رواية اقدار لا ترحم الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم سيليا البحيري

 رواية اقدار لا ترحم الفصل الثالث والثلاثون 33 - بقلم سيليا البحيري

فصل 33
قاعة فندق فاخر – الساعة 8 مساءً
الصحفيين بيبدأوا يتوافدوا، الكاميرات بتتجهز، والقاعة مليانة إعلاميين، كل العيون على المنصة اللي فيها شعار "مجموعة البحيري للاستثمار".
سيف البحيري واقف جنب مراته سيلين، وجنبه قاعد مازن في حاله وساكت، ياسر ولارين وإيهاب بيبصوا لبعض بقلق، وياسمين ماسكة إيد تيا اللي لسه بتتعافى وبتتفرج في صمت.
المذيعة (بابتسامة رسمية):
"سيداتي وسادتي، معانا النهاردة السيدة سيلين يوسف المغربي، رئيسة الفرع النسائي لمجموعة البحيري، وصاحبة مبادرات قانونية وإنسانية.
هتكشفلنا النهاردة حقايق تمس الرأي العام... اتفضلي يا أستاذة سيلين."
سيلين بتطلع على المنصة واثقة، لابسة أسود، شعرها مرفوع، ونظراتها كلها حسم.
سيلين (بهدوء):
"شكرًا لحضوركم.
النهاردة، مش جايه أتكلم كسيدة أعمال...
أنا جاية أتكلم كست اتعرضت للظلم، كإنسانة شافت الكدب والخيانة والتزوير...
وقررت إن الوقت جه علشان الأقنعة تقع."
قسمت (بابتسامة باردة):
"سيبونا بقى من الهبل ده... هتتكلم عننا؟ دي مسكينة والله..."
سيلين:
"عارفين إن الست دي خانت جوزها؟ أيوه، خانته.
والدليل؟ شاب موجود معانا دلوقتي... اسمه وائل بدران."
وائل بيتقدم بخطوات ثابتة، بيقف جنب المنصة.
وائل (بصوت واطي):
"أيوه، كانت علاقتي بهايدي جسدية بس.
بدأت بعد جوازها من مازن بفترة، وكانت دايمًا بتشتكي منه وبتقلل منه قدامي...
أنا ماكنتش أعرف إنه مريض غير مؤخرًا...
وجيت هنا أقول الحقيقة، مهما كلّفتني."
هايدي (بتصرخ):
"كذاب! كذاب يا نَصّاب!"
زاهر (بغضب):
"اسكتي! اسكتي وخلي عندك دم، خلينا نكمل ونشوف آخرتها."
القاعة بتولع، صوت الكاميرات مش بيقف.
سيلين (بلُطف وهي تقاطعه):
"شكرًا يا وائل.
بس دي مش الفضيحة الوحيدة."
بتسحب ملف أحمر، وبتعرض صورة على الشاشة وراها.
سيلين (بهدوء):
"دي صورة ساندي زاهر الصياد، أخت هايدي...
في ملهى ليلي وسطي في القاهرة، شغالة هناك رقاصة بمقابل مادي.
والأسوأ؟ إن فيه مستندات بتشير لتورطها في شبكة دعارة."
سيلين (بصوت واطي بس حاسم):
"وكل ده... تحت حماية أبوهم، زاهر الصياد،
اللي استغل شغله كمستشار مالي في مؤسسات حكومية علشان يغطي على بلاوي بناته ويغسل فلوس.
وكل المستندات دي دلوقتي في إيدين الصحافة، وهتتقدم للنيابة كمان."
القاعة بتشتعل، همسات، كاميرات، وجوه مصدومة.
سيلين (بص لعدسة الكاميرا):
"لكل واحد فاكر إن الطيبة ضعف...
لكل واحد استغل التاني باسم الجواز أو العيلة...
دي نهايتكم.
أنا سيلين يوسف المغربي...
مبَرحمش اللي بيدمر حد بحبه."
المؤتمر بينتهي وسط دوشة كبيرة، سيف بيتقدم لها بابتسامة فخر، ويبوسها على جبينها.
سيف (بصوت واطي):
"فخور بيكي... زي دايمًا، مفيش حرب بتدخليها إلا وتكسبـيها."
لارين (بتهمس لياسر):
"دي مش بني آدمة... دي إعصار."
في فيلا الصياد
قسمت (بتصرخ):
"وقحة! يا قليلة الأدب!"
زاهر (بيقوم مفزوع):
"خنتي جوزك؟! أنتي خنتي جوزك يا بنت الكلب؟!!"
ساندي (بتضحك بسخرية):
"دي اللي فضحتنا يا هايدي... مش سيلين."
قدام الفندق
مازن بيتجمّد، عينه على الصورة، مش مصدق.
مازن (بصوت مخنوق):
"لا... لا مش ممكن... هايدي تعمل كده؟!"
وفجأة بيقع من على الكرسي... وبيغمى عليه!
ياسمين (بتصرخ من فيلا البحيري وهما بيتفرجوا على المؤتمر):
"مازن!!!"
إيهاب وسيف بيجروا عليه.
هدى (بتبكي):
"يا ربِّي! مش كفاية عليه كل اللي شافه؟!"
في فيلا الصياد – هرج ومرج
هايدي (بتكسر الموبايل على الأرض):
"مش هسكت! والله ما هسكت!"
قسمت (بتضربها بالقلم):
"غبية! ضيعتينا!"
زاهر (بصوت مبحوح وهو مرعوب):
"سيلين حرقتنا... خلصنا... كل حاجة راحت..."
ساندي (بابتسامة كلها سمّ):
"لأ لسه...
أنا هخليها تدفع التمن... بطريقتي."
*******************
في فيلا حسام – الصالون الرئيسي
الساعة 8:15 مساءً
البث المباشر لسه شغّال على الشاشة الكبيرة.
الجميع قاعدين قدّام التلفزيون:
حسام متكي على الكنبة، وشه مشدود وعنيه مركزين على الشاشة.
نوال متوترة، بتعصر في صوابعها.
جمال الأب قاعد وملامحه كلها قلق.
ليلى الأم ماسكة السبحة وبتعدّ فيها بعصبية.
على الشاشة: سيلين بتخلص كلمتها، وصور هايدي ووائل وساندي بتظهر، وبيتذاع تاني جزء من اعتراف وائل عن علاقته بهايدي وهي لسه على زمّة مازن.
نوال (بتشهق):
"هايدي؟! بجد دي هايدي مرات أخو سيف؟!"
ليلى (بتضرب على صدرها):
"يا خراب بيتها! يا ربّ استر... وده اسمه أهل؟ دي عيلة؟!"
جمال (بصوت هادي):
"أنا من أول يوم شفت أبوها... ما كنتش مرتاحله."
حسام (ببرود غريب):
"كنت حاسس إنها مش نضيفة... بس مش للدرجة دي."
حسام (بتهكم):
"هايدي؟ دي من النوع اللي يبيع أقرب الناس ليه... ومازن؟ يا عيني، كان مصدقها."
ليلى (منهارة):
"ويلي عليه... شكله طيب وتعبان، وعايش مع واحدة خاينة! قلبي وجعني عليه."
نوال (وهي بتحك جبينها):
"وسيلين! دي قلبت الدنيا! البنت دي نار... فضحتهم فضيحة بجلاجل."
حسام (بيمطّ شفايفه):
"ده اللي كنت بخاف منه... سيلين لما تزعل، بتبقى إعصار بيمشي على الأرض."
جمال (مستغرب):
"بس ليه تعمل كده؟ مش المفروض دي حاجات شخصية؟"
حسام (بحِدّة):
"لما عيلة زي عيلة هايدي تحاول تمسّ أهلها... يبقى مفيش حاجة اسمها خصوصية."
نوال (بهمس وهي مركزة في الشاشة):
"نهايتهم بشعة... بس بصراحة؟ استاهلوها."
ليلى (بتتنهد):
"يا رب ما نتحط في موقف زي مازن... مراته تخونه وهو مريض؟ يا ربّ ما يحصلش لحد."
لحظة صمت تسيطر على الصالون.
حسام (يغمغم بصوت واطي):
"خلينا نتابع من بعيد... سيلين لسه مخلصتش شغلها."
*******************
شقة جوليانا – الدور العاشر – منظر شيك أوي مش لايق على دماغ صاحبة المكان
الساعة 8:20 مساءً
التلفزيون لسه بيعرض آخر لحظات المؤتمر الصحفي... وصوت سيلين مالي المكان بثقة.
سيلين (على الشاشة، بابتسامة هادية وواثقة):
"...وبختم كلامي برسالة لكل الناس: مفيش حد بيهرب من الحقيقة مهما طال الوقت.
أنا سيلين يوسف المغربي... والحفلة الوسخة بتاعتكم؟ خلصت دلوقتي."
البث بيخلص، والمذيع بيبدأ يحلل الفضيحة... لكن...
جوليانا (بتقف فجأة وتصرخ):
"نُهاااااااااااااااااااااااااااااار إسود!
دي قذرة! متسلقة بنت...!"
بترمي الكوباية الإزاز نحية التلفزيون، الإزاز بيتكسر وبيخبط في الحيطة جنب الشاشة.
جوليانا (بتنهج من الغيظ، وبتتمشى رايحة جاية):
"إزاي؟! إزاي قدرت تعمل كده؟!
إزاي جالها قلب تفضحهم بالشكل ده؟
دي مش ضربات قانون... دي خبطات بتكسر العضم!"
ببصّ على موبايلها، تلاقي رسالة من حسام:
"إيه اللي حصل؟ الدنيا بتولع!"
جوليانا (بغضب وسخرية):
"الدنيا بتولع؟!
إنت آخر واحد في الكون له عين يتكلم!"
تكتب له بسرعة:
"اقفل بقك!
سيلين فجّرت قنبلة... وإحنا كلنا هنغرق!"
بترمي الموبايل على الكنبة وتقعد، وشّها بيشد من كتر الحقد.
جوليانا (بصوت واطي وعنيها بتولع نار):
"كل مرة أقول خلصت... ترجعلي أقوى!
يا سيلين... والله ما هسيبك!
حتى لو كانت دي آخر حاجة أعملها في حياتي!
أنا مش هعيش في ظلك أكتر من كده!"
بتقف، وتروح نحية المراية، تبصّ لنفسها بنظرة تقيلة وتهمس:
"النهارده هايدي... بكرة إنتي."
***********************
شقة آسر – أوضة المعيشة
الساعة 8:25 مساءً
التلفزيون قدّامهم بيعرض آخر كلام سيلين في المؤتمر، وصوتها بيعبي المكان:
سيلين (من البث):
"...ومازن البحيري؟ ضحية واحدة معدومة الضمير.
وأنا مش بتكلم من فراغ… كل الأدلة عندي. شكرًا."
البث بيخلص... والشاشة بتتحوّل لموجز عاجل:
"فضيحة هايدي الصياد تتصدر الترند"
ليل (مذهولة، وبتحط إيدها على بُقها):
"يا نهار أبيض…
سيلين! دي عملتها بجد!
دي مش خبطت... دي ضربت في السما!"
آسر (قاعد مشدوه قدّام الشاشة، وبعدين يبتسم ببطء):
"ولا طلقة راحت على الفاضي...
جرّدتهم من الكرامة، ومن الاحترام، ومن أي وشّ بيستخبّوا وراه."
ليل (تغمز له بضحكة خفيفة):
"إحنا قعدنا أسبوع نخطط نكشف وشّ رهف...
وسيلين وقعت عيلة كاملة في مؤتمر مدته ربع ساعة!"
آسر (بيرد بهدوء، ونبرة إعجاب واضحة في صوته):
"دي سيلين يا ليل...
عارفة الفرق بينها وبين الكل؟
إنها ما بتنتقمش عشان اتكسرت...
هي بتنتقم لأنها عارفة إنها أقوى منهم كلهم."
ليل (تهز راسها):
"وبتعلّمنا درس كل مرة...
بس بصراحة؟
تخيّلي لو كانت ضدنا مش معانا؟"
آسر (بيبص لها بحدة، ونص ابتسامة على وشه):
"كنا زمانا في السجن...
وإنتِ؟ في مصحة نفسية بتتكلمي مع نفسك."
يسكتوا شوية، وعنيهم على الشاشة اللي بتعيد لقطات من كلام سيلين.
ليل (بفضول):
"بتفتكر هدفها الجاي مين؟
دلوقتي خلّصت على هايدي... هتعمل إيه؟"
آسر (يمرر إيده في شعره، وشه جد):
"لو قررت تهاجمنا بسبب رهف...
سيلين ممكن تكسرنا في لحظة...
وتقول بعدها بكل برود: شكراً."
ليل (بجدية):
"يبقى لازم نصلّح اللي حصل يا آسر... بسرعة.
قبل ما تكتب اسمنا في قايمتها السودة."
آسر (بصوت هادي وواضح):
"معاكي حق... سيلين ممكن متنساش...
بس يمكن تسامح."
********************
فيلا البحيري – أوضة المعيشة
الساعة 9:30 مساءً
مازن ممدد على الكنبة الكبيرة، راسه على مخدة، وشه شاحب وعرق على جبينه... الكل حواليه.
سليم (الأب – قاعد جنبه ومسك إيده):
"مازن... يا ابني... بابا، افتح عينك يا حبيبي... الحمد لله الضغط نزل شوية."
هدى (الأم – بتمسح على جبينه):
"قلبي بيتقبّب من الخوف... يا رب تقومه بالسلامة، يا رب."
ياسمين (مرات إيهاب – بهدوء):
"جبت له شاي خفيف بنعناع... يمكن يهديه شوية."
إيهاب (بيبص بحزن):
"مازن شال كتير... أكتر من اللي يستحمله بني آدم.
بس النهارده... سيلين عملت اللي إحنا ما قدرناش نعمله من سنين."
تيا (بعصبية ودموع في عنيها):
"أنا مش قادرة أفهم! إزاي واحدة زي هايدي كانت بتدمّر حياة أخويا كده؟!
وكان شايفها ملاك!"
سيلين (بهدوء لكن حزم – بتحط إيدها على كتف تيا):
"عشان الطيبين بيصدقوا الكدبة لو اتقالت بلُطف.
مازن كان دايمًا بيحاول يشوف فيها خير... حتى لما مكنش فيه خير أصلًا."
سيف (بيبص لسيلين بإعجاب):
"لو ما كنتيش عملتي المؤتمر ده... مازن كان هيعيش جوّه الكدبة دي طول عمره.
شكرًا يا سيلين."
أمينة (بصوت هادي وفيه حكمة – ماسكة إيد سيلين):
"إنتي مش بس كشفتي وشّ هايدي...
إنتي فتّحتي عنينا كلنا على قد إيه الحقيقة ليها تمن... مهما وجعت."
مازن بيتحرّك شوية وبيتأوّه
سليم (بيقوم بسرعة):
"حبيبي؟! مازن، سامعني؟!"
مازن (بصوت واطي قوي وهو بيفتح عنيه شوية):
"بابا... ماما... إيه اللي حصل... ليه كلكم هنا؟"
هدى (بتمسك وشّه بحنية):
"ارتحت؟ حمد لله على سلامتك يا ضنايا."
تيا (بتقعد جنبه وبتاخد إيده):
"أخويا... كنت هتفارقنا علشان شيطانة اسمها هايدي!
بس خلاص... خلصت، والله خلصت."
مازن (بيحاول يقعد بالراحة – سيلين بتساعده):
"سيلين...
شكرًا... ماكنتش هعرف أفيق لوحدي."
سيلين (بتبص له بعطف وابتسامة فيها حزن):
"صحيناك... مش بس من غيبوبة النهارده.
من غيبوبة هايدي كمان."
الكل بيبتسم بحزن... لحظة كلها دفء ولمّة عيلة بجد
**********************
برا فيلا عيلة البحيري – الساعة 10:00 بالليل
قدّام البوابة الرئيسية – الحُرّاس واقفين يمنعوا هايدي من الدخول
الليل هادي… لحد ما صوت هايدي دوّى زي العاصفة.
هايدي (بتصرخ بجنان وهي بتزقّ الحراس):
"افتحووووولي! عايزة سيلين!
هي فييييين؟! طلعوهااااا! سيلين!!"
الحارس (واقف ثابت):
"آنسة هايدي، المعلم سليم إدانا أوامر مباشرة…
ممنوع تدخلي الفيلا. لو سمحتي، ارجعي من مطرح ما جيتي."
هايدي (بتزقه بعنف وبتحدف حصى ع الشبابيك):
"هدمّركوا! كلكوا!
وسيلين… هتموووتي النهارده زي ما دمرتيلي حياتي!"
(جوه الفيلا – الكل بيسمع الصريخ وبيجروا نحية الواجهة الأمامية)
تيا (بصوت متوتر من ورا الستارة):
"دي... دي هايدي! شكلها فقدت عقلها خلاص!"
سيلين (بهدوء بس نبرتها حازمة):
"مش هستخبى. تعالوا نطلع لها."
سيف (يمسك إيدها بسرعة):
"انتي اتجننتي؟ شايفة حالتها؟ خليكي جوه وأنا أواجهها."
سيلين (بنبرة قاطعة):
"دي نهاية لازم تحصل، سيف. مش ههرب."
(يخرج الكل: سليم، سيف، سيلين، إيهاب، مازن واقف بالعافية، تيا وراهم، ياسمين معاهم، وأمينة ماسكة تاليا ووليد جوه الفيلا)
هايدي (أول ما تشوف سيلين، ترفع طبنجة صغيرة):
"إنتي!!!
لو مش إنتي… كنت لسه مرات البحيري، كنت لسه ست المكان!
بس لأ! أنانية وسافلة! هريح العالم منك!"
(الكل بيتجمد، صدمة وسكون – وسيف بيحاول يحميها)
سيف (بصوت عالي):
"هايدي! نزّلي السلاح حالاً! البوليس جاي في الطريق!"
سيلين (بثبات رهيب):
"لو ضربتي... مش هتقتليني أنا، إنتي اللي هتموتي.
الكاميرات كلها شايفاكي… وانتهى كل حاجة بالنسبة لك."
مازن (ينفجر فجأة):
"هايدي! نزّليييي السلاح!
لو فيكي ذرة إنسانية، لو عمرك كنتي بني آدمه…
انزلي السلاح وبطلي الجنون ده!"
هايدي (إيدها بترتعش والسلاح بيهتز):
"سيلين... ضيعتيلي كل حاجة… حتى ساندي معرفتش تعمل حاجة…"
(أصوات عربيات الشرطة قربت – الصفارات مالية المكان)
إيهاب (بسرعة وهو بيكلم بالتليفون):
"أيوه، الشرطة وصلت… إحنا برا الفيلا، اللي معاها السلاح اسمها هايدي الصياد."
(هايدي تسمع صوت الشرطة، تتوتر وتحاول تهرب، بس الحُرّاس يمسكوها لحد ما الشرطة تيجي وتقيدها)
هايدي (وهي مقيدة وبتصرخ بجنان):
"هتندمييييي يا سيلين! هتندميييي!
إنتي السبب في كل حاجةااااااا!"
سيلين (ببرود وهي بصّة في عنيها):
"أنا بس شديت الستارة… إنما المسرحية؟
إنتي اللي كتبتيها."
(الشرطة تاخد هايدي وتمشي… والسكوت يملأ المكان)
تيا (بهمس وهي واقفة جنب سيلين):
"كنتي شجاعة جدًا… بس قلبي كان هيقف والله."
سيف (يحضن سيلين من ضهرها):
"لو كان جرالك حاجة… ماكنتش هسامح نفسي أبدًا."
********************
الشرطة وصلت لسه حالًا، الكل مصدوم...
وهايدي بتترعش، والسلاح لسه في إيدها، وشها باين عليه الجنون والدموع ماليه عنيها، وصريخها بيخبط في جدران المكان.
الظابط (بصوت ثابت وحازم):
"مدام هايدي… ارمي السلاح فورًا وإلا هنضطر نضرب نار!"
هايدي (بتضحك بهستيريا وهي بتصرخ):
"مفيش داعي…
محدش محتاج يضربني…
خلوني أنا أخلّص المهزلة دي!"
سيلين (بتقرب منها خطوة):
"هايدي! ما تعمليش حاجة غبية!
خلي عندك نقطة كرامة أخيرة..."
هايدي (بتضحك بسخرية والدموع في عنيها):
"كرامة؟! أنتي بتكلمي عن الكرامة؟
أنا خسرت كل حاجة… حتى سيف، اللي عمره ما كان ليا!"
سيف (بصوت مش مصدق وقلقان):
"هايدي…"
هايدي (بصّة له بحقد وبعدين بحزن):
"مازن؟
أنا عمري ما حبيتك…
اتجوزتك علشان إنت أخو سيف…
علشان كنت مهووسة بسيف…
من أول مرة شُفته، من أول مرة ابتسم فيها ومكانتش ليا..."
(الكل اتصدم، مازن سند نفسه على حيطة الفيلا وإيديه بترتعش، تيا حطت إيدها على بُقها من الفاجعة، وهدى وقعت على ركبتها بتعيط، أمينة حضنت تاليا ووليد جامد)
هايدي (بتصرخ بغيظ):
"إنتوا كسرتوني… فضحتوني…
وسيلين!!!
إنتي اللي دمرتي كل حاجة… إنتي لعنة…
بس أنا… أنا اللي هختار نهايتي بإيدي!"
(وفجأة، رفعت المسدس على راسها، الكل بيصرخ)
سيف:
"هايدي لااااااااااااا!"
سيلين (بتجري عليها):
"ما تعمليش كدهاااااااااااااااااا!"
(لكن...)
صوت طلقة نار شقّ الصمت.
(سكون تام. الدم نزل عند مدخل الفيلا. الكل متجمد في مكانه. هايدي وقعت على الأرض، والمسدس وقع من إيدها.)
مازن (بهمس وانكسار):
"ليه… ليه عملتي كده…"
سيف (حني راسه بحزن):
"في ناس… نهايتهم بيصنعوها بنفسهم."
سيلين (بصوت واطي وهي بصّة عليها):
"كان ممكن تبدأي من جديد…
بس انتي اخترتي الجحيم بإيدك."
تيا (عينيها مليانة دموع، ومسكه إيد مازن):
"ربنا يرحمها…
رغم كل اللي عملته…
محدش يستاهل يموت كده."
الشرطة بدأت تتحرك عشان تغطّي الجثة، والأطفال طلعوا جوا الفيلا…
تاليا الصغيرة كانت بتعيط ومش فاهمة إيه اللي حصل،
ووليد واقف ساكت، وشه فيه ذهول وصمت رهيب
*☆يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

•تابع الفصل التالي "رواية اقدار لا ترحم " اضغط على اسم الرواية

تعليقات