Ads by Google X

رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الرابع والثلاثون 34 - بقلم اميرة احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الرابع والثلاثون 34 - بقلم اميرة احمد

نبضات لاتعرف المستحيل

الفصل الرابع والثلاثون:

بينما كانت ليلي مستلقية على الأريكة في المنزل، كانت تشعر بانقباضات خفيفة منذ الصباح لكنها كانت تتجاهلها، لم ترد أن تقلق أنس خصوصا انه في الأونة الأخيرة يقلق عليها أكثر من المعتاد... لكن مع مرور الوقت بدأ يزداد الألم وتزداد الانقباضات... حاولت النهوض كي تتحرك في المنزل عل حركتها تخفف الألم، لكن مجرد ان حاولت النهوض داهمها وجع مفاجئ فتأوهت بصوت منخفض... دخل أنس الغرفة على أثر صوتها، لاحظ ملامحها المتألمة.. أسرع إليها وأمسك يدها وقال بصوت وضح فيه القلق: ليلي مالك؟ حاسة بوجع.

نظرت إليه، حاولت الابتسام لكن باغتها الألم مرة أخري فأطلقت صرخة مدوية وقالت وهي تحاول تنظيم نفسها: مش عاوزة أقلقك بس شكلي باولد.

انتفض أنس وكأن الكهرباء مسكت في جسده، وقال باضطراب: طب يلا بسرعة على المستشفى.

دخل مالك وجميلة إلي منزل أنس بعد أن تلقي مالك مكالمة سريعة من أنس، وضع مالك كفه على كتف أنس محاولا تهدئته وقال بنبرة هادئة: أهدي يا أنس... توترك ده مش هيخليك تعرف تتصرف.

قال أنس بضيق: اهدي ازاي بس وانا شايفها بتتوجع كده... يلا بالله عليك على المستشفى بسرعة.

وضع أنس مفاتيح سيارته في يد مالك وقال: مش هاقدر أسوق، سوق انت العربية.

هتفت جميلة: طيب يلا بينا... انا هاخد شنظة البيبي وأنت ساعدها لحد العربية.

بينما كان أنس يحاول ان يساعد ليلي على النهوض ضحكت بخفة محاولة تخفيف حدة توتر أنس وقالت: بذمتك أنت بتحقق في جرايم ومجرمين كل يوم وانت مش قادر تمسك نفسك كده... ده انت مرعوب أكتر مني.

نظر لها أنس بعينين ممتلئتين بالحب الممزوج بالقلق وقال: انا هاموت من القلق عليكي.

توجهوا بسرعة إلي السيارة، حاول مالك أن يقود بأقصى سرعة ممكنة، بينما جلس أنس إلي جوار ليلي في الخلف يمسك بيدها ويحاول ان يساعدها ان تنظم نفسها.

عندما وصلوا إلي المستشفى، ازداد توتر أنس وهو يسأل كل طبيب وممرضة عن حالة ليلي، يسمع صرخاتها من خلف الباب فيفرك يديه أكثر ويزداد توتره أكثر... كانت كل محاولات مالك لتهدئته تبوء بالفشل، بينما انزوت جميلة في مقعد صغير بالممر أمام غرفة ليلي تبكي من شدة قلقها..

بعد دقائق طويلة مرت عليهم، سمع الجميع صوت بكاء صغير من خلف الباب... تجمد أنس في مكانه للحظة يحاول استيعاب ما سمعه للتو، اسرعت جميلة إلي مالك الواقف إلي جوار أنس ونظرت إليه بسعادة وعين دامعة وهتفت: الحمد لله البيبي وصل بالسلامة.

بعد لحظات فتح الطبيب باب الغرفة نظر إلي أنس بسعادة وقال: ألف مبروك... جالك ولد زي القمر.

صاح أنس: ليلي يا دكتور طمني عليها.

الطبيب: الحمدلله بخير وزي الفل.

اندفع أنس إلي الغرفة يطمأن على ليلي، بينما نظرت جميلة إلي مالك نظرة ضعف كانت ذات مغذي... حملت نظرتها الكثير من المشاعر المتضاربة بين السعادة والحزن والألم والاحتياج... فهمها مالك على الفور دون كلمات، ضمها إلى صدره ووضع قبلة حانية على وجنتها وهمس: قريب يا حبيبتي ان شاء الله.

في داخل غرفة ليلي بالمستشفى.... كانت ليلي مستلقية على السرير، ملامحها يبدو عليها التعب والارهاق، وقف أنس على باب الغرفة ينظر إليها بحب .. اقترب منها بخطوات بطيئة ينظر إلي عينيها المرهقتين وتلك الهالة السوداء المحيطة بها وهمس: أنتي كويسة؟

ابتسمت بهدوء وقالت: الحمدلله.

نظر أنس إلي الرضيع بين ذراعيها بابتسامة ثم نظر إليها وهو يجلس بجوارها على طرف السرير.... مد كفه فتحسس أنامله الصغيرة وسرعان ما تمسك الطفل بكفة كاملة بسبابته.. ابتسمت ليلي وقال بنبرة ضعيفة: شوفت... الولد عارفك.

وضع أنس قبلة رقيقة على جبين الصغير وارتفع ليضع قبلة حانية على رأس ليلي وهمس: انتوا كل حياتي يا ليلي.

نظر أنس إلي الصغير بين ذراع ليلي وقال مازحا: انتي عارفة أنه شبه مالك أوي.

ضحكت ليلي، بينما سمعوا طرقات خفيفة على الباب، سمح لهم أنس بالدخول فدلف مالك ومن خلفه جميلة.

اقتربت جميلة من ليلي وصاحت بحب وهي تضمها إلي صدرها: حمدالله على سلامتك يا لولا... ماشاء الله البيبي زي القمر.

بينما ضحك مالك بخفة وقال: هتسميه أيه بقي يا باشا؟

نظر أنس إلي ليلي وغمز لها وقال مازحا: هنسميه مالك.

ضحك مالك وهتف: لالالالالا أنسي... تسمي أبنك مالك وتبقي مستني أني لما أخلف ان شاء الله أسمي ابني أنس والدوامة مش هتخلص... لا يا عم شوفلك أسم تاني.

ضحكت ليلي بضعف وقالت: طيب نعمل ايه يا مالك إذا كان الولد شبهك أوي.

اقترب مالك وحمل الصغير بين ذراعيه، نظر إليه بكل حب ووضع قبلة فوق رأسه، وضع الطفل بين يدي أنس وقال بعينين لامعتين: سميه سليم .

ابتسم أنس وهو يقول: سليم المصري.... شغال برضه، ثم نظر إلي ليلي وقال: ايه رأيك يا أم سليم.

ضحكت ليلي: موافقة بس بلاش أم سليم دي .. أسمي ليلي وهافضل ليلي لو عندي 100 طفل.

ضحك الجميع بسعادة وهم يداعبون سليم الصغير.

------------------------------

دخلت سارة غرفة لارا بهدوء... وجدتها كالعادة تبكي بصمت، هتفت سارة: قومي يا لارا علشان نتغدي.

رفعت لارا عينينها وقالت من بين دموعها: مليش نفس يا ماما.

اقتربت منها سارة وجلست على طرف سريرها وقالت: حبيبتي مش هينفع كده... أنت من يوم.... ابتلعت سارة كلماتها وصمتت قليلا، ثم قالت: أنتي مبتاكليش ومش بتهتمي بصحتك، ودايما قافلة عليكي باب أوضتك يا بتبكي يا نايمة.. مش هينفع كده.

قالت لارا بصوت مبحوح: بس أنا يا ماما مش عايزة أعمل حاجة... مش عايزة أعيش... يوسف برضه مش بيرد عليا.. مش عايز يسامحني يا ماما.

قالت سارة والدموع بعينيها: خلاص يا حبيبتي أنسيه وكملى حياتك.

لارا: مش قادرة يا ماما، وانا عارفة أن انا اللي جرحته... بس هو برضه جرحني أوي انه بسهولة كده طلقني وسابني.

ربتت سارة عليها وقالت: قومي يا حبيبتي ناكل، وتعالي بعديها نقعد نفكر أزاي ممكن تبتدي حياتك من جديد.

جلست سارة ولارا على السفرة مع اخواتها الصغار، ما ان قربت لارا الطعام من فمها، حتي أسرعت إلي الحمام تفرغ كل ما في معدتها، تبعتها سارة بقلق، وحين أنتهت نظرت إلي والدتها وقبل ان تقول شيء فقدت الوعي.

حملتها سيارة الإسعاف إلي المستشفى، وفي المستشفى بعد التحاليل والفحوصات دخل الطبيب إلي الغرفة وحين وقعت عين سارة على الطبيب اقتربت منه وهتفت: طمني يا دكتور.

ابتسم الطبيب بخفة وهو يطالع الأوراق في يده وقال: مفيش أي حاجة تقلق... اللي هي فيه ده طبيعي جدا مع الحمل، هي بس محتاجة تاكل كويس وترتاح وتخلي بالها من نفسها أكتر.

اتسعت حدقتي سارة في ذهول، بينما لجمت الصدمة لارا فلم تجد كلمات ترد بها، لكن هتفت سارة بصدمة بدت واضحة على نبرتها: حمل ايه يا دكتور؟

الطبيب: مدام لارا حامل تقريبا في الشهر التالت.. ده التقرير اللي كتباه طبيبة النسا اللي كشفت عليها.

تبادلت لارا وسارة النظرات وكان الصمت هو سيد الموقف.

بعد ان انصرف الطبيب، واطمئنت سارة على صحة لارا، عادا معا إلي المنزل... مجرد أن دخلت لارا غرفتها، جلست سارة إلي جوارها... رفعت لارا عينيها وتسائلت بنبرة مكسورة: أقوله يا ماما؟

ربتت سارة على كتفها بحنان وقالت: حبيبتي هو لازم يعرف.. ده ابنه او بنته.

لارا: بس انا خايفة يا ماما.... خايفة من رد فعله، وخايفة يفتكر أني بعمل كده علشان نرجع لبعض.

ابتسمت سارة بألم وقالت: يا لارا هو لازم يعرف مش هينفع نخبي عليه، وزي ما يكون رد فعله، احنا كلنا معاكي.

أمسكت لارا بهاتفها وقالت: طيب انا هاكلمه واقوله.

خرجت سارة من الغرفة لتعطي الحرية ل لارا في الحديث مع يوسف، علها تستطيع ان تعيد إليه صوابه بهذا الطفل، الطفل الذي أشفقت عليه ان يأتي إلي الدنيا فيجد والده ووالدته منفصلين.

بعد عدة دقائق، سمعت سارة صوت بكاء وشهقات لارا عاليا، دخلت إليها وجدتها تبكي بلا توقف... ضمتها سارة إلي صدرها، فقالت لارا من بين دموعها: عاملي بلوك يا ماما.

ضمتها سارة أكثر إلي حضنها وقالت من بصوت ضعيف: متضايقيش نفسك يا حبيبتي أنا هاتصرف.

 ضمتها سارة في صمت وهي تشعر بألمها، وتتمني لو تستطيع أن تمحي ذلك الألم القابع بقلبها... يتملكها الغضب من يوسف، تعود إليها صدمات الماضي حين طلقها زياد بلا نقاش تماما كما فعل أبنه، لكنها لم تكن تشعر تجاهه بنفس الحب الذي تشعر به لارا تجاه يوسف.

----------------------------------------------

في المساء... حين عاد فارس من عمله يشعر بالإرهاق، وبمجرد ان أدار مفتاحه في الباب ودخل، انطلقت حياة تركض تجاهه بشغف، تعلقت بعنقه كطفلة صغيرة، لفت ساقيها حول خصره وهتفت وهي تضع قبلة على وجنته: وحشتني أوي يا فارس.

ضحك فارس بخفة وهو يحكم ذراعيه حولها وقال: وده من ايه؟ مكملتش 12 ساعة بره!

قبلته حياة مرة أخري وهمست: هو انا موحشتكش؟

فارس: وحشتيني يا حبيبتي.

مشي بخطوات بطيئة وهو يحملها حتي جلس على اقرب مقعد، تطلع اليها مليا ثم قال ولازالت الابتسامة مرتسمة على وجنتيه: حياة.... هو ده القميص الأبيض بتاعي؟

ضحكت حياة بخفة واومأت رأسها بالإيجاب، فصاح فارس: حياة انا كويت القميص علشان البسه بكرة في الجامعة... أعمل فيكي ايه بس.

تدللت عليه حياة وقالت: عجبني فا لبسته، بعدين أنت كنت واحشني فأنا لبسته علشان افتكرك.

ضحك فارس ملىء فاه، ثم نظر إلي حياة بتمعن وهمس: أنتي بقيتي كده أمتي يا حياة؟ فين البنوتة الصغيرة اللي جت معايا من مصر؟

ابتعدت عنه حياة وتغيرت ملامح وجهها وقالت بخجل: مش عاجبك؟ انا بس بحاول علشان ابسطك.

ضمها فارس إلي صدره وهمس بالقرب من أذنها: أنتي عجباني من غير حاجة يا حبيبتي....وطبعا فرحان بالبنوتة الصغيرة اللي بقت أحلي ست بين أيديا... بس الكلام ده جوه البيت بس أنتي سامعة.

ضحكت حياة وهي تبتعد عنه وقالت بدلال: أنت عارف بره البيت بابقي الشاويش عطية.

فارس: ايوه كده خليكي الشاويس عطية بره وليا أنا فيفي عبده.

ضحكت حياة وهي تميل عليه بدلال وتتحسس بأناملها وجنتيه: علشان العيون الحلوة دي متبصش بره.

ابتسم فارس حتي ظهرت غمازتيه وقال: طيب ينفع أبص بره وانا معايا القمر ده.

أمسكت بيدها وجنته وقالت بمداعبة طفولية: أعمل أيه انا في الغمازتين اللي بيجننوني.

ضحك فارس بخفة: حياة أنتي شاربة أيه النهاردة؟ ولا واخدة حبوب شجاعة ولا في ايه؟

عقدت حاجبيها بطفولة وقالت: زهقانة يا فارس... أنت معظم اليوم يا في الشغل يا في الجامعة وسايبني.

فارس: خلاص يا حبيبتي بكرة أنا هاخد أجازة وهاخدك ونتفسح طول اليوم بكرة... ممكن نروح لندن لو تحبي كمان.

وضعت قبلة على وجنته بطفوله وصاحت: ايوه كده.

همت ان تنصرف لكن أمسك بتلابيب قميصه الذي ترتديه وقال: مشوفكيش لابسة قمصاني تاني.

ضحكت وهي تتبختر أمامه وقالت: بيقولوا سكسي.

لحق بها وهو يضحك: سكسي ايه ده عليكي جلابية.

وقفت أمامه تضع يديها في خصرها وقالت: يعني مش عاجبك؟

بعينين لامعتين هتف: انتي كلك على بعضك عجباني.

ضحكت وهي تقترب منه وتلف ذراعيها حول عنقه: المنافسة شرسة أوي يا فارس... البنات هنا زي القمر، وانت أمور وعنيك تهبل وانا لازم أخاف.

لف ذراعه حول خصرها وهمس وهو يضع قبلة رقيقة على شفتيها: بس انا ميملاش عيني غيرك أنتي.

ابتسمت بهدوء وقالت بدلال وهي تبتعد عنه بخطوات مدروسة: طيب طالما القميص مش عاجبك أروح أقلعه علشان أحضر الأكل.

صاح فارس وهو يلحق بها: لأ استني... أنا جاي اشوف موضوع القميص ده.

-----------------------------------------------

اسندت حنين رأسها على صدر عمر وهما يجلسان سويا يشاهدان التليفزيون في مساء مميز بينهما، مع هدوء الليل ونسائم الهواء العليلة.

نظر عمر إلي ملامحها الساكنة يتأملها بصمت وهو يعبث بخلصة من شعرها تدلت فوق وجهها، همس لها عمر: اقولك على سر؟

رفعت عينيها إليه وقالت: انت مخبي عني اسرار يا عمر؟

ضحك بخفة وقال: انتي عارفة اني حبيتك من اول لحظة شفتك فيها، تقريبا طلبتك من عمي يوم ما اتولدتي.

ضحكت حنين ورفعت حاجبها باستنكار وقالت بمشاكسة: يا سلام؟

عمر: كان عندي وقتها حوالي 7 سنين او أكبر شوية، جه بابا وقالي تعالي معايا نروح نبارك لعمك علشان جاتله بنت، مكنتش فاهم في الأول، بس لما روحت بيت عمي وشوفتك اتوهمت... عمري ما كنت شفت طفلة بالجمال ده... خدودك كانت حمره وشعرك ناعم... مكنتيش شبه أي حد انا شفته في حياتي قبل كده... كنتي جميلة جمال منفرد.... عمي سمحلي أني أشيلك... شيلتك بين ايديا كأني شايل جوهرة... فاكر اليوم ده كويس أوى رغم أني كنت صغير وعدي سنين كتير... وقتها أول ما شيلتك بوست خدك... بابا ضحك أوي وقالي شوفت بقى عندك حد تلعب معاه، بس أنا بصيتله أوي وبصيت لعمي وقولتله أنا مش هالعب معاها أنا هاتجوزها.

كانت حنين تستمع إليه بابتسامة والدموع تترقرق بين مقلتيها.

وضع عمر قبلة رقيقة فوق وجنتها وأردف: من اليوم ده عزمت أمري أنك خلاص مراتي ومفيش حاجة ممكن تقف قدامي... كنت دايما قريب منك، باخلي بالى منك وباحافظ عليكي.

حنين: انا فاكرة فعلا واحنا صغيرين كنت دايما بتجيبلي حلويات، ولو حد زعلني أنت اللي بتقفله... انا فاكرة مرة لما كنا في المصيف و ولد زقني من على العجلة ووقعت اتعورت أنت جيت زعقتله وضربته... يمكن دي كانت اول مرة أشوفك متعصب وبتمد ايدك على حد.

ابتسم عمر نصف ابتسامة حزينة وقال بشجن: كنتى طول عمرك قريبة مني يا حنين، لحد اما اتخرجت وقررت أني اسافر... كانت دي غلطتي.. كرهت الغربة علشان بعدتني عنك.. كنت غلطان لما سافرت... بس انا كنت عايز أجيبلك أحسن حاجة وأعملك كل اللي بتحلمي بيه.

صمت قليلا ثم أردف: لو مكنتش سافرت مكنش هيبقي في مساحة ان حد تاني يدخل حياتك ... كنت غلطان... لو كنت بس قولتلك عن حبي قبل ما اسافر....لو...

وضعت كفها على فمه تمنعه من الاسترسال في الحديث ولوم نفسه، ثم قالت ودموعها تسقط على وجنتيها: لو مكنش كل ده حصل مكنتش هاعرف قيمة حبك... مكنتش هاحبك زي ما بحبك دلوقتي، ولا كنت هاعرف طعم السعادة اللي عايشة فيها معاك.... الوجع هو اللي بيخلينا نحس بقيمة الحاجات الحلوة..... لولا المرار مكناش هنحس بطعم العسل.

بتر كلماتها بقبلة عميقة عبر بها عن مكنون صدره، ثم ابتعد عنها فهمست له: عمر.

ابتسم وهمس: قلب عمر... عيون عمر.

حنين: ممكن توعدني متبعدش عني ابدا.

عمر: هو انا أقدر ابعد عنك أصلا..... بس أنتي كمان لازم توعديني بوعد.

عقدت حاجبيها وقالت: وعد؟

عمر: أوعديني أنك تفضلي على طول مبتسمة ومنطلقة وبتحبي الحياة... وان مفيش أي حاجة في الدنيا تكسرك ابدا مهما كانت.

ابتسمت حنين من وسط دموعها وهي تضع رأسها على صدره مرة أخري: أنا قوية بوجودك جنبي... لو أنت مش جنبي كنت أموت.

قبل رأسها وهمس: بعد الشر عنك يا قلبي.

ثم هتف عمر بمزاح: بس في حاجة تانية محتاجة توعديني بيها يا حبيبتي.

حنين: ايه هي؟

قال عمر بحنان: عاوزين نملي البيت ده كله أطفال... انا موقفي بقي وحش أوي قدام أمي.

ضحكت حنين بشدة: فاكر لما طنط افتكرت أني حامل.

ضحك عمر بخفة وقال: أنتي عارفة انها من ساعتها كل شوية تسألني هو مفيش حاجة جاية في السكة.

ضحكت حنين: طيب وكنت بتقولها ايه؟

عمر من بين ضحكاته: كنت بقولها مفيش مواصلات.

ضحك كلاهما، لم يكن تغريهما فقط من يضحك بل كانت قلوبهما تضحك بسعادة... تضحك على الألم الذي غلبه الأمل... والوجع الذي هزمه الحب.

•تابع الفصل التالي "رواية نبضات لا تعرف المستحيل" اضغط على اسم الرواية

الروايات كاملة عبر التلجرام

ملحوظة

يرجى التنبية: حقوق الملكية محفوظة لدى المؤلفون ولم تسمح مدونة دليل الروايات pdf نسب الأعمال الروائية لها أو لشخص غير للكاتب الأصلي للرواية، وإذا نشرت رواية مخالفة لحقوق الملكية يرجى أبلغنا عبر صفحة الفيسبوك
google-playkhamsatmostaqltradent