Ads by Google X

رواية للقدر حكاية الفصل السادس والثلاثون 36 - بقلم سهام صادق

الصفحة الرئيسية

 رواية للقدر حكاية الفصل السادس والثلاثون 36 - بقلم سهام صادق


خرجت من المطعم تتمالك دموعها التي سقطت رغماً عنها.. الصغيره جعلتها وسط اصدقائها المرأه اللعوب التي ترمي شباكها على الأثرياء.. أتت من بلدتها تبحث عن وظيفه وفي النهايه حصدت زواج وأكثر ما قهرها انها كانت تأتي لمنزلهم من أجل أن تقترب من والدها
مجرد دردشه كما سمتها الصغيره وماوراء ذلك كان مكراً وخبثاً
- انا اسفه
اعتذرت ياقوت من المرأه التي انحنت تلتقط ما سقط منها بعدما اصطدمت بها
- انا شوفتك قبل كده صح
حدقت بها هند لفتره كي تتذكرها
- انا ياقوت شوفتيني في المعرض بتاعك
صافحتها هند بود ولم تكن تعلم لا هي ولا زوجها مروان انها لم تعد فقط فتاه عاديه جلبها معه حمزه
- افتكرتك.. وكويس اني قابلتك
رمقتها ياقوت بقلق وعندما شعرت هند بقلقها ابتسمت حتى تطمئنها
- متقلقيش عايزاكي في شغل.. مش انتي بتعرفي ترسمي
..................................
ارتعشت ايد صفا بصدمه وهي تنظر لملامح ذلك الجالس مع رب عملها.. خشت ان يتذكرها ويذكر ملامحها..
وضعت القهوه أمامهم وانصرفت سريعا تُداري حالها في المطبخ الذي أصبح مكان جلوسها
...............................
أنهت جلستها مع هند بسعاده بعدما اقترحت عليها الأخرى العمل ضمن الفريق الذي اسسته في مركزها
سارت تتمشى قليلا حتى تنسى لقاءها مع مريم فوقعت عيناها علي حديقه صغيره بسيطه
جلست بها تتأمل الجالسين حولها.. لمعت عيناها وهي ترى من يجلب لزوجته قرطاس من الترمس ثم يربت علي بطنها المنتفخه
ومن يجلس بجانب خطيبته وتمسك ورقه وقلم ويبدوا وكأنهم يدونوا ما سيحتاجونه وتكفيه أموالهم
ومن مازال في زهوه حبه.. ومن تجلس مع ابنها تلاعبه
تنهدت بأنفاس مثقله تتمنى لو تزوجت رجلا بسيطاً وكان لها وحدها ولكن الحياه لا تعطي كل شئ ببساطه دون ضريبه
تاهت في حياتها التي تعيشها لتنتبه على رنين هاتفها تظنه هو ولكنها تفاجأت بهناء تدق عليها
- ياقوت انتي فيكي حاجه تعباكي
ابتسمت ياقوت لشعور هناء بها فزفرت أنفاسها وهي لا تعلم بما تُجيب عليها اتخبرها انها بخير اما انها ضائعه.. شعرت بها هناء فأجابت بمقت
- مافيش غيرهم الرجاله هما اللي بيدخلوا حياتنا ويبوظوها
كانت لأول مره هناء تخبرها عن الرجال هكذا.. الرجال كانوا في مخيلتها هم الأمان والحب.. كانت تتكلم بقلب عاشقه اما الان أصبحت امرأه خذلها الحب
- شكلك زعلانه مع مراد يا هناء
ضحكت وهي تتمنى ان تخبرها ان زعلها منه شيئاً قليلا عما تعيشه معه ولكنها تجاوزت الحديث عن حياتها
- سيبك مني انا وقوليلي فيكي ايه
صمتت ولم تتحدث ففهمت هناء ما تعيشه فوالدتها اخبرتها عن مخاوفها من زيجه ياقوت.. رغم انه رجلا ذو خلق الا ان حياته المعقده ومسئولياته لن تناسب ياقوت التي حلمت كثيرا بزوج تكون هي عالمه كما سيكون هو عالمها الصغير
- ياقوت اخرجي من دايره احلامنا في الجواز... بلاش احلام الروايات .. كل ده مش موجود في الجواز
واردفت وقد آلمتها ذكرى أحلامها التي هدمها مراد دون رحمه
- الجواز مش عايز الست الحالمه اللي فاكره جوزها هيكتبلها كل يوم قصيده شعر وهيجروا ورا بعض بالمخدات ويحضنها وهي في المطبخ..
اثار حديث هناء جزءً داخلها رغم ان علاقتها بحمزه هادئه الا انها لا تتذكر انه ضمها اليه يسألها عن أحلامها البسيطه او جلسوا يتثامرون ليلاً سوياً
- مش هي ديه كانت احلامنا ياهناء
فضحكت هناء وهي تتذكر انها من أثرت عليها بتلك الأحلام
- ذنبك في رقبتي انا عارفه..
- في ايه بينك وبين مراد ياهناء خلاكي كده
نظرت للقلم الذي تحمله في يدها وتكتب التقرير الذي طلبه منها مديرها
- صدقيني يا ياقوت انا حاليا في أحسن وأفضل فتره في حياتي.. قوليلي بتعملي ايه في يومك رجعتى شغلك
تنهدت ياقوت بيأس فحمزه رفض فكره عملها بالشركه عندما فتحت معه رغبتها بالعوده
- حمزه رفض..بس النهارده جالي عرض شغل تاني
ولم تمهلها هناء إكمال تفاصيل ذلك العمل..لتهتف بأصرار
- أنتي بتحبي هوايتك اوعي تضيعيها منك.. واتغيري يا ياقوت الحياه عايزه الست الذكيه
ومضت المكالمه كما مضى لقاءها بهند ولكنهم حركوا شئً داخلها
..................................
أسرعت صفا في وضع الأطباق فوق المائده خشيه لان ينتبه مكرم لملامحها
كان يبدو من وجوده مع فرات انه شخصاً قريباً منه يثق به.. منذ الصباح وهو معه في مكتبه يتناقشوا بأمور عده.. وجوده يخيفها تخاف ان يتذكرها ويأخذها بذنب ليس لها دخل فيه الا انها ابنه رجلا لم يعرف الرحمه يوماً ولم يكن الا شيطاناً
- متعرفش وجودك هيفرق اد ايه معايا في الشغل يامكرم
قالها فرات وهو يسير جانبه نحو مائده الطعام.. فأطرقت صفا عيناها أرضاً حتى لا يري مكرم ملامحها
رمقها فرات بسخط
- واقفه عندك ليه
وقوفها كانت من اوامره فتعلثمت في ردها
- ديه أوامر حضرتك
لم تخفي ملامحها علي مكرم ولكنه فضل الصمت بذكاء حتى يفهم كيف وصلت للعمل مع فرات
شرعوا في تناول طعامهم.. وعقل مكرم يدور في وجودها هنا ولكن أخيراً وجدها فحق شقيقته سيأخذه منها هي وكأن وقت الحساب قد اتي
تظاهر مكرم بتذكره مكالمه هامه
- تسمحلي يافرات بيه.. اعمل مكالمه
ابتسم فرات بلطف مُشيراً اليه انا يفعل ما يحلو له.
خطواته اخذته الي المطبخ الذي خمن وجودها فيه... وجدها تجلى الأطباق بذهن شارد
- يااا على الزمن صفا بنت عدنان الأنصاري اخرتها خدامه وخريجة سجون كمان
ألقى عباراته متهكما.. فأغمضت عيناها بخوف فما خشت منه حدث
- أنتي وصلتي لفرات النويري ازاي.. ولا شكله الصيده الجديده بعد حضرت الظابط.. عدنان الأنصاري هيخلف ايه غير أفعى
سقطت دموعها وهي تتذكر مكرم صديق طفولتها وشقيقته منال توأمه.. منال صديقتها الجميله التي انتهك والدها حرمة جسدها بعد أن جعلها فتاه مدمنه ومن اجل ان تنال جرعتها كانت تعطيه جسدها كعربون... لم تعرف كل هذا إلا يوم وفاتها
- فاكره منال يا صفا
دموعها ملئت وجهها ولم تشعر الا بالطبق يسقط من يدها ودخول فرات عليهم متعجباً من وجود مكرم بالمطبخ
- بتعمل ايه هنا يامكرم
اجابه بصلابه وهدوء
- كنت بطلب منها كوبايه مايه
وغادر المطبخ دون كلمه آخري حتى لا يثير شكوك فرات.. ليرمقها فرات وهي تنحني تُجمع الأجزاء المنثوره فوق الارضيه
- ابقى خدي بالك بعد كده
تمتم عبارته بجمود وانصرف ليتركها في الماضي الذي ابي ان يتركها رغم ما تدفعه لتكفير ذنوب والدها
....................................
انتظرت قدومه بفارغ الصبر حتى تعلمه بمقابلتها لهند وعرض عملها.. ابتسمت وهي تقترب منه ولكن ابتسامتها اختفت سريعا
- ليه عاملتي مريم وحش يا ياقوت قدام صحابها
انصدمت بما يُخبرها به فأردف بأسف لفعلتها
- كنت فاكر عقلك أكبر من كده
لم تتحمل اهانته الظالمه فلم تُفكر ان تُخبره بأهانتها لها أمام صديقاتها ولم تهينها كما اهانتها ولكن في النهايه يكون هذا جزائها
- انت جاي تتهمني
أشارت نحو حالها بآلم فتنهد بضيق
- فين هينتك احنا بنتكلم.. ياقوت مريم بنتى ولازم تتقبلي ده
ابنته وماهي الا خاطفه الرجال كما اسمتها الصغيره.. ذلك هو الخلاص الذي تمنته.. اتضحت لها مكانتها بحياته وكما اخبرتها زوجه ابيها ستعود لهم بحقيبتها مطلقه
دمعت عيناها قهراً
- بنتك اللي فخور بيها ديه كدابه وانانيه
صرخ بها بقسوه وكأنها اجرمت فيه هو
- ياقوت.. حاسبي على كلامك مفهوم
آلمها صراخه بها.. رأت صورته القديمه وكأن زهوة الزواج قد انطفأت
- انا مكدبتش ديه الحقيقه... للأسف انت فشلت في تربيتك ياحمزه بيه... البرج العالي اللي معيش بنتك فيه خلق منها انسانه انانيه ومريضه
لم يحتمل حديثها فصغيرته لا أحد يفهمها غيره يعذر صغر سنها
- قولت اسكتي.. اظاهر انك مش واعيه لكلامك
بكت بحرقه وهي تنظر اليه
- انا واعيه لكل كلمه.. بنتك محتاجه دكتور نفسي يعالجها من انانيتها وكدبها
تجمدت نظراته نحوها ورمقها بقسوه
- خيبتي نظرتي فيكي.. كنت فاكر معامله اهلك ليكي هتخليكي تعامليها كويس وتحسي بيها.. بس اظاهر فاقد الشئ مش بيعرف يدي حاجه
صفعتها كلماته.. لتتسع حدقتيها وهي تسمع اتهامه
- انت بتعيريني بحياتي... انا كل ضعفي وطيبتي من اللي شوفته بخاف أذى الناس لاني دوقت مراره الاذى
ضاقت أنفاسه وهو يدرك ما تفوه به لم يكن يقصد جرحها ولكن مريم في كفه اخري بحياته
أزالت دموعها بعنف من فوق وجنتيها آسفه على حالها
- سمعت بنتك ومفكرتش تسمعني حتي
وارتجفت وهي تعض شفتيها حتى لا تعود لبكائها
- عملت زي ما طردتني من شركتك عشان غلطه كانت غصب عني
تنهد بيأس عما حدث واخذ عقله يدور في صغيرته التي لا تكذب عليه ابدا وكيف ستكذب وهي من هاتفته تطلب منه أن تُقابل ياقوت وتُعرفها على أصدقائها ويقتربوا من بعضهم لأجله
سارت من أمامه وهي لا تشعر بقدميها.. ها هو الظلم يعود إليها من جديد
......................................
ضحك شريف بقوه وهو يشيح وجهه بعيداً عن عبث يداها
- كفايه لعب في وشي يامها.. الظاهر ان جلسه النهارده أثرت عليكي ياحببتي
اكملت عبثها بالمثلجات بشقاوه ليلتهم اصبعها فصرخت بتآوه
- اكلت صباعي
مال نحوها يداعب أنفه بأنفها
- مرتاحه... عرفتي تتكلمي مع الدكتوره وتحكلها
شبكت يداها ببعضهما تزفر أنفاسها نحوه
- انا بحبك اوي ياشريف
ضمها نحوه ناسياً كل شئ معها.. رغم ان فارق العمر بينهم سوي عام الا انه لا يراها الا كأبنه.. سبحانه من وضع حبها في قلبه
- مها انا بقول نروح.. كده هنتفضح ياحببتي.. وسمعتي المهنيه هتدمر بسببك
ابتعدت عنه بعدما اتم عباراته وفهمت مغزى كلامه
- ابعد عني ياشريف.. انت اللي بتستغل الفرص
أدار مفتاح سيارته ضاحكاً على فعلتها
- ياريت لما نروح تبقى كده ياحببتي.. بدل ما انتي لا نايمه او قاعده مع ندى
..................................
بكت حتى أصبحت ليس لديها طاقه للبكاء كلما تذكرت كلماته التي طعنها بها شعرت بوجوده معها بالغرفه وعندما تسطح جانبها نهضت تلتقط وسادتها وغطاءً
- رايحه فين ياقوت
رمقته بغضب هش وضمت وسادتها وغطائها نحوها
- رايحه انام في مكان تاني
تنهد ممسحاً على وجهه فالمشاكل قد بدأت وعليه ان يُراضي ويتقبل اعاصير النساء
- ارجعي مكانك ونامي وبلاش شغل العيال ده
لم تشعر بنفسها وألقت ما في يدها فوق الفراش
- انا عيله.. عشان زعلانه ابقى عيله
وعادت تلتقط اشياءها فقبض على معصمها ناهراً
- مش مع أول نقاش يبنا هنوصل لكده... انا مبحبش تصرفات الستات وصغر عقلهم
انسابت دموعها وهي تسمع عباراته لا تُصدق انه قاسي هكذا
- ده مكنش نقاش.. ده كان اتهام وظلم
ذبذبه بكائها تخلي عقله عن قيوده وضمها نحوه
- خلاص يا ياقوت انا اسف على الكلمه اللي قولتهالك مكنتش اقصد اعايرك بحياتك
جهشت بالبكاء وهي تُخلص حالها من آسر ذراعيه
- انت مصدقتنيش شايفني كدابه.. مريم محتاجه تتعالج صدقني
زفر أنفاسه مُقرراً ان يجمعهم ببعضهم وهو بينهم حتى يفهم الامر منهما سوياً.. فعقله رجح الحكايه له غيرة من كلتاهما ليس اكثر
- خلاص يا ياقوت.. هنخرج انا وانتي ومريم والغلطان فيكم هيراضي التاني انا عايزكم تقربوا من بعض لان كده هرتاح
لم تحب الفكره ولكنها لم تجد الا الصمت
وعندما تذكرت امر العمل ابتعدت عنه
- انا قبلت هند النهارده
وقبل ان يفهم منها كيف تمت مُقابلتهم اردفت بحماس
- قدمت ليا عرض شغل في مركزها التعليمي.. نفس العرض اللي انت قدمتهولي لما كنت موظفه عندك
تذكر ذلك العرض الذي لم يكن غرضه منه إلا نسج خيوط لعبته كان ذلك من الماضي ولكن الآن هي زوجته
- لا ياياقوت مافيش شغل.. عايزه ترسمي فضيلك اوضه وهجبلك كل اللي تحتاجيه وارسمي في البيت
اطفئ حماسها لتنهض من جانبه تلتقط وسادتها تاركه الغرفه له
- ياقوت
..................................
تعلقت عين شهاب بندي مُتعجباً من وجوم وجهها بعدما خرجت من المرحاض
- ايه اللي في ايدك ده ياندي ومالك حزينه كده
سلط عيناه نحو ما تقبض عليه بيديها
- مطلعتش حامل ياشهاب
ضحك على درامتها فالأمر لا يفرق معه
- وزعلانه عشان كده.. ده انا قولت مات ليكي حد
داعبها حتى تضحك ولكنها لم تبتسم.. فأقترب منها يرفع وجهها اليه
- المرادي مافيش حمل... المره الجايه يحصل احنا مش مستعجلين ياحببتي..
ومال نحوها يخبرها بعباراته الوقحه فدفعته عنها بسبب وقاحته
- بطل كلامك ده
تنهد بأرتياح عندما سمع ضحكتها
- ايوه كده اضحكي.. صحيح ياندي سمر ديه انتي واثقه من قواها العقليه
زمت شفتيها بعبوس وهي تسمع تهكمه بشقيقه صديقتها
- شهاب متقولش كده البنت بتمر بظروف نفسيه.. والشغل هيخرجها من اللي هي فيه
كان غارقاً في تأملها غير عبئ بقصه الاخري
- سيبك من سمر ديه وخليكي معايا
.................................
خرج فرات من غرفه مكتبه بعد أن انهكه عقله بأتصال محاميه به لم يكن الاتصال الا اطمئنانً ومزاحاً ولكن العباره التي رماها اسعد محاميه كانت بمقصد.. اسعد لم يكن محاميه وحسب إنما صديقً له
" عزيز كان بيسأل عن العقارات والأراضي اللي ملكك.. وفرحان بالفلوس والاملاك اللي بتعملها ماكله هيكون لأولاده مش ولاد فاديه هما اللي هيورثوك"
عزوفه عن الزواج كانت رغبته.. الفتاه التي احبها في شبابه رحلت وأخذت أحلامه معها..واصبحت النساء أمامه متعه لا يرغبها
وعادت كلمات اسعد تصب في أذنيه
" لو هاشم النويري كان عايش وشايف نسله بينتهي وماله واراضيه هتكون لواحد زي عزيز كان مات بحسرته يافرات "
قبض على عصاه بقوه ودق بها الأرض حتى ينفض أفكاره..
شعر بحاجه الى فنجان قهوه يعيد له توازنه.. ليخطو نحو المطبخ
فوقعت عيناه على صفا الممده ارضاً تضم غطائها على جسدها
تنهد بمقت من فكره شقيقته في ابعادها عن مصر حتى ينسى زوجها امرها رغم انه يعرف ان يقدر على ردع عزيز او تطليق شقيقته منه ولكن حب شقيقته لزوجها يجعله يتغاضي..
قضت سنوات شبابها تخدمه وتخدم ابيه وترعاهم وكانت رغبه ابيه ان تظل معهم دون زواج فهى ليست بحاجه لان تتزوج
عقد كانت داخل والده وافكار عقيمه لم يطبقها الا علي شقيقته
ولكن هو كان يشعر بها ولم يُكمل رحله حرمانها من حقوقها بعد وفاه والدهم.. أعطاها حريتها ورغم عدم تقبله لعزيز الا ان اصرارها جعله يرضخ في النهايه حتى يتبرئ من ذنبها
سكب قهوته التي كادت ان تفور ليقف منصتاً لهمهمات صفا
" انا مظلومه.. منال.. حمزه.. انت السبب "
كانت تنادي عليهم وتبكي.. ترددت الأسماء في أذنيه
هو يعلم بحكايتها مع حمزه الزهدي ولكن من منال تلك التي تهتف بأسمها
انتفضت من نومتها تلتقط أنفاسها لتقع عيناها على فرات القريب منها ويحمل في يده كأس الماء
طالعته بخوف تضم جسدها بذراعيها
- خدي اشربي
مد كفه بكأس الماء.. لتتعلق عيناها به خوفاً اما هو وقف يسبر اغوارها
..................................
اتسعت حدقتيها وهي ترى الصغيره تقدم لها هديه وتبتسم نحوها
- ممكن تقبلي مني الهديه ديه ياقوت
جالت عين حمزه بينهم بعدما أخرجت صغيرته هديتها المغلفه من حقيبة ظهرها وقدمتها لها
ألجمتها فعلتها.. فالصغيره منذ أن دلفت معهم السياره الي ان وصلوا لاحد المطاعم وهي تُحادثها بلطف وكأنها باتت ليلتها واستيقظت لتجد انها تُحبها
- ياقوت مريم بتكلمك انتي سرحتي في ايه
انتبهت على صوته الجاد وهو يرمقها بتأنيب على صمتها وحديثها عن صغيرته وهاهي صغيرته تثبت لها حسن نواياها بقلب حنون
رسمت ابتسامتها بصعوبه من هول دهشتها وألتقطت الهديه تنظر لاعين مريم التي كانت تُطالعها ببرآه
- اتمنى تعجبك الهديه.. ونتصالح ونبقي أصدقاء يا ياقوت
واسبلت جفنيها بوداعه تنظر نحو ياقوت التي دخل عليها الدور ولانت ملامحها وابتسمت نحوها بصدق ولامت نفسها على حديثها عنها فيبدو انها فهمت اندفاعها خاطئ وهاهي تعتذر منها
- هو انا ممكن اقولك ياقوت عادي
لمعت عين ياقوت واشرقت ملامحها بأبتسامه حانيه
- طبعا يامريم.. هكون سعيده لو بقينا صحاب ونقرب من بعض
طالعهم حمزه بسعاده حقيقيه ينفث أنفاسه براحه وهو يراهم منسجمين هكذا
- المهم بابا يكون مبسوط
قالتها الصغيره بدهاء ليُطالعها حمزه وهو سعيد بأن صغيرته تتقبل كل شئ لأجله
- حببتي انا هبقي مبسوط لما تقربوا من بعض.. وكده اقدر اوعدكم اننا نسافر اي مكان تختاروه سوا..
وكأنه أراد أن يكافئهم فلا شئ يرق مضجعه تلك الفتره الا هما.. عواقبه تتلخص بين صراعه معهم يرغب بزوجته والتمتع معها براحه ولكن ابوته غرزت في اعماقه ولا يوجد مقارنه لديه بين حبهما
لمعت عين الصغيره وهي تنظر لملامح ياقوت التي تنظر لحمزه بسعاده عندما افصح عن نيته برحله معهم وحدهم
تمتمت داخلها بحقد
" مش هتاخدي مكان ماما أبداً.."
- خلي مريم هي اللي تختار المكان.. اكيد هي محتاجه الرحله ديه قبل الدراسه
تمتمت ياقوت عبارتها وهي تُطالع مريم... ليسعد حمزه من ردت فعلها
بدء النادل يضع اطباق الطعام أمامهم.. ليصدح رنين هاتفه فنهض يُجيب على المتصل ناظراً لهم بحب
- كلوا لحد ما اخلص المكالمه ورجعلكم
اماءت ياقوت له برأسها وشرعت في ارتشاف الشربه بمعلقتها.. غير منتبها على نظرات مريم التي تحولت للعداء
- متحلميش اوي بالعيشه ديه كتير..
انصدمت من عبارتها لترفع عيناها نحوها وقد استوعبت الامر اخيرا.. الصغيره تمثل أمام والدها
- أنتي بتعملي كده ليه معايا
رمقتها مريم بحقد.. انتظرت ياقوت ان تخبرها عن سبب كرهها ولكن الصغيره صمتت وبدأت تتناول طعامها
- اتأخرت عليكم
صوت حمزه وقدومه كانت الاجابه عليها.. فالصغيره صمتت حينا وجدته عائداً نحوهم
...................................
كان سهيل بارعاً في رسم دوره حتى انه صدمها تجاوزاته كانت مخجله بالنسبه لوضعهم
- أخيراً رأيتك تحب اخي وتزوجت
هتف نورالدين عبارته وهو يرمق سهيل الذي كان يمسد كف سماح داخل قبضته
ابتلعت جين طعامها بغصه وعيناها ترى المشهد..لم تتحدث بكلمه فالمشهد الغرامي الذي يعرضه سهيل جعلها تحترق بنيران الغيره
- سماح سرقت لي عقلي اخي
سلط عيناه نحو جين وهو يتمنى ان تأخذ دورها الصحيح وترحل عن شقيقه.. يعلم أن شقيقه سيتألم ولكنه سيعتاد
لو استطاع اخباره سبب مكوثها بينهم وتضحيتها العظيمه بأن تظل ممرضه له
ارتسمت بسمه حنونه على شفتى نورالدين لتتعلق عيناه بجين
- انا وجين لدينا خبر لكما
لم يشعر بالراحه مما سيخبره به شقيقه وفي ثواني كان يخبره بأخر شئ ينتظره المُخادعه جعلت شقيقه يرغب بزواحها ستخدعه كزوج وتنتقم منه
- سنتزوج
حدقت بهم سماح صامته وأكملت تناول طعامها سعيده بما سيحدث لذلك المغرور.. ف الحكايه تعقدت وبدلا ان كانت مجرد حبيبه ستنتقل لرتبه اكبر وتكون زوجه شقيقه
......................................
تنهد وهو يجدها تبتعد عنه بعدما حاوطها بذراعيه يدنو منها ليقبلها
- وهتفضلي لامتى زعلانه..
تمتمت بحزن وهي لم تنسى معايرته لها ونظراته التي اتهمتها ان ابنته ذو نيه صادقه
- لما توافق اني اشتغل.. انا تعبت من القاعده لوحدي طول اليوم
اعتدلت في رقدتها لينظر لها ضائقاً عيناه
- أنتي كلمتي ناديه
توترت وهي تتذكر مجئ ناديه إليها اليوم صباحاً وقد طلبت منها ان تساعدها حتى تجعله يقبل امر عملها ولكن ناديه وضعت لها الحل دون ان تظهر هي في الصوره
" حمزه دلوقتي جوزك ياياقوت ابدأي افهمي مداخل جوزك وألعبي عليه... وصدقيني الراجل بيعند اكتر لما طرف تالت بيدخل في قراراته مع مراته"
واخدت تخبرها بنصائحها شعرت انها تتعلم من جديد.. وضحكت ساخره على حالها فمن اين ستتعلم وكل حياتها كانت مغلقه
- مدام سكتي يبقى كلامي صح
وزفر أنفاسه مقتاً
- ياقوت انا مبحبش الجدال كتير
ارتبكت وهي عازمه علي فعل ما اخبرتها به ناديه.. فأقتربت منه تمسك كفيه برجاء
- ارجوك انا بحب الرسم وديه فرصه ليا.. ده يعتبر عمل تطوعي
واردفت بتلاعب من افضال ناديه
- انت طول عمرك حنين.. هتيجي معايا انا ومش هتبقى حنين
ابتسم علي عبارتها
- ماشاء الله ناديه ليها تأثير ساحر
ورغم انه لانت ملامحه ووافق من أجل الا يحرمها من هوايتها أراد التلاعب بها
- قولت لا يا ياقوت
حاولت كثيرا معه إلي أن ضاقت أنفاسها.. فنهضت من فوق الفراش حانقه.. خرجت بمنامتها القصيره وقد نست امر مبيت مريم لديهم
دلفت للمطبخ تبحث عن شئ تخرج به حنقها.. ألتقطت إحدى حبات الطماطم تلتهمها بضيق
لتشعر بوجوده رمقته وهو يعقد ذراعيه أمام صدره ويحدق بها مُستمتعا
- نفسك قصير يا ياقوت.. وعلى العموم انا موافق مدام ده حلمك
اتسعت عيناها ذهولاً غير مُصدقه انه وافق أخيراً ركضت اليه تتعلق بعنقه والسعاده تغمرها
- بجد موافق.. انا مبسوطه اوي
ضمها نحوه وقد خفق قلبه وهي بين ذراعيه... شبت على أقدامها تلثم خده مما جعل قلبه يخفق اكثر بمتعه
ولم ينتبهوا لنظرات الصغيره وقد تأكدت من صدق حديث صديقتها رؤى انها ستأخذه لها وسينساها
......................................
دفع سهيل كل شئ يقابله أمامه غاضباً وهو لا يري أمامه..خطته كانت لكي ترحل عندما ترى زوجته.. كان يعلم أن رحيلها لن يكون سهلا ولكن لم يظن ان الامر سيقلب لزواج.. فماذا ستريد من شقيقه وبوضعه هذا
- حقيره.. ماذا سأنتظر من النساء الا المكر
ألتوت شفتي سماح تهكماً ولم تعبئ بثورته
- تستاهل.. فاكرها هتقعد تبكي عليك اهي ألشتك وهتتجوز اخوك
وصلته همهمتها فتوقف عما يفعله لتحتد نظراته نحوها
ارعبتها نظراته الحاده لترفع كتفيها بثقه
- بتبصيلي كده ليه.. لو فاكرني هخاف منك مش هخاف
قبض سهيل على كفيه يُجاهد محو أفكاره الشنيعه مُقترباً منها
- مدام اتفاقنا لم يجني ما خطت له.. سأخذ حق اموالي التي دفعتها لكي
اتسعت عيناها وهي تجده يرمقها بنظرات فهمتها.. لعنت اللحظه التي قابلته فيها والمال الذي أخذته منه وقد ظنت انه سيأتي شئ في أمواله .. اخذت بعض المال منه لتدفعه في دار أيتام أوشكت على السقوط اتفاقهم كان بعد نهايه مده العقد ولكن حدث ماحدث
- بس ده مكنش اتفاقنا..
مرت أمامه صوره والدته وهي في أحضان عمه... ذكرى لعينه لم ينساها يوماً
ابتلعت سماح لعابها بخوف من قربه لها وانتفضت من فوق الفراش هاربه الا انه كان اسرع منها
- سأخذ حقي بمالي سماح

قلبت الغرفه رأساً على عقب تبحث عن الخاتم الماسي الذي يتهمها بسرقته.. عصرت ذاكرتها لعلها تتذكر شئ أثناء تنظيفها لغرفته ولكن لم تلقط عيناها شئ كهذا
سقطت دموعها بعجز تدور حول نفسها هنا وهناك حتى نهكت قواها ليتصلب جسدها وهي تسمع صوته
- ساعه بتدوري عليه
واردف مُتهكماً
- مش لايق عليكي التمثيل ده
واقترب منها يدفشها أمامه
- والله ما سرقت حاجه ولا شوفته وانا بنضف.. انا مش حراميه
ارتسمت السخريه على شفتيه ومازال يدفعها أمامه الي ان وصل بها للمطبخ الذى تبيت فيه أمراً اياها
- دوري في حاجتك ووريني
تعلقت عيناها بفرشتها التي تأخذ ركناً في احد أركان المطبخ..اعتصر الآلم قلبها فأي حياه تلك التي كانت تنتظرها وتعد لها الايام حينما كانت في مسجنها.. انحنت تبحث أسفل وسادتها وتنفض فرشتها
رمقها فرات بوجه جامد لتنظر الي مكان نومتها
- مافيش حاجه
كان يعلم أين ستجد ضالته ولعبته التي خطط لها ولكن بعقله العسكري كان يرسم الدور بأتقان وببطئ
- دوري في هدومك
طالعته بأعين غامت بها دموعها لتفعل ما أمرها حتي تتخلص بعدها من ذلك الاتهام ثم سترحل مهما كلفها الأمر
بحثت في ملابسها لتقع يدها على شئ مُستدير.. ارتجفت اوصالها وهي تخرج كفها من أسفل ملابسها تخشي مخاوفها
ألتقط يدها بعنف ناظراً الي ما تقبض عليه بكفها.. لتسقط عيناه على ضالته ناظراً لها بأحتقار
- هستني ايه من واحده خريجه سجون
وفي ثواني كان يخرج من المطبخ مُتجها الي الخارج صارخاً بالحارس الذي يقف على بوابه المنزل والذي دلف سريعاً بعد اوامره ليُحاصرها بسلاحه.. والتهمه التي لم تفعلها سقطت على عاتقها لتصرخ بآلم
- مسرقتش حاجه والله ما سرقت حاجه
صراخها لم يُحرك به ساكناً وهو يرفع هاتفه أمامها
- مكانك السجن اللي خرجتي منه
ركضت نحوه تتوسله بعدما ازاحت الحارس عنها
- انا عمري ماكنت حراميه في يوم.. واتسجنت ظلم..ابوس ايدك رجعني مصر ولو بتعمل كده عشان عزيز ميقربش مني احلفلك اني هبعد عنه ومش هتشفوني في حياتكم خالص
جعلها تصل إلى حد الانهيار.. ترجته وتوسلت ان يرحمها ولن يروها بحياتهم ثانيه.. ليشعر فرات بالاشباع وهو يري ذلولها يقسم انه سيجعلها تعيش ماعاشته منال حبيبته وقد عرف سبب رحيلها بعد سنين دفن فيها حبه
- اخرج انت يا ابراهيم
اشار الي حارسه بالخروج.. فأنصرف الحارس دون كلمه لتتعلق عين صفا به تظن انه سيعفو عنها من ذنب لم تقترفه
- حريتك ولا السجن
هتف عبارته بوجه جامد جعل جسدها يرتجف من قسوة ما تعيشه.. قضمت شفتيها بقوة ودموعها تسيل فوق وجنتيها
- جدران السجن كانت احن عليا من قسوة البشر
طالعت وجهه الذي كرهته
- يعنى اختارتي السجن
تمتم فرات عبارته مُتهكماً.. وكاد ان يعود لرفع هاتفه ثانية فوق أذنيه كي يطلب الشرطه.. اغمضت عيناها والألم يجثم فوق روحها ستُلقي في السجن مرة ثانية ظلماً
- عايزه حريتي
سمع الجمله التي ينتظرها ليُحدق بها للحظات يتأمل هيئتها الشاحبه
- مدام اختارتي حريتك يبقى هتدفعي حق منال وهتعيشي زي ماعاشت
.....................................
شعرت بقبلاته تغمر صفحات وجهها ويده تعبث بخصلاتها.. تقلبت في نومتها ترفع كفها تبحث عن وجهه..
أبتسم شريف إليها وهو اسعد رجلا بعد أن وهبت له نفسها برضى
- صباح الخير ياحببتي
خجلت وهي تتذكر أحداث ليله أمس.. كانت لمساته تخرجها من ظلامها.. سقطت دموعها ورغبتها في رؤية وجهه الان حتى ترى سعادته بأنها أصبحت له
- بتعيطي ليه ياحببتي.. في حاجه تعباكي
ارتجفت شفتيها وبحثت عن صدره بكفيها ثم دفنت رأسها به
- نفسي اشوفك.. كل اللحظات الحلوه محرومه منها
انهمرت دموعها بغزاره فمهما خرج من بين الشفاه كلمات تأخذنا لعالم اخر الا ان لغه الأعين اقوى في إيصال مشاعرنا
- هتعملي العمليه وتخفي يامها.. وهنعوض كل حاجه من تاني اوعدك ياحببتي
سمع شهقاتها فضمها اليه اكثر.. مازحها حتى يجعلها تنسي نقصها
- المفروض الواحد يصحى على كلمه حبيبي وبوسه على خد ده والخد ده مش عياط يامها
ابتعدت عنه بعدما شعرت بحماقتها فعاد لضمها مستمتعاً سعيداً
طرقات قطعت لحظتهم لتهتف الخادمه
- شريف بيه.. اخت مدام مها وجوزها تحت
حينا سمعت اسمه تلاشت سعادتها وعادت لحضنه من جديد
- قوليلهم نازلين يا مجيده
.....................................
احتست ياقوت كأس الشاي الذي جلبته لها العامله في غرفة هند التي طلبت منها انتظارها في غرفة مكتبها لتتحدث معها عن الراتب الذي تُريده مُقابل عملها معهم
- اتأخرت عليكي
ألتفت ياقوت نحوها ترمقها بأبتسامه هادئه
- لا ابدا
جلست هند في المقعد الذي أمامها تنظر إليها بلطف
- تعرفي يا ياقوت بساطتك ديه احلى حاجه فيكي.. واتوقع ان من أسباب اختيار حمزه ليكي ك شريكة حياته
تخضبت وجنتيها خجلاً فهى لا تعرف سبب اختيار حمزة لها كزوجه فأحيانا تشعر انها شئ ثمين بحياته وأحيانا أخرى لا تشعر بشئ كل ما ترغب به أن تنال حياة هادئه ناجحه معه ولا ترى شماتة زوجه ابيها بها
- وشك جاب الوان الطيف.. خلينا نرجع لموضوعنا الأساسي.. قوليلي عايزه راتب اد ايه
انتظرت هند ان تُجيبها ولكنها كانت تشعر بالحرج بمثل تلك الأمور هي تُمارس هوايتها حبً والمال لو أخذته ستبعثه لوالدها فعمله في محل الفاكهه لم يعد يكفي حاجه اخوتها ولا علاجه
- اللي تشوفيه.. انا بمارس هوايتي حب مش عشان الفلوس
كانت تعلم هند ان هذه ستكون اجابتها.. اتفقوا على الراتب
ليدخل أحدهما بطريقه دراميه
- وردتي الجميله
شعر مروان بالحرج عندما لم يجدها وحدها ولكن فور ان وقعت عيناه على ياقوت ابتسم بود
- ازيك يامدام ياقوت
أصبح على علم بزواج حمزه واختيار ياقوت.. ورغم انه لا يري توافق في تلك الزيجه الا انه في النهايه هذا قرار صديقه
- لسا كنت عند حمزه في شركة الحراسات بعاتبه على جوازه اللي كنت اخر من يعلم عنه
شعرت ياقوت بالحرج وتوترت وهي تبل شفتيها بطرف لسانها
- كل حاجه جات بسرعه والفرح كان في البلد
طالعت هند زوجها بأبتسامه مُحبه
- خلاص بقى يامروان قلبك طيب..احنا ندبس حمزة في عزومه محترمه وناخد حقنا منه
وقف مروان لوهله مُفكراً وكأن العرض راق اليه لينظر لزوجته ضاحكا بداعبه
- تصدقي عندك حق
ابتسمت ياقوت على عباراتهم ولطافتهم وأقتربت هند من زوجها تهندم له قميصه
- قولتلك مليون مره اقفل القميص للآخر
ضحك مروان على أفعال زوجته.. لترمقه بحنق وهي تغلق له ازراز قميصه.. خجلت ياقوت من وجودها بينهم وألتقطت حقيبتها
- همشي انا.. محتاجه مني حاجه
ابتعدت هند عن زوجها بعد أن هندمت له قميصه
- لا ياحببتي تقدري تمشي
خرجت من المركز تحسم امرها بالذهب اليه.. مشهد مروان وهند جعلها تشعر انها بحاجه ان تُجرب مثل هذه المشاعر.. قادتها اقدامها الي مقر الشركه لتقف تنظر إلى وجهتها ثم دلفت إليها
الجميع كان يعلم انها موظفه في إحدى أفرع شركته فقد أتت من قبل هنا.. ولكن هويتها الجديده ليس بكثره من يعرفها فزواجه لم يكن مُعلناً للجميع..
صعدت لغرفه مكتبه التي تعرف وجهتها..في نفس اللحظة التي صعدت بها عبر الدرج كان يهبط من المصعد وبحانبه سيلين التي عادت من عملها بدوله الإمارات
وقفت ياقوت أمام سكرتير مكتبه تطلب مقابلته وعلى ثغرها أبتسامه واسعه تلاشت حينا أخبرها
- حمزه بيه لسا خارج من دقايق
أسرعت في خطاها وتلك المره صعدت المصعد كي تلحقه
خرجت من الشركه كما دخلت ولكن تلك المره بخطوات سريعه لتقف في مكانها وهي ترى سيارته تُغادر وبحانبه امرأة
انطفئ حلمها الذي تخيلت فيه حضنه حينا تذهب لمقر عمله.. يُمازحها يغمرها بقبلاته فتخجل.. أحلاما حلم بها القلب
- اظاهر ان الأحلام ديه في الروايات بس يا ياقوت
خاطبت حالها بأنفاس مُتقطعه وضاقت عيناها وهي تود معرفه هوية تلك المرأة
- اكيد ليها شغل معاه.. يعني هيكون بينهم ايه.. اكبري يا ياقوت
.....................................
أوقف سيارته بغصب بعد أن تعب من صراخها المتواصل
- هرجع بلدي يعني هرجع ياسهيل.. مش اخدت تمن فلوسك
اغمض عيناه وهو يزفر أنفاسه بقوه
- اصمتي قليلا
ضاقت أنفاسها من بروده العجيب عليها.. فرفعت كفيها تدفعه علي صدره
- هفضحك وسط الإعلام.. واحكي عن لعبتك الحقيره واغتصابك ليا
تجمدت ملامحه وقد نفر من تلك الكلمه
- وهل تظني انهم سيصدقوكي... ثانيا انتي زوجتي سماح كنا متفقين اما لا فأنتي زوجتي وهذا حقي
اشتغل قلبها بالحقد وكادت ان ترفع يدها لتصفعه.. فقبض على كفها بقوه مُحذراً
- احذري من أفعالك سماح
تعلقت عيناهم بتحدي
- عايز ايه تاني مني... اخوك وهيتجوز جين خلاص
اغمض سهيل عيناه ليزفر أنفاسه بغضب
- سأجعلها تدفع ثمن لعبتها
ونظر لها بهدوء يعرف ان تلك الطريقه تجدي معها نفعاً
- اعتبري تلك المره خدمتك من أجل اخي سماح
....................................
تلملمت فوق الفراش لا تشعر بالنعاس.. رقدت على جانبها تتأمل ملامحه وهو غافي.. مدت كفها نحو وجهه تُحرك باطن كفها بخفه تسأل حالها
- ياترى جوازنا نهايته ايه
نهضت من جانبه تلتقط مئزرها وتغلقه جيداً على جسدها
سمعت رنين هاتفها وقد تجاوزت الساعه الثانيه عشر.. تعلقت عيناها بأسم هناء لتسرع في الاجابه عليها
- هناء انتي فيكي حاجه
زفرت هناء أنفاسها وهي تقضم اظافرها من فرط توترها من المصيبه التي حلت عليها
- بكره معزومين على العشا عند نغم شريكه مراد
- طب وفيها ايه يا هناء متتعزمي
قالتها ياقوت وهي تلتقط زجاجه المياه من الثلاجه ترتشف منها
- ركزي معايا يا ياقوت.. مديري في الفندق اللي شغاله فيه يبقى ابن عم نغم ويبقى جوز اختها
وقبل ان تسألها ياقوت عن المشكله في ذلك الأمر اردفت هناء وهي تزفر أنفاسها بقوه
- محدش يعرف في الفندق اللي شغاله في اني متجوزه.. ومراد ميعرفش اني شغاله في فندق..اعمل ايه
تفهمت ياقوت ما يشغل بال صديقتها لتهتف ضاحكه
- ما ده اخره الكذب كان فيها ايه لو قولتي انك متجوزه
قطبت هناء حاجبيها بضيق
- شروط الوظيفه اني مكنش متجوزه
وكتمت صوتها وهي تسمع طرقات على باب حجرتها
- ياقوت هكلمك بعدين
واغلقت الهاتف فورا لتسرع في فتح الباب ولم تنظر الي ماترتديه
سقطت عين مراد عليها..عيناه بدأت تراها كأمرأة يشتهيها رجلاً وليست ابنه العم الذي أجبره عليها والده
- في حاجه يامراد
تنحنح مراد حرجاً من تحديقه بها.. ولم يعرف سبب لقدومه إليها.. لمعت عيناه وهو يجد الجواب لقدومه
- محتاجك تختاري معايا بدله تنفع لاجتماع بكره
تعجبت من طلبه فمنذ متى يهتم برأيها بملابسه.. مراد المعروف بعنجهيته وثقته بجذبيته يطلب منها اختيار ما سيرتديه غداً
سارت من أمامه لتختار له ما يرتديه ليقف خلفها يتأملها وهي تنتقي له ما يروق لها.. عيناه اخذت تنتقل مع حركتها وقلبه يلعن غبائه
- ايه رأيك ديه او ديه
ابتسم وهو يقترب منها ينظر لما اختارته
- انا شايف ديه
تعلقت عيناها بما وقع عليه الاختيار.. فأماءت برأسها تأكيداً
- انا برضوه ده رأي
وضعت مافي يدها وكادت ان تنصرف من غرفته ولكن يده جذبتها إليه وذاق ما كان يتوق اليه تلك اللحظه
صفعه صدحت على خده لتفر من أمامه تضع بيدها فوق شفتيها
وقلبها العاشق له يآن سعاده وآلماً
................................
وقف يتأملها وهي منبطحه ارضاً منحنيه على دفتر رسوماتها
وتربط شعرها بأحد أقلام الرسم.. ابعدت الرسمه عن اعينها قليلا لتتسع ابتسامتها
- فعلتها
فزعت من أثر ضحكته بعد قفزها وسعادتها انها أتمت الرسمه التي كانت ترغبها
- انت هنا من امتى
حاوطها بذاعيه وهو يضحك
- بعد النطه اللي نطتيها
خجلت من نظرته ليرفع وجهها نحوه ثم ألتقط رسمتها يتأملها
- تستاهل فرحتك ...
ألتصقت به بعد أن جلس فوق الاريكه ويُحدق برسمة الطفل الرضيع بين أحضان والدته
- بجد الرسمه حلوه
تأملها ثم عاد يتأمل الرسمه واماء برأسه صامتً للحظات
- تعرفي اني متخيلك في الرسمه ديه يا ياقوت
بللت شفتيها بتوتر وتعلقت عيناها به
- عايز طفل منك
وكانت الكلمه كالصاعقه بالنسبه لها.. فقد حرست على تناول الحبوب منذ اول ليله في زواجهم خائفه ان يحدث لها مثلما حدث مع والديها
- روحتي فين
ومدّ كفه يمسح على وجنتاها
- معاك
ظن انها مازالت تشعر بالخجل منه فأبتسم وهو يُداعب وجنتاها وانتقل كفه نحو القلم الذي تربط به خصلات شعرها ليزيله عنها.. فتحررت خصلاتها بتموجاته الغجريه
- كده احلى يا ياقوت
دق قلبها وهو يفرد خصلاتها بيديه.. ثم اغدقها بمشاعره العطشه لتشعر انه يسحبها معه لعالم اخر بارعاً هو فيه
..... ................ .... ...........
ارتجفت اصابعها وهي توقع بأسمها على صحيفة تلك الزيجه
سينتقم منها بالزواج.. السجن كان مصيرها للمره الثانيه او انها تمضي على صك ملكية عذابه.. وها هي توقع ذلك الصك بقلب جمدة الظلم.. ستجعله يأخذ ثأره الذي لا ذنب لها فيه فالجميع يأخذ حقه منها ولم يعد يفرق معها فالقلب قد مات
انتهت المهمه المثقله وخرجت من المحكمه التي تم عقد القران بها
سارت خلفه بخطوات بطيئه ترافقه وهي لا تشعر بشئ
- اتحركي ولا هتعملي نفسك عروسه
رمقته بآلم تنظر اليه بصمت.. دلفت للسياره ودلف هو الآخر ليأمر سائقه بالتحرك
بعد نصف ساعه وصلت السياره لمنزله الذي اتهمت فيه بالسرقه
وبخطي سريعه دلفت للمطبخ ترثي حالها
- مش قولتلك حصليني على مكتبي
أشاحت عيناها بعيدا عنه تكره سماع صوته
- فاضل ايه تاني
احترقت الكلمه اذن فرات لتصدح ضحكاته
- فاضل ايه.. لا احنا لسا هنبدء وخطوه خطوه
واقترب منها يجذبها من مرفقها صاعداً بها لغرفته يُلقيها فوق الفراش بقسوه
- زي ما اتعمل فيها وماتت بسبب ابوكي هيتعمل فيكي.. رحمتك من اني اخليكي تبيعي نفسك عشان جرعه تشميها.
اتسعت حدقتي صفا وهي تفهم نواياه التي لم تكن تظنها.. ظنت العقاب سيكون ذلا ولكن كلماته توحي بشئ لا تُريده الرجل الوحيد الذي أرادت ان يلمس جسدها وتكون له نبذها من حياته
- انت هتعمل فيا ايه
تجلجلت ضحكاته بقوه وهو يُلقي بعصاه وبدء في فك ازرار قميصه
- هتكوني عاهره لمتعتي ياصفا.. هخليكي تكرهي نفسك.. هغتصبك كل يوم.. هخليكي تصرخي تطلبي الرحمه .. هخليكي ست من غير روح
تصلب جسدها ونهضت كي تفر من جحيمها الا انه احكم حصاره عليها ولم يفقد قوه جسمانه رغم الحادث الذي ادي الي تركه لرتبته بالجيش.. هجمها بقبلاته... كان يضع فيها ضياع حبيبته التي أخذها منه الموت بسبب والدها اللعين
استسلمت بعد أن خارت قواها وهمست بأسمه تستنجد به وتصرخ صرختها
- حمزه
ابتعد عنها وهو يلهث واخر شئ كان يتوقعه.. صفا عذراء

يتبع بأذن الله
**********


•تابع الفصل التالي "رواية للقدر حكاية" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent