخت بهلع :مش هروح معاكوا
هوى عزام بصفعه أخرى على وجهها صارخا تحذير :
- اكتمى لا ادفنك صاحية
اجاب اسماعيل ساخرا :
- ادى اخرت تربية البندر
تملصت من قبضته القوية فى محاولة اخيرة لإنقاذ نفسها من براثنهما الشرسه امسكا بها بسهولة فأبت التحرك وجلست فى الارض ارغهمن على الوقوف وتحدث اليها عزام من بين اسنانه:
- بس اما نرجع البلد هتشوفى ايام اسود من قرون الخروب والله لأعلمك الادب
وجذبها عنوة من ذراعيها بكل عنف ولكن هى خارت قواها وما عادت تحملها قدمها
هتف اسماعيل بحنق :
_ما تخلصينا يا بنت الناس قومى بدل ما ندفنك صاحيه
ووكزها فى كتفها بغل ،وناولها عثمان ايضا وكزة مماثلة فى الكتف الاخر بدت با ئسة بين ايديهم

حملها أبناء عمها كالجوال وأمسكوها من يدها وقدمها عنوة وتحركوا بها عائدين الي الكافتيريا غير مبالين بصراخها

فجاة اوقفهم طلق نارى فى الهواء كان من شابا يقف خارج سيارته الفارهه دفاعا عن تلك المسكينة التى لا حول لها ولا قوة ...فقد تابع المشهد من بعيد

القوها جانبا بإهمال وأتجهوا نحو الشاب بغضب شديد
اندفعوا نحوه بشر يعاظم وبدأوا فى الاشتباك معه ولكن هو صار يناولهم اللكمات بحرفية

صاح ذلك الغريب وهو ينظر الي فرحة المجسيه على الارض تتابع المشهد بقلق :

_روحى علي العربية

وزعت نظراتها بين الباب المفتوح وبين أبناء عمها وهم يتناولنا اللكمات فابتسمت بشماتة

هدر عزام وهو يتخلص من قبضة ذلك المجهول:
- أرجعي يا بت اوعاكي تروحي

وأسرعت نحو السيارة بلا تفكير وناوله هولكمة شديدة طرحته ارضا
استرسل ذلك المجهول مناولتهم اللكمات بحرفية ولقنهم درسا جيدا وتركهم ارضا فاقدين للوعي ..

جلست فرحة فى الكرسى الامامي وشعرت بشئ غريب لا تستطيع تفسيره طمئنينة ام فرح لقد ظهر من العدم منقذ لها

. لحظات وعاد هو الي السيارة وانطلق مصدرا صرير عالي تاركا من خلفه ثلاثة رجال اشداء فاقدين الوعي تماما
لم ينظر تجاهاهم اطلاقا وبدى غير مهتم

ساد الصمت لبرهة حتى تحدث هو بصوت خالي من أي تعبير :
- اول ما نوصل حته عمار هنزلك عند اول قسم تبلغي عن اللى حصلك وهناك يسلموكى لاهلك

جحظت عيناها بفزع وأدارت وجهها نحوه
_ لا لا اوعا ترجعنى تانى ارجوك

واسترسل هو بتساؤل :

- انتى منين؟ ورايحه فين؟!
ازداد توترها وبدأت التعلثم وهتفت بانفاس متقطعة :

- ااااا...ايه ...انا ...كنت ...اااا
-
توقف فجاة عن السير جعلتها تنصدم بالتابلوه وعادت مكانها مرة اخرى
.هدر هو بعنف بالغ :

- نعم ..انتى كنتى ...وكنا .....انتى مين يا بت انتى

اجابت بتوتر :

- فرحه....انا اااا فرحه

ونظر اليها وتفحص وجها البريئ بدقة وضع يدا فوق اخرى ثم هدر ساخر :

- حصلنا الشرف

احدتت نبرئة وعلي صوته وتسائل فى حدة بالغة :
_هو انا عايز اتعرف عليكي؟

إنتى حكايتك إيه يابت الناس مين اللى كانوا بيضربوكي دول

تشنجت خوفا وازدادت توترا وهتفت باكية برجاء :

- انا ...مش عايزة ارجع المكان دا تانى ...ودينى اى حته بعيدة عنهم

وبدت صادقة تماما فى نظرته وتسائل :

- اوديكي القسم بلغي عنهم ويرجعك لاهلك يتصرفوا
- هتفت مقاطعه
- لا..دول ...يبقوا .اهلي .ولاد عمى
- ياماشاء الله ..وانا ناقص ورايط ...انتى طلعيلى منين ..

قاطعته هى :

- والله ما هعملك مشاكل ..،مشينى من هنا ارجوك ..وابعدنى عنهم وانا هد عيلك ليل نهار
كان ذلك المجهول يحدق فى المرآة الجانبيه بدقة وبدا وكأنه لم يسمعها أدار المحرك فى

عجل وانطلق مسرعا

ابتهجت فرحه اذ شعرت انها اخيرا شارفت على النجاة وراحت تشكره بحرارة :
- ربنا يخليك ويسترك وما يشمت عدو فيك و.....

قاطها هو بعنف :

- بس خلاص هو أيه راديوا واتفتح

التزمت فرحة الصمت ولكن السرعة المفرطه فى القيادة جعلتها تتأرجح وشعرت أن هناك خطب مريب يجعلة يلوذ هو ايضا بالفرار اذ لمحت طيفا عدت سيارات تلاحقهم فى المرآه

صرخت عاليا :
- مين دول ؟

تقلص وجه واخرج من جيبه مسدسا لامع
ازداد صرخها عاليا
- لا لا

جذبها عنوة من رأسها ووضعها تحت التابلو
وصرخ بانفعال :

- اوعك تطلعى من هنا فاهمة
وضعت كفيها على اذنها بهلع وراحت تهتز بقوة عند سماع صوت إطلاق النار والذى بدى متبادل بينه وبين آخرين اغمضت عينيها بقوة ووضعت يدها على اذنها اكثر كي لا تسمع صوتا وراح يدور فى رأسها صور حول نهايتها المأساوية

وراحت تهمس عاليا :

_اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله ،اشهد ان لا اله الله وان محمدا رسول الله

******************************* عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية اسياد الحب والحرب" اضغط على اسم الرواية

تعليقات