رواية أصفاد الحب الفصل الثاني والثلاثون 32 - بقلم رشا عبد العزيز
صفاد الحب❤️ 32
أخذ يهدأها بعد ان رآى حالة التشتت التي تعيشها
-مالك ياحبيبة طب اهدي واحكيلي شفتي مين ؟
نظرت اليه وكانها عادت من مكان بعيد لتروي له ما رآته منذ قليل
كانت تقف عند الباب القريب من مدخل الطوارئ عندما توقفت سيارة اسعاف لينزل منها شاب والمسعف ينزلون
رجل محمول على نقالة ، اسرع المسعف والشاب ليتبعه شاب آخر وسيدة ، ظلت تراقب المنظر رغم انه ليس جديد عليها لكنها انتبهت لشئ هي تعرف هذه المرأة جيدًا نعم انها هي زوجة أبيها
إذا هؤلاء اخوتها مهلا انها تصرخ بإسمه إنه هو المحمول على النقالة ليمروا من جانبها لتدير رأسها باتجاههم
ورأته للتأكد فرغم ان الزمن قد خط آثاره على وجهه لكنه لم يتغير. وكأن الماضي قد عاد كشريط مسجل أمامها يوقظ جراح ظنت انها شفيت ، والدها الذي كان بطل لجميع كوابيسها وغصة لكل ذكرياتها ، رؤيته اليوم أرعبتها ، جسده الهزيل العاجز وكأنه على مفترق طرق بين الحياه والموت ، جعلها تقارنها مع زهو حياته وتجبره عليها في الماضي نكرانه لها ذبحه لطفولتها لينزف ذلك القلب متذكرًا جراح دفنتها السنين لن تسامحه فبدل ان يكون مصدر أمانها كان أسوء مخاوفها .
عادت من ذكرياتها على يد ادهم التي تجرها نحو السيارة حتى أجلسها وجلس بجانبها ينظر لها بحزن :
-خذي نفس ياحبيبة واهدي
لكنها كانت لاتزال تحت تأثير صدمتها لم تره منذ زمن بعيد لكن طيفه لم يفارقها كلما نظرت ليدها لتذكّرها آثار ذلك الحرق به .
-عمري ماهسامحه يا ادهم عمري ما هانسى الضرب اوالاهانه والأيام الي عشتها في بيته عمري ماهنسى انه أتبرى مني حتى لو نسيت ايدي هتفكرني بيه .
لتنفجر بالبكاء رغما عنها تحكي كل دمعة قصة ألم عاشتها. رفع يدها يقبل هذا الأثر وأمسك وجهها يديرها نحوه
-بصيلي ياحبيبة ، الي حصل دا كله بقى ماضي انت قدرتي تتخطي وتبقي حاجة تانية .
إجابته بصوت امتزج فيه الألم والحسرة
-ومين قال إني اتجاوزته هو احنا لما بنضحك ولا نشتغل ولاحياتنا تمشي يبقى تجاوزنا لا يا ادهم احنا بنتناسى لكن مش بننسى أنا لسه جوايا حطام الطفلة المشوهة عايشة معايا كل ما اشوف طفل بيلعب طفل بيحضن أبوه او أمه الحضن الي اتحرمت منه في عز احتياجي له . (بقلم رشا عبد العزيز)
جذبها نحوه يحيط جسدها بذراعه يضمها اليه ويده الأخرى تزيل دموعها
-حبيبة احنا مش هنقدر نغير الماضي الماضي مش بايدينا لكن احنا نقدر نغير الحاضر والمستقبل
نقدر نرسم سعادتنا بأيدينا ، الحرمان الي عشتيه هتعوضيه ياروحي مع ولادك .
ثم قرص وجنتها وقال مازحًا
-وان كان على الحضن فحضني موجود ومفتوح ليكي في وقت ما تحتاجيه دا حتى دافي ومريح
لتبتسم من بين دموعها وبصوت مختنق قالت :
-مفيش حضن يوازي حضن الأم والأب
ليدعي الاستياء ويقول معاتبًا :
-كده ياحبيبة يعني حضني مش عاجبك ؟
لتشاكسه قائلة :
-تؤ
ليجاري مشاكستها يرد متوعدًا :
-مدام مش عاجبك هنكمل الطريق وانت بحضني
لكنها ابتعدت عنه تمسح دموعها التي لازالت تسيل على خدها تخبره بامتنان
-متشكرة يا ادهم .
ليقرص وجنتها مبتسمًا
-متشكرة على أي ، دا أنا الي متشكر لأنك حكيتيلى وبكيتي فى حضني .
نظرت اليه بعيون دامعه وسألته
-تفتكر أني هاقدر أسامحه ؟
استدار نحوها يمسح على وجهها ويرتب حجابها يعيد
خصلات شعرها المتمرده ثم توقف ينظر داخل عينيها :
-انت طيبة ياحبيبة وانا عندي إحساس انك هتسامحيه .
-بس مش هاقدر أنسى .
-احنا بنسامح ياحبيبه لكن مش بننسى ولا بنرجع الناس مكانهم
أسبلت عينيها بألم وأجابته بحسرة
-هو عمره ما كان له مكانة عندي ولا حسيت بوجوده أنا عمري ما كان ليا أب
زفر أنفاسه بحزن نظرات الكسرة التي يراها في عينها أصبحت تخنقه لكنه ابتسم :
-لكن من النهاردة هيكون ليكي أب
ليشير لها نحوه نفسه ويقول مازحًا :
-أيه رأيك فيا ؟ أب كيوت وحنين وحلو وأجنن ومفيش مني اتنين .
ضحكت على مدحه بنفسه وأشارت اليه أن يتوقف :
-بس خلاص كفاية أنا موافقة يا بابا بس وقف إعلان الابوة بتاعك ، ربنا يخليك لأولادك يا أدهم . (بقلم رشا عبد العزيز)
امسك راسها يقبل جبهتها
-ويخليكي ليا يا احلى بنوته في الدنيا بحالها .
**************************************
كانت تقف في المطبخ تعد الطعام عندما سمعت صوت جرس الباب تعجبت الأمر فأيمن في العمل والصغار في بيت جدتهم تجاهلت الصوت في البداية لكن صوت الجرس استمر ذهبت ناحية الباب وفتحته لتتسع عيناها وهي ترى آخر شخص توقعت ان تراه :
-ريم ؟!
رفعت ريم عينها المنكسرة وقالت بصوت أضعفته الهموم :
-ازيك ياخديجة ؟
-اهلا ياريم ، اتفضلي .
قالت خديجه ذلك وهي تبتعد عن فتحة الباب وتشير لها بالدخول لتدخل ريم وتجلس على الاريكة .
جلست خديجة على المقعد القريب منها شعرت ريم بنظرات التعجب التي ترمقها بها خديجة لترضي فضولها عندما قالت :
-أكيد انت بتسالي نفسك أنا جاية ليه
أكدت خديجه على كلامها :
-بصراحة ايوه
لتصدمها ريم عندما قالت لها :
-جايه اعتذر منك ياخديجة أنا ظلمتك كتير أنا الي كنت باوز مالك عليكي وكنت بفهمه ان انت بتحاولي تأذي ولادي بس صدقيني غصب عني شيطاني كان بيصورلي كده ويمكن الغيرة منك وانا شايفة مالك بيحبك ومش شايفني ومعتبرني ام ابنه وبس كنت بشوف عيونه بتضحك لما بيروح عندك والابتسامه بتفضل مرسومة على وشه طول ما انت قدامه كنت أتمنى يحبني ربع الحب الي بيحبهولك يمكن عشان كدا كنت بسمم أفكاره ناحيتك زي ما قال .
ظلت خديجة صامتة وكأن الماضي فتح أبوابه من جديد وسحبها نحو ذكرياتها المؤلمة التي تريد أن تنساها وجراح داوتها ولاتريدها أن تنزف من جديد أكملت ريم بغصة وأنفاس متثاقلة
-من ساعة ما أطلقتوا وهو هاجرني وسايب ولاده حتى لما ولدت ابني التايني محضرش معايا وكل مابيني ومابينه الولاد وطلباتهم وبس .
تجمعت الدموع في عينها وتدحرجت سريعًا عنما قالت :
-جايز دا ذنبك ياخديجة وربنا بياخذلك حقك مني .
اخفضت عينيها وعادت ترفعها برجاء:
-سامحيني ياخديجة ارجوكي سامحيني
ثم أخذت تجهش بالبكاء ندمًا .
اقتربت منها خديجة وجلست بجانبها تربت على كتفها
-اهدي يا ريم وبطلي بكى أنا مسامحاك صدقيني ، وبعدين قصتنا أنا ومالك كانت أكيد نهايتها الفراق مهما طال الزمن احنا وصلنا لخط النهاية في الوقت الصح ، وانا مش بلومك انت كنت عاوزاه ليكي انت وولادك لأنك كنت حاسه إنكم الأحق بيه .
ارتسمت ابتسامه كبيره على وجه خديجة عندما لاح طيفه أمامها وقالت بصوت امتزج فيه الحب والسعادة
-أنا يمكن أشكرك لان لو لسه على ذمة مالك كان زماني خسرت كتير لكن أنا دلوقت فزت بحياة جديدة .
زوج بيحبني وأطفال عوضوني الامومة فأنا بشكرك على السعادة الي بعيشها النهاردة .
كانت ريم تنظر اليها بأعين متسعة هي لم تظن يوما ان خديجة من الممكن ان تتخطى مالك لكن على مايبدو ان هناك من أخذ مكانه في قلبها
عادت خديجة تشد على يد ريم وتقول لها :
-مالك طيب ياريم ، وممكن تخليه ينساني ويعيش ليكي ولولادك هو بس دلوقت جايز حاسس بالذنب ناحيتي لكن صدقيني هيتخطى كل دا أكيد في يوم
ظلت خديجه تنصح ريم وتعطيها الحلول وكيف تستطيع إنقاذ زواجها من مالك .
بعد أسبوع علمت من زملائها ان والدها مصاب بجلطة دماغية أصابت نصف جسمه الأيسر بالشلل وعدم القدرة على الكلام .
لتطلب منهم ان يقدموا له المساعدة والعناية لكن من دون ان تخبرهم انه والدها إنما أحد أقربائها لاتعلم لماذا طلبت منهم ذلك
كان يجلس أشقائها بقرب والدهم الذي بدأت حالته تستقر لكنه ظل غير قادر على الكلام ، كانت زوجته تطعمه وتواسيه :
-كل يامحمد ربنا يشفيك ياخويا ، قدر ولطف ، فداك يامحمد ألف محل .
كان يحرك عينيه فقط يتذكر ذلك الحريق الذي التهم محله التجاري مجهود سنين ذهب هباء الريح ، ليدخل عليهم الطبيب
-ازيك النهاردة يا عم محمد ؟
ثم امسك التقارير يقرأها بتمعن
-لا أنت النهاردة احسن بكتير.
ثم نظر إلى الممرضة يزودها ببعض التعليمات والأدوية ، تعجب شروق وأولادها من الاهتمام الكبير الذي يحظى به والدهم ، ألانها مستشفى خاصة لكن هذا لايعني أن ثلاثة أطباء يتناوبون على والدهم هناك أمر غريب ليقترب سامي شقيقها من الممرضة ويسألها بفضول :
-ماشاء الله هو انتو الدكاترة عندكم بيمروا على المرضى كده كتير؟
رفعت الممرضة رأسها عن تلك الأوراق لتجيبه : (بقلم رشا عبد العزيز)
-لا بس أصل الوالد متوصي عليه من دكتورة حبيبة ، ودكتورة حبيبة ليها خاطر عند الدكاترة كلهم .
وما أن ذكر اسمها حتى دارت عينيه نحوشروق التي كنت تنظر اليه بوجه تعلوه الدهشة لتقول :
-هي الدكتورة اسمها إيه اصل ماسمعتش الاسم كويس .
لتنظر لها الممرضة وتكرر عليها الاسم
-دكتورة حبيبة محمد. دكتورة في قسم الأطفال يافندم هي مش قريبتكم ؟
نعم انها هي ابنته التي تنكر منها تمد يد المساعدة له ، ظلمها وجبرته ، خذلها ونصرته ، باعها فاشترته لتنزل دموع عينيه ندمًا ويخفق قلبه معاتبًا يجلده على قطعة منه تخلى عنها .
حتى شروق التي مدت يدها تمسح دموعه وتتذكر كيف ظلمت تلك الصغيره واتهمتها حتى هربت دموعها تعلن ندمًا وألم .
نظر الولدان إلى حال والديهم بحيرة
-ماما هي مين حبيبة دى ؟
أنهت عملها وبدأت تدون بعض الملاحظات قبل ان تذهب لغرفة تيم حينما طرق الباب عليها :
-أتفضل
لتتفاجئ بوجود شقيقيها أمامها ووالدتهم تسبقهم :
-ازيك ياحبيبة ؟
-أهلاً .
قالت ذلك وعادت إلى ما كانت تفعله
لتجلس زوجة أبيها على الكرسي المقابل لها وبتلعثم قالت :
-أنا عارفة ان مش من حقي اطلب منك السماح وأننا آذيناكي كتير بس أبوك حالته صعبة وعاوز يشوفك .
رفعت نظرها لها وقالت باستنكار:
-أنا معنديش أب .
وبصوت متوسل ترجتها الأخرى :
-يابنتي ارجوكي دا بين الحياة والموت وطالب بس يشوفك .
لوت حبيبه شفتيها بسخط وقالت مستهزأة :
-بنتك دلوقت بقيت بنتك ومكنتش بنتك ليه وانا بشتكيلك من اخوكي الي بيتحرش بيا وكدبتيني وقلت إني بتبلى عليه . مكنتش بنتك ليه وانت بتتهميني بالسرقة وتخلي ابويا يحرقني .
أنا مش بنتك والا انت أمي بلاش الحكاية دي عشان انت آخر حد يتكلم عليها .
نكست رأسها حرجًا من نظرات أولادها الذين صدموا من كلام شقيقتهم ليقتربوا منها فيقول أحدهم :
-حبيبة صدقيني احنا منعرفش حاجه منعرفش أصلا أن عندنا أخت النهاردة بس عرفنا .َ
ليستكمل الاخر يتوسلها :
-احنا ملناش دخل باللي عملوه فيكي واحنا بنتأسف منك ، بس أنا ارجوك كابن أبوه محتاجلك ، ارجوك كأخ و أخته تيجي معانا ابويا تعبان اوي ، ابويا خسر كل حاجة .
وكان وقت الانتقام قد حان ، تخلى عنها عندما كانت بحاجة إليه إذًا جاء دورها الآن ستتخلى هي أيضا عنه .
-آسفة مش هاقدر .
ظلوا ينظرون اليها بتوسل ، وأبوا المغادرة .
-أرجوكِ ياحبيبة ، انتِ دكتورة اعتبريها حالة إنسانية .
فكرة واحدة سيطرت عليها وهي ترى نظراتهم وتسمع توسلاتهم لقد كان لهم أباً حقيقياً إذا لماذا كان معها شبح لأب لايمثل سوى الجانب المظلم من الحياة .
أخبرتهم انها ستحاول ذلك حتى يرحلون ، وما أن رحلوا حتى سقط قناع الجمود الذي ارتدته أمامهم وانهارت باكية لاتدري على ماضي أب ظالم لم يرحمها ام على حاضر أب مهزوم يطلب السماح منها .
لم يتوانى على أن يكون معها في هذه المواجهة ليقف بجانبها أمام باب غرفته يده تأسر يدها تحيطها بالأمان وكأنّه مصدر له .
-جاهزة ياحبيبة ؟
لتومئ له بالموافقة ، طرق الباب ثم دخل يسحبها ورائه ، وقف اخوتها بفرح يستقبلونها بلهفة ، لكن عيناها كانت موجهة نحوه ، ثقلت أقدامها وأبت حملها لتتسمر مكانها تطرق الذكريات مخيلتها صراخها عندما كان يضربها ، سخريته منها عندما يجدها تقرأ ، نعتها بأبشع الشتائم عندما يتذكر والدتها وتوسلاتها أن يرحمها قبل أن يحرق يدها .
ذكريات صرخت داخلها منعتها من الحركة لترفع يدها تتشبث بذراع أدهم وكانها تحتمي به من هذه الذكريات
انحنى أدهم نحوها يطلب منها التقدم عندما وجد عيني والدها تتوسلها الاقتراب منه
-يلا ياحبيبة قربي .
ثم همس في أذنها :
-ماتخافيش ياحبيبتي أنا معاكي .
مشت تلك الخطوات القليلة حتى تمنت انها لم تصل ، لتقف أمامه مباشرة ، تساقطت الدموع من عينيه تمنى لو يستطيع احتضانها لكنه رفع يده يود لمسها ، نظرت إلى يده الممدودة لا تعلم ماذا تفعل ، لازالت تخشاه حولت نظرها نحو أدهم الذي حرك رأسه يدفعها للاقتراب منه ، اقتربت متوجسةً وبيد مرتعشة ، وأمسكت يده لتتسارع أنفاسها خوفا اماهو فامسكها بوهن وازداد تدفق دموعه وكأنّه يعلن ندمه ويطلب منها السماح خرجت من بين شفتيه أصوات غير مفهومه لكنها تعلم ما يريد انحنت نحوه :
-أنا عارفة انت عاوز تقول أيه خلاص أنا مسامحاك بس مش عشانك عشان ولادي ، عشان مكونش عاقة و ولادي يعوقوني ، مسمحاك اه بس مقدرش أوعدك إني هانسى .
لتفلت يده بسرعة ولاتعلم كيف أتتها القوة لتسرع خطواتها حتى خرجت من الغرفة تأخذ أنفاسها بعد أن أوشكت على الإختناق في الداخل تبعها أدهم وأشقائها حتى قال احدهم :
-حبيبة ياريت تعتبرينا أخواتك بجد احنا فرحانين اوي ان عندنا أخت زيك .
لم تستطع الكلام لتحرك لهم رأسها بالموافقة .
اقترب منها ادهم وأمسك يدها المرتعشة ويأخذها نحو غرفتها في المستشفى وما ان أغلق الباب حتى فتح لها ذراعيه وقال لها :
-عيطي ياحبيبة .
ارتمت بين أحضانه من دون تردد وكانها أصبحت ملاذها وانهارت بالبكاء وجسدها يرتجف بين ذراعيه
تركها تخرج كل ما بداخلها من الألم حتى استكانت بين يديه أبعدها عنه يمسح دموعها لتنظر اليها بعيون غشيتها الدموع تنتظر ما سوف ينبثق من شفتيه :
-بنوتي الجميلة ، الي عملتيه هو الصح انت خلاص تغلبتي على خوفك وطويتي صفحة الماضي .
ودا الصح ياحبيبة احنا لازم نتخطى الماضي عشان نقدرنبني حاضر صح ونأمن مستقبل جميل .
حركت رأسها توافقه الرأي .
-مسامحتك لوالدك مش ضعف بالعكس انك تكوني في موقع قوة وتقدري تسامحي دا قمة الشجاعة وزي ماقلتي ياحبيبة دا في النهايه والدك ، احنا بنعمل كده عشان ربنا يبارك لنا في ولادنا .
لتنتبه فجأة وكأنها تذكرت شيئاً :
-أدهم احنا اتاخرنا على تيمو .
نظر لها مبتسما يعذر قلبه الذي يعشقها كل يوم أكثر فمن لايعقش روحا بهذا الحنان فرغم حالتها لم تنسى ولده الصغير
****************************************(بقلم رشا عبد العزيز)
كانت تستلقي على الاريكه ورأسها على ساقيه تشاهد مسلسها المفضل على التلفاز لكنها في الحقيقه كانت تفكر في ماحدث اليوم وطلب ريم منها السماح
ابتسمت مستهزأة لو أن أحدًا أخبرها ان الأمور بينها وبين مالك ستصل إلى هذا الحد لما صدقت ذلك .
ولم تصدق أنها جلست اليوم تخبر ريم عن مفاتيحه وكيف لها ان تستطيع كسبه دون ان تشعر بأي مشاعر اتجاهه هل تخلصت من أصفاد حبه إلى الأبد .
لم تتوقع يومًا ان تحب أحدا غيره لترفع رأسها نحو أيمن الذي كان يمسك هاتفه يتصفح أحد المواقع الرياضية .
ويده الأخرى تداعب خصلات شعرها لتسحب يده نحوها تقبلها ، فلم يصدر أي ردة فعل وظل مندمج مع هاتفه
لتقرب يده مرة أخرى من فمها لكن هذه المره لتعضها
-اه يا عضاضة
لتنظر له بوجه ممتعض وتقول مستهجنة :
-سيب التلفون شوية ، أنا زهقت عاوزه اتكلم معاك
ليضرب وجنتها بخفة ويقرصها مبتسمًا
-دقايق ياروحي أكمل التقرير الرياضي دا وأفضالك .
لترفع نفسها تعتدل بجلستها وتجلس بجانبه تنوي إخباره ما حدث اليوم :
-ريم زارتني النهاردة .
ليسألها وهو لايزال يطالع هاتفه :
-ريم مين ؟
-ريم مرات مالك .
ليرفع عينه عن هاتفه ويضعه جانباً ويستدير نحوها بسرعة يسألها بترقب
-وكانت عاوزة منك إيه ؟
نظرت تجيبه :
-كانت عاوزاني أسامحها .
-وانت قلت أيه ؟
لتقترب منها تضم جسدها نحو جسده ورأسها يستكين على كتفه
-قلتلها شكراً .
قطب حاجبه بحيرة يسألها :
-شكراً على إيه ؟
ابتعدت عنه وأحاطت وجهه بكفيها تنظر داخل عينيه .
-شكرا لأن لولا الي عملته مكنتش أتطلقت من مالك ولاكنت اتجوزتك وعشت السعادة الي أنا عايشة فيها معاك .
اشرق وجهه بابتسامة كبيرة وأمسك يدها الموضوعة على وجهه يقبل باطنها يسألها بلهفة :
-يعني ياخديجة انت بتحبيني وعايشة معايا بسعادة ؟
وبنظرات عاشقة وصوت غلفه الحب قالت :
-ايوه يا ايمن أنا بحبك .
-ومالك ؟
سؤال راوده الفضول لمعرفه جوابه :
-أنا يا أيمن حبي لمالك وصل لمرحلة اصبح فيها زي اللعنة مرض بيتعبك نفسك تخلص منه والمرض دا كان لازم يكون له دوا. وحبك يا ايمن كان احسن دوا بالنسبالي حبك لو طعم تاني طعم أمان وسعادة .أنا بحبك يا أيمن اوي .
ارتجف قلبه بين أضلعه بتصريحاتها التي تمنى ان يسمعها ليحتضنها بقوة ويقول
-وانا بموت فيكي يا روح ايمن .
*******************************************'
عاد تيم إلى البيت بعد ان قضى عشرة أيام في المستشفى ، فاستقرار حالته جعل الأطباء يسمحون له بالخروج.
جلست أمامه على السرير تطمأن عليه وتحادثه هي وجدته التي كانت معهم حتى استأذنت للذهاب للنوم .
لتظل هي وأدهم معه
لاحظت تغيره منذ أن ورده ذلك الاتصال الهاتفي فتغير ملامحه وشروده بين الحين والآخر ينذر بوجود خطب ما ، جاور صغيره على الفراش وبدأ يتحدث معه ولاعبه تحت نظراتها مبتسمة
حتى التفت لها تيم وقال :
_مامي هو انت مش هتحكيلي حكاية ؟
حركت حبيبة يدها تمسح على شعره ووجهه :.
_حاضر يا حبيبي .
وبدأت تقص عليه حكاية من الحكايات التي كانت تحفظها حتى غفى ودثرته بالغطاء رفعت نظرها لتجد أدهم َ ينظر إلى صغيره شارد الذهن .
_أدهم تيمو نام خلاص لو عاوز انت كمان تنام.
اومأ برأسه بالموافقه وهمت هي بالنهوض ليستوقفها صوته :
_حبيبة صفا عاوزة تجي تطمن على تيم بعد العملية .
رغم المشاعر التي انتابتها وخوفها على ردة فعل تيم عند رؤية والدته. لكنها ادعت عدم المبالاة ، نظرت لتيم ثم حولت نظرها له وقالت :
_وماله دا ابنها ومن حقها تطمن عليه .
_يعني انت معندكيش اعتراض؟ .
رفعت حاجبها مستغربة سؤاله :
_واعترض ليه دي أمه وأنا مش من حقي امنع ام من زياره ابنها .
شعر بغصة في صدره كم تمنى لو عارضت او حتى استنكرت اي شئ يشعره انها تغار عليه أو أنه يعني لها شئ.. لكن حبيبة لن تتغير.. برودها. هذا أصبح يؤلمه. كلما احس انه اقترب منها ذراعًا يجدها ابتعدت عنه باعًا .
دخلت إلى غرفتها وجلست على السرير تدور في ذهنها فكره واحده هل صفا
سوف تأخذ تيم بعد أن عرفت أن أدهم قد تزوج؟
وهل سيوافق أدهم لو طلبت منه ذلك؟
•تابع الفصل التالي "رواية أصفاد الحب" اضغط على اسم الرواية