رواية نبضات لا تعرف المستحيل الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم اميرة احمد
نبضات لاتعرف المستحيل
الفصل الثالث والثلاثون:
بينما كانت حنين تسير وحيدة في أحد المتنزهات القريبة من المنزل، تنظر إلي السماء بعقل شارد، عقلها وقلبها مع عمر... تحاول منذ فترة أن تتغلب على ذلك الشعور بالألم الكامن بداخلها، أن تكون بخير لأجله.... كان عقلها شارد فتعثرت في صخرة صغيرة وكادت أن تسقط لولا أن يد قوية أمسكتها... التفت لتري شيخ يقارب عمره على الستين يمسك بيدها من فوق عباءته وقال بنبرة هادئة: الله يهديك يا بنتي.... تمشين وراسك في السما، وناسية الأرض من تحتك.
نظرت إليه حنين، رجلا مسن... ملامحه دافئة وعيناه عميقتين، قالت بنبرة مرتبكة: أسفة والله مخدتش بالي.
ابتسم الرجل: ماعليك يا بنتي... الحمدلله أنك طيبة... مصرية صح؟
ابتسم حنين بخجل وهمست: أه مصرية.
أبتسم الرجل بدوره وقال: أنا اشتغلت مع مصريين، وأحسن ناس واطيب قلب.
اتسعت ابتسامة الرجل وأردف: أنا فيصل الراجحي.... كنت مدير بنك، بس الحين متقاعد... جيت لهنا مع احفادي.
ابتسمت حنين وهي تجلس على مقعد قريب: اهلا وسهلا.....أنا حنين الشرقاوي.
طالعها الرجل باستغراب وقال: الشرقاوي... أنت أخت عمر الشرقاوي؟
ابتسمت حنين بعينين لامعتين وقالت: لأ مراته... هو حضرتك تعرفه؟
جلس الرجل إلي جوارها، وقال بسعادة:يا هلا والله.... والله ان الدنيا دي صغيرة يا بنتي... أشتغلت مع عمر سنين قبل التقاعد.. كنت مديره.
ابتسمت حنين بسعادة فأردف: عمر رجال طيب و ابن أصل... كان محبوب من كل الناس.... بيحبك كتير... لسه بذكر اليوم اللي جه يطلب إجازة علشان ينزل يكلم والدك و يخطبك... والله لو شفتي السعادة اللي في عيونه وقتها.
شعرة حنين بدقات قلبها تتسارع حين ذكر الرجل أسم عمر... ابتسمت في صمت ولم تعقب، فأردف الرجل وهو ينظر إلي الأفق: تعرفين.... أنا مرة حبيت بنت متل ما حبك عمر.... كانت عندى كل شيء بالدني.... بس كنت عنيد.. كنت صغير وماخدني حماس الشباب، ما بينتلها حبي، ضيعتها من يدي.... تزوجت... صحيح انا كمان تزوجت وعيشت من بعدها... بس متى اتذكرها قلبي يعورني... صمت فيصل للحظة ثم أردف: حافظي على زوجك يا بنتى.... بيحبك كتير ومش سهل تلاقي رجال يحبك زيه.
نظرت حنين امامها بعينين شاردتين.... تفكر في كلمات الرجل، في صوته الأبوي... وفي عمر... الذي لم يتركها ابدا، ولم يتخل عنها قط...
نهض الرجل من جوارها وهو يقول: قوليله فيصل الراجحي بيسلم عليك كتير يا عمر.... بستناه ييجي يتقهوي معايا، ويجيبك معاه أعرفك على بناتي...
هم أن ينصرف الرجل لكنه نظر إليها مرة أخري وقال: لا تخلي الحب يضيع، تري العمر اللي بيمشي ما بيرجع.
تركها الرجل وانصرف.... بقيت حنين تجلس مكانها تفكر في كلماته، عزمت أمرها... ذهبت إلي أحد المولات التجارية..... تتنقل بين واجهات المحال تبحث عن شيء لا تعرف ما هو.... حتى وقف أمام واجهة محل ووقعت عيناها على ساعة يد بنية اللون، تماما نفس اللون الذي يحبه عمر... دخلت إلي المحل بلا تردد، قالت للبائع: لو سمحت ممكن أشوف الساعة اللي بره.
ناولها البائع الساعة، تفحصتها بحب وكأنها تري فيها عمر... رأت فيها عمره وصبره وحنانه وصمته، رفعت عينها عن الساعة وقالت للبائع: هاخدها.
ابتسمع البائع: تحبي نغلفها؟
اومأت حنين رأسها بالإيجاب، ثم قالت: لو سمحت عندكوا خدمة توصيل؟
البائع: اه يا فندم موجود.
حنين: طيب عاوزة اوصلها على العنوان ده.
كتبت حنين في ورقة صغيرة عنوان مكتب عمر واسمه، خرجت من المحل وتغمرها السعادة... عادت إلي المنزل والسعادة تغمرها.
كان عمر يجلس في مكتبه، حين وجد الساعي يضع أمامه علبة ملفوفة بعناية... أمسكها عمر بتعجب، وجد كارت صغير ملصق بها.. فتح الكارت فوجد مكتوب عليه" شكرا على كل حاجة... حنين"
ابتسم مجرد أن وقع عينيه على أسمها... فتح العلبة فإذا بها ساعة أنيقة، اخرجها بعناية وأمسك هاتفه واتصل بحنين... اتسعت ابتسامته حين سمع صوتها وقال: مش اللي بيجيب لحد هدية بيديهاله بنفسه؟
ابتسمت حنين بخجل على الطرف الأخر وقالت: حبيت أعملهالك مفاجأة.
عمر بامتنان: حلوة أوي يا حبيبتي... شكرا.
همست حنين: انت تستاهل الدنيا كلها يا عمر.
ضحك عمر بخفة: ده واضح ان في جو رومانسي بقي.
ضحكت حنين: هترجع البيت أمتي يا أستاذ عمر؟
ضحك عمر: ايوه هي دى حنين اللي متعود عليها.... يعني حوالي 3 ساعات.
حنين: سلام يا عمر.
عمر: سلام يا قلب عمر.
في المساء عاد عمر إلي المنزل، ما ان فتح الباب حتي وجد الظلام يعم المكان الا من ضوء خافت ينبعث من غرفة الطعام..... دخل عمر ببطء وجد طاولة الطعام معدة بالكامل، ويزين الطاولة شموع التفت حولها، وتناثر بتلات ورد حمراء في كل مكان، وفي المنتصف كانت تقف حنين بقميص نوم ناعم من الستان الوردي، مكشوف الصدر، قصير بالكاد يصل إلي فوق ركبتها، وتركت شعرها ينساب بنعومة خلف ظهرها، ووضعت قليلا من مستحضرات التجميل على وجهها فكانت أية في الجمال.
وقف عمر عند الباب يتأملها بعيني لامعتين، لم يقترب بل تجمد مكانه لا يتحرك، همست حنين بدلال: الأكل جاهز.... مش هتيجي؟
بعينين معلقتين عليها... أقترب ببطء منها، لف ذراعه حول خصرها ولأول مرة تستجيب حنين له وتلف ذراعيها حول عنقه... همس لها عمر: أنت أحلي ست انا شفتها في حياتي.
أحمرت وجنتي حنين وأخفضت رأسها بخجل، أمسك بذقنها يرفع رأسها لمواجهته وقال: شكلك حلو اوي النهاردة.
اقترب عمر أكثر... يستنشق رائحة عطرها تملأ صدره، همس لها: متأكده؟
أحكمت يديها حول عنقه، ودفنت رأسها في تجويف عنقه وهمست: متأكده أني بحبك... وأني مش خايفة وانا معاك.
وضع عمر قبلة رقيقة بين شفتيها وهمس: وانا بحبك ومستعد أستناكي العمر كله.
لم تكن تلك الليلة ككل الليالي الماضية بين حنين وعمر... كان بها شيء جديد... حب مباح وعشق معلن...جسدان اتحدا ليكونوا معا في مواجهة الحياة.
في الصباح... شعرت حنين بشيء ناعم يداعب وجنتيها، فتحت عينيها في كسل، وجدت عمر ينظر لها بابتسامة ويمسك في يده وردة حمراء يداعبها بها، اتسعت ابتسامته و همس: صباح الخير يا عروسة.
احمرت وجنتي حنين وهمست: صباح الخير يا حبيبي.
وضع عمر قبلة طويلة على شفتيها و همس: كل العذاب ده علشان تدخليني الجنة.
دفنت رأسها في صدره وهمست وهي تقبل صدره العاري: انا اسفة يا حبيبي... كان غصب عني.
احكم ذراعيه عليها و ضمها اليه و همس: كل ثانية في البعد خلت اللقا احلي.... بس من النهاردة مفيش بعد تاني.
ضمها في قبلة طويلة جعلتها تفقد توازنها، لكنه ابتعد عنها و توجه الي الحمام ، هتفت له حنين بدلال: انت قولت مفيش بعد تاني... رايح فين؟
اقترب منها، ازاح خصلة الشعر المنسدلة على وجهها و وضع قبلة حانيه على وجنتها: معلش يا حبيبتي عندي شغل مهم لازم انزل النهاردة... بس اوعدك هاخد اجازة هنقضيها كلها سوا، مش هنخرج من هنا ابدا.
هتفت حنين في ضيق: النهاردة بس يا عمر .
همس لها: وعد يا حبيبتي النهاردة بس.
ارتدي عمر ملابسه و استعد للخروج، ودعته حنين بابتسامة، لكن بمجرد ما اغلق الباب خلفه افتقده و بدأ الشعور بالوحدة يتسرب الي نفسها.
حاولت ان تضيع الوقت بأن تشاهد التلفاز او تقرأ كتاب او حتى تجرب ان تطهو أكلة جديدة، لكن جزء من روحها كان انصرف مع عمر، امسكت هاتفها وأرسلت اليه رسالة " وحشتني اوي"
وجدت هاتفها يضيء بمكالمة من عمر، اجابت على الفور فأتي صوته مليء بالحنان و همس: و انتي كمان وحشتيني.
همست بدلال: عمر.... تعالي بقي انا مفتقداك اوي.
اخفض صوته وهمس: لو فضلتي تتكلمي كده هاسيب الشغل و أجي دلوقتي.
ضحكت حنين: خلاص يبقي مش هاقفل علشان تيجي.
عمر: للدرجادي؟
همست: انا لقيت الامان في حضنك،محتجالك جنبي.
تنحنح عمر وقال بجديه وكأن شخصا ما دخل عليه: انا اسف لازم اقفل دلوقتي، هارجع اتصل تاني.
اغلقت حنين الهاتف بيأس، تذكرت الليلة الماضية و ابتسمت لنفسها في خجل.
قررت ان تمضي الوقت وهي تجهز البيت وتتزين من أجل عودت عمر، لكن بعد أقل من ساعة سمعت صوت مفتاح عمر يلف في الباب، ركضت إلي الباب بلهفة ووجدت عمر يفتح الباب بابتسامة، القت بنفسها بين ذراعيه واحكم هو قبضته حول خصرها وهمس وهو يدفن رأسه بين عنقها: مقدرش تقوليلي محتجالك ومجيش.... مقدرتش استني لأخر اليوم.
همست و يداها ملتفتين حول عنقه و تقف على اطراف اصابعها: و شغلك عملت فيه ايه؟
ابتسم و هو يضع قبلة رقيقة على عنقها: مفيش حاجة اهم منك، اخدت اجازة و جيتلك على طول.
فرت منها دمعة خبتها سريعا في عنقه و قالت: حسيت ان روحي خرجت وراك لما سبتني الصبح ، مكنتش مستعدة انك تسيبني و تخرج بالسرعة دي.
ابتعد عنها قليلا، حاوط وجهها بكفيه و نظر في عينها: انا هنا، جيت علشان انسيكي اي حاجة وحشة عدت في حياتك قبل كده، هنا و مش هسيبك ابدا.
ابتسمت حنين، لكن عيناها كانت ممتلئة بمشاعر الامتنان والحب ، مال بوجهه ووضع قبلة رقيقة على شفتيها، احمرت وجنتاها لكنها قالت بمرح: تحب تتغدي ايه؟
ضحك عمر: اووه قتلتي اللحظة الرومانسية.
ابتعد عنها و هو يخلع ساعته و متجه نحو غرفة النوم، لكنها لحقت به بهدوء من خلفه امسكت طرف جاكيت بدلته و هي تخلعه عنه، وضعت الجاكيت بعناية على العلاقة و رتبته باهتمام، ثم اقتربت من عمر الذي كان يجلس على طرف السرير و يخلع جواربه، ابتسمت له بحنان و هي تمد اناملها و تبدأ في فك ازار قميصه الأبيض، فابتسم بدوره و جذبها لتجلس على ركبته و همس لها قبل ان يضع قبلة طويلة دافئة بين شفتيها: انا جعان لحبك يا حنين.
اغمضت حنين عينيها و استسلمت لمشاعر الشوق و الحب التي تغمرها و هي بين احضان عمر.
-------------------------------------------------------
وقف يوسف في الحرم الجامعي ينظر إلي المكان الذي اعتاد ان يلتقي مع لارا واصدقاءه به، ابتسم في نفسه ابتسامة ألم، وقبل أن يتجه نحو سيارته استوقفه صوت نسائي يهتف بأسمه، ألتفت فوجدها فتاة جميلة، شعرها الأسود منسدل على ظهرها بخفة، ملامحها الشرقية وعيناها السوداوين يجذبان كل من ينظر لها، اقتربت منه وهي تحاول التقاط أنفاسها وقالت: بشمهندس يوسف... الحمد لله أني لحقتك قبل ما تمشي.
ابتسم يوسف برزانة، يحاول ان يتذكر أسمها لكن دون جدوى، ملامحها ليست غريبة علىه لكن ذكراها مشوشة في عقله، حين استشعرت هي بعدم تذكره لها هتفت: بشمهندس انا يارا.. لما كنت في أخر سنة انا كنت في سنة أولي... مش فاكرني.
لعن يوسف في نفسه ذلك المكان وكل ما يحيط به يذكره ب لارا.
ابتسم يوسف ومد يديه يصافحها، فأردفت بابتسامة: الندوة بتاعتك كانت حلوة أوى.... دايما كنت بستفاد منك.
ابتسم يوسف بخفة: شكرا.
همست يارا بدلال مفتعل: شكلك مش فاكرني يا بشمهندس يوسف.
نظر لها يوسف مليا وقال: انتي عارفة في الجامعة الواحد بيعرف ناس كتير.
همست يارا بوله: بس اللي زيك ميتنسوش ابدا، ثم أردفت بارتباك: هو انت هتمشي؟
ضحك يوسف بخفة وقال مستنكرا: هاحضر معاكوا المحاضرات يعني.... لازم أمشي عندي شغل.
نظرت يارا إلي عينيه وقالت: هو انا ينفع أخد رقم تليفونك؟
نظرات الاستغراب بعين يوسف كانت ردا كفيلا لها، فأردفت بنبرة مرتبكة تحاول ان تبرر جرأتها: أنا بس... يعني كنت عايزاه لو احتجت أكلمك لو في حاجة واقفة قدامي تشرحهالي وكده.
ابتسم يوسف برزانه، سحب الهاتف من يدها، سجل لها رقم هاتفه، ثم ناولها الهاتف من جديد بنفس الابتسامة وهتف: باي.
انطلق يوسف إلي سيارته دون ان ينتظر منها رد، تركها تقف تنظر إلي أثره بابتسامة، ثم رفعت هاتفها إلي أنفها تستنشق رائحة عطره المميزة التي أمسكت بهاتفها.
اغمضت عينيها لثوان تحاول ان تنظم ضربات قلبها التي بعثرها لقاءه.
----------------------------
في المساء... بينما كان يجلس يوسف في منزله شارد الزهن، يشاهد التلفاز مع والديه... وجد هاتفه يضيئ برسالة جديدة... فتحها بملل، كان رقم غير مسجل بسجل هاتفه لكنه عرفها على الفور من صورتها على الحساب... لم تكن سوى يارا... وكأن المحادثة جارية بينهما منذ زمن... كانت رسالتها " صاحي؟"
تعجب يوسف في نفسه من جرأتها، لكنه أجاب برد مقتضب... حرفان لا أكثر: "أه".
باغتته بسؤالها التالي فأرسلت له:
- كنت عايزة أسألك سؤال... هو انت فعلا سينجل؟
- ليه؟ عندك ليا عروسة!
- نص بنات دفعتي كانوا بيكراشوا عليك، وبعد النهاردة الكلية كلها بقت تكراش عليك... بس انت كنت دايما مركز مع واحدة بس.
- طمني بنات الكلية... انا وحيد وزهقان.
- لأ طالما زهقان يبقي انا عندى علاج للزهق.
- ايه؟
- نتعشى سوا بكرة.... أعرف مكان هيعجبك أوي.
- موافق بس انا اللي هاعزمك.
- موافقة.
- أشوفك بكرة.
- هابعتلك لوكيشن المكان الصبح.
وضع يوسف الهاتف جانبا وشرد من جديد لكن هذه المرة كانت على وجهه ابتسامة.
نظرت له نور بترقب وقالت: لارا؟
رفع عينيه إليها وقال بحنقة: لأ يا أمي... انا هاقوم انام تصبحي على خير.
تركها يوسف واتجه ناحية غرفته.
في مساء اليوم التالي..... استعد يوسف للقاء يارا بقلب متردد... دخل إلي المطعم يبحث عنها بعينيه في كل مكان، وحين لم يجدها جلس إلي أقرب طاولة ... بعد دقائق بسيطة دخلت يارا إلي المطعم... ترتدي فستان بسيط باللون الأزرق الملكي يصل إلي ركبتيها، ومنسدل بإتقان حول جسدها فاظهر جسدها المتناسق، ورفعت شعرها إلي أعلى، اقبلت على يوسف بعينين لامعتين وابتسامة محببة كست ملامحها.
هتفت يارا وهي تمد يديها تصافح يوسف: اتأخرت عليك؟
ابتسم يوسف بخفة وقال: لو اتأخرتي علشان تبقي بالحلاوة دي فانا معنديش مانع.
ابتسمت يارا بخجل، سحب يوسف الكرسي لها لتجلس... جلست أمامه واخذا يتبادلان اطراف الحديث... تحدثا عن الجامعة والدراسة وعمل يوسف.... لكن فجأة توقفت يارا عن الحديث وقالت بتلقائية وهي تنظر إليه: هو انت فعلا كنت بتحبها؟
تصنع يوسف الغباء وقال: مين؟
يارا: مراتك... أقصد يعني اللي كانت مراتك.
تنهد يوسف وقال: بصي يا يارا.... انا بحاول ابدأ من جديد وأنسي سنين كتير عدت عليا.... مش عارف هانجح في ده ولا لأ بس بحاول.
يارا: عمتا انا جنبك وممكن اساعدك تخرج من الحالة اللي أنت فيها.
ابتسم يوسف ولم يعقب... لكنه كان شارد الذهن بباقي اللقاء، حتي انصرفت يارا تمضي في طريقها.
وفي طريق العودة للمنزل أختلي يوسف بمشاعره، همس محدثا نفسه بصوت مكسور: قدرتي ازاي يا لارا تعمليها؟ قدرتي ازاي تقابلي راجل تاني... انا مش عارف اعملها بعد ما اطلقنا.... وأنتي عملتي ده بكل سهولة واحنا مع بعض.
سقطت دمعة من عين يوسف رغما عنه، وهمس لنفسه: ضيعتي اللي بينا وانا اللي الكل بيلوم علىا.
أغمض يوسف عينيه للحظة وعاد ينظر إلي الطريق امامه وهو يقود شارد الذهن يسترجع ذكرياته مع لارا.
•تابع الفصل التالي "رواية نبضات لا تعرف المستحيل" اضغط على اسم الرواية